aloqili.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

aloqili.com

سيرة نبوية - تاريخ القبائل - انساب العقلييين - انساب الهاشمين - انساب المزورين
 
السياسة الدوليةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ عودة ال
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 687
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
الموقع : www.arabelalekat.yoo7.com

الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد Empty
مُساهمةموضوع: الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد   الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد Emptyالخميس سبتمبر 25, 2008 8:14 am

الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد ، ولدته فاطمة في المدينة سنة ( 3هـ ) ، وهو أكبـر أبنائها ، كان عاقلاً حليماً محباً للخير وكان أشبه أهل النبي بجده النبي -صلى الله عليه وسلم- 000



كرم النسب
قال معاوية وعنده عمرو بن العاص وجماعة من الأشراف Sad من أكرم الناس أباً وأماً وجدّاً وجدّة وخالاً وخالةً وعمّاً وعمّةً )000فقام النعمان بن عجلان الزُّرَقيّ فأخذ بيد الحسن فقال Sad هذا ! أبوه عليّ ، وأمّه فاطمة ، وجدّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وجدته خديجة ، وعمّه جعفر ، وعمّته أم هانىء بنت أبي طالب ، وخاله القاسم ، وخالته زينب )000فقال عمرو بن العاص Sad أحبُّ بني هاشم دعاك إلى ما عملت ؟)000 قال ابن العجلان Sad يا بن العاص أمَا علمتَ أنه من التمس رضا مخلوق بسخط الخالق حرمه الله أمنيّته ، وختم له بالشقاء في آخر عمره ، بنو هاشم أنضر قريش عوداً وأقعدها سَلَفاً ، وأفضل أحلاماً )000


حب الرسول له
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- والحسن على عاتقه Sad اللهـم إني أحـبُّ حسنـاً فأحبَّـه ، وأحِـبَّ مَـنْ يُحبُّـه )000وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يصلي ، فإذا سجد وثب الحسنُ على ظهره وعلى عنقه ، فيرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رفعاً رفيقاً لئلا يصرع ، قالوا Sad يا رسول الله ، رأيناك صنعت بالحسن شيئاً ما رأيناك صنعته بأحد )000قالSad إنه ريحانتي من الدنيا ، وإن ابني هذا سيّد ، وعسى الله أن يصلح به بين فئتيـن عظيمتيـن )000


الهيبة والسؤدد
كان الحسن -رضي الله عنه- أشبه أهل النبي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقد صلّى أبو بكر الصديق صلاة العصر ثم خرج يمشي ومعه عليّ بن أبي طالب ، فرأى الحسن يلعبُ مع الصبيان ، فحمله على عاتقه و قال Sad بأبي شبيه بالنبيّ ، ليس شبيهاً بعليّ )000وعلي يضحك000

كما قالت زينب بنت أبي رافع : رأيت فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتت بابنيها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شكواه الذي توفي فيه فقالت Sad يا رسول الله ! هذان ابناك فورّثْهُما )000فقال Sad أما حسنٌ فإن له هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فإن له جرأتي وجودي )000


أزواجه
كان الحسن -رضي الله عنه- قد أحصن بسبعين امرأة ، وكان الحسن قلّما تفارقه أربع حرائر ، فكان صاحب ضرائر ، فكانت عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري وعنده امرأة من بني أسد من آل جهم ، فطلقهما ، وبعث إلى كلِّ واحدة منهما بعشرة آلاف وزقاقٍ من عسل متعة ، وقال لرسوله يسار بن أبي سعيد بن يسار وهو مولاه Sad احفظ ما تقولان لك )000فقالت الفزارية Sad بارك الله فيه وجزاه خيراً )000وقالت الأسدية Sad متاع قليل من حبيب مفارقٍ )000فرجع فأخبره ، فراجع الأسدية وترك الفزارية000

وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قال عليُّ Sad يا أهل الكوفة ، لا تزوّجوا الحسن بن عليّ ، فإنه مطلاق )000فقال رجل من همدان Sad والله لنزوِّجَنَّهُ ، فما رضي أمسك ، وما كره طلّق )000


فضله
قال معاوية لرجل من أهل المدينة Sad أخبرني عن الحسن بن علي )000قال Sad يا أمير المؤمنين ، إذا صلى الغداة جلس في مصلاّه حتى تطلع الشمس ، ثم يساند ظهره ، فلا يبقى في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل له شرف إلاّ أتاه ، فيتحدثون حتى إذا ارتفع النهار صلى ركعتين ، ثم ينهض فيأتي أمهات المؤمنين فيُسلّم عليهن ، فربما أتحفنه ، ثم ينصرف إلى منزله ، ثم يروح فيصنع مثل ذلك )000فقال Sad ما نحن معه في شيء )000

كان الحسن -رضي الله عنه- ماراً في بعض حيطان المدينة ، فرأى أسود بيده رغيف ، يأكل لقمة ويطعم الكلب لقمة ، إلى أن شاطره الرغيف ، فقال له الحسـن Sad ما حَمَلك على أن شاطرتـه ؟ فلم يعاينه فيه بشـيء )000قال Sad استحت عيناي من عينيه أن أعاينـه )000أي استحياءً من الحسـن ، فقال له Sad غلام من أنت ؟)000قال Sad غلام أبان بن عثمان )000فقال Sad والحائط ؟)000أي البستان ، فقال Sad لأبان بن عثمان )000فقال له الحسن Sad أقسمتُ عليك لا برحتَ حتى أعود إليك )000فمرّ فاشترى الغلام والحائط ، وجاء الى الغلام فقال Sad يا غلام ! قد اشتريتك ؟)000فقام قائماً فقال Sad السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يا مولاي )000قال Sad وقد اشتريت الحائط ، وأنت حرٌ لوجه الله ، والحائط هبة مني إليك )000فقال الغلام Sad يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له )000


حكمته
قيل للحسن بن علي Sad إن أبا ذرّ يقول : الفقرُ أحبُّ إلي من الغنى ، والسقم أحبُّ إليّ من الصحة )000 فقال Sad رحِمَ الله أبا ذر ، أما أنا فأقول Sad من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمنّ أنه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له ، وهذا حدُّ الوقوف على الرضا بما تصرّف به القضاء )000

قال معاوية للحسن بن عليّ Sad ما المروءة يا أبا محمد ؟)000قال Sad فقه الرجل في دينه ، وإصلاح معيشته ، وحُسْنُ مخالَقَتِهِ )000

دعا الحسنُ بن عليّ بنيه وبني أخيه فقال Sad يا بنيّ وبني أخي ، إنكم صغارُ قومٍ يوشك أن تكونوا كبارَ آخرين ، فتعلّموا العلم ، فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه ، فليكتبهُ وليضعه في بيته )000
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
الشيخ عودة ال
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 687
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
الموقع : www.arabelalekat.yoo7.com

الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد   الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد Emptyالخميس سبتمبر 25, 2008 8:16 am


عام الجماعة
بايع أهل العراق الحسن -رضي الله عنه- بالخلافة بعد مقتل أبيه سنة ( 40هـ ) ، وأشاروا عليه بالمسير الى الشام لمحاربة معاوية بن أبي سفيان ، فزحف بمن معه ، وتقارب الجيشان في موضع يقال له ( مسكن ) بناحية الأنبار ، ولم يستشعر الحسن الثقة بمن معه ، وهاله أن يقْتتل المسلمون وتسيل دماؤهم ، فكتب إلى معاوية يشترط شروطاً للصلح ، ورضي معاوية ، فخلع الحسن نفسه من الخلافة وسلم الأمر لمعاوية في بيت المقدس سنة ( 41هـ ) وسمي هذا العام ( عام الجماعة ) لاجتماع كلمة المسلمين فيه ، وانصرف الحسن -رضي الله عنه- الى المدينة حيث أقام000


الحسن ومعاوية
قال معاوية يوماً في مجلسه Sad إذا لم يكن الهاشمـيُّ سخيّاً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن الزبيـري شجاعاً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن المخزومـي تائهاً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن الأمـوي حليماً لم يشبه حسبه )000فبلغ ذلك الحسن بن علي فقال Sad والله ما أراد الحق ، ولكنّه أراد أن يُغري بني هاشـم بالسخاء فيفنوا أموالهم ويحتاجون إليه ، ويُغري آل الزبيـر بالشجاعة فيفنوا بالقتل ، ويُغري بني مخـزوم بالتيه فيبغضهم الناس ، ويُغري بني أميـة بالحلم فيحبّهم الناس !!)000


مرضه
قال عبد الله بن الحسين : إن الحسن كان سُقِيَ ، ثم أفلتَ ، ثم سُقِيَ فأفلتَ ، ثم كانت الآخرة توفي فيها ، فلمّا حضرته الوفاة ، قال الطبيب وهو يختلف إليه Sad هذا رجلٌ قد قطع السُّمُّ أمعاءه )000فقال الحسين Sad يا أبا محمد خبّرني من سقاك ؟)000قال Sad ولِمَ يا أخي ؟ )000قال Sad اقتله ، والله قبل أن أدفنـك ، أولا أقدرُ عليه ؟ أو يكون بأرضٍ أتكلّف الشخـوص إليه ؟)000فقـال Sad يا أخـي ، إنما هذه الدنيا ليالٍ فانية ، دَعْهُ حتى ألتقـي أنا وهو عنـد الله )000فأبى أن يُسمّيَهُ ، قال Sad فقد سمعتُ بعضَ من يقول : كان معاوية قد تلطّف لبعض خدمه أن يسقيَهُ سُمّاً )000


بكاؤه
لمّا أن حَضَرَ الحسن بن علي الموتُ بكى بكاءً شديداً ، فقال له الحسين Sad ما يبكيك يا أخي ؟ وإنّما تَقْدُمُ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وعلى عليّ وفاطمة وخديجة ، وهم وُلِدوك ، وقد أجرى الله لك على لسان النبي -صلى الله عليه سلم- Sad أنك سيّدُ شباب أهل الجنة )000وقاسمت الله مالَكَ ثلاث مرات ، ومشيتَ الى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرّةً حاجّاً)000وإنما أراد أن يُطيّب نفسه ، فوالله ما زاده إلا بكاءً وانتحاباً ، وقال Sad يا أخي إني أقدِمُ على أمرٍ عظيم مهول ، لم أقدم على مثله قط )000


وفاته
توفي الحسن -رضي الله عنه- في سنة ( 50هـ ) ، وقد دُفِنَ في البقيع ، وبكاه الناس سبعة أيام : نساءً وصبياناً ورجالاً ، رضي الله عنه وأرضاه000وقد وقف على قبره أخوه محمد بن عليّ وقال Sad يرحمك الله أبا محمد ، فإن عزّت حياتك لقد هَدَتْ وفاتك ، ولنعم الروحُ روحٌ تضمنه بدنك ، ولنعم البدن بدن تضمنه كفنك ، وكيف لا يكون هكذا وأنت سليل الهدى ، وحليف أهل التقى ، وخامس أصحاب الكساء ، غذتك أكف الحق ، وربيت في حجر الإسلام ورضعت ثدي الإيمان ، وطبت حيّاً وميتاً ، وإن كانت أنفسنا غير طيبة بفراقك فلا نشك في الخيرة لك ، رحمك الله )000
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
الشيخ عودة ال
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 687
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
الموقع : www.arabelalekat.yoo7.com

الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد   الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد Emptyالخميس سبتمبر 25, 2008 8:30 am

الحسن بن على رضي الله عنهما
وومضات خيرية من آل بيت النبوة


الكاتب : الهيثم زعفان
العمل الخيري له لذة تعبدية خاصة، يشعر بها من ينوي بفعله مرضاة الله سبحانه وتعالى والتقرب إليه سبحانه، فهو ليس عبارات جمالية أو مواقف بذلية تسطرها الأقلام، ولكنه تطبيق عملي، يُرفع ويُقبل بالإخلاص، الذي لا يطلع عليه إلا علام الغيوب، نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.

والصحابة وآل بيت النبوة رضوان الله عليهم قدموا للأمة الإسلامية منهاج عمل تربوي خيري عملي تعبدي، منبعه التوجيه الرباني والهدي النبوي، فهم تربة خصبة استُنبتت فأنبتت بإذن ربها تطبيقات عملية خلدت ذكرهم في الأفاق.

وهذا المقال يتناول ومضات خيرية لأحد هؤلاء العظماء وهو الحسن بن علي رضي الله عنهما، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي في سيرته الخيرية دروس لكل المسلمين بصفة خاصة والأغنياء منهم بصفة عامة، فالحسن رضي الله عنه كان له منهج خاص في الغنى والإنفاق سيتعرض له المقال مصحوباً ببعض تطبيقاته العملية، ولو وضع كل غني هذا المنهج، كموجه لحياته، لتبدل حال الغني مع الفقير إلى الأحسن، ولتغيرت بعض معالم خريطة العمل الخيري الإسلامي إلى مزيد من الفاعلية، خاصة إذا كان هذا المنهج مصحوباً بنية صالحة بعيداً عن النفاق والرياء.

والحسن بن علي رضي الله عنهما له كلمات مأثورة كثيرة، منها ما نلمس فيها حبه لصنائع المعروف وفعل الخيرات، كقوله: مكارم الأخلاق عشرة؛ صدق اللسان، وصدق البأس، وإعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم، والترحم على الجار، ومعرفة الحق للصاحب، وقرى الضعيف، ورأسهن الحياء.

نسبه رضي الله عنه
هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشي الهاشمي، أبو محمد، سبط النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيدة نساء العالمين، وريحانة النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد شباب أهل الجنة، وشبيهه، مولده في شعبان سنة ثلاث من الهجرة وقيل في نصف رمضانها، سماه النبي صلى الله عليه وسلم الحسن، وعق عنه يوم سابعه، وحلق شعره وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة، وهو خامس أهل الكساء، كما كان رضي الله عنه من أسخى أهل زمانه، وعد رضي الله عنه من الأجواد.

منهجه رضي الله عنه في الغني والإنفاق
كان للحسن بن على رضي الله عنهما نظرة خاصة للغني والإنفاق،اعتبرها منهاج عمل له في النظر إلى المال وطريقة إنفاقه في سبيل الله، وهي نظرة عقدية تستمد أصولها من الشريعة الإسلامية، فقد قيل للحسن بن علي إن أبا ذر يقول "الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة" فقال الحسن رضي الله عنه "رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن شيئاً وهذا حد الوقوف على الرضى بما تصرف به القضاء". فهذه هي نظرة الحسن رضي الله عنه القدرية إلى الغنى.

أما عن منهجه في الإنفاق في سبيل الله فقد سُئل الحسن بن علي رضي الله عنهما: لأي شئ نراك لا ترد سائلاً وإن كنت على فاقة؟، فقال: "إني لله سائلاً وفيه راغب، وإن الله تعالى عودني عادة، عودني أن يفيض نعمه عليّ وعودته أن أفيض نعمه على الناس، فأخشى إن قطعت عادتي أن يمنعني عادته".

إنها نظرة عقدية ثاقبة في الإنفاق وفعل الخيرات، فقد رد رضي الله عنه النعمة إلى صاحبها سبحانه وتعالى، فهو يفيض بنعم الله على العباد ولا يتفضل بنفسه، كما يفعل بعض المغيبين الآن نفاقاً ورياءً، وذلك لأن الحسن رضي الله عنه فقه لحقيقة الامتلاك، بل وربط إنفاقه بعهد مع الله يخشي أن يخلفه فينقطع فيض الرحمن عليه. ليس هذا فقط بل إنه يري الخيرية من منظار مدى إشراك الناس في العيش فقد قيل له رضي الله عنه من أحسن الناس عيشاً ؟ فقال "من أشرك الناس في عيشه وقيل له من شر الناس؟ فقال: من لا يعيش في عيشه أحد".

ليتنا ننفق في سبيل الله وفق تلك النظرة العقدية الربانية فيتبدل حالنا مع الله ومع العباد.

الحسن بن علي رضي الله عنهما وقسمته لماله مع الله
من الأشياء التي تثلج الصدور في فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكاد تختفي من واقعنا المعاصر، هو ما عرف "بقسمة الأموال مع الله"، فتجد الصحابي كل فترة، يقسم ماله مع الله، فهذا يقسم مرة، وذاك مرتين، وآخر ثلاثة وهكذا، والحسن بن علي رضي الله عنهما ممن أنعم الله عليهم بتلك النعمة،

فعن عبد الله بن عبيد الله بن عمير قال: قال ابن عباس عن الحسن بن علي: ولقـد قاسم الله ماله ثلاث مرات، حتى إنه يعطي الخف ويمسك النعل.

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه خطب الناس ثم قال: إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع مالاً، وهو يريد أن يقسمه بينكم، فحضر الناس فقام الحسن فقال: إنما جمعته للفقراء، فقام نصف الناس، ثم كان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس.

وقد بعث إليه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بمائة ألف، فقسمها الحسن رضي الله عنه بين جلسائه، فأصاب كل واحد منهم عشرة آلاف.

الحسن بن علي رضي الله عنهما وقضاء حوائج الناس
جاء من كلام الحسن وذكر بعض الكتّاب أنه من كلام الحسين رضي الله عنهما: "إن حوائج الناس إليكم، من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم فتحور نقماً، واعلموا أن المعروف مكسب حمداً ومعقب أجراً، فلو رأيتم المعروف رجلاً، رأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين ويفوق العالمين، ولو رأيتم اللؤم، رأيتموه سمجاً مشوهاً، تنفر عنه القلوب والأبصار" .

وهناك تطبيقات عملية كثيرة في حياة الحسن بين علي رضي الله عنهما من جهة قضاء حوائج الناس منها: أن رجلاً جاء إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما فذكر له حاجته فخرج معه لحاجته، فقال: أما إني قد كرهت أن أعينك في حاجتي ولقد بدأت بحسين فقال: لولا اعتكافي لخرجت معك. فقال الحسن: لقضاء حاجة أخ لي في الله أحبّ إليّ من اعتكاف شهر، وجاء في رواية أخرى أنه ترك الطواف وخرج في حاجة إنسان له حاجة عند شخص معين.

كما أن رجلاً رفع إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما رقعة فقال: قد قرأتها، حاجتك مقضية، فقيل له: يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو نظرت إلى رقعته وراجعته على حسب ما فيها، فقال: أخاف أن أسأل عن ذل مقامه بين يدي حتى أقرأها.

الحسن بن علي رضي الله عنهما وقضاء الدين
دخل الحسن بن علي رضي الله عنهما ذات يوم على أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وهو يجود بنفسه ويقول واكرباه واحزناه فقال له الحسن، وما الذي أحزنك يا عم، فقال له أي ابن رسول الله عليَّ دين مقداره ستون ألف درهم ولا أتمكن من رده، فقال الحسن رضي الله عنه، سأردها عنك، فقال له أسامة فك الله رهانك يا ابن النبي إن الله أعلم حيث يجعل رسالته. وهكذا نجد حال سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قضاء الدين لعلمه بعظم الجزاء على هذا المعروف الجميل.

نماذج من عطاءات الحسن بن علي رضي الله عنهما
كان الحسن بن علي رضي الله عنهما جواداً سخياً في عطائه، واعتبرته بعض الروايات أنه أجود أهل زمانه، حتى أن أعرابياً قدم إلى المدينة يستعطي الناس فقيل له عليك بالحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أو عبد الله بن جعفر أو سعيد بن العاص.

قال محمد بن سيرين: ربما أجاز الحسن بن علي الرجل الواحد بمائة ألف؛ وقال سعيد بن عبد العزيز، سمع الحسن رجلاً إلى جانبه يدعو الله أن يملكه عشرة آلاف درهم فقام إلى منزله فبعث إليه بالعشرة آلاف.

وقال أبو هارون العبدي: انطلقنا حجاجاً فدخلنا المدينة، فدخلنا على الحسن بن علي رضي الله عنهما، فحدثناه بمسيرتنا، وحالنا، فلما خرجنا بعث إلى كل واحد منا بأربعمائة، فرجعنا، فأخبرناه بيسارنا، فقال: لا تردوا علي معروفي فلو كنت في غير هذه الحال لكان هذا لكم يسيراً، أما إني مزودكم، إن الله يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة.

وذات يوم رأى الحسن بن علي رضي الله عنهما غلاماً في حائط من حوائط المدينة يأكل من رغيف لقمة، ويطعم كلباً هناك لقمة، فقال له: ما حملك على هذا ؟ فقال: إني استحيي من أن آكل ولا أطعمه، فقال له الحسن: لا تبرح مكانك حتى آتيك فذهب إلى سيده فاشتراه، واشترى الحائط الذي هو فيه، فأعتقه وملَّكه الحائط، فقال له الغلام: يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له.

فنعم فعل الحسن رضي الله عنه، ونعم صنيع الغلام الذي أنفق في الشدة بلقمة وأنفق في الرخاء بحائط وفي كلٍ أنفق بكل ما يملك. رحم الله الغلام ورحم الله الحسن بن علي رضي الله عنهما، والحمد لله على نعمة الإسلام الذي أخرج للعالم معروف الغلام المعتوق وصنائع الحسن رضي الله عنه العاتق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
 
الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  موقف أهل السنة والجماعة من آل البيت فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة
» 168 - النويري المكي، تاج الدين أبو الفضل محمد بن محمد
» قبر عقيل بن ابي طالب
» عقيل بن ابى طالب
» سيرة الامام الحسين بن علي بن ابي طالب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aloqili.com :: منتدي ال البيت النبوي-
انتقل الى: