aloqili.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

aloqili.com

سيرة نبوية - تاريخ القبائل - انساب العقلييين - انساب الهاشمين - انساب المزورين
 
السياسة الدوليةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يهود مصر. . من الازدهار إلى الشتات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

يهود مصر. . من الازدهار إلى الشتات Empty
مُساهمةموضوع: يهود مصر. . من الازدهار إلى الشتات   يهود مصر. . من الازدهار إلى الشتات Emptyالسبت فبراير 28, 2015 7:52 am

اليهود فى مصر يهود مصر. . من الازدهار إلى الشتات الكتاب : يهود مصر. . من الازدهار إلى الشتات المؤلف : محمد أبو الغار دار الهلال - مصر قليلة هي الكتب والمراجع التي تحدثت بالتفصيل عن حال اليهود العرب وخاصة اليهود في مصر لكن هذا الكتاب يروي بأسلوب اقرب إلى الحكاية قصة اليهود المصريين في القرن العشرين ويشرح أصولهم ومذاهبهم المختلفة ونشاطهم الاقتصادي بجوانبه المختلفة ونشاطهم السياسي الذي تركز في الانتماء إلى التيارات الشيوعية أو الصهيونية. ولم يغفل الكتاب الذي يقع في 246 صفحة من القطع المتوسط دور يهود مصر الثقافي وعلاقتهم بالفن والصحافة الصاعدة آنذاك في مصر على أنه يلقي الضوء أيضاً على علاقة يهود مصر بالحركة الصهيونية منذ نشأتها وكذلك علاقة بقية الشعب المصري مسلميه ومسيحييه بيهود مصر والتطور المثير في تلك العلاقة من الشراكة في المواطنة إلى العداء. وإمعاناً في إظهار مكونات يهود مصر يصور الكتاب الحياة الاجتماعية لهذه الأقلية المتغلغلة في النسيج الاجتماعي عبر المدارس والمستشفيات والمعابد والمتاجر الكبرى ووظائف الدولة المرموقة، معرجاً على التطور الهائل الذي حدث في الشخصية اليهودية المصرية وكيف أدى التطور في القضية الفلسطينية إلى إحداث شرخ في علاقة يهود مصر بباقي المصريين. ما حدث لليهود في مصر خلال عهد ازدهارهم ويشرح أسباب هجرتهم ووجهتهم، لكنه في كل مفاصله تقريباً يشدد على لعب اليهود المصريين دوراً غاية في الانسلاخ من الأمة المصرية بمجرد تشكل بداية دولة لليهود في فلسطين. كما ناه يركز على حقيقة أن يهود مصر كانوا وجهاء ومثقفين وأغنياء خلافاً للشعب المصري الفقير آنذاك الأمر الذي فاقم من عزلتهم في كانتونات وأحياء خاصة كما هو حالهم دائماً. حال اليهود المصريين من مذاهب وأصول عرقية إنهم مختلفون ومتفرقون ما بين سكان حارة اليهود في القاهرة ويهود الإسكندرية وما بين السفارديم والاشكناز وطائفتي اليهود القرائين واليهود الربانيين اللتين اختصت بهما مصر دون غيرها من الدول العربية باعتبارهما أكثر الطوائف اليهودية قرباً من المصريين لغة وواقعاً اجتماعياً. إلى أن ثمة صراعات داخلية بين طوائف يهود مصر. وبكثير من التفصيل أيضا يجيب الكاتب عن سؤال الجنسية المصرية واليهود في مصر باعتبارهم مصريين أولاً وأخيراً تلك المرحلة التاريخية التي جمعت وجودهم على أرض مصر وصعود "مصر الفتاة" و" الإخوان المسلمين " وكنوع من التاريخ يقسم الكاتب تاريخ يهود مصر إلى فترتين: الأولى قبل الخمسينيات والثانية من عام 1957 إلى نهاية الستينيات حيث انتهى الوجود اليهودي في مصر تماماً أهم الشخصيات اليهودية التي لعبت دورا مهما في تاريخ مصر من أبي حصيرة و "موسي قطاوي" باشا و"يعقوب صنوع" و"فكتور نحمياس" كرموز اقتصادية وسياسية مروراً برموز الفن كـ"ليلى مراد" و"توجو مزراحي" وانتهاء بعشرات العائلات المصرية اليهودية الشهيرة مثل: "شملا"، و"حاييم" و"نجار" و"سموحة" وغيرها... وحول مشاركة اليهود في الحياة السياسية في مصر إن يهود مصر لعبوا أدواراً معلنة وأخرى مستترة في السياسة المصرية منذ القرن التاسع عشر ومن ضمن الأدوار المعلنة تأييد ثورة عرابي ومن ثم ثورة سعد زغلول، والمثير أن اليهود كانوا على علاقة بالحكم في مصر منذ عهد محمد علي حتى الملك فاروق وحتى بعد ذلك بكثير. أما الصحافة اليهودية فقد كان لها صولات وجولات في مصر حيث أنشأ اليهود خلال ستة عقود أكثر من 50 صحيفة بلغات متعددة خاصة الفرنسية منها حيث كانت لغة التخاطب والدراسة لأغنياء يهود مصر. ومن هذه الصحف صحيفة " إسرائيل" التي صدرت عام 1920 بثلاث لغات: العربية والعبرية والفرنسية لصاحبها اليهودي المصري ألبرت موصيري. والأكثر غرابة من إنشاء صحف يهودية في مصر في وقت مبكر هو تعاطف صحف مصرية غير يهودية مع "الصهيونية" ومع اليهود آنذاك. هو الذي يحدث عن يهود مصر ودورهم ومواقفهم داخل الكيان المصطنع والدولة العبرية وصولاً إلى حقيقة تاريخية تقول إن أكثر اليهود عداءً للعرب هم اليهود العرب! اليهود فى مصر بعد انقلاب 23 يوليو 1952 ثلاثة انفجارات مدوية هزت اوضاع اليهود في مصر بعد الثورة وجعلتهم يغلقون ابوابهم على انفسهم، وينتظرون اللحظة المناسبة للهرب الى اسرائيل، كان الانفجار الاول المانياً في صحراء مصر الغربية، والثاني مصرياً عالمياً عقب اشتعال حرب 56، اما الانفجار الثالث فقد كان يكمن في شخصية اليهود انفسهم الذين كان من السهل عليهم ان يتحولوا الى طابور خامس لاسرائيل. تعددت الاسباب والنتيجة واحدة وهو خروج اليهود من مصر ولكن يظل السؤال معلقا الى الان: هل خسرت مصر بخروج اليهود، وكسبت اسرائيل؟ قبل ان نصل لمرحلة الثورة كان لابد من الرجوع الى حقيقة وضع اليهود في مصر قبل قيام ثورة يوليو 1952 وبداية هجرة اليهود الى مصر بتشجيع من محمد علي. وقد تمتع اليهود الذين زادت هجرتهم الى مصر في عهد الخديوي اسماعيل بكل الامتيازات الاجنبية، وحسب تعداد السكان لعام 1917 فقد بلغ عدد افراد الجالية اليهودية في مصر 59.581 نسخة، وكان التطور الاقتصادي في مصر هو عامل الجذب الاساسي لقدومهم واستيطانهم فيها. سيطرة اليهود على البنوك ويرتبط تاريخ البنوك في مصر بإنشاء اليهود لها، وقد نجح اليهود بعقليتهم الاقتصادية المشهورين بها في احتكار هذا المجال. واشتهرت عائلات بعينها في عالم البنوك مثل عائلة: قطاوي والموسيري وسوارس. كان البنك العقاري المصري والذي تأسس عام 1880 اول بنوك مصر واسسته ثلاث عائلات يهودية سوارس ـ رولو ـ قطاوي. كان رأسمال البنك عند تأسيسه 40 مليون فرنك فرنسي، وصل الى 8 ملايين جنيه عام 1942 وقد لعب هذا البنك دورا خطيرا في الاقتصاد الزراعي المصري فنتيجة القروض التي منحها للملاك الزراعيين اصبح يتحكم في اكثر من مليون فدان مصري. وفي عام 1898 تم انشاء البنك الاهلي المصري والذي لعب دورا هاما في تاريخ مصر الاقتصادي، كان رأسماله 3 ملايين جنيه استرليني، وقد تحول الى بنك مركزي عام 1951، وكان «روفائيل سوارس» هو صاحب امتياز التأسيس يشاركه «ميشيل سلفاجو» و«ارنست كاسل». كذلك البنك التجاري المصري والذي عرف وقت تأسيسه عام 1905 باسم بنك التسليف الفرنسي ثم تحول الى شركة مساهمة مصرية باسم البنك التجاري المصري عام 1920 وكان رأسماله مليون و200 الف جنيه استرليني. هذه البنوك الثلاثة كانت اشهر البنوك التي سيطر عليها يهود، وكان هناك بنوك اخرى صغيرة ساهمت في تشكيل الحياة الاقتصادية في مصر. سيطرة اليهود على الاقتصاد المصرى والى جانب البنوك امتدت سيطرة اليهود لمجالات اخرى هامة مثل قطاع البترول فقد قام اميلي عدس بتأسيس الشركة المصرية للبترول برأسمال 75000 جنيه في بداية العشرينات، في الوقت الذي احتكر فيه اليهود «ايزاك ناكامولي» تجارة الورق في مصر. كما اشتهر اليهود في تجارة الاقمشة والملابس والاثاث حتى ان شارع الحمزاوي والذي كان مركزاً لتجارة الجملة كان به عدد كبير من التجار اليهود، كذلك جاءت شركات مثل شركة شملا: وهي محلات شهيرة اسسها «كليمان شملا» كفرع لمحلات شملا باريس، وقد تحولت الى شركة مساهمة عام 1946 برأسمال 400.000 جنيه مصري. شيكوريل: اسستها عائلة شيكوريل عام 1887 ورأس مجلس ادارتها «مورنيو شيكوريل» عميد العائلة، وكان رأسمال الشركة 500.000جنيه، وعمل بها 485 موظفاً اجنبياً و142 موظفاً مصرياً. بونتر يمولي: اشهر شركات الديكور والاثاث، اسسها هارون وفيكتور كوهين. جاتينيو: سلسلة محلات اسسها موريس جاتينيو الذي احتكر تجارة الفحم ومستلزمات السكك الحديدية وقد كان لموريس جاتينيو دور في دعم الحركة الصهيونية ومساعدة المهاجرين اليهود. وكانت عائلة «عدس» من العائلات اليهودية الشهيرة في عالم الاقتصاد واسست مجموعة شركات مثل بنزايون ـ عدس ـ ريفولي ـ هانو ـ عمر افندي. كما احتكر اليهود صناعات اخرى مثل صناعة السكر ومضارب الارز التي اسسها سلفاتور سلامة عام 1947 برأسمال 128.000 جنيه مصري، وكانت تنتج 250 طن ارز يوميا، وشركة الملح والصودا التي اسستها عائلة قطاوي عام 1906. كذلك وصلت سيطرة اليهود الى قطاع الفناق فقد ساهمت موصيري في تأسيس شركة فنادق مصر الكبرى برأسمال 145.000 جنيه وضمت فنادق كونتيننتال ـ ميناهاوس ـ سافوي ـ سان ستيفانو. نشط اليهود ايضا في امتلاك الاراضي الزراعية وتأسست شركات مساهمة من عائلات احتكرت بعض الزراعات مثل شركة وادي كوم امبو التي تأسست عام 1904 بامتياز مدته 99 عاماً، ورأسمال 300.000 جنيه مصري وامتلكت 30.000 فدان في كوم امبو غير 21.000 فدان وشقت 91كم من المصارف والترع و48 كم من السكك الحديدية. كذلك شركة مساهمة البحيرة التي تأسست في يونيو 1881 برأسمال 750.000 جنيه مصري وامتلكت 120.000 فدان. وعلى هذا الاساس استطاع اليهود في مصر تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة بلغت اقصاها في الفترة من 1940 وحتى 1946 في الوقت الذي كان الاقتصاد العالمي يعاني ركودا نتيجة ظروف الحرب العالمية الثانية واستطاع يهود مصر ان يصبحوا اغنى طائفة يهودية في الشرق الاوسط، ولم يتأثروا بالغاء الامتيازات الاجنبية عام 1937 أو انخفاض معدلات الهجرة الى مصر، أو حتى صدور قانون الشركات رقم 138 والذي صدر في يوليو 1947 لتنظيم الشركات المساهمة. يقول الكاتب المصري محمد أبو الغار فى كتابه «يهود مصر من الازدهار إلى الشتات» وقد كانت هناك جالية يهودية في الإسكندرية منذ نشأتها، وكان عدد يهود الإسكندرية في القرن التاسع عشر نحو 4 آلاف يهودي، ووصل عددهم إلى 18 ألفا في أوائل القرن العشرين، وارتفع إلى أربعين ألفا عام 1948، وكانت الهجرة من اليونان وتركيا وسورية ولبنان وفلسطين والمغرب وكذلك ايطاليا وفرنسا وكان نصف يهود الإسكندرية من اليهود المصريين والنصف الآخر ينقسم إلى ثلاثة أقسام أولهم اللادينو من سكان البحر الأبيض المتوسط الذين هاجروا من أسبانيا والثلث الثاني من يهود إيطاليا وشرقي أوروبا، والثلث الثالث من يهود المغرب والشرق الأوسط الذين يتكلمون العربية، وفي أوائل الثلاثينات هاجرت مجموعة من يهود سالونيكي والنمسا والمجر وبولندا إلى مصر هربا من صعود النازية في ألمانيا.الهجرة إلى فلسطين عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، قامت السلطات العثمانية في فلسطين بترحيل نحو خمسة آلاف يهودي إلى مصر، وحسبما يورد الكتاب فان سوارس رئيس الجالية اليهودية في الإسكندرية قام بالضغط على القنصليات الأجنبية في الإسكندرية لتلعب دورا في حماية ومساعدة اليهود، وقد أنشأت الجالية مدارس لأطفالهم وكان عدد التلاميذ يتعدى الالف، وكانت لغة التدريس هي العبرية وظلت هذه المدارس مفتوحة لمدة 3 سنوات حتى عام 1918 حين عاد اليهود إلى القدس مرة أخرى وساهم في توفير الأموال اللازمة للمهاجرين يهود القاهرة وإنجلترا وأميركا. وكان اليهود المصريون يعاملونهم بكثير من الحذر والقلق لانهم لاحظوا انهم مختلفون، بينما كان اليهود المهاجرون يعتقدون أن اليهود المصريين كسالى ومحافظون للغاية.ويشير أبو الغار الى ان اليهود لعبوا دورا مهما في مصر الحديثة التي يمكن أن يعد قدوم الحملة الفرنسية نقطة بداية لها، وكانت دعوة نابليون اليهود إلى الوقوف في صفه ومساعدته وما أبداه من تعاطف مع فكرة إعطاء وطن قومي لليهود هي أول بادرة في هذا الاتجاه من قوة أوروبية كبرى. واثناء حكم محمد علي حدث انفتاح كبير في مصر على الأوروبيين والأرمن ومختلف الجنسيات الأجنبية.وقد بدأ اليهود حينئذ يحتلون وضعا متميزا، ووصل عددهم لما يقرب من تسعة الاف يهودي في عهده. وبدأت الجالية اليهودية تتبوأ مناصب مهمة، وكان أهمهم يعقوب مؤسس عائلة قطاوي الشهيرة، وقد تولى منصب رئيس الصرافيين وجامعي الضرائب وعدة مناصب توازي منصب وزير الخزانة الآن، وفي تعداد عام 1927 أصبح عدد اليهود 55063 ثم اصبح 64165 عام 1947 وهو اخر تعداد قبل هجرة اليهود النهائية من مصر خلال العقد التالي، وهناك من يقدرهم بنحو 75 الفا حيث ان الكثيرين منهم لم يسجلوا انفسهم في التعداد.وقد لعب اليهود دورا كبيرا ـ حسب الكتاب ـ في الاقتصاد المصري فمنهم شيكوريل الذي أسس متاجر شيكوريل وريكو وساهم في تأسيس بنك مصر. وكان شيكوريل الأب رئيسا للغرفة التجارية المصرية وقاضيا في المحكمة المختلطة وانشأ سوارس بنكا، وسمي احد ميادين القاهرة المهمة باسمه، لكن تغير الاسم عام 1922 إلى ميدان مصطفى كامل. وهناك موسى قطاوي الذي أسس خط سكة حديد أسوان وشرق الدلتا وشركة ترام وسط الدلتا. وهناك أيضاً عائلة منشه ـ من اصل نمساوي ـ وعاشت في الإسكندرية وحضر عميدها إلى مصر أثناء افتتاح قناة السويس وبدأ حياته صرافا ثم اشترك في مشروعات كثيرة. مشروع استيلاء على وطن * تذكر كتب التاريخ ان هناك ثلاثة مشروعات للاستيطان اليهودي أثنان منها في مصر احدهما في منطقة شرم الشيخ، وآخر في العريش، اما الثالث فكان في فلسطين. وقد فشل مشروع شرم الشيخ الذي بدأ نهاية القرن الـ 19 بسبب المعارضة العثمانية، وهجوم زعماء البدو، ثم كان مشروع العريش الذي يذكر أبو الغار أنه وافقت عليه بريطانيا، كما يذكر المؤلف.. وقد وصلت البعثة الصهيونية إلى مصرعام 1903 لعمل ترتيبات لاستيطان منطقة العريش وهجرة ملايين اليهود اليها، مع عمل الترتيبات اللازمة لفتح مياه النيل إلى المنطقة. لكن المشروع تأجل بسبب معارضة قوية من اللورد كرومر بالرغم من موافقة الحكومة البريطانية، فقد كان يرفض أن يتدخل أحد في مشروعاته الزراعية في مصر التي تعتمد على النهر.ويذكر الكتاب إلى ان أول جمعية صهيونية في مصر تكونت عام 1897 وسرعان ما تكونت 14 جمعية في القاهرة والإسكندرية واتحدت عام 1917 وكونت الاتحاد الصهيوني وكان رئيسه جاك موصيري واصدروا مجلة «إسرائيل» بالفرنسية، ونظموا احتفالا كبيرا بمناسبة إصدار وعد بلفور، حضره 8 آلاف يهودي، كما ارسل موصيري برقية شكر إلى رئيس وزراء بريطانيا لويد جورج. ومعروف ان 4 الاف يهودي فقط غادروا مصر إلى فلسطين في الفترة من 1917 ـ إلى 1947 ومعظمهم لم يكونوا مصريين أصلا بل مغاربة ويمنيين واشكيناز ويرجع البعض ذلك إلى الحالة المادية الممتازة لليهود المصريين والأمن الذي كان يتمتعون به

http://www.nmisr.com/vb/showthread.php?t=108503

اليهود فى مصر يهود مصر. . من الازدهار إلى الشتات الكتاب : يهود مصر. . من الازدهار إلى الشتات المؤلف : محمد أبو الغار دار الهلال - مصر قليلة هي الكتب والمراجع التي تحدثت بالتفصيل عن حال اليهود العرب وخاصة اليهود في مصر لكن هذا الكتاب يروي بأسلوب اقرب إلى الحكاية قصة اليهود المصريين في القرن العشرين ويشرح أصولهم ومذاهبهم المختلفة ونشاطهم الاقتصادي بجوانبه المختلفة ونشاطهم السياسي الذي تركز في الانتماء إلى التيارات الشيوعية أو الصهيونية. ولم يغفل الكتاب الذي يقع في 246 صفحة من القطع المتوسط دور يهود مصر الثقافي وعلاقتهم بالفن والصحافة الصاعدة آنذاك في مصر على أنه يلقي الضوء أيضاً على علاقة يهود مصر بالحركة الصهيونية منذ نشأتها وكذلك علاقة بقية الشعب المصري مسلميه ومسيحييه بيهود مصر والتطور المثير في تلك العلاقة من الشراكة في المواطنة إلى العداء. وإمعاناً في إظهار مكونات يهود مصر يصور الكتاب الحياة الاجتماعية لهذه الأقلية المتغلغلة في النسيج الاجتماعي عبر المدارس والمستشفيات والمعابد والمتاجر الكبرى ووظائف الدولة المرموقة، معرجاً على التطور الهائل الذي حدث في الشخصية اليهودية المصرية وكيف أدى التطور في القضية الفلسطينية إلى إحداث شرخ في علاقة يهود مصر بباقي المصريين. ما حدث لليهود في مصر خلال عهد ازدهارهم ويشرح أسباب هجرتهم ووجهتهم، لكنه في كل مفاصله تقريباً يشدد على لعب اليهود المصريين دوراً غاية في الانسلاخ من الأمة المصرية بمجرد تشكل بداية دولة لليهود في فلسطين. كما ناه يركز على حقيقة أن يهود مصر كانوا وجهاء ومثقفين وأغنياء خلافاً للشعب المصري الفقير آنذاك الأمر الذي فاقم من عزلتهم في كانتونات وأحياء خاصة كما هو حالهم دائماً. حال اليهود المصريين من مذاهب وأصول عرقية إنهم مختلفون ومتفرقون ما بين سكان حارة اليهود في القاهرة ويهود الإسكندرية وما بين السفارديم والاشكناز وطائفتي اليهود القرائين واليهود الربانيين اللتين اختصت بهما مصر دون غيرها من الدول العربية باعتبارهما أكثر الطوائف اليهودية قرباً من المصريين لغة وواقعاً اجتماعياً. إلى أن ثمة صراعات داخلية بين طوائف يهود مصر. وبكثير من التفصيل أيضا يجيب الكاتب عن سؤال الجنسية المصرية واليهود في مصر باعتبارهم مصريين أولاً وأخيراً تلك المرحلة التاريخية التي جمعت وجودهم على أرض مصر وصعود "مصر الفتاة" و" الإخوان المسلمين " وكنوع من التاريخ يقسم الكاتب تاريخ يهود مصر إلى فترتين: الأولى قبل الخمسينيات والثانية من عام 1957 إلى نهاية الستينيات حيث انتهى الوجود اليهودي في مصر تماماً أهم الشخصيات اليهودية التي لعبت دورا مهما في تاريخ مصر من أبي حصيرة و "موسي قطاوي" باشا و"يعقوب صنوع" و"فكتور نحمياس" كرموز اقتصادية وسياسية مروراً برموز الفن كـ"ليلى مراد" و"توجو مزراحي" وانتهاء بعشرات العائلات المصرية اليهودية الشهيرة مثل: "شملا"، و"حاييم" و"نجار" و"سموحة" وغيرها... وحول مشاركة اليهود في الحياة السياسية في مصر إن يهود مصر لعبوا أدواراً معلنة وأخرى مستترة في السياسة المصرية منذ القرن التاسع عشر ومن ضمن الأدوار المعلنة تأييد ثورة عرابي ومن ثم ثورة سعد زغلول، والمثير أن اليهود كانوا على علاقة بالحكم في مصر منذ عهد محمد علي حتى الملك فاروق وحتى بعد ذلك بكثير. أما الصحافة اليهودية فقد كان لها صولات وجولات في مصر حيث أنشأ اليهود خلال ستة عقود أكثر من 50 صحيفة بلغات متعددة خاصة الفرنسية منها حيث كانت لغة التخاطب والدراسة لأغنياء يهود مصر. ومن هذه الصحف صحيفة " إسرائيل" التي صدرت عام 1920 بثلاث لغات: العربية والعبرية والفرنسية لصاحبها اليهودي المصري ألبرت موصيري. والأكثر غرابة من إنشاء صحف يهودية في مصر في وقت مبكر هو تعاطف صحف مصرية غير يهودية مع "الصهيونية" ومع اليهود آنذاك. هو الذي يحدث عن يهود مصر ودورهم ومواقفهم داخل الكيان المصطنع والدولة العبرية وصولاً إلى حقيقة تاريخية تقول إن أكثر اليهود عداءً للعرب هم اليهود العرب! اليهود فى مصر بعد انقلاب 23 يوليو 1952 ثلاثة انفجارات مدوية هزت اوضاع اليهود في مصر بعد الثورة وجعلتهم يغلقون ابوابهم على انفسهم، وينتظرون اللحظة المناسبة للهرب الى اسرائيل، كان الانفجار الاول المانياً في صحراء مصر الغربية، والثاني مصرياً عالمياً عقب اشتعال حرب 56، اما الانفجار الثالث فقد كان يكمن في شخصية اليهود انفسهم الذين كان من السهل عليهم ان يتحولوا الى طابور خامس لاسرائيل. تعددت الاسباب والنتيجة واحدة وهو خروج اليهود من مصر ولكن يظل السؤال معلقا الى الان: هل خسرت مصر بخروج اليهود، وكسبت اسرائيل؟ قبل ان نصل لمرحلة الثورة كان لابد من الرجوع الى حقيقة وضع اليهود في مصر قبل قيام ثورة يوليو 1952 وبداية هجرة اليهود الى مصر بتشجيع من محمد علي. وقد تمتع اليهود الذين زادت هجرتهم الى مصر في عهد الخديوي اسماعيل بكل الامتيازات الاجنبية، وحسب تعداد السكان لعام 1917 فقد بلغ عدد افراد الجالية اليهودية في مصر 59.581 نسخة، وكان التطور الاقتصادي في مصر هو عامل الجذب الاساسي لقدومهم واستيطانهم فيها. سيطرة اليهود على البنوك ويرتبط تاريخ البنوك في مصر بإنشاء اليهود لها، وقد نجح اليهود بعقليتهم الاقتصادية المشهورين بها في احتكار هذا المجال. واشتهرت عائلات بعينها في عالم البنوك مثل عائلة: قطاوي والموسيري وسوارس. كان البنك العقاري المصري والذي تأسس عام 1880 اول بنوك مصر واسسته ثلاث عائلات يهودية سوارس ـ رولو ـ قطاوي. كان رأسمال البنك عند تأسيسه 40 مليون فرنك فرنسي، وصل الى 8 ملايين جنيه عام 1942 وقد لعب هذا البنك دورا خطيرا في الاقتصاد الزراعي المصري فنتيجة القروض التي منحها للملاك الزراعيين اصبح يتحكم في اكثر من مليون فدان مصري. وفي عام 1898 تم انشاء البنك الاهلي المصري والذي لعب دورا هاما في تاريخ مصر الاقتصادي، كان رأسماله 3 ملايين جنيه استرليني، وقد تحول الى بنك مركزي عام 1951، وكان «روفائيل سوارس» هو صاحب امتياز التأسيس يشاركه «ميشيل سلفاجو» و«ارنست كاسل». كذلك البنك التجاري المصري والذي عرف وقت تأسيسه عام 1905 باسم بنك التسليف الفرنسي ثم تحول الى شركة مساهمة مصرية باسم البنك التجاري المصري عام 1920 وكان رأسماله مليون و200 الف جنيه استرليني. هذه البنوك الثلاثة كانت اشهر البنوك التي سيطر عليها يهود، وكان هناك بنوك اخرى صغيرة ساهمت في تشكيل الحياة الاقتصادية في مصر. سيطرة اليهود على الاقتصاد المصرى والى جانب البنوك امتدت سيطرة اليهود لمجالات اخرى هامة مثل قطاع البترول فقد قام اميلي عدس بتأسيس الشركة المصرية للبترول برأسمال 75000 جنيه في بداية العشرينات، في الوقت الذي احتكر فيه اليهود «ايزاك ناكامولي» تجارة الورق في مصر. كما اشتهر اليهود في تجارة الاقمشة والملابس والاثاث حتى ان شارع الحمزاوي والذي كان مركزاً لتجارة الجملة كان به عدد كبير من التجار اليهود، كذلك جاءت شركات مثل شركة شملا: وهي محلات شهيرة اسسها «كليمان شملا» كفرع لمحلات شملا باريس، وقد تحولت الى شركة مساهمة عام 1946 برأسمال 400.000 جنيه مصري. شيكوريل: اسستها عائلة شيكوريل عام 1887 ورأس مجلس ادارتها «مورنيو شيكوريل» عميد العائلة، وكان رأسمال الشركة 500.000جنيه، وعمل بها 485 موظفاً اجنبياً و142 موظفاً مصرياً. بونتر يمولي: اشهر شركات الديكور والاثاث، اسسها هارون وفيكتور كوهين. جاتينيو: سلسلة محلات اسسها موريس جاتينيو الذي احتكر تجارة الفحم ومستلزمات السكك الحديدية وقد كان لموريس جاتينيو دور في دعم الحركة الصهيونية ومساعدة المهاجرين اليهود. وكانت عائلة «عدس» من العائلات اليهودية الشهيرة في عالم الاقتصاد واسست مجموعة شركات مثل بنزايون ـ عدس ـ ريفولي ـ هانو ـ عمر افندي. كما احتكر اليهود صناعات اخرى مثل صناعة السكر ومضارب الارز التي اسسها سلفاتور سلامة عام 1947 برأسمال 128.000 جنيه مصري، وكانت تنتج 250 طن ارز يوميا، وشركة الملح والصودا التي اسستها عائلة قطاوي عام 1906. كذلك وصلت سيطرة اليهود الى قطاع الفناق فقد ساهمت موصيري في تأسيس شركة فنادق مصر الكبرى برأسمال 145.000 جنيه وضمت فنادق كونتيننتال ـ ميناهاوس ـ سافوي ـ سان ستيفانو. نشط اليهود ايضا في امتلاك الاراضي الزراعية وتأسست شركات مساهمة من عائلات احتكرت بعض الزراعات مثل شركة وادي كوم امبو التي تأسست عام 1904 بامتياز مدته 99 عاماً، ورأسمال 300.000 جنيه مصري وامتلكت 30.000 فدان في كوم امبو غير 21.000 فدان وشقت 91كم من المصارف والترع و48 كم من السكك الحديدية. كذلك شركة مساهمة البحيرة التي تأسست في يونيو 1881 برأسمال 750.000 جنيه مصري وامتلكت 120.000 فدان. وعلى هذا الاساس استطاع اليهود في مصر تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة بلغت اقصاها في الفترة من 1940 وحتى 1946 في الوقت الذي كان الاقتصاد العالمي يعاني ركودا نتيجة ظروف الحرب العالمية الثانية واستطاع يهود مصر ان يصبحوا اغنى طائفة يهودية في الشرق الاوسط، ولم يتأثروا بالغاء الامتيازات الاجنبية عام 1937 أو انخفاض معدلات الهجرة الى مصر، أو حتى صدور قانون الشركات رقم 138 والذي صدر في يوليو 1947 لتنظيم الشركات المساهمة. يقول الكاتب المصري محمد أبو الغار فى كتابه «يهود مصر من الازدهار إلى الشتات» وقد كانت هناك جالية يهودية في الإسكندرية منذ نشأتها، وكان عدد يهود الإسكندرية في القرن التاسع عشر نحو 4 آلاف يهودي، ووصل عددهم إلى 18 ألفا في أوائل القرن العشرين، وارتفع إلى أربعين ألفا عام 1948، وكانت الهجرة من اليونان وتركيا وسورية ولبنان وفلسطين والمغرب وكذلك ايطاليا وفرنسا وكان نصف يهود الإسكندرية من اليهود المصريين والنصف الآخر ينقسم إلى ثلاثة أقسام أولهم اللادينو من سكان البحر الأبيض المتوسط الذين هاجروا من أسبانيا والثلث الثاني من يهود إيطاليا وشرقي أوروبا، والثلث الثالث من يهود المغرب والشرق الأوسط الذين يتكلمون العربية، وفي أوائل الثلاثينات هاجرت مجموعة من يهود سالونيكي والنمسا والمجر وبولندا إلى مصر هربا من صعود النازية في ألمانيا.الهجرة إلى فلسطين عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، قامت السلطات العثمانية في فلسطين بترحيل نحو خمسة آلاف يهودي إلى مصر، وحسبما يورد الكتاب فان سوارس رئيس الجالية اليهودية في الإسكندرية قام بالضغط على القنصليات الأجنبية في الإسكندرية لتلعب دورا في حماية ومساعدة اليهود، وقد أنشأت الجالية مدارس لأطفالهم وكان عدد التلاميذ يتعدى الالف، وكانت لغة التدريس هي العبرية وظلت هذه المدارس مفتوحة لمدة 3 سنوات حتى عام 1918 حين عاد اليهود إلى القدس مرة أخرى وساهم في توفير الأموال اللازمة للمهاجرين يهود القاهرة وإنجلترا وأميركا. وكان اليهود المصريون يعاملونهم بكثير من الحذر والقلق لانهم لاحظوا انهم مختلفون، بينما كان اليهود المهاجرون يعتقدون أن اليهود المصريين كسالى ومحافظون للغاية.ويشير أبو الغار الى ان اليهود لعبوا دورا مهما في مصر الحديثة التي يمكن أن يعد قدوم الحملة الفرنسية نقطة بداية لها، وكانت دعوة نابليون اليهود إلى الوقوف في صفه ومساعدته وما أبداه من تعاطف مع فكرة إعطاء وطن قومي لليهود هي أول بادرة في هذا الاتجاه من قوة أوروبية كبرى. واثناء حكم محمد علي حدث انفتاح كبير في مصر على الأوروبيين والأرمن ومختلف الجنسيات الأجنبية.وقد بدأ اليهود حينئذ يحتلون وضعا متميزا، ووصل عددهم لما يقرب من تسعة الاف يهودي في عهده. وبدأت الجالية اليهودية تتبوأ مناصب مهمة، وكان أهمهم يعقوب مؤسس عائلة قطاوي الشهيرة، وقد تولى منصب رئيس الصرافيين وجامعي الضرائب وعدة مناصب توازي منصب وزير الخزانة الآن، وفي تعداد عام 1927 أصبح عدد اليهود 55063 ثم اصبح 64165 عام 1947 وهو اخر تعداد قبل هجرة اليهود النهائية من مصر خلال العقد التالي، وهناك من يقدرهم بنحو 75 الفا حيث ان الكثيرين منهم لم يسجلوا انفسهم في التعداد.وقد لعب اليهود دورا كبيرا ـ حسب الكتاب ـ في الاقتصاد المصري فمنهم شيكوريل الذي أسس متاجر شيكوريل وريكو وساهم في تأسيس بنك مصر. وكان شيكوريل الأب رئيسا للغرفة التجارية المصرية وقاضيا في المحكمة المختلطة وانشأ سوارس بنكا، وسمي احد ميادين القاهرة المهمة باسمه، لكن تغير الاسم عام 1922 إلى ميدان مصطفى كامل. وهناك موسى قطاوي الذي أسس خط سكة حديد أسوان وشرق الدلتا وشركة ترام وسط الدلتا. وهناك أيضاً عائلة منشه ـ من اصل نمساوي ـ وعاشت في الإسكندرية وحضر عميدها إلى مصر أثناء افتتاح قناة السويس وبدأ حياته صرافا ثم اشترك في مشروعات كثيرة. مشروع استيلاء على وطن * تذكر كتب التاريخ ان هناك ثلاثة مشروعات للاستيطان اليهودي أثنان منها في مصر احدهما في منطقة شرم الشيخ، وآخر في العريش، اما الثالث فكان في فلسطين. وقد فشل مشروع شرم الشيخ الذي بدأ نهاية القرن الـ 19 بسبب المعارضة العثمانية، وهجوم زعماء البدو، ثم كان مشروع العريش الذي يذكر أبو الغار أنه وافقت عليه بريطانيا، كما يذكر المؤلف.. وقد وصلت البعثة الصهيونية إلى مصرعام 1903 لعمل ترتيبات لاستيطان منطقة العريش وهجرة ملايين اليهود اليها، مع عمل الترتيبات اللازمة لفتح مياه النيل إلى المنطقة. لكن المشروع تأجل بسبب معارضة قوية من اللورد كرومر بالرغم من موافقة الحكومة البريطانية، فقد كان يرفض أن يتدخل أحد في مشروعاته الزراعية في مصر التي تعتمد على النهر.ويذكر الكتاب إلى ان أول جمعية صهيونية في مصر تكونت عام 1897 وسرعان ما تكونت 14 جمعية في القاهرة والإسكندرية واتحدت عام 1917 وكونت الاتحاد الصهيوني وكان رئيسه جاك موصيري واصدروا مجلة «إسرائيل» بالفرنسية، ونظموا احتفالا كبيرا بمناسبة إصدار وعد بلفور، حضره 8 آلاف يهودي، كما ارسل موصيري برقية شكر إلى رئيس وزراء بريطانيا لويد جورج. ومعروف ان 4 الاف يهودي فقط غادروا مصر إلى فلسطين في الفترة من 1917 ـ إلى 1947 ومعظمهم لم يكونوا مصريين أصلا بل مغاربة ويمنيين واشكيناز ويرجع البعض ذلك إلى الحالة المادية الممتازة لليهود المصريين والأمن الذي كان يتمتعون به

http://www.nmisr.com/vb/showthread.php?t=108503[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

يهود مصر. . من الازدهار إلى الشتات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يهود مصر. . من الازدهار إلى الشتات   يهود مصر. . من الازدهار إلى الشتات Emptyالسبت فبراير 28, 2015 8:04 am

في حارة اليهود

سناء البيسى نشر في الأهرام اليومي يوم 12 - 01 - 2013

كان أمرا بدهيا في طفولتنا اللينة العظام الإصابة بالتواء أو خلع أو جزع أو شرخ أو حتي كسر مضاعف في مفصل أو سلامية أصبع أو مشط قدم‏,‏ نتيجة للعفرتة وشقاوة سيب وأنا سيب‏,‏ أو الهشتكة العنيفة في تدليلنا إذا ما كنا لم نبلغ الفطام بعد, ومن هنا كان لزاما علي أمهاتنا حملنا ونحن علي صرخة واحدة من الألم إلي محراب برسومة المجبراتي اليهودي المتربع بحجمه الضخم فوق شلتة علي الأرض في عيادته بالدور الثاني بميدان الحسينية, فيدلك موضع الألم بأصابع الخبرة بالزيت الدافئ, ثم بحركة عبقرية مفاجئة يعدل المائل للوضع التشريحي الطبيعي بجذب الساق أو الذراع أو الكتف فتصرخ الآه ليتبخر الألم في الحال, وقد يضطر بعدها إلي إحاطة مكان الإصابة بجبيرتين خشبيتين تتم إزالتهما خلال أيام لتدب القدم ثانية مطرح ما تحب, ويعاود الرضيع الممزوق الثغاء والكركرة, ويرجع الواد الشقي لدس أصبعه في فيشة الكهرباء, وتستطيع الكتف المخلوعة من هزار الزوج الثقيل رفع ذراعها لفوق.. وما شاء الله الواد رجع يجري زي الرهوان.. خمسة وخميسة وربنا يديم لنا برسومة وجبايره... وأبدا لم تكن تكتمل مظاهر رجولة المولود الذكر اللهم إلا بمروره المقدس تحت مشرط سمحون المطاهر اليهودي الخبير المطلوب كما الجنيه الذهب لأبناء الباشاوات والبكاوات والأسر العليوي, حيث يترك بصمته المتجلية غير المتغولة التي يعتز بها المسلم واليهودي في هذا المجال الدقيق... وفي عالم طب العيون كان الطبيب اليهودي ليشع نارا علي علم بعد منعه العلاج المتوارث بالششم الذي يطمس النظر فلا يستطيع المريض رؤية الضوء الخارجي أياما إلا من خلال ثقوب يتيحها تشابك المادة الصمغية البيضاء بالرموش والجفون.. أما عن وجع الأسنان والحشو والتراكيب فلا أحد يجاري جاكينازي في عيادته بأول شارع فاروق الذي كان يسارع بخلع جميع الأسنان وتركيب طاقم التعذيب في معمله الخاص تحسبا من آلام روماتيزمية مستقبلية, وكان من أوائل اليهود المصريين الذين هاجروا بأسرتهم إلي أرض الميعاد في إسرائيل بعدما كان يعقد محادثاته السرية علي بسطة السلم أثناء انتظار زبون الخلع سريان البنج في اللثة!
ومن مهام عائلة عروس الأربعينيات في مصر ما أن يدخل طالب يد المحروسة في آلمصيدة ويقرأ الفاتحة ويقدم الشبكة حتي تقوم برحلة الإذعان للدوران علي رموز الأفراح والليالي الملاح من يهود مصر المسيطرين علي بوابات المجتمع وكافة لوازمه, فالأثاثات من محلات بورنتبوريمولي لصاحبيها هارون وفيكتور كوهين, والستائر والبياضات من جاتينيو لصاحبها موريس جاتينيو, وصيدناوي لصاحبيها سليم وسمعان صيدناوي, والقماشات من شملا لصاحبها كليمان شملا, وشيكوريل لصاحبها مورينو شيكوريل, وأوريكو لصاحبيها يوسف وسالفاتور, وبنزايون ومعناه بالعربية ابن صهيون... والحجز من بدري عند استر الخياطة اليهودية المبهرة لصنع قمصان النوم بأروابها الساتان وفساتين وتاييرات المساء والسهرة من الدانتيل الجوبير والساتان دوشيس والرازمير والتافتاه والفاي, أما فستان الزفاف بالذات في مظاهر العز والأبهة فلابد وأن يخرج من بين أصابع خير يسولا اليهودية الروسية مطرزا بأبليكات الخرز واللؤلؤ وخرج النجف لتتباري العائلات في طول الفستان والطرحة في لقطات المصورين ألبان وأرمان, علي زغايد الزفة التي تقودها الراقصة اليهودية كيتي واسمها الحقيقي ريتا ديفيد توماس حفيدة راقية إبراهيم وهي راشيل إبراهيم ليفي نجمة رصاصة في القلب وحسناء الموساد المتعاونة في اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسي علي سلالم أحد فنادق عائلة موصيري اليهودية: مينا هاوس أو الكونتننتال أو سافوي أو سان ستيفانو.. وذلك إلي قاعة الحفل والكوشة, حيث يقوم بأداء مهمة تسلية المدعوين المونولوجست اليهودي إلياس مؤدب الذي يتم التعاقد معه في مسكنه بشارع سوق الفراخ بحارة اليهود.. وفي شهر العسل الذي قد يقضيه العروسان في فندق سيسل الشهير لصاحبه جوزيف سموحة بمحطة الرمل علي رمال الشاطئ, أو في القاهرة حيث لا يترك العروسان فيلما أو مسرحية بلا حضور حتي ولو هبطت نسبة التركيز إلي الثلث ما أن يحل الإظلام لمشاهدة أفلام كاميليا وهي ليليان فيكتور كوهين نجمة قمر14 وشارع البهلوان, ونجمة إبراهيم وهي بوليني أوديون بطلة ريا وسكينة واليتيمتان, وليلي مراد بطلة غزل البنات التي قاومت الضغوط الهائلة لتهجيرها إلي إسرائيل مفضلة البقاء في مصر حتي وفاتها في21 نوفمبر1995, وشقيقها منير مراد وهو موريس زكي موردخاي الذي اعتنق الإسلام وتزوج من النجمة سهير البابلي, ومن نجمات المسرح اليهوديات كانت نجوي سالم وهي نينات شالوم بطلة مسرحية حسن ومرقص وكوهين ولوكاندة الفردوس التي أشهرت إسلامها عام1960, وكومبارس المسرح المصرية اليهودية فيكتوريا كوهين التي عملت مع الفنانين يوسف وهبي والريحاني والمهندس وآخر مسرحية لها أنا فين وانت فين مع شويكار والمهندس, وتبقي ألحان داود حسني وهو دافيد حاييم ليفي تتردد علي مدي قرنين من الزمان حتي الآن لتؤجج الأفراح والليالي الملاح بمثل القمر له ليالي وعلي خده يا ناس ميت وردة... و..ما أن تخبو قناديل شهر العسل حتي تتسع كنبة أتيليه القاهرة بشارع كريم الدولة بوسط البلد المملوك لورثة ليندا كوهينكا اليهودية لعودة عريس الغفلة علي غفلة للالتحام ثانية بشلة الأصدقاء من بعد زهده في الشرح المنزلي مرارا وتكرارا: عما لفت نظره في عروسه لحظة أن رآها!! ومتي وقع في قلبه هواها؟!! وهل هي أحلي أم خطيبة ابن خالها؟! ومدي إخلاصه لها وشوقه إليها وتمسكه بها وتحزبه إلي صفها؟!
إستر وليشع وسوارس وقطاوي وكوهين كان وجودهم امتدادا لتاريخ أسرة يعقوب بن اسحق أول أسرة يهودية هاجرت إلي مصر هربا من المجاعة لتلحق بالنبي يوسف الذي ارتفع قدره إلي مرتبة الوزير في حكم البلاد, وعاش بنو إسرائيل علي ضفاف النيل حتي خروج موسي بهم, وقبل أن يخرجوا من مصر كلم الله موسي في سيناء وأنزل عليه التوراة والوصايا العشر, ورغم ذلك الخروج فإن الديانة اليهودية استمرت علي أرض مصر ليقيم معتنقوها معبدا لهم في عصر الأسرة الفرعونية السادسة والعشرين بجزيرة فيلة بأسوان, وعلي مدي التاريخ انقسم اليهود المصريون إلي طائفتين, الأولي الربانيين وهي الطائفة الأكبر التي ينتمي إليها معظم يهود العالم, ويطلق عليها البعض اسم التلموديين ويؤمن أتباعها بالعهد القديم بأسفاره التسعة والثلاثين, بالإضافة إلي التلمود الذي يضم63 سفرا, وبأن التوراة التي نزلت علي موسي منقسمة إلي توراة مكتوبة وأخري شفهية... أما الطائفة الثانية القرائيين التي نشأت في القرن الثامن الميلادي علي يد عنان بن داوود المولود بالعراق فقد كان معظم أبنائها من الفقراء ويختلفون عن الربانيين بأنهم لا يؤمنون إلا بالأسفار الخمسة من العهد القديم فقط, ولا يؤمنون بالتلمود الذي يعتبرونه من أعمال البشر, ولعل مواقف هذه الطائفة الثانية بالتحديد من الصهيونية هي التي أدت بقسم الهجرة في الوكالة اليهودية إلي التقدم عام1949 بطلب وقف هجرتهم إلي إسرائيل, إلا أن الطلب قوبل بالرفض..
وقد نجحت المنظمة الصهيونية في بدايات القرن الماضي في إقناع المصريين بأنه لا فرق بين وطنيتهم والحركة الصهيونية, وعندما زار حاييم وايزمان مصر علي رأس بعثة صهيونية مسافرة إلي فلسطين عام1918 استقبل بحفاوة بالغة من أعضاء المنظمة في مصر, كما استقبله شيخ الأزهر حينذاك, وتبرع بمائة جنيه للمنظمة الصهيونية.... ويكشف التاريخ كذب ادعاءات اليهود الذين يزعمون تعرضهم للتهجير خارج البلاد, فقد كان يقف دائما وراء كل موجة هجرة لهم حدث تاريخي إذ تعود بداية هجرتهم إلي الحرب العالمية الثانية, فمع انتصارات هتلر خشي اليهود في مصر من تعرضهم للاضطهاد من جديد علي يد القوات الألمانية في حالة دخولها إلي مصر, ومن هنا قام عدد كبير منهم بتصفية أعمالهم وباعوها بثمن بخس بإرادتهم الحرة وهاجروا إلي الخارج, وفي نهاية الأربعينيات قامت الحكومة المصرية بحظر النشاط الصهيوني في البلاد, وخلال يوم الشهداء3 مارس1946 صدر بيان من الطلبة اليهود رفضوا فيه الصهيونية, وأكدوا في الوقت نفسه علي وجود الطلاب اليهود في معركة الشعب المصري علي اختلاف عقائده ودياناته, ووقع البيان طالب الطب فرج وسيم, وطالب الآداب ليون كراومر, وطالب الهندسة روبير شاؤول يوسف وجاء فيه: تحت خرافة الوطن المقدس وأرض الآباء والأجداد غررت الصهيونية بملايين العمال والفلاحين اليهود بالنداءات المعسولة, وصورت الصهيونية أن اليهود سيضطهدون, ولن ينقذهم غير أرض الميعاد, وليس هذا التضليل إلا تنفيذا لخطة الاستعمار المدبرة, وها نحن المثقفين اليهود تبينا لعبته وأدركنا خطره, وخطر الصهيونية, ولن نسمح بأن تفرق صفوفنا نحن المصريين, ولنكن يدا واحدة مسلمين ومسيحيين ويهودا, يدا قوية تدك صرح الاستعمار, نكافح مع المناضلين العرب للتحرر منه ومن ذنبه الصهيونية, حتي تسقط الصهيونية وتبقي فلسطين حرة, وها نحن اليهود المصريين ننزل إلي الميدان مع زملائنا العمال والطلبة لنعلن احتجاجنا وسخطنا علي الاستعمار والصهيونية.. عاشت مصر حرة.. عاشت فلسطين حرة.. إلا أنه في عام48 وبعد نكسة فلسطين تشجع الكثير من فقراء اليهود لفكرة السفر إلي أرض الميعاد بحثا عن حياة أفضل, ورغم قيام ثورة يوليو52 فقد كان هناك حرص علي عدم الصدام باليهود, حتي أن الرئيس محمد نجيب عنف ذات يوم الشيخ أحمد حسن الباقوري وطالبه بالذهاب إلي الحاخام الأكبر لليهود في مصر والاعتذار عن كلام قاله في برنامج إذاعي, وفي عام1953 احترق مخبز يوفر الأكل الحلال الكوشر حسب العقيدة اليهودية, وكان من ضمن ما احترق كمية ضخمة من فطير ماتسا كانت مخزنة ليوم العيد, فطلب الحاخام الأكبر إذنا باستيراد20 طنا من الدقيق, فوافقت الحكومة باعتبار أن منع الاستيراد يؤدي إلي تعطيل شعيرة دينية وهو ما كان مرفوضا تماما.. ولكن.. بعد القبض علي خلية يهودية استهدفت تفجيرات بدور السينما عرفت بفضيحة ليفي زادت موجات هجرة اليهود خارج مصر, خاصة بعد صدور قرارات التأميم التي لا تقتصر علي اليهود وحدهم, ولا علي أملاك الجاليات الأجنبية بل شملت العديد من الشخصيات المصرية, وتأتي بعدها فضيحة لافون عام1954 عندما قامت العصابات الصهيونية بتنفيذ عدة عمليات إرهابية في عدد من المحال, ودور السينما في القاهرة والإسكندرية خصوصا في مناطق تجمع الطائفة اليهودية ليصل وضع اليهود في مصر إلي نقطة التهجير الكامل بلا رجعة, وتفاقم الأمر سوءا عقب هزيمة67 التي زادت من شعور العزلة لدي اليهود المتبقيين في مصر, فهاجروا بدورهم حتي لم يبق منهم في عام1970 إلا300 يهودي فقط من أصل1000 يهودي في عام النكسة..1967 وتنحصر أملاك الجالية اليهودية بمصر كما جاء في المؤلف الرائد للدكتور محمد أبوالغار يهود مصريين بين الشتات والازدهار في14 معبدا, أهمها معبد القاهرة في17 شارع عدلي الذي شيدته عائلة موصيري عام1903 وتم تجديده عام1981 بأموال المليونير الصهيوني نسيم جاعون, وقام شيمون بيريز بحضور حفل تجديده في عام1990, إلي جانب معبد النبي دانيال بالإسكندرية, ومعبد القرائيين بالعباسية, بالإضافة إلي4 مدافن أهمها مقابر البساتين, و5 مدارس مؤجرة للحكومة المصرية, وجميع تلك الأملاك تحت إشراف الطائفة اليهودية والتي يقع مقرها في العباسية وترأسها كارمن أينشتاين خريجة جامعة القاهرة عام1954, ولا يتجاوز عدد الطائفة اليهودية في مصر الآن70 فردا أغلبهم تجاوز الثمانين من الذين هاجرت عائلاتهم من سنوات, بينما تمسكوا هم بذكرياتهم داخل مصر التي لا يريدون عنها رحيلا.. و..مثل تلك المشاعر صاغتها الكاتبة اليهودية لوسيت لينادو في روايتها الواقعية الرجل ذو البدلة البيضاء الشركسكين حول وقائع خروج أسرتها اليهودية من مصر في الستينيات لتظل صرخة والدها ليون تسكن أذنيها لسنوات طويلة بعد وفاته, صرخة أطلقها علي ظهر المركب التي أقلعت من الإسكندرية مرددا رجعونا مصر.. رجعونا مصر فقد أدرك في دخيلة نفسه أن حياته بمغادرة مصر قد وصلت لنهايتها, وأنه أبدا لن يكون قادرا علي التواؤم مع عالم ما بعد القاهرة!
وإذا ما كانت حارة اليهود في وسط القاهرة التي لم تكن مكانا إجباريا ملزما لسكن اليهود في أي زمان من التاريخ الحديث لمصر قد تعرضت بالأمس إلي حريق هائل أتي علي10 محال وعدد من الشقق السكنية بخسائر قدرت مبدئيا ب8ملايين جنيه, حيث التهمت النيران3 مخازن هائلة بمحتوياتها, وأشار أصبع الاتهام إلي أحد رجال الأعمال الذي قام بشراء عدد من العقارات المحيطة بحارة اليهود وأراد هدمها لإعادة بنائها من جديد, فواجه اعتراضا من أصحاب المحال فيها, إلا أنه استغل فرصة إجازة يوم الأحد لإشعال النيران.. وأكد المشهد المؤسف إلي أن تراكم القمامة المتعمد في حارة اليهود زاد من حدة الحريق المدمر... الحادثة التي جرت تمت بتاريخ7 يناير2013 لتستعيد حارة اليهود أيام أن كان سكناها يهودا ذكري نار مماثلة في20 يونيه1948 اشتعلت لأسباب أخري لتمتد إلي قلب العاصمة بتفجيرات عنيفة راح ضحيتها الكثيرون ونسف شارع فؤاد بأكمله.. وخلال أسبوعين دمرت محلات عدس وبنزايون وجاتينيو, وفي23 سبتمبر1948 كانت المرة الثانية لتدمير حارة اليهود, وبعدها في12 نوفمبر1948 نسفت شركة الإعلانات الشرقية, وبعدها في28 ديسمبر1948 تم اغتيال محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر, وفي5 مايو1949 كانت محاولة اغتيال إبراهيم عبدالهادي رئيس الحكومة وحامد جودة رئيس مجلس النواب, وكانت سينما ميامي قد نسفت بمناسبة عيد جلوس الملك فاروق, وبعدها كل من سينما مترو, وسينما الكوزمو, وسينما متربول, وفي17 فبراير1948 اغتيل الملك يحيي ملك اليمن, وفي6 مارس1948 تم اغتيال القاضي أحمد الخازندار الذي تبرأ حسن البنا من دمه.... وكانت تلك الأفعال ردا من الإخوان علي المذابح التي قام بها الصهاينة في فلسطين في دير ياسين ونصرالدين ومذبحة صالحة واللد التي استشهد خلالها250 فلسطينيا, ومذبحة الدوايمة التي رمي الكثير من أبنائها أحياء في آبار البلدة... تلك الأربعينيات المتفجرة كان وراءها شباب الجامعة من الإخوان الذين غلت الدماء الغضبي في عروقهم رفضا للشروط المهينة التي خضعت لها الحكومة في اتفاقية الهدنة في فلسطين, حيث شاركوا في الدفاع عنها في العديد من المعارك أبرزها معركة رامات راحيل وتل بيوت قرب بيت لحم, والدفاع عن تبة اليمن التي سميت تبة الإخوان... وخرج البوليس لمهمة الردع لتدور معارك مسلحة أمام فناء كلية طب قصر العيني أحد مراكز القوة بالنسبة للطلبة, واستخدم البوليس الرصاص الحي, واستخدم الإخوان المتفجرات, وكان حكمدار العاصمة سليم زكي في سيارته مشرفآ علي الأحداث, حيث سددت نحوه قنبلة أصابته مباشرة ليتهم بيان حكومي جماعة الإخوان بقتله, وعلي أثر ذلك صدر قرار من الحاكم العسكري كانت الأحكام العرفية معلنة بسبب حرب فلسطين بإيقاف صحيفة الجماعة, وفي مساء8 ديسمبر أذاعت نشرة الأخبار قرار مجلس الوزراء بحل جماعة الإخوان المسلمين نفسها!
وإذا لم تستح فافعل ما شئت, وإسرائيل التي لم تعرف يوما معني الحياء أوجب الأمر علينا تجاهها أن نلزمها بهذا الحياء, وبالقانون, وذلك ما فعله الرئيس السابق حسني مبارك بعد مطالبة اليهود غير الرسمية المتكررة بدفع تعويضات عن أملاكهم في مصر بعد هجرتهم إثر ثورة23 يوليو52 بلغ قدرها5 مليارات دولار في3500 قضية ويعود هدفها الرئيسي من تلك القضايا إثبات أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم أصحاب حق العودة, بل اليهود أيضا, ومن هنا فالحل سيب وأنا سيب, أي تخلي الفلسطينيين عن حقوقهم مقابل الحقوق التي تخلي اليهود عنها وهي ممتلكاتهم, فكلاهما ضحية.... أطلق مبارك مبادرته لجميع جهات البحث والتقصي بإعداد دراسة وافية أجريت بشكل شامل ودقيق ومستمد من البيانات الرسمية لدي الجانب المصري والشركات الأجنبية للكشف عن ثروات مصر المنهوبة من إسرائيل, وذلك بموجب المادة الثامنة من معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل في مارس1979 والتي ذكرت يتفق الطرفان علي إنشاء لجنة مطالبات للتسوية المتبادلة لجميع المتطلبات المالية وأن الإدارة المصرية تطالب بتفعيلها علي الفور.. وخرجت الدراسة الوافية بتقرير من750 صفحة من الحجم الكبير مرفق به190 خريطة جغرافية بيانية للأراضي المصرية التي تناولها التقرير, وكان علماء الآثار المصرية قد قاموا بتجميع المعلومات عن الآثار التي سرقتها إسرائيل من سيناء بعد توثيقها بمساعدة علماء ومعاهد في الدول الأوروبية وجمعها في17 مجلدا..... وفي سرية تامة تقدمت القاهرة بطلب للجهات المختصة في الأمم المتحدة في عام2005 أكدت خلاله علي حق مصر الحصول علي تعويضات تبلغ500 مليار دولار بسبب احتلال إسرائيل شبه جزيرة سيناء التي تمثل6% من مساحة مصر وتعطيل كل سبل الحياة والتقدم فيها, وكذلك مدن السويس والإسماعيلية وبورسعيد والدلتا خلال فترات عدوان الحروب الإسرائيلية علي مصر..
التقرير الخطير النائم في أروقة الأمم المتحدة علي مدي7 سنوات كان بمثابة الفتنة التي لعن الله من أيقظها, وقد استيقظت أخيرا في فترة شائكة ومريبة علي يد من قصد عمدا, أو ربما سهوا, بدعوته اليهود للعودة إلي مصر, مع حقهم في التعويضات عن أملاكهم.. التقرير كان لاتخاذ قرار سياسي دولي للكشف عنه, أو إبقائه طي المباحثات السرية, وحتي الآن لم يزال طي السرية, وإن حق له ألا يطل برأسه فقط, بل أن يقف في المواجهة سافرا متسيدا في ساحة الحق والعدل والقانون.. يقظة تقرير مبارك رصدت قيام إسرائيل بقتل250 ألف مصري مدني وعسكري خلال حروبها علي مصر, إلي جانب إحداثها إصابات بحوالي مليون مواطن آخر من سكان سيناء ومدن القناة والدلتا ومن خاضوا الحروب المصرية, وللمرة الأولي تطالب مصر إسرائيل في تقريرها الحاسم بالتعويضات لجميع الأسري الذين قتلتهم خلال الحروب بدم بارد, ويؤكد التقرير للمرة الأولي حدوث عدة مذابح مرفقة بأسماء وبيانات ما يقرب من15 ألف مصري مدني وعسكري من قتلي إسرائيل... و..وفقا للتقرير فإن إسرائيل قد دمرت القوات الجوية المصرية في عام1967 دون سبب ودون اعتداء مصر عليها مستندة علي الادعاء بأن تصريحات جمال عبدالناصر النارية أقلقتها ودفعتها لشن الحرب, واتهمت مصر إسرائيل بتدمير البنية التحتية بالكامل لسيناء ومدن القناة, كما دمرت قطع القوات البحرية المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط, دون تهديد منهم مباشر لقواتها... كما يوجد بالتقرير اتهام ضد إسرائيل بأنها جففت30% من آبار المياه العذبة في سيناء حتي تحدث تغييرا علي الأرض في التجمعات السكانية التي تتجمع حول المياه, وبذلك تم إخلاء عشرات القري بتلك الطريقة تمهيدا لتكريس الاحتلال الإسرائيلي لسيناء, كما أنها استغلت أعوام الحرب والاحتلال الطويلة وقامت ببناء شبكات عميقة للغاية من أنابيب المياه الجوفية طبقا لما كشف عنه الخبراء علي الطبيعة في التقرير التي لم تزل تمثل30% من مصادر المياه التي تحصل عليها إسرائيل بلا مقابل بسبب البنية الجغرافية للأرض في سيناء التي تنحدر ناحية إسرائيل بشكل طبيعي, كما أنها أقامت مراكز لتجميع المياه تحت الأرض علي الحدود المصرية... ووفقا للتقرير المطالب بتعويضاتنا من إسرائيل فإنها كانت قد عطلت أثناء احتلالها منذ عام1967 إلي1982 كل موارد سيناء السمكية علي السواحل مع البحر المتوسط, والبحر الأحمر, وخليج السويس, وهي تشكل30% من مساحة السواحل المصرية مجتمعة.. كما دمرت إسرائيل الشعاب المرجانية المصرية, ونقلت40% من الحياة البحرية بطريقة إعادة زراعتها حول شواطئها, كما استغلت كل منتجات البترول المستخرجة من سيناء لخدمة عجلة الحرب والصناعة والاقتصاد الإسرائيلي عن الفترة ذاتها, كما أفرغت سيناء من الحياة البرية, واستولت علي سلالات كاملة من الحيوانات, بينها الغزال والوعول, وحتي الثعابين السامة أخضعتها لمصانع إنتاج الأدوية والسموم, وصدرتها إلي أوروبا, كما قتلت الذئاب والثعالب لاستخدام فرائها..
واستغلت إسرائيل أراضي سيناء في الزراعة, حيث زرعت زهورا صدرتها بمئات الملايين من الدولارات, محققة في فترة الاحتلال من زراعة الورود فقط2 مليار دولار.. وأشار التقرير إلي سرقة إسرائيل لربع ثروة سيناء من الصخور الثمينة والرخام في عمليات تعدين ونقل غير مسبوقة, وأخلت منجمين للذهب وأفرغتهما من محتواهما بالكامل, وحتي الرمال سرقتها إسرائيل بملايين الأطنان من سيناء للاستخدام الصناعي والتجاري, خاصة في الصناعات الزجاجية, وباعت علي مدي أعوام الاحتلال صخورا وأحجارا صناعية بما يعادل49 مليار دولار بسعر اليوم طبقا لتاريخ التقرير الذي أشار إلي أن جامعات إسرائيل بمساعدة جيشها قد دمرت الكنائس بشمال سيناء, خاصة بمنطقة الفلوسيات, وفي طور سيناء دمرت المنطقة الأثرية برأس راية التي تحتوي علي قلعة إسلامية من العصر العباسي, واستمر دورها الحضاري حتي العصر الفاطمي, وقاموا بأعمال حفائر بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا التي شيدها صلاح الدين عام1711 ميلادية لصد غارات الصليبيين, وحماية طرق الحج... وأضافت البيانات الواردة في التقرير استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي علي المعدات الخاصة بمنجم المغارة لإنتاج الفحم في شمال سيناء, حيث قامت بتفكيكها ونقلها إلي داخل الأراضي المحتلة دون سند قانوني, وقامت بعمل حفريات في أكثر من35 موقعا أثريا بطرق غير علمية للحصول علي آثارنا للاتجار بها, وقامت إسرائيل بتدمير مسرح البيلوزيوم الذي يعد من أكبر المسارح الرومانية بجانب كنائس وحمامات وقصور تقدر مساحتها بنحو3 كيلومترات مربعة بشمال سيناء, عندما استخدمت المنطقة الأثرية كمعسكر لجنودها وآلياتها.. وقامت قوات الاحتلال بتعطيل الملاحة البحرية الدولية في قناة السويس منذ5 يونيه1967 حتي5 يونيه1975 عندما أعاد الرئيس السادات افتتاحها من جديد لتحرم مصر من مئات الملايين من الدولارات..
وفجر التقرير الواقي مفاجأة من النوع الثقيل بتأكيده أن قوات الجيش الإسرائيلي نهبت كل فروع البنوك المصرية التي كانت موجودة في قطاع غزة قبل يوم5 يونيه1967, ومنها البنك الأهلي المصري فرع غزة, وبنك الزراعة الذي سرقت خزائنه بالكامل لتوزع علي قادة الجيش الإسرائيلي في أكبر عملية سطو عسكري في التاريخ الحديث.. وتطالب مصر في تقريرها علي الجانب الآخر بتعويض قدره100 مليار دولار عن ضررها في قطاع السياحة فقط التي توقفت تماما خلال فترة احتلال إسرائيل لسيناء, كما كشفت عن استيلاء قوات الاحتلال الإسرائيلي علي نحو165 مليون برميل زيت و70 مليار قدم مكعب غاز تقدر قيمتها بنحو7 مليارات دولار بأسعار فترة الاحتلال الممتدة من1967 حتي..1979 وجاء في فصل كامل بالتقرير ما قامت إسرائيل بزرعه من ألغام أرضية بلغت2% من مساحة شبه الجزيرة, وأن تلك الألغام لاتزال مزروعة, ولم تسلم إسرائيل خرائطها لمصر حتي اليوم, مع العلم بأن معاهدة السلام نصت علي ذلك فورا.. و..حتي جثامين الموتي من الرهبان بالمقابر الأثرية بمنطقة وادي فيران والتي يعود تاريخها للقرنين الخامس والسادس الميلاديين لم تسلم من السطو الإسرائيلي علي سيناء الغالية التي امتثلت رغما عنها لنهش ضباع الصهيونية الملتاثة تبعا لتخطيطها الجهنمي لطمس هويتها وتزوير تاريخها وسرقة آثارها تمهيدا لصبغها بالصبغة اليهودية ليكون ذلك ذريعة للعودة, لتحقيق حلم إسرائيل الكبري.
و..تنقل طائرات الهيلكوبتر الإسرائيلية العسكرية من منطقة أطلال سرابيط الخادم في جنوب سيناء مسلة فرعونية ومجموعة كبيرة من الحجارة الأثرية الثقيلة الوزن في حضور اثنين من ضباط الرتب العالية هما ييكوئيل آدم وأوزي ناركيس ومشاركة العديد من الجنود لتوزع المسروقات ما بين الجامعة العبرية ومجموعة موشي ديان الخاصة الذي يسأله الصحفي الإسرائيلي لافي لابرام كوهين حول أحقية إسرائيل في تلك الآثار المنهوبة فيجيبه ديان: إنها قطع نادرة حقيقة ولها قيمة فنية عالية, لكن المصريين لا يعيرونها اهتماما أو رعاية, وبدلا من تركها في مكانها لعوامل الدمار فلنضعها نحن بكل التوقير في محراب متحف!!..
والسؤال الآن.. هل الدعوة العارية من الحق والعدل وحسن التقدير والكياسة والحصافة والسياسة.. لاتزال قائمة طبقا للأرصاد الوطنية؟!!!.. يحدوني الشك..
المزيد من مقالات سناء البيسى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يهود مصر. . من الازدهار إلى الشتات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ماهي الدونمة Dönmeh وحقيقة يهود الدونمة ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aloqili.com :: منتدي مواضيع تاريخية-
انتقل الى: