بني عقيل و هتيم و القرامطه الإسماعيليه .
[size=18][size=24]أخواني أخواتي .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,,,,,,,,,,,,,,,,,,, و بعد .
يقول : أحد الباحثين في أبحاثه التالي :
ليس غريبا أن توصم قبائل عربيه كريمة النسب و الحسب بما ليس فيها . بل كان ذلك منذ القدم نهجا انتهجه كل من كان في أيديهم مقاليد السلطه القياديه ضد منافسيهم السياسيين و اتباعهم من قبائل العرب . فكفار قريش فرضوا مقاطعة إجتماعيه و اقتصاديه على بني هاشم . من أحكامها : أن لا يناكحوهم و لا يبايعوهم (الرحيق المختوم : 109) . و ما ذلك إلا نكاية بالمصطفى صلى الله عليه و سلم . و قريبا من هذا كان الخلفاء الأمويون يتدخلون في أنساب القبائل العربيه . لتغيير انتماءاتهم الاجتماعيه . لأغراض سياسيه بحته . تميل لجانبهم . حتى أصبحت الأنساب في ذلك الحين تباع و تشرى كالرقيق . (الأكليل : 1\156-157) , (الرسائل الكماليه : 69) .
ثم صار الطعن في الأنساب و التكفير الديني في عهد الخلفاء العباسيين أهم وسيلة مبتدعه في التشهير السياسي . لكل من يجاهر في معارضته لهم , فالخلفاء الفاطميون و القرامطه مثال على هذه الحالة . إذ كانت دعاية العباسيين تشيع في الفاطميين من أعقاب علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء بأنهم ليسوا إلا سلالة رجل يهودي يدعو - مع سوء الاعتقاد - إلى الفجور و مخالفة الإسلام (القرامطه : 211) . و قد أثبتت المصادر المحايده بطلان هذه الدعايه و صحة إنتسابهم إلى هذا النسب الشريف (عمدة المطالب : 190 - 193) .و أسواء من هذا بكثير في (القرامطه) من حيث الإباحيه و سوء المعتقد . فبرغم أن القرامطه فرع من الإسماعيليه (سهيل زكار : القرامطه : 45) قد أقاموا دولة في بلاد البحرين و الأحساء , شملت عام 317 هجري شبه الجزيرة العربيه . و بقوا حاكمين أكثر من 200 سنه (العرب : س 13 \ 888) . و كانت لهم حاضره و باديه , بلغت من القوة ما عجزت عن مواجهتهم جيوش الخلافه في بغداد التي أرسلت للقضاء عليهم . بل و هددوا الخلافة العباسيه في عقر دارها بعد أن هزموا جيوشها شر هزيمه . لدرجة دعت الخليفه في بغداد أن يلعن كثرة جنده بقلة القرامطه بقوله : (لعن الله نيفا و ثمانين ألفا يعجزون عن ألفين و سبعمائه) (كتاب القرامطه : 48) . ثم كان لهم بعد ذلك من القوة و الطموح ما دفعهم إلى محاولة القضاء على دولة الفاطميين في الشام و مصر , فبرغم هذا كله فالباحث حينما يتوق إلى معرفة حقيقة أخبارهم لا يجد في غير مصادر خصومهم ما يطالعه عنهم . و هي مصادر تتبارى في الحرص على عدم وضوح الرؤيه عن أصولهم التاريخيه . مع إبراز أقبح الأفعال المنكرة منسوبة لهم .
غير أن الدكتور \ سهيل زكار تعقب ما نسب إلى القرامطه من أفعال غير حميده فقال : (و ظهور عجز الخلافة العباسيه عسكريا و فكريا , و لذلك لجئت إلى طرح مشكلة النسب مع الإباحية الدائمه , و كان لهذا تأثير فعال في مجتمع أقام مفاهيمه السياسيه على أسس ارتبطت بقضايا النسب . و هو ذات المجتمع الذي يعتبر أسس الأخلاق و معيار الشهامه الجنس و المرأة و حفظ عرضها .
و علق على هذا الموضوع في مكان آخر و قال : (وصلنا عدد لا بأس به من كتب التأويل و علم الباطن , فيها نزير يسير مما ذكره القاضي عبد الجبار هنا . لكن قطعا ليس فيها ما قاله عن شتائم و حملات على النبي . كما أنها خلوة من أمور تحليل الزوجات و الأصول و غير ذلك , و مما لا شك فيه أنها تهم باطله , حمل القاضي على قولها شدة تعصبه , فالتعصب يلغي العقل و يزيل المنطق و يعمي البصيرة (القرامطه : 40 , 176 \ هامش 3) و هذا المدخل لي ليس دفاعا عن القرامطه , بل إظهار لحقيقة أن المحاكمات السياسيه تقود أحيانا إلى تشويه الأنساب .
و هذا موضوع آخر . أصله أن خلفاء دولة بني عباس و مواليهم (الأتراك) الذين باتوا في عهد الخليفة (الواثق) يتولون زمام السلطه الفعليه . و إدارة شئون الدولة في مختلف الحياة السياسيه و الإجتماعيه كانوا ينظرون إلى قبائل قيس عيلان نظرة المستريب , فكان من ذلك أن أهملوا إهمالا دفع البعض منهم إلى إرتكاب بعض الحوادث في طريق الحاج , احتجاجا على معاملتهم من قبل هذه البطانه المتسلطه معاملة قاسيه , فبدلا من إصلاح الخلل ذهب هؤلاء الموالي يضخمون هذه الحوادث , ليتخذوا منها ذريعة مبيته للقضاء على هذه القبائل القيسيه , أسفرت عن تسييرهم حملة بقيادة القائد العباسي التركي (بغا الكبير) فالتحم معهم في نجد و الحجاز التحاما شتت جموعهم , لدرجة دفعت الكثير منهم على الهجرة إلى خارج شبه الجزيره العربيه و تقطيع أوصال من بقي منهم فلولا ممزقه في ديارهم , مع ما هم فيه من وهن (تاريخ الطبري : 7 \ 322 - 338) .
فلما ظهرت حركة (القرامطه) كان من الطبيعي جدا أن تنضم إليها هذه القبائل , ليس قناعة بمذهبهم , و لكن على طريقة (عدو عدوي صديقي) . فصاروا المادة البشريه التي عليها قامت قوة القرامطه في شبه الجزيره العربيه و العراق و الشام (سهيل زكار : القرامطه : 44) .
و عندما دثر أمر القرامطه انتقم من هذه القبائل و نكل بالكثير منهم شر تنكيل , مع التشهير بهم اجتماعيا باسم (هتيم) الذي كان قد توسع باستخدامه , حتى بات يعني الطعن في النسب , مبتدرين فيهم بهذا الاسم (بني عقيل) و هم يومئذ رأس بني عامر بن صعصعه من هوازن و سنامهم (امتاع السامر : 63) . فظل مرادفا لاسمهم حتى القرن التاسع من الهجره (الضوء اللامع : مجلد 5 \ ج 10 \ 52) , و بعد ذلك نجدهم مع الكثير من بني عامر مفككين في (قحطان) (التعليقات و النوادر : 4 \ 1815) و (البقوم) (المصدر السابق : 4 \ 1815 - و فائز البدراني : التاريخ و الأنساب : 116 - 123) و فئات مجهولة النسب مثل بني عائذ , و بني عطيه من بني عائذ , و عتيبه , و مطير (إمتاع السامر : 65 , و مخطوطة النجم اللامع : 272) .
و من غرائب العجب أن الباحث المبتديء في علم الإجتماع يجد أن هتيما كان جد جاهليا عريق النسب و الحسب , فهو فرع من قبيلة عمرو بن كلاب من هوازن (الآمدي : المؤتلف و المختلف : 134 , و التعليقات و النوادر : 4 \ 1899) , و كان قد تعرض في بعض الوقعات لهزيمة ماحقه (النقائض : 1 \ 388) , و في اعتقادي أنها كانت السبب في تشويه سمعته , و من ثمة اتخذ اسمه هزبا ثم طعنا معمما على قبائل قيس عيلان لصلتها القويه به في النسب , و هو فرع ذاب في عصر متقدم بإذابة قبيلته في أختها قبيلة أبي بكر بن كلاب (بلاد العرب : 146) .
و هذا بحثا أيضا لنفس الباحث .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غياب بني عقيل
لا يغيب ما يتورى منهم من وراء الأكمة
غياب بني عقيل لايغيب مايتورى منهم من وراء الأكمة
-----------------------------------------------------
مدخل : من الأقوال المأثورة في انقراض القبائل وتعاقبها في الوجود قولهم : قبائل سادة ثم بادة ،أي أن قبيلة جليلة القدر وذات شأن عظيم كانت في زمانها تصول ، وتجول في ناحية معينة من الأرض ، ثم بعد حين من تقادم العهد يختفي أمرها وبوجود قبيلة أوأكثر تحل في منازلهم القديمة ، وقد غاب في ظلهم كل شيء له صلة بالأولى !!
فما الذي حصل ؟
يعلل المؤرخون هذا الانقراض بعوامل منها : هجرة الكثرة الكاثر من فروعهم لسبب من الأسباب إلى أماكن بعيدة عن ديارهم ومنها اجتياحهم من قبل قوة غاشمة لا قبل لهم في مواجهتها ميدانيا ومنها إشعال نار الفتنة بين شرائح مجتمعهم القبلي فنار العصبية آخر من تأكل أهلها . وغير ذلك من الأسباب التي تؤدي إلي تأكل المجتمعات الإنسانية .
فشواهد التاريخ تؤكد أن أهل العصبية القبيلة إذا قويت شوكتهم مالوا بطبعهم إلي اضطهاد من هو أضعف قوة وأقل جمعاً ممن يحتكون بهم من الجماعات القبيلة المجاورة فإذا دالت الأيام لغير صالح هذه القوه تكالبت عليهم سيوف من كان قدخرج من ميدان التغالب معهم مقهوراً
فإذا حصل أن قبيلة ما قد أصيبت بواحد أو أكثر من هذه العوامل السالف ذكرها كان ذلك إذاناً بتداعي ذلك المجتمع الرفيع القدر والشأن الى التفكك وسهل على من كان يهاب جانبهم من القبائل المجاورة ابتلاع ديارهم وانزال أشد الأحكام الجائزة تنكيلاً وتمثيلاً في بقاياهم إما بانتسابهم الى من تبوأديارهم بالقوة واما أن يجعلوهم فئات متقطعة في أماكن متباعدة من بلادهم غير متواصلة جغرافيا حتى لايعاد لملمة فلولهم مرة ثانية تحت قيادة تقودهم الى انتزاع ماسُلب منهم من حقوق
فالذي يبسط نفوذه على أي فئة من بقاياهم يحرص كل الحرص أن تظل أصولهم التاريخية مجهولة من بث بذور التفرقة الاجتماعية بينهم وبين المجتمعات المجاورة لطرق خبيثة مبتدعة مثل الطعن في نسبهم وإلصاق كل صفات مذمومة بهم ليقاطعوهم اجتماعيا في الزواج ولذلك يحسن ان ندرك أن العرب كانوا منذ أقدم العصور يقاطعون بعض المجتمعات القومة منهم في الزواج لخلخلة قوتهم وأضعافهم وقد يقاطعون الفريق الأضعف بدرجات متفاوتة بتفاوت تباين القوة العصبية بينهم غير أن وطاءة هذه الابتلاء على أهل المجتمع القوي ولاسيما فيمن يشتركون في معاداتهم كانت أشد ويكتفى دليلا من الشواهد التاريخية في هذا المجال أن بني هشام من قريش وهم أكرم العرب نسبا ً وأشهرهم حسبا لم يسلموا من نار هذه المقاطعة وفي بعض الأحوال قد يسلم من هذه المقاطعة بعض ممن يقاطعون ً لأمور منها أن تجتمع مجموعة من فلولهم في زاوية بعيدة من بلادهم تحت اسم جديد الهدف منه التخلص من ارث هذا النسب حتى لايثير عليهم مزيدا من الثأرات ومنها أن يكون البعضهم مصاهرة مع بعض قبائل الجوار فيتقرب اليهم من هذه الصلة ثم ينتسب اليهم بالولاء
فماذا هو نصيب بني عقيل مما جاء في هذه المقدمة ؟
بنو عقيل قبيلة من بني عامر من هوازن ثم من قيس عيلانوهم بنو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وقد تفرعت من هذه الشجرة الكريمة أربع قبائل كبيرة وهم : بنو عامر، وبنو عبادة، وبنو خفاجة،
وبنو المنتفق وقد فصل أبوعلي الهجري من أهل العقد الرابع من القرن الرابع الهجري فصل لئا بعض هذه البطون في عهده تفصيلا لانجده عنده غيره فذكر فصائل معاوية بن حزن بن عبادة نقلا عن أبي المفدى أحد بني معاوية و بنو معاوية بطنان : بلحر شية وبلعوفية فصائل بني الحرشية بنو القليب وفيهم العدد والشرف وبنو ثور وبنو بهدل وهم البهادلة وبنو همام ومعرض تلي القليب في الشرف فيها اللواء والقرى وخص بذلك مدلج بن معرض وبطون بني العوفية : بنو رداد ،وبنو جعدة ومشرق وهم المشارقة وهؤلاء البطون بنو كدم وهم الكدم ثم بنو حمال ، ومصعد والعليويون وهؤلاء يجمعهم خويلد بن معاوية. وعن أبي المهاجر قال: بطون بنو معاوية بن حزم بن عبادة بن عقيل بطنان : فبنو الحر شية وفيهم العدد ، وبنو بهدل ، وبنو مرجو وهم المراجية والبهادلة وبنو معرض وهم المعارضة والبطون مشتبهة أي : عددها واحد بطون العوفية بنو جعدة وبنو حمال وبنو رداد وبنو مشرق وهم المشارقة والخويلد . ثم أورد أبو علي الهجري في كتابة : ( التعليقات والنوادر ) طائفة من أسماء الفروع التي ينتهي نسب كل واحد منهم الي إحدى القبائل العقيلية المتقدم ذكرها وذكر منهم
1-بنو أبي 2- بنو عائذ 3- بنو الأعلمي من خويلد 4- بنو شداد 5- بنو جوثه 6- بنو ربيعة 7-بنو ماعز 8- بنو عدي 9- بنو عقال 10 - بنو شداد 11- بنو علي 12- بنو عبيدة من ربيعة من عقيل 13- بنو حصين 14- بنو ناشب 15- بنو عيس 16- بنو ماعز 17- بنو غيلان 18- بنو قبيص 19- بنو قطن 20- بنو مطرف 21- بنو منين 22- بنو المهيا 23- بنو نعام
24- بنو همام 25- بنو العرعر ي من عامر بن عقيل وغيرهم
بلاد بني عقيل
============
تقع بلاد بني عقيل بالجنوب من بلاد قومهم قبيلة كعب بن ربيعة بن عامر ممتدة على ضفاف أودية بيشة ورنية الى وادي الدواسر وضواحي رنيه الذي كان يعرف قديما بعقيق بني عقيل وقد تمثل فيه قديما أحد شعراء عقيل وقال :
يريد القيق ابن المهير ورهطه = ودون العقيق الموت وردا وأحمرا
وكيف تريدون العقيق ودونه = بنو المحصنات للابسات السنورا
وتمتد شرقاً متغلغلة في معظم رمل الجزء من الربع الخالي ، وشمالاً الى القرب من الأفلاج منازل أخوتهم في النسب بني جعده ، وبني الحريش وبني قشير والى الشمال الغربي يسكنون بني عمومتهم : بني قشير ، وبني العجلان في جبال عماية ( حصاة قحطان حالياً ) وفي الجنوب والغرب تتصل بلادهم بقبائل مذحج قحطان الآن في منطقة تثليث وما حوله من المواضع ، وكذلك تختلط منازل بعض فروعهم ومعهم قبيلة سلول من بني عامر مع قبيلة شهران في منطقة بيشة ولعل أوضح ماورد عن المتقدمين في تحديد بلاد بني عقيل ماجاء في كتاب بلاد العرب وملخصه : عن احد بني عقيل قال : من مياه بني عقيل في نجد القلب وهي لعامر لا يشاركهم فيها أحد غير ركيين لبني قشير وهي ببياض كعب قلت علق الشيخ حمد الجاسر على بياض كعب هذا وقال يسمى الآن البياض ارض واسعة تقع شرق إقليم الأفلاج حتى الدهناء فيما بين الافلاج والخرج يحدها شرقاً الرمال وغرباً الجبال
ثم عد صاحب كتاب " بلاد العرب " من مياهم : البيضاء وبرك ونعام ومحصيص والمدراء والبردان وذو غزايل والميثب . وعن عقيلي آخر قال : جميع بني خفجة يجتمعون ببيشة ورنيه الى أن قال وعامر بن عقيل مرتفعون بأعللى الحجاز وأما أرض خويلد فرمل الجزء وأما أرض المنتفق فالمثيب قلت : بنو خفاجة قبيلة كبيرة تقيم اليوم في العراق ومثلها المنتفق أيضا تقيم اليوم في العراق ، ورؤساؤها أل سعدون من بني شبيب من الأشراف وأما رمل الجزء فقد حدده نصر وقال رمل الجزء بين الشحر ويبرين طوله مسيرة شهر تحلة أفناء القبائل من اليمن ومعد وعامتهم من بني خويلج من بني عقيل سمى بذلك لأن الإبل تجز بالكلاء أيام الربيع فلا ترد الماء ولاتفوت الإشارة الى أن خويلد هؤلاء كانت لهم المنزلة العليا في بني عقيل وإياهم عني الشاعر :
وعقيل غرة حلفت لكعب وعوف غرة لبني عقيل
رجال من خويلد آل عوف حيال الشمس أومجرى سهيل
فنعم مناخ أرملة عجاف وملقى نستعين على رحيل
بنو عقيل من الناحية الإجتماعية
------------------------
كان لانتقال الخلافة الإسلامية من الأمويين الى بني العباس وقع ليس بالطلع الحسن في قبائل قيس عيلان فبنو العباس كانوا ينظرون الى هذه القبائل على أنهم كانوا الساعد القوى الذي مكن الأمويين من انتزاع حقهم في الخلافة فكان من ذلك أن أهملوا إهمالاً دفع البعض منهم إلى ارتكاب بعض الحوادث في طريق الحج ، احتجاجاً على سوء معاملتهم من قبل مواليهم الأتراك الذين باتوا في عهد الخليفة (الواثق) يتولون زمام السلطة الفعلية في إدارة شؤون الدولة في مختلف الحياة السياسية والإجتماعية فبدلا من إصلاح الخلل ذهب هؤلاء الموالي يضخمون هذه الحوادث ليتخذوا منها ذريعة مبيتة للقضاء على القبائل القيسية أسفرت عن تيسيير حملة
بقيادة القائد العباسي ( بغا الكبير ) الي قبائل قسي عيلان لتأديبهم فالتحم معهم في نجد والحجاز التحاماً الحق بهم خسائر بشرية هائلة في الأرواح والإمكانيات المتوفرة لديهم فلما ظهرت حركة القرامطة كان من الطبيعي جداً أن تنضم إليها هذه القبائل ليس قناعة بمذهبهم ولكن على طريقة ( عدو عدوي صديقي) فصاروا القوة البشرية الضاربة التي عليها قامت قوت القرامطة في شبة الجزيرة العربية والعراق والشام وكان من أمر بني عقيل في أول أمرانضمامهم الى القرامطة أن وجة اليهم جيش من قبل القرامطة فظفر ذلك الجيش ببني عقيل فدخلوا في طاعتهم وتوضح المصادر القديمة أن بني عقيل هؤلاء قد علا شأنهم وكثر جمعهم في إقليم البحرين ( المنطقة الشرقية حاليا) قاعدة دولة القراطمة التي بسطت نفوذها ليس على شبه جزيرة العرب فحسب بل شملت الشام وجنوب العراق ووصلت قلب مصر وحاربوا الفاطميين رغم اتفاقهم معهم في المبادئ ودامت دولتهم أكثر من مئتي سنه وقوام قوتهم كانت قبائل قيس عيلان وعلى رأسهم بنو عقيل .
بنو عقيل وندثار أمر القرامطة
--------------------------
يبدو من قراءة التاريخ أن قبائل قيس عيلان بعد اندثار أمر القرامطة على يد العيونيين في أواخر القرن الخامس من الهجرة بمساعدة العباسيين قد ضعف أمرهم وتوارى دورهم عن مسرح الأحداث التاريخية في شبه الجزيره العربيه فيما بعد بخلاف بني عقيل الذين كانت لكثرتهم يومئذ في البحرين دور فاعل في مداهنة العيونيين لهم خوغا من أن يؤدي التصادم معهم الى انفلات السلطة من أيديهم وهو الأمر الذي تحقق لاحقا فقد تعاقبت عائلات منهم في حكم البحرين بعد شمس العيونيين في العقد الرابع من القرن السابع الهجري . قال القلقشندي : قال ابن سعيد : سألت أهل البحرين في سنة إحدى وخمسين وستمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين فقالوا : الملك فيها لبني عقيل ، وبنو تغلب من جملة رعاياهم ، وبنو عصفور من بني عقيل هم أصحاب الإحساء دار ملكهم
ومن بني عقيل هؤلاء:بنو عامر
قال الحمداني : ومنهم القديمات ، والنعائم ، وقيان، وفيض وثعل وحرثان ، وبنو مطرف ، وذكر أنهم وفدوا في الأيام الظاهرية ــــ يعني بيبرس البند قداري ( أي : في عهد المماليك ) صحبة مقدمهم محمد بن احمد العقدي بن سنان بن عقيلة بن شبالة بن قديمة بن نباتة بن عامر ، وعوملوا بأتم الإكرام وأفيض عليهم سابغ الأنعام ولحظوا بعين الاعتناء .وقال في مسالك الأبصار وتولت وفادتهم على الأبواب العالية الناصرية يعني ـــ الناصر محمد بن قلاوون ـــ وغرقتهم تلك الصدقات بديمها ، فاستجلبت المائي منهم وبرز الأمر السلطاني إلي آل فضل بتسهيل الطرق لوفودهم وقصادهم وتمينهم في الورد والصدر فنثالت عليهم جماعتهم وأخلصت له طاعتهم وأتته أجلاب الخيل والمهاري وجاءت في أعنتها وأزمتها تتباري فكان لا يزال منهم وفود بعد فود وكان نزولهم تحت دار الضيافة يسد فضاء تلك الرحاب يغص بقبابه تلك الهضاب بخيام مشدد ة بخيام ورجال بين قعود وقيام وقال : وكانت لإمرة فيهم أولاد مانع إلى بقية أمرائهم وكبرائهم . ثم قال : ودارهم الإحساء ، والقطيف ، ملح ، وأنطاع ، والقرعاء ، واللهابة ، والجودة ، ومتالع .
قيام الدولة الجبربة
===========
أفرد الأستاذ محمد الفهد العيسى ، وهو أحد المعنيين في تاريخ الإحساء بحثا قيما ومفيد ا في مجلة " العرب" عن قيام الدولة الجبرية ، مع نبذة تاريخية عن حكامها ، وما آلت إلية نهايتها ولصلة هذه الدولة ببني عقيل هذ ملخص ماجاء في ذلك البحث : قال قامت الدولة الجبرية فانتزعت حكم ذلك الإقليم من ــــ آل جروان ــــ في أخر القرن الثامن ولست لدينا معلومات مفصلة عن قيام تلك الدولة وكل مانعرفه أن بني عقيل بضم العين من بني عامر بن صعصعة من هوزان ، انتشرو ا في شرق الجزيرة ، وخاصة نواحي الإحساء وكانوا بادية ولكنهم استولوا على تلك البلاد من بعد الدولة العيونية التي انتزعت الحكم من القرامطة من 470 تقريبا الى الربع الأول من القر السابع ، حيث ضعف شأن العيونيين وقوى نفوذ بني عامر في البلاد وكثرت عبثهم ، واشتد تسلطهم وقد امتد شر بني عامر حتى شمل النواحي الشرقية من الجزيرة فصاروا يقطعون الطرق بين الإحساء والعراق ، ويتعرضون للحجاج بالنهب والسلب . ويروى الجزيرة في كتاب " درر الفوائد المنظمة " أنه في سنة خمس وثمانين وسبعمائة اعترض قريش بن أخي زامل حاج شيراز والبصرة في الحساء فأخذمامعهم من اللؤلؤ وغيره ، وقتل منهم خلقا كثيراً ، فرجع من بقى منهم ماشيا عاريا وقدم بعضهم إلى مكة ، صحبة حاج بغداد وحجز قريش ركب العراق ،فاخذ منهم عشرين ألف دينار ، عن كل جمل خسمة دنانير ، ثم مكنهم من التوجه وهذا يدل على مبلغ نفوذ العقيليين وقوتهم في آخر القرن الثامن الهجري الذي بدأ حكمهم فيه وامتد إلى العشر الرابعة من القرن العاشر الهجرى و" الجبريون" فخذ من بني عقيل من بني عامر من " الجبور " الذين أصبحواالآن معدودين من بني خالد ولا نعرف شيئا عن أو عهد حكمهم ولا عن كيفية انتقال الحكم إليهم ولا عن حكامهم منذ قيامهم حتى منتصف القرن التاسع ولولا وجود حاكم منهم اتصف بكثير من الصفات الفضل والكرم حتى قويت صلته بعلماء عصره ، لبقي أمر الدولة الجبرية مجهولا . ثم قال :
وها هو مانعرف عن الجبريين .
1-سيف بن زامل بن جبر بن حسين بن ناصر الجبري العقيلي العامري فقد قام سيف هذا على آخر ولاة ــــ بني جروان ــــ فقتله واستولى على تلك البلاد وسار فيها بالعدل فدان له أهلها على حسب تعبير السخاوى ثم توفي فخلفه أخوه.
2- أجود بن زامل ، ولأجود هذا شهرة واسعة فقد ولد في رمضان سنة 881هـ في البادية وتولى حكم البلاد بعد وفاة أخيه سيف واتسع حكمه حتى شمل نجدا ، وبلاد هرمز وعمان ونشر العدل والعلم في أنحاءالبلاد ، وكان يحب العلماء ويكرمهم ويقربهم وكانت بينه وبين مؤرخ المدينة السمهودي صلة قوية وكان السمهودي يبالغ في الثناء عليه ويصفة بأنه ( ريس أهل ورأسها سلطان البحرين والقطيف فريد الوصف والنعت صلاحً وفضالاً وكان مالكي المذهب وقد طال مدة حكمه حتى أورد أبن فهد وغيره من
ومعه خمسة عشر ألفا من قومه )
3- محمد بن أجود بن جبر تولى بعد أجود ابنه محمد ويظهر أن أجود تنازل عن الحكم له بعد أن كبر لأننا نجد بعض المؤرخين ينعتونه بأنه سلطان البحرين في سنة اثنتي عشرة وتسعمائة التي حج فيها والده .
4-مقرن بن أجود بن زامل : هذا من ابرز رجال الأسرية الجبرية ولكننا لا نعرف الكثير من أحواله ، كل ما نعرفة أنه في عهده استولى البرتغاليون على أطراف مملكته وأنهم قتلوه في إحدى المعارك بينهم وبينه في سنة سبع وعشرين وتسعمائة ....
ثم ذكر أسماء ثلاثة حكام دام حكمهم جميعاً أربع سنوات تقريبا ثم قال آل حكم الإحساء ونواحيها إلى غصيب بن زامل بن هلال فحكم البلاد نحو سبعة أشهر ,وقال : علي يد غصيب هذا زال حكم الجبريين في الإحساء في منتصف سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة .فقد قامت الحرب بين غصيب هذا وبين راشد بن مغمس بن صقر بن محمد بن فضل (من الإشراف ) فانتصر الأخير واستولى على البلاد واتسع ملكه حتى شمل البصرة فصار يدعى سلطان البصرة والحساء والقطيف .
بقايا بني عقيل في المنطقة الشرقية ( البحرين سابقا)
------------------------------------------
تعد المنطقة الشرقية ـــــ بدءا من ظهور القرامطة في هذه الناحية كدولة تشمل نجداً والحجاز من أهم البقاع في شبة الجزيرة العربية التي يتواجد فيها بنو عقيل بكثافة وهو تواجد لم يزل بزوال القرامطة في أواخر القرن الخامس من الهجرة بل ظل هذا الوجود في هذه المنطقة يتجدد بوجه من الشباب والقوة حتى عام 932هـ ثم نجدهم لاحقا في الجهة يستقطبهم اسم بني خالد ،كقبيلة ذات قوة ونفوذ وفي ظلها شاع ذكر بعض مشاهيرهم كآل عريعر وكان من شيوع شهرتهم في الأخبار والأشعار أن أصبح بنو خالد الاسم وليس المسمى مجال تنازع بين كل أهل نسب يوافقهم بالاسم من أهل العصر وهو ماحدى بصاحب كتاب موسوعة القبائل العربية أن يتوسع في مناقشة الآراء والأقوال التي تقال في نسب خالد هذا ، ولعل قول احد الشعراء
لاتنسى جمع الخالدي فإنهم = قبائل شتى من عقيل بن عامر
هو القول الراجح .
[/size][/size]