دراسة نسب عبدالقادر الجيلاني
[rtl] هو الباز الأشهب الشيخ عبدالقادر(1) الجيلاني الكيلاني القادم من بلدة كيلان في بلاد فارس- ويدعي البعض بأنه من كيلان العراق وهذا غير صحيح، الشيخ الإمام العالم الزاهد العارف القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محيي الدين أبو محمد عبدالقادر بن أبي صالح عبدالله بن جنكي دوست الجيلي الحنبلي شيخ بغداد، هكذا ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء في الجزء20 ص 439، رحمهما الله تعالى . وذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي الحنبلي أنه ولد سنة 471هـ في جيلان أو كيلان مما وراء قبرستان – وهي في فارس بايران وليس العراق، وقيل أنها قرية بشاطئ دجلة على مسيرة يوم من بغداد مما يلي طريق واسط . أما في شذرات الذهب ج3 ص330 لابن العماد الحنبلي فقال: سنة 561 توفي الشيخ عبدالقادر بن أبي صالح عبدالله بن جنكي دوست /بن عبدالله /بن يحيى (الزاهد) بن محمد بن داود بن موسى بن عبدالله(أبي الكرام) ابن موسى الحوزي (الجون) بن عبدالله المحصن (الكامل) بن الحسن المثنى بن الحسن (السبط) بن علي بن أبي طالب، الجيلاني، نسبة الى جيل وهي بلاد متفرقة من وراء طبرستان وبها ولد، ويقال لها جيلان وكيلان – وقد ذكرت سابقا أن البعض ذكر أنه جيلان العراق لا جيلان فارس، وهي دعوة حديثة لمحاولة اثبات نسبه كهاشمي لا فارسي، والله أعلم . وذكر آخرون: ولد في مدينة صغيرة اسمها نيف، وقيل بشتير في إقليم جيلان الذي يقع في القسم الشمالي من إيران جنوبي بحر قزوين، وهو إقليم خصب التربة كثير الأنهار غزير الأمطار، وعاش في كنف جده لأمه السيد عبدالله الصومعي، فكان ينسب إليه عندما كان في جيلان فيقال ابن الصومعي، وكان له أخاً واحداً توفي شاباً في جيلان.[/rtl]
[rtl] وفي كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج10 ص 219 ذكر: عبدالقادر ابن أبي صالح أبو محمد الجيلي ولد سنة 470 ودخل بغداد.. وتوفي ليلة السبت ثامن ربيع الآخر ودفن في الليل بمدرسته وقد بلغ تسعين سنة.[/rtl]
[rtl] البعض رد نسب الجيلاني (عبدالقادر الجيلاني أو الكيلاني) الى ابن الرومية (وهو داود بن موسى الثاني أبي سبحة) الذي ينتسب إليه الكيلانيون وعدة عشائر في الاردن وفلسطين وغيرها. كما أنه ورد ذكره في عمدة الطالب حيث أنكره ابن عنبة في الصفحات 153و154و155 و156 كالتالي : قال ابن عنبة : وقد نسبوا الى عبدالله بن محمد بن يحيى بن محمد بن الرومية (وهو الامير داود بن موسى الثاني بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله المحض) الشيخ الجليل "الباز الأشهب" محيي الدين ((عبدالقادر الكيلاني)) فقالوا: هو عبدالقادر بن (محمد) بن جنكي دوست ابن عبدالله المذكور، ولم يدّع الشيخ عبدالقادر هذا النسب ولا أحد من أولاده وإنما ابتدأ بها ولد ولده القاضي أبو صالح نصر بن أبي بكر ابن عبدالقادر ولم يُقم عليها بينة ولا عَرَفها له أحد، على أن عبدالله بن محمد ابن يحيى رجل حجازي ولم يخرج من الحجاز وهذا الاسم - أعني جنكي دوست - (والكلام لابن عنبة) أعجمي صريح كما تراه، وقد أعجزت القاضي أبا صالح واقترن بها عدم موافقة جده عبدالقادر الجيلاني وأولاده. [/rtl]
[rtl] لكن في المشجر الكشاف للنجفي وبحر الانساب المحيط تحقيق حسين الرفاعي في أوائل القرن العشرين الميلادي وبعض المراجع الأخرى لم ينفوا انتساب عبدالقادر الجيلاني بل أثبتوه وبعض ذريته حيث ينتسب له كثير من الأسر الكيلانية والعشائر في الأردن وفلسطين ودمشق وكثير من البلدان، ولا أدري كيف ينفي البعض ويوافق البعض الآخر، بل هذا يُثبت على عدم اتفاق العلماء المحدثين مع المتأخرين على أشياء كثيرة قد تكون حقيقة بديهية صرفة وقد تكون باطلة من ناحية أخرى جملة وتفصيلاً . وكذلك ورد ذكر عبدالقادر الجيلاني في الضوء اللامع للحافظ السخاوي، وفي الذيل على طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب، ومخطوط أبي حمرا، وكتاب غبطة الناظر في ترجمة الشيخ عبدالقادر الجيلاني لشيخ الاسلام ابن حجر، وكذلك ذكرته مراجع أخرى لم يسعفني المجال لأطلع عليها، وبالتالي فإن انتساب الجيلاني قد يصح من ناحية ولا تشوبه شائبة ولا ريب يعتريه ، فالروافض هم من يشككون في أنساب أهل السنة والجماعة ويسعون الى التفرقة ، فالصحيح اجتمع عليه العلماء وضبطوه، وغير ذلك رفضوه أو جعلوه معلقاً اذا لم يثبت لديهم انتساب، لكن بعض العلماء يأخذون بالمسَلّمَات عفا الله عنهم، والله تعالى اعلم.[/rtl]
[rtl] ولكن من ناحية أخرى أجدني أقف أمام كثير من كبار أساطين العلم ممن أثبتوا عدم صحة انتساب الشيخ عبدالقادر الذي لم يدعي هذا النسب وانما ادعاه أحد أحفاده أبو صالح نصر، ودليل ذلك ما ذكره شيخ النسابين ابن عنبة، وما ورد أيضا في غبطة الناظر لابن حجر أنه ذكر في الباب الأول : (قال الشيخ نور الدين صاحب بهجة الأسرار أخبرني أبو المعالي أحمد ومحمد ولدا علي بن محمد بن عبدالرزاق بن عيسى الهلالي البغدادي قال: ( أنبأ ) القاضي أبوصالح نصر بن عبدالرزاق بن الشيخ عبدالقادر بن أبي صالح موسى جنكي دوست بن عبدالله بن يحيى الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب..الخ ) وهذا دليل أن أبو نصر هو من أنبأ أي أخبر تسلسل هذا النسب وادعاه . كما لم أجد في سيرته في مؤلفاته أنه ساق نسبه سوى إلى والده موسى ( وذكر آخرون محمد) بن جنكي دوست الجيلي ( وذكر آخرون ان موسى هو جنكي دوست) ، وإلى عبدالله الصومعي جده لوالدته ، وسنذكر تفاصيل جميع ما وقعت عليه يدي زيادة للتوضيح والمعرفة حتى لا نقع في المحظور من قبول نسب لم يصح عند البعض أو رفضه البعض الآخر، وأترك مسؤولية قبول أو رفض نسب الشيخ عبدالقادر على من عرفه وذكره من كبار العلماء القدماء والمراجع، وتفصيل ذلك كما يلي :-[/rtl]
[rtl]
ورد في قلائد الجواهر للتاذفي الحنبلي أن: ((الشيخ عبدالقادر ابن موسى جنكي دوست بن عبدالله بن (يحيى الزاهد) بن محمد بن داود بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون، قال: ولا يصح هذا النسب لأن يحيى الزاهد لم يكن له ولد أو عقب يدعى عبدالله وأن الشيخ عبدالقادر لم يدع هذا النسب وانما ادعاه له أحد أحفاده)). وذكر كتاب معالم السلالة الطالبية العديد من الأمثلة حول رد نسب الشيخ عبدالقادر الجيلاني، فمثلا ورد في صفحة 81 ( قال الشريف أبو النظام مؤيد الدين عبيدالله نقيب واسط الاشتري الحسيني في كتابه الثبت المصان الذي شجّره الشريف محمد بن احمد العميدي النجفي الحسيني النسابة وسماه "المشجر الكشاف لأصول السادة الاشراف" حيث قال :- وقد نسبوا الى عبدالله بن محمد بن يحيى المذكور الشيخ عبدالقادر الكيلاني (المتولد في سنة 470 هجرية) فقالوا: هو عبدالقادر بن محمد بن جنكي دوست بن عبدالله المذكور ، ولم يدّع الشيخ عبدالقادر ذلك ولا احد من أولاده، وإنما ابتدأ بهذه الدعوى ولد ولده القاضي أبو صالح نصر بن أبي بكر بن الشيخ عبدالقادر. وقال : على ان عبدالله المذكور رجل حجازي لم يخرج من الحجاز وهذا أعني جنكي دوست أعجمي صريح كما تراه. وقال العمري في مشجراته : نسبوا هذا الشيخ محي الدين عبدالقادر الكيلاني الى عبدالله بن محمد بن الرومية يقال لولده بنو الرومية كما يقال محمد المذكور ، ولم يدَّع الشيخ عبدالقادر هذا النسب ولا احد من أولاده وإنما ابتدأ بها ولده القاضي أبو صالح نصر بن ابي بكر بن عبدالقادر ولم يقم عليها البينة ولا عرفها له أحد على ان عبدالله بن محمد بن علي رجل حجازي لم يخرج من الحجاز وهذ الاسم أعني جنكي دوست أعجمي صريح كما تراه فلا طريق في إثبات هذا النسب الا البينة العادلة، وقد اعجزت القاضي ابا صالح واقترن بها عدم موافقة جده الشيخ عبدالقادر وأولاده له والله سبحانه وتعالى أعلم. إنتهى نقل الشريف سراج الدين الرفاعي المتوفى ببغداد في سنة 885هـ)).[/rtl]
[rtl] وكذلك ورد في صفحة 82 التالي:- (( نقل الشريف تاج الدين ابن زهرة الحسيني نقيب حلب النسابة المتوفى عام 700 من الهجرة وهو من المعاصرين للقاضي أبي صالح نصر بن ابي بكر بن عبدالقادر وإدعائه النسب الشريف في عهد المغول من بعد انقراض الخلافة العباسية، فروى قصة هذا الادعاء في كتابه (غاية الاختصار في اخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار) ص29وأنا رأيته في صورة المخطوط ص17، فقال:- (( والى بني الجون يدّعي النسب بيت الشيخ عبدالقادر الكيلاني المدفون بباب الازج ببغداد رحمه الله ، يدّعون النسب الى محمد بن داود بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون. أظهر أولاد الشيخ العجائب ورووا عنه من الاخبار ما لا يصح نقله ولا يجوز اعتقاده ، وقام بعضهم بعد إنقراض الخلافة العباسية وإمكان إدعاء كل شيء يدّعي النسب للحسن السبط عليه السلام وفشت دعواهم وأهل النسب لا يقولون بها ويصرّحون بكونهم أدعياء. والشيخ عبدالقادر رحمه الله كان رجلاً جليلاً صالحاً لم يدّع هذه النسبة وادعاها احفاده وهو من بطون بشتبر من فارس ، والله العالم )). ثم ذكر في صفحة 83 أيضا: ((الشريف الرفاعي ضمن اقواله في كتاب "صحاح الاخبار" ص27المطبوع- و17المخطوط بقوله:- ((ومن المعلوم ان ابا صالح نصر بن ابي بكر عبدالرزاق بن الشيخ عبدالقادر الجيلي لمّا ابتدأ بهذه الدعوى عورض عليها من علماء النسب ولم يُقَم عليها بينة شرعية وبقيت هذه الدعوى مطوية تحت سجف الانكار لأسباب منها : إنَّ النسبة التي ادعاها نصر بن عبدالرزاق كتب فيها ان اباه عبدالرزاق بن الشيخ عبدالقادر بن ابي صالح (محمد) بن جنكي دوست بن موسى بن عبدالله بن يحيى بن محمد والذي صح عند علماء هذا الشان كافة إن عبدالله الذي نسبوا اليه جنكي دوست هو ابن محمد بن يحيى وعبدالله هذا ابن محمد هو المعروف بابن الرومية لم يعقب وإنما الذي أعقب اخوه يحيى بن محمد بن يحيى، فمن اختلاف الاسماء والالحاق بالعقيم أُنكِرت النسبة المذكورة ))، ونرى في عمدة الطالب صفحة 152ما ذكره من عقب الأمير داود بن موسى الثاني فقال:- ((انتشر عقبه وهم بوادي الصفراء إلا من انتقل منهم فعقبه من رجلين محمد والحسن ، أما محمد بن داود الأمير بن موسى الثاني وفي ولده العدد، فأعقب من خمسة رجال وهم علي وعبدالله الصليصل وأحمد وأبو الليل الحسن ويحيى..، وفي صفحة 153 قال: وأعقب يحيى بن محمد ابن الرومية من ثلاثة رجال: محمد وأحمد وعلي، وجدت لعلي : الفضل والحسن، أما أحمد بن يحيى فأعقب من رجلين : رزق الله وعبدالله..، وأعقب محمد بن يحيى بن محمد ابن الرومية من رجلين: يحيى وعبدالله..، فمن ولد عبدالله بن محمد ؛ محمد الوارد من الحجاز الى العراق ابن يحيى بن عبدالله هذا أعقب من رجلين: علي عنبة وخمصة)) . ونرى مما سبق أنه لم يذكر لعبدالله بن يحيى (المعروف بالزاهد) بن محمد بن داود بن موسى الثاني بن عبدالله بن موسى الجون أولاد أو ولد اسمه موسى أو جنكي دوست، وأن عبدالله المذكور عقبه من علي عِنبة وخمصة فقط ، فكيف يكون لعبدالله ولد اسمه موسى جنكي دوست مولود في كيلان من بلاد فارس وهي إيران مع ان العلامة ابن عنبة النسابة أنكره على اعتبار اذا كان صحيحاً فسيكون من أبناء عمه المباشرين؟ وأن عبدالله المذكور كان في الحجاز أصلاُ ولم يكن في تلك البقاع من بلاد فارس!.[/rtl]
[rtl] لذلك قال البعض: (نرى من أسباب الانكار أن عبدالله بن محمد بن الرومية الذي نسبوا اليه جنكي دوست توفي في المدينة ليلاً عام اربعمائة وستين (460) على الاصح ودفن في البقيع وعمره يوم وفاته دون العشرين ولم يعقب احداً كما صححه الافطس الشريف والعميدي وغيرهما، ومن المعلوم أيضاً ان الشيخ عبدالقادر ولد عام 470 من الهجرة) ، لكن ابن عنبة ذكر لعبدالله ولديه المذكورين سابقا وهما علي عنبة، وخمصة، ولم يذكر له موسى جنكي دوست ، والله تعالى أعلم.[/rtl]
[rtl] اما عن عقيدة الشيخ عبدالقادر فإن جميع من ذكر الشيخ عبدالقادر الجيلاني الكيلاني لم يذكروا شيئاً يمس عقيدته، بل ذكروه بالصلاح والتقوى وهو صاحب المدرسة القادرية في بغداد ، وانما كان الرد في انتسابه للسادة من آل البيت فقط ، وثبوت ذلك كان قاطعاً بدلائل كثيرة ذكرنا منها هنا، أما عقيدته فكانت صلاح وتقوى وكان شيخ طريقة بعد أن قدم من كيلان بفارس الى بغداد شاباً في الثامنة عشرة من عمره حيث طلب العلم وعمل به وأبدع، واتخذ الصوفية طريقة ومذهباً وعقيدة حيث أفتى بالمذهبين الشافعي والحنبلي، واتخذ طريقته كثير من أحفاده والناس تمثلاً به وبصلاحه من بعده رحمه الله .[/rtl]
[rtl] ومما يلفت النظر حول ذلك ما نقله كتاب صحاح الأخبار ص20 بقوله : (( نقل الشريف أبو النظام مؤيد الدين عبيدالله نقيب واسط الاشتري الحسيني في كتابه في الانساب الثبت المصان، ما قاله الشريف ابن ميمون النسابة في كتاب كتبه جواباً لكتاب أرسله له القاضي أبي صالح نصر الذي طلب منه فيه بإدخاله في مشجرة بني آل حسن. وهذا نص كتاب الشريف ابن ميمون النسابة الى ابي صالح حفيد الشيخ عبدالقادر بهذا الشان حيث يقول: (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واما أنت فعرفناك قاضياً واما أبوك عبدالرزاق فهو رجل فقيه صالح وأما جدك الشيخ عبدالقادر فهو شيخ صوفي تقي يُتَبَرّّك به ويُطلَب صالح دعائه ونسبه بشتبري، كما أنت اطلقت في بعض كتبك ينتهي الى بُشتبر بطن من الهرامزة بفارس، فاتق الله و دَعْ الهاشمية لأهلها )) ، من خلال هذه الرسالة وإذا غضضنا النظر عن كل من تكلم في نسب الجيلاني فإننا نجد في نص رسالة الشريف ابن ميمون هذه إحاطة ومعرفة بنسب عبدالقادر أكثر من حفيده أبو نصر صالح، فاعتراف أبي صالح حفيد عبدالقادر أنه من بشتبر من الهرامزة بفارس ثم تغيّر كلامه وادعاءه لآل البيت وطلبه من ابن ميمون النسابة بادخاله في مشجرة آل حسن ثم رد الأخير عليه بترك الهاشمية لأهلها لدليل دامغ على عدم انتساب عبدالقادر الجيلاني الى العلويين من آل البيت، وهذا يتوافق ويدعم رواية ابن عنبة في العمدة، وللأسف فقد طعن البعض من عصرنا الحديث بالعلامة الشريف ابن ميمون، والسؤال الذي يجيب نفسه بنفسه : هل بنو عصرنا وممن هم بعد عبدالقادر بقرون ولا دليل لديهم بانتساب عبدالقادر أعلم من العالم النسابة والشيخ الجليل الشريف ابن ميمون وهو المعاصر لحفيد الشيخ عبدالقادر والأكثر إحاطة بنسبه؟ الجواب لا قطعا ، وينسف كل من تناسل من عبدالقادر انهم من آل البيت.[/rtl]
[rtl] أما التاذفي فيتابع روايته في صفحة 84 فيقول: ((ويقول الشريف الرفاعي في كتابه "صحاح الاخبار" وهذا في ص 20: وقال السيد أحمد عميد الدين النجفي: إن هذه الاسماء التي ألحقها القاضي ابو صالح بمحمد ابن يحيى لا أثر لها عند النسابين والقائلون بصحتها جماعة من الجهال المتمسكين بطريقة الشيخ عبدالقادر وبعض البسلة من جماعة الصوفية أو من الفقهاء الذين لا وقوف لهم على علم النسب )).[/rtl]
[rtl] أما في مخطوط أبو حمرة الذي يشجر لبني الحسن والحسين وهم موسى الثاني ابي سبحة وموسى الجون وموسى الكاظم وعلي الهادي والسيد يحيى الحازم وغيرهم ، فانه يذكر أنساب السادة الرفاعي والدادا ومعتوق وآل حباب وياسين ودك الباب والصيادي ، ويذكر نسب عزالدين ابي حمرة ، فإنه ورد فيه انتساب الجيلاني وهو كالتالي: السيد الشيخ عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنه بن السيد موسى جنكي دوست بن السيد عبدالله الجبلي (لعله يقصد الجيلي) بن (يحيى الزاهد) بن السيد محمد الرومي بن السيد داود بن الامام موسى الثاني بن الامام عبدالله الصالح بن الامام موسى الجون بن الامام عبدالله المحض بن الامام الحسن المثنى بن الامام الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ولكنه توقف عنده ولم يذكر له أعقاب. [/rtl]
[rtl] إن رأي ابن عنبة أن نسب عبدالقادر الكيلاني أو الجيلاني؛ لا يصح له انتساب للهاشميين من الحسن السبط، بل حتى أن تسلسل عمود النسب الموضح سابقاً قد جرى عليه نقص وتحريف وتنسيب عبدالقادر المذكور الى هذا العمود المطعون فيه أصلاً في العمدة وغيره كالشريف ابن ميمون النسابة، إن كان من عبدالله بن يحيى بن محمد أو لعبدالله بن محمد، على أن يحيى لم يعقب وعبدالله لم يعقب إلا خمصة ومحمد عنبة جد العلامة ابن عنبة، فقد ذكر ابن عنبة أن محمد بن يحيى بن محمد بن الرومية (وهو داود الأمير بن موسى الثاني بن عبدالله بن موسى الجون) أعقب من رجلين يحيى وعبدالله .[/rtl]
[rtl] فمن ولد عبدالله بن محمد : محمد الوارد من الحجاز الى العراق ابن يحيى بن عبدالله هذا ، أعقب من رجلين علي عِنَبة وخمصة. وذكرت سابقاً أن من اسباب الانكار ان عبدالله بن محمد بن الرومية الذي نسبوا اليه جنكي دوست توفي في المدينة ليلاً عام 460هـ وعمره يوم وفاته دون العشرين ولم يعقب احداً كما صححه الافطس الشريف والعميدي وغيرهما، في حين ان الشيخ عبدالقادر ولد عام 470هـ أي بعد وفاة عبدالله بعشرة سنين، فكيف يكون موسى جنكي دوست في عمر نحو 10سنوات إبناً لعبدالله وهو أصلا ميتاً ؟ ثم يلد عبدالقادر ؟؟ لا يمكن ذلك.[/rtl]
[rtl] وقال ابن عنبة: قال ابن المرتضى الموسوي النسابة: أمهما عائذية وهما جدي آل عنبة بالحلة والحائر وغيرهما . ومن بني علي بن عنبة بن محمد الوارد ، عنبة الأصغر[/rtl]
[rtl] بن علي عنبة المذكور، وهو جد (ابن عنبة صاحب العمدة) أحمد بن علي بن الحسين بن علي ابن مهنا بن عنبة الأصغر. وكان لمحمد الوارد أخ اسمه ذباب ذكره السيد جمال الدين أحمد بن مهني العبيدلي النسابة في مشجرته وذكر له عقباً. هكذا ورد في العمدة صفحة 154، علماً أن ابن عنبة يُعتبر من أكثر الناس علماً وإحاطة بأبناء عمومته والذي على ما يُفترَض أن الجيلاني من أبناء عمومته المقربين وقد عاش في العصر الذي تبع الجيلاني الذي ولد سنة470هـ وتوفي561هـ أما العلامة ابن عنبة وهو متقدم على الجيلاني قليلا ولد في 748هـ وتوفي 828هـ أي أن بينهما نحو 187 سنة. فبعض العلماء يرد نسب الجيلاني وذريته اعتماداً على ما أورده ابن عنبة أكثر الناس إحاطة وعلماً به وقد أنكره وليس له أي مصلحة في هذا الانكار لشيخ جليل وعلامة ذو خلق رفيع، والبعض الآخر يعلقه لا يأخذ به ولا يرده حرصاً على آداب الطعن التي نهى الرسول الكريم عنها، والبعض وثق له كما في المخطوط السابق الذكر ومحقق بحر الأنساب المحيط للرفاعي والضوء والذيل وغيرهم على أنه كان منشغلا بالقضاء والعلم وخدمة ربه ورياضة قلبه التي هي أهم من ذكر النسب والتفاخر به، والله تعالى أعلم.[/rtl]
[rtl] أما الأصيلي لابن الطقطي ص95 يقول: ((نكتة تتعلق بهذا الموضع: إعلم ان بيت عبدالقادر الكيلاني المدفون بباب الازج ينتسبون الى محمد بن داود بن موسى الثاني ابي عمر بن عبدالله بن موسى الجون، ويروى عن نصر أبي صالح قاضي القضاة شعر منه: (نحن من اولاد خير الحسن) يعني الحسن بن علي عليهما السلام ، والى هذا التاريخ وهو شهر رمضان المبارك سنة ثمان وتسعين وستمائة (698هـ) لم تقم البينة الشرعية بصحته، فلذلك لم يُلحق )).[/rtl]
[rtl] ومن ذرية الشيخ عبدالقادر العديد من العشائر والعائلات التي تنتسب منه في الأردن وفلسطين والشام والعراق(1) وغيرها، ونورد هنا شجرة نسب هؤلاء العائلات الكيلانية القادرية الذين يحملون عدة أسماء : كالزعبية والربابعة والملكاوية والقادرية من نسل عبدالقادر الجيلاني رحمه الله. ونلاحظ أيضا مما سبق عدة روايات في اسم والد الشيخ عبدالقادر ، فتارة اسمه محمد، وتارة اسمه عبدالله ، وتارة اسمه موسى، وتارة اسمه جنكي دوست، وتارة موسى جنكي دوست وغير ذلك ، وأيضا قول البعض: (عبدالقادر ابن موسى جنكي دوست بن عبدالله بن (يحيى الزاهد) بن محمد بن داود بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون). [/rtl]
[rtl] ويقول آخرين : (عبدالقادر ابن موسى جنكي دوست بن عبدالله بن محمد (ابن الرومية) بن داود بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون، قيل: فلما وجدوا ان يحيى الزاهد لم يكن له ولد اسمه عبدالله نسبوه الى أخيه محمد ابن الرومية، ومعلوم أنه توفي شاباً وقد اختلف العلماء أنه معقب أم منقرض والله تعالى أعلم.[/rtl]
[rtl] وبناء على ذلك فاننا لا نستطيع رد كلام العلامة النسابة ابن عنبة أكثر الناس علماً وإحاطة بأبناء عمومته، والشريف النسابة ابن ميمون ونوافق الآخرين هداهم الله ، لكن الكثرة (وهم علماء قدماء موثوقون ) تغلب القلة الحديثة العهد، لكن رواة الأدلة يشيرون بعدم ثبوت نسب عبدالقادر الجيلاني إن لم يكن صحيحاً كما هو مذكور في بحر الأنساب المحيط للرفاعي والمخطوط المذكور والمصادق عليه من قبل عدد كبير من العلماء والنسابين، لكن بعد دراسة وتوقف نجد أيضاً بعض الشكوك تحيط بانتساب بعض أبناء وأحفاد عبدالقادر ومنهم ينتسب بعض العائلات الى عبدالقادر من آباء لم يذكرهم بحر الانساب المحيط ولا غيره أنهم من أبناء الشيخ عبدالقادر الجيلاني أو من أحفاده، وقد أكون على خطأ ، فهذا يحتاج لتفرغ وبحث منفصل مستفيض عن أعقاب أبناء عبدالقادر الجيلاني، وكان الله تعالى في عوننا لاحقاق الحق، والله تعالى أعلم.[/rtl]
[rtl] أما بحر الأنساب المشجرالكشاف المحيط تحقيق السيد حسين الرفاعي في مصر ص 173 كما ذكرت سابقاً وكذلك مخطوط بحر الانساب للنجفي باضافات العلامة الزبيدي فقد ذكرا:- عبدالقادر بن جنكي موسى دوست أبو صالح بن عبدالله بن محمد بن يحيى بن محمد بن الأمير داود بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون، وذكرا له ذرية وأنه أعقب عشرة أبناء : أبو زكريا محمد، أبو نصر موسى، سيف الدين أبو عبدالله عبدالوهاب، شرف الدين أبوعبدالرحمن عيسى، شمس الدين أبو بكر عبدالعزيز، أبو الفرج عبدالجبار، تاج الدين أبو بكر عبدالرزاق ، أبو اسحق ابراهيم ، محمد أبو الفضل حرير محمد ، أبوعبدالرحمن عبدالله. وعلى أن العقب من اثنان:- 1- قاضي القضاة عمادالدين نصر بن تاج الدين أبوبكر عبدالرزاق ومنه في ثلاثة: أبو زكريا يحيى وطاهر الدين أبو السعود أحمد ومحمد محيي الدين أبو عبدالله. [/rtl]
[rtl] 2- شمس الدين أبو بكر عبدالعزيز ومنه من اثنان: عبدالوهاب و أبوعبدالله جمال الدين محمد،..الخ، هكذا ورد ولم ينفي نسبة عبدالقادر الجيلاني وذريته ، لكنه لم يذكر أو يحدد اسماء العشائر التي ينتمي إليها من ذرية عبدالقادر الجيلاني المذكور، ولكنه وكما نرى من تسلسل عقب عبدالقادر الجيلاني في الشكل التالي أنه لا يتوافق مع ما ذكره بحر الانساب لعقب عبدالقادر الجيلاني في الشكل الآتي، فقد ذكر عشرة أبناء للشيخ عبدالقادر وهم: ابو زكريا، ابونصر موسى، سيف الدين ابوعبدالله عبدالوهاب، شرف الدين ابو عبدالرحمن عيسى، شمس الدين ابوبكر عبدالعزيز، أبو الفرج عبدالجبار، تاج الدين ابوبكر عبدالرزاق ، ابو اسحق ابراهيم ، ابو الفضل حرير محمد وابو عبدالرحمن عبدالله ، والمعقب منهم ثلاثة عبدالوهاب(1) وعبدالعزيز وعبدالرزاق. [/rtl]
[rtl] وكذلك نجد أن عقب عبدالرزاق وعقب عبدالعزيز لا يتوافق مع مشجر عقب الزعبية والملكاوية والربابعة والقادرية والطحان ومحمدية ورومية كما في المشجر السابق ، والله تعالى أعلم.[/rtl]
[rtl] أما في كتاب قاضي القضاة شيخ الاسلام ابن حجر العسقلاني وهو (غبطة الناظر في ترجمة الشيخ عبدالقادر الجيلاني) المطبوع في كلكته سنة 1903م فانه يقول في ترجمته في الباب الأول صفحة2 :- ((.. أنبأ القاضي أبو صالح نصر بن عبدالرزاق بن الشيخ عبدالقادر بن أبي صالح موسى جنكي دوست بن عبدالله بن (يحيى الزاهد) بن محمد بن داود بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب ، قلت كان عبدالرزاق ولد الشيخ من الثقاة وولده أبو صالح نصر من الثقاة المسندين وقد وقعت لنا الرواية عنه بعلو ذكر مولده ، قال ابن النجار ولد سنة إحدى وسبعين أو في التي بعدها، وسئل الشيخ عن مولده فقال لا أعلم حقيقته لكني قدمت بغداد وأنا ابن ثمانية عشر سنة في السنة التي مات فيها التميمي يعني شيخ الحنابلة واسمه رزق الله بن عبدالوهاب وكانت وفاته في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وأُم الشيخ تُسَمّى فاطمة وتُكنّى أم الجبار وتلقب أم الخير قال اليونيني وكان لها حظ عظيم وافر من الخير والصلاح، وقال أبو سعيد الهاشمي كان لها قدم في هذا الأمر وهي بنت الشيخ الزاهد أبي عبدالله الصومعي وكانت توصف بالخير والصلاح، وأسند الشطنوني من طريق الشيخ العارف محمد الدرياني القزويني قال: كان الصومعي من أجلّ من لقيته من المشايخ وكان مجاب الدعوة وكان من جملة مشائخ كيلان ورؤسائهم وكان اذا غضب أصيب من أغضبه سريعاً، وكانت له كرامات وذكر موسى اليونيني هذا النسب .. الخ )). هكذا أورد ابن حجر في كتابه غبطة الناظر، وبعد كل ما ورد يثبت البعض بعدم صحة نسب الشيخ عبدالقادر الجيلاني الكيلاني ، والقول فيه كثير ويطعن فيه الطاعنون، ثم ينسبه آخرين ويوثقون ويُلحِقون نسبته، فربما يكون الظن والاعتقاد هما سبب تصديق نسبة الشيخ عبدالقادر؛ حيث ذكر صحاح الأخبار ص19: (فيوشك أن أمه انتقلت به من الحجاز الى العجم رضيعاً وشبّ هناك فسمي باسماء الأعاجم)، ويقول في عدم وجود البينة لاثبات النسب (أن ذلك يرجع الى محررات النسابين وأن النسب المدعى داخله الغلط في تعداد أسماء الرجال لم تظهر حجة ولا بينّة دينية للقاضي أبي صالح ليعول عليها والظن بين جنكي دوست وبين محمد ابن يحيى ربما عقب آخر لم يهتدي إليها لشتات عائلتهم واختلال نظامها في بلاد العجم)، وفي قول الشريف أبو النظام أن بطن عبدالله لم يدخل منه أحد جيلان العجم ولا كيلان العراق، فرأيه أنه يحتمل الشذوذ في رجل من البطن وعلى هذا ينبغي حسن الظن والتوقف عن الانكار، ومثل ذلك كثير من الأعذار مبنية على الظن بلا بيّنة ، أو اثبات كما أورد ابن عنبة أو ابن ميمون، والله تعالى أعلم. وفي كتاب غبطة الناظر المذكور ورد له من العقب القاضي أبو صالح نصر بن عبدالرزاق بن الشيخ عبدالقادر، وكان هو ووالده من الثقاة المسندين ، ولكن لم يذكر الكتاب أي أولاد آخرين للشيخ عبدالقادر غير عبدالرزاق وولده أبو صالح نصر، والله تعالى أعلم.[/rtl]
[rtl] أما في تاريخ ابن النجار فقد قال: ((سمعت عبدالرزاق ابن الشيخ عبدالقادر الجيلاني يقول: وُلد لوالدي تسعة وأربعون ولداً، سبعة وعشرون ذكراً واثنتان وعشرون بنتاً، ولكن لم يبق له منهم سوى ثلاثة عشر ذكراً وهم: عبدالله وعبدالوهاب وعبدالرزاق وعبدالعزيز وعبدالجبار وإبراهيم ومحمد وعبدالرحمن وعيسى وموسى وصالح وعبدالغني ويحيي، وبنت واحدة هي أمَةُ الجبار فاطمة)).[/rtl]
[rtl] ثم يتابع ابن حجر في الغبطة حديثه: (( وقد عنى بتربيتهم وتهذيبهم وتخرجوا على يديه في العلم وكان معظمهم من أكابر الفقهاء والمحدثين. وقد ابتلى رحمه الله بفقد الأولاد فصبر على ذلك صبر الكرام، لذلك قال الجبائي ـ وهو أحد تلاميذ الشيخ عبدالقادر رحمه الله تعالى :- قال سيدنا الشيخ عبدالقادر رضي الله عنه كان إذا وُلِد لي ولد أخذته على يدي وأقول هذا ميت، فأخرجه من قلبي فإذا مات لم يؤثر عندي موته شيئاً لأني قد أخرجته من قلبي أول ما وُلِد ، قال الجبائي : لذلك كان يموت من أولاده الذكور والإناث ليلة مجلسه فلا ينقطع المجلس، ويصعد على الكرسي ويعظ الناس، والغاسل يغسل الميت فإذا فرغوا من غسله جاءوا به إلى المجلس فينزل الشيخ ويصلي عليه رضي الله عنه)).[/rtl]
-------------------------------------------------------------------
(1) في فوات الوفيات الجزء الثاني ص 373 ذكر : عبدالقادر بن أبي صالح بن جنكي دوست ينتهي نسبه الى الحسين بن علي بن أبي طالب ، الشيخ أبو محمد الجيلي الحنبلي المشهور الزاهد صاحب المقامات والكرامات وشيخ الحنابلة. كما ذكره الشيخ عبدالله بن حشلاف في كتابه سلسلة الأصول في ذرية البضعة البتول ص 121. (1) في كتاب عشائر العراق لعباس العزاوي يقول: الحياليون: الحياليون أو البو عبد العزيز، يدّعون انهم من ذرية السيد الشيخ عبدالعزيز ابن الشيخ عبدالقادر الكيلاني دفين (حيال) وهى اليوم اطلال تسمى تل حيال وتقع بين سكينيّة والمجنونيّة، وقبره معروف ومتناقل ذكره يزوره اليزيدية ويتبركون به، وعُرف ابنه السيد محمد بـ (الحيالي) ومن الحياليين من يسكن فى محلات عديدة من الموصل وكثرتهم فى الجهة الغربية من سنجار، والاسرة الكيلانية لا تعرف هذا الانتساب وان المرحوم الاستاذ فخامة السيد عبد الرحمن النقيب عندما سئل فى مجلس الادارة فى العهد العثماني عن تأييد انهم سادة من ذرية الشيخ عبدالعزيز لاعفائهم من الجندية قال: لا انفي نسبهم ولا أعلمه. فكان جوابه مهماَ، لم يطعن اذ لم يجد لديه سنداَ يستدعي الطعن ولا سَلّم بما قالوا لانه لم يعلم عنه ويصعب تحقيق ذلك والتلقي والحفظ من أقوى دعائم الاستناد فى مثل هذه الاحوال، ويقول أيضاً : الحيال (ص242 بعد س4) : وردنا من الاستاذ نوري الخيري أمير اللواء الركن المتقاعد عن الحيال ما يأتي: " ان خرائب (حيال) أو (حيالية) لم تزل ظاهرة فى جوار (تل حيال) غربي سنجار 18 ميل الواقع فى مربع 14 ج28 من خريطة سنجار عقدة لميلين، وهو فى جنوب قرية (المجنونية) ويبعد عنها نحو نصف ميل، هناك مقام الشيخ عبدالقادر الكيلاني بالقرب منه (فى شماله)، وضريح الامام عبدالعزيز ابنه (وهو ظاهر القبة) وواقع فى شمال غربي التل بنحو ميل ونصف وغربي (المجنونية) بنحو ميل،الامر الذى يدل على أن حدود (حيالية) كانت تمتد الى هناك وان هذين المشهدين كانا ضمن هذه الحدود، فوجود ضريح الامام عبدالعزيز ومقام الشيخ عبدالقادر بالقرب من خرائب (حيالية) وتلَها لدلالة أكيدة على اوشاج القربى وتأييد الحياليين بصدق ادعائهم أنهم سادة ومن ذرية الشيخ عبدالعزيز، هكذا قال والله تعالى أعلم. (1) في شذرات الذهب ص 83 قال : في سنة 611 هـ توفي الركن عبدالسلام بن عبدالوهاب بن عبدالقادر الكيلاني ، وأورد المرجع تاريخ الاسلام (62/70-71) وسير أعلام النبلاء ( 22/55-56) وذيل طبقات الحنابلة (2/71-73)، وقال في الشذرات أنه ولد ليلة ثامن ذي الحجة سنة 548هـ وأنه سمع الحديث من جده وابن البطي وشُهدَة وغيرهم ، وقرأ وكتب وتفقه بجده، ودرس بمدرسة جده وكان أديباً كيّساً، وكان حنبلياً وولي عدة ولايات ، وكان عارفاً بالمنطق والفلسفة والتنجيم وغيرها من العلوم، وبسبب ذلك نسب الى عقيدة الأوائل حتى قيل أن والده رأى يوماً ثوباً بخارياً فقال: والله هذا عجيب! وما زلنا نسمع البخاري ومسلم ، وكان أبوه كثير المجون والمداعبة.