aloqili.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

aloqili.com

سيرة نبوية - تاريخ القبائل - انساب العقلييين - انساب الهاشمين - انساب المزورين
 
السياسة الدوليةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مسلم بن عقيل بن ابي طالب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

مسلم بن عقيل بن ابي طالب Empty
مُساهمةموضوع: مسلم بن عقيل بن ابي طالب   مسلم بن عقيل بن ابي طالب Emptyالأحد يناير 01, 2017 2:33 pm

ر

ال الحافظ ابن كثير : فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتل الحسين رضي الله عنه، فانه من سادات المسلمين، وعلماء الصحابة وابن بنت  رسول الله التي هي أفضل بناته، وقد كان عابداً وسخياً، ولكن لا يحسن ما يفعله الناس من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنع ورياء، وقد كان أبوه أفضل منه فقتل، وهم لا يتخذون مقتله مأتماً كيوم مقتل الحسين، فان أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين، وكذلك عثمان كان أفضل من علي عند أهل السنة والجماعة، وقد قتل وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً، وكذلك عمر بن الخطاب وهو أفضل من عثمان وعلي، قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً، وكذلك الصديق كان أفضل منه ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتماً، ورسول الله سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله، ولم يتخذ أحدٌ يوم موتهم مأتماً، ولا ذكر أحد أنه ظهر يوم موتهم وقبلهم شيء مما ادعاه هؤلاء يوم مقتل الحسين من الأمور المتقدمة، مثل كسوف الشمس والحمرة التي تطلع في السماء وغير ذلك.

مقتل الحسين :


بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية وذلك سنة 60هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر ، انهم لا يريدون إلا عليا وأولاده ، وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب.
عند ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين ، فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ، ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ، ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين ولم يأمره بقتل الحسين ، فدخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ، وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة . 
فخرج مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه ، وذلك في الظهيرة . فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط . وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد. فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن له عبيد الله ،وهذا نص رسالته : ارجع بأهلك ولا يغرنّك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي.
ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة ، وكان مسلم بن عقيل قبل ذلك قد أرسل إلى الحسين أن اقدم ، فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم. وهذا ابن عمر يقول للحسين : ( إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنك بضعة منه ، والله لا يليها أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فأبى أن يرجع ، فاعتنقه وبكى وقال : استودعك الله من قتيل) ، وروى سفيان بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال للحسين في ذلك : ( لولا أن يزري -يعيبني ويعيرني- بي وبك الناس لشبثت يدي من رأسك، فلم أتركك تذهب ) .وقال عبد الله بن الزبير له : ( أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟) وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : (عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني). (رواه يحيى بن معين بسند صحيح) . 
وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الذي أرسله مسلم ، فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء  بقيادة عمرو بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحصين بن تميم فنزل يناشدهم الله والإسلام أن يختاروا إحدى ثلاث : أن يسيِّروه إلى أمير المؤمنين (يزيد) فيضع يده في يده (لأنه يعلم أنه لا يحب قتله) أو أن ينصرف من حيث جاء (إلى المدينة) أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله. (رواه ابن جرير من طريق حسن) . فقالوا: لا، إلا على حكم عبيد الله بن زياد. فلما سمع الحر بن يزيد ذلك (وهو أحد قادة ابن زياد) قال : ألا تقبلوا من هؤلاء ما يعرضون عليكم ؟والله لو سألكم هذا الترك والديلم ما حلَّ لكم أن تردوه. فأبوا إلا على حكم ابن زياد. فصرف الحر وجه فرسه، وانطلق إلى الحسين وأصحابه، فظنوا أنه إنما جاء ليقاتلهم، فلما دنا منهم قلب ترسه وسلّم عليهم، ثم كرّ على أصحاب ابن زياد فقاتلهم، فقتل منهم رجلين ثم قتل رحمة الله عليه (ابن جرير بسند حسن) .
ولا شك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد، فقتل أصحاب الحسين (رضي الله عنه وعنهم) كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد، ولكنها الكثرة ،وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنىَّ لو غيره كفاه قتل الحسين حتى لا يبتلي بدمه (رضي الله عنه)، حتى قام رجل خبيث يقال له شمر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً سعيداً . ويقال أن شمر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل سنان بن أنس النخعي والله أعلم.
وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشاناً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. وما ثبت يغني . ولا شك أنها قصة محزنة مؤلمة، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربه . وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله ومنا الدعاء و الترضي.
من قتل مع الحسينفي كربلاء:


من أولاد علي بن أبي طالب : أبو بكر – محمد – عثمان – جعفر – العباس.
من أولاد الحسين : أبو بكر – عمر – عثمان – علي الأكبر – عبد الله.
من أولاد الحسن : أبو بكر – عمر – عبد الله – القاسم.
من أولاد عقيل : جعفر – عبد الله – عبد الرحمن – عبد الله بن مسلم بن عقيل.
من أولاد عبد الله بن جعفر : عون – محمد
وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل (رضي الله عنهم أجمعين) 
و أما ما روي من أن السماء صارت تمطر دما، أو أن الجدر كان يكون عليها الدم ، أو ما يرفع حجر إلا و يوجد تحته دم ، أو ما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها أكاذيب تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة.
يقول ابن كثير عن ذلك: ((( وذكروا أيضا في مقتل الحسين رضي الله عنه أنه ما قلب حجر يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط وأنه كسفت الشمس واحمر الأفق وسقطت حجارة وفي كل من ذلك نظر والظاهر أنه من سخف الشيعة وكذبهم ليعظموا الأمر ولا شك أنه عظيم  ولكن لم يقع هذا الذي اختلقوه وكذبوه وقد وقع ما هو أعظم من قتل الحسين رضي الله عنه ولم يقع شيء مما ذكروه فإنه قد قتل أبوه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أفضل منه بالإجماع ولم يقع شيء من ذلك وعثمان بن عفان رضي الله عنه قتل محصورا مظلوما ولم يكن شيء من ذلك وعمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل في المحراب في صلاة الصبح وكأن المسلمين لم تطرقهم مصيبة قبل ذلك ولم يكن شيء من ذلك وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد البشر في الدنيا والآخرة يوم مات لم يكن شيء مما ذكروه ويوم مات إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم خسفت الشمس فقال الناس خسفت لموت إبراهيم فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف وخطبهم وبين لهم أن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته. )))
حكم خروج الحسين :


لم يكن في خروج الحسين رضي الله عنه مصلحة ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه ولكنه لم يرجع ، و بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله حتى قتلوه مظلوماً شهيداً. وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ، ولكنه أمر الله تبارك وتعالى وما قدره الله كان ولو لم يشأ الناس. وقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتل الأنبياء وقد قُدّم رأس يحيى عليه السلام مهراً لبغي وقتل زكريا عليه السلام، وكثير من الأنبياء قتلوا كما قال تعالى : "قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين" آل عمران 183 . وكذلك قتل عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين.
كيف نتعامل مع هذا الحدث :


لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي (ص) أنه قال : ( ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب) (أخرجه البخاري) وقال : (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة). أخرجه مسلم . والصالقة هي التي تصيح بصوت مرتفع . وقال : ( إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب و سربالاً من قطران) أخرجه مسلم. و قال ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب و الطعن في الأنساب و الاستسقاء بالنجوم و النياحة). و قال ( اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب و النياحة على الميت) رواه مسلم. و قال ( النياحة من أمر الجاهلية و إن النائحة إذا ماتت و لم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران و درعاً من لهب النار) رواه ابن ماجة.
و الواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمر الله "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون". و ما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى أنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا. فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.
إنّ النياحة واللطم وما أشبهها من أمور ليست عبادة وشعائر يتقرب بها العبد إلى الله ، وما يُذكر عن فضل البكاء في عاشوراء غير صحيح ، إنما النياحة واللطم أمر من أمور الجاهلية التي نهى النبي عليه الصلاة والسلام عنها وأمر باجتنابها ، وليس هذا منطق أموي حتى يقف الشيعة منه موقف العداء بل هو منطق أهل البيت رضوان الله عليهم وهو مروي عنهم عند الشيعة كما هو مروي عنهم أيضاً عند أهل السنة.
فقد روى ابن بابويه القمي في ( من لا يحضره الفقيه )(39) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( النياحة من عمل الجاهلية ) وفي رواية للمجلسي في بحار الأنوار 82/103 ( النياحة عمل الجاهلية ) ومن هذا المنطلق اجتنب أهل السنة النياحة في أي مصيبة مهما عظمت، امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل بالمقابل هم يصومون يوم عاشوراء ، ذلك اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من الغرق ، وهم يرون أنّ دعوة مخلصة للحسين من قلب مؤمن صائم خير من رجل يتعبد الله بعمل أهل الجاهلية ( النياحة واللطم ) ، ففي الصائم يحصل له الخيرين ، خير صيام يوم فضيل وخير دعاء المرء وهو صائم والذي يمكن أن يجعل جزءاً منه أو كله إن أراد للإمام الحسين.
ومما ورد من روايات في فضل صيام هذا اليوم من روايات الشيعة ما رواه الطوسي في الاستبصار 2/134 والحر العاملي في وسائل الشيعة 7/337 عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه أنّ علياً عليهما السلام قال: ( صوموا العاشوراء ، التاسع والعاشر ، فإنّه يكفّر الذنوب سنة ).
وعن أبي الحسن عليه السلام قال: ( صام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشوراء ) ، وعن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: ( صيام عاشوراء كفّارة سنة ).
فما يفعله الشيعة اليوم من إقامة حسينيات أو مآتم أو لطم ونياحة وبكاء في حقيقتها إضافات لا تمت لمنهج أهل البيت ولا لعقيدةالإسلام بأي صلة ، وإذا كان الشيعة يرددون عبارة ( حلال محمد حلال إلى يوم القيامة ، وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة ) فأين هذه  العبارة من التطبيق حين يجعلون أموراً من الجاهلية التي نهى محمد عليه الصلاة والسلام عنها شعائراً لدين الإسلام ولأهل البيت!! والطامة الكبرى أن تجد كثيراً من مشايخ الشيعة بل من مراجعهم الكبار يستدلون بقوله تعالى { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } على ما يُفعل في عاشوراء من نياحة ولطم وسب وشتم لخلق الله ولصحابة رسول الله ويعتبرون هذا من شعائر الله التي ينبغي أن تُعظم ومن شعائر الله التي تزداد بها التقوى !!!
وما لا أكاد أفهمه تجاهل علماء الشيعة للروايات الواضحة في بيان فضل صيام عاشوراء بل وبالمقابل اتهام أهل السنة مراراً وتكراراً بأنهم حزب بني أمية وأنهم استحدثوا صيام هذا اليوم احتفالاً بمقتل الحسين - عياذاً بالله من ذلك - مع اتفاق أحاديث السنة والشيعة على فضل صيام هذا اليوم وأنّ نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم صامه !!! بل قل لي بربك : ألذي يصوم يوم عاشوراء ويحييه بالذكر والقرآن والعبادة في نظرك يحتفل ويفرح بمقتل الحسين أم من يوزع اللحم والطعام والشراب على الناس في هذا اليوم ويحيي الليل بإنشاد القصائد؟!! أليس هذا تناقضاً في حد ذاته؟ ألا ترى في اتهام أهل السنة بالفرح بموت الحسين والادعاء بأنّ صيامهم ليوم عاشوراء نكاية بالحسين وبأهل البيت ليس إلا دعاية مذهبية للتنفير منهم ومن مذهبهم وإبرازهم كعدو لأهل البيت دون وجه حق؟!!
موقف يزيد من قتل الحسين:


لم يكن ليزيد يد في قتل الحسينولا نقول هذا دفاعاً عن يزيد ولكن دفاعاً عن الحق. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريماً بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول إنه أهين نساء آل بيت رسول لله وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ هناك هذا كلام باطل بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها، وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط."
بل ابن زياد نفسه عندما جيء بنساء الحسين إليه وأهله، وكان أحسن شيء صنعه أن أمر لهن بمنزل من مكان معتزل، وأجرى عليهن رزقاً وأمر لهن بنفقة وكسوة. (رواه ابن جرير بسند حسن) . و قال عزت دروزة المؤرخ "ليس هناك ما يبرر نسبة قتل الحسين إلى يزيد، فهو لم يأمر بقتاله، فضلاً عن قتله، وكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل". و قال ابن كثير: (والذي يكاد يغلب على الظن أن يزيد لو قدر عليه قبل أن يُقتل لعفا عنه كما أوصاه بذلك أبوه، وكما صرح هو به مخبراً عن نفسه بذلك).
من قتل الحسين؟


نعم هنا يطرح السؤال المهم : من قتلة الحسين : أهم أهل السنة ؟ أم معاوية ؟ أم يزيد بن معاوية ؟ أم من ؟
إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين . فقد قال السيد محسن الأمين " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه " { أعيان الشيعة 34:1 }. 
وكانو تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : " ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة " { الاحتجاج للطبرسي }. 
ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم " أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ "{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.
وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا " { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } .
ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : " هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ " أي من قتلنا غيرهم { تاريخ اليعقوبي 235:1 } .
ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :" ياأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم { كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} .

فهذه كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء أن الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولايزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا ، ولو كان هذا البكاء يعكس شدة المحبة لأهل البيت فلماذا لايكون البكاء من باب أولى على حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الفظاعة التي قتل بها لا تقل عن الطريقة التي ارتكبت في حق الحسين رضي الله عنه حيث بقر بطن حمزة واستؤصلت كبده ، فلماذا لايقيمون لموته مأتماً سنوياً يلطمون فيه وجوههم ويمزقون ثيابهم ، ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر ؟ أليس هذا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ بل لماذا لايكون هذا البكاء على موت النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فإن المصيبة بموته تفوق كل شيء ؟ أم أن الحسين أفضل من جده لأنه تزوج ابنة كسرى الفارسية؟

رأس الحسين :

لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة فذهب برأسه الشريف إلى عبيد الله بن زياد، فجعل في طست ، فجعل ينكت عليه، وقال في حسنه شيئاً فقال أنس : " إنه كان أشبههم برسول الله" . رواه البخاري. وفي رواية قال: (إرفع قضيبك فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حيث تضع قضيبك فانقبض) رواه البزار والطبراني. الفتح(7/96) ، ولا يعلم قبر الحسين ولا يعلم مكان رأسه.
الجزاء من جنس العمل :
لما قُتل عبيد الله بن زياد على يد الأشتر النخعي ، جيء برأسه. فنصب في المسجد، فإذا حية قد جاءت تخلل حتى دخلت في منخر ابن زياد وخرجت من فمه، ودخلت في فمه وخرجت من منخره ثلاثاً (رواه الترمذي ويعقوب بن سفيان).
والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لما قُتل عبيد الله بن زياد على يد الأشتر النخعي ، جيء برأسه. فنصب في المسجد، فإذا حية قد جاءت تخلل حتى دخلت في منخر ابن زياد وخرجت من فمه، ودخلت في فمه وخرجت من منخره ثلاثاً (رواه الترمذي ويعقوب بن سفيان).

والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

مسلم بن عقيل بن ابي طالب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسلم بن عقيل بن ابي طالب   مسلم بن عقيل بن ابي طالب Emptyالأحد يناير 01, 2017 2:38 pm


[url=http://ar.islamway.net/search?domain=default&query="%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84 %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86"]مقتل الحسين[/url] رضي الله عنه في كربلاء، في يوم عاشوراء، كان من أعظم الفواجع التي أصابت المسلمين عبر تاريخهم، ففي فاجعة كربلاء قُتل سبط النبي صلى الله عليه وسلم وسيّد شباب أهل الجنة على يد الخونة من أهل الكوفة الذين  أرسلوا له الرسل والرسائل بنصرته وتأييده، وزعموا محبتهم واتّباعهم لأهل البيت، فلما جاءهم الحسين نكصوا على أعقابهم من أجل المال الذي أغراهم به عُبيد الله بن زياد، والي يزيد بن معاوية.

وقد اعترف بهذا علماءُ الشيعة فقال محسن الأمين: "بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق، غدروا به وخرجوا عليه، وبيعته في أعناقهم وقتلوه" (أعيان الشيعة 1/34).

وقال كاظم الإحسائي: "إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسين رضي الله عنه ثلاثون ألفاً، كلهم من أهل الكوفة ليس فيهم: شامي ولا حجازي ولا هندي ولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري ولا أفريقي، بل كلهم من أهل الكوفة قد تجمعوا من قبائل شتى" (الإحسائي، عاشوراء،89).

وقال حسين الكورانى: "أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين، بل انتقلوا نتيجة تلوّن مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدءوا يسارعون بالخروج إلى كربلاء وحرب الإمام الحسين. وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسديد المواقف التي ترضي الشيطان وتغضب الرحمن، مثلاً: نجد أن عمر بن الحجاج الذي برز بالأمس في الكوفة وكأنه حامي حمى  أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشا لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع موقفه الظاهري ليتهم الإمام الحسين بالخروج عن الدين!" (كتابه رحاب كربلاء، 60).

وموقف أهل السنة من قتل الحسين يلخصه شيخ الإسلام [url=http://ar.islamway.net/search?domain=default&query="%D8%A7%D8%A8%D9%86 %D8%AA%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9"]ابن تيمية[/url] فيقول: "وأما مقتل الحسين رضي الله عنه فلا ريب أنه قتل مظلوماً شهيداً، كما قتل أشباهه من المظلومين الشهداء، وقتل الحسين معصية لله ورسوله ممن قتله أو أعان على قتله أو رضي بذلك، وهو مصيبة أصيب بها المسلمون من أهله وغير أهله وهو في حقه شهادة له ورفع حجة وعلو منزلة، فإنه وأخاه سبقت لهما من الله السعادة التي لا تنال إلا بنوع من البلاء، ولم يكن لهما من السوابق ما لأهل بيتهما  فإنهما تربيا في حجر الإسلام في عز وأمان، فمات هذا مسموما وهذا مقتولا لينالا بذلك منازل السعداء وعيش الشهداء". (منهاج السنة 4/550).

وقد انتقم الله عز وجل من قتلة الحسين رضي الله عنه، كما روي عن الإمام الزهري قوله: لم يبق ممن قتله إلا من عوقب في الدنيا إما بقتل، أو عمى، أو سواد الوجه، أو زوال الملك في مدة يسيرة.

لقد كان مقتل الحسين رضي الله عنه بسبب دفاعه عن مبادئ الإسلام السامية، فقد كان رضي الله عنه مدافعاً عن حق الأمة في تولية الأصلح من خلال الشورى، وهو الاتفاق الذي تم به الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما.

ولقد بقي موقف الحسين رضي الله عنه قدوة للمخلصين عبر القرون بالصدع بالحق والثبات عليه مع استحضار الحكمة، حيث أنه حين حيل بينه وبين الوصول ليزيد بن معاوية طلب أن يعود إلى مكة أو يواصل طريقه لثغور الجهاد، لكن القتلة المجرمين أصروا على أسره فقاتلهم مضطراً.

وبعد هذه الخيانة من أهل الكوفة للحسين رضي الله عنه وقتله، زعموا الندم على ذلك وزعموا حب الحسين وأوحت لهم شياطينهم بإقامة العزاء عليه تكفيراً عن خطيئتهم، وبقيت الشياطين تزين لهم حتى تطور هذا العزاء فأصبح (كرنفالاً) تُقام فيه العروض المسرحية ويحتفلون به في كل عام، وأضيفت له الكثير من الطقوس الوثنية والنصرانية فأصبحنا نرى السجود للقبور والتلطخ بالطين وضرب الرؤوس والأبدان بالسيوف والجنازير حتى مع الأطفال، وهذا كله من المنكرات والبدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي تشوه صورة الإسلام.

وأصبحت هذه المواسم لا تقتصر على يوم عاشوراء بل تمتد لأكثر من أسبوع تتسابق فيها الهيئات الشيعية على استقدام الوعاظ المؤثرين لتهييج العواطف وشحنها عبر شعارات طائفية مثل: "هيهات مِنّا الذلة" و"كل يوم عاشوراء" و"الموت لقتلة الحسين" و"لبيك يا حسين" وغيرها من الشعارات المستفزة، لكونها موجهة للمعاصرين من السنة وإلا فقتلة الحسين رضي الله عنه أصلا هم من الشيعة وهم قد عوقبوا من الله عز وجل قبل أكثر من ألف عام!! فما هو الهدف من هذا الشحن الدموي كل عام؟؟

ونحمد الله أن الفضائيات كشفت حقيقة ما يسمونه "المجالس الحسينية" في موسم عاشوراء، وأنها موسم للمتاجرين من أصحاب العمائم بحب آل البيت رضي الله عنهم، والذين لا يهمهم من هذا الحب لآل البيت نصرة مظلوم أو إعانة  مكروب، وإنما يكفيهم من ذلك الحب المزعوم لآل البيت بضعة مجالس وعْظية يملئونها بالخرافات التي تطرب الآذان وتستقطب العواطف، ومن ثم ينكبّون في النهار على جمع "مال الخمس" بالباطل من الجماهير الشيعية المخدوعة والتي لا تملك من أمرها شيئاً بالافتراء على الله ورسوله بقولهم "أعطني حق جدي"!! وفي الليل ينكبّون على شهواتهم بفِرية أخرى سموها "المتعة".

والعجيب أنهم يزعمون أن اهتمامهم بموسم عاشوراء هو بقصد إشاعة وترسيخ مدرسة التضحية والفداء ونصرة المظلوم، ولذلك يقول حسن نصر الله، زعيم حزب الله الشيعي، في شرح معنى شعار "لبيك يا حسين": "لبيك يا حسين يعني أنك تكون حاضراً في المعركة ولو كنت وحدك ولو تركك الناس واتهمك الناس ولو خذلك الناس، لبيك يا حسين يعني أن تكون أنت ومالك وأهلك وأولادك في هذه المعركة، لبيك يا حسين أن تدفع الأم بولدها ليقاتل فإذا استشهد وقتل واجتز رأسه وألقي به إلى أمه، وضعته في حجرها ومسحت الدم والتراب عن وجهه، وقالت له راضية محتسبة: بيض الله وجهك يا بني كما بيضت وجهي عند فاطمة الزهراء يوم القيامة".

واليوم لو تفحصنا موقف من يدعون نصرة الحسين رضي الله عنه وحب آل البيت، من كربلاء عصرنا في سوريا حيث  يُذبح الشعب السوري وهو صائم ومصلٍّ مثل الحسين رضي الله عنه، وحيث يقتل الشعب السوري لأنه يطالب بحقه في الحرية والشورى والحكم الصالح كالحسين رضي الله عنه، وحيث لا يفرق المجرمون بين الرجال والنساء والأطفال فيقتلون الجميع بوحشية ذكرتنا بما سطرته كتب التاريخ عن فظائع التتار!!

ولو قارنا بين موقف الشعب السوري وبين موقف حسن نصر الله وحزبه لوجدنا أن الشعب السوري هو الذي يطبق اليوم معنى شعار " لبيك يا حسين "، وأن حسن نصر الله يتاجر به!!

فكيف تقيمون مواسم عاشوراء اليوم وتبكون على ما جرى في كربلاء قبل أكثر من ألف عام، وأنتم مشاركون في كربلاء عصرنا: كربلاء الشام!!

لقد كان من صيحات الحسين رضي الله عنه التي تتشدقون بها: "إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما"، وهذا ما اختاره الشعب السوري الأبيّ الذي يسير على خطى الحسين رضي الله عنه حقاً، بخلاف ما كشفت عنه الثورة السورية من اصطفاف إيران وحزب الله وإسرائيل صفاً واحداً خلف بشار!!

في زمن الحسين رضي الله عنه ادّعوا نصرته وراسلوه ودعوه ثم خانوه وقتلوه، وأحفادهم اليوم زعموا نصرة المستضعفين ثم خانوهم فساروا في ركاب الظالم وقتلوا المظلومين!!


المصدر: أسامه شحادة مجلة البيان 


عدل سابقا من قبل عمر في الأربعاء يونيو 28, 2017 11:57 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

مسلم بن عقيل بن ابي طالب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسلم بن عقيل بن ابي طالب   مسلم بن عقيل بن ابي طالب Emptyالأحد يناير 01, 2017 2:43 pm

 حقـيـقـة مـقـتل الحسين - رضي الله عنه - ..

بويع ليزيد بالخلافة سنة ستين من الهجرة، وكان عمره أربعا وثلاثين سنة، ولم يبايع الحسين بن علي ولا عبد الله بنالزبير وكانا في الـمدينة، ولـما طلب منهما أن يبايعا ليزيد قال عبد الله بن الزبير: أنظر هذه الليلة وأخبركم برأيي، فقالوا: نعم، فلـما كان الليل خرج من الـمدينة هاربا إلى مكة ولم يبايع.
ولـما جيء بالحسين بن علي وقيل له:بايع.
قال: إني لا أبايع سرا ولكن أبايع جهرا بين الناس.
قالوا: نعم، ولـما كان الليل خرج خلف عبد الله بن الزبير.

أهل العراق يراسلون الـحسين:
بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع ليزيد بن معاوية وهم لا يريدون يزيد بن معاوية بل ولا يريدون معاوية، لا يريدون إلا عليا وأولاده رضي الله تبارك وتعالى عنهم، فأرسلوا الكتب إلى الحسين بن علي كلهم يقولون في كتبهم: إنا بايعناك ولا نريد إلا أنت، وليس في عنقنا بيعة ليزيد بل البيعة لك، وتكاثرت الكتب على الحسين بن علي حتى بلغت أكثر من خمسمائة كتاب كلها جاءته من أهل الكوفة يدعونه إليهم.

الـحسين يرسل مسلم بن عقيل:
عند ذلك أرسل الحسين بن علي ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب لتقصي الأمور هناك وليعرف حقيقة الأمر وجليته، فلـما وصل مسلم بن عقيل إلى الكوفة صار يسأل حتى علم أن الناس هناك لا يريدون يزيد بل الحسين بن علي و نزل عند هانئ بن عروة، وجاء الناس جماعات ووحدانا يبايعون مسلم بن عقيل على بيعة الحسين رضي الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين.وكان النعمان بن بشير أميرا على الكوفة من قبل يزيد بن معاوية فلـما بلغه الأمر أن مسلم بن عقيل بين ظهرانيهم وأنه يأتيه الناس ويبايعونه للحسين أظهر كأنه لم يسمع شيئا ولم يعبأ بالأمر، حتى خرج بعض الذين عنده إلى يزيد في الشام وأخبروه بالأمر، وأن مسلما يبايعه الناس وأن النعمان بن بشير غير مكترث بهذا الأمر.

تأمير عبيد الله بن زياد على الكوفة:
أمر يزيد بعزل النعمان بن بشير، وأرسل عبيد الله بن زياد أميرا على الكوفة وكان أميرا على البصرة فضم له الكوفة معها ليعالج هذا الأمر، فوصل عبيد الله بن زياد ليلا إلى الكوفة متلثما فكان عندما يمر على الناس يسلم عليهم يقولون: وعليكالسلام يا ابن بنت رسول الله يظنون أنهالحسين وأنه دخل متخفيا متلثما ليلا، فعلم عبيد الله بن زياد أن الأمر جد وأن الناس ينتظرون الحسين بن علي، عند ذلك دخل القصر ثم أرسل مولى له اسمه معقل ليتقصى الأمر ويعرف من الرأس الـمدبر في هذه الـمسألة؟

فذهب على أنه رجل من « حمص » وأنه جاء بثلاثة آلاف دينار لـمساندة الحسين رضي الله عنه فصار يسأل حتى دل على دار هانئ بن عروة، فدخل ووجد مسلم بن عقيل وبايعه وأعطاه الثلاثة آلاف دينار وصار يتردد أياما حتى عرف ما عندهم ورجع بعد ذلك إلى عبيد الله بن زياد وأخبره الخبر.

خروج الـحسين رضي الله عنه إلى الكوفة:
بعد أن استقرت الأمور وبايع كثير من الناس لـمسلم بن عقيل، أرسل إلى الحسين أن أقدم فإن الأمر قد تهيأ، فخرج الحسينبن علي رضي الله عنهما في يوم التروية، وكان عبيد الله قد علم ما قام به مسلم بنعقيل فقال: علي بهانئ بن عروة، فجيء به فسأله: أين مسلم بن عقيل؟ قال: لا أدري.
فنادى مولاه معقلا فدخل عليه فقال: هل تعرفه؟ قال: نعم، فأسقط في يده، وعرف أن الـمسألة كانت خدعة من عبيد الله بن زياد، فقال له عبيد الله بن زياد عند ذلك: أين مسلم بن عقيل؟
فقال: والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها، فضربه عبيد الله بن زياد ثم أمر بحبسه.

خذلان أهل الكوفة لـمسلم بن عقيل:
وبلغ الخبر مسلم بن عقيل فخرج بأربعة آلاف وحاصر قصر عبيد الله وخرج أهل الكوفة معه، وكان عند عبيد الله في ذلك الوقت أشراف الناس فقال لهم خذلوا الناس عن مسلم بن عقيل، ووعدهم بالعطايا وخوفهم بجيش الشام، فصار الأمراء يخذلون الناس عن مسلم بن عقيل، فما زالت الـمرأة تأتي وتأخذ ولدها، ويأتي الرجل ويأخذ أخاه، ويأتي أمير القبيلة فينهى الناس، حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلا من أربعة آلاف ! وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده، ذهب كل الناس عنه، وبقي وحيدا يمشي في دروب الكوفة لا يدري أين يذهب، فطرق الباب على امرأة من كندة 
فقال لها: أريد ماء، فاستغربت منه ثم قالت له: من أنت؟ فقال: أنا مسلم بن عقيل وأخبرها الخبر وأن الناس خذلوه، وأن الحسين سيأتي؛ لأنه أرسل إليه أن أقدم فأدخلته  عندها في بيت مجاور، وأتته بالـماء والطعام ولكن ولدها قام بإخبار عبيد الله بن زياد بمكان مسلم بن عقيل، فأرسل إليه سبعين رجلا فحاصروه فقاتلهم وفي النهاية استسلم لهم عندما أمنوه، فأخذ إلى قصر الإمارة الذي فيه عبيد الله بن زياد، فلـما دخل سأله عبيد الله عن سبب خروجه هذا؟.

فقال: بيعة في أعناقنا للحسين بن علي قال: أو ليست في عنقك بيعة ليزيد؟

فقال له: إني قاتلك. قال: دعني أوصي. قال: نعم أوص. فالتفت فوجد عمر بن سعد بن أبي وقاص، فقال له: أنت أقرب الناس مني رحما تعال أوصيك، فأخذه في جانب من الدار وأوصاه بأن يرسل إلى الحسين بأن يرجع، فأرسل عمر بن سعد رجلا إلىالحسين ليخبره بأن الأمر قد انقضى، وأن أهل الكوفة قد خدعوه. وقال مسلم كلمته الـمشهورة: « ارجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي ».
قتل عند ذلك مسلم بن عقيل في يوم عرفة وكان الحسين قد خرج من مكة في يوم التروية قبل مقتل مسلم بن عقيل بيوم واحد.

معارضة الصحابة للحسين في خروجه:
وكان كثير من الصحابة قد حاولوا منعالحسين بن علي من الخروج وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بنعمرو بن العاص، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن الزبير، وأخوه محمد بنالحنفية. كل هؤلاء لـما علموا أن الحسين يريد أن يخرج إلى الكوفة نهوه.. وهذه أقوال بعضهم:
1- عبد الله بن عباس:
قال للحسين لـما أراد الخروج: لولا أن يزري بي وبك الناس لشبثت يدي في رأسك فلم أترك تذهب.( البداية والنهاية 8/161).
2- ابن عمر:
قال الشعبي: كان ابن عمر بمكة فبلغه أنالحسين قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ثلاث ليال فقال: أين تريد؟
قال: العراق، وأخرج له الكتب التي أرسلت من العراق يعلنون أنهم معه وقال: هذه كتبهم وبيعتهم، (قد غروه رضي الله عنه ).
قال ابن عمر: لا تأتهم، فأبى الحسين إلا أن يذهب.
فقال ابن عمر: إني محدثك حديثا، إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنك بضعة منه، والله لا يليها أحد منكم أبدا، وما صرفها الله عنكمإلا للذي هو خير لكم، فأبى أن يرجع فاعتنقه عبد الله بن عمر وبكى وقال: « أستودعك الله من قتيل »( البداية والنهاية 8/162).
3- عبد الله بن الزبير:

قال للحسين: أين تذهب؟! تذهب إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك. لا تذهب فأبىالحسين إلا أن يخرج.( البداية والنهاية8/163).
4- أبو سعيد الـخدري:
قال: يا أبا عبد الله إني لك ناصح وإني عليكم مشفق، قد بلغني أنه قد كاتبكم قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم فلا تخرج إليهم، فإني سمعت أباك يقول في الكوفة: والله لقد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني، وما يكون منهم وفاء قط، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم نيات ولا عزم على أمر ولا صبر على سيف.(البداية والنهاية 8/163).

وممن أشار على الحسين بعدم الخروج من غير الصحابة:
الفرزدق الشاعر:: وذلك بعد خروج الحسين لقي الفرزدق الشاعر، فقال له: من أين؟
قال من العراق، قال: كيف حال أهل العراق؟
قال: قلوبهم معك، وسيوفهم مع بني أمية. فأبى إلا أن يخرج وقال: الله الـمستعان.(البداية والنهاية 8/168).

الـحسين يصل إلى القادسية:
وبلغ الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله عمر بن سعد،فهم الحسين أن يرجع فكلم أبناء مسلم بن عقيل، فقالوا: لا والله لا نرجع حتى نأخذ بثأر أبينا، فنزل على رأيهم، وبعد أن علم عبيد الله بن زياد بخروج الحسين أمر الحر بن يزيد التميمي أن يخرج بألف رجل مقدمة ليلقى الحسين في الطريق، فلقيالحسين قريبا من القادسية.
فقال له الحر: إلى أين يا ابن بنت رسول الله؟!
قال: إلى العراق.
قال: فإني آمرك أن ترجع وأن لا يبتليني الله بك، ارجع من حيث أتيت أو اذهب إلى الشام إلى حيث يزيد لا تقدم إلى الكوفة.
فأبى الحسين ذلك ثم جعل الحسين يسير جهة العراق، وصار الحر بن يزيد يعاكسه ويمنعه.
فقال له الحسين: ابتعد عني ثكلتك أمك.
فقال الحر بن يزيد: والله لو قالها غيرك من العرب لاقتصصت منه ومن أمه، ولكن ماذأا أقول وأمك سيدة نساء العالمين.

مقتل الـحسين رضي الله عنه ..

وصول الـحسين إلى كربلاء ..

وقف الحسين في مكان يقال له « كربلاء »، فسأل ما هذه؟
قالوا: كربلاء.
فقال: « كرب وبلاء »..

ولـما وصل جيش عمر بن سعد وعددهأربعة آلاف كلم الحسين وأمره أن يذهب معه إلى العراق حيث عبيد الله بن زياد فأبى.
ولـما رأى أن الأمر جد قال لعمر بن سعد:إني أخيرك بين ثلاثة أمور فاختر منها ما شئت.
قال: وما هي؟

قال: أن تدعني أرجع، أو أذهب إلى ثغر من ثغور الـمسلمين، أو أذهب إلى يزيد حتى أضع يدي في يده بالشام.
فقال عمر بن سعد: نعم أرسل أنت إلى يزيد، وأرسل أنا إلى عبيد الله بن زياد وننظر ماذا يكون في الأمر، فلم يرسلالحسين إلى يزيد وأرسل عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد.
فلـما جاء الرسول إلى عبيد الله بن زياد وأخبره الخبر وأن الحسين يقول: أخيركم بين هذه الأمور الثلاثة، رضي ابن زياد أي واحدة يختارها الحسين، وكان عند عبيد الله بن زياد رجل يقال له شمر بن ذي الجوشن، وكان من الـمقربين من ابن زياد فقال: لا والله حتى ينزل على حكمك.
فاغتر عبيد الله بقوله فقال: نعم حتى ينزل على حكمي.
فقام عبيد الله بن زياد بإرسال شمر بن ذي الجوشن، وقال: اذهب حتى ينزل على حكمي فإن رضي عمر بن سعد وإلا فأنت القائد مكانه.
وكان ابن زياد قد جهز عمر بن سعد بأربعة آلاف يذهب بهم إلى الري، فقال له: اقض أمر الحسين ثم اذهب إلى الري، وكان قد وعده بولاية الري.
فخرج شمر بن ذي الجوشن، ووصل الخبرللحسين، وأنه لابد أن ينزل على حكم عبيد الله بن زياد فرفض وقال: « لا والله لا أنزل على حكم عبيد الله بن زياد أبدا »..

الـحسين يذكر جيش الكوفة بالله:
وكان عدد الذين مع الحسين اثنين وسبعين فارسا، وجيش الكوفة خمسة آلاف، ولـماتواقف الفريقان قال الحسين لجيش ابن زياد: راجعوا أنفسكم وحاسبوها، هل يصلح لكم قتال مثلي؟ وأنا ابن بنت نبيكم، وليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيري، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي ولأخي: « هذان سيداشباب أهل الجنة »..
وصار يحثهم على ترك أمر عبيد الله بن زياد والانضمام إليه فانضم للحسين منهم ثلاثون، فيهم الحر بن يزيد التميمي الذي كان قائد مقدمة جيش عبيد الله بن زياد.فقيل للحر بن يزيد: أنت جئت معنا أمير الـمقدمة والآن تذهب إلى الحسين؟!
فقال: ويحكم والله إني أخير نفسي بين الـجنة والنار، والله لا أختار على الجنة ولو قطعت وأحرقت..


بعد ذلك صلى الحسين الظهر والعصر من يوم الخميس، صلى بالفريقين بجيش عبيد الله بن زياد وبالذين معه، وكان قال لهم: منكم إمام ومنا إمام. قالوا: لا، بل نصلي خلفك، فصلوا خلف الحسين الظهر والعصر، فلـما قرب وقت الـمغرب تقدموا بخيولهم نحو الحسين وكان الحسين محتبيا بسيفه فلـما رآهم وكان قد نام قليلا قال: ما هذا؟! قالوا: إنهم تقدموا فقال: اذهبوا إليهم فكلموهم وقولوا لهم ماذا يريدون؟
فذهب عشرون فارسا منهم العباس بنعلي بن أبي طالب أخو الحسين فكلموهم وسألوهم، قالوا: إما أن ينزل على حكم عبيد الله بن زياد وإما أن يقاتل.
قالوا: حتى نخبر أبا عبد الله، فرجعوا إلىالحسين رضي الله عنه وأخبروه، فقال: قولوا لهم: أمهلونا هذه الليلة وغدا نخبركم حتى أصلي لربي فإني أحب أن أصلي لربي تبارك وتعالى، فبات ليلته تلك يصلي لله تبارك وتعالى ويستغفره ويدعو الله تبارك وتعالى هو ومن معه رضي الله عنهم أجمعين.

وقعة الطف (سنة 61 هـ):
في صباح يوم الجمعة شب القتال بين الفريقين لـما رفض الحسين أن يستأسر لعبيد الله بن زياد، وكانت الكفتان غير متكافئتين، فرأى أصحاب الحسين أنهم لا طاقة لهم بهذا الجيش، فصار همهم الوحيد الـموت بين يدي الحسين بن علي رضي الله عنهما، فأصبحوا يموتون بين يدي الحسين رضي الله عنه الواحد تلو الآخر حتى فنوا جميعا ولم يبق منهم أحد إلا الحسين بن علي رضي الله عنه. وولده علي بن الحسين كان مريضا.
وبقي الحسين بعد ذلك نهارا طويلا، لا يقدم عليه أحد حتى يرجع لا يريد أن يبتلى بقتله رضي الله عنه، واستمر هذا الأمر حتى جاء شمر بن ذي الجوشن فصاح بالناس ويحكم ثكلتكم أمهاتكم أحيطوا به واقتلوه، فجاءوا وحاصرواالحسين بن علي فصار يجول بينهم بالسيف رضي الله عنه حتى قتل منهم من قتل وكان كالسبع، ولكن الكثرة تغلب الشجاعة.

وصاح بهم شمر: ويحكم ماذا تنتظرون؟! أقدموا. فتقدموا إلى الحسين فقتلوه رضي الله عنه، والذي باشر قتل الحسين سنان بن أنس النخعي، وحز رأسه رضي الله عنه وقيل: شمر، قبحهما الله.
وبعد أن قتل الحسين رضي الله عنه حمل رأسه إلى عبيد الله في الكوفة فجعل ينكت به بقضيب كان معه يدخله في فمه، ويقول: إن كان لحسن الثغر، فقام أنس بن مالك وقال: والله لأسوأنك؛ لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل موضع قضيبك من فيه. ( الـمعجم الكبير للطبراني5/206 رقم 5107)، وانظر «صحيح البخاري »: حديث 3748).
قال إبراهيم النخعي: لو كنت فيمن قتلالحسين ثم أدخلت الجنة استحييت أن أمر على النبي صلى الله عليه وسلم فينظر في وجهي( الـمعجم الكبير 3/112 رقم 2829 وسنده صحيح).

من قتل مع الـحسين من أهل بيته:
قتل من أبناء علي بن أبي طالب: الحسين نفسه، وجعفر
والعباس، وأبو بكر، ومحمد، وعثمان.
* ومن أبناء الـحسين: عبد الله، وعلي الأكبر غير علي زين العابدين.
* ومن أبناء الـحسن: عبد الله والقاسم وأبو بكر.
* ومن أبناء عقيل: جعفر، وعبد الله، وعبد الرحمن، وعبد الله بن مسلم بن عقيل، ومسلم بن عقيل كان قد قتل بالكوفة.
* ومن أولاد عبد الله بن جعفر: عون ومحمد.( تاريخ خليفة بن خياط 234).
ثمانية عشر رجلا كلهم من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلوا في هذه الـمعركة غير الـمتكافئة.

إرهاصات مقتل الـحسين رضي الله عنه:
عن أم سلمة قالت: « كان جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم والحسين معي فبكى الحسين فتركته فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فدنى من النبي صلى الله عليه وسلم فقال جبريل: أتحبه يا محمد؟ فقال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها فأراه إياها فإذا الأرض يقال لها كربلا »( فضائل الصحابة 2/782 رقم 1391 وهو حديث مشهور لكنه ضعيف من جميع طرقه عن أم سلمة).
وعن أم سلمة قالت: سمعت الجن تنوح على الحسين لـما قتل( فضائل الصحابة 2/766 رقم 1373 وسنده حسن).
وأما ما روي من أن السماء صارت تمطر دما، أو أن الجدر لطخت بالدماء، أو ما يرفع حجر إلا ويوجد تحته دم، أو ما يذبحون جزورا إلا صار كله دما، فهذه كلها أكاذيب وترهات وليس لها سند صحيح إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد ممن عاصر الحادثة، وإنما هي أكاذيب تذكر لإثارة العواطف. أو روايات بأسانيد منقطعة ممن لم يدرك الحادثة.(راجع البداية والنهاية أحداث سنة 61 هـ.).
وعن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في الـمنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه، قلت، يا رسول الله ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبعه منذ اليوم.
قال عمار راوي ذلك الحديث: فحفظنا ذلك فوجدناه قتل ذلك اليوم »( فضائل الصحابة 2/778 رقم 1380 وإسناده صحيح).
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « من رآني في الـمنام فقد رآني »(متفق عليه) وابن عباس أعلم الناس بصفة رسول اللهصلى الله عليه وسلم.

عذاب الدنيا قبل الآخرة:
والذي أمر بقتل الحسين عبيد الله بن زياد ولكن لم يلبث هذا أن قتل، قتله الـمختار بن أبي عبيد انتقاما للحسين، وكان الـمختار ممن خذل مسلم بن عقيل.
فكان الحال بالنسبة لأهل الكوفة أنهم أرادوا أن ينتقموا من أنفسهم؛ لأنهم أولا: خذلوا مسلم بن عقيل حتى قتل ولم يتحرك منهم أحد. وثانيا: لـما خرج الحسين لم يدافع أحد منهم عنه إلا ما كان من الحر بن يزيد التميمي ومن معه، أما أهل الكوفة فإنهم
،، (خذلوه >> خذلهم الله ) ،، 
ولذلك تجدهم يضربون صدورهم ويفعلون ما يفعلون للتكفير عن تلك الخطيئة التي ارتكبها آباؤهم كما يزعمون( وجيش الـمختار الذي انتقم للحسين سمى نفسه (جيش التوابين) اعترافا منهم بتقصيرهم تجاه الحسين، وهذا بداية ظهور الشيعة كمذهب سياسي، أما الشيعة كمذهب عقائدي وفقهي فإنه متأخر جدا بعد انقضاء دولة بني أمية بزمن).
عن عمارة بن عمير قال: لـما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت (أي: صفت) في الـمسجد في « الرحبة »، يقول: فانتهيت إليهم وهم يقولون: قد جاءت قد جاءت، فإذا حية قد جاءت تتخلل الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن
زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت، ثم قالوا قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا .( الترمذي حديث (37800). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح).
وهذا انتقام من الله تبارك وتعالى من هذا الرجل الذي ساهم مساهمة كبيرة في قتل الحسين بن علي رضي الله تبارك وتعالى عنه..

عن أبي رجاء العطاردي قال: لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت، فإن جارا لنا من بلهجيم(قبيلة من قبائل العرب) قال: « ألم تروا إلى هذا الفاسق -الحسين بن علي-قتله الله ، فرماه الله بكوكبين في عينيه(بياض يصيب العين، وقد يذهب ببصرها)، فطمس الله بصره ».(الـمعجمالكبير (3/2 1 أرقام 0 283)، وسنده صحيح).

من قتل الـحسين رضي الله عنه؟
قبل أن نتعرف على قتلة الحسين دعونا نرجع سنوات قليلة إلى علي والحسين مع شيعتهما:
1- علي رضي الله عنه:
يشتكي من شيعته (أهل الكوفة) فيقول: «ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها، وأصبحت أخاف ظلم رعيتي. استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سرا وجهرا فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا.
أشهود كغياب، وعبيد كأرباب! أتلوا عليكم الحكم فتنفرون منها، وأعظكم بالـموعظة البالغة فتتفرقون عنها، وأحثكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر القول حتى أراكم متفرقين أيادي سبا، ترجعون إلى مجالسكم، وتتخادعون عن مواعظكم، أقومكم غدوة، وترجعون إلي عشية كظهر الحية، عجز الـمقوم، وأعضل الـمقوم. أيها الشاهدة أبدانهم، الغائبة عقولهم، الـمختلفة أهواؤهم، الـمبتلى بهم أمراؤهم، صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه، لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم، فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم!
ياأهل الكوفة، منيت منكم بثلاث واثنتين: صم ذووأسماع، وبكم ذووكلام، وعمي ذووأبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء! تربت أيديكم يا أشباه الابل غاب عنها رعاتها! كلما جمعت من جانب تفرقت من آخر ».( نهج البلاغة1/187- 189).

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل اتهموه والعياذ بالله بالكذب:
روى الشريف الرضي عن أمير الـمؤمنين علي رضي الله عنه أنه قال: « أما بعد: يا أهل العراق فإنما أنتم كالـمرأة الحامل، حملت فلما أتمت أقلصت، ومات قيمها، وطال تأيمها، وورثها أبعدها، أما والله ما أتيتكم اختيارا، ولكن جئت إليكم سوقا، ولقد بلغني أنكم تقولون: علي يكذب قاتلكم الله! فعلى من أكذب؟ »( نهج البلاغة1/187-119).
وقال أيضا رضي الله عنه: « قاتلكم الله! لقد ملأتم قلبي قيحا، وشحنتم صدري غيظا، وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان».. ( نهج البلاغة1/187-189).

2- الـحسن بن علي رضي الله عنه:
قال رضي الله عنه: « أرى والله معاوية خيرا لي من هؤلاء، يزعمون

أنهم لي شيعة؛ ابتغوا قتلي، وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لئن أخذ مني معاوية عهدا أحقن به دمي وأؤمن به في أهلي خير من أن يقتلوني، فيضيع أهلبيتي وأهلي، ولو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعونني إليه سلما »(1).
وقال أيضا رضي الله عنه لشيعته: « يا أهل العراق إنه سخي بنفسي عنكم ثلاث:قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي ».( لقد شيعني الحسين ص (283).

غدر أهل الكوفة وكونهم قتلة الـحسين:
لقد نصح محمد بن علي بن أبي طالب الـمعروف بابن الحنفية أخاه الحسين رضي الله عنهم قائلا له: يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك. وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى.
(اللهوف لابن طاووس ص 39، عاشوراء للإحسائي ص 115، الـمجالس الفاخر ة لعبد الحسين ص 75، منتهى الآمال 4/454، على خطى الحسين ص 96.).

وقال الشاعر الـمعروف الفرزدق للحسين رضي الله عنه عندما سأله عن شيعته الذين هو بصدد القدوم إليهم: « قلوبهم معك وأسيافهم عليك والأمر ينزل منالسماء والله يفعل ما يشاء ». 
فقال الحسين:
« صدقت لله الأمر، وكل يوم هو في شأن، فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه، وهو الـمستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته» 

وعندما خاطبهم الحسين رضي الله عنه أشار إلى سابقتهم و فعلتهم مع أبيه وأخيه في خطاب منه: « وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم، فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والـمغرور من اغتر بكم ». (معالم الـمدرستين 3/71-72، معالي السبطين 1/275، بحر العلوم 194، نفس الـمهموم 172، خير الأصحاب 39، تظلم الزهراء ص.17.)

3- علي بن الـحسين الـمعروف بزين العابدين:
قال موبخا شيعته الذين خذلوا أباه وقتلوه قائلا: « أيها الناس نشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه العهد والـميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه، فتبا لـما قدمتم لأنفسكم، وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ يقول لكم: « قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي ». فارتفعت أصوات النساء بالبكاء من كل ناحية، وقال بعضهم لبعض: هلكتم وما تعلمون.. 
فقال عليه السلام: « رحم الله امرءا قبل نصيحتي، وحفظ وصيتي في الله ورسوله وأهل بيته فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة.. 
فقالوا بأجمعهم: نحن كلنا سامعون مطيعون حافظون لذمامك غيرزاهدين فيك ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك الله، فإنا حرب لحربك، وسلم لسلمك، لنأخذن يزيد ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا،،
فقال عليه السلام: هيهات هيهات أيها الغدرة الـمكرة حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم آبائي من قبل؟ كلا ورب الراقصات فإن الجرح لـما يندمل، قتل أبي بالأمس وأهل بيته معه، ولم ينسني ثكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وثكل أبي وبني أبي ووجده بين لهاتي ومرارته بينحناجري وحلقي وغصته تجري في فراش صدري ».
ذكر الطبرسي هذه الخطبة في الاحتجاج (2/32) وابن طاووس في الـملهوف ص 92 والأمين في لواعج الأشجان ص 158 وعباس القمي في منتهى الآمال الجزءالأول ص 572، وحسين كوراني في رحاب كربلاء ص 183 وعبد الرزاق الـمقرم في مقتل الحسين ص 317 ومرتضى عياد في مقتل الحسين ص 87 وأعادها عباس القمي في نفس الـمهموم ص 360 وذكرها رضى القزويني في تظلم الزهراء ص 262.


وعندما مر الإمام زين العابدين رضي الله عنه وقد رأى أهل الكوفة ينوحون ويبكون، زجرهم قائلا: « تنوحون وتبكون من أجلنا فمن الذي قتلنا؟ ».(الـملهوف ص 86 نفس الـمهموم 357 مقتل الحسين لمرتضى عياد ص 83 ط 4 عام 1996 م تظلم الزهراء ص 257.)..

4- أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما:

قالت: « يا أهل الكوفة سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وورثتموه، وسبيتم نساءه، ونكبتموه، فتبا لكم وسحقا لكم، أي دواه دهتكم، وأي وزر على ظهوركم حملتم، وأي دماء سفكتموها، وأي كريمة أصبتموها، وأي صبية سلبتموها، وأي أموال انتهبتموها، قتلتم خير رجالات بعد النبي صلى الله عليه وآله، ونزعت الرحمة من قلوبكم». (الـملهوف ص 91 نفس الـمهموم 363 مقتل الحسين للمقرم ص 6 31، لواعج الأشجان 157، مقتل الحسين لمرتضى عيادص 86 تظلم الزهراء لرضي بن نبي القزويني ص1 26.)..

5- زينب بنت علي رضي الله عنهما:
قالت وهي تخاطب الجمع الذي استقبلها بالبكاء والعويل:
« أتبكون وتنتحبون؟! أي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا، فقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا، وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة » ( الحسين في نهضته ص 295 وما بعدها)..
وفي رواية: « أنها أطلت برأسها من الـمحمل وقالت لأهل الكوفة: « صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء » .(نقلها عباس القمي في نفس الـمهموم ص 365 وذكرها الشيخ رضى بن نبى القزويني في تظلم الزهراء ص 264.)..

6- جواد محدثي:
« وقد أدت كل هذه الأسباب إلى أن يعاني منهم الإمام علي عليه السلام الأمرين، وواجه الإمام الحسن عليه السلام منهم الغدر، وقتل بينهم مسلم بن عقيل مظلوما، وقتل الحسين عطشانا في كربلاء قرب الكوفة وعلى يدي جيش الكوفة » 
(موسوعة عاشوراء ص 59)..

7- حسين كوراني:
قال: « أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين، بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدأوا يسارعون بالخروج إلى كربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيل الـمواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن»(في رحاب كربلاء ص 60-61).
* وقال حسين كوراني أيضا:
« ونجد موقفا آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبد الله بن حوزة التميمي يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام ويصيح:
أفيكم حسين؟ وهذا من أهل الكوفة، وكان بالأمس من شيعة علي عليه السلام، ومن الـممكن أن يكون من الذين كتبوا للإمام أو من جماعة شبث وغيره الذين كتبوا ثم يقول: يا حسين أبشر بالنار »(في رحاب كربلاء ص 61)..

8- مرتضى مطهري:
قال مرتضى الـمطهري: « ولا ريب في أن الكوفة كانوا من شيعة علي وأن الذين قتلوا الإمام الحسين هم شيعته».(الـملحمة الحسينية 1/129).
وقال أيضا: « فنحن سبق أن أثبتنا أن هذه القصة مهمة من هذه الناحية وقلنا أيضا: بأن مقتل الحسين على يد الـمسلمين بل على يد الشيعة بعد مضي خمسين عاما فقط على وفاة النبي لأمر محير ولغز عجيب وملفت للغاية »( الـملحمة الحسينية 3/94).

والذي أمر بقتل الحسين وفرح به: عبيد الله بن زياد..
والذي باشر قتل الحسين: شمر بن ذي الجوشن، وسنان بن أنس النخعي..
وهؤلاء ثلاثتهم كانوا من شيعة علي، ومن ضمن جيشه في صفين..

9- كاظم الإحسائي النجفي:
قال: « إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسين عليه السلام ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي و لا حجازي ولا هندي ولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري و لا أفريقي بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا من قبائل شتى »(عاشوراء ص 89)..

10- حسين بن أحمد البراقي النجفي:
« قال القزويني: ومما نقم على أهل الكوفة أنهم طعنوا الحسن بن علي عليهماالسلام، وقتلوا الحسين عليه السلام بعد أن استدعوه »(تاريخ الكوفة ص 113)..

11- محسن الأمين:
« ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا غدروا به، وخرجوا عليه، وبيعته في أعناقهم، فقتلوه »(أعيان الشيعة 1/26).

من باشر قتل الـحسين رضي الله عنه؟
الـمشهور في كتب أهل السير والتراجم أن الذي باشر قتل الحسين رجلان هما: سنان بن أنس النخعي، وشمر بن ذي الجوشن، والذي تولى كبره هو عبيد الله بن زياد، وعبيد الله وشمر كانا من شيعة علي:
1- عبيد الله بن زياد: ذكر الطوسي في كتابه في الرجال وعده من أصحاب علي(رجال الطوسي ص 54 ترجمة (120).
2- شمر بن ذي الجوشن: قال النمازي الشهرودي عن شمر:
وكان يوم صفين في جيش أمير الـمؤمنين عليه السلام(مستدركات علم رجال الحديث علي النمازي الشهرودي. ترجمة 6899).

موقف الناس من قتل الـحسين
لاشك ولا ريب أن مقتل الحسين رضي الله عنه كان من الـمصائب العظيمة التي أصيب بها الـمسلمون فلم يكن على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره وقد قتل مظلوما رضي الله عنه وعن أهل بيته، وقتله بالنسبة لأهل الأرض من الـمسلمين مصيبة، وفي حقه شهادة وكرامة ورفع درجة وقربى من الله حيث اختاره للآخرة ولجنات النعيم بدل هذه الدنيا الكدرة.
ونحن نقول: ليته لم يخرج، ولذلك نهاه أكابر الصحابة في ذلك الوقت، بل بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتلوه مظلوما شهيدا، وكان في قتله من الفساد الذي ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده.
ولكنه أمر الله تبارك وتعالى، ما قدر الله تبارك وتعالى كان ولو لم يشأ الناس.

وقتل الحسين ليس بأعظم من قتل الأنبياء، و قد قدم رأس يحيى بن زكريا صلوات الله وسلامه عليه مهرا لبغي، وقتل زكريا، وكذلك قتل عمر وعثمان وعلي، وهؤلاء كلهم أفضل من الحسين رضي الله عنهم وعنه، فلذلك لا يجوز للإنسان إذا تذكر مقتل الحسين أن يقوم باللطم والشق وما شابه ذلك، بل كل هذا منهي عنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب ».. (صحيح البخاري: حديث 1294)
وقال صلى الله عليه وسلم: « أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة » (صحيح البخاري 1296).
والصالقة التي تصيح، والحالقة التي تحلق شعرها، والشاقة التي تشق ثيابها..

وقال صلى الله عليه وسلم: « إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعا من جرب وسربالا من قطران » (صحيح مسلم حديث 934)..

فالواجب على الـمسلم إذا جاءت أمثال هذه الـمصائب أن يقول كما قال الله تبارك وتعالى: [الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون] {البقرة: 156}.

موقف الناس من قتل الـحسين:

الناس في قتل الحسين على ثلاث طوائف:

الطائفة الأولى: يرون أن الحسين قتل بحق وأنه كان خارجا على الإمام وأراد أن يشق عصا الـمسلمين، وقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جاءكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه كائنا من كان ».. (صحيح مسلم)، والحسين أراد أن يفرق جماعة الـمسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم قال: « كائنا من كان » اقتلوه فكان قتله صحيحا، وهذا قول الناصبة الذين يبغضون الحسين بن علي رضي الله تبارك وتعالى عنه وعن أبيه.

الطائفة الثانية: قالوا: هو الإمام الذي تجب طاعته، وكان يجب أن يسلم إليه الأمر. وهو قول الشيعة.

الطائفة الثالثة: وهم أهل السنة والجماعة قالوا: قتل مظلوما، ولم يكن متوليا للأمر أي: لم يكن إماما، ولا قتل خارجيا رضي الله عنه بل قتل مظلوما شهيدا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ».
وذلك أنه أراد الرجوع أو الذهاب إلى يزيد في الشام ولكنهم منعوه حتى يستأسر لابن زياد.

بدعتان محدثتان:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
« بعد مقتل الحسين أحدث الناس بدعتين:
الأولى: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد الـمراثي، وما يفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنتهم وإدخال من لا ذنب لهمع ذوي  الذنوب حتى يسب السابقون الأولون، وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب، وكان قصد من سن ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة وإلا فما معنى أن تعاد هذه الذكرى في كل عام معإسالة الدماء وتعظيم الـماضي والتعلق به والالتصاق بالقبور ».

الثانية: بدعة الفرح والسرور وتوزيع الحلوى والتوسعة على الأهل يوم مقتل الحسين..
وكانت الكوفة بها قوم من الـمنتصرين لآلالبيت وكان رأسهم الـمختار بن أبي عبيد الـمتنبىء الكذاب وقوم من الـمبغضين لآلالبيت ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي ولا ترد البدعة بالبدعة بل ترد بإقامة سنةالنبي صلى الله عليه وسلم الـموافقة لقوله تعالى: [الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون] {البقر ة: 156}.(منهاج السنة (5/554، 555) 

(منـقـول )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

مسلم بن عقيل بن ابي طالب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسلم بن عقيل بن ابي طالب   مسلم بن عقيل بن ابي طالب Emptyالأحد يناير 01, 2017 2:47 pm

وماذا بعد》 بقلم: أشرف ماضى حميدة
تفاصيل مثيرة فى معركة كربلاء التاريخية..
فى مثل هذا اليوم أستشهد ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعة 777 من أهل بيتة واصحابة فى معركة الحق والباطل خرج الحق ب77 نفس والباطل 4000 مشرك مقتل جميعهم أبناء زنا واحفاد المؤلفة قلوبهم والمنافقين والطلقاء الذين دخلو للاسلام من أجل تدميرة واطفاء نور الله بقيادة المؤلفة قلوبهم من نافقين بن أمية الذين قالو عنهم حسن إسلامهم بالكذب والخداع !!!
من مجلس النور بالمدينة المنورة ودرس فضيلة الشريف العلامة نذير بن عزالدين بن حيدر الجيلانى الحسنى الهاشمى عن يوم الحق يوم إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام ..
بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمدلله رب العالمين وافضل الصلاة وأزكى السلام وأجزل البركات وأعظم الجزيات وأنمى التحيات على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله الطيبين ورضي الله عن الصحابة الأخيار ورحم الله التابعين وعباد الله الصالحين من اهل السموات والاراضين ثم اما بعد
درس اليوم نبذة مختصرة عن سيدنا ومولانا الإمام الحسين إبن مولانا الاعظم رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم حجة الله وشهيده
معركة كربلاء التاريخية
معركة كربلاء وتسمى أيضا واقعة الطف هي ملحمة وقعت على ثلاثة أيام وختمت في يوم الجمعة 10 من شهر محرم سنة 61 للهجرة النبوية والذي يوافق 12 أكتوبر 680 ميلادي وكانت بين الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وابن سيدة نساء العالمين وسيدات أهل الجنة ابنت امام وسيد الاولين والاخرين سيدنا ومولانا محمد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ، الذي أصبح المسلمون يطلقون عليه لقب سيد الشهداء بعد انتهاء المعركة ، ومعه أهل بيته وأصحابه ، وجيش تابع ليزيد بن معاوية .
 تعتبر واقعة الطف من أكثر المعارك جدلا في التاريخ الإسلامي فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة وفي خاصرة المسلمين ، حيث تعتبر هذه المعركة أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التي كان لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين طوائف المسلمين السنية والشيعية عبر التاريخ الطويل وأصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزا عند جميع أو غالبية أهل الشيعة ، وميزة عند بعض أهل السنة وتختلف من فئة عند فئة منهم ، واصبحت عند الشيعة من أهم مرتكزاتهم الثقافية وأصبح يوم 10 محرم أو يوم عاشوراء ، يوم وقوع المعركة ، رمزا من قبل الشيعة “لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف”. وعند السنة أو البعض منهم انها غير ثورة أو معركة ما بين حق وباطل ،
 رغم قلة أهمية هذه المعركة من الناحية العسكرية حيث اعتبرها البعض من محاولة تمرد فاشلة قام بها الإمام الحسين عليه السلام إلا أن هذه المعركة تركت آثارا سياسية وفكرية ودينية هامة. حيث أصبح شعار “يا لثارات الحسين” عاملا مركزيا في تبلور الثقافة الشيعية وبعض السنية وأصبحت المعركة وتفاصيلها ونتائجها تمثل قيمة روحانية ذات معاني كبيرة لدى الشيعة وبعض من السنة ، الذين يعتبرون معركة كربلاء ثورة سياسية ضد الظلم ، وحتى الاختلاف بين الطوائف الاسلامية في مكان مرقده ومقامه الشريف عليه السلام ، بينما أصبح عند الشيعة مقام الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ومكانا مقدسا لدى الشيعة يزوره مؤمنوهم ، مع ما يرافق ذلك من خطب ووعظ وترديد لأدعية خاصة أثناء كل زيارة لمقامه الشريف ، والسنة ترى مقامه الشريف في مصر يزوروه بعض من المسلمين السنة وايضا يرافق ذلك بعض من الأدعية واناشيد دينية وغيرها ، وأدى إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام إلى نشوء سلسلة من المؤلفات الدينية والخطب والوعظ والأدعية الخاصة التي لها علاقة بحادثة إستشهاده وألفت عشرات المؤلفات لوصف حادثة إستشهاده عليه السلام من السنة والشيعة ،
 يعتبر الشيعة وبعض من السنة معركة كربلاء قصة تحمل معاني كثيرة “كالتضحية والحق والحرية” وكان لرموز هذه الواقعة حسب الشيعة وبعض من السنة دور في الثورة الليبية ثورة عمر المختار ودحر الفرنسيين ، وايضا الثورة المليونية الجزائرية واستشهاد مليون مسلم جزائري واقلاع حكم وسطوة واستعمار الفرنسيين ، وبعض من الثورات العربية ودحر الاستعمار الانحليزي وكذا الايطالي ، وايضا دور في الثورة الإيرانية وتعبئة الشعب الإيراني بروح التصدي لنظام الشاه ، وخاصة في المظاهرات المليونية التي خرجت في طهران والمدن الإيرانية المختلفة أيام عاشوراء والتي أجبرت الشاه السابق محمد رضا بهلوي على الفرار من إيران ، ومهدت السبيل أمام إقامة النظام الإسلامي في إيران ، وكان لهذه الحادثة أيضا ، بنظر الشيعة وبعض من السنة ، دور في المقاومة الإسلامية في وجه الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان ، وايضا هذه الثورة الحقة ايضا الى وقتنا المعاصر ثورات الربيع العربي واقلاع حكم التوريث الجمهور الملكي والاستعباد والقوة والجبروت في غالبية المنظومات العربية ، وهذه الثورات تتفق عليها بعض من الطوائف المسلمة السنة والشيعة بحسب منظورهم للبلاد التي تهمهم ، وغالبية الشيعة والبعض من السنة ايضا ترى ان ثورة الإمام الحسين عليه السلام هي ثورة حقة وعادلة ، واما البعض الاخر من اهل السنة ترى معركة كربلاء خروج الرعية على الراعي وتمرد الإمام الحسين عليه السلام على الخليفة مع الاسف وانا اكتب هذا المقال وانا سني ،
جذور الخلاف بين السنة والشيعة
قبل المعركة
 استنادا لمصادر تاريخية فإن الخلافة استقرت لمعاوية بن أبي سفيان بعد توقيع معاهدة الصلح مع الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، ويعتقد البعض أن مجموعة من العوامل أدت إلى تنازل الإمام الحسن عليه السلام لمعاوية منها:
 محاولة لحقن الدماء وتوحيد الكلمة بعد سلسلة من الصراعات الداخلية بين المسلمين ابتداء من فتنة مقتل الخليفة الراشد عثمان ابن عفان رضي الله تعالى عنه إلى معركة الجمل ومعركة صفين وقد أثنى الكثير على هذه المبادرة وسمي العام الذي تم فيه الصلح “عام الجماعة”.
 مبادرة الصلح والتنازل كانت مشروطة بعودة طريقة الخلافة إلى الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام بعد موت معاوية.
 أعقب هذا الصلح فترة من العلاقات الهادئة بين أعداء الأمس في معركة صفين وبعد استشهاد الإمام الحسن عليه السلام عندما قام معاوية وهو على قيد الحياة بترشيح ابنه “يزيد بن معاوية” للخلافة من بعده قوبل هذا القرار بردود فعل تراوحت بين الاندهاش والاستغراب إلى الشجب والاستنكار فقد كان هذا في نظر البعض نقطة تحول في التاريخ الإسلامي من خلال توريث الحكم وعدم الالتزام بنظام الشورى الذي كان متبعا في اختيار الخلفاء السابقين وكان العديد من كبار الصحابة لايزالون على قيد الحياة واعتبر البعض اختيار يزيد للخلافة يستند على عامل توريث الحكم فقط وليس على خبرات المرشح الدينية والفقهية ، وبدأت بوادر تيار معارض لقرار معاوية بتوريث الحكم تركز بالإمام الحسين بن علي عليهم السلام ، وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطاب.
 عند وفاة معاوية بن أبي سفيان أصبح ابنه يزيد بن معاوية خليفة ولكن تنصيبه جوبه بمعارضة من قبل بعض المسلمين وكانت خلافة يزيد التي دامت ثلاث سنوات وصلة حروب متصلة ، ففي عهده حدثت ثورة كربلاء ثم حدثت ثورة في المدينة انتهت بوقعة الحرة ونهبت المدينة. كما سار مسلم بن عقبة المري إلى مكة لقتال عبد الله بن الزبير وأصيبت الكعبة بالمنجنيقات. حاول يزيد بطريقة أو بأخرى إضفاء الشرعية على تنصيبه كخليفة فقام بإرسال رسالة إلى والي المدينة المنورة يطلب فيها أخذ البيعة من الإمام الحسين عليه السلام الذي كان من المعارضين لخلافة يزيد إلا أن الإمام الحسين عليه السلام رفض أن يبايع “يزيد”.
 وصلت أنباء رفض الإمام الحسين عليه السلام مبايعة يزيد واعتصامه في مكة المكرمة إلى الكوفة التي كانت أحد معاقل القوة لشيعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وبرزت تيارات في الكوفة تؤمن أن الفرصة قد حانت لأن يتولى الخلافة الإمام الحسين بن علي عليهم السلام ، واتفقوا على أن يكتبوا للإمام الحسين عليه السلام يحثونه على القدوم إليهم ، ليسلموا له الأمر ، ويبايعوه بالخلافة ، بعد تلقيه العديد من الرسائل من أهل الكوفة قرر الإمام الحسين عليه السلام أن يستطلع الأمر فقام بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليكشف له عن حقيقة الأمر ، عندما وصل مسلم إلى الكوفة شعر بجو من التأييد لفكرة خلافة الإمام الحسين بن علي عليهم السلام ومعارضة لخلافة يزيد بن معاوية وحسب بعض المصادر الشيعية وبعض المصادر السنية فإن 18,000 شخص بايعوا الإمام الحسين عليه السلام ليكون الخليفة وقام مسلم بإرسال رسالة إلى الإمام الحسين عليه السلام يعجل فيها قدومه.
 وحسب ما تذكر بعض المصادر التاريخية ، إن مجيء آل البيت بزعامة الإمام الحسين عليهم السلام كان بدعوة من أهل الكوفة وهذه حقيقة ، قام أصحاب واقارب واتباع الإمام الحسين عليه السلام بأسداء النصيحة له بعدم الذهاب إلى ولاية الكوفة ومنهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر بن ابي طالب وأبو سعيد الخدري وعمرة بنت عبد الرحمن ، حيث حذر أبو سعيد الخدري من إعطاء الخصم الذريعة بالخروج عن الطاعة لولي الأمر مانصه غلبني الإمام الحسين عليه السلام على الخروج وقد قلت له ، اتق الله والزم بيتك ، ولاتخرج على امامك استنادا على تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 342. وكذلك عمرة بنت عبد الرحمن ، نفس المصدر ص 343. ولكن الإمام الحسين عليه السلام وكما ذكره الطبري ج 4 ص 292 كان مصرا إصرارا كبيرا على الخروج ، وفيها بعض الغالطات والزيادات مع الاسف ، كما أسدى له ابن عباس النصح برأي آخر مهم ، فان أبيت إلا أن تخرج فسر إلى اليمن فان بها حصونا وشعابا ولأبيك بها أنصار .
 لكن هذا الخبر وصل بسرعة إلى الخليفة الأموي الجديد الذي قام على الفور بعزل والي الكوفة النعمان بن بشير بتهمة تساهله مع الاضطرابات التي تهدد الدولة الأموية وقام الخليفة يزيد بتنصيب وال آخر كان أكثر حزما اسمه عبيد الله بن زياد اللعين الملعون الذي وحسب المصادر المتعددة قام بتهديد رؤساء العشائر والقبائل في منطقة الكوفة بإعطائهم خيارين إما بسحب دعمهم للإما الحسين عليه السلام أو انتظار قدوم جيش الدولة الأموية ليبيدهم على بكرة أبيهم . وكان تهديد الوالي الجديد فعالا فبدأ الناس يتفرقون عن مبعوث الإمام الحسين عليه السلام ، مسلم بن عقيل شيئا فشيئا لينتهى الأمر بقتله واختلفت المصادر في طريقة قتله فبعضها تحدث عن إلقائه من أعلى قصر الإمارة وبعضها الآخر عن سحله في الأسواق وأخرى عن ضرب عنقه. بغض النظر عن هذه الروايات فإن هناك إجماع على مقتله وعدم معرفة الإمام الحسين عليه السلام بإستشهاده عند خروجه من مكة إلى الكوفة بناء على الرسالة القديمة التي استلمها قبل تغير موازين القوى في الكوفة.
 هناك رواية مشهورة لا يمكن التحقق من صحتها تقول بأن الإمام الحسين وهو في طريقه إلى الكوفة لقي الشاعر الفرزدق وقال الفرزدق الإمام الحسين عليه السلام قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية ولما وصل الإمام الحسين عليه السلام كربلاء في طريقه إلى الكوفة أقبل عليه مبعوث من والي الكوفة اللعين عبيد الله بن زياد وكان اسمه الحر بن يزيد فحذره الحر بن يزيد من أن أي قتال مع الجيش الأموي سيكون انتحارا ولكن الإمام الحسين عليه السلام بحسب المصادر الشيعية وبعض من السنية جاوبه بهذا البيت من الشعر:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما
وآسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق خوفا أن يعيش ويرغما
 فيما تشير روايات أخرى إلى أن الإمام الحسين عليه السلام لما علم بمقتل مسلم بن عقيل وتخاذل الكوفيين عن حمايته ونصرته ، قرر العودة إلى مكة ، لكن إخوة مسلم بن عقيل أصروا على المضي قدما للأخذ بثأره ، فلم يجد الإمام الحسين عليه السلام بدا من مطاوعتهم ، واستنادا إلى الطبري فإن أبناء مسلم بن عقيل قالوا: والله لانرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل ، ثم قال الإمام الحسين عليه السلام : لا خير في الحياة بعدكم فسار .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

مسلم بن عقيل بن ابي طالب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسلم بن عقيل بن ابي طالب   مسلم بن عقيل بن ابي طالب Emptyالأحد يناير 01, 2017 2:48 pm

 وفي رواية أخرى ، أن الإمام الحسين عليه السلام قال: «ليس شأني شأن من يخاف الموت ، ما أهون الموت على سبيل نيل العز وإحياء الحق ، ليس الموت في سبيل العز إلا حياة خالدة وليست الحياة مع الذل إلا الموت الذي لا حياة معه ، أفبالموت تخوفني ، هيهات طاش سهمك وخاب ظنك لست أخاف الموت ، إن نفسي لأكبر من ذلك وهمتي لأعلى من أن أحمل الضيم خوفا من الموت ، وهل تقدرون على أكثر من قتلي؟! مرحبا بالقتل في سبيل الله ، ولكنكم لا تقدرون على هدم مجدي ، ومحو عزي وشرفي ، فإذا لا أبالي بالقتل». ثم أقبل الإمام الحسين عليه السلام إلى أصحابه ، وقال: هل فيكم أحد يخبر الطريق على غير الجادة ؟ فقال الطرماح بن عدي الطائي: يا ابن بنت رسول الله! أنا أخبر الطريق ، فقال الإمام الحسين عليه السلام : إذا سر بين أيدينا قال ، فسار الطرماح ، وأتبعه الإمام الحسين عليه السلام هو وأصحابه .
وقائع المعركة :-
 استمر الإمام الحسين عليه السلام وقواته بالمسير إلى أن اعترضهم الجيش الأموي في صحراء كانت تسمى الطف واتجه نحو الإمام الحسين عليه السلام جيش قوامه 30000 مقاتل يقوده عمر بن سعد الذي كان ابن سعد بن أبي وقاص ووصل هذا الجيش الأموي بالقرب من خيام الإمام الحسين عليه السلام وأتباعه في يوم الخميس التاسع من شهر محرم . في اليوم التالي عبأ عمر بن سعد رجاله وفرسانه فوضع على ميمنة الجيش عمر بن الحجاج وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن وعلى الخيل عروة بن قيس وكانت قوات الإمام الحسين عليه السلام تتألف من 32 فارسا و 40 راجلا من المشاة وأعطى رايته أخاه العباس بن علي وقبل أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الإمام الحسين عليه السلام وصحبه ، فلبثوا أياما يعانون العطش .
 بدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه بوابل من السهام وأصيب الكثير من أصحاب الإمام الحسين ثم اشتد القتال ودارت رحى الحرب وغطى الغبار أرجاء الميدان واستمر القتال ساعة من النهار ولما انجلت الغبرة كان هناك خمسين شهيدا من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام ، واستمرت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء وأصحاب الإمام الحسين يتساقطون الواحد تلو الآخر واستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الحسين وأحاطوا بهم من جهات متعددة وتم حرق الخيام فراح من بقي من أصحاب الإمام الحسين وأهل بيته ينازلون جيش عمر بن سعد ويتساقطون الواحد تلو الآخر ، ومنهم: ولده علي الأكبر ، أخوته ، عبد الله ، عثمان ، جعفر ، محمد ، أبناء أخيه الحسن أبو بكر ، والقاسم ، وابراهيم ، والحسن المثنى ، ابن أخته زينب ، عون بن عبد الله بن جعفر الطيار ، آل عقيل: عبد الله بن مسلم ، عبد الرحمن بن عقيل ، جعفر بن عقيل ، محمد بن مسلم بن عقيل ، عبد الله بن عقيل .
 بدأت اللحظات الأخيرة من المعركة عندما ركب الإمام الحسين عليه السلام جواده يتقدمه أخوه العباس بن علي بن أبي طالب حامل اللواء ، إلا أن العباس ذهب إلى بحر العلقمي وهو جزء من نهر الفرات ليأخذ الماء إلى الإمام الحسين عليه السلام واصحابه ولكن العباس لم يستطع ان يشرب شربة ماء واحدة إثارا لأخوه الإمام الحسين وسرعان ما وقع شهيدا من جنود العدو[25] ولم يبق في الميدان سوى الإمام الحسين عليه السلام الذي أصيب بسهم فاستقر السهم في نحره الشريف ، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسده الطاهر الشريف عليه السلام ، وحسب الروايات المتواترة ومعظم الطوائف الاسلامية ، فإن اللعين الملعون شمر بن ذي جوشن قام بفصل رأس الإمام الحسين عن جسده بضربة سيف[26] كما وانهم جعلو خيلا تسمى بخيل الاعوجي تمشي وتسير فوق جسد الإمام الحسين بن علي عليه السلام وكان ذلك في يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر 56 سنة.[27] ولم ينج من القتل إلا الإمام علي بن الحسين عليه السلام ، فحفظ نسل أبيه من بعده .
بعد المعركة
 هناك الكثير من التضارب حول التفاصيل الدقيقة لوقائع المعركة وماحدث بعد المعركة ولايوجد مصادر محايدة يمكن الاعتماد عليها ولكن هناك إجماع على أن رأس الحسين قد قطع وتم إرساله مع نساء أهل بيت الإمام الحسين عليه السلام إلى الشام إلى بلاط يزيد بن معاوية فبعض المصادر تشير إلى أنه أهان نساء آل بيت رسول الله رسول السلام وإمام الإسلام صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأهن هناك ولكن هناك مصادر أخرى على لسان ابن تيمية تقول نصا إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الإمام الحسين عليه السلام باتفاق أهل النقل ، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق ، ولما بلغ يزيد إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام أظهر التوجع على ذلك ، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريما بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم وهذه الرواية يرفضها الشيعة وبعض من أهل السنة وهذه حقيقة بأنها اكاذيب ومرفوضة البتا .
 هنالك أيضا جدل أزلي حول من كان المسؤول عن إستشاهد الإمام الحسين عليه السلام ، ففي نظر الشيعة والذي يوافق بعض المؤرخين من أهل السنة مثل ابن كثير في البداية والنهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام فإن يزيد لم يكن ملتزما بمبادئ الإسلام في طريقة حياته وحكمه وكان هو المسؤول الأول عن إستشهاد الإمام الحسين .
 من الناحية السياسية لم تكن ثورة الإمام الحسين عليه السلام على خلافة يزيد آخر الثورات فقد تلاها ثورة في المدينة المنورة التي انتهت بوقعة الحرة ثم ثورة عبد الله بن الزبير ولم تصبح البلاد الإسلامية تابعة بصورة كاملة لحكم الأمويين إلا في عهد عبد الملك بن مروان وبواسطة الحجاج بن يوسف الثقفي الذي استطاع القضاء على ثورة عبد الله بن الزبير في سنة 73 هـ.
واخيرا وليس اخرا ان نقول ان الثورة الحسينية العظيمة العالية ثورة الإمام الحسين اخو الإمام الحسن الذي سطر وانتج علم الثورة في معاهدته المباركة وابن الإمام علي عليهم السلام وسبط الثائر الاعظم لغيرة الله تبارك وتعالى ودينه سبحانه الإمام الافخم سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بإحقاق الحق وازهاق الباطل واقامة العدل ودحر الظلم ، وإن لم تكن ثورة الإمام الحسين عليه السلام قد انتصرت وقتيا بالنظرة العرفية العامة ولكن انتصاراتها كانت معنوية أو تمهيدية اذ انها اثارت الضجة في أوساط ذلك المجتمع في عصر الثورة والثورات فموقف الحسين عليه السلام وثباته يوم الطف هو الذي أثار هذا الوعي الفكري والمنهج التعيوي والشرع العلمي مضافا اليه مواقف أهل البيت عليهم السلام واصحابه رضي الله عنهم .
السلام عليك يا ابن رسول الله ياحسين يوم ولدت ويوم ثأرت ويوم استشهدت
 وجزاك الله عنا وعن امة سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم خير الجزاء والحمدلله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

مسلم بن عقيل بن ابي طالب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسلم بن عقيل بن ابي طالب   مسلم بن عقيل بن ابي طالب Emptyالأحد يناير 01, 2017 2:51 pm

ر


أحداث غطاها غبار الزمن ... القصة الحقيقية لإستشهاد الحسين(رضي الله عنه) 
اضيف بتأريخ : 03/ 11/ 2014

أحداث غطاها غبار الزمن
القصة الحقيقة لاستشهاد سيدنا الحسين (رضي الله عنه)
 
 
ولنا كلمة
القصة الحقيقة لخروج الحسين ( رضي الله عنه)
[url=http://www.alrashead.net/index.php?partd=23&derid=1736#%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81 %D8%A7%D9%87%D9%84 %D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9 %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9 %D9%85%D9%86 %D9%82%D8%AA%D9%84 %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86]موقف أهل السنة والجماعة من قتل الحسين[/url]
نقولها حقيقة للتاريخ
لماذا التركيز على استشهاد الحسين (رضي الله عنه)
من هم الذين نهو الحسين (رضي الله عنه) عن الخروج
لماذا قتلوا الحسين (رضي الله عنه) في عشرة محرم بالتحديد؟
المعركة بمنظور إسلامي
شخصيات استشهدت مع الحسين لم تذكرها كتب الامامية
اقتباس :
 
ولنا كلمةمسلم بن عقيل بن ابي طالب Up
ستبقى سفينة الحق جاهزة في كل مكان وزمان لتمخر عباب كل البحار ولتبسط أجنحتها لكل  داعية صادق لينتظم مع صفوف الدعاة الى الله وهو يرتل آيات القران العظيم، فعندها تأبى عبرات الخشوع إلا المشاركة في كرنفال الفرح بخلود شمس الحقيقة ، وعندما تقلع سفينة الحق تتساقط رايات فارس أمام القران الكريم ، ويبعث خالد وسعد من جديد ....
فاذا كان الفرس قد بذلوا جهودا كبيرة في غزو الفكر الاسلامي، فانما ارادوا من خلال ذلك إيقاع المسلمين في براثن الاحتواء الفارسي ، وهكذا ظلت التحديات الفارسية تستهدف رجال الاسلام في كل زمان ومكان وتحاول تدمير كل ما يمت الى الاسلام بصلة ، فمنذ ان داس اجدادنا الابطال مملكة كسرى باقدامهم والفرس يعانون من عقدة الشعور بالنقص او عقدة عدم التحضر .
فمسلسل الاغتيالات الذي كتبه واخرجه الفرس كان واضحا فقتل عمر وعثمان وعلي واكثر اهل البيت كلها كانت بأيدٍ فارسية .
نعم اخوتي لقد شمل مسلسل الاغتيالات حتى الحسين ...
ونحن نقول لايران الفارسية الحسين منك بريء ...خدعتموه وقتلتموه ... شهد التاريخ عليكم انكم قتلة ابناء الانبياء...قتلتموه فتقدمتم عليه ناحبين ...افيقوا ايها الفرس فلعنة الحق تلاحقكم في قم وطهران ولله در القائل :
قال الفرس ندافع عن الصادق ..قلنا الصادق امامنا وهو جعفر بين الصادقين .
قال الفرس ندافع عن علي .. قلنا علي سيدنا وتاج العز فوق رؤسنا لكنه ليس نبي .... لا... ولا قال يوما انا الخليفة والوصي . ما قتلناه ولكن منكم ايها الفرس خرج الشقي ابن الشقي فقتله في المحراب وهو يصلي ألا لعنه الله على كل مجوسي يدعي حب ال البيت المحمدي ولكنه يكره صحابة النبي ( صلى الله عليه وسلم).
وختاماً :
فهذا جهدنا ... وتلك صرختنا بلغة التاريخ والواقع وبنبرة المعاناة من الفرس ، فاسرعوا بنا لنركب سفينة الحق ولنكشف اوراق الفرس ببصيرة العين وعين البصيرة.
القصة الحقيقة لخروج الحسين ( رضي الله عنه)مسلم بن عقيل بن ابي طالب Up
اقتباس :
في بداية الأمر أرسل أهل الكوفة أكثر من (500 كتابا ) للحسين(رضي الله عنه) يقولون فيها نبايعك ولا نبايع يزيد ,
يقول الشيعي كاظم حمد الإحسائي النجفي:
«وجعلت الكتب تترى على الإمام الحسين عليه السلام حتى ملأ منها خرجين، وكان آخر كتاب قدم عليه من أهل الكوفة مع هانئ بن هانئ السبيعي، وسعيد بن عبد الله الحنفي، ففضه وقرأه وإذا فيه مكتوب:
بسم الله الرحمن الرحيم
للحسين بن علي من شيعة أبيه أمير المؤمنين.
أما بعد:
فإن الناس ينتظرونك ولا رأي لهم إلى غيرك فالعجل العجل»(عاشوراء ص 85 تظلم الزهراء ص141) .
ويقول الدكتور الشيعي أحمد النفيس: «كتب أهل الكوفة إلى الحسين عليه السلام يقولون: ليس علينا إمام فأقبِل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق، وتوالت الكتب تحمل التوقيعات تدعوه إلى المجيء لاستلام البيعة، وقيادة الأمة في حركتها في مواجهة طواغيت بني أمية، وهكذا اكتملت العناصر الأساسية للحركة الحسينية ، وهي:
.... وجود إرادة جماهيرية تطلب التغيير وتستحث الإمام الحسين للمبادرة إلى قيادة الحركة، وكان موقع هذه الإرادة في الكوفة تمثلت في رسائل البيعة القادمة من أهلها»(على خُطى الحسين ص94) .
ويقول المحدث الشيعي عباس القمي: «وتواترت الكتب حتى اجتمع عنده في يوم واحد ستمائة كتاب من عديمي الوفاء أولئك، وهو مع ذلك يتأنى ولا يجيبهم، حتى اجتمع عنده اثنا عشر ألف كتاب»(منتهى الآمال 1/430) .
عندها ارسل الحسين (رضي الله عنه) ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى حقيقة الامر وحال وصول مسلم بن عقيل الى ارض الكوفة علم به والي الكوفه (عبيد الله بن زياد) فأمر باعتقاله وقتله .. وقبل ان يقتل مسلم بن عقيل اوصى عمر بن سعد بن ابي وقاص فقال له (انت اقرب الناس مني رحما ، فاوصاه ان يذهب الى الحسين (رضي الله عنه) ويخبره ان يرجع ) ثم قتل بعد ذلك مسلم بن عقيل.
وفعلا ذهب عمر بن سعد بن ابي وقاص الى الحسين واخبره ان اهل الكوفه قد خدعوه وقتلوا مسلما وعندها هم الحسين (رضي الله عنه) بالرجوع لكن اولاد مسلم بن عقيل قالوا والله لن نرجع حتى نأخذ بثأر أبينا وخرج الحسين معهم .. وعندما علم والي الكوفة بخروج الحسين (رضي الله عنه) جهز له جيشا قوامه (5000) مقاتل فالتقوا في كربلاء .
فعندما علم الحسين (رضي الله عنه) إن الأمر جدٌ قال لهم إني أخيركم إحدى ثلاث:-
(1) أن أعود إلى المدينة.
(2) ان تسمحوا لي بالذهاب الى ثغر من ثغور المسلمين فاكون عليه.
(3) ان اذهب الى يزيد واضع يدي بيده .
والسؤال المهم هنا :
منهم الذين قتلوا الحسين : أهم أهل السنة و الجماعة ؟
أم يزيد بن معاوية ؟
أم الشيعة الروافض ؟
إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة
تؤكد أن شيعة الحسين في الكوفة هم الذين باشروا بقتل الحسين ؟
ودليل ذلك ماروته اغلب كتب الامامية ومنها :-
مقاله السيد محسن الأمين
" بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ،
غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه "
{ أعيان الشيعة 34:1 }.
ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم
" أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم لا سقاكم الله يوم الظمأ "
{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.
وكانو تعساً الامام الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه :
" ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ،
و أنما تقدم على جند مجندة.
تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ،
فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ،
وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ،
فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ،
و يداً على أعدائكم .
استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ،
و تهافتم إلينا كتهافت الفراش
ثم نقضتموها سفهاً ،
بعداً لطواغيت هذه الأمة "
{ الاحتجاج للطبرسي }.
ومن خلال ما سبق يتبين دور الفرس الذي لعبه (عبيد بن زياد) الذي أبطل كل محاولات الصلح وهو من أصل عربي ولكن أمه كانت من أميرات فارس تزوجت والده عندما كان حاكما على خراسان في زمن الخليفة علي (رضي الله عنه).
نعم أيها القارئ الكريم لقد استدرج سيدنا الحسين الى ارض المعركة بخطة فارسية يهودية هدفها القضاء على الاسلام ورجاله وفعلا الذي باشر يقتل الحسين هو الشمر بن ذي الجوشن الفارسي ومجموعة من الفرس اعدوا لهذا الغرض .
اما العرب فلم يباشر احد منهم في قتل الشهيد الحسين او احد من اهل بيته الكرام ،وهذا ماروته أمهات الكتب المعتمدة
ونحن اهل السنة موقفنا غي ذلك ثابت فلعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من قتل الحسين أو رضي بذلك.
وبناءا على ذلك لماذا ندفع ضريبة قُتل الحسين منذ الاف السنين ولحد الآن ندفعها
من دمائنا ونسائنا وأبنائنا بحجة أننا رضينا بقتل الحسين ونحن في أصلاب آبائنا، وفي بطون أمهاتنا!!!!
فاستباح ابن العلقمي بغداد بحجة الثأر للحسين.........
وذبح البساسيري النساء والشيوخ في العراق بحجة الثأر للحسين............
وهدَّمت مساجد أهل السنة في العراق.... وقتل شيوخنا وعلمائنا باسم ظالم اهل البيت...... وبقرت بطون الحوامل...... وحرَّقت الجثث، واختطفت الناس من بيوتهم، واغتصب العذارى بحجة الثأر للحسين!!!!!
وهكذا نجحت الخطة الفارسية بزعامة عبيد الله بن زياد في نسج الاحداث وقتل الحسين (رضي الله عنه) لتجعل من هذا الحدث سببا للطعن بالعرب وشق الصف الإسلامي وبث الطائفية بين المسلمين.
موقف أهل السنة والجماعة من قتل الحسينمسلم بن عقيل بن ابي طالب Up
والمهم الذي يجب ذكره هنا وليعلمه القاصي والداني وليعلمه جيراننا في الوطن والمواطنة اننا اهل السنة والجماعة نرفض اي احتفال في يوم العاشر من محرم ولا نرضى عن قتلة الحسين وهذا ما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية فقال في (مجموع الفتاوى (4/487))
(وأما من قتل الحسين عليه السلام، أو أعان على قتله، أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) [مجموع الفتاوى (4/487)].
ولكننا معشر أهل السنة نرى صيام هذا اليوم، وقد ثبت صيامه عندنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وثبت عند الشيعة أيضاً بمرويات الأئمة عليهم، وهي روايات ثابتة معتمدة في الكتب الأربعة المعتمدة لدى الشيعة.
نقولها حقيقة للتاريخمسلم بن عقيل بن ابي طالب Up
اقتباس :
عندما بلغ يزيد بن معاوية مقتل الحسين (رضي الله عنه) عاقب الذين قتلوه ، وبكى على الحسين (رضي الله عنه)واظهر حزنه واكرم اهل بيته ولم يكن يزيد بن معاوية يعلم بقتل الحسين (رضي الله عنه) ولم يكن موافقا عليه من الاساس .
والسؤال المهم هنا هو ما موقف العلماء من يزيد بن معاوية ؟
ج/ اختلف العلماء في حال يزيد بن معاوية
الطائفة الاولى : قالت انه لم يكن يعلم بقتل الحسين (رضي الله عنه) لذلك لا يجوز لاي شخص لعنه .
الطائفة الثانية: قالت يجوز لعن يزيد بن معاوية ولكن الذي يلعنه لا بد ان يثبت عنده عدة امور:
1-ان يزيد هو الذي قتل او اعان على قتل الحسين (رضي الله عنه).
2-ان يزيد لم يتب ومن المعلوم ان الكافر اذا تاب تاب الله عليه فكيف بالمسلم ؟
3-عدم جواز لعن المعين ، وهذا مذهب اهل السنة والجماعة الذي يقول :
(لا نلعن يزيد ولا نسبه ولا نمدحه ونكل امره الى الله) ويقول (قوم طهر الله سيوفنا منهم فلنكف السنتنا عن الكلام عنهم ) ونقول قال تعالى (تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون).
لماذا التركيز على استشهاد الحسين (رضي الله عنه)مسلم بن عقيل بن ابي طالب Up
اقتباس :
يقول ابن تيمية (رضي الله عنه) (لم يكن في خروج الحسين (رضي الله عنه) مصلحة دين ولا دنيا).
كذلك قال العلماء ان قتل الحسين (رضي الله عنه) ليس اعظم من قتل الانبياء (فنبي الله يحيى قدم راسه لبغي وهو نبي وقتل زكريا وقتل غيرهم من الانبياء ، وقتل عمر بن الخطاب بايد فارسية وقتل علي بن ابي طالب بايد فارسية ، وقتل عثمان بن عفان بأيد فارسية وبمجزرة دموية يندى لها جبين البشرية قطعوا يداه .. ثم رجلاه ..ثم طعنوه عدة طعنات وهو لايزال يلفظ انفاسه الاخيرة ثم مات (رضي الله عنه) بهذه المجزرة, والحمزة (رضي الله عنه) قتل ، وأكلت أحشاءه.
أليس الذي سبق كله أعظم من قتل الحسين (رضي الله عنه)؟.
إذن لما التركيز على قتل الحسين (رضي الله عنه) ؟ علما انه قتل في ساحة المعركة وهو يقاتل قتال الابطال واستشهد الحسين (رضي الله عنه) بدون اي تعذيب.
ان الباحث عن الحقائق يرى بعين البصيرة وبصيرة العين ان الفرس وراء التركيز على حادثة الاستشهاد التي رويت بهذه الطرق العاطفية ليجيروا الجماهير الشيعية لصالحهم وليوهموا كل الأجيال إن العرب هم اعداء حقيقيون لاهل البيت وليضربوا الصف الاسلامي من داخله والسبب الاخر على التركيز على هذه الحادثة في كل محرم انما هو عمليه اكمال حزنهم على سقوط دولتهم في محرم .
بعد كل هذا القول ... ان الحسين (رضي الله عنه) من شباب اهل الجنة و الحسين (رضي الله عنه) قتل وهو يقاتل كالاسد فعلام الحزن ؟! .
من هم الذين نهو الحسين (رضي الله عنه) عن الخروجمسلم بن عقيل بن ابي طالب Up
اقتباس :
كثير من الصحابه نهو الحسين (رضي الله عنه) عن الخروج الى الكوفة واعتبروه امرا مخالفا للاسلام لانه لايجوز الخروج عن طاعة ولي الامر ما دام الحكم لشرع الله ومن هؤلاء الذين نهو الحسين (رضي الله عنه) عن الخروج :-
1-أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال مخاطبا الحسين (رضي الله عنه) Sad يا ابا عبد الله اني لك ناصح واني عليك مشفق وانه بلغني انه قد كاتبك قوم من شيعتك بالكوفة فلا تخرج اليهم فاني سمعت اباك يقول عنهم : ( والله لقد مللتهم وابغضتهم وملوني وابغضوني وما يكون منهم وفاء قط ومن فاز بهم فاز بالسهم الاخيب والله ما لهم ثبات وعزم على الامر ولا صبر على شيء).
2-عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) كان ابن عمر في مكة فلما بلغه ان الحسين (رضي الله عنه) قد توجه الى العراق لحقه على مسيرة ثلاثة ايام فقال له اين تريد؟ فقال الحسين (رضي الله عنه) : الى العراق واخرج له الكتب التي يبايعوه فيها... فقال ابن عمر (لا تاتيهم )فابى الحسين (رضي الله عنه) الا ان يذهب فقال ابن عمر اني محدثك حديثا: ان جبريل اتي النبي (صلى الله عليه وسلم)فخيره بين الدنيا والاخره فاختار الاخرة ، ولم يرد الدنيا وانك بضعة منه والله لايليها احد منكم ابدا ماصرفها عنكم الا الذي هو خير لكم).
3-ابن عباس (رضي الله عنه): قال للحسين(رضي الله عنه) (لو يزدري بي الناس لثبت يدي براسك ومنعتك من الخروج).
4-عبد الله بن الزبير:قال للحسين (رضي الله عنه)( اتذهب الى قوم قتلوا اباك وطعنوا اخاك فلا تذهب).
ومن غير الصحابة من اشار على الحسين بعدم الخروج ايضا ومنهم الشاعر الفرزدق اذ كان قدما من العراق فلقي الحسين(رضي الله عنه) وسأله الحسين (رضي الله عنه)عن اهل العراق فقال له : قلوبهم معك وسيوفهم مع بني اميه) .
لماذا قتلوا الحسين (رضي الله عنه) في عشرة محرم بالتحديد؟مسلم بن عقيل بن ابي طالب Up
اقتباس :
كان خروج الحسين (رضي الله عنه) هو يوم عرفة فدخل العراق أواخر ذي الحجة ، فحاصرته فرقة الحر والمنطق يقول انك اردت قتل انسان قتله فورا ، وقبل ان يرتاح ويقوي ساعده، لكن الفرس لم يقتلوا الحسين في الاول من محرم ولا في الثاني ولا الحادي عشر وانما خصصوه يوم العاشر ربما لأمر معين وهو يوم عيد لدى اليهود .
المنطق يقول انك إذا ما تأخرتم في قتله (20 يوما فلماذا لم تجعلوها 22 يوما او 23 يوما) والجواب على ذلك ان الفرس كانوا ينتظرون يوم العاشر من محرم الذي هو يوم عيد لدى اليهود ليقدموا دم الحسين(رضي الله عنه) كهدية ود ومحبة لليهود ، وهذه قرينة قوية تدل دلالة قطعية لا ظنية ان المؤامرة التي استدرج بها الحسين .
انما نفذت بخطة يهودية وبيد فارسية، لان هذا التاريخ يمثل للفرس النكبة والهزيمة وهو اليوم الذي أجلاهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واسقط راياتهم وهم بذلك يعيدون ثأرهم من العرب.
اذن مؤامرة استشهاد الحسين (رضي الله عنه) لا تنفصل عن المؤامرات التي أحيكت ضد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وضد صحابته الكرام ، فعمر بن الخطاب قتل بخطة يهودية فارسية ، ثم ان عثمان بن عفان(رضي الله عنه) قتل بخطة يهودية فارسية، ثم ان عليا (رضي الله عنه) .
قتل بخطة يهودية فارسية وكاد ان يقتل الحسن بهذه الخطة وقتل الحسين بخطة يهودية فارسية لذلك فالمسيرة واحدة والعدو واحد والهدف واحد وهو الإسلام ورجالاته على مدار العصور والازمان لذلك يتضح مما سبق .
إن التآمر الفارسي جاهز في كل مكان للقضاء على نفس الامة المسلمة وعلى رجال الاسلام من خلال مسلسل الاغتيالات ومن خلال الماكنة الاعلامية المستخدمة لمحاربة الاسلام واهله.
بعد كل هذا ... أما آن الأوان أن نضع أيدينا سوية ونفضح افكار الفرس ونجعل الحذر من الفرس هي القضية الاوسع في تفكيرنا ؟؟.
المعركة بمنظور إسلاميمسلم بن عقيل بن ابي طالب Up
اقتباس :
قال تعالى (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما) لاحظ ايها البحث عن الحقيقة ان الله تعالى اطلق لفظ الايمان على الطائفتين فقال (طائفتان من المؤمنين) وقد اخبرنا الله تعالى إن المؤمنين إخوة فقال تعالى ( انما المؤمنون اخوة) فمن خلال هذه الايات نستطيع ان نرجع الذي حصل بين يزيد والحسين الى انهما طائفتان من المؤمنين حدث سوء فهم بينهما ولعب الفرس الدور الاعظم في ذلك فحدث الذي حدث.
والدليل ان الجيشين كانا ينظران الى القتال الذي حدث بينهما بمنظور اسلامي و لايخرج عن قوله تعالى (طائفتان من المؤمنين) ليستا بخارجتين عن الاسلام ، قدم المعسكران الحسين لبصلي الظهر والعصر بالجيش على ارض المعركة وكلا الجيشين صلوا خلف الحسين بكل ما يحملون من روح الاسلام والاخوة الاسلامية.
لذلك ايها المسلمون العرب :
يجب علينا ان نحذر من الغزو الفكري الفارسي الذي يقول ان العرب هم الذين قتلوا الحسين (رضي الله عنه) لانهم يكرهونه.
ولنترك ما صدر الينا من ايران باسم الاسلام من لطم ونياحة ولعن لبني امية ليل نهار والمقصود ببني امية هم اهل الستة والجماعة.
اعلموا ايها الغيارى ان الذي تريده ايران من وراء كل هذا هو اشعال نار الطائفية وجعل المسلمين يقتتلون بينهم بدعوى ثارات الحسين ومظالم اهل البيت .
شخصيات استشهدت مع الحسين لم تذكرها كتب الاماميةمسلم بن عقيل بن ابي طالب Up
اقتباس :
استشهد مع الحسين الكثير من اهل بيته وكان منهم
اقتباس :
(1)أولاد علي الذين استشهدوا مع الحسين: وهم جعفر بن علي بن ابي طالب والحسين بن علي بن ابي طالب و ابوبكر بن علي بن ابي طالب والعباس بن علي بن ابي طالب ومحمد بن علي بن ابي طالب وعثمان بن علي بن ابي طالب.
(2) اولاد الحسين الذين استشهدوا : وهم علي الأكبر بن الحسين و عبد الله بن الحسين.
(3) اولاد الحسن الذين استشهدوا : وهم عبد الله بن الحسن و القاسم بن الحسن و ابو بكر بن الحسن.
(4) من اولاد عقيل الذين استشهدوا : وهم جعفر بن عقيل و عبد الله بن عقيل وعبد الرحمن بن عقيل ومسلم بن عقيل وعبد الله بن مسلم
(5) من أولاد عبد الله بن جعفر : وهم عون بن عبد الله و محمد بن عبد الله بن جعفر
لاحظ عزيزي القارئ ان الذين استشهدوا مع الحسين كثير منهم ابو بكر .. وعمر ..وعثمان
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

مسلم بن عقيل بن ابي طالب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسلم بن عقيل بن ابي طالب   مسلم بن عقيل بن ابي طالب Emptyالأحد يناير 01, 2017 2:57 pm


هذا هو الحسين - الفصل الأول

(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)

منذ الخلق الأول لأبينا آدم (ع)، مرت العديد من الإنعطافات التاريخية التي كان لها الأثر الأكبر في صياغة الإنسان نحو الكمال والصلاح، وكان أبطال هذا الرحلة المضنية والشاقة هم الأنبياء والأئمة (عليهم الصلاة والسلام).

ونحن نعيش واقعة الطف كربلاء، لا بد من إلقاء الضوء على كربلاء. حيث طلّت في أرضها سحابة الدم الحر الشهيد فأنبتت أجيال الشهداء الثوار، وها هي أصداء الصوت الأبي الذي أطلقه الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) تتردد في وادي الطفوف، وتقرع مسامع الأجيال، وتطوف في ربوع التاريخ إعصاراً يعصف بالطغاة، وبركان دم يهز عروش الظالمين ويوقظ الضمائر الحرة، ها هو صوته يدوي ويملأ مسامع الزمنSadلا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد).

إن رجل التاريخ اللامع هذا وأسطورة الملاحم والكفاح وكلمة الإباء والشرف هو الحسين. فمن هو هذا الحسين (ع)؟ وما هي معالم هذه الشخصية الفذة العملاقة؟.

هوالحسين السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بن عبد المطلب بن هاشم، وأمه فاطمة الزهراء (ع) بنت محمد رسول الله (ص). ولد الحسين (ع) الشهيد في المدينة المنورة في الخامس من شعبان السنة الرابعة من الهجرة وقيل الثالث من شعبان. ولد الحسين (ع) فاستقبلته الأسرة النبوية بروح الحب والحنان، فسماه رسول الله (ص) (حسيناً). نشأ وترعرع في أحضان رسول الله (ص) وبين أمير المؤمنين علي (ع) وفاطمة الزهراء (ع)، فارتضع أخلاق النبوة وشب على مبادئ الرسالة الإسلامية العظيمة، مبادئ الحق والعدل والإباء. أحاطه رسول الله في طفولته بمشاعر الحب والحنان، وكان يحمله وأخاه الأكبر (الحسن) (ع) على صدره الشريف، ويصرح أمام أصحابه ويعلن عن هذا الحب الأبوي الكريم ويقولSadاللهم إني أحبهما وأحب من أحبهما)، ويقول في عبارات أخرىSadإن ابني هذين ريحانتاي من الدنيا). وكان رسول الله ذات يوم يصلي والحسن والحسين عليهما السلام يتناوبان على ظهره الشريف فباعدهما الناس عن ظهره فقالSadدعوهما بأبي هما وأمي من أحبني فليحب هذين). وهكذا يعرِّف بالحسين الشهيد (ع) في طفولته ويشخِّص مقامه للأمة لئلاّ تعتذر يوماً عن الجريمة الكبرى بحقه.

هذا هو الحسين في قلب رسول الله وفي عرفه وشريعته، وقد نشأ في بيت من أكرم بيوتات الإسلام وأعزها وهو بيت رسول الله (ص)، وتربى على خلقه ومبادئه فكان مثال الورع والتقوى وقدوة الإخلاص والزهد والعبادة. قوي الشخصية شجاعاً غيوراً على الإسلام والأمة. ذو شخصية قيادية عظيمة، شديد التمسك بالحق، قوي الإرادة، لا تأخذه في الله لومة لائم. فبهذه الصفات العظيمة وبهذه الشخصية العبقرية وبهذه المكانة الإجتماعية الفريدة، صار الحسين (ع) قوة فعالة في ضمير التاريخ الإسلامي وإرادة حية تؤثر عبر الأجيال. لقد نحت له هذا المجد العظيم تمثالاً في قلوب كل حر أبي يعرف للإنسانية حقها وللمبادئ والقيم قيمتها، فهو مثال الحر الأبي ومثال الثائر المنتصر للمستضعف المظلوم، وهوأحد القربى الذين أمر الله سبحانه وتعالى بحبهم حيث قال في محكم كتابه الشريفSadقل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنةً نزد له فيها حسناً). وهو أحد أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس حيث قال تعالىSadإنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).

هذا هو الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، فهو شعار مدرسة، وتيار كفاح، وجهاد رسالي وسياسي فريد في تاريخ الإسلام، لذلك فإن دوره كبيراً وأثره عظيماً، فقد كان قوة دافعة ومحركة في أحداث التاريخ الإسلامي وخصوصاً الجهادي منه على مدى أجيال وقرون عديدة، ولم تزل نهضته وحركته ومبادئه تتفاعل وتؤثر في ضمير الأمة ووعيها.

إن السياسة الأموية وواقع الإنحراف الذي خطط له الطاغية معاوية، وتبناه بشكله المرعب فور موته بتولي إبنه يزيد الحكم الموروث، أن منح يزيد السلطة ليقود الأمة الإسلامية، ويخطط لمستقبلها ويحدد مسارها، فهذا معناه الإنهاء العملي للوجود الإسلامي على الإطلاق، وردة واقعية عن مبادىء السماء وعودة للجاهلية ولكن في ثوب جديد، فيزيد هذا كما تؤكد المصادر التاريخية يغلب عليه طابع الشذوذ في شتى أفكاره وممارساته ومشاعره، وأن يزيد لم يتوفر له أي انفتاح واع على الرسالة الإسلامية وأهدافها العليا التي تحقق أرقى صياغة للإنسان كفرد وكعضو في المجتمع.

ومن الجدير بالذكر أن يزيد بن معاوية هو بن ميسون النصرانية الذي تربى في حجرها وعند قومها النصارى، ويحدثنا التاريخ عن نشاطات مشبعة بروح الإنحراف عن الإسلام مما كان بن معاوية ابن أكلة الأكباد يمارسها على مسمع ومرأى من كثير من المسلمين في بلاد الشام، كاللهو الماجن واللعب الخليع وشرب الخمور ومنادمة الفتيات والغناء وكان يلبس كلابه أساور الذهب، واشتهربالمعازف والصيد واتخاذ الغلمان والقيان والكلاب والدباب والقرود، وما من يوم يمر إلا يصبح فيه مخموراً.

قرر معاوية أن ينصب إبنه يزيد هذا الوزغ المنحط خلقياً خليفة على المسلمين، ويأخذ له البيعة بنفسه خلافاً للأعراف والأحكام الإسلامية المتبعة في تعين الخليفة. فأثار هذا القرار الرأي العام الإسلامي وخصوصاً الشخصيات الإسلامية البارزة كالحسين (ع) وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عمر وشخصيات أخرى. ذلل معاوية الصعاب وأحكم القبضة بكل ما أوتي من وسائل المال والدهاء والإرهاب. ونقل السلطة ورئاسة الدولة إلى ولده يزيد الفاسق مما حفز الأمة للثورة وجعلها تتهيئ لخلع يزيد الحاكم المفروض عليها.

وطبيعي عندما تشتد المحن وتتوالى الشدائد، ويطوق الأمة طوق الإرهاب والتسلط السياسي الجائر تتجه الأنظار الى رجال المعارضة وقادة الرأى التي تحمل روح الثورة والتضحية وتعيش من أجل المبادئ والقيم، ولم يكن في الأمة يومها من رجل كالحسين بن علي (عليهما السلام)، فهو سيد قريش وسبط الرسول وابن أمير المؤمنين وخير رجال الأمة علماً وورعاً وكفاءةً وخلقاً، وليس في المسلمين من يجهل مقامه الشريف أو لا يعرف شخصيته. ويزيد يعرف تعلق الأمة  بالحسين (ع) وشدة الحسين وعنفه وروح الوثبة والثورة فيه، فكتب في الأيام الأولى من توليه السلطة وبعد هلاك الطاغية معاوية، رسالة الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والي المدينة آنذاك كتاباً جاء فيه:- أما بعد، فخذ حسيناً وعبد الله بن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليس فيه رخصة حتى يبايعوا. إستلم الوليد رسالة يزيد وقرأ فيها نعي معاوية وإعلان البيعة ليزيد وتكليفه بمهمة سياسية كبرى. إستدعى مستشاره مروان ليبلغه نبأ هلاك معاوية وإعلان البيعة  ليزيد، وفي كيفية مواجهة الحسين وتنفيذ قرار يزيد فأشارعليه مروانSadأرى أن تدعوهم الساعة وتأمرهم بالبيعة فإن خلعوا قبلت منهم وإن أبو ضربت أعناقهم). فأرسل الوليد عبد الله بن عمر بن عثمان وهوغلام حدث إلى الحسين (ع) وابن الزبير يدعوهما للحضور فقالا انصرف الآن ناتيه. لم يكن هذا الإستدعاء إعتيادياً، ولم يكن الحسين ليغفل عنه، وماذا يريد الوليد في هذه الساعة، أحس الإمام الحسين وابن الزبير بخطورة الموقف وأدركا أن امراً جديداً قد حدث، وظن الحسين (ع) أن الطاغية معاوية قد هلك فبعث إلينا ليأخذ بالبيعة منا قبيل أن ينتشر في الناس خبر هلاك الطاغية معاوية.

وهكذ استقبل الحسين (ع) الخطة الأموية وتهيأ للمواجهة وأدرك المباغتة وعرف لغة التعامل مع هذا الحزب ثم قالSadلا آتيه إلا وأنا قادر على الإمتناع)، ثم بعث الحسين الشهيد إلى أهل بيته وحاشيته فاجتمع من حوله ثلاثون فارساً، فكانوا كوكبة أبطال ورجال ثورة، ثم سار إلى الوليد ومعه حرسه ورجاله مستعداً للدفاع متأهباً للمواجهة بهذه الروح وبتلك العزيمة وبالموقف الشجاع وبالتحدي والرفض، ومن الوهلة الأولى قرر الحسين (ع) أن يجابه تسلط يزيد ويرد على الموقف السياسي الخطير، فهو يعرف يزيد ويدرك عمق المأساة ويعلم أن لا بد من السيف والدم والثورة والجهاد وسحب الصفة الشرعية من هذا المتسلط الطاغية بأي ثمن كان، فليس في نفس الحسين (ع) الثائر الشهيد رضى ولا مهادنة وليس في لغته ضعف ولا وهن، فبين جنبيه قلب علي بن أبي طالب، وفي يده سيف الحق، وفي نفسه نفحة النبوة وعزة الإمامة وشرف الرجولة.

سار الحسين ليحدد الموقف ويعلن القرار ويحسم النزاع ويقول كلمة الرفض وهويمثل إرادة الأمة وينطق بلسان الشريعة ومن حوله حاشيته وأهل بيته موحياً بالمواجهة وملوحاً بالموقف الصعب ومهدداً بالعنف والثورة. سار موكب الحسين حتى وصل ديوان الوليد وقد حضر مروان بن الحكم. فاقتحم الموكب الحسيني مجلس الوليد وروح الرفض والتحدي ظاهرة على الحسين الشهيد(ع) وأجلس حرسه ورجاله في موضع بحيث يرون مكانه ويسمعون قوله لئلا يؤخذ غدراً أو يهاجم على حين غرة. ثم احتاط للأمر وأعد رجاله وحرسه للوثوب والهجوم ووضع كلمة سر بينه وبينهم.

بدأ الحوار بعد أن سلم عليهم وجلس عليه السلام وأخبر الوليد الحسين بموت معاوية وعرض عليه البيعة ليزيد، فقال الحسين أيها الأمير إن البيعة لا تكون سراً ولكن إذا دعوت الناس غداً فادعنا معهم، فقال مروان لا تقبل أيها الأمير عذره وحتى لم يقبل فاضرب عنقه، فغضب الحسين (ع) ثم قال ويلك يا ابن الزرقاء، أأنت تضرب عنقي... كذبت والله وخسئت، ثم أقبل على الوليد وقال: إنا أهل النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وبنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة. ثم خرج وانفض المجلس وانصرف الحسين عائداً إلى أهله وقد عزم على الجهاد وتأهب للمواجهة، ثم قرر التحرك وإعلان الثورة وأن يتخذ مكة المكرمة مقراً للإنطلاق وميداناً للتحرك.

وخرج الحسين من المدينة المنورة رافضاً للسلطة اليزيدية ومعلناً للثورة على يزيد، ويجيب على تساؤلات وأسئلة الكثيرين ويحدد هوية الحركة ومعالم الإنطلاقة وأسس المواجهة مع النظام الأموي الجديد، فقد أرسل رسالة إلى أخيه محمد بن الحنفية وقد جاء في نص الرسالة:-( لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (ص)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر وأسير سيرة جدي وأبي)، ويوضح سبب رفضه لبيعة يزيد بقوله:-(يزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله)، فالإسلام يشترط في القائد الذي يقود الأمة ويمسك بزمام الأمور أن يلتزم بقواعد القسط والعدل ويحترم قوانين الشريعة وإرادة الأمة ويلتزم  بسيادة القانون ويتجرد عن حب التسلط واستغلال المنصب وجعله طريقاً للاثراء والمتع والإستئثار. فقد كان الحسين (ع) يرى القيادة أداة ووسيلة لوضع الأمة على طريق الهدى والصلاح والعمل على تربية الإنسان وبناء شخصيته وتنظيم الحياة وتطويرها نحو الخير والكمال. فهو يعلم أنه القادر على هز الحكم الأموي، وتفجير البركان تحت عرش يزيد، وأنه القادر على كلتا الحسنتين: النصر أو الشهادة، وأن يختط للأمة درب الجهاد  والثورة على الحاكم الظالم، فإن انتصر سيقيم عدل الإسلام ويطبق أحكام الشريعة وقيم الحق التي نادى بها، وإن استشهد فسيبقى شلال الدم المقدس يجري عبر وديان الحياة يخصب الثورات ويسقي أغراس الشهادة.

لقد كان الموكب القليل العدد العظيم الإرادة الذي زحف به الحسين من مدينة جده الرسول الخالد محمد (ص) إلى مكة المكرمة، ليقرر هناك مستقبل المسيرة الخالدة. ولقد اجتمعت الكوكبة من آل البيت النبوي (ع) حول الحسين وسلكت درب الكفاح الطويل، فقد اصطحب الحسين (ع) معه أخوته وأبناءه وبني أخيه وجل أهل بيته، ولم يغادر الحسين المدينة المنورة حتى زار قبر جده رسول الله (ص) زيارة المودع الذي لا يعود، فقد كان يعلم أن لا لقاء له مع مدينة جده، ولن يزور قبره بعد اليوم، وسيكون اللقاء في مستقر رحمة الله، لن يلقي جده إلا وهو يحمل وسام الشهادة. وقف الحسين الى جوار القبر الشريف فصلى ركعتين ثم وقف بين يدي جده العظيم محمد (ص) يناجي ربه: (اللهم هذا قبر نبيك محمد (ص) وأنا ابن بنت نبيك، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت، اللهم إني أحب المعروف وأنكر المنكر، وأنا أسألك ياذا الجلال والإكرام بحق القبر ومن فيه إلا ما اخترت لي ما هو لك رضى ولرسولك رضى). وهكذا كانت عزيمة الحسين (ع) إصرار ومضاء قرار الرجال، وحزم القائد الذي لا يلين. إتجه ركب الحسين نحو مكة، وسارت الكوكبة الرائدة في طريق الجهاد والشهادة، سار الحسين (ع) ومعه نفر من أهل بيته وأصحابه وبرفقته نساؤه وأبناؤه وأخته زينب الكبرى وهو يقرأ قول الله تعالى: (فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين).

المسافة شاسعة والأرض مديدة ورمال الصحراء توقدها حرارة الشمس اللافحة وقطار الحسين (ع) يخترق قلب الصحراء ويجتاز كثبان الرمال ولوافح الحصى. وهكذا سارت كواكب الفداء وطلائع الجهاد تيمم وجهها شطر البيت الحرام لتنتهي إلى أرض الطفوف كربلاء، إلى مثوى الخالدين ومنار الأحرار، يقودها الحسين سالكاً الدرب الذي اعتاد الناس سلوكه متحدياً السلطة والقوة والمطاردة.
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

مسلم بن عقيل بن ابي طالب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسلم بن عقيل بن ابي طالب   مسلم بن عقيل بن ابي طالب Emptyالأحد يناير 01, 2017 2:58 pm


هذا هو الحسين - الفصل الثاني 

إن روح الإمام علي (ع) ما زالت تسبح بين جنبيه، وقلب ذاك البطل الشجاع يربض كالجبل في أعماقه. لقد رحل ابن رسول الله (ص) وهجر مدينة جده (ص). إنه قادم على أمر عظيم، لقد أبى البيعة ورفض الخنوع لسلطة الطاغية يزيد، وما عسى الأمة أن تنتظر؟ ها هي ديار علي والحسين والزهراء قد أمسى عليها ليل الفراق وأحاطتها وحشة البعد والغربة وأمست المدينة موحشة تبكي سيدها الراحل والقلوب يعتصرها الأسى والنفوس يفترسها الألم، وسيغيب الحسين عن سماء المدينة نجم ليس بوسع السماء أن تلمع بمثله، ها هي داره مطفأة الأنوار وها هو بيته الرفيع أمسى خربة مهجورة، لقد كانت بالأمس تعمرها الصلاة وتتعالى في أرجائها أصوات المتهجدين ويرى الناس فيها وديعة رسول الله (ص) وبضعة الزهراء البتول وبقية أهل الكساء، وقد أمست اليوم صوت ناعي يبكي الراحلين وقلب آسي ينعي المغتربين، لقد بقيت الدار هي الأخرى معلماً من معالم الإحتجاج  وقلعة من قلاع الصمود. ومن يوم هجرها الحسين (ع) وحتى آخر عهدها يندبها الشعراء ويناجيها الأدباء. لقد أصبحت الطلول تشكو غياب الحسين (ع) وتندب الراحلين في ظلمة الليل البهيم بصمتها الناطق وسكوتها المعبر وربوعها الخالية وشموخها المهيب، وراح ركب الحسين (ع) يطوي الفلاة ويعد السير حتى بلغ  مكة المكرمة ودخل أرض الحرام ( ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان دخلها وهو يقرأ قوله تعالى:-(ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني السبيل).

حلّ الحسين (ع) في مهبط الوحي ومدينة السلام مكة المكرمة، فنزل في دار العباس بن عبد المطلب. سرى نبأ قدوم الحسين (ع) إلى مكة وانتشر خبر خروجه من المدينة ورفضه لبيعة الطاغية يزيد، وبدأت الوفود والرسائل تفد عليه من أرجاء شتى، وبدأ يبعث بالكتب والرسل ويدعو للثورة وإسقاط سلطة يزيد وخلع بيعته التي أخذها بالقهر والإرهاب والرشاوي، وبدأ التكتل وعقدت الإجتماعات في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي، واستبشرت الجماهير بتحرك الحسين (ع) وكان من آثار هذا التحرك أن دبت روح الثورة في العراق مركز الحركة السياسية الموالية لأهل البيت آنذاك. فقد اجتمع زعماء المعارضة من أنصار الحسين (ع) في الكوفة في بيت سلمان بن صرد الخزاعي واستعرضوا الأوضاع السياسية والإجتماعية وموت الطاغية معاوية بن أبي سفيان وانتقال السلطة إلى الطاغية يزيد. وقرروا نصرة الحسين (ع) والإنضواء تحت قيادته وإعلان الولاء له، فقام سلمان بن صرد الخزاغي فألقى خطاباً في الحاضرين قال فيه:- إن معاوية قد هلك وإن حسينا قد تقبض (أي اشمأز وامتنع عن البيعة)، على القوم بيعته وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوا عدوه  وتقتلوا أنفسكم دونه، فاكتبوا إليه وأعلموه، وإن خفتم الفشل والوهن فلا تغروا الرجل في نفسه، قالوا لا بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه، قال اكتبوا إليه فكتبوا إليه:- بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليك فإننا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتآمر عليها بغير رضى منها.. إلى آخر الكتاب. وسيروا الكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وال، واستمرت الكتب والرسائل تتوارد على الحسين (ع) وصيحات الإستغاثة تنطلق: (ليس علينا إمام فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق والهدى وفي رسائل أخرى (إن الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل ثم العجل العجل). وبعد كل المعلومات التي توفرت لدى الحسين (ع) أصبح العراق هو البلد المرشح للإنطلاق وإعلان الثورة وقيام دولة الإسلام الراشدة.

إنطلق الركب يوم الثامن من ذي الحجة ومضى الحسين (ع) لا يلوي على شئ، فقلبه يحوم حول مصرعه في أرض الميعاد وقطاره يستحث الخطى نحو سرادق الشهادة. واصل المسير وفي نفسه شوق وتطلع لمعرفة الأوضاع السياسية وطبيعة الرأي العام في العراق،  فصادفه الشاعر المعروف (الفرزدق) في موضع (الصفاح) فسأله الحسين ( ع) وطلب منه أن يصور له الأوضاع التي خلفها وراءه فوصفها الفرزدق بقوله:-( قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء)، فقال الحسين (ع) صدقت، لله الأمر والله يفعل ما يشاء وكل يوم ربنا في شأن، إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته والتقوى سريرته).

 سرى نبأ مسير الحسين (ع) فاضطرب الموقف الأموي وشعرت السلطات بالخوف من انقلاب سياسي يطيح بعرش الطاغية يزيد، فتناهى الخبر إلى عبيد الله بن زياد وهو والي يزيد على الكوفة، فأعد جنده ورجاله ووضع خطة لقطع الطريق أمام الحسين (ع) والحيلولة دون وصوله إلى الكوفة، فبعث مدير شرطته الحصين بن نمير التميمي وكلفه بتنفيذ المهمة، فاختار الحصين موقعاً استرا تيجياً يسيطر على طريق مرور الحسين (ع)، فنزل في (القادسية) واتخذها مقراً لقيادته، ونظم خطاً عسكرياً يمتد من القادسية حتى (خفان)، وآخر يمتد إلى (قطقطانة)، ومد انتشار هذه القوات حتى جبل (لعلع).

أما الحسين (ع) ما زال مجداً في السير، تطوي ظعائنه أبعاد الفلاة ويواصل الزحف نحو العراق حتى بلغ موضعاً يسمى (الحاجر)، ومن هناك كتب كتاباً إلى أهل الكوفة يشحذ فيه هممهم ويحثهم على الثبات والمواجهة ويعلمهم بمسيره وقدومه. طوى الحسين (ع) وأوفد قيس بن مسهر الصيداوي لهذه المهمة، فانطلق نحو الكوفة يحمل كتاب الحسين (ع) ويبشرهم بقدوم القائد المغوار، إلا أنه وقع أسيراً بيد  قوات الحصين المنتشرة في القادسية، فنقل إلى عبد الله بن زياد. طلب منه أن يصعد المنبر ويسب الحسين (ع) وكان جريئاً وبطولته نادرة، فصعد المنبر وحث الناس على نصرة الحسين (ع)، ولعن بن زياد وآبائه واستغفر لعلي فاستشاط ابن زياد غضباً وطلب من جلاوزته أن يصعدورا به إلى أعلى القصر ويرموه إلى الأرض. وألقي به من فوق قصر الامارة وتقطع جسده الطاهر واستشهد رضوان الله عليه. ووصل خبر أسر الرسول واستشهاده للحسين (ع) في موضع يدعى (زبالة).

وهكذا راحت  تتوارد على الحسين (ع) أنباء الإنتكاسة وتلوح له بوادر الإنعطاف الخطير، وشعر بالخذلان ونقض العهود. إستقر الحسين (ع) تلك اليلة في منطقه يقال لها (زبالة)،  وهو ينعي مسلم وهاني وعبد الله بن بقطر، ويقلب الأمور في مستقبل الحركة ومصير الأمة. وحين أذن الصباح بالإفصاح تحركت  القافلة الحسينية وواصل المسير ماراً (ببطن العقبة) عبر مسالك الصحراء الوعرة والمستقبل البهيم يرتسم أمامه والثقة بالله تملأ  جوانحه، وتابع المسير حتى بلغ موقع يقال له (شراف)، وفي الطريق فوجئ الحسين (ع) وأصحابه مع قلة العدد وعدم التهيأ للقتال وانكشاف الأرض بهذا الجيش الكثيف الزاحف نحوهم من القادسية، فاستشار أصحابه وسألهم أما لنا ملجأ نلجأ إليه في ظهورنا ونستقبل القوم بوجه واحد؟ فأ شاروا عليه بالإتجاه إلى جبل (ذوحسم) والتحصن به.  
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

مسلم بن عقيل بن ابي طالب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسلم بن عقيل بن ابي طالب   مسلم بن عقيل بن ابي طالب Emptyالأحد يناير 01, 2017 3:06 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على الحسين وعلى علي إبن الحسين وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
السلام على قمر بني هاشم أبي الفضل العباس
لا يخفى ما للإحصاء من دور في إبراز معالم أوضح عن أي موضوع أو حادثة، ولكن نظراً لاختلاف النقل التاريخي
والمصادر في حادثة كربلاء وما سبقها وما تلاها من أحداث، لا يمكن الركون إلى إحصاء دقيق ومتفق عليه، وقد تجد
أحيانا تفاوتاً كبيراً فيما نقل عنها، ومع ذلك نرى أن عرض بعض الإحصائيات يجعل ثورة كربلاء أكثر
تجسيداً ووضوحاً، ولهذا السبب ننقل فيما يلي بعض النماذج والأرقام :
- امتدت فترة قيام الإمام الحسين (ع) من يوم رفضه البيعة ليزيد وحتى يوم عاشوراء (175يوماً) :
(12 يوماً) منها في المدينة، و (أربعة أشهر وعشرة أيام) في مكة.
و (23 يوماً) في الطريق من مكة إلى كربلاء.
و (ثمانية أيام) في كربلاء (2 إلى 10 محرم.)
- عدد المنازل بين مكة والكوفة والتي قطعها الإمام الحسين (ع) حتى بلغ كربلاء هي (18 منزلاً).
والمسافة الفاصلة بين كل منزل وآخر ثلاثة فراسخ.
- عدد المنازل من الكوفة إلى الشام والتي مر بها سبايا أهل البيت (ع) (14 منزلاً).
- عدد الكتب التي وصلت من الكوفة إلى الإمام الحسين (ع) في مكة تدعوه فيها إلى القدوم هي :
(12000 كتاباً) وفقاً لنقل الشيخ المفيد.
- بلغ عدد من بايع مسلم بن عقيل في الكوفة : (18000) أو (25000) وقيل (40000).
- عدد شهداء كربلاء من أبناء أبي طالب الذين وردت أسماؤهم في زيارة الناحية (17 شخصاً).
- وعدد شهداء كربلاء من أبناء أبي طالب ممن لم ترد أسماؤهم في زيارة الناحية هم (13 شخصاً).
- واستشهد ثلاثة أطفال من بني هاشم فيكون مجموعهم (33 شخصا) وهم كما يلي :
أولاد الإمام الحسين (ع) (3) أشخاص.
أولاد الإمام علي (ع)(9) أشخاص.
أولاد الإمام الحسن (ع) (4) أشخاص.
أولاد عقيل (12) شخصاً.
أولاد جعفر (4) أشخاص.
- بلغ عدد الشهداء الذين وردت أسماؤهم في زيارة الناحية المقدسة
وبعض المصادر الأخرى - باستثناء الإمام الحسين (ع) وشهداء بني هاشم - (82) شخصا ووردت أسماء (29)
شخصا غيرهم في المصادر المتأخرة.
- بلغ مجموع شهداء الكوفة من أنصار الإمام الحسين (ع) (138) شخصا، وكان (14) شخصا من هذا الركب
الحسيني غلمانا عبيدا.
- كان عدد رؤوس الشهداء التي قسمت على القبائل وأخذت من كربلاء إلى الكوفة (78) رأسا مقسمة على النحو التالي :
قيس بن الأشعث رئيس بني كندة (13) رأسا.
شمر بن ذي الجوشن رئيس هوزان (12) رأسا.
قبيلة بني تميم (17) رأسا.
قبيلة بني أسد (17) رأسا.
قبيلة مذحج (6) رؤوس.
أشخاص من قبائل متفرقة (13) رأسا.
- كان عمر سيد الشهداء (ع) حين شهادته (57) سنة.
- بلغت جراح الإمام الحسين (ع) بعد استشهاده (33) طعنة رمح، و (34) ضربة سيف، وجراح أخرى من أثر النبال.
- كان عدد المشاركين في رض جسد الإمام الحسين (ع) بالخيل (10) أشخاص.
- بلغ عدد جيش الكوفة القادم لقتال الإمام الحسين (ع) (33000).
وكان عددهم في المرة الأولى (22000) وعلى الشكل التالي :
عمر بن سعد ومعه (6000)
سنان ومعه (4000)
عروة بن قيس ومعه (4000)
شمر ومعه (4000)
شبث بن ربعي ومعه (4000)
ثم التحق بهم يزيد بن ركاب الكلبي ومعه (2000)
والحصين بن نمير ومعه (4000)
والمازني ومعه (3000)
ونصر المازني ومعه (2000)
- نعى سيد الشهداء يوم العاشر من محرم عشرة من أصحابه وخطب في شهادتهم ودعا لهم ولعن أعدائهم
وأولئك الشهداء هم :
علي الأكبر / أبو الفضل العباس / القاسم ابن الحسن / عبد الله بن الحسن
حبيب بن مظاهر / الحر بن يزيد الرياحي / زهير بن القين / جون
- وترحم على اثنين منهم وهما : مسلم بن عقيل / هانئ بن عروة
وأيضاً سار الإمام الحسين وجلس عند رؤوس سبعة من الشهداء وهم :
مسلم بن عوسجة / الحر / واضح الرومي / جون / أبو الفضل العباس / علي الأكبر / القاسم ابن الحسن
- ألقي يوم العاشر من محرم بثلاثة من رؤوس الشهداء إلى جانب الإمام الحسين (ع) هم :
عبد الله بن عمير الكلبي / عمرو بن جنادة / عابس بن أبي شبيب الشاكري
- الأجساد المقطعة
قطعت أجساد ثلاثة من الشهداء يوم عاشوراء وهم :
علي الأكبر / أبو الفضل العباس / عبد الرحمن بن عمير
- في يوم العاشر قامت قيامة آل محمد وشيعتهم عظم الله الأجر لنا ولكم.
- أمهات الشهداء
كانت أمهات تسعة من شهداء كربلاء حاضرات يوم عاشوراء ورأين استشهاد أبنائهن وهم :
عبد الله بن الحسين وأُمّه رباب / عون بن عبد الله بن جعفر وأمّه زينب / القاسم بن الحسن وأمّه رملة
عبد الله بن الحسن وأمّه بنت شليل الجليلية / عبد الله بن مسلم وأمّه رقية بنت علي (ع)
محمد بن أبي سعيد بن عقيل وأمه عبده بنت عمرو بن جنادة / عبد الله بن وهب الكلبي وأمّه أُم وهب
وعلي الأكبر (وأُمّه ليلى كما وردت في بعض الأخبار ولكن هذا غير ثابت)
- الشهداء غير البالغين
استشهد في كربلاء خمسة صبيان غير بالغين وهم :
عبدالله الرضيع / عبدالله بن الحسن / محمد بن أبي سعيد بن عقيل
القاسم بن الحسن / وعمرو بن جنادة الانصاري
- خمسة من صحابة الرسول (ص)
خمسة من شهداء كربلاء كانوا من أصحاب رسول الله (ص) وهم :
أنس بن حرث الكاهلي / حبيب بن مظاهر / مسلم بن عوسجة / هانئ بن عروة / وعبد الله بن بقطر العميري
- الغلامان والعبيد
استشهد بين يدي أبي عبد الله 15 غلاماً وهم :
نصر وسعد (من موالي علي عليه السلام) / مُنجِح (مولى الإمام الحسن (ع))
أسلم وقارب (من موالي الإمام الحسين (ع)) / الحرث (مولى حمزة)
جون (مولى أبي ذر) / رافع (مولى مسلم الأزدي) / سعد (مولى عمر الصيداوي)
سالم (مولى بني المدينة) / سالم (مولى العبدي) / شوذب (مولى شاكر)
شيب (مولى الحرث الجابري) / واضح (مولى الحرث السلماني)
هؤلاء الأربعة عشر استشهدوا في كربلاء أما سلمان (مولى الإمام الحسين (ع)) فقد كان قد بعثه إلى البصرة
واستشهد هناك.
- الأسرى من أصحاب الإمام
أُسر اثنان من أصحاب الإمام الحسين (ع) ثم استشهدوا، وهما :
سوار بن منعم / منعم بن ثمامة الصيداوي
- استشهدوا بعد الإمام
استشهد أربعة من أصحاب الإمام الحسين (ع) من بعد استشهاده وهم :
سعد بن الحرث وأخوه أبو الحتوف / وسويد بن أبي مطاع (وكان جريحاً)
ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل
- استشهدوا بمحضر من آبائهم
استشهد سبعة بحضور آبائهم وهم :
علي الأكبر / عبد الله بن الحسين / عمرو بن جنادة / عبد الله بن يزيد
مجمع بن عائذ / وعبد الرحمن بن مسعود
- خمس نساء أردن القتال
خرجت خمس نساء من خيام الإمام الحسين (ع) باتجاه العدو لغرض الهجوم أو الاحتجاج عليه وهن :
أمة مسلم بن عوسجة / أم وهب زوجة عبد الله الكلبي / أم عبد الله الكلبي / زينب الكبرى / وأم عمرو بن جنادة
- استشهاد امرأة
المرأة التي استشهدت في كربلاء هي أم وهب (زوجة عبد الله بن عمير الكلبي)
- النساء في كربلاء
النساء اللواتي كن في كربلاء، هن :
زينب / أم كلثوم / فاطمة / صفية / رقية / وأم هانئ (هؤلاء الستة من بنات أمير المؤمنين)
وفاطمة وسكينة (بنتا الإمام الحسين (ع))
ورباب / عاتكة / أم محسن بن الحسن / بنت مسلم بن عقيل / فضة النوبية
جارية الإمام الحسين / أم وهب بن عبد الله
ــــــــ
سلام الله عليك يا أبا عبد الله!..
وهنيئا للذين كانوا تحت خدمتك، واستشهدوا في ظلالك الطاهر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مسلم بن عقيل بن ابي طالب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مسلم بن عقيل بن ابي طالب
» ولادة مسلم بن عقيل بن ابي طالب
» وجه أهل الكوفة الرسل إلى الحسين رضي الله عنه وهو بمكة يدعونه إلى القدوم عليهم، فوجه إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه.
» مسلم بن عقيل
» مسلم بن عقيل في الكامل في التاريخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aloqili.com :: منتدي مسلم بن عقيل-
انتقل الى: