و قال ابن خلدون :" … وقد ينتسب بعضهم إلى الفاطمي المنتظر إما بأنه هو أو بأنه داعٍ له ، وليس مع ذلك علمٌ من أمر الفاطمي ، و لا ما هو ؟! . وأكثر المنتحلين لمثل هذا تجدهم موسوسين أو مجانين أو ملبسين ، يطلبون بمثل هذه الدعوة رياسة امتلأت بها جوانحهم ، وعجزوا عن التوصل إليها بشيء من أسبابها العادية ، فيحسبون أن هذا من الأسباب البالغة بهم إلى ما يؤملونه من ذلك ، و لايحسبون ما ينالهم فيه من الهلكة ، فيسرع إليهم القتل بما يحدثونه من الفتنة ، وتسوء عاقبة مكرهم .
وقد كان لأول هذه المائة خرج بالسوس رجل من المتصوفة يدعى التبوذري عمد إلى مسجد " ماسة " بساحل البحر هنالك ، و زعم أنه الفاطمي المنتظر ، تلبيساً على العامة هنالك بما ملأ قلوبهم في الحدثان بانتظاره هنالك ، وأن من ذلك المسجد يكون أصل دعوته ، فتهافتت عليه طوائف من عامة البربر تهافت الفراش ؛ ثم خشي رؤساؤهم اتساع نطاق الفتنة ، فدس إليه كبير المصامدة يومئذ عمر السكسوي من قتله في فراشه … " أهـ [16]
و قد ذهب ابن عربي وغيره من الصوفية إلى تحديد وقت خروج المهدي المنتظر[17] ، كما نقله عنهم ابن أبي واصل[18] في شرح " خلع النعلين " ، إذ يقول ابن أبي واصل :" قال ابن العربي :"وهذا الامام المنتظر ، وهو من أهل البيت من ولد فاطمة ، وظهوره يكون بعد مضي ( خ ف ج ) من الهجرة ، ورسم حروفا ثلاثة يريد عددها بحساب الجمل ، وهو الخاء المعجمة بواحدة من فوق : ستمائة ، والفاء أخت القاف : ثمانين . والجيم المعجمة بواحدة من أسفل : ثلاثة ، وذلك ستمائة وثلاث وثمانون سنة ، وهي في آخر القرن السابع . و لما انصرم هذا العصر ، ولم يظهر حمل ذلك بعض المقلدين لهم على أن المراد بتلك المدة مولده ، و عبر بظهوره عن مولده ، وأن خروجه يكون بعد العشر وسبعمائة ، فإنَّه الإمام الناجم من ناحية المغرب …" أهـ[19] .
وقال ابن خلدون أيضاً :" … وأما المتصوفة الذين عاصرناهم ، فأكثرهم يشيرون الى ظهور رجل مجدد لأحكام الملة ، ومراسم الحق ، ويتحينون ظهوره لما قرب من عصرنا . فبعضهم يقول من ولد فاطمة . وبعضهم يطلق القول فيه . سمعناه من جماعة أكبرهم أبو يعقوب البادسي كبير الأولياء بالمغرب ، كان في أول هذه المائة الثامنة ، وأخبرني عنه حافده صاحبنا أبو يحيى زكريا عن أبيه أبي محمد عبدالله عن أبيه الولي أبي يعقوب المذكور … " .
ثم ذكر ابن خلدون بعض المدعين من أرباب التصوف للمهدية ، فقال :"… أخبرنا شيخنا محمد بن أبراهيم الآبلي ، قال : خرج برباط ماسة لأول المائة الثامنة وعصر السلطان يوسف بن يعقوب رجل من منتحلي التصوف ، يعرف ب:" التويزري " ، نسبة الى : " توزر " مصغرا ، وادعى أنه الفاطمي المنتظر ، واتبعه الكثير من أهل السوس من ضالة وكزولة ، وعظم أمره ، وخافه رؤساء المصامدة على أمرهم …" .أهـ[20].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم ( 2346 )
[2] جامع كرامات الاولياء للنبهاني (2/218) ط:3 ، 1404 ، تحقيق :ابراهيم عطوة عوض .وانظر : جواهر البحار (3/266) . وقد طبع في نهاية ديوانه :"شجرة مصغرة في عقب الأمير عبدالقادر وذريته " ، مختومة من النقابة في تركيا .
[3] 2/ 297-307 ، طبعة الاسكندرية 1903 ، بواسطة : سيرة الأمير عبدالقادر وجهاده للحاج مصطفى بن التهامي ،( ص47 ) .
[4] ملتقى الاطراف في أنساب ومناقب الاشراف (ص68) .
[5] انظر : ديوان الأمير عبدالقادر : ص 165 ، شرح وتعليق ممدوح حقي ، ط: دار اليقظة العربية ، بدمشق .
[6] مقدمة تنبيه الغبي الى تكفير ابن عربي ، للبقاعي ( ص14-15)
[7] النور السافر من أخبار القرن العاشر لعبدالقادر بن عبدالله العيدروس ( 978-1037) . ( ص 23 ) . ط: 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1405 .
[8] انظر : جواهر العقدين للسمهودي ، القسم الثاني ( 1/ 30 ) ط: العاني . و الصواعق المحرقة ( 77 ) .
[9] انظر كثير من الأسئلة والأجوبة حول القطب في " اليواقيت والجواهر " للشعراني ( 2 / 78-83 ) .
[10] طبقات الشعراني .
[11] هو أحد أئمة الصوفية النقشبندية . من أقواله : اطلعني الله على أسماء من يدخلون في سلسلتنا من الرجال والنساء إلى يوم القيامة ، وإن نسبتي هذه تبقى بواسطة أولادي إلى يوم القيامة ، حتى أن الإمام المهدي سيكون على هذه النسبة الشريفة " . مات سنة 1034 هـ ، و دفن ببلده سهرند ، مدينة عظيمة من أعمال لاهور في الهند . انظر : جامع كرامات الولياء للنبهاني (1/555- 557 ) .
[12] روح المعاني ( 22 / 19 -20 )، وله بقية مفيدة فيه . ط: دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
[13] صحاح الأخبار للرفاعي ( 49 -52 ) .
[14] نقلا عن مقدمة ابن خلدون ( 2/ 813) تحقيق وافي .
[15] مقدمة ابن خلدون ( 2/ 809- 812 ) .تحقيق وافي .
[16] . المقدمة ( 2/ 531- 532 ) .
[17] هناك من يحكي أن مذهب ابن عربي : أنّ خاتم الأولياء هو المهدي المنتظر كما هو ظاهر من كلام ابن خلدون ، وهناك من ينفي ذلك عنه ، ويقول بالتغاير بينهما عند ابن عربي ، و المسألة تحتاج إلى بحث موسع من كلامه . فله كلام صريح في القول بالتغاير ، مثل قوله عن سؤال الترمذي الخامس عشر :" ما سبب الخاتم وما معناه ؟ " ، فقال مجيباً في " الفتوحات المكية " :" … فأنزل الله في الدنيا من مقام اختصاصه ، واستحق أن يكون لولايته الخاصة يواطيء اسمه ، ويحوز خلقه ، وماهو بالمهدي المعروف ، المسمى المنتظر ، فإن ذلك من سلالته الحسية ، ولكنه من سلالة أعراقه وأخلاقه " أهـ . بواسطة : الصلة بين التصوف والتشيع (1/502 ) . و انظر أيضاً : الفكر السياسي عند الباطنية ، للدكتور أحمد عرفات قاضي ( ص89 ) ، والله أعلم .
[18] في طبعة علي عبدالواحد وافي :" ابن أبي واطيل " ، وفي باقي الطبعات :" ابن أبي واصل " .
[19] مقدمة ابن خلدون (2/812)
[20] مقدمة ابن خلدون (2/817 ، 818) . وانظر : تاريخ ابن خلدون ( 6/689 ، و ما بعدها ) في خبر أحمد بن مرزوق المدعي للمهدية .
الأصل السابع : عصمة وطهارة الآل النبوي :
ترى الصوفية فيما ترى أن الآل المحمدي مطهر معصوم ، لايصدر منهم إلا كل طاهر لأنهم ملحوظون ، كما قال تعالى :" إنَّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً " ، فهم يفسرون الطهارة في الآية بأنها العصمة والحفظ من الذنوب ، وأنهم مطهرون لا محالة قبل وفاتهم . بل قال محي الدين ابن عربي :" الذي أقول به أن ذنوب أهل البيت إنما هي ذنوب في الصورة لا في الحقيقة لأنَّ الله تعالى غفر لهم ذنوبهم بسابق العناية ، لقوله تعالى :" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً "، ولا رجس أرجس من الذنوب " أهـ[1] .
و وصل الغلو ببعضهم إلى أن قال بـ:" طهارة فضلات آل البيت " ؟! [2].
وهذا مما يستحي المرء من نقله ، فكيف بالاعتقاد به ؟!
و سبب ذلك عند الصوفية ومن وافقهم أنهم يفسرون الإرادة في آية سورة الاحزاب بأنها الارادة الكونية ، وهي واقعة لامحالة . و الصواب المتقرر في كلام المحققين من أهل العلم أن الإرادة في الآية يراد بها الارادة الشرعية التي قد تقع أوْ لا .
ومن هذا الاعتقاد نشأ عند بعض المتصوفة الانتساب للآل النبوي رغبة في الطهارة والعصمة من الذنوب ، وربما عبروا بالحفظ ، و يريدون به معنى " العصمة " .
و من أبرز مداخلهم لذلك :تفسيرهم لحديث " سلمان منّا آل البيت " [3]بذلك ، فأضاف النبي صلى الله عليه وسلم سلمان الفارسي إليه ، فتحققت له النسبة الباطنة ، كما قرّره كبيرهم محي الدين ابن عربي في :" الفتوحات المكية " [4] . و نقل أحمد الكسروي في كتاب" مشعشعيان " النصَّ الآتي :" … الاعتقاد أن علياً الذي كان بجنب النبي هو السرُّ الدائر في السماء والأرض ، و محمداً صلى الله عليه وسلم كان هو الحجاب بنوع الرسالة ، و الأحد عشر إماماً كانوا هم الملائكة منهم إليه ومنه ، و سلمان من أهل البيت ، والبيت هي الطريقة والمعرفة ، و كل من وصل إلى عرفانه كان سلمان في كل عصر و زمان… "أهـ[5].
****
الأصل الثامن : القيام بالرواتب والأوراد كبعض الأدعية و الصلوات المبتدعة .
في الصلاة المشيشية لعبدالسلام بن مشيش :" اللهم صل على من انشقت منه الأسرار ، وانفلقت منه الأنوار ، وفيه ارتفعت الحقائق ، وتنـزلت علوم آدم ، فاعجز الخلآئق ، وله تضاءلت الفهوم ، فلم يدركه منّا سابق ولا لاحق … " ، إلى أن قال :" اللهم إنه سرك الجامع الدال عليك وحجابك الأعظم القائم لك بين يديك ، اللهم ألحقني بنسبه ، وحققني بحسبه ، وعرفني إياه معرفة أسلم بها من موارد الجهل ، وأكرع بها من موارد الفضل " [6] .
لك أن تتصور عبر هذه القرون الطويلة من وقت عبدالسلام بن مشيش المتوفى في أوائل القرن السابع ( 622 ) ، و القوم يرددون مثل هذه الصلاة المبتدعة وغيرها ، ويطلبون فيه إلحاق أنفسهم بنسب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وتحقيق حسبه ، فهل يؤمن أن ينبري صوفي مارد ، فينجذب الى الحضرة ، ويغيب بمشهوده عن شهوده ، ثم يفيق ، واذا بالنسب النبوي قد تحقق ، إمّا ولادة قلب أو ولادة صلب ؟!
و لهذا لما تعرض عبدالعزيز الدبّاغ لشرح الصلاة المشيشية ، فسره بما يعرف من أصولهم كما تقدم عند الكلام على الحقيقة المحمدية في الأصل الأول ، فقال في قول عبدالسلام بن مشيش عندما كان يدعو بتحقق نسبه الى النبي صلى الله عليه وسلم :"… اللهم ألحقني بنسبه ، وحققني بحسبه …" ، قال الدّباغ :" إنّ المراد بالنسب ما ثبت في باطنه صلى الله عليه وسلم من المشاهدة التي عجز عنها الخلآئق اجمعون ، والشيخ عبدالسلام رضي الله عنه كان قطباً كاملاً له صلى الله عليه وسلم . والمراد بالحسب صفاته صلى الله عليه وسلم مثل الرحمة والعلم والحلم …" انتهى[7] .
وقال الصاوي في شرح هذا اللفظ :"… ( اللهم ألحقني بنسبه ) أي : دين الاسلام ، ولذا قال صلى الله عليه وسلم :" آل محمد كل تقي " … " أهـ[8] .
و الشيخ عبدالسلام ابن مشيش ممن ينتسب للشرف من جهة ادريس بن ادريس بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط .
وقد نقل ابن عبّاد نسب أبا الحسن الشاذلي من كتاب"اللطيفة المرضية في شرح دعاء الشاذلية " للشيخ شرف الدين أبي سليمان داود السكندري ، فقال :" هو الشريف الحسيب ذو النسبتين الطاهرتين الجسدية والروحية المحمدي العلوي الحسني الفاطمي : أبو الحسن علي الشاذلي بن عبدالله بن عبدالجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوشع بن ورد بن بطال بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب". أهـ .
ومن له أدنى خبرة بنسب آل البيت يعلمُ أنَّ هذا العمود مرَّكبٌ مفتعل ، ولهذا قال السكندري السابق ذكره ، وهو من المعتقدين في ولاية الشاذلي :" لم يكن من اولاد الحسن بن علي من اسمه محمد له عقب ، وإنَّ الذي أعقب من أولاد الحسن السبط : زيد الأبلج ، والحسن المثنى ، كما نصّ عليه غير واحد " ، ولما كان لابد من تصحيح نسب الولي ، قالوا :" … وصوابه محمد بن الحسن المثنى بن الحسن السبط " انتهى[9] .
وفاتهم أنّ العقب في الحسن المثنى إنما هو في خمسة هم :"عبدالله المحض ، و ابراهيم الغمر ، و الحسن المثلث ، و داود ، و جعفر " ، وأمّا محمد بن الحسن المثنى فلا بقية له بالاتفاق ، كما قاله ابن عنبة في " عمدة الطالب " وغيره [10].
و لهذا قال الصفدي في " نَكْتِ الهُمْيَان " عن أبي الحسن الشاذلي :" وقد انتسب في بعض مصنفاته إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال : بعد يوسف المذكور بن يوشع بن برد بن بطال بن احمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن علي بن ابي طالب . قال الشيخ شمس الدين الذهبي :" هذا نسب مجهول لا يصح ولا يثبت ، وكان الأولى به تركه ، وترك كثير مما قاله في تآليفه من الحقيقة " …" أهـ [11].
ومن الغرائب أنَّ عبدالسلام بن مشيش لما قابل أبا الحسن الشاذلي قال له على وجه الكشف :" مرحباً بعلي بن عبدالله بن عبدالجبار " ، وساق نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال له :" يا علي ارتحل إلى افريقية واسكن بها بلداً تسمى شاذلة ، فإن الله يسميك الشاذلي ، وبعد ذلك تنتقل إلى مدينة تونس ويؤتى عليك بها من قبل السلطنة ، وبعد ذلك تنتقل إلى بلاد المشرق ، وترث فيها القطبانية " انتهى[12] .
ومن المفارقات ههنا :" أنّ ابا الحسن الشاذلي مكتوب على قبته وضريحه سياق النسب إلى الحسين رضي الله عنه لا الحسن " [13] ! .
****
الأصل التاسع : تأييد المتصوفة للأقوال الشاذة .. والطوفان الشريفي .
من الأمور اللافتة للانتباه ، تأييد بعض مشايخ الصوفية لبعض الأقوال الفقهية الضعيفة كمسألة " الشرف من الأم "[14] ، و قد نشأ القول بهذه المسألة سنة 726 بأرض المغرب العربي ، وكان أول من تكلم فيها من الفقهاء فقهاء المالكية ، فأفتوا فيها سنة 726[15] . و قد أثبت جمع من الفقهاء المتصوفة النسب الشريف من خلال تلك المسألة .
يقول أحد المستشرقين :"… و وفقاً لعادة كانت منتشرة جداً في ذلك العصر بخاصة عند البربر ، ادعى الجزولي أنه من الأشراف ، أي من ذرية النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، و هو قد مجَّد النبي ( عليه الصلاة والسلام ) في كتابه في الأذكار وعنوانه " دلائل الخيرات " ، الذي لايزال واسع الانتشار جداً ، و مقدراً في كل المغرب . و بهذا أسهم الجزولي بقوة في تمجيد النبي ( عليه الصلاة والسلام ) تمجيداً عظيماً في المعتقدات الشعبية ، و بالتالي في تمجيد الأشراف ، أعني ذرية آل البيت . ومن ثمَّ صارت صفة " الشريف " ( أي : الذي من ذرية النبي محمد عليه الصلاة والسلام ) - وكان لها سحرها الخاص عند البربر ، منذ مغامرة إدريس في القرن السابع ( الميلادي ) - لقباً هاماً ؛ حتى أنَّ معظم رؤساء الفرق الصوفية ، والصوفية العاديين ادعوا أنهم من الأشراف ، أو خلعها عليهم عن خطأ أو صواب من ترجموا لهم من مؤلفي كتب تراحم الصوفية وواضعي كتب الأنساب [16]، و خلال هذا القرن الخامس عشر ( الميلادي ، أي : أواخر القرن التاسع ) نفسه ، ادعى النسب الشريف عالم التوحيد والصوفي البربري محمد السنوسي ، الذي لم يكن من الممكن جعله ينحدر من نسل النبي ( عليه الصلاة والسلام ) من جانب أبيه ، ولهذا جعل حسنياً من ناحية أمه . و هناك صوفي كبير آخر ، و بربري أيضاً أيضاً ، هو محمد الهواري ، وهو وليُّ وهران الحالي حيث دفن فيها ، كان بحسب ما يقول من ترجموا له : شريفاً من جهة أبيه .
و في وسع المرء أن يكثر من هذه الأمثلة . لكن لم يكن الأمر كذلك في الشمال الإفريقي في القرون السابقة و خصوصاً بالنسبة إلى صوفية القرنين الثاني عشر والثالث عشر ( الميلاديين ، أي : الخامس والسادس الهجريين ) . وقد لاحظ ج.س كولان ( المقصد ص11، تعليق 1 ) أن التادلي في " كتاب التصوف " الذي ألفه سنة 1220 م ، و فيه يذكر أسماء أكثر من 260 صوفياً عاشوا في نواحي مراكش وتادلا ، وتامسناو وبني دكالة ، لم يذكر اسم شريف واحد حتى ولا بين أبناء الأسر المشهورة - الشريفية اليوم -: بني أمغر في تيت ان فطر [17].
و مؤلف " المقصد " وهو البادسي ، الذي ذكر في بداية القرن الرابع عشر 48 صوفياً في إقليم الريف ، و ترجم لهم ، لا يصف بلقب شريف غير واحد منهم فقط . ويلاحظ ج.س كولان أنه من بين أولياء " الريف " هؤلاء " كل من نجدهم اليوم موضع تبرك ، يعدون من نسل النبي ( عليه الصلاة و السلام ) ، و أحفادهم - الحقيقيون أو غير الحقيقيين - يتحلون بنفس اللقب " . ( راجع المقصد ص11 ) .
و هذا الطوفان الشريفي الذي أصاب الصوفية و رجال الدين والأشخاص المهمين ، خصوصاً في غرب الشمال الإفريقي ابتداءً من القرن الخامس عشر ( الميلادي ) تضاعف على مدى القرون التالية ، و وُلِّدَ في القرنين السابع عشر والثامن عشر مجموعة من كتب الأنساب الشريفية هي بمثابة تكملة لكتب المناقب التي عالجت سير الصوفية وكراماتهم . ولا شك أن المكانة الممتازة التي أوليت للنبي ( عليه الصلاة والسلام ) في عالم الآداب آنذاك إنما ترجع إلى نمو الأفكار المهدوية في تصوف ذلك العصر . و محمد ( صلى الله عليه وسلم ) لم يعد مجرد إنسان بسيط مختار لتلقي كلام الله ، بل صار - كما عند الشيعة - إنساناً أعلى ، مملؤاً بالروح القدس ، وبالعلم اللدني ، وفيه من قدرة الله ، وقد توارثت ذريته كل ذلك منه … " . انتهى[18] .
يقول أحد الباحثين[19] عن بعض " الأسر الصوفية الشريفة " :" … والنصوص التاريخية التي تتحدث عن تاريخ هذه الأسرة في " فاس " تتجه في مجموعها إلى التعريف بها لإقناع الجميع بصحة نسبها الشريف [20]، فركزت المؤلفات بفاس على الجانب السلالي تدافع عنه بحرارة وتعمل على التعريف بهذه الأسرة في حين لا نجد تركيزاً على الطريقة نفسها …
والواقع أن تاريخ هذه الأسرة غامض في الفترة التي وجدت فيها بالأندلس ، وهي فترة طويلة استغرقت ثمانية آباء . وخلال مدتها الزمنية التي تناهز مائتي سنة لم يقم أفرادها بأي نشاط صوفي بها ، ولم تتفرع إلى عائلات سواء في " وادي آش " ، أو في " غرناطة " ، … و يبتدئ التعريف بهذه الأسرة في " فاس " بجهود الشيخ محمد القصار شيخ علماء الأنساب في عصره ، وصهر الأسرة [21]. و بجهود قاضي الجماعة في " فاس " أبي القاسم محمد بن أبي النعيم الغساني ، فقد لعبا دوراً كبيراً في التعريف بنسبها و برجالها و بمجدها الصوفي . و الجدير بالملاحظة أن دور أبي النعيم كان في المرحلة المضطربة من العصر السعدي والتي أعقبت وفاة أحمد المنصور الذهبي ( 1012 هـ ) ، فالقصَّار بذل جهوداً كبرى في التعريف بالنسب القادري في فاس ، وعلى تقاييده اعتمد من جاء بعده في الموضوع .. " أهـ [22]. باختصار .
من هذا الأصل ندرك جانباً من أسرار التصنيف في أولياء الصوفية و إثبات أنسابهم الشريفة في تلك المصنفات . إنه نوعٌ آخر أكثر وضوحاً وقوة في إثبات النسب الشريف ، والتسليم بشـرف " الشرفاء " ، فمن تعرض لهم أو لأتباعهم أو من ينتسب لهم ، فإنما يتعرض لأسرة النبي عليه الصلاة والسلام و لآل البيت ، و في هذا نوع حصانة و قوة لا تخفى للطرق الصوفية . إنه سبيلٌ يتحد فيه مفهوم الولاية و القول بالكرامات مع إثبات النسب الشريف ، و لهذا ألف في " نسب الأقطاب والأولياء الأشراف " . و يدمج في هذا النوع من التصنيف أخبار و كرامات الصوفي الولي المزعوم مع إثبات صحة نسبه في آل البيت . ومن ذلك كتاب " الإشراف على نسب الأقطاب الأشراف " . و لما أراد الشبلنجي أن يختم كتابه " نور الأبصار " ما زاد على أن ترجم و ذكر مناقب الأربعة الأقطاب [23].
خاتمة المقال
لو تتبعنا التاريخ الصوفي ونفضناه نفض الأديم ، لخرجنا بشيء كثير من الأمور التي تحتاج إلى تأصيل و عناية وترتيب . و ما ذكر فيه كفاية – إن شاء الله - للتنبيه على أصول ومنطلقات الصوفية في هذا الباب .
و علم الله أننا ما كتبنا هذا المقال إلا نصحاً و حباً لآل البيت ، فإننا نتعبد لله بحبهم وبالذب عنهم ، و العلم رحمٌ بين أهله ، و إني أعلم أن كثيراً من ذراري المتصوفة و أبناءهم فيهم صدق و إيمان ، و حب للنسب الشريف ، وفيهم غيرة كبيرة عليه ، ولهم مقامات محمودة مشكورة فيه ، و لكن الواجب شرعاً على الجميع ألا يتكلوا على الأنساب و الجاهات بل عليهم تحقيق صدق الانتساب للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالعلم والعمل ، فتلتزم دعوته التي دعا إليها ، ومنهاجه الذي سار عليه و سار عليه صحابته الكرام رضي الله عنهم ومن بعدهم من التابعين ..
إننا أعلم أن هناك من سيقول : في هذا المقال تحامل على نسب فئام من آل البيت لأنهم من الصوفية والطرقية " ، فنفي النسب ، وتوجيه التهمة لهذه الأعمدة مفسّر بعداء عقدي أو مذهبي ، وكأني برجل يقول : هذا وهابي ، هذا كذا ، هذا ... !! التاريخ ينسى هؤلاء و لا يلقي لهم بالاً ... " و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " ..
إننا لانزال ندفع التهم عن أنساب المسلمين أجمعين ، ونرى أن هذا دينٌ واجب على كل مسلم ، خاصة وقد ورد ما ورد في شأن وعيد من طعن في الأنساب ، خاصة في أنساب آل البيت ، و لكن إذا ورد نهر الله بطل نهر معقل .
لماذا لم تنف بعض أنساب المبتدعة الشهيرة ؟! و لماذا تصحح أنساب أقوام من المتصوفة يشاركون أولئك القوم في الطريقة والخرقة و البلد والقرية و الجد الواحد ؟!
إنّ :"…الأنساب المشهورة أمرها ظاهر متدارك مثل الشمس لا يقدر العدو أن يطفئه ، وكذلك اسلام الرجل وصحة ايمانه بالله والرسول أمر لايخفى ، وصاحب النسب والدين لو أراد عدوه أن يبطل نسبه ودينه ، وله هذه الشهرة ، لم يمكنه ذلك ، فإنَّ هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله ، ولا يجوز أن تتفق على ذلك أقوال العلمآء ،… " [24] .
و قد يصح نسب الصوفي الى الحسن أو الحسين أو غيرهما ، و هذا واضح وجلي لا يحتاج معه الى نقل أو عزو ، و:" لا يجرمنكم شنئآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " . و يوجد في بعض اعمدة الأنساب التي فيها بعض مشاهير المتصوفة ما هي في الصحة كالشمس ، فلا تخلط بين هذا ، و بين ما نبهنا عليه في هذا المقال .
و لا يمتنع في الوجود أن يكون المرء ذا نسب عالٍ صحيح ، لا مطعن فيه ، وطريقته غير مرضية في الدين ، إذْ لا تلازم بين صحة النسب وصحة المعتقد . و هذا من وقت آدم عليه الصلاة والسلام عندما اقتتل ابناه مروراً بنوح عليه الصلاة والسلام عندما قيل في ابنه :" إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح " ، و ابراهيم وأبيه آزر ، ومحمد صلى الله عليه وسلم وعميه أبي لهب وأبي طالب ، وهذا الى أن تقوم الساعة .
فهؤلاء صحت أنسابهم ، و قربت من الأنبياء ، و قامت عليهم الحجة ، و انقطع عذرهم . و من عدا هؤلاء من أهل الأنساب الفاضلة الصحيحة الذين لا ترتضى طريقتهم ومذاهبهم ، فقد يكون لهم من العذر ، ما يعفى عنهم به ، إما لوجود حسنات ماحية ، أو مصائب مكفرة ، أو لغلبة الجهل ، أو لعدم قيام الحجة ، أو غير ذلك من الأسباب كما هو متقرر في كتب الاعتقاد . و قد لايكون لهم من العذر شيء ، فيلتحقوا بأضرابهم .
و اعلم أخي الحبيب أني قد تلطفت في العبارة قدر جهدي ، و تحاشيت كثيراً من النقول التي ربما كانت سبباً للعصبية و ما أشبهها ، و حذفت ضعف ما أثبت ، و حسبي أني محب لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أين كانوا و من كانوا دون تفريق بينهم ، و حبي لهم يشفع لي في إخراج هذا المقال ، الذي من أسمى ما أتمناه فيه أن يقودنا إلى العناية بالنسب الشريف و الاهتمام بحياطته و دعوة أهله إلى الخير والهدى ..
كم يؤلم النفس ، أن يرى الانسان بعض متصوفة الزمان يتكلمون باسم " الحجاز " تارة ، و الحجاز منهم بريء ، و تارة يتحدثون باسم السيادة والشرف ، و السيادة و الشرف عنهم بمنأى ، و تارة يثيرون محافل الصوفية ، و يتمسحون بأهدابها ، وكأنهم في " حكومة باطنية " ، تعيش وتقتات في الظلام عبر الكذب والادعاء ، و التصوف الحق بريء من هؤلاء ! و تارة يتحدثون باسم " التسامح و التعايش " ، و هم أهل العنف و القسوة وقلب الموازين !
و لإن رأينا في أصول ومنطلقات " التاريخ الصوفي " القديم ، ما يؤيد سوء الاستغلال و التوجيه للنسب الشريف ، فإنه في هذه الآونة بدأنا نلمس أن المسألة أصبحت تأخذ دوراً أكبر و طوراً أعلى من ذي قبل ، و ذلك بسبب ربطه بالسياسة العامة ، و التوصل من ذلك إلى خدمة الاستعمار في العالم العربي !
اليوم يريد بعض " الهلكى " و " الزمنى " ! أن يظهروا أنفسهم بأنهم قد جمعوا أطراف " المجد " ، و " النفوذ " في ساحة رهان موهومة ، و ذلك بسبب وجود بعدٌ تاريخي واجتماعي و تعلقات قريبة العهد لهم أو لأجدادهم و آباءهم ، فنراهم يتجولون بأعمدة النسب ، فيخبطون ذات اليمين وذات الشمال !
ما هم في الحقيقة إلا امتداد لآثار قديمة ، ترسباتها حاضرة في الذهنية المعاصرة بصورة أو أخرى ، نسأل الله أن يكف شرورهم ، ويقِ المسلمين فجورهم ، و الله من وراء القصد .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] نور الابصار (ص107) . وقد تقدم هذا في مبحث الفضائل .
[2] رحلة الأشواق القوية لباكثير (ص149)
[3] رواه الطبراني في المعجم الكبير والحاكم عن عمرو بن عوف . وقد جزم الحافظ الذهبي بضعف سنده . قال الهيثمي :" فيه عند الطبراني كثير بن عبدالله المزني ، ضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات " . وقال العجلوني في كشف الخفاء :" وسنده ضعيف " انظر ( 1/460 ) . وقال الألباني :" قد صح موقوفاً على علي رضي الله عنه " وضعف رحمه الله تعالى رواية الرفع بقوله :" ضعيف جدا " . انظر : ضعيف الجامع ( 3272) .
وقد ورد في معنى حديث سلمان هذا : حديث مروي عن علي رضي الله عنه يرفعه ، قال :" جرير بن عبدالله منَّا أهل البيت ظهرٌ لبطن " ، رواه الطبراني وابن عدي . قال الذهبي :" هذا منكر ، وصوابه من قول علي " . سير الأعلام 2 /534 . وقال الألباني :" ضعيف " . انظر : ضعيف الجامع رقم 2627 . والضعيفة 1207 .
[4] الفتوحات المكية (1/195-198) ط :صادر ، بيروت
[5] بواسطة : الصلة بين التصوف والتشيع ( 2 / 274 ) حاشية رقم (2) .
[6] جواهر البحار للنبهاني (2/287)
[7] جواهر البحار للنبهاني (2/297) ط: البابي الحلبي .
[8] جواهر البحار(3/35)
[9] نور الأبصار للشلبنجي (ص225-226) . وقد ذكر أحمد ابن عطاء الله السكندري في كتاب " لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه الشاذلي أبي الحسن " نسب الشاذلي هذا بالوجه الشاذ المثبت ههنا ، ولم يتعقبه . انظر : ( ص 41 ) . ط: المكتبة العلامية ، بجوار الأزهر بمصر ، بدون تاريخ سنة الطبع .
[10] عمدة الطالب (202) ط:الكمالية . وانظر الحاشية . و قد ذكر الزبيري في " نسب قريش" لمحمد بن الحسن المثنى ابنتين هما : فاطمة و أم سلمة ؛ و لم يذكر له عقباً من الذكور . انظر (ص53 ) .
[11] نكت الهميان في نكت العميان للصفدي (ص213) ط:1404 بعناية أسعد طرابزوني الحسيني .
[12] كرامات الاولياء للنبهاني (2/168)
[13] نور الابصار للشبلنجي ، ط:1 .المطبعة المليجية سنة1323، (ص229) .
[14] لكاتب المقال بحث مستقل في المسألة ، نشر ملخص منه في مجلة " الحكمة " بالمدينة ، العدد 29 ، جمادى الثانية ، 1425 ، ص (413-442) .
[15] انظر : الضوء اللامع للسخاوي (8/48 ) .
[16] علَّق د. عبدالرحمن بدوي على هذالموضع بقوله :" ولع البربر بالأشراف لايزال قوياً حتى اليوم في كل المغرب الأقصى . و حديثاً ادعى زعماء زاوية تامجروت في مراكش ( وهم من نسل محمد بن ناصر ) أنهم أشراف جعفرية - أي : ينحدرون من أحد أبناء عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو جعفر بن أبي طالب - ، و لاشك في أن هذه الشريفية أقل صفاء من شريفية المنحدرين مباشرة من نسل الرسول من أولاد علي و فاطمة ، لكن كذلك كانت للشريفية المنحدرة من أحد الخلفاء الراشدين الثلاثة: أبي بكر و عمر وعثمان ، قيمتها في العصر الوسيط ، … " أهـ .
[17] ذكر الأستاذ الباحث محمد المازوني في " مقاله : رباط تيط من التأسيس إلى ظهور الحركة الجزولية" أن الشيخ محمد بن عبدالعظيم الزموري صاحب كتاب :" بهجة الناظرين وأنس الحاضرين " :" أظهر موقفاً عدائياً ضد كل من تصدى لشرف الأمغاريين أو تشكك في صحيه ، و هو ما يبين أنه كانت في زمانه حالات تشكك في نسبهم ، بالإضافة إلى أنه حرص على استعطاف أهل الحل والعقد لإبقاء ما كان للأمغاريين من امتيازات سابقة ، خصوصاً في عهد أبي يعقوب وأبي الحسن وأبي عنان . و يظهر أنَّ مثل هذه الحالات الواردة في " البهجة " ، و صمت بعض النسابة المغاربة عن ذكر نسب الأمغاريين هو ما دفع ببعض الباحثين المتأخرين إلى اعتبار شرف الأمغاريين مجرد انتحال مكشوف ، و أنَّ بربريتهم لا غبار عليها " . أهـ . ( بواسطة : الرباطات والزوايا في تاريخ المغرب ، ط1: النجاح الجديدة ، الدار البيضاء 1997 ، ص26 ، الهامش رقم (3 ) ؛ من منشورات كلية الآداب بالرباط ، تنسيق نفيسة الذهبي ) .
[18] الفرق الاسلامية في الشمال الإفريقي ، للمستشرق ألفرد بل ، ترجمة د. عبدالرحمن بدوي ، ط3 : دار الغرب الاسلامي ، سنة 1987 ، ( ص422-424 ) .
[19] هو : هاشم العلوي القاسمي في " مقدمة تحقيق كتاب التقاط الدرر " لمحمد بن الطيب القادري .
[20] انظر : الدر السني لعبدالسلام القادري ( طبع على الحجر بفاس ) ، العرف العاطر ( مخطوط ) ، ونتيجة التحقيق للمسناوي الدلائي ( طبع بفاس ) .
[21] هو : أبو عبدالله محمد بن قاسم القصار الغرناطي الأصل ، الفاسي النشأة والدار ، المتوفى سنة 1012 هـ . قال الكتاني في " فهرس الفهارس " :" … و كان للقصار معرفة بالتاريخ والأنساب ، شديد الاعتناء بأنساب الأشراف ، و كان يفتخر بمصاهرتهم ، و سمعت بعض المشايخ يقول : إنه ما علا زوجته الشريفة قط ادباً مع جدها عليه السلام ، و جمع خزانة عظيمة من الكتب تفرقت بعد موته أيادي سبا " . أهـ . ( 2/ 965 ) .
[22] مقدمة تحقيق كتاب التقاط الدرر ، لهاشم العلوي القاسمي ( 129 ، 130 ) .
[23] ( ص 211- 229 ) .
[24] مجموع الفتاوى لابن تيمية (35/130)