aloqili.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

aloqili.com

سيرة نبوية - تاريخ القبائل - انساب العقلييين - انساب الهاشمين - انساب المزورين
 
السياسة الدوليةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ عودة
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 1748
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
العمر : 73

 غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Empty
مُساهمةموضوع: غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل    غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Emptyالثلاثاء ديسمبر 24, 2013 4:16 am



إن السيد الدكتور وافي ذكر في الباب الثاني أيضاً عند كلامه عن الشيعة والسنة النبوية أن الشيعة يعتقدون العصمة والإلهام في أئمتهم [بين الشيعة وأهل السنة ص48].
ثم اعتذر لهم بثبوت الإلهام لكثير من الصحابة، وأنه لا لوم في هذا الاعتقاد، كما نفى عن الشيعة اعتقادهم بنزول الوحي بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أحد [انظر بين الشيعة وأهل السنة ص43].
مع أن سيادته لم يدر حقيقة مذهب الشيعة في هذا كالمعهود عنه، أوتجاهل - لا قدر الله - تسامحاً وتكرماً وتحبباً وتقرباً إليهم، لأن الشيعة يعتقدون نزول الوحي على أئمتهم وعن طريق جبريل وعن طريق ملك أعظم وأفضل من جبريل، فإن أئمتهم في الحديث بوبوا أبواباً مستقلة في هذا الخصوص ولوتفضل سيادته بإلقاء النظرة العابرة الخاطفة على فهارس كتبهم في الحديث دون تحمل العناء والمشقة في قراءة الروايات وتلاوة الأخبار المروية الواردة في هذا الباب لعلم يقيناً بأن القوم في هذا الباب أيضاً يختلفون مع الأمة المسلمة اختلافاً كلياً، وينتهجون مسلكاً بعيداً عن مسلكهم ومذهبهم كل البعد. ونحن نكتفي لبيان معتقداتهم المعارضة لعقائد الأمة أجمعها بذكر عناوين بعض الأبواب التي زينوا بها صحاحهم ومجاميعهم في أوصاف أئمتهم من الكتب المعتمدة الموثوق بها المعتبرة في الحديث لديهم، ولا نسرد كل الروايات التي أوردوها في هذه الأبواب من تلك الكتب، بل نكتفي بخبر أوخبرين من الأخبار الكثيرة الكثيرة التي رووها فيها، ليحق الله الحق ويبطل الباطل ولوكره المجرمون.
فيروي محمد بن الحسن الصفار المتوفى سنة 290ه‍ الذي يعدونه من أصحاب الإمام المعصوم الحادي عشر - حسب زعمهم - الحسن العسكري [رجال الطوسي ص436].
ويعدونه "ثقة، عظيم القدر، راجحاً، قليل السقط في الرواية" [انظر رجال النجاشي ص251، وابن داود ص307، وجامع الرواة ج2 ص93، وخلاصة الرجال ص73، والكنى والألقاب ج2 ص37].
و"ثقة جليلاً، صدوقاً" [وسائل الشيعة ج20 ص39 وص323 ط سادسة طهران].
وهومن أساتذة الكليني صاحب الكافي.
كما أن كتابه (بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد) بعد من الكتب المعتمدة المهمة والأصول المعتبرة الشيعية التي عليها اعتماد أئمة الشيعة في الحديث كما صرح بذلك المجلسي والأصفهاني والحر العاملي وغيرهم من أعاظم القوم في هذا الفن [انظر لذلك وسائل الشيعة ج20 ص39، والبحار وغيرهما من الكتب] وخاصة أن له لقاءات ومسائل مع الحسن العسكري المذكور كما صرح بذلك الطوسي في رجاله [انظر لذلك وسائل الشيعة ج20 ص436، والبحار وغيرهما من الكتب].
يروي الصفار ذاك في كتابه هذا في أجزائه العشرة أخباراً كثيرة لا تعد ولا تحصى في إثبات الوحي على أئمة الشيعة ونزول الملائكة عليهم تحت عناوين كثيرة في أبواب شتى، فنبدأ بسرد عناوين الأبواب والروايات:
الباب السادس عشر من الجزء الثامن في أمير المؤمنين أن الله ناجاه بالطائف وغيرها ونزل بينهما جبريل.
وروى تحته روايات عشراً، منها:
"عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك، بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجى علياً عليه السلام؟
قال: أجل! قد كان بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبريل" [بصائر الدرجات الكبرى الجزء الثامن الباب السادس عشر ص430 - ط إيران].
وروي عن أبي نافع قال:
لما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً يوم خيبر، فتفل في عينيه وقال له: إذا أنت فتحتها فقف بين الناس، فإن الله أمرني بذلك. قال أبورافع: فمضى علي عليه السلام وأنا معه، فلما أصبح افتتح خيبر ووقف بين الناس وأطال الوقوف، فقال الناس:
إن علياً عليه السلام يناجي ربه، فلما مكث ساعة أمر بانتهاب المدينة التي فتحها، قال أبورافع: فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إن علياً عليه السلام وقف بين الناس كما أمرته، قال قوم منهم:
إن الله ناجاه، فقال: نعم يا رافع! إن الله ناجاه يوم الطائف ويوم عقبة ويوم حنين، ويوم غُسِّلَ رسول الله [بصائر الدرجات الكبرى ص431].
وهذا ليس من اختصاصات علي رضي الله عنه حسب معتقد الشيعة، بل يشاركه فيها غيره من الأئمة الاثنى عشر كما يصرح بذلك القوم، ومنها ما رواه الصفار في الجزء التاسع من كتابه تحت عنوان (الباب الخامس عشر في الأئمة عليهم السلام أن روح القدس يتلقاهم إذا احتاجوا إليهم) وروى تحته ثلاثة عشر حديثاً عن أسباط عن أبي عبد الله جعفر أنه قال:
"قلت: تسألون عن الشيء فلا يكون عندكم علمه؟
قال: ربما كان كذلك.
قلت: كيف تصنعون؟
قال: تلقانا به روح القدس" [بصائر الدرجات للصفار الباب الخامس عشر الجزء التاسع ص471].
ثم بوب باباً آخر بعنوان (باب الروح التي قال الله في كتابه: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا}، إنها في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي الأئمة يخبرهم ويسددهم ويوفقهم).
وذكر تحته خمشة عشر خبراً، منها ما رواه عن أبي بصير قال:
"قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك عن قول الله تبارك وتعالى:
{وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلنه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور}. [سورة الشورى - 52 وما بعدها]. قال: يا أبا محمد: خلق والله أعظم من جبرئيل وميكائيل، وقد كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبره ويسدده، وهومع الأئمة يخبرهم ويسددهم" [بصائر الدرجات الكبرى للصفار الباب السادس عشر من الجزء التاسع ص475].
وروى مثل هذا الكليني في كافيه تحت عنوان (باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة عليهم السلام) عن أسباط بن سالم قال: سأل رجل من أهل هيت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا .. } فقال:
"منذ أن أنزل الله عز وجل ذلك الروح على محمد - صلى الله عليه وسلم - ما صعد إلى السماء، وإنه لفينا - وفي رواية: كان مع رسول الله يخبره ويسدده، وهومع الأئمة من بعده" [الكافي في الأصول كتاب الحجة ج1 ص273 ط طهران].
هذا ولقد أورد الصفار الثقة الجليل الصدوق لدى الشيعة رواية أخرى تحت باب (ما يسأل العالم عن العلم الذي يحدث به من صحف عندهم ازداده أورواية فأخبر بسر وإن ذلك من الروح):
"عن عبد الله بن طلحة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
أخبرني يا ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العلم الذي تحدثونا به أمن صحف عندكم أم من رواية يرويها بعضكم عن بعض أوكيف حال العلم عندكم؟ قال:
يا عبد الله! الأمر أعظم من ذلك وأجل، أما تقرأ كتاب الله؟.
قلت: بلى! قال: أما تقرأ: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان} أفترون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان؟ قال: قلت: هكذا نقرؤها! قال: نعم، قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان حتى بعث الله تلك الروح فعلمه بها العلم والفهم، وكذلك تجري تلك الروح إذا بعثها الله إلى عبد علمه بها العلم والفهم - وفي رواية: تعرض بنفسه عليه السلام (أي أراد من العبد نفسه) " [بصائر الدرجات الباب السابع عشر من الجزء التاسع ص478، 479].
وعنون باباً آخر بعنوان (باب الروح التي قال الله: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}: [سورة الإسراء - 85] إنها في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته عليهم السلام يسددهم ويوفقهم ويفقههم).
وذكر تحته اثنى عشر حديثاً، منها ما رواه عن أبي بصير قال:
"سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: {يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} قال: ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهومع الأئمة يسددهم" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الثامن عشر من الجزء التاسع ص481].
وأورد هذه الروايات الكليني في (الكافي) عن أبي بصير أيضاً وغيره بلفظ: "وهومن الملكوت" [الكافي كتاب الحجة باب الروح الذي يسدد الله به الأئمة ج1 ص273].
ثم عقد الصفار باباً آخر (باب في الروح التي قال الله عز وجل: {ينزل الملائكة بالروح من أمره .. }. [سورة النحل - 2] وهي تكون مع الأنبياء والأوصياء) [انظر الباب التاسع عشر من الجزء التاسع ص483].
وذكر تحته روايات عديدة. كما بوّب باباً آخر بعنوان (باب في الإمام أنه يعلم الساعة التي يمضي فيها وما يزاد في الليل والنهار ولا يوكّل إلى نفسه).
وأورد تحته تسع روايات [انظر الباب العشرين من الجزء التاسع ص484].
وقبل أن ننتقل إلى الجزء الآخر من هذا الكتاب نريد أن نذكر أنه ما من كتاب في الأخبار والروايات والحديث عند الشيعة إلا وفيه أبواب مستقلة بمثل هذه الأبواب التي بوبها الصفار، وأورد أصحابها تلك الروايات بعينها أومثيلاتها التي أوردها الصفار في (بصائر الدرجات)، من المتقدمين والمتأخرين.
فمثلاً يعقد الحر العاملي باباً في كتابه (الفصول المهمة في أصول الأئمة) جاء فيه: إن الملائكة ينزلون ليلة القدر إلى الأرض ويخبرون الأئمة عليهم السلام بجميع ما يكون في تلك السنة من قضاء وقدر، وإنهم يعلمون كل علم الأنبياء عليهم السلام.
ثم سرد تحته روايات كثيرة في هذا المعنى [انظر كتاب الفصول المهمة في أصول الأئمة باب 94 ص145].
كما أنه عقد أبواباً أخرى لبيان هذه العقيدة الواضحة الصريحة الثابتة لدى الشيعة مثل غيره من محدثي الشيعة ومتكلميهم، ونحن نورد بعضاً منها في خاتمة الكلام.
ولقد بوب الصفار أبواباً عديدة في الجزء الثامن من كتابه لبيان أن أئمة الشيعة يوحى إليهم، ويتنزل عليهم الملائكة.
فإنه عنون الباب التاسع من الجزء الثامن بعنوان (باب ما تزاد الأئمة ويعرض على كل من كان قبلهم من الأئمة، رسول الله ومن دونه من الأئمة عليهم السلام).
وروى تحته أحد عشر حديثاً ومنها ما رواه عن سماعة بن مهران قال:
"قال أبوعبد الله عليه السلام: إن لله عالمين، عالماً أظهر عليه ملائكته، وأنبياءه ورسله، فما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه فقد علمناه، وعالماً استأثر به، فإذا بدا لله في شيء منه أعلمناه ذلك، وعرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا" [بصائر الدرجات الكبرى الباب التاسع من الجزء الثامن ص414].
وفي باب آخر بعنوان (باب في الأئمة أنهم يزادون في الليل والنهار، ولولا ذلك لنفد ما عندهم) سرد ثماني روايات، منها ما رواه عن أبي حمزة الثمالي قال:
"قلت: جعلت فداك كل ما كان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أعطاه أمير المؤمنين بعده، ثم الحسن بعد أمير المؤمنين عليه السلام، ثم الحسين، ثم كل إمام إلى أن تقوم الساعة؟
قال: نعم، مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفي كل شهر، إي والله .. وفي كل ساعة" [بصائر الدرجات الكبرى الباب العاشر من الجزء الثامن ص415].
وما رواه عن بشر بن إبراهيم أنه قال:
"كنت جالساً عند أبي عبد الله عليه السلام إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة؟ فقال: ما عندي فيها شيء، فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا الإمام مفترض الطاعة سألته عن مسألة فزعم أنه ليس عنده فيها شيء، فأصغى أبوعبد الله عليه السلام أذنه إلى الحائط كأن إنساناً يكلمه، فقال:
أين السائل عن مسألة كذا وكذا؟ وكان الرجل قد جاوز أسكفة (عتبة) الباب. قال: هاأنذا، فقال: القوم فيها هكذا. ثم التفت إلي فقال:
لولا نزاد لنفد ما عندنا" [بصائر الدرجات الكبرى الباب العاشر من الجزء الثامن ص416].
ثم أورد باباً آخر (باب في الأئمة أنهم يعرفون بالإخبار من هوغائب عنهم).
وسرد تحته روايات عديدة [بصائر الدرجات الكبرى الباب الحادي عاشر ص416 وما بعد].
وبالمناسبة ما دمنا أوردنا روايات وذكرنا أبوباً من (بصائر الدرجات الكبرى) لثقة الشيعة بالأئمة وعظيم تقديرهم لأوصاف الأئمة نريد أن نذكر باباً آخر عقده في آخر جزء من هذا الكتاب لطرافته ولوأنه لا علاقة له بموضوعنا رأساً، وهوباب عنونه بعنوان (باب في ركوب أمير المؤمنين عليه السلام السحاب، وترقيه في الأسباب والأفلاك).
وأطرف من ذلك أن المعلق على الكتاب وهوعلامة الشيعة وحجتهم ميرزه محسن، علق على العنوان بقوله:
ولا يخفى ما في عنوان الباب فإنه لا يختص بعلي عليه السلام بل به، وبالحجة المنتظر عليهما السلام" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الخامس عشر من الجزء الثامن ص428، وهامش رقم 1 أيضاً].
وروى تحت هذا الباب روايات عديدة، منها ما روي عن أبي جعفر أنه قال:
"أما إن ذا القرنين قد خير السحابين، فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب. قلت: وما الصعب؟
قال: ما كان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة فصاحبكم يركبه، أما إنه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع، خمسة عوامر واثنين خراب، وفي رواية أخرى: أسباب السماوات السبع والأرضين السبع" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الخامس عشر من الجزء الثامن ص429].
ونرجع إلى موضوعنا فنقول: إن الصفار أدرج في الجزء السابع من الكتاب أيضاً أبواباً كثيرة في هذا الموضوع، وسرد تحتها روايات كثيرة، منها الباب الثاني بعنوان (باب في الإمام بأنه إن شاء أن يعلم العلم لعلم).
منها ما رواه عن عمروبن سعيد المدائني:
عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
"إذا أراد الإمام أن يعلم شيئاً علمه الله ذلك" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الثاني من الجزء السابع ص335].
وباباً آخر بعنوان (ما يفعل بالإمام من النكت والقذف والنقر في قلوبهم وآذانهم).
أورد تحته ثلاث عشرة رواية. منها عن الحارث بن مغيرة أنه قال:
"قلت لأبي عبد الله عليه السلام: هذا العلم الذي يعلمه عالمكم أشيء يلقى في قلبه أوينكت في أذنه، فسكت حتى غفل القوم، ثم قال: ذاك وذاك" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الثالث من الجزء السابع ص337].
وفي رواية: فقال: وحي كوحي أم موسى، ورواية أخرى: وقد يكونان معاً" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الثالث من الجزء السابع ص337، 338].
وعن النجاشي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
"فينا والله من ينقر في أذنه وينكت في قلبه وتصافحه الملائكة.
قلت: كان، أويكون، أواليوم؟
قال: بل اليوم.
قلت: كان، أواليوم؟
قال: بل اليوم والله يا ابن النجاشي حتى قالها ثلاثاً" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الثالث من الجزء السابع ص338].
وباب آخر (باب فيه تفسير الأئمة لوجود علومهم الثلاثة وتأويل ذلك).
وروى تحته روايات منها ما رواها عن علي السائي قال:
"سألت الصادق عليه السلام عن مبلغ علمهم؟ فقال: مبلغ علمنا ثلاثة وجوه: ماض وغابر وحادث، فأما الماضي فمفسر، وأما الغابر فمزبور [أي مكتوب]. وأما الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع وهوأفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا، وفي رواية: وأما النقر في الأسماع فإنه من الملك" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الرابع من الجزء السابع ص338].
وباب آخر (باب في الأئمة عليهم السلام محدثون مفهمون)، وروى تحته ثماني روايات، منها:
"عن الحكم بن عيينة قال: دخلت على علي بن الحسن يوماً فقال لي: يا حكم .. هل تدري ما الآية التي كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعرف بها صاحب قتله ويعلم بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس؟ قال الحكم: فقلت في نفسي: قد وقفت على علم من علم علي بن الحسين أعلم بذلك تلك الأمور العظام. قال: فقلت: لا والله! لا أعلم به، أخبرني بها يا ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال:
والله! قول الله: {وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدث}، فقلت: وكان علي بن أبي طالب محدثاً؟
قال: نعم! وكل إمام منا أهل البيت فهومحدث" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الخامس من الجزء السابع ص339، 340].
وفي الباب الذي يليه يبين من هوالمحدث، وما هوشأنه؟ بعنوان (باب في أن المحدث كيف صفته؟ وكيف يصنع به؟ وكيف يحدث الأئمة؟).
وأورد تحته ثلاث عشرة رواية، ومنها ما يرويها عن ابن أبي يعفور أنه قال:
"قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنا نقول: إن علياً عليه السلام لينكت في قلبه، أوينقر في صدره وأذنه؟
قال: إن علياً عليه السلام كان محدثاً. قال: فلما أكثرت عليه قال: إن علياً عليه السلام كان يوم بني قريظة وبني النضير كان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يحدثانه" [بصائر الدرجات الكبرى الباب السادس من الجزء السابع ص341].
وروى عن علي بن الحسين أنه قال:
"علم علي عليه السلام في آية من القرآن وكتمنا الآية. قال: اقرأ يا حمران فقرأت: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي. قال: فقال أبوجعفر عليه السلام: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث. قلت: وكان علي عليه السلام محدثاً؟
قال: نعم! فجئت إلى أصحابنا، فقلت: قد أصبت الذي كان الحكم يكتمنا. قال: قلت: قال أبوجعفر عليه السلام كان يقول: علي عليه السلام محدث، فقالوا لي: ما صنعت شيئاً .. ألا سألته من يحدثه؟
قال: فبعد ذلك إني أتيت أبا جعفر عليه السلام فقلت: أليس حدثني أن علياً عليه السلام كان محدثاً؟
قال: بلى! قلت: من يحدثه؟
قال: ملك يحدثه. قال: قلت: أقول: إنه نبي أورسول؟
قال: لا. قال: بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى، ومثله مثل ذي القرنين" [بصائر الدرجات الكبرى الباب السادس من الجزء السابع ص344].
وباب آخر (باب من يلقى شيء بعد شيء يوماً بيوم وساعة بساعة مما يحدث).
وروى تحته عن ضريس أنه قال:
"كنت مع أبي بصير عند أبي جعفر عليه السلام، فقال له أبوبصير: بم يعلم عالمكم جعلت فداك؟
قال: يا أبا محمد! إن عالمنا لا يعلم الغيب، ولووكل الله عالمنا إلى نفسه كان كبعضكم ولكن يحدث إليه ساعة بعد ساعة" [بصائر الدرجات الكبرى الباب السادس من الجزء السابع ص345].
وروى أيضاً عن أبي بصير قال:
"قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك، أي شيء هوالعلم عندكم؟ قال: ما يحدث بالليل والنهار والأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة، وفي رواية أخرى: ما يحدث بالليل والنهار يوماً بيوم وساعة بساعة" [بصائر الدرجات الكبرى الباب السابع من الجزء السابع ص345].
وباب آخر (باب في الأئمة عليهم السلام ورثوا العلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن علي عليه السلام، وإن العلم يقذف في صدورهم وينكت في آذانهم).
وأورد تحته تسع روايات.
وفي الجزء السادس روى رواية في (باب في أمير المؤمنين عليه السلام أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه العلم كله، وشاركه في العلم ولم يشاركه في النبوة).
عن حمران أنه قال:
"قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك: قد بلغني أن الله قد ناجى علياً؟ قال: أجل! قد كان بينهما مناجاة بالطائف ونزل بينهما جبريل، وقال: إن الله علم رسوله الحلال والحرام والتأويل، فعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً عليه السلام علمه كله" [بصائر الدرجات الكبرى الباب العاشر من الجزء السادس ص311].
وعلى ذلك ذكر في الجزء الرابع من كتابه (باب في أن الأئمة يخاطبون ويسمعون الصوت ويأتيهم صور أعظم من جبريل وميكائيل) عن أبي عبد الله أنه قال:
"إنا لنزاد في الليل والنهار، ولولم نزد لنفد ما عندنا، قال أبوبصير: جعلت فداك من يأتيكم به؟
قال: إن منا من يعاي، وإن منا من ينقر في قلبه كيت وكيت، وإن منا لمن يسمع بأذنه وقعاً كوقع السلسلة في الطست. قال: فقلت له: من الذي يأتيكم بذلك؟
قال: خلق أعظم من جبريل وميكائيل" [بصائر الدرجات الكبرى الباب السابع من الجزء الخامس ص252].
وكذلك روي في الباب الثامن من هذا الجزء بعنوان (باب في الإمام أنه تراءى له جبريل وميكائيل وملك الموت).
وروي تحت روايات "أن جعفراً وأباه الباقر جاءهما جبريل وملك الموت بصورة شيخ طويل جميل أبيض الرأس واللحية، ورجل أدم حسن الوجه والشيمة وكان الأول جبريل، والثاني ملك الموت" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الثامن من الجزء الخامس ص253 وص254 الرواية الأولى والثالثة].
وعلى ذلك ينص القوم بأن أئمتهم أفضل من جميع الأنبياء بما فيهم أولوالعزم من الرسل وأعلم منهم، كما بوب صاحبنا هذا محمد بن الحسن الصفار (باب في أمي المؤمنين عليه السلام وأولوالعزم أيهم أعلم) [بصائر الدرجات الكبرى الباب الخامس من الجزء الخامس ص247].
كما أن الحر العاملي بوب باباً بعنوان (إن النبي والأئمة الاثنى عشر عليهم السلام أفضل من سائر المخلوقات من الأنبياء والأوصياء السابقين، والملائكة وغيرهم، وإن الأنبياء أفضل من الملائكة) [الفصول المهمة في أصول الأئمة باب 101 ص151].
وابن بابويه القمي الملقب بصدوق الشيعة بوب باباً في كتابه بعنوان (أفضلية النبي - صلى الله عليه وسلم - والأئمة على جميع الملائكة والأنبياء عليهم السلام) [عين أخبار الرضا ج1 ص262].
ولا يخلوكتاب من كتب الشيعة إلا وفيه أبواب متشابهة في هذا المعنى.
وقد سردوا تحتها روايات أكثر من أن تحصى حسب تعبير محدث الشيعة الحر العاملي [انظر الفصول المهمة ص154].
منها ما رووا عن أبي جعفر أنه قال لأحد أتباعه: "يا عبد الله! ما تقول الشيعة في علي عليه السلام وموسى وعيسى [انظر قوة القوم وإساءة أدبهم في حق أنبياء الله ورسله حيث لا يستعملون اسم واحد من أئمتهم إلا ويعقبونه بكلمة عليه السلام، وإنما يذكرون أنبياء الله ورسله فيبخلون بالصلاة والسلام عليهم]؟ قال:
قلت: جعلت فداك، وعن أي حالات تسألني؟
قال: أسألك عن العلم، فأما الفضل فهم سواء.
قال: قلت: جعلت فداك، فما عسى أقول فيهم.
فقال: هووالله أعلم منهما" [بصائر الدرجات الباب الخامس من الجزء الخامس ص248، الفصول المهمة ص151].
ورووا عن ابنه جعفر أنه قال:
"إن الله خلق أولي العزم من الرسل وفضلهم بالعلم، وأورثنا علمهم وفضلهم، وفضلنا عليهم في علمهم، وعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يعلموا، وعلمنا علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلمهم" [بصائر الدرجات ص248، الفصول المهمة ص152].
وهناك باب آخر بعنوان (باب أن الأئمة عليهم السلام أفضل من موسى والخضر عليهما السلام).
ثم روى تحته روايات عديدة، منها ما رواه عن أبي جعفر محمد الباقر أنه قال:
لقد سأل موسى العالم (يعني الخضر) مسألة لم يكن عنده جوابها، ولقد سأل العالم موسى مسألة لم يكن عنده جوابها، ولوكنت بينهما لأخبرت كل واحد منهما بجواب مسألته، ولسألتهما عن مسألة لا يكون عندهما جوابها" [بصائر الدرجات الكبرى الباب السادس من الجزء الخامس ص250].
هذا وإننا لنرى بأن ما أوردناه من الأبواب وسردناه من الروايات يكفي لبيان الحق والحقيقة، والمعتقدات الأصيلة الشيعية في أئمتهم حول نزول الوحي والملائكة عليهم، وأنه لا فرق بينهم وبين أنبياء الله ورسله حيث أنهم يخاطبون ويكلمون، ويقذف في قلوبهم، ويلقى في مسامعهم، وتنزل عليهم الملائكة، جبرئيل ومن دونه وفوقه، ويناجيهم الرب جل وعلا - تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً - ولا نريد إكثار الروايات المملة في هذا الموضوع مع وجود أضعاف الأضعاف منها في (بصائر الدرجات) وغيره من الكتب المعتبرة الموثقة المعتمدة [ومن أراد الاستزادة فعليه أن يرجع إلى كتب التفسير والحديث فإنها مليئة بمثل هذه الخرافات والترهات] لدى الشيعة، كما نريد أن نبين ههنا أنه لم يكن اختيارنا كتاب (بصائر الدرجات) هذا لبيان معتقدهم في نزول الوحي والملائكة على أئمتهم مع وجود هذه الروايات في كتب الحديث والتفسير الأخرى إلا أن صاحب (البصائر) وهوالصفار من أقدم المحدثين الشيعة وشيخ مؤلفي الصحاح الأربعة أوشيخ شيخهم.
وأيضاً فإن هذا الكتاب لم يؤلف إلا لسرد الروايات الشيعية من الأئمة المعصومين المزعومين في فضائلهم، وإننا لندرك أننا أكثرنا الروايات في هذا البحث خلاف البحوث المتقدمة لأننا لم نورد هذا المبحث وهذه الروايات في كتبنا الأربعة عن الشيعة [الشيعة والسنة، والشيعة وأهل البيت، والشيعة والقرآن، والشيعة والتشيع فرق وتاريخ] ولأنه مهم في فهم أصول الشيعة وعقائدهم.
وجلاء للحق الذي هوواضح وجلي مما سبق نريد أن نذكر بعض العناوين للأبواب التي ذكرها الكليني في (الأصول من الكافي) في هذا الخصوص فقط. وفي كتاب الحجة لا غير كي لا تبقى شبهة لشاك ولا ريب لمرتاب.
فهذه بعض عناوين الأبواب من كتاب الحجة في (الأصول من الكافي):
باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة.
باب أن الأئمة ولاة أمر الله وخزنة علمه.
باب أن الأئمة خلفاء الله عز وجل في أرضه، وأبوابه التي منها يؤتى.
باب أن الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة.
باب عرش الأعمال على النبي والأئمة.
باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم.
باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنه يعرفونها على اختلاف ألسنتهم.
باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء.
باب في أن الأئمة يزدادون في ليلة الجمعة.
باب لولا أن الأئمة يزدادون لنفد ما عندهم.
باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل.
باب أن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا.
باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء.
باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علماً إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين، وأنه كان شريكه في العلم.
باب أن الأئمة محدثون مفهمون.
باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة.
باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة.
باب أن الأئمة لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلا بعهد من الله عز وجل وأمر منه لا يتجاوزونه.
باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم، وتطأ بسطهم، وتأتيهم بالأخبار، وهذا آخر ما أردنا ثبته في هذا الباب.
وإن في ذلك لعبرة لأولي الألباب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
الشيخ عودة
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 1748
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
العمر : 73

 غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Empty
مُساهمةموضوع: رد: غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل    غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Emptyالثلاثاء ديسمبر 24, 2013 4:18 am

الأئمة عند الرافضة يقولون كن فيكون


زعم الرافضة أن الله يقول في بعض (؟) كتبه « يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون» (بحار الأنوار90/376 مستدرك الوسائل11/258 نقله عن إرشاد القلوب للديلمي، عدة الداعي لاحمد بن فهد الحلي ص291 ط: مكتبة الوجداني. قم ميزان الحكمة لمحمد الريشهري3/1798 الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم1/71).

زاد بعضهم لفظ «عبدي أطعني أجعلك مثلي» (الجواهر السنية ص361 و363 شجرة طوبى 1/330 محمد مهدي الحائري هامش بحار الأنوار102/165 أبو طالب حامي الرسول ص185 لنجم الدين العسكري الفوائد الرجالية1/38).

وفي رواية « تكن مثلي» (مستند الشيعة1/6 للنراقي الفوائد الرجالية1/39 للسيد بحر العلوم).

زعم علي بن يونس العاملي أن رسول الله قال « إن لله عبادا أطاعوا الله فأطاعهم، يقولون بأمره للشيء كن فيكون» (الجواهر السنية ص361 للحر العاملي الصراط المستقيم1/169 علي بن يونس العاملي).

مثله أو على مثاله؟

وزعم بعض المراوغين أن قوله (مثلي) هي بفتح الميم والثاء) وهذا باطل. فإن السياق يأبى هذا الكذب. لأن مدار الرواية على أن يجعل الله العبد مثله في قوله للشيء كن فيكون.

يؤكد ذلك ما قاله الشيعة أنفسهم:

قال النراقي « إن الإنسان يرتفع بهما (بالائتمار بأمر الله والانتهاء بنهيه) يرتفع حتى يعد بمنزلة الملائكة، بل بمنزلته تبارك وتعالى كما ورد في قوله تعالى (عبدي أطعني تكن مثلي، أو مثلي» (مستند الشيعة1/6 للمحقق النراقي).

وروى الحر العاملي الحديث القدسي بلفظ آخر وهو « عبدي أطعني أجعلك مثلي: أنا حي لا أموت أجعلك حيا لا تموت. أنا غني لا أفتقر أجعلك غنيا لا تفتقر. أنا مهما أشاء يكون، أجعلك مهما تشاء يكون» (الجواهر السنية للحر العاملي ص361).

وأورده الحائري بهذا اللفظ « أجعلك مثلي: أقول للشيء كن فيكون: تقول للشيء كن فيكون» (شجرة طوبى1/33 وكذلك أبو طالب حامي الرسول 185 لنجم الدين العسكري).

جمعية الصداقة الصوفية الرافضية

وقد تسربت هذه الإنحراف الرافضي إلى شقيقه التصوف. أو بتعبير أدق «التصوف فرع التشيع» فقد قال ابن خلدون في مقدمته « لولا التشيع لما عرف التصوف».

وإننا نجد في كتاب البرهان المؤيد للرفاعي بتحقيق عبد الله الحبشي صاحب دكان الرافضة في لبنان يصرح في هذا الكتاب (ص 94) منه أن الله " صرف الأولياء في الأكوان وجعلهم يقولون للشيء كن فيكون " .

- وزعم النبهاني أن أحد " الأولياء " قال " تركت قولي للشيء كن فيكون : تأدّباً مع الله " (جامع كرامات الأولياء 2/158) .

- وزعم أن علي بن أبي طالب قال لعمر النبتيني " أعط طاقيتي هذه للشيخ عبد الوهاب الشعراني وقل له يتصرف في الكون (جامع كرامات الأولياء 2/135 وانظر 1/32).

- وذكر الصيادي أن أحمد الرفاعي قال " وإذا صرف الله تعالى الولى فى الكون المطلق صار أمره بأمر الله إذا قال للشيء كن فيكون (قلادة الجواهر 73 و 145 المعارف المحمدية 47 البرهان المؤيد 94 وذكرها النبهاني عن ابن عربي 1/32).

- وزعم هو والشعراني أنه جاء في بعض الكتب الإلهية أن الله قال : يا بني آدم أطيعوني أطعكم ، وراقبوني أراقبكم وأجعلكم تقولون للشيء كن فيكون (قلادة الجواهر 147 طبقات الشعراني 1/142).

*وذكر البنهاني أن ابن عربي الملحد كان يقول بأن الأولياء ينتقلون إلى مقام كريم يقولون للشئ كن فيكون (جامع كرامات الأولياء 1/32 .).

وروى الصوفية عن أحمد الرفاعي أن الولي يحيي الموتى وأنه إذا قال للشيء "كن فيكون" (قلادة الجواهر 73 و 145 المعارف المحمدية 47 – 348).

الحكم بكفر من يقول بذلك

- وقد نص القرافى أن هذا كفرٌ صريح كما نقل عنه ابن حجر الهيتمي « وقد وقع هذا لجماعة من الصوفية يقولون : فلان أعطي كلمة (كن) : وهذا كفر» .

وذكر الدهلوي من أنواع الشرك : إثبات صفة من صفات الله إلى غير الله وأنه متصرف في الكون ويقول للشيء كن فيكون . وهي من أعظم البلايا المنتشرة عند الصوفية يثبتونها لأوليائهم (الفوز الكبير في أصول التفسير12-13). كتبه عبد الرحمن دمشقية - 8/4/1423

قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا


قال أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام على المنبر:
أنا النون والقلم
وأنا النور ومصباح الظلم
أنا الطريق الأقوم
أنا الفاروق الأعظم
أنا عيبة العلم
أنا أوبة الحلم
أنا النبأ العظيم
أنا الصراط المستقيم
أنا وارث العلوم
أنا هيولى النجوم
أنا عمود الإسلام
أنا مكسر الأصنام
أنا ليث الزحام
أنا أنيس الهوام
أنا الفخار الأفخر
أنا الصديق الأكبر
أنا المحشرأنا ساقي الكوثر
أنا صاحب الرايات
أنا سريرة الخفيات
أنا جامع الآيات
أنا مؤلف الشتات
أنا مفرج الكربات
أنا دافع الشقاة
أنا حافظ الكلمات
أنا مخاطب الأموات
أنا محلل المشكلات
أنا مزيل الشبهات
أنا ضيغم الغزوات
أنا صاحب المعجزات
أنا الزمام الأطول
أنا محكم المفصل
أنا حافظ القرآن
أنا تبيان البيان
أنا قسيم الجنان
أنا شاطر النيران
أنا مكلم الثعبان
أنا حاطم الأوثان
أنا حقيقة الأديان
أنا عين الأعيان
أنا قرن الاقران
أنا بذل الشجعان
أنا فارس الفرسان
أنا سؤال متى
أنا الممدوح بهل أتى
أنا شديد القوى
أنا حامل اللواء
أنا كاشف الردى
أنا بعيد المدى
أنا عصمة الورى
أنا ذكي الوغى
أنا قاتل من بغى
أنا موهوب الشدى
أنا أتمد القذى
أنا صفوة الصفا
أنا كفؤ الوفاء
أنا موضح القضا
أنا مستودع الوصايا
أنا معدن الانصاف
أنا محل العفاف
أنا معارف العوارف
أنا صاحب الأذن
أنا قاتل الجن
أنا يعسوب الدين
وصالح المؤمنين
وإمام المتقين
أنا أول الصديقين
أنا الحبل المتين
أنا دعائم الدين
أنا صحيفة المؤمن
أنا ذخيرة المهين
أنا الإمام الأمين
أنا الدرع الحصين
أنا الضارب بالسيفين
أنا الطاعن بالرمحين
أنا صاحب بدر وحنين
أنا شقيق الرسول
أنا بعل البتول
أنا سيف الله المسلول
أنا أولم الغليل
أنا شفاء العليل
أنا سؤال المسائل
أنا نجحة الوسائل
أنا قالع الباب
أنا مفرق الأحزاب
أنا رشد العرب
أنا كاشف الكرب
أنا ساقي العطاش
أنا النائم على الفراش
أنا الجوهرة الثمينة
أنا باب المدينة
أنا محكمة الحكمة
أنا عصام العصمة
أنا واضع الشريعة
أنا حافظ الطريقة
أنا موضح الحقيقة
أنا مطية الوديعة
أنا مبيد الكفرة
أنا أبو الأئمة البررة
أنا دوحة الأصلية
أنا مفضل الفضيلة
أنا خليفة الرسالة
أنا سميدع البسالة
أنا وارث المختار
أنا طهير الأطهار
أنا عقاب الكفور
أنا مشكاة النور
أنا جمل الأمور
أنا زهرة النور
أنا بصيرة البصائر
أنا ذخيرة الذخائر
أنا بشارة البشر
أنا الشفيع المشفع في المحشر
أنا ابن عم البشير النذير
أنا طود الأطواد
أنا جود الأجواد أنا حلية الخلد
أنا بيضة البلد
أنا صمصام الجهاد
أنا جلة الآساد
أنا الشاهد المشهود
أنا العهد المعهود
أنا منحة المنايح
أنا صلاح المصالح
أنا غمضة الغوامض
أنا لحظة اللواحظ
أنا أعذوبة اللفظ
أنا أعجوبة الحفظ
أنا نفيس النفائس
أنا غياث الضنك
أنا سريع الفنك
أنا رحيب الباع
أنا وقو الاسماع
أنا إرث الوارث
أنا نفثة النافث
أنا جنب الله
أنا وجه الله
(شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي ج: 22 ص: 351-352 / نفحات الأزهار للسيد علي الميلاني ج: 10 ص: 212-213 / توضيح الدلائل للعلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي ص: 132 نسخة مكتبة الملي بفارس / يصح أن يمدح المعصوم نفسه ص: 10 / ما ورد في صلاة الملائكة لعلي ص: 72)
2- ومن خطبة له (ع) يقول فيها :
أنا عندي مفاتيح الغيب لا يعلمها بعد رسول الله إلا أنا
أنا ذو القرنين المذكور في الصحف الأولى
أنا صاحب خاتم سليمان
أنا ولي الحساب
أنا صاحب الصراط والموقف
أنا قاسم الجنة والنار
أنا آدم الأول
أنا نوح الأول
أنا آية الجبار
أنا حقيقة الأسرار
أنا مورق الأشجار
أنا مونع الثمار
أنا مفجر العيون
أنا مجري الأنهار
أنا خازن العلم
أنا طور الحلم
أنا أمير المؤمنين
أنا عين القين
أنا حجة الله في السماوات و الأرض أنا الراجفة
أنا الصاعقة
أنا الصيحة بالحق أنا الساعة لمن كذب بها
أنا ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه
أنا الأسماء الحسنى التي أمر أن يدعى بها
أنا ذلك النور الذي اقتبس منه الهدى
أنا صاحب الصورأنا مخرج من في القبور
أنا صاحب يوم النشورأنا صاحب نوح و منجيه
أنا صاحب أيوب المبتلى و شافيه
أنا أقمت السماوات بأمر ربي أنا صاحب إبراهيم
أنا سر الكليم أنا الناظر في الملكوت
أنا أمر الحي الذي لا يموت أنا ولي الحق على سائر الخلق
أنا الذي لا يبدل القول لدي وحساب الخلق إلي
أنا المفوض إلي أمر الخلائق
أنا خليفة الإله الخالق أنا سر الله في بلاده وحجته على عباده
أنا أمر الله و الروح كما قال سبحانه وتعالى: " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي "(الإسراء 85)
أنا أرسيت الجبال الشامخات وفجرت العيون الجاريات
أنا غارس الأشجار ومخرج الألوان والثمار
أنا مقدر الأقوات
أنا منشر الأموات
أنا منزل القطر
أنا منور الشمس والقمر والنجوم
أنا أقيم القيامة
أنا أقيم الساعة
أنا الواجب له من الله الطاعة
أنا سر الله المخزون أنا العالم بما كان وما يكون
أنا صلوات المؤمنين وصيامهم
أنا مولاهم وأمامهم
أنا صاحب النشر الأول والأخر
أنا صاحب المناقب والمفاخر
أنا صاحب الكواكب
أنا عذاب الله الواصب
أنا مهلك الجبابرة الأولى
أنا مزيل الدول
أنا صاحب الزلازل والرجف
أنا صاحب الكسوف والخسوف
أنا مدمر الفراعنة بسيفي هذا
أنا الذي أقامني الله في الأظلَة ودعاهم إلى طاعتي فلما ظهرت أنكروا فقال الله سبحانه : " فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به "(البقرة 89)
أنا نور الأنوار
أنا حامل العرش مع الأبرار
أنا صاحب الكتب السالفة
أنا باب الله الذي لا يفتح لمن كذب به ولا يذوق الجنة
أنا الذي تزدحم الملائكة على فراشي
و تعرفني عباد أقاليم الدنيا
أنا الذي ردت لي الشمس مرتين
وسلمت علي كرتين
وصليت مع رسول الله القبلتين
وبايعت البيعتين أنا صاحب بدر وحنين
أنا الطور
أنا الكتاب المسطور
أنا البحر المسجور
أنا البيت المعمور
أنا الذي دعا الله الخلائق إلى طاعتي فكفرت وأصرت فمسخت
وأجابت أمة فنجت وإزلفت
أنا الذي بيدي مفاتيح الجنان ومقاليد النيران
أنا مع رسول الله في الأرض وفي السماء
أنا المسيح حيث لا روح يتحرك ولا نفس يتنفس غيري
أنا صاحب القرون الأولى
أنا الصامت ومحمد الناطق
أنا جاوزت موسى في البحر وأغرقت فرعون وجنوده
أنا أعلم هماهم البهائم ومنطق الطير
أنا الذي أجوز السماوات السبع والأرضين السبع في طرفة عين
أنا المتكلم على لسان عيسى في المهد
أنا الذي يصلى عيسى خلفي
أنا الذي انقلب في الصور كيف شاء الله
أنا مصباح الهدى
أنا مفتاح التقى
أنا الآخرة والأولى
أنا الذي أرى أعمال العباد
أنا خازن السماوات والأرض بأمر رب العالمين
أنا القائم بالقسط
أنا ديان الدين
أنا الذي لا تقبل الأعمال إلا بولايتي
ولا تنفع الحسنات إلا بحبي
أنا العالم بمدار الفلك الدوار
أنا صاحب مكيال وقطرات الأمطار ورمل القفار بأذن الملك الجبار
أنا الذي أقتل مرتين وأحيي مرتين وأظهر كيف شئت
أنا محصي الخلائق وأن كثروا
أنا محاسبهم
أنا الذي عندي ألف كتاب من كتب الأنبياء
أنا الذي جحد ولايتي ألف أمة فمسخوا أنا المذكور في سالف الأزمان والخارج في آخر الزمان
أنا قاصم الجبارين في الغابرين ومخرجهم ومعذبهم في الآخرين يغوث ويعوق ونثرًا عذابا شديدا
أنا المتكلم بكل لسان
أنا الشاهد لأعمال الخلائق في المشارق والمغارب
أنا صهر محمد
أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه
أنا باب حطه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين لرجب البرسي ص: 170-172 / بغية الطالب في معرفة علي بن ابي طالب ليونس رمضان ص: 408-410 ط.بيروت / لوامع النورانيه للسيد هاشم البحراني)
جبريل يبحث مع الزهراء عليها السلام مسائل إيران

يقول الإمام الخميني:
إنّ كاتب الوحي للصديقة الزهراء كان أمير المؤمنين عليه السلام كما أنّه عليه السلام كان كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وآله (الذي انتهى ذلك الوحي بارتحال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، إنّه ليس من السهل مجيءُ جبرئيل للإنسان. ولا يُتَخيل أنّ جبرئيل يأتي لكلّ أحد وأنّ هذا الأمر من الأمور الممكنة!! إنّ هذا الأمر يفتقر إلى تناسب وانسجام بين روح من يتوجه إليه جبرئيل وبين مقام جبرئيل الذي هو الروح الأعظم. وليس هناك فرق بين القولين سواء قلنا أنّ تنزيل جبرئيل إنّما هو بواسطة الروح الأعظم للولي أو النبي، وأنّه هو الذي ينزّل جبرئيل أم قلنا بأنّ الله سبحانه يأمره بأن يأتي ويُخبر عنه سبحانه فعلى القولين: الأوّل الذي هو قول بعض من أهل النظر أو الثاني الذي قال به بعض أهل الظاهر، فلولا التناسب بين روح من يأتي إليه جبرئيل وبين جبرئيل نفسه الذي هو الروح الأعظم، لا يمكن هذا المعنى أعني (إتيان جبرئيل إليه) وهذا التناسب كان في الدرجة الأولى بين جبرئيل الذي هو الروح الأعظم والأنبياء وهم الرسول الأكرم محمّد صلى الله عليه وآله وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام وإبراهيم عليه السلام وأمثالهم، ولم يتحقق هذا الأمر بالنسبة إلى الآخرين، حتّى بالنسبة إلى الأئمّة عليهم السلام أنا لم أعثر على مستند يدلُّ على نزول جبرئيل عليهم بنفس المستوى الذي وصلت إليه الزهراء عليها السلام هذه الأمر كان منحصراً بالزهراء عليها السلام لا غيرها.... وأمّا بما يتعلّق بالمسائل التّي كان جبرئيل يبيّن لها، فربّما كانت إحدى تلك المسائل المبيّنة لها من قِبَل جبرئيل تتعلّق بما يحدث في عهدِ واحدٍ من ذريتها العظيمة أعني صاحب الأمر سلام الله عليه، ومسائل إيران كان من ضمنها، نحن لا نعلم، ربّما كان ذلك وعلى أيّ حال إننّي أرى هذه الفضيلة أسمى فضائلها (مع أنّ جميع فضائلها عظيمة) وهي الفضيلة التي لم تحصل لغير الطبقة العالية من الأنبياء عليهم السلام (لا كلّهم) وبعض الأولياء الذين كانوا في رتبة تلك الطبقة من الأنبياء. وأمّا قضيّة مراودة جبرئيل في الخمس والسبعين يوماً فلم يتحقق لأحدٍ حتّى الآن وهذه من الفضائل المختصّة بالصدّيقة سلام الله عليها.
_________________________________
المصدر: صحيفة النور ج 19 ص278.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
الشيخ عودة
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 1748
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
العمر : 73

 غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Empty
مُساهمةموضوع: رد: غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل    غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Emptyالثلاثاء ديسمبر 24, 2013 4:19 am

وقوعهم في الشرك وتوجههم بالعبادة والدعاء للمخلوق

ومما يُعرفون به كذلك التوجه بالصلاة إلى القبور .. وطلب العون والغوث والمدد من الأموات .. واجتماعهم على قبورهم المنتشرة في إيران، والعراق وغيرها من الأمصار أكبر شاهد على ذلك ..!

فهم من أشد الناس عبادة للقبور وتعظيماً لها .. وترغيباً بشد الرحال إليها والعكوف عندها .. لاعتقادهم أن ساكنيها من الأموات يملكون القدرة على إغاثتهم، والاستجابة لهم .. وهذا عين الشرك والكفر!

وجميع الناس يعلم عنهم تلك الأدعية التي يرفعونها في كل مناسبة واجتماع كقولهم:" يا حسين المدد .. أغثنا يا حسين " مع اعترافهم وتقريرهم بأن الدعاء عبادة كما في الكافي للكليني 2/467: عن أبي عبد الله عزوجل قال: فإن الدعاء هو العبادة ا- هـ. ومع ذلك تراهم يجوزون التوجه بالدعاء للمخلوق .. وللقبور!!

قال الخميني في كتابه كشف الأسرار، ص49: فطلب الحاجة من الحجر أو الصخر ليس شركاًً، وإن يكن عملاً باطلاً، ثم إننا نطلب المدد من الأرواح المقدسة للأنبياء والأئمة ممن قد منحهم الله القدرة ا- هـ. أي ممن منحهم الله تعالى القدرة على التأثير .. وعلى إجابة المضطر إذا دعاهم .. وهذا عين الكفر والشرك .. والتكذيب للتنزيل!

ومما استدل به الخميني على جواز تشييد القبور وشد الرحال إليها، والعكوف عندها .. تلك الرواية الملفقة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن إن الله جعل قبرك وقبور أولادك بقعة من بقاع الجنة، وصحناً من صحونها، وإن الله أدخل في قلوب المختارين من خلقه حبكم، وجعلهم يتحملون الأذى والذل من أجلكم، ويقومون بإعادة بناء قبوركم، ويأتون لزيارتكم تقرباً إلى الله، وزُلفى إلى رسوله، وهؤلاء مشمولون بشفاعتي .. يا علي إن من يبني قبوركم يصيبه ثواب سبعين حجة غير حجة الإسلام، وتُمحى خطاياه ويُصبح كمن ولدته أمه، إنني أبشرك بذلك، وبشر أنت محبيك بهذه النعمة التي لم ترها عين، ولم تسمع بها أذن، ولم تطرأ على بال أحد، إلا أن هناك توافه من الناس يلومون زائري قبوركم، كما يلومون المرأة الزانية، إن هؤلاء هم أشرار أمتي، والله لا يشملهم بشفاعتي ..[[1]]ا- هـ.

أقول: ما أسهل الكذب على الله وعلى رسوله، وعلى آل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .. عند الشيعة الروافض .. فقد ثبت عن علي رضي الله عنه ـ كما في الحديث الصحيح ـ أنه كان يرسل أمراء الجند ويقول لأحدهم:" ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله: ألا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته ". فكيف بمن هذه سيرته مع القبور المشرفة .. يقبل بما نُسب إليه في رواية الخميني الملفقة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. سواء؟!!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية عنهم: ويشبهون النصارى في الغلو في البشر والعبادات المبتدعة، وفي الشرك، وغير ذلك.

ومع هذا يُعطلون المساجد التي أمر الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه، فلا يقيمون فيها جمعة ولا جماعة، ويبنون على القبور المكذوبة وغير المكذوبة مساجد يتخذونها مشاهد، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من اتخذ المساجد على القبور، ونهى أمته عن ذلك، وقال قبل أن يموت بخمس:" إن كان من قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإني أنهاكم عن ذلك ". ويرون أن حج هذه المشاهد المكذوبة وغير المكذوبة من أعظم العبادات، حتى أن مشائخهم من يفضلها على حج البيت الذي أمر الله به ورسوله، ووصف حالهم يطول[[2]]ا- هـ.

فإن قيل: أين الدليل على كفر من يتوجه بالدعاء أو أي نوع من أنواع العبادة للمخلوق ..؟!

أقول: الأدلة على كفره كثيرة منها، قوله تعالىSmile وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (يونس:18. وعبادتهم لهم هنا كانت في الدعاء ..!

وقال تعالىSmile أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ( الزمر:3.

وقال تعالىSmile وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ (يونس:106.

وقال تعالىSmile فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (الشعراء:213.

وقال تعالىSmile وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الأنعام:17.

وقال تعالىSmile أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ ( يّـس:23.

وقال تعالىSmile أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (النمل:62. أي أإله مع الله يجيب المضطر إذا دعاه .. ويكشف السوء عنه ..؟!!

وغيرها كثير من الآيات التي تفيد كفر من توجه بالدعاء أو أي نوع من أنواع العبادة للمخلوق.

[1] كتاب كشف الأسرار، ص 84.

[2] الفتاوى: 28/480 و 482.

غلوهم في الأئمة، والقول بعصمتهم

فقد غالى الشيعة الروافض في أئمتهم الاثنى عشر غلواً حملهم على أن يرفعوهم إلى درجة تعلو وتفوق درجة الأنبياء والرسل .. وأن يجعلوا منهم آلهة تُعبد تمشي على الأرض .. يتحكمون بالكون وذراته .. ويعلمون ما كان وما سيكون .. وما أكثر أقوالهم، ونصوصهم، ورواياتهم الدالة على ذلك، نذكر منها للتدليل التالي:
روى الكليني في الكافي 1/192: عن سدير، عن أبي جعفر عزوجل قال: قلت له: جُعلت فداك ما أنتم ؟ قال: نحن خزّان علم الله، ونحن تراجمة وحي الله، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الأرض ا- هـ.
فتأمل: فهم الخزان الذي انتهى إليهم علم الله .. وأحاطوا به واستحوذوا عليه .. وهم حجة على العباد .. تعلو حجة القرآن الكريم .. وحجة الأنبياء والرسل .. وحجة آيات السماوات والأرض، والجبال .. والبحار .. وغيرها من الآيات العظام التي أودعها في خلقه الدالة على وحدانية الله تعالى ..؟!!
قال تعالىSmile قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ (الأنعام: من الآية50. وقال تعالىSmile أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (الطور:37.
وفي الكافي كذلك 1/193: الأوصياء هم أبواب الله عزوجل التي يؤتى منها، ولولاهم ما عُرف الله عزوجل، وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه ا- هـ.
قلت: أين دور الأنبياء والرسل .. وما القيمة من إرسالهم إذا كان الله تعالى يُعرف بغيرهم .. وهو I لا يُمكن أن يُعرف إلا بهؤلاء الغير .. والحجة كذلك على العباد تقوم بغيرهم ..؟!
وفي الكافي كذلك 1/196: عن أبي عبد الله عزوجل قال: ما جاء به علي عزوجل آخذ به وما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم الفضل على جميع من خلق الله عزوجل، المتعقب عليه ـ أي على علي ـ في شيء من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله، والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله، كان أمير المؤمنين عزوجل باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك، وكذلك يجري لأئمة الهدى واحداً بعد واحد، جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها، وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى، وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيراً ما يقول: أنا قسيم الله بين الجنة والنار، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا صاحب العصا ـ أي عصا موسى! ـ ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح، والرسل بمثل ما أقروا به لمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، ولقد حُمّلت على مثل حمولته؛ وهي حمولة الرب .. ولقد أُعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي: علمت المنايا والبلايا، والأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عني ما غاب عني، أبشر بإذن الله وأؤدي عنه، كل ذلك من الله مكنني فيه بعلمه ا- هـ.
قلت: كل عبارة من عبارات هذا الحديث ـ المفترى على علي رضي الله عنه ـ كفر أكبر .. وبطلانها بائنٌ لعوام المسلمين فضلاً عن خاصتهم ..!
تأمل قولهم: فضل علي كفضل النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. والنبي أفضل خلق الله .. أي أن علياً أفضل خلق الله كالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .. وهذا يعني أنه أفضل من جميع الأنبياء والرسل والملائكة المقربين .. وهذا الذي لعلي .. هو لجميع الأئمة والأوصياء واحداً بعد واحد ..!!
ثم بعد أن قرروا المساواة في الفضل بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين علي رضي الله عنه .. أثبتوا في آخر الحديث ما انفرد به علي بن أبي طالب وامتاز به عن نبينا وجميع الأنبياء والرسل، وهو أنه أعطي خصالاً لم يُسبق إليها من أحد، وهي: علم الغيب .. علم المنايا .. والبلايا .. لم يغب عنه علم ما فاته ولا ما غاب عنه .. ولا يخفى عليه شيء .. والعلم بالغيب بما كان وبما سيكون من أخص خصائص الله تعالى وحده، كما قال تعالىSmile وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (الأنعام:59.
وقال تعالى آمراً نبيهSmile قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (الأنعام:50. فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينفي عن نفسه علم الغيب فكيف يرتضونه لأوصيائهم ..؟!
وقال تعالىSmile قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف:188.
وقال تعالىSmile تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (هود:49. أفادت الآية الكريمة بأن تلك الأنباء لم يكن يعلمها النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قبل ولا قومه .. وعلي بن أبي طالب من قومه .. فكيف يُقال عنه أنه يعلم ما فاته وسبقه، وأنه لم يعزب عنه ما غاب عنه ..!!
قال تعالىSmile أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً (مريم:78.
وقال تعالىSmile قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (النمل:65. وقال تعالىSmile أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (النجم:35.
وقال تعالىSmile عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً . إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ( الجن:26-27. وعلي ليس برسول .. وكذلك أئمتهم وأوصيائهم .. ليسوا برسل ..!
ثم نسأل: إذا كان علي رضي الله عنه يعلم ما فات وما غاب .. ويعلم المنايا والبلايا .. فما حاجته لأن يكتب مصحف فاطمة عن الملك ..؟!!
وفي الكافي كذلك1/199: من حديث طويل عن الرضا عزوجل قال: هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم، إن الإمامة أجلُّ قدراً وأعظم شأناً، وأعلا مكاناً، وأمنع جانباً، وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يُقيموا إماماً باختيارهم ..!
إن الإمامة هي منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء، إن الإمامة خلافة الله، وخلافة الرسول، ومقام أمير المؤمنين، وميراث الحسن والحسين ...!
الإمام المطهر من الذنوب، والمبرأ من العيوب، المخصوص بالعلم، الموسوم بالحلم، نظام الدين، وعز المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين.
الإمام واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يُعادله عالم، ولا يوجد منه بدل
ولا له مثل، ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضّل الوهاب!
فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره، هيهات هيهات، ضلت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألبّاء، وكلّت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء، عن وصف شأنٍ من شأنه، أو فضيلة من فضائله، وأقرت بالعجز والتقصير، وكيف يوصف بكله، أو يُنعت بكنهه، أو يُفهم شيء من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه، لا كيف، وأنىَّ، وهو بحيث النجم من يد المتناولين، ووصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا .. وأين يوجد مثل هذا ..؟!!
الإمام عالم لا يجهل، وراع لا ينكل، معدن القدس والطهارة .. فهو معصوم مؤيد، موفَّقٌ مُسدد، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهده على خلقه .. ا- هـ.
قلت: الذي ليس له مثل ولا نظير .. هو الله تعالى وحده .. وليس الإمام!!
والذي لا يُحيطون به علماً .. هو الله تعالى وحده .. وليس الإمام .. قال تعالى عن نفسه سبحانهSmile لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الشورى: من الآية11. وقال تعالىSmile وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (طـه: من الآية110.
وفي الكافي كذلك 1/223: قال رجل لأبي جعفر عزوجل: يا ابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين ؟ فقال أبو جعفر عزوجل: اسمعوا ما يقول ؟! إن الله يفتح مسامع من يشاء، إني حدثته أن الله جمع لمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم علم النبيين، وأنه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين عزوجل، وهو يسألني أهو أعلم أم بعض
النبيين ؟! ا- هـ.
قلت: من قبل احتجنا للقياس لكي نثبت لك زعمهم الباطل بأن علياً والأوصياء أفضل وأعلم من الأنبياء والرسل .. وهنا جاء التصريح بذلك صراحة .. ما يغنينا عن القياس ..!
وفي الكافي 1/223: عن الرضا عزوجل قال: نحن أمناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا، والمنايا، وأنساب العرب، ومولد الإسلام، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان، وحقيقة النفاق ..ا- هـ.
فعلم الغيب .. وعلم المنايا والبلايا ليس مقصوراً على علي بن أبي طالب إنما هو كذلك تتصف به بقية الأئمة والأوصياء ..!
وفي الكافي كذلك 1/261: كان المفضل عند أبي عبد الله عزوجل فقال له المفضل: جُعلت فداك، يفرض الله طاعة عبد على العباد، ويحجب عنه خبر السماء ؟ قال: لا، الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباح مساء ا- هـ.
وفي الكافي 1/394: عن أبي الحسن عزوجل قال: ما من ملك يُهبطه الله في أمر ما يُهبطه إلا بدأ بالإمام، فعرض ذلك عليه، وإن مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر ا- هـ. أي إلى محمد بن حسن العسكري .. مهديهم المنتظر!!
وفي الكافي 1/398: عن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله عزوجل: بما تحكمون إذا حكمتم ؟ قال: بحكم الله وحكم داود، فإذا ورد علينا الشيء الذي ليس عندنا، تلقانا به روح القدس ا- هـ.
وفي الكافي 1/398: عن جعيد الهمداني، عن علي بن الحسين عليهما السلام، قال: سألته بأي حكم تحكمون ؟ قال: حكم آل داود، فإن أعيانا شيء تلقانا به روح القدس ا- هـ.
فهم يقررون خروج الأئمة عن شريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحكمهم بشريعة داود .. وهذا الذي يجمعهم مع اليهود ضد أهل الإسلام .. كما أن الوحي لم ينقطع بوفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. فهو مستمر في النزول على الأئمة الأوصياء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وهذا هو جبرائيل عزوجل يتلقى الأئمة في كل ما يُشكل عليهم ويُعييهم .. وهذا يعني بكل وضوح وجلاء أن النبوة لم تنقطع بوفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. وهي مستمرة في الأوصياء .. وأن جبرائيل مستمر في الهبوط عليهم بأمر السماء .. وهذا عين التكذيب والكفر البواح، قال تعالىSmile مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (الأحزاب:40.
ومن تدليس وخبث القوم أنك تراهم يقولون لك: نحن لا نثبت النبوة للأئمة .. وبنفس الوقت يثبتون لهم خصائص وصفات النبوة والأنبياء ..!!
تراهم يقولون لك: نحن لا نقول بأن الأئمة آلهة تُعبد .. وبنفس الوقت يصرفون لهم العبادة من دون الله .. ويصفونهم بأوصاف وخصائص .. لا تليق إلا بالله عزوجل وحده ..!!
وفي الكافي 1/258: عن أبي عبد الله عزوجل قال: إذا أراد الإمام أن يعلم شيئاً أعلمه الله ذلك ا- هـ.
وفي رواية أخرى 1/257 عنه: ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه الله ذلك ا- هـ.
فإرادة الله تعالى ومشيئته لا تتخلف عن إرادة ومشيئة الإمام .. فإذا أراد الإمام شيئاً وشاءه .. فلا بد لله عزوجل من يجيب الإمام على ما شاء وأراد .. وأن يشاء ما شاءه الإمام .. وهذا عين شرك المشيئة والإرادة .. والعياذ بالله!
إلى هنا فإن هذا الذي نقلناه لك أيها القارئ هو عبارة عن قطر .. وإليك الآن الغيث الذي تقشعر منه الأبدان .. ورجاؤنا منك أن تصـبر،
وتستغفر، وتدعو للقوم بالهداية!
في الكافي 1/239: عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله عزوجل فقلت له: جُعلت فداك إني أسألك عن مسالة، ههنا أحد يسمع كلامي ؟ قال: فرفع أبو عبد الله عزوجل ستراً بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثم قال: يا أبا محمد سل عما بدا لك، قال: قلت: جُعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علم علياً عزوجل باباً يفتح له منه ألف باب ؟ فقال: يا أبا محمد علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً عزوجل ألف باب يُفتح له من كل باب ألف باب، قال: قلت هذا والله العلم، قال: فنكت ساعة في الأرض ثم قال: إنه العلم وما هو بذاك!
قال: ثم قال: يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟! قال: قلت جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإملائه من فلق فيه وخط عليّ بيمينه، فيها كل حلال وحرام، وكل شيء يحتاجه الناس إليه حتى الأرش في الخدش .. قلت: هذا والله العلم، قال: إنه العلم وليس بذاك!
ثم سكت ساعة، ثم قال: وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر، قال: قلت وما الجفر ؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل، قال: قلت: إن هذا هو العلم، قال: إنه العلم وليس بذاك.
ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟! قال: قلت وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحدٌ، قال: قلت هذا والله العلم، قال: إنه لعلم وما هو بذاك!
ثم سكت ساعة ثم قال: إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة! قال: قلت: جُعلت فداك هذا والله هو العلم، قال: إنه لعلمٌ وليس بذاك!!
قال: جُعلت فداك فأي شيء العلم ؟! قال: ما يحدث بالليل والنهار، والأمر من بعد الأمر، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة !! ا- هـ.
قلت: ها قد جاءك الغيث أيها القارئ الذي وعدناك به .. فأي كفر يعلو هذا الكفر .. وأي شرك يعلو هذا الشرك ..؟!!
لماذا لا يقولون صراحة أن الإمام هو الله .. والعياذ بالله .. وينتهي الأمر .. وتتضح نوايا ومرامي القوم ..؟!
فإذا عرفت ذلك أيها القارئ لا تعجب عندما تعلم عن النصيرية وغيرهم من الغلاة الباطنيين أفراخ الشيعة الروافض .. عندما يقولون صراحة: بأن علياً هو الله ..!
الفرق بين النصيرية الغلاة وغيرهم من الباطنيين الغلاة .. وبين الشيعة الروافض .. أن الغلاة قالوا صراحة بألوهية وربوبية الأئمة .. وأن علياً هو الله .. بينما الشيعة الروافض ـ الجماعة الأم للباطنيين الغلاة! ـ قالوها بطريقة ملتوية .. وعلى خوف وتقية واستحياء .. تمكنهم من التملص والرجوع عند حصول المكاشفة والمحاسبة ..!
النصوص التي تفيد وتدل على غلو الشيعة الروافض بأئمتهم هي أكثر من أن تُجمع في مجلد مستقل .. ونحن غرضنا هنا ـ كما ذكرنا آنفاً ـ الاستدلال على ما نقوله ونقرره .. إلزاماً للحجة .. وليس إحصاء لكل ما قيل فيما نقرره!
فإن قيل: هذا الذي ذكرته .. إنما هو مسطور في كتب الشيعة القديمة .. وهي ليست حجة على الأجيال المعاصرة من الشيعة الروافض .. كما لا تدل
على أن الشيعة المعاصرين يقولون ويعتقدون بما جاء فيها ..!
أقول: هذا الاعتراض مردود من أصله .. لأن الشيعة الروافض إلى يومنا هذا لا يزالون يحيون هذه المعاني الباطلة الكفرية بين أبنائهم وأتباعهم .. ويتبنونها .. وينشرونها في كتبهم ومؤلفاتهم .. وللتدليل على ذلك نذكر لكم بعض ما قاله قائد الثورة الشيعية الإيرانية .. آيتهم وحجتهم " الخميني "!!
قال هذا المفتون في كتابه المنشور والمشهور " الحكومة الإسلامية ": فإن للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون. وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل.
وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة ( ع ) كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم الله بعرشه محدقين، وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله .. وقد ورد عنهم ( ع ): إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل، ومثل هذه المنزلة موجودة لفاطمة الزهراء عليها السلام ..!
نحن نعلم أن أوامر الأئمة تختلف عن أوامر غيرهم، وعلى مذهبنا فإن جميع الأوامر الصادرة عن الأئمة في حياتهم نافذة المفعول، وواجبة الاتباع حتى بعد وفاتهم ..!
وقد قلت سابقاً إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلاً خاصاً وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر وإلى يوم القيامة يجب تنفيذها واتباعها .. ا- هـ.
أتريدون غلواً بالأئمة أصرح من هذا الغلو: الإمام تخضع لولايته وسيطرته جميع ذرات الكون .. وهذا لا ولن يكون إلا لله عزوجل وحده..!
وللإمـام ـ بموجب الروايات التي يعتقد بها الخميني ـ مقام لا يبلغه
ملك مقرب ولا نبي مرسل .. فالأنبياء والرسل دون الأئمة .. وهذا من الكفر البواح بلا خلاف!
والإمام كذلك كلامه ككلام الله تعالى نافذ القبول وواجب الاتباع .. وفي كل زمان .. فنحن على مذهب الخميني أمام قرآن جديد .. ومصاحف جديدة .. امتدادها على عدد امتداد كلام الأئمة طيلة حياتهم .. لأن كلامهم ـ كما يقول الخميني ـ له من القدسية ما للقرآن .. وهو واجب الاتباع كما أن القرآن واجب الاتباع ..!!
وهذا عين الكفر البواح، قال تعالىSmile وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (البقرة:165.
وقال تعالىSmile قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ . تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ . إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (الشعراء:96-98. أي نسويكم برب العالمين في الطاعة والمحبة والتحاكم .. وبغير ذلك من الخصائص والصفات التي لا تليق إلا بجناب الله تعالى وحده.
وقال تعالىSmile اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ (التوبة: من الآية31. وهذه الآية الكريمة تصدق في الشيعة الروافض كما تصدق في اليهود والنصارى الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله وذلك عندما أطاعوهم في كل ما يصدر عنهم ..!
فانظر على سبيل المثال ما رواه الكليني في الكافي 1/186: عن أبي عبد الله عزوجل قال: أشرك بين الأوصياء والرسل في الطاعة ا- هـ. أي كما أن الرسل يُطاعون لأنهم يبلغون عن الله ما أمرهم .. كذلك تجب طاعة أئمتهم ..!!
وفي الكافي 1/187: عن الرضا عزوجل: الناس عبيد لنا في الطاعة، موالٍ
لنا في الدين، فليبلغ الشاهد الغائب ا- هـ.
قلت: هي نفس الربوبية التي صرفها اليهود والنصارى لأحبارهم ورهبانهم .. والتي ألزمهم بها الأحبار والرهبان .. والمعنية من قوله تعالىSmile اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (التوبة:31. وقوله تعالىSmile قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران:64.
بل قد بلغ من غلو الشيعة الروافض في أئمتهم أن جعلوا لمن يتناول أبوال وخِراء أئمتهم الجنة .. وحرموا عليه النار!
قال آيتهم وحجتهم العظمى الآخوند ملا زين العابدين الكلبايكاني في كتابه " أنوار الولاية " ص440: فليس في بول المعصومين ودمائهم وأبوالهم وغائطهم استخباث وقذارة يوجب الاجتناب في الصلاة ونحوها كما هو معنى النجاسة، ولا نتن في بولهم وغائطهم بل هما كالمسك الأذفر، بل من شرب بولهم وغائطهم ودمهم يحرم الله عليه النار واستوجب له الجنة ا- هـ!!
اتقوا الله يا أيتها الشيعة الروافض .. أترون أن الله تعالى قد ابتعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ليخرج الناس من عبادة العباد، وعبادة الطواغيت والأوثان ليدخلهم في دينٍ يزين لهم فيه أكل خِراء الأئمة .. وشرب أبوالهم ..؟!!
ألهذا الحد خفت عقولكم .. وهانت عليكم أنفسكم .. ؟!!
أهذا هو التكريم الذي تفهمونه من قول الله تعالى في كتابه الكريمSmile وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (الإسراء:70.
أين عقلاؤكم .. أليس فيكم رجل رشيد ..؟!!.

الغلو في الشعر الرافضي

ألا لعنة الله على الظالمين ...
اللهم إنا نبرأ إليك من قولهم ومما تخطه أقلامهم شلت أياديهم .. غيض من فيض من قصائد يزعمون أنها خالدة وكيف يأمنون على أنفسهم الخلود في النار بعدها عياذاً بالله ؟؟؟
مقتطفات من الشعر الرافضي :
اظهر الله دينه بعلي ( السيد باقر الهندي )
ليس يدري بكنه ذاتك ما هو..... يا بن عم النبي إلا اللـه
ممكنٌ واجبٌ حديثٌ قديمٌ...... عنك تنفى الأضداد والأشباه
لك معنى أجلى من الشمس لكن..... خبط العارفـون فيـه وتاهـوا
أنت فـي منتهى الظهور خفي....... جل معنى علاك ما أخفاه
قلـت : للقائليـن في أنك الـ ـلـه أفيقوا فاللـه قد سواه
هـو مشكـاة نـوره والتجلي..... سر قدس جهلتمـوا معنـاه
قد براه من نوره قبل خلق الـ ـخلق طرا وباسمـه سماه
أظهـر اللـه دينـه بعلي........ أين لا أين دينـه لـولاه
كانت الناس قبله تعبد الطا...... غوت ربا والجبت فيهم اله
ونبي الهدى إلى اللـه يدعو...... هم ولا يسمعون منه دعاه
سله لما هاجت طغاة قريش..... من وقاه بنفسـه من فـداه
من جلا كربه ومن رد عنه...... يوم فر الأصحاب عنه ، عداه
من سواه لكل وجـه شديد...... عنه قد رد ناكلا من سواه
لو رأى مثله النبي لمأآ....... خاه حيـا وبعـده وصاه
قام يوم الغدير يدعو ألا من...... كنت مولى لـه فذا مولاه
غير أن نفوس مرضى ويأبى...... ذو السقام الدوا وفيـه شفاه
أنكروه وكيف ينكر عين الشمـ...... ـس من أرمضت بها عيناه
( تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا)
لو انّ عبـداً اتى بالصالحـات غداً
لو أن عبداً أتى بالصالحــات غداً ...... وودّ كــل نبـي مرسـل وولــي
وقام ما قام قوَّامـاً بـلا كسـلِ ..... وصام ما صام صوَّامـاً بــلا مللِ
وحجَّ ما حجَّ من فرضٍ ومن سننٍ .... وطاف بالبيت حافٍ غيـر منتعـلِ
وطار في الجو لا يأوي إلى أحـدٍ وغاص في البحرلا يخشى من البللِ
وعاش في النـاس آلافاً مؤلفــة .... خلواً من الذنب معصوماً من الـزللِ
يكسو اليتامى من الديبــاج كلهم..... ويطعـم البائسيـن البـر بالعســلِ
ما كان في الحشر عند الله منتفعـاً .... إلاّ بحب أمير المؤمنيــن علــي
أبيات قالها شيخهم المعاصر ابراهيم العاملي في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- :
أبا حسن أنت عين الإله ---- وعنوان قدرته السامية
وانت المحيط بعلم الغيوب ---- فهل تعزب عنك من خافية
وأنت مدير رحى الكائنات ---- ولك أبحارها السامية
لك الأمر إن شئت تحيي غدا ---- وإن شئت تشفع بالناصية
وقال آخر يسمى علي بن سليمان المزيدي في مدح علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - :
أبا حسن أنت زوج البتول ---- وجنبب الإله ونفس الرسول
وبدر الكمال و شمس العقول ---- ومملوك رب وأنت الملك
دعاك النبي بيوم الكدير ---- ونص عليك بأمر الغدير
لأنك للمؤمنين الأمير ---- وعقد ولايته قلدك
إليك تصير جميع الأمور ---- وأنت العليم بذات الصدور
وأنت المبعثر ما في القبور ---- وحكم القيامة بالنص لك
وأنت السميع وأنت البصير ---- وأنت على كل شيء قدير
ولولاك ما كان نجم يسير ---- و لا دار لولاك الفلك
وأنت بكل البرايا عليم ---- وأنت المكلم أهل الرقيم
ولولاك ما كان موسى الكليم ---- كليماً فسبحان من كونك
سترى سر أسمك في العالمين ---- فحبك كالشمس فوق الجبين
وبغضك في أوجه المبغضين ---- كقير فلا فاز من أبغضك
فمن ذاك كان ومن ذا يكون ---- وما الأنبياء وما المرسلون
وما القلم اللوح ما العالمون ---- وكل عبيد مماليك لك
أبا حسن يا مدير الوجود ---- وكهف الطريد ومأوى الوفود
ومسقي محبيك يوم الورود ---- ومنكر في البعث من أنكرك
أبا حسن يا علي الفخار ---- ولاءك لي في ضريحي منار
واسمك لي في المضيق الشعار ---- وحبك مدخلي جنتك
بك المزيدي علي دخيل ---- إذا جاء أمر الإله الجليل
ونادى المنادي الرحيل الرحيل ---- وحاشاك تترك من لاذ بك
فهل هذه القصيدة يقولها مسلم يدين بالإسلام، والله إن أهل الجاهلية لم يقعوا بهذا الشرك والكفر والغلو الذي وقع به هذا.

تعرف على دين الرافضة، وعبادتهم للمخلوق

الروافض من أشد الناس دعاء للمخلوق و عبادة للقبور وتعظيماً لها .. وترغيباً بشد الرحال إليها والعكوف عندها .. لاعتقادهم أن ساكنيها من الأموات يملكون القدرة على إغاثتهم، والاستجابة لهم .. وهذا عين الشرك والكفر!

وجميع الناس يعلم عنهم تلك الأدعية التي يرفعونها في كل مناسبة واجتماع كقولهم:" يا حسين المدد .. أغثنا يا حسين " مع اعترافهم وتقريرهم بأن الدعاء عبادة كما في الكافي للكليني 2/467: عن أبي عبد الله  قال: فإن الدعاء هو العبادة ا- هـ. ومع ذلك تراهم يجوزون التوجه بالدعاء للمخلوق .. وللقبور!!

قال الهالك الخميني في كتابه كشف الأسرار، ص49:
فطلب الحاجة من الحجر أو الصخر ليس شركاًً، وإن يكن عملاً باطلاً، ثم إننا نطلب المدد من الأرواح المقدسة للأنبياء والأئمة ممن قد منحهم الله القدرة ا- هـ. أي ممن منحهم الله تعالى القدرة على التأثير .. وعلى إجابة المضطر إذا دعاهم ..
وهذا عين الكفر والشرك .. والتكذيب للتنزيل!

وقال الشهرودي - وهو أحد علمائهم : " لا يخفى علينا أنه عليه السلام ، وإن كان مخفيا عن الأنام ومحجوبا عنهم ،ولا يصل إليه أحد ، ولا يعرف مكانه ، إلا أن ذلك لا ينافي ظهوره عند المضطر المستغيث به الملتجئ إليه ، الذي انقطعت عنه الأسباب ، وأغلقت دونه الأبواب ، فإنه إغاثة الملهوف ، وإجابة المضطر في تلك الأحوال ، وإصدار الكرامات الباهرة ، والمعجزات الظاهرة ،هي من مناصبة الخاصة ، فعند الشدة وانقطاع الأسباب من المخلوقين ، وعدم إمكان الصبر على البلايا دنيوية أو أخروية ، أو الخلاص من شر أعداء الإنس والجن ، يستغيثون به ، ويلتجئون إليه."
قاله في كتابه " الإمام المهدي وظهوره " ص 325.

هكذا يقولون ، والله تعالى يقول في وصف الكفار : ( فإذا ركبوا في الفلك ، دعوا الله مخلصين له الدين ، فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) أما أولئك فيستغيثون به ويلجئون إليه في ضرهم ، وفي راحتهم والعياذ بالله .

ويقول صاحب مكارم الاخلاق :

" تـصـلّي ركـعـتـيـن ، ثـمّ تـسـجـد وتـقـول :
يـا فـاطـمـة ، مـائة مـرّة ، ثـمّ تـضـع خـدّك الايـمـن عـلى الارض وقـل مـثـل ذلك ، وتـضـع خـدّك الايـسـر عـلى الارض وتـقـول مـثـله ، ثـمّ اسـجـد وقل ذلك مائة وعشر دفعات ، ثم اطلب حاجتك من اللّه ". مكارم الاخلاق (ص 330 ).

كما فى بحار الانوار : عن الامام الصادق ( عليه السّلام)
" إ ذا كانت لك حاجة الى اللّه ، وضقت بها ذرعـًا ، فـصلّ ركعتين ، فإ ذا سلّمت كبّر اللّه ثلاثًا ، وسبّح تسبيح فاطمة ( سلام اللّه عليها ) ، ثـمّ اسـجـد وقـل مـائة مـرّة :
يـا مـولاتـي فـاطـمـة اغـيـثـيـنـي . ثـمّ ضـع خدّك الايمن على الارض ، وقـل مـثـل ذلك ، ثـمّ عـد الى السـجـود وقـل ذلك مائة مرّة وعشر مرّات ، واذكر حاجتك ، فإ نّ اللّه يقضيها . بحارالانوار ( 102 / 254 ).

اقرا اخى المسلم معى هذه الروايات :

[ 19731 ] 6 ـ وعنهم ، عن سعد ، عن موسى بن عمر وأيوب بن نوح ، عن ابن المغيرة عن أبي اليسع قال : سأل رجل أبا عبد الله وأنا أسمع قال : إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام أجعله قبلة إذا صليت ؟ قال : تنح هكذا ناحية.
6 ـ كامل الزيارات : 245.
كتاب وسائل الشيعة ج14 -503 - 519

[ 19730 ] 5 ـ وعن أبيه ، وجماعة مشايخه (1) ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد (2) ، عن جعفر بن ناجية ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صل عند رأس قبر الحسين عليه السلام.
5 ـ كامل الزيارات : 245.
كتاب وسائل الشيعة ج14 -503 - 519
(2) في المصدر زيادة : وحدثني محمد بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن جعفر الحميري عن أبي عبد الله البرقي.

[ 19728 ] 3 ـ وعنه ، عن جعفر بن محمد بن إبراهيم ، عن عبيدالله بن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال لرجل : يا فلان ما يمنعك إذا عرضت لك حاجة أن تأتي قبر الحسين عليه السلام فتصلي عنده أربع ركعات ، ثم تسأل حاجتك فإن الصلاة المفروضة عنده تعدل حجة ، والصلاة النافلة عنده تعدل عمرة.
التهذيب 6 : 73|141 وكامل الزيارات : 251.
كتاب وسائل الشيعة ج14 -503 - 519

[ 19727 ] 2 ـ محمد بن الحسن بإسناده عن أبى القاسم جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن سعد ، عن الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن الحسين بن (1) محمد بن عبد الكريم أبو علي (2) ، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ( في حديث طويل ) في زيارة الحسين عليه السلام ثم تمضي يا مفضل إلى صلاتك ولك بكل ركعة تركعها عنده كثواب من حج ألف حجة ، واعتمر ألف عمرة ، وأعتق ألف رقبة ، وكأنما وقف في سبيل الله ألف مرة مع نبي مرسل. .. الحديث.
2 ـ التهذيب 6 : 73|140 وكامل الزيارات : 251.
كتاب وسائل الشيعة ج14 -503 - 519

[ 19726 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن زيد بن إسحاق ، عن الحسن بن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا فرغت من السلام على الشهداء فائت قبر أبي عبد الله عليه السلام فاجعله بين يديك ثم تصل ما بدالك.
الكافي 4 : 578|4 وكامل الزيارات : 245.
كتاب وسائل الشيعة ج14 -503 - 519
69 ـ باب استحباب كثرة الصلاة عند قبر الحسين ( عليه
السلام ) فرضا ونفلا عند رأسه وخلفه والاتمام فيه سفرا

أحمد بن محمد البرقي من (كتاب المحاسن) في باب دعاء الضال عن الطريق ، بإسناده عن [علي بن](6) أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «إذا ضللت في الطريق فناد : يا صالح - أو يا أبا صالح - أرشدونا إلى الطريق رحمكم الله».

قال عبيد بن الحسين الزرندي : فأصابنا ذلك ، فأمرنا بعض من معنا أن يتنحى وينادي ، قال : فتنحى ونادى ثم أتانا فأخبرنا أنه سمع صوتا دقيقاً يقول : الطريق يمنة أو قال يسرة - فوجدناه كما قال
المحاسن : 362|98 .

ابي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : «من نفرت به دابة فقال هذه الكلمات : يا عباد الله الصالحين أمسكوا علي رحمكم الله ، يا نارفي ع ح ويا ه ا ه ح ». قال : ثم قال أبو جعفرعليه السلام : «إن البر موكل به ارع ح والبحر موكل به ه و م ح».
قال : قال عمر بن عبدالعزيز- أحد رواة الحديث - فقلت : أنا فعلت ذلك في بغال ضلت فجمعها لي .
المحاسن : 363|99 .

صاحب (كتاب المحاسن ) بإسناده عن عمر بن يزيد قال : ضللنا سنة من السنين - ونحن في طريق مكة- فأقمنا ثلاثة أيام نطلب الطريق فلم نجده ، فلما أن كان في اليوم الثالث وقد نفد ما كان معنا، فتحنطنا وتكفنا بازرنا - ازر إحرامنا - فقام رجل منا فنادى : يا صالح يا أبا الحسن ، فأجابه مجيب من بعد، فقلنا : من أنت يرحمك الله ؟ فقال : أنا من النفر الذين قال الله تعالى في كتابه واذ صرفنا اليك نفراً من الجن يستمعون القرآن )(4) إلى آخر الآيات ، ولم يبق منهم غيري ، وأنا مرشد الضلال من الطريق، قال : فلم نزل نتبع الصوت حتى خرجنا إلى الطريق(5)) المحاسن : 379|158 .

عبدالله بن جعفر الحميري ، في كتاب (دلائل الرضا) عليه السلام بإسناد الحميري إلى سليمان الجعفري ، إلى أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال : كنت معه وهو يريد بعض أمواله ، فأمر غلاماً له يحمل له قباء، فعجبت من ذلك وقلت : ما يصنع به ! فلما صرنا في بعض الطريق ، نزلنا إلى الصلاة وأقبلت السماء، فألقوا القباء علي وعليه ، وخرساجداً فسجدت معه ، ثم رفعت رأسي وبقي ساجداً، فسمعته يقول : «يا رسول الله ، يارسول الله » فكف المطر.
كتاب الامان من اخطار الاسفار الفصل الرابع عشر ( 114 ) ( 128 )

وان قيل: أين الدليل على كفر من يتوجه بالدعاء أو أي نوع من أنواع العبادة للمخلوق ..؟!

أقول: الأدلة على كفره كثيرة منها،
قوله تعالى:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (يونس:18. وعبادتهم لهم هنا كانت في الدعاء ..!

وقال تعالى: أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ( الزمر:3.

وقال تعالى: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ (يونس:106.

وقال تعالى: فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (الشعراء:213.

وقال تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الأنعام:17.

وقال تعالى: أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ ( يّـس:23.

وقال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (النمل:62. أي أإله مع الله يجيب المضطر إذا دعاه .. ويكشف السوء عنه ..؟!!
وغيرها كثير من الآيات التي تفيد كفر من توجه بالدعاء أو أي نوع من أنواع العبادة للمخلوق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
الشيخ عودة
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 1748
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
العمر : 73

 غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Empty
مُساهمةموضوع: رد: غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل    غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Emptyالثلاثاء ديسمبر 24, 2013 4:23 am

أخطر ما يحويه مذهب الرافضة

يقولون :أن الأئمة يعلمون ما كان وما هو كائن وما سيكون. وأن عندهم علم المنايا والبلايا . واسماء الملوك وديوان اسماء شيعتهم. وعلوم جميع الأنبياء والملائكة وعلم التوراة والأنجيل والزبور ومصحف ابراهيم وجميع اللغات ومنطق الطيور والحشرات والحيوانات. وما يحدث حدث في الناس الا علموا به. عندهم عصا موسى وخاتم سليمان وقميص ابراهيم والتابوت والالواح. والإمام اذا اراد أن يعلم الشيء اعلمه الله ذلك.
باختصار أنهم يعلمون كل العلوم والفنون الا ذات الله !!
وأنا أقف على شاطئ الحيرة واسأل : كيف أن الأئمة والأنبياء يعلمون ما كان وما هو كائن وما سيكون. والنبي لا يعلم الشعر وما ينبغي له ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ) ؟!!
أقف على شاطئ الحيرة واسأل : كيف أن الأئمة يعلمون ما كان وما هو كائن وما سيكون.
والرسول لا يعلم الطريق المؤدي من مكة إلى المدينة في الهجرة واستأجر دليلا يرشده إلى الطريق؟!!
أقف على شاطئ الحيرة واسأل : كيف أن الأئمة والأنبياء يعلمون ما كان وما هو كائن وما سيكون.
ونبي الله نوح يقول ( أن ابني من أهلي ) فيرد عليه الله ( إنه ليس من اهلك )؟!!
أقف على شاطئ الحيرة واسأل : كيف أن الأئمة والأنبياء يعلمون ما كان وما هو كائن وما سيكون.
والنبي إبراهيم كان يجهل بأن ضيوفه من الملائكة وخاف منهم ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ) ؟!!
أقف على شاطئ الحيرة واسأل : كيف أن الأئمة والأنبياء يعلمون ما كان وما هو كائن وما سيكون.
فكيف أن النبي موسى خاف من العصا وهرب ( وأن ألقِ عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ) ؟!!!
أقف على شاطيْ الحيرة وأسأل : كيف أن الأئمة والأنبياء يعلمون ما كان وما هو كائن وما سيكون.
كيف أن النبي موسى لم يستطع مع الخضر صبرا ولم يعلم بهدف خرق السفينة ولا قتل الغلام ولا بناء الجدار ؟!!
أقف على شاطئ الحيرة واسأل : كيف أن الأئمة والأنبياء يعلمون ما كان وما هو كائن وما سيكون.
فمعنى ذلك أن نبي الله إبراهيم يعلم أن ابنه لن يُذبح وأن الذي سيذبح هو كبش فهذا يعني أن ذلك ليس ( امتحانا ) إنما ( مسرحية تمثيلية ) ليس لإبراهيم فضل في ذلك لأنه يعلم ما سيكون ؟!
أقف على شاطئ الحيرة وأسأل : كيف أن الأئمة يعلمون ما كان وما هو كائن وما سيكون.
فمعنى ذلك أن الإمام علي (ع) ليس شجاعا في نومه على فراش النبي وليس شجاعا في مواجهة عمر بن ود لأنه يعلم مصيره ؟!!!
أعوذ بالله من هذه التفاسير المعتوهة التي تريد أن تجلب فتسلب!!
أقف على شاطئ الحيرة واسأل : كيف أن الأئمة يعلمون ما كان وما هو كائن وما سيكون.
وهم يحتاجون إلى النقر والنكت فمعنى ذلك أنهم قبل النقر والنكت لا يعلمون ؟!!
أقف على شاطئ الحيرة واسأل : كيف أن الأئمة يعلمون ما كان وما هو كائن وما سيكون.
والنبي أُمي لا يعرف الكتابة ولا القراءة ؟!!
أقف على شاطئ الحيرة واسأل : كيف أن الأئمة يعلمون ما كان وما هو كائن وما سيكون.
وعلمهم يزداد كل يوم جمعة ؟!!
فمعنى ذلك أنهم قبل وقت الزيادة لا يعلمون المعلومة التي ازدادوا بها ؟!!
بل وأن الإمام الذي قبله يجهل معلومة تلك الزيادة لأن الإمام اللاحق ورث كل علم السابق؟!!
وبما أنه يلهم لهم وينكت وينقر وهو ورثوا كل علوم النبي فمعنى ذلك أن علمهم فوق علم النبي وإلا ما الذي يلهمون به وينقرون وينكتون ؟!!
المضحك أنهم يستشهدون بقوله تعالى ( فيه تبيان لك شيء ) حتى خدش الارش.
إذا كان فيه تبيان لك شيء إذن : ما حاجتهم إلى النقر والنكت ؟
وما الذي يزدادوا به كل جمعة ؟ هل الزيادة ليست في القرآن ؟!!!
أعوذ بالله من كل طامّة ولامّة!!
المضحك أنهم يقولون أن الإمام لا يظهر علمه ومأمور بالتصرف وفق العلم العادي الطبيعي لا العلم الاعجازي خوفا من الناس أن يألّوه!! . ومع ذلك هم أنفسهم يدللون على علم الإمام الغيبي الكلي بروايات تقرر أن الأئمة مارسوا العلم الغيبي أمام الناس مثل ( ولو شئت لأظهرت من هذا الماء العسل المصفى ) و ( إسألوني قبل أن تفقدوني فأنا بالسماء اعلم من الأرض )
( سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به )
وقول الإمام بعد سماع الاوز ( صوائح تتبعها نوائح ) ألخ فأين عدم التحمل ؟!!
أين الخوف من التأليه ؟!!
ثم أن النبي استعان بدليل لإرشاده المدينة فهل لو اظهر علمه لنفسه وسلك الطريق سيؤلهه الناس ؟!!
ثم أن إظهار العلم الاعجازي يزيد في الإيمان لا يسلب الإيمان ثم أن الأنبياء قاموا بمعاجز فلم لم يقفوا المعاجز حتى لا يألهونهم الناس رغم أن بعضهم بالفعل اتخذوهم أربابا من دون الله فلم يمنعهم ذلك من إظهار معاجزهم ؟
الغريب أن عندهم القرآن الذي فيه تبيان لك شيء وعندهم ( الجفر ) و ( الجامعة ) و ( مصحف فاطمة ) و ( التوراة ) و ( الإنجيل ) و ( الزبور ) و ( صحف إبراهيم ) وكل ( صحف الأنبياء ) وتعليم كل علم رسول الله .
ومع ذلك يحتاجون إلى ( النقر في الآذان ) و ( النكت في القلب ) ؟!!!!!
أخيرا إلى متى نترك الغلاة يتلاعبون في القرآن بالتأويلات التعسفية الفاسدة ولي عنق الآيات والالتفافات الشيطانية على النصوص ليضلون الناس بأباطيلهم التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ومع الأسف هناك أشياخ يعلمون الحق والحقيقة ولكن يركنون إلى الصمت ويغفلون أن الساكت عن الحق شيطان اخرس كما يقول أمير المؤمنين وكل ذلك خوفا من سلطة العوام والمعارف فكتموا الحق ليشتروا به ثمنا قليلا واشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة . ولا ينكر احد. ذرية بعضها من بعض


الغلو في الأئمة عند الشيعة
قال الخميني في (كتابه زيدة الأربعين حديثا ص232 ط دار المرتضى- بيروت) اختصره سامي خضرا وهو يتكلم لا عن مقام الأئمة و (الأربعون حديثاً للخميني) ص604ط دار التعارف - بيروت.
"أعلم أيها الحبيب، أن أهل بيت العصمة عليهم السلام، يشاركون النبي في مقامه الروحاني الغيبي قبل خلق العالم، وأنوارهم كانت تسبح وتقدس منذ ذلك الحين، وهذا يفوق قدرة استيعاب الإنسان، حتى من الناحية العلمية.
ورد في النص الشريف "يا محمد، إن الله تبارك وتعالى، لم يزل منفرداً بوحدانيته، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورهم إليهم، فهم يحلون ما يشاؤون أو يحرمون ما يشاؤون، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تعالى، ثم قال: يا محمد، هذه الديانة التي من تقدمها مرق، ومن تخلف عنها محق، ومن لزمها لحق، خذها إليك يا محمد".
هذا، وما ورد في حقهم عليهم السلام في الكتب المعتبرة، يبعث على تحير العقول، حيث لم يقف أحد على حقائقهم وأسرارهم إلا أنفسهم صلوات الله وسلامه عليهم".
وسئل المرجع الشيعي الميرزا حسن الحائري في كتابه الدين بين السائل والمجيب ج2 ص219 ما حكم المتقدم على ضريح المعصوم (ع) في الصلاة، أي يكون الضريح خلف المصلي في داخل الحرم الشريف؟ وما رأيكم بالنسبة إلى الشهداء والصالحين من أبناء المعصومين؟ وما الحكم إذا صلى جنب الضريح المقدس؟
أجاب الحائري: "لا يجوز التقدم على ضريح المعصوم في الصلاة، والصلاة باطلة أمام ضريحه، ، باتفاق من علماء الإمامية، لأن الحكم بعد وفاتهم كما كان حال حياتهم، وأما الصلاة أمام ضريح ابي الفضل العباس (ع) مثلاً، خلاف احترامه، وجسارة بمقامه. ولا بأس بالصلاة في جانبي ضريح المعصوم، ما لم يتقدم على قبره المطهر الذي في داخل ضريحه، وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى، آمين بحق محمد وآله الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين".
وأيضاً سئل في الكتاب المذكور ج2 ص118 سماحة العلامة، الإمام المصلح، ميرزا حسن الحائري: نسمع من الخطباء بأن رسول الله له نور، وهذا النور يغلب نور الشمس والقمر وإذا سار بالشمس لا يرى له ظل – أرجو من سيدي أن يشرح كيفية هذا النور؟
أجاب الحائري: "باسمه تعالى السلام عليكم، ورحمة الله، وبركاته:
اعلم يا ولدي الأعز، وفقك الله لمراضيه، أن الباري تعالى، خلق نور نبيه محمد، صلى الله عليه وآلة وسلم، من نور عظمته، كما هو متفق عليه بين الشيعة والسنة، يعني أنه سبحانه خلق في أول الإيجاد ، نوراً مقدساً، شريفاً، شعشعانياً، فنسبه إلى نفسه، لشرفه، وصفاته، فخلق من ذلك النور محمداً ، وخلق من نور نبيه، عليا أمير المؤمنين، ، كالضوء من الضوء، وكالشمعة من الشمعة، وهذه الشمعة الثانية تمثل الشمعة الأولى، بكل مزاياها من الصفات اللاهوتية، إلا أن الفضل للأولى لأوليتها، ووساطتها في وجود الثانية، وكذلك سائر المعصومين، يعني فاطمة الزهراء، وأبنائها الطيبين الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين، خلقوا من ذلك النور بعد علي، ، كالضوء من الضوء، يمثل كل واحد منهم الآخر في جميع صفاته التي منحها الرحمن له بفضله، وجوده، وكرمه، ثم خلق من اشعة ظاهر ذلك النور، من سواهم، وما سواهم، من الأنبياء والمرسلين، والملائكة، وسائر الخلق أجمعين".
وسئل آيتهم العظمى جواد التبريزي في تعليقاته وفتاويه المطبوعة مع صراط النجاة للخوئي ج3 ص438 - 439 مكتبة الفقيه – الكويت.
ما رأيكم فيمن يعتقد بان النبي وأهل النبي كانوا موجودين بأرواحهم وأجسامهم المادية، قبل وجود العالم، وأنهم كانوا مخلوقين قبل خلق آدم لا أن الله تعالى جعل صورهم حول العرش، فما هو الجواب؟
أجاب التبريزي: "كانوا عليهم السلام موجودين بأشباحهم النورية، قبل خلق آدم وخلقتهم المادية متأخرة عن خلقة آدم، كما هو واضح والله العالم).
وسئل أيضاً: ما رأي سماحتكم أن الرسول اقدم خلق من الخلق التكويني، من آدم وأن الرسول وآله خلقوا الخلق؟
أجاب التبريزي: "المراد من الأقدمية في الخلق هو نوريته، لا بدنه العنصري، وقد تقدم أن الله سبحانه هو الذي خلق المخلوقات، يقول سبحانه ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه، وهو على كل شيء وكيل (الأنعام: 102).
والوكالة لا تجتمع الاستبانة في الخلق، وهذا ظاهر الآيات الكثيرة، لا مجال لذكرها.
وخلق بعض الأشياء من بعض كخلق المضغة من العلقة، وخلق الجنين من المضغة ليس معناه أن خالق الجنين هو المضغة، بل الله خلقه منها، ومن ذلك يظهر أن ما في بعض الروايات ، من أن شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا أو أن الله خلق من نورهم بعض الخلق ليس معناه أن فاضل الطينة أو نورهم هو الخالق، بل الخالق هو الله، كخلقه الإنسان من الطين، والله العالم".
وسئل: هل يجوز الاعتقاد بأن الصديقة الطاهرة السيدة الزهراء عليها السلام تحضر بنفسها في مجالس النساء في آن واحد، في مجالس متعددة بنفسها ودمها ولحمها؟
أجاب التبريزي: الحضور بصورتها النورية في امكنة متعددة في زمان واحد، لا مانع منه، فإن صورتها النورية خارجة عن الزمان والمكان، وليست جسما عنصريا ليحتاج إلى الزمان والمكان، والله العالم.
وسئل: هل هناك خصوصية للزهراء عليها السلام في خلقتها، وبالنسبة للمصائب التي جرت عليها بعد أبيها من ظلم القوم لها، وكسر ضلعها واسقاط جنينها، ما رأيكم بذلك؟
أجاب التبريزي: نعم، فإن خلقتها كخلقة سائر الأئمة (سلام الله عليهم أجمعين) بلطف من الله سبحانه وتعالى، حيث ميزهم في خلقهم عن سائر الناس.. وكانت فاطمة (ع) في بطن أمها محدثة وكانت تنزل عليها الملائكة بعد وفاة الرسول .
رابعاً: الغلو في صفات الأئمة:
سنكتفي لبيان صفات الأئمة عند الشيعة بأبواب الفهارس في الكتب المعتبرة عند الشيعة ومن قرأ عناوين هذه الأبواب سيتضح بإذن الله له الغلو في الأئمة إلى درجة التأليه.
أ- كتاب الكافي لمؤلفه ثقة الإسلام كما لقبه الشيعة محمد بن يعقوب الكليني.
أثنى آية الشيعة عبد الحسين شرف الدين علي الكافي فقال في كتابه "المراجعات" مراجعة 110" ما نصه: "الكتب الأربعة التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان وهي الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها".
فهارس كتاب الكافي ج1 دار التعارف – بيروت.
باب أن الأئمة (ع) ولاة أمر الله وخزنة علمه.
باب أن الأئمة (ع) خلفاء الله عز وجل في أرضه وأبوابه التي منها يؤتى .
باب أن الأئمة (ع) نور الله عز وجل.
باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة.
باب ما فرض الله ورسوله من الكون مع الأئمة (ع).
باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (ع).
باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (ع).
باب أن الأئمة (ع) إذا شاؤوا أن يعلموا علموا.
باب أن الأئمة (ع) يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.
باب ان الأئمة (ع) يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء صلوات الله عليهم.
باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين (ع) وأنه كان شريكه في العلم.
باب أن الأئمة (ع) لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه.
باب التفويض إلى رسول الله (ص) وإلى الأئمة (ع) في أمر الدين.
باب أن القرآن يهدي للإمام.
باب ان النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هي الأئمة (ع)
باب عرض الأعمال على النبي (ص) والأئمة (ع).
باب أن الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة.
باب أن الأئمة (ع) ورثة العلم يرث بعضهم بعضاً العلم.
باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم.
باب أن الأئمة (ع) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها.
باب أنه لم يجمع القرآن، كله إلا الأئمة (ع) ,أنهم يعلمون علمه كله.
باب في أن الأئمة (ع) يزدادون في ليلة الجمعة.
باب لولا أن الأئمة (ع) يزدادون لنفد ما عندهم.
باب أن الأئمة (ع) يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل (ع).
ب- أبواب فهارس بحار الأنوار لخاتمة المجتهدين محمد باقر المجلسي ج23 – 27 كتاب الإمامة. ط دار إحياء التراث العربي- بيروت.
باب: أنه الله تعالى يرفع للإمام عموداً ينظر إلى أعمال العباد.
باب: أنه لا يحجب عنهم شيء من أحوال شيعتهم وما تحتاج إليه الأئمة من جميع العلوم، وأنهم يعلمون ما يصيبهم من البلايا ويصبرون عليها، ولو دعوا الله في دفعها لأجيبوا، وأنهم يعلمون ما في الضمائر وعلم المنايا والبلايا وفصل الخطاب والمواليد.
باب: أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء وأنهم أعطوا ما أعطاه الله الأنبياء، وأن كل إمام يعلم جميع علم الإمام الذي قبله، ولا تبقى الأرض بغير عالم.
باب آخر: في أن عندهم صلوات الله عليهم كتب الأنبياء عليهم السلام يقرؤنها على اختلاف لغاتهم.
باب: أنهم عليهم السلام يعلمون الألسن واللغات ويتكلمون بها.
باب: أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام.
باب: أنهم يعلمون متى يموتون وأنه لا يقع ذلك إلا باختيارهم.
باب: أحوالهم بعد الموت وأن لحومهم حرام على الأرض وأنهم يرفعون إلى السماء.
باب: أنهم يظهرون بعد موتهم ويظهر منهم الغرائب.
باب: أن أسماءهم عليهم السلام مكتوبة على العرض والكرسي واللوح وجباه الملائكة وباب الجنة وغيرها.
باب: أن الجن خدامهم يظهرون لهم ويسألونهم عن معالم دينهم.
باب: أنهم يقدرون على إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وجميع معجزات الأنبياء عليهم السلام.
باب: أنهم عليهم السلام سخر لهم السحاب ويسر لهم الأسباب.
باب: تفضيلهم عليهم السلام على الأنبياء وعلى جميع الخلق، وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق، وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم صلوات الله عليهم.
باب: أن دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل والاستشفاع بهم صلوات الله عليهم أجمعين.
باب: أن الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم، وأنهم يرونهم صلوات الله عليهم أجمعين.
باب: أنهم عليهم السلام لا يحجب عنهم علم السماء والأرض والجنة والنار، وأنه عرض عليهم ملكوت السموات والأرض ويعلمون علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
باب: أنهم يعرفون الناس بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق وعندهم كتاب فيه أسماء أهل الجنة وأسماء شيعتهم وأعدائهم، وأنه لا يزيلهم خبر مخبر عما يعلمون من أحوالهم.
باب: ما يحبهم عليهم السلام من الدواب والطيور، وما كتب على جناح الهدهد من فضلهم وأنهم يعلمون منطق الطيور والبهائم.
باب: ما أقر من الجمادات والنباتات بولايتهم عليهم السلام.
خامساً: غلو الشيعة في فضل زيارة قبور الأئمة:
أ- أبواب كتاب (كامل الزيارات) لأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه أثنت عليه مؤسسة "نشر الفقاهة" في قم التي قامت بتحقيق هذا الكتاب ص1 "هو كتاب مشهور ومعروف بين الأصحاب ومن أهم المصادر المعتمد عليها، أخذ منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدثين كالحر العاملي ونقل عنه جل من ألف منهم في الحديث والزيارة وغيرها، وهو جامع الزيارات وما روي في ذلك من الفضل عن الأئمة وفيه أجلاء المشايخ المشهورين بالعلم والحديث الذين وثقهم وزكاهم عموما مؤلفه الجليل. وفيه فائدة عظيمة في المباحث الفقهية والرجالية. وإن كان فيه بحث لا يسعه المقام".
وأيضاً هذا توثيق المؤلف نفسه على كتابه ص 37.
حيث قال ما نصه: "فأشغلت الفكر فيه وصرفت الهم إليه، وسألت الله تبارك وتعالى العون عليه حتى أخرجته وجمعته عن الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين من أحاديثهم ، ولم أخرج فيه حديثا روي عن غيرهم إذا كان فيما روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم وقد علمنا أنا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله برحمته ، ولا أخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال، يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم وسميته كتاب كامل الزيارات.
وهذه بعض الأبواب من الفهرس د دار السرور – بيروت - 1997م.
الباب (58): إن زيارة الحسين أفضل ما يكون من الأعمال.
الباب (59): من زار الحسين كان كمن زار الله في عرشه.
الباب (60): إن زيارة الحسين والأئمة عليهم السلام تعدل زيارة قبر رسول الله وآله.
الباب (61): إن زيارة الحسين تزيد في العمر والرزق وتركها ينقصهما.
الباب (62): إن زيارة الحسين تحط الذنوب.
الباب (63): إن زيارة الحسين تعدل عمرة.
الباب (64): إن زيارة الحسين تعدل حجة.
الباب (65): إن زيارة الحسين تعدل حجة وعمرة.
الباب (67): إن زيارة الحسين تعدل عتق الرقاب.
الباب (68): إن زوار الحسين مشفعون.
الباب (69): إن زيارة الحسين ينفس بها الكرب، ويقضي بها.
الباب (91): ما يستحب من طين قبر الحسين وأنه شفاء.
الباب (92): إن طين قبر الحسين شفاء وأمان.
الباب (93): من أين يؤخذ طين قبر الحسين وكيف يؤخذ.
الباب (94): ما يقول الرجل إذا أكل طين قبر الحسين .
الباب (53): إن زائري الحسين يدخلون الجنة قبل الناس.
ب- فضائل زيارة قبور الأئمة من كتاب (نور العين في المشي إلى زيارة قبر الحسين) تأليف: الشيخ محمد حسن الأصطهبناتي – ط دار الميزان – بيروت.
أبواب الفهرس:
باب: إن زائر الحسين (ع) يعطى له يوم القيامة نور يضيئ لنوره ما بين المشرق والغرب.
باب: إن زيارته (ع) توجب العتق من النار.
باب: إن زوار الحسين (ع) يكونون في جوار رسول الله وعلي وفاطمة صلوات الله عليهم.
باب: إن زيارة الحسين (ع) توجب كتابة الحسنات ومحو السيئات ورفع الدرجات.
باب: إن زيارته غفران ذنوب خمسين سنة.
باب: إن زيارة الحسين (ع) تعدل الاعتاق والجهاد والصدقة والصيام.
باب: إن زيارة الحسين (ع) تعدل اثنتين وعشرين عمرة.
باب: إن زيارة الحسين (ع) تعدل حجة لمن لم يتهيأ له الحج وتعدل عمرة لمن لم تتهيأ له عمرة.
باب : إن الله تبارك وتعالى يتجلى لزوار قبر الحسين (ع) ويخاطبهم بنفسه.
باب: إن الله جل وعلا يزور الحسين (ع) في كل ليلة جمعة.
باب: إن الأنبياء يسألون الله في زيارة الحسين (ع).
باب: إن النبي الأعظم والعترة الطاهرة يزورون الحسين (ع).
باب: إن إبراهيم الخليل (ع) يزور الحسين (ع).
باب: إن موسى بن عمران سأل الله جل وعلا أن يأذن له في زيارة قبر الحسين (ع).
باب: الملائكة يسألون الله عز وجل أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين (ع).
باب: ما من ليلة تمضي إلا وجبرائيل وميكائيل يزورانه صلوات الله عليه.
باب: إن الله تعالى يباهي بزائر الحسين ملائكة السماء وحملة العرش.
باب: إن الله عز وجل حلف أن لا يخيب زوار الحسين (ع).
باب: إن زيارة الحسين (ع) تعدل ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله (ص).
باب: من زار قبر الحسين (ع) كان كمن زار الله فوق عرشه.
باب: من زار قبر الحسين (ع) كان كمن زار الله فوق كرسيه.
باب: من زار الحسين (ع) كان كمن زار الرسول .
باب: من زار الحسين (ع) كان كمن زار عليا (ع).
باب: من زار الحسين (ع) كتبه الله في أعلى عليين.
باب: من سره أن ينظر إلى الله فليكثر من زيارة قبر الحسين (ع).
أخي المسلم: هذه بعض نماذج الغلو في الأئمة عند الشيعة. ومن المعلوم أن علماء الشيعة ومفكريهم ودعاتهم الذين يأتون بقصد التبشير والدعوة إلى التشيع وشراء ضمائر من يكتب لصالحهم لا يجاهرون بمثل هذه المعتقدات بل رأيناهم يتظاهرون بإنكارها ويدعون أنهم لا يعتقدون بكل ما في كتبهم وهذا غش وكذب ينكشف بالآتي:
أولاً: أنهم لا يردون على مثل هذه الخرافات التي تصل إلى درجة الكفر بل وكما رأينا هناك من يقدم لهذه الكتب ويثني عليها.
ثانياً: إنهم عندما يترجمون لمؤلفي هذه الكتب لا ينكرون عليهم تسليمهم بهذه الأباطيل بل يترحمون عليهم ويبالغون في إطرائهم والثناء عليهم ويعدون هذه المؤلفات أدلة تثبت فضلهم ليتبين لك بعد هذا أن الإنكار الذي يواجهون به أهل السنة إنما هو من التقية التي هي تسعة أعشار دين التشيع.
إن الشيعة يقومون بالإنكار والاحتجاج والتهديد والرفض عندما يمسون في كتاب أو محاضرة ولو بصورة عارضة فما بالهم يسكنون وتنكتم أنفاسهم ولا يظهرون مثل هذا أمام هذا الغلو والانحراف؟
لماذا يكتفون بالرفض أمام أهل السنة دون أن يترجموا رفضهم على الواقع؟
لماذا ينكرون ما ينسب إليهم إنكارا عاماً مبهماً؟
لماذا لا تتبعون أسانيد هذه الروايات ويبينون ضعف.

الغلو في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه

( رد الشمس له وتكلم الشمس معه عليه السلام ) - بحار الأنوار - 41/ 166-191
1 - ع : القطان ، عن عبدالرحمن بن محمد الحسني ، عن فرات بن إبراهيم ، عن الفزاري ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن أحمد بن نوح وأحمد بن هلال ، عن ابن أبي عمير ، عن حنان قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ما العلة في ترك أمير المؤمنين عليه السلام صلاة العصر وهو يحب أن يجمع بين الظهر والعصر . فأخرها ؟ قال : إنه لما صلى الظهر التفت إلى جمجمة تلقاءه ، فكلمها أمير - المؤمنين عليه السلام فقال : أيتها الجمجمة من أين أنت ؟ فقالت : أنا فلان بن فلان ملك بلاد آل فلان ، قال لها أمير المؤمنين عليه السلام : فقصي علي الخبر وما كنت وما كان عصرك فأقبلت الجمجمة تقص خبرها وما كان في عصرها من خير وشر ، فاشتغل بها حتى غابت الشمس ، فكلمها بثلاثة أحرف من الانجيل لان لا يفقه العرب كلامها ، قالت : لا أرجع وقد أفلت ، فدعا الله عزوجل فبعث إليها سبعين ألف ملك بسبعين ألف سلسلة حديد ، فجعلوها في رقبتها وسحبوها على وجهها حتى عادت بيضاء نقية ، حتى صلى أمير المؤمنين عليه السلام ثم هوت كهوي الكوكب ، فهذه العلة في تأخير العصر ، وحدثني بهذا الحديث ابن سعيد الهاشمي عن فرات بإسناده وألفاظه .
2 - لى : القطان ، عن محمد بن صالح ، عن عمر بن خالد المخزومي ، عن ابن نباتة ، عن محمد بن موسى ، عن عمارة بن مهاجر ، عن ام جعفر أو أم محمد بنتي محمد بن جعفر ، عن أسماء بنت عميس وهي جدتها قالت : خرجت مع جدتي أسماء بنت عميس وعمي عبدالله بن جعفر حتى إذا كنا بالضهياء حدثتني أسماء بنت عميس قالت : يا بنية كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا المكان ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر ثم دعا عليا فاستعان به في بعض حاجته ، ثم جاءت العصر ، فقام النبي صلى الله عليه وآله فصلى العصر ، فجاء علي عليه السلام فقعد إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله فأوحى الله إلى نبيه فوضع رأسه في حجر علي عليه السلام حتى غابت الشمس لا يرى منها شئ على أرض ولا جبل ، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لعلي عليه السلام : هل صليت العصر ؟ فقال : لا يا رسول الله انبئت أنك لم تصل ، فلما وضعت رأسك في حجري لم أكن لاحركه ، فقال : اللهم إن هذا عبدك علي احتبس نفسه على نبيك فرد عليه شرقها ، فطلعت الشمس ، فلم يبق جبل ولا أرض إلا طلعت عليه الشمس ، ثم قام علي عليه السلام فتوضأ وصلى ثم انكسفت .
ص : الصدوق ، عن محمد بن الفضل ، عن إبراهيم بن محمد بن سفيان ، عن علي ابن سلمة ، عن محمد بن إسماعيل بن فديك ، عن محمد بن موسى بن أبي عبدالله ، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب ، عن أمه أم جعفر ، عن جدتها أسماء بنت عميس مثله ، وقال بعد نقل الخبر : ولعله عليه السلام صلى إيماء قبل ذلك أيضا
3 - ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن أحمد بن عبدالله القزويني ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي بصير ، عن عبدالواحد بن المختار الانصاري ، عن ام المقدام الثقفية قالت : قال لي جويرية بن مسهر : قطعنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام جسر الصراة في وقت العصر ، فقال : إن هذه أرض معذبة لاينبغي لنبي ولا وصي نبي أن يصلي فيها ، فمن أراد منكم أن يصلي فليصل ، فتفرق الناس يمنة ويسرة يصلون ، فقلت أنا : والله لاقلدن هذا الرجل صلاتي اليوم ، ولا أصلي حتى يصلي ، فسرنا وجعلت الشمس تسفل ، وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم ، حتى وجبت الشمس وقطعنا الارض ، فقال : يا جويرية أذن ، فقلت : تقول أذن وقد غابت الشمس ؟ فقال : أذن ، فأذنت ، ثم قال لي : أقم ، فأقمت ، فلما قلت : " قد قامت الصلاة " رأيت شفتيه يتحركان وسمعت كلاما كأنه كلام العبرانية ، فارتفعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر ، فصلى ، فلما انصرفنا هوت إلى مكانها واشتبكت النجوم ، فقلت أنا : أشهد أنك وصي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا جويرية أما سمعت الله عزوجل يقول : " فسبح باسم ربك العظيم " ؟ فقلت : بلى ، قال : فإني سألت الله باسمه العظيم فردها علي .
ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد مثله
فض يل : بالاسناد يرفعه إلى محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده الشهيد عليهم السلام مثله
كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ، عن عبدالله بن يحيى ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير مثله
بيان : الصراة نهر بالعراق . ووجوب الشمس غيبوبتها وسقوطها .
4 - ب : محمد بن عبدالحميد ، عن أبى جميلة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : صلى رسول الله صلى الله عليه و آله العصر ، فجاء علي عليه السلام ولم يكن صلاها ، فأوحى الله إلى رسوله عند ذلك ، فوضع رأسه في حجر علي عليه السلام فقام رسول الله صلى الله عليه وآله عن حجره حين قام وقد غربت الشمس ، فقال : يا علي أما صليت العصر ؟ فقال : لا يا رسول الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم إن عليا كان في طاعتك ( فردت عليه الشمس عند ذلك
5 - شف : موفق بن أحمد المكي ، عن شهردار ، عن عبدوس ، عن أبي الفرج بن سهل ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن زكريا العلائي ن الحسن بن موسى ، عن عبدالرحمن بن القاسم ، عن أبي حازم محمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده محمد بن علي بن موسى بن جعفر ، عن آبائه صلوات الله عليهم ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : يا أبا الحسن كلم الشمس فإنها تكلمك ، قال علي عليه السلام : السلام عليك أيها العبد المطيع لله ، فقالت الشمس : وعليك السلام يا أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين يا علي أنت وشيعتك في الجنة ، يا علي أول من ينشق عنه الارض محمد ثم أنت وأول من يحيا محمد ثم أنت ، وأول من يكسى محمد ثم أنت ، ثم انكب علي ساجدا وعيناه تذرفان بالدموع ، فانكب عليه النبي صلى الله عليه و آله فقال : يا أخي وحبيبي ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات
كشف : من مناقب الخوارزمي حدثنا عبدالرحمن بن القاسم الهمداني ، عن أبي حاتم محمد بن محمد الطالقاني ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم السلام مثله
6 - يج : من معجزاته صلى الله عليه وآله أن عليا عليه السلام بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض الامور بعد صلاة الظهر ، وانصرف من جهته تلك وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وآله العصر بالناس ، فلما دخل علي عليه السلام جعل يقص عليه ما كان قد نفض فيه فنزل الوحي عليه في تلك الساعة ، فوضع رأسه في حجر علي عليه السلام وكانا كذلك حتى إذا غربت ، فسري عن رسول الله صلى الله عليه وآله في وقت الغروب ، فقال لعلي عليه السلام : هل صليت العصر ؟ قال : لا فإني كرهت أن ازيل رأسك ، ورأيت جلوسي تحت رأسك وأنت في تلك الحال أفضل من صلاتي ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فاستقبل القبلة فقال : اللهم إن كان علي في طاعتك وحاجة رسولك صلى الله عليه وآله فاردد عليه الشمس ليصلي صلاته ، فرجعت الشمس حتى صارت في موضع أول العصر ، فصلى علي عليه السلام ثم انقضت الشمس للغروب مثل انقضاض الكواكب . وروي أن النبي صلى الله عليه وآله قال : يا علي إن الشمس مطيعة لك فادع ، فدعا فرجعت ، وكان قد صلاها بالاشارة
7 - يج : روي عن زاذان عن بن عباس قال : لما فتح النبي صلى الله عليه وآله مكة ورفع الهجرة بقوله : " لا هجرة بعد الفتح " قال لعلي عليه السلام : إذا كان الغد كلم الشمس حتى تعرف كرامتك على الله ، فلما أصبحنا قمنا ، فجاء علي إلى الشمس حين طلعت فقال : السلام عليك أيتها المطيعة لربها ، فقالت الشمس : وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه ، ابشر فإن رب العزة يقرؤك السلام ويقول لك : ابشر فإن لك ولمحبيك ولشيعتك مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فخر عليه السلام ساجدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ارفع رأسك حبيبي فقد باهى الله بك الملائكة
8 - شا : مما أظهره الله تعالى من الاعلام الباهرة على يد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ما استفاضت به الاخبار ورواه علماء السير والآثار ونظمت فيه الشعراء الاشعار رجوع الشمس له عليه السلام مرتين : في حياة النبي صلى الله عليه وآله مرة وبعد وفاته اخرى ، وكان من حديث رجوعها عليه المرة الاولى ما روته أسماء بنت عميس وأم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله وجابر بن عبدالله الانصاري وأبوسعيد الخدري في جماعة من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وآله كان ذات يوم في منزله وعلي عليه السلام بين يديه إذ جاءه جبرئيل عليه السلام يناجيه عن الله سبحانه ، فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين عليه السلام فلم يرفع رأسه عنه حتى غربت الشمس ، فاصطبر أمير المؤمنين عليه السلام لذلك إلى صلاة العصر ، فصلى أمير المؤمنين عليه السلام جالسا يؤمئ بركوعه وسجوده إيماء ، فلما أفاق من غشيته قال لامير المؤمنين عليه السلام : أفاتتك صلاة العصر ؟ قال : لم أستطع أن أصليها قائما لمكانك يا رسول الله والحال التي كنت عليها في استماع الوحي ، فقال له : ادع الله حتى يرد عليك الشمس لتصليها قائما في وقتها كما فاتتك ، فإن الله تعالى يجيبك لطاعتك لله ورسوله ، فسأل أمير المؤمنين عليه السلام الله في رد الشمس ، فردت حتى صارت في موضعها من السماء وقت صلاة العصر ، فصلى أمير المؤمنين عليه السلام صلاة العصر في وقتها ثم غربت ، فقالت أسماء : أم والله لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب . وكان رجوعها بعد النبي صلى الله عليه وآله أنه لما أراد يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابهم ورحالهم ، فصلى عليه السلام بنفسه في طائفة معه العصر فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس وفاتت الصلاة كثيرا منهم ، وفات الجمهور فضل الاجتماع معه ، فتكلموا في ذلك ، فلما سمع كلامهم فيه سأل الله تعالى أن يرد الشمس عليه لتجتمع كافة أصحابه على صلاة العصر في وقتها ، فأجابه الله تعالى في ردها عليه ، وكانت في الافق على الحال التي تكون عليه وقت العصر ، فلما سلم القوم غابت الشمس ، فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك ، فأكثروا من التسبيح والتهليل والاستغفار والحمد لله على النعمة التي ظهرت فيهم ، وسار خبر ذلك في الآفاق ، وانتشر ذكره في الناس ، وفي ذلك يقول السيد بن محمد الحميري : " ردت الشمس " إلى آخر ما سيأتي من الابيات .
9 - شى : عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : دخل علي عليه السلام على رسوله صلى الله عليه وآله في مرضه وقد أغمي عليه ، ورأسه في حجر جبرئيل وجبرئيل في صورة دحية الكلبي ، فلما دخل علي عليه السلام قال له جبرئيل : دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني ، لان الله يقول في كتابه " واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فجلس علي عليه السلام وأخذ رأس رسول الله صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره ، فلم يزل رأس رسول الله صلى الله عليه وآله في حجره حتى غابت الشمس ، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله أفاق فرفع رأسه فنظر إلى علي عليه السلام فقال : يا علي أين جبرئيل ؟ فقال : يا رسول الله ما رأيت إلا دحية الكلبي دفع إلي رأسك قال : يا علي دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني لان الله يقول في كتابه : " واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فجلست وأخذت رأسك فلم يزل في حجري حتى غابت الشمس ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أفصليت العصر ؟ فقال : لا ، قال : فما منعك أن تصلي ؟ فقال : قد أغمي عليك فكان رأسك في حجري ، فكرهت أن أشق عليك يا رسول الله ، وكرهت أن أقوم وأصلى وأضع رأسك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك حتى فاتته صلاة العصر اللهم فرد عليه الشمس حتى يصلي العصر في وقتها ، قال : فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقية ، ونظر إليها أهل المدينة ، وإن عليا قام وصلى فلما انصرف غابت الشمس وصلوا المغرب .
10 - قب : روى أبوبكر بن مردويه في المناقب ، وأبوإسحاق الثعلبي في تفسيره ، وأبوعبدالله بن منده في المعرفة ، وأبوعبدالله النطنزي في الخصائص ، والخطيب في الاربعين ، وأبوأحمد الجرجاني في تاريخ جرجان : رد الشمس لعلي عليه السلام ، ولابي بكر الوراق كتاب طرق من روى رد الشمس ، ولابي عبدالله الجعل مصنف في جواز رد الشمس ولابي القاسم الحسكاني مسألة في تصحيح رد الشمس وترغيم النواصب الشمس ولابي الحسن شاذان كتاب بيان رد الشمس على أمير المؤمنين عليه السلام وذكر أبوبكر الشيرازي في كتابه بالاسناد عن شعبة ، عن قتادة عن الحسن البصري ، عن أم هائئ هذا الحديث مستوفى ثم قال : قال الحسن عقيب هذا الخبر : وأنزل الله عزوجل آيتين في ذلك : قوله تعالى : " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " يعني هذا يخلف هذا لمن أراد أن يذكر فرضا نسيه أو نام عليه أو أراد شكورا ، وأنزل أيضا " يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل " وذكر أن الشمس ردت عليه مرارا : الذي رواه سلمان ، ويوم البساط ، ويوم الخندق ، ويوم حنين ، ويوم خيبر ، ويوم قرقيسينا ويوم ببراثا ، ويوم الغاضرية ، ويوم النهروان ، ويوم بيعة الرضوان ، ويوم صفين على من عانده .
.فأما في حال حياته صلى الله عليه وآله فما روته أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر الانصاري وأبوذر وابن عباس والخدري وأبوهريرة والصادق عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى بكراع الغميم ، فلما سلم نزل عليه الوحي وجاء علي عليه السلام وهو على ذلك الحال ، فأسنده إلى ظهره ، فلم يزل على تلك الحال حتى غابت الشمس ، والقرآن أن ينزل على النبي صلى الله عليه وآله ، فلما تم الوحي قال : يا علي صليت ؟ قال : لا ، وقص عليه ، فقال : ادع ليرد الله عليك الشمس ، فسأل الله فردت عليه الشمس بيضاء نقية . وفي رواية أبي جعفر الطحاوي أن النبي صلى الله عليه وآله قال : اللهم إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، فردت ، فقام وصلى علي عليه السلام ، فما فرغ من صلاته وقعت الشمس وبدت الكواكب . وفي رواية أبي بكر مهرويه قالت أسماء : أم والله لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب . قال : وذلك بالضهيا في غزاة خيبر ، وروي أنه صلى إيماء ، فلما ردت الشمس أعاد الصلاة بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله .
وأما بعد وفاته صلى الله عليه وآله ما روى جويرية بن مسهر وأبورافع والحسين بن علي عليهما السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام لما عبر الفرات ببابل صلى بنفسه في طائفة معه العصر ، ثم لم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس وفات صلاة العصر الجمهور ، فتكلموا في ذلك ، فسأل الله تعالى رد الشمس عليه فردها عليه ، فكانت في الافق ، فلما سلم القوم غابت ، فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك ، .: فقام على عليه السلام وصلى . وأكثروا التهليل والتسبيح والتكبير ، ومسجد الشمس بالصاعدية من أرض بابل شائع ذائع . وعن ابن عباس بطرق كثيرة أنه لم ترد الشمس إلا لسليمان وصي داود ، وليوشع وصي موسى ، ولعلي بن أبي طالب وصي محمد صلوات الله عليهم أجمعين . وأما طعن الملاحدة أن ذلك يبطل الحساب والحركات فمجاب بأن الله تعالى ردها ورد معها الفلك ، فلا يختلف الحساب والحركات ونقول بردها ثم يحدث فيها من السير ما يظهر وتلحق بموضعها ولا يظهر على الفلك ، وذلك مبني على حدوث العالم وإثبات المحدث ، وأما اعتراض ابن فورك في كتاب الفصول من تعليق الاصول أنه لو كان ذلك صحيحا لرآه جميع الناس في جميع الاقطار فالانفصال منه بما أجيب عنه من اعترض على انشقاق القمر للنبي صلى الله عليه وآله . محمد بن مسلم عن أبي جعفر عن جابر قال : كلمت الشمس علي بن أبي طالب عليه السلام سبع مرات ، فأول مرة قال له : يا إمام المسلمين اشفع لي إلى ربي أن لا يعذبني ، والثانية قالت : مرني أحرق مبغضيك فإني أعرفهم بسيماهم ، والثالثة ببابل وقد فاتته العصر ، فكلمها وقال لها : ارجعي إلى موضعك ، فأجابته بالتلبية ، والرابعة قال : يا أيتها الشمس هل تعرفين لي خطيئة ؟ قالت : وعزة ربي لو خلق الله الخلق مثلك لم يخلق النار ، والخامسة فإنهم اختلفوا في الصلاة في خلافة أبي بكر فخالفوا عليا ، فتكلمت الشمس ظاهرة فقالت : " الحق له و بيده ومعه " سمعته قريش ومن حضره ، والسادسة حين دعاها فأتته بسطل من ماء الحياة الرى فتوضأ للصلاة فقال لها : من أنت ؟ فقالت : أنا الشمس المضيئة ، والسابعة عند وفاته حين جاءت وسلمت عليه وعهد إليها وعهدت إليه . وحدثني شيرويه الديلمي وعبدوس الهمداني والخطيب الخوارزمي من كتبهم وأجازني جدي الكيا شهر آشوب ومحمد الفتال من كتب أصحابنا نحو ابن قولويه والكشي والعبدكي وعن سلمان وأبي ذر وابن عباس وعلي بن أبي طالب عليه السلام أنه لما فتح مكة وانتهيا إلى هوازن قال النبي صلى الله عليه وآله : قم يا علي وانظر كرامتك على الله ، كلم الشمس إذا طلعت ، فقام علي عليه السلام وقال : السلام عليك أيتها العبد الدائب في طاعة الله ربه ، فأجابته الشمس وهي تقول : وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه وحجة الله على خلقه ، فانكب علي ساجدا شكرا لله تعالى ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله يقيمه ويمسح وجهه ويقول : قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك ، وباهى الله بك حملة عرشه ، ثم قال : الحمد لله الذي فضلني على سائر الانبياء وأيدني بوصية سيد الاوصياء ، ثم قرأ " وله أسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها " الآية .
11 - جا : المرزباني ، عن أحمد بن محمد بن عيسى المكي ، عن عبدالرحمن بن محمد بن حنبل قال : أخبرت عن عبدالرحمن بن شريك ، عن أبيه ، عن عروة بن عبيدالله ابن بشير الجعفي قال : دخلت على فاطمة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام وهي عجوز كبيرة وفي عنقها خرز وفي يدها مسكتان ، فقالت : يكره للنساء أن يتشبهن بالرجال ثم قالت : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : أوحى الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وآله فتغشاه الوحي ، فستره علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بثوبه حتى غابت الشمس فلما سري عنه صلى الله عليه وآله قال : يا علي ما صليت العصر ؟ قال : يا رسول الله اشتغلت عنها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم اردد الشمس على علي بن أبي طالب ، وقد كانت غابت ، فرجعت حتى بلغت الشمس حجرتي ونصف المسجد .
12 - لى : القطان ، عن القاسم بن العباس ، عن أحمد بن يحيى الكوفي عن أبي قتادة ، عن جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، عن زاذان ، عن ابن عباس قال : لما فتح الله عزوجل مكة خرجنا ونحن ثمانية آلاف رجل ، فلما أمسينا صرنا عشرة آلاف من المسلمين ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله الهجرة فقال : لا هجرة بعد فتح مكة ، قال : ثم انتهينا إلى هوازن فقال النبي صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام : يا علي قم فانظر كرامتك على الله عزوجل ، كلم الشمس إذا طلعت ، قال ابن عباس : والله ما حسدت أحدا إلا علي بن إبي طالب عليه السلام في ذلك اليوم ، وقلت للفضل : قم ننظر كيف يكلم علي بن أبي طالب عليه السلام الشمس ، فلما طلعت الشمس قام علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : السلام عليك أيتها العبد الصالح الدائب في طاعة الله ربه ، فأجابته الشمس وهي تقول : وعليك السلام يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه وحجة الله على خلقه ، قال : فانكب علي عليه السلام ساجدا شكرا لله عزو جل ، قال فوالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله قام فأخذ برأس علي عليه السلام يقيمه ويمسح وجهه ويقول : قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك وباهى الله عزوجل بك حملة عرشه .
ص : الصدوق ، عن ابن موسى ، عن أحمد بن جعفر بن نصر ، عن عمر بن خلاد ، عن أبي قتادة مثله .
13 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عبدالله بن بحر ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي المقدام ، عن جويرية بن مسهر قال : أقبلنا مع أمير المؤمنين عليه السلام من قتل الخوراج حتى إذا قطعنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر ، قال : فنزل أمير المؤمنين عليه السلام ونزل الناس ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا أيها الناس إن هذه الارض ملعونة ، وقد عذبت من الدهر ثلاث مرات ، وهي إحدى المؤتفكات وهي أول أرض عبد فيها وثن ، إنه لا يحل لنبي ولوصي نبي أن يصلي فيها ، فأمر الناس فمالوا عن جنبي الطريق يصلون ، وركب بغلة رسول الله فمضى عليها ، قال جويرية : فقلت : والله لاتبعن أمير المؤمنين ولاقلدنه صلاتي اليوم ، قال : فمضيت خلفه ، فولالله ما جزنا جسر سوراء حتى غابت الشمس ، قال : فسببته أو هممت أن أسبه ! قال : فقال : يا جويرية أذن ، قال : فقلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : فنزل ناحية فتوضأ ثم قام فنطق بكلام لا أحسبه إلا بالعبرانية ، ثم نادى بالصلاة ، فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير ، فصلى العصر وصليت معه ، قال : فلما فرغنا من الصلاة عاد الليل كما كان ، فالتفت إلي فقال : يا جويرية ابن مسهر إن الله يقول : " فسبح باسم ربك العظيم " فإني سألت الله باسمه العظيم فرد علي الشمس .
14 - ير : محمد بن الحسين ، عن عبدالله بن جبلة ، عن أبي الجارود قال : سمعت جويرية يقول : أسرى علي بنا من كربلاء إلى الفرات ، فلما صرنا ببابل قال لي : أي موضع يسمى هذا يا جويرية ؟ قلت : هذه بابل يا أمير المؤمنين ، قال : أما إنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلى بأرض قد عذبت مرتين ، قال : قلت : هذه العصر يا أمير المؤمنين فقد وجبت الصلاة يا أمير المؤمنين ، قال : قد أخبرتك أنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلي بأرض قد عذبت مرتين وهي تتوقع الثالثة ، إذا طلع كوكب الذنب وعقد جسر بابل قتلوا عليه مائة ألف تخوضه الخيل إلى السنابك ، قال جويرية : والله لاقلدن صلاتي اليوم أمير المؤمنين عليه السلام ، وعطف علي عليه السلام برأس بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله الدلدل حتى جاز سوراء قال لي : أذن بالعصر يا جويرية فأذنت ، وخلا علي ناحية فتكلم بكلام له سرياني أو عبراني ، فرأيت للشمس صريرا وانقضاضا حتى عادت بيضاء نقية قال : ثم قال : أقم ، فأقمت ثم صلى بنا فصلينا معه ، فلما سلم اشتبكت النجوم فقلت : وصي نبي ورب الكعبة.
15 - يج : روي عن أسماء بنت عميس قالت : إن عليا بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله في حاجة في غزوة حنين وقد صلى النبي صلى الله عليه وآله العصر ولم يصلها علي عليه السلام فلما رجع وضع رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه في حجر علي ورفعه ، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد اوحي إليه ، فجلله بثوبه ، فلم يزل كذلك حتى كادت الشمس تغيب ، ثم إنه سري عن النبي صلى الله عليه وآله فقال : أصليت يا علي ؟ قال : لا ، قال النبي صلى الله عليه وآله : اللهم رد على علي الشمس ، فرجعت حتى بلغت نصف المسجد ، قالت أسماء : وذلك بالصهباء موضع طلوع .
16 - من عيون المعجزات المنسوب إلى السيد المرتضى رضي الله عنه قال : حدثني ابن عباس الجوهري ، عن أبي طالب عبيد الله بن محمد الانبار عن أبي الحسين . محمد بن يزيد التستري ، عن أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أباذر جندب بن جنادة الغفاري قال : رأيت السيد محمدا صلى الله عليه وآله وقد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
الشيخ عودة
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 1748
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
العمر : 73

 غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Empty
مُساهمةموضوع: رد: غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل    غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Emptyالثلاثاء ديسمبر 24, 2013 4:24 am

أقول : لا يبعد أن يكون عليه السلام مأمورا بترك الصلاة في الموضعين لظهور كرامته أو يقال : من يقدر على رد الشمس يجوز له ترك الصلاة إلى غروبها ، لكن الوجوه التي ذكرها رحمه الله أوفق بأصول أصحابنا . وقال محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم في كتاب العلل : علة رد الشمس على أمير المؤمنين عليه السلام وما طلعت على أهل الارض كلهم . قال العالم : لانه جلل الله السماء بالغمام إلا الموضع الذي كان فيه أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه ، فإنه جلاه حتى طلعت الشمس عليهم أقول : قال العلامة رحمه الله في كتاب كشف اليقين : كان بعض الزهاد يعظ الناس ، فوعظ في بعض الايام وأخذ يمدح عليا عليه السلام فقاربت الشمس الغروب و أظلم الافق ، فقال مخاطبا للشمس : لا تغربي يا شمس حتى ينقضي * مدحي لصنو المصطفى ولنجله - واثني عنانك إذ عزمت ثناءه * أنسيت يومك إذ رددت لاجله - إن كان للمولى وقوفك فليكن * هذا الوقوف لخيله ولرجله فوقفت الشمس وأضاء الافق حتى انقضى المدح ، وكان ذلك بمحضر جماعة كثيرة تبلغ حد التواتر ، واشتهرت هذه القصة عند الخواص والعوام .
( استجابة دعواته صلوات الله عليه في احياء الموتى وشفاء المرضى وابتلاء الاعداء بالبلايا ونحو ذلك ) - بحار الأنوار ، 41/ 191 - 230
1 - يج : روي أنه اختصم رجل وامرأة إليه ، فعلا صوت الرجل على المرأة فقال له علي عليه السلام اخسأ - وكان خارجيا - فإذا رأسه رأس الكلب ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين صحت بهذا الخارجي فصار رأسه رأس كلب فما يمنعك عن معاوية ؟ قال : ويحك لو أشاء أن آتي معاوية إلى ههنا على سريره لدعوت الله حتى فعل ، ولكنا لله خزان لا على ذهب ولا على فضة ولا إنكارا بل على أسرار تدبير الله ، أما تقرأ " بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون " وفي رواية : قال : إنما أدعوهم لثبوت الحجة وكمال المحنة ، ولو أذن لي في الدعاء بهلاك معاوية لما تأخر .
2 - يج : روي عن الصادق عليه السلام قال : كان قوم من بني مخزوم لهم خؤولة من علي عليه السلام فأتاه شاب منهم يوما فقال : يا خال مات ترب لي فحزنت عليه حزنا شديدا ، قال : فتحب أن تراه ؟ قال : نعم ، فانطلق بنا إلى قبره فدعا الله وقال : قم يا فلان بإذن الله ، فإذا الميت جالس على رأس القبر وهو يقول : وينه وينه ، سألا معناه لبيك لبيك سيدنا ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ما هذا اللسان ألم تمت وأنت رجل من العرب ؟ قال : نعم ولكني مت على ولاية فلان وفلان فانقلب لساني على ألسنة أهل النار .
3 - يج : روي عن الباقر عليه السلام أن عليا مر يوما في أزقة الكوفة ، فانتهى إلى رجل قد حمل جريثا ، فقال : انظروا إلى هذا قد حمل إسرائيليا ، فأنكر الرجل وقال : متى صار الجريث إسرائيليا ؟ ! فقال علي عليه السلام : أما إنه إذا كان يوم الخامس ارتفع لهذا الرجل من صدغه دخان فيموت مكانه ، فأصابه في اليوم الخامس ذلك فمات ، فحمل إلى قبره ، فلما دفن جاء أمير المؤمنين عليه السلام مع جماعة إلى قبره فدعا الله ، ثم رفسه برجله فإذا الرجل قائم بين يديه يقول : الراد على علي كالراد على الله وعلى رسوله ، فقال : عد في قبرك ، فعاد فيه فانطبق القبر عليه . 4 - يج : روي عن علي بن حمزة ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه عليهما السلام قال : كان علي عليه السلام ينادي : من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وآله عدة أو دين فليأتني ، فكان كل من أتاه يطلب دينا أو عدة يرفع مصلاه فيجد ذلك كذلك تحته فيدفعه إليه ، فقال الثاني للاول : ذهب هذا بشرف الدنيا في هذا دوننا ، فما الحيلة ؟ فقال : لعلك لو ناديت كما نادى هو كنت تجد ذلك كما يجد هو ، وإذا كان ، إنما تقضي عن رسول الله فنادى أبوبكر كذلك فعرف أمير المؤمنين الحال فقال : أما إنه سيندم على ما فعل ، فلما كان من الغد أتاه أعرابي وهو جالس في جماعة من المهاجرين والانصار فقال : أيكم وصي رسول الله ؟ فأشير إلى أبي بكر ، فقال : أنت وصي رسول الله وخليفته ؟ قال : نعم فما تشاء ؟ قال : فهلم الثمانين الناقة التي ضمن لي رسول الله ، قال : وما هذه النوق ؟ قال : ضمن لي رسول الله صلى الله عليه وآله ثمانين ناقة حمراء كحل العيون ، فقال لعمر : كيف نصنع الآن ؟ قال : إن الاعراب جهال فاسأله : ألك شهود بما تقول ؟ فطلبهم منه ، قال : ومثلي يطلب الشهود على رسول الله صلى الله عليه وآله بما يتضمنه ؟ والله ما أنت بوصي رسول الله وخليفته ، فقام إليه سلمان وقال : يا أعرابي اتبعني أدلك على وصي رسول الله صلى الله عليه و آله فتبعه الاعرابي حتى انتهى إلى علي عليه السلام فقال : أنت وصي رسول الله ؟ قال : نعم فما تشاء ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله ضمن لي ثمانين ناقة حمراء كحل العيون فهلمها ، فقال له علي عليه السلام : أسلمت أنت وأهل بيتك ؟ فانكب الاعرابي على يديه يقبلها وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وخليفته ، فبهذا وقع الشرط بيني وبينه وقد أسلمنا جميعا ، فقال علي عليه السلام : يا حسن انطلق أنت وسلمان مع هذا الاعرابي إلى وادي فلان فناد : يا صالح يا صالح ، فإذا أجابك فقل : إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك : هلم الثمانين الناقة التي ضمنها رسول الله صلى الله عليه وآله لهذا الاعرابي ، قال سلمان : فمضينا إلى الوادي فنادى الحسن فأجابه : لبيك ياابن رسول الله ، فأدى إليه رسالة أمير المؤمنين عليه السلام فقال : السمع والطاعة فلم يلبث إذا خرج إلينا زمام ناقة من الارض ، فأخذ الحسن عليه السلام الزمام فناوله الاعرابي فقال : خذ ، وجعلت النوق يخرج حتى تم الثمانون على الصفة .
5 - يج : روي عن عيسى الهرهري عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن فلانا و فلانا وابن عوف أتوا النبي صلى الله عليه وآله ليعتبوه فقال الاول : اتخذ الله إبراهيم خليلا فماذا صنع بك ربك ؟ وقال الثاني : كلم الله موسى تكليما فما صنع بك ربك ؟ وقال ابن عوف : عيسى بن مريم يحيي الموتى بإذن الله فما صنع بك ربك ؟ فقال للاول : اتخذ الله إبراهيم خليلا واتخذني حبيبا ، وقال للثاني : كلم الله موسى تكليما من وراء حجاب وقد رأيت عرش ربي وكلمني ، وقال للثالث : عيسى بن مريم يحيي الموتى بإذن الله وأنا إن شئتم أحييت لكم موتاكم ، قالوا : قد شئنا وعلى ذلك داروا ، فأرسل النبي صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام فدعاه فأتاه ، فقال له : أقدمهم على القبور ، ثم قال لهم : اتبعوه ، فلما توسط الجبانة تكلم بكلمة فاضطربت وارتجت قلوبهم ودخلهم من الذعر ما شاء الله ، وامتقعت ألوانهم ولم تقبل ذلك قلوبهم ، فقالوا : يا أبا الحسن أقلنا عثراتنا ، قال : إنما رددتم على الله ، ثم إن النبي صلى الله عليه وآله بعث إلى علي عليه السلام فدعاه . أقول : رواه السيد المرتضى رضي الله عنه في عيون المعجزات عن أحمد بن زيد عن أحمد بن محمد بن أيوب بإسناده مثله ، وفيه : فقالوا : حسبك يا أبا الحسن أقلنا أقالك الله ، فأمسك عن استتمام كلامه ودعائه ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا له : أقلنا ، فقال لهم : إنما رددتم على الله لا أقالكم الله يوم القيامة .
يل : مرسلا مثله .
6 - يج : روي عن سعد الخفاف عن زاذان أبي عمرو قلت له : يا زاذان إنك لتقرأ القرآن فتحسن قراءته فعلى من قرأت ؟ قال : فتبسم ثم قال : إن أمير المؤمنين مر بي وأنا أنشد الشعر ، وكان لي خلق حسن فأعجبه صوتي ، فقال : يا زاذان فهلا بالقرآن قلت : يا أمير المؤمنين وكيف لي بالقرآن فوالله ما أقرأ منه إلا بقدر ما اصلي به ، قال : فادن مني ، فدنوت منه فتكلم في أذني بكلام ما عرفته ولا علمت ما يقول ، ثم قال : افتح فاك ، فتفل في في ، فوالله ما زالت قدمي من عنده حتى حفظت القرآن بإعرابه وهمزه ، وما احتجت أن أسأل عنه أحدا بعد موقفي ذلك قال سعد : فقصصت قصة زاذان على أبي جعفر عليه السلام قال : صدق زاذان إن أمير المؤمنين عليه السلام دعا لزاذان بالاسم الاعظم الذي لا يرد .
7 - يج : روي عن عمر بن اذينة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دخل الاشتر على علي عليه السلام فسلم فأجابه ثم قال : ما أدخلك علي في هذه الساعة ؟ قال : حبك يا أمير المؤمنين ، قال عليه السلام : فهل رأيت ببابي أحدا ؟ قال : نعم أربعة نفر ، فخرج الاشتر معه فإذا بالباب أكمه ومكفوف ومقعد وأبرص ، فقال عليه السلام : ما تصنعون ههنا ؟ قالوا : جئناك لما بنا ، فرجع ففتح حقا له ، فأخرج رقا صفراء فقرأ عليهم فقاموا كلهم من غير علة .
8 - ير : سملة بن الخطاب ، عن عبدالله بن محمد ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عيسى شلقان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن أمير المؤمنين عليا عليه السلام كانت له خؤلة في بني مخزوم ، وإن شابا منهم أتاه فقال : يا خالي إن أخي وابن أبي مات وقد حزنت عليه حزنا شديدا ، قال : فتشتهي أن تراه ؟ قال : نعم ، قال : فأرني قبره ، فخرج ومعه برد رسول الله صلى الله عليه وآله السحاب ، فلما انتهى إلى القبر تململت شفتاه ، ثم ركضه برجله فخرج من قبره وهو يقول : " رميكا " بلسان الفارس فقال له عليه السلام : ألم تمت وأنت رجل من العرب ؟ قال بلى : ولكنا متنا على سنة فلان وفلان فانقلبت ألسنتنا .
9 - يج : روي عن الرضا عن آبائه عليهم السلام أن غلاما يهوديا قدم على أبي بكر في خلافته فقال : السلام عليك يا أبابكر ، فوجأ عنقه وقيل له : لم لا تسلم عليه بالخلافة ؟ ثم قال له أبوبكر : ما حاجتك ؟ قال : مات أبي يهوديا وخلف كنوزا وأموالا ، فإن أنت أظهرتها وأخرجتها لي أسلمت على يديك وكنت مولاك ، و جعلت لك ثلث ذلك المال وثلثا للمهاجرين والانصار وثلثا لي ، فقال أبوبكر : يا خبيث وهل يعلم الغيب إلا الله ؟ ونهض أبوبكر ، ثم انتهى اليهودي إلى عمر فسلم عليه و قال : إني أتيت أبابكر أسأله عن مسألة فأوجعت ضربا ، وأنا أسألك عن المسألة وحكى قصته ، قال : وهل يعلم الغيب إلا الله ؟ ثم خرج اليهودي إلى علي عليه السلام وهو في المسجد ، فسلم عليه وقال : يا أمير المؤمنين ، وقد سمعه أبوبكر وعمر ، فوكزوه وقالوا : يا خبيث هلا سلمت على الاول كما سلمت على علي والخليفة أبوبكر ؟ فقال اليهودي : والله ما سميته بهذا الاسم حتى وجدت ذلك في كتب آبائي وأجدادي في التوراة ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : وتفي بما تقول ؟ قال : نعم واشهد الله وملائكته وجميع من يحضرني ، قال . نعم ، فدعا برق أبيض فكتب عليه كتابا ثم قال : تحسن أن تكتب ؟ قال : نعم ، قال : خذ معك ألواحا وصر إلى بلاد اليمن وسل عن وادي برهوت بحضرموت ، فإذا صرت بطرف الوادي عند غروب الشمس فاقعد هناك فإنه سيأتيك غرابيب سود مناقيرها وهي تنعب ، فإذا نعبت هي فاهتف اسم أبيك وقل : يا فلان أنا رسول وصي محمد صلى الله عليه وآله فكلمني ، فإنه سيجيبك أبوك ، ولا تقر عن سؤاله عن الكنوز التي خلفها ، فكل ما أجابك به في ذلك الوقت وتلك الساعة فاكتب في ألواحك ، فإذا انصرفت إلى بلادك بلاد خيبر فتتبع ما في ألواحك واعمل بما فيها ، فمضى اليهودي حتى انتهى إلى وادي اليمن ، وقعد هناك كما أمره ، فإذا هو بالغرابيب السود قد أقبلت تنعب فهتف اليهودي فأجابه أبوه وقال : ويلك ما جاء بك في هذا الوقت إلى هذا الموطن وهو من مواطن أهل النار ؟ قال : جئتك أسألك عن كنوزك أين خلفتها ؟ قال : في جدار كذا في موضع كذا في حيطان كذا ، فكتب الغلام ذلك ، ثم قال : ويلك اتبع دين محمد ، وانصرفت الغرابيب ورجع اليهودي إلى بلاد خيبر ، وخرج بغلمانه و فعلته وإبل وجواليق وتتبع ما في ألواحه فأخرج كنزا من أواني الفضة و كنزا من أواني الذهب ، ثم أوقر عيرا وجاء حتى دخل على علي عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك وصي محمد وأخو وأمير المؤمنين حقا كما سميت ، وهذه عير دراهم ودنانيز فاصرفها حيث أمرك الله ورسوله ، واجتمع الناس فقالوا لعلي : كيف علمت هذا ؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وإن شئت خبرتكم بما هو أصعب من هذا ، قالوا : فافعل ، قال : كنت ذات يوم تحت سقيفة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وإني لاحصي ستا وستين وطأة ، كل ملائكة ، أعرفهم بلغاتهم وصفاتهم وأسمائهم ووطئهم .
10 - يج : روي أن قوما من النصارى كانوا دخلوا على النبي صلى الله عليه وآله وقالوا نخرج ونجئ بأهلينا وقومنا ، فإن أنت أخرجت لنا مائة ناقة من الحجر سوداء من كل واحدة فصيل آمنا ، فضمن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وانصرفوا إلى بلادهم ، فلما كان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله رجعوا فدخلوا المدينة ، فسألوا عن النبي صلى الله عليه وآله فقيل لهم : توفي صلى الله عليه وآله ، فقالوا : نجد في كتبنا أنه لا يخرج من الدنيا نبي إلا و يكون له وصي ، فمن كان وصي نبيكم محمد ؟ فدلوا على أبي بكر ! فدخلوا عليه و قالوا : لنا دين على محمد ، قال : وما هو ؟ قالوا : مائة ناقة مع كل ناقة فصيل وكلها سود ، فقال : ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله تركة تفي بذلك ، فقال بعضهم لبعض بلسانهم : ما كان أمر محمد إلا باطلا ، وكان سلمان حاضرا وكان يعرف لغتهم ، فقال لهم : أنا أدلكم على وصي محمد ، فإذا بعلي قد دخل المسجد ، فنهضوا إلى وجثوا بين يديه فقالوا : لنا على نبيكم دين مائة ناقة دينا بصفات مخصوصة ، قال علي عليه السلام : وتسلمون حينئذ ؟ قالوا : نعم ، فواعدهم إلى الغد ، ثم خرج بهم إلى الجبانة والمنافقون يزعمون أنه يفتضح ، فلما وصل إليهم صلى ركعتين ودعا خفيا ، ثم ضرب بقضيب رسول الله على الحجر فسمع منه أنين يكون للنوق عند مخاضها ، فبينما كذلك إذا انشق الحجر وخرج منه رأس ناقة وقد تعلق منه رأس الزمام ، فقال عليه السلام لابنه الحسن : خذه ، فخرج منه مائة ناقة مع كل واحدة فصيل كلها سود الالوان ، فأسلم النصارى كلهم ثم قالوا : كانت ناقة صالح النبي واحدة وكان بسببها هلاك قوم كثير ، فادع يا أمير المؤمنين حتى تدخل النوق وفصالها في الحجر لئلا يكون شئ منها سبب هلاك أمه محمد ، فدعا فدخلت كما خرجت .
11 - يج : روى جميع بن عمير قال : اتهم علي عليه السلام رجلا يقال له الغيرار برفع أخباره إلى معاوية ، فأنكر ذلك وجحده ، فقال عليه السلام : أتحلف بالله أنك ما فعلت ذلك ؟ قال : نعم ، وبدر فحلف ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إن كنت كاذبا فأعمى الله بصرك ، فما دارت الجمعة حتى أخرج أعمى يقاد ، قد أذهب الله بصره .
شا : عبدالقاهر بن عبدالملك بن عطاء ، عن الوليد بن عمران ، عن جميع بن عمير مثله .
12 - يج : روي عن الاصبغ بن نباتة قال : كنا نمشي خلف علي بن أبي طالب عليه السلام ومعنا رجل من قريش ، فقال لامير المؤمنين عليه السلام : قد قتلت الرجال وأيتمت الاولاد وفعلت ما فعلت ، فالتفت إليه عليه السلام وقال : اخسا ، فإذا هو كلب أسود ، فجعل يلوذبه ويتبصبص ، فوافاه برحمة حتى حرك شفتيه ، فإذا هو رجل كما كان ، فقال له رجل من القوم : يا أمير المؤمنين أنت تقدر على مثل هذا ويناويك معاوية ؟ فقال : نحن عباد الله مكرمون لا نسبقه بالقول ونحن بأمره عاملون .
13 - يج : روي عن سليمان الاعمش ، عن سمرة بن عطية ، عن سلمان الفارسي قال : إن امرأة من الانصار يقال لها ام فروة تحض على نكث بيعة أبي بكر وتحث على بيعة علي عليه السلام ، فبلغ أبابكر فأحضرها واستتابها فأبت عليه ، فقال : يا عدوة الله أتحضين على فرقة جماعة اجتمع عليها المسلمون فما قولك في إمامتي ؟ قالت : ما أنت بامام ، قال : فمن أنا ؟ قالت : أمير قومك وولوك فإذا أكرموك فالامام المخصوص من الله ورسوله لا يجوز عليه الجور ، وعلى الامير والامام المخصوص أن يعلم ما في الظاهر والباطن وما يحدث في المشرق والمغرب من الخير والشر ، فإذا قام في شمس أو قمر فلا فيئ له ، ولا يجوز الامامة لعابدوثن ولا لمن كفر ثم أسلم ، فمن أيهما أنت يا ابن أبي قحافة ؟ قال : أنا من الائمة الذين اختارهم الله لعباده ! فقالت : كذبت على الله ولو كنت ممن اختارك الله لذكرك في كتابه كما ذكر غيرك فقال عزوجل : " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون " ويلك إن كنت إماما حقا فما اسم سماء الدنيا و الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة ؟ فبقي أبوبكر لا يحير جوابا ، ثم قال : اسمها عند الله الذي خلقها ، قالت : لو جاز للنساء أن يعلمن علمتك فقال : يا عدوة الله لتذكرن اسم سماء وسماء إلا قتلتك ، قالت : أبا لقتل تهددني والله ما ابالي أن يجري قتلي على يد مثلك ولكني أخبرك ، أما السماء الدنيا أيلول ، والثانية ربعول ، والثالثة سحقوم ، والرابعة ذيلول ، والخامسة ماين ، و السادسة ما جير ، والسابعة ايوث ، فبقي أبوبكر ومن معه متحيرين ، فقالوا لها : ما تقولين في علي ؟ قالت : وما عسى أن أقول في إمام الائمة ووصي الاوصياء من أشرق بنوره الارض والسماء ، ومن لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته ، و لكنك نكثت واستبدلت وبعت دينك ، قال أبوبكر : اقتلوها فقد ارتدت فقتلت ، وكان علي عليه السلام في ضيعة له بوادي القرى ، فلما قدم وبلغه قتل أم فروة فخرج إلى قبرها ، وإذا عند قبرها أربعة طيور بيض مناقيرها حمر ، في منقار كل واحد حبة رمان وهي تدخل في فرجة في القبر ، فلما نظر الطيور إلى علي عليه السلام رفرفن وقرقرن ، فأجابهن بكلام يشبه كلامهن ، قال : أفعل إن شاء الله ، ووقف عند قبرها ومديده إلى السماء وقال : يا محيي النفوس بعد الموت ويا منشئ العظام الدارسات أحي لنا أم فروة واجعلها عبرة لمن عصاك ، فإذا بهاتف : امض لامرك يا أمير المؤمنين ، وخرجت أم فروة متلحفة بريطة خضراء من السندس الاخضر وقالت : يا مولاي أراد ابن أبي قحافة أن يطفئ نورك فأبى الله لنورك إلا ضياء ، و بلغ أبابكر وعمر ذلك فبقيا متعجبين ، فقال لهما سلمان : لو أقسم أبوالحسن على الله أن يحيى الاولين والآخرين لاحياهم ، وردها أمير المؤمنين عليه السلام إلى زوجها ، وولدت غلامين له وعاشت بعد علي ستة أشهر .
14 - يج : روى الرضا عليه السلام بإسناده عن علي عليه السلام أنه كان في مجلسه و الناس حوله إذا وافى رجل من العرب ، فسلم عليه وقال : لي على رسول الله وعد وقد سألت عن منجز وعده فارشدت إليك ، أهو حاصل لي ؟ قال عليه السلام : ما هو ؟ قال : مائة ناقة حمراء ، قال لي : إن أنا قبضت فأت قاضي ديني وخليفتي من بعدي فإنه يدفعها إليك وما كذبني ، فإن يكن ما ادعيته حقا فعجل ، فقال علي عليه السلام لابنه الحسن : قم يا حسن ، فنهض إليه فقال له : اذهب فخذ قضيب رسول الله صلى الله عليه وآله الفلاني وصر إلى البقيع ، فاقرع به الصخرة الفلانية ثلاث قرعات وانظر ما يخرج منها فادفعه إلى الرجل وقل له : يكتم ما يرى ، فصار الحسن عليه السلام إلى الموضع والقضيب معه ، ففعل ما امر به ، فطلع من الصخرة رأس ناقة بزمامها ، فجذب مائة ناقة ، ثم انضمت الصخرة فدفع النوق إلى الرجل وأمره بكتمان ما يرى ، فقال الاعرابي : صدق رسول الله وصدق أبوك .
15 - يج : روي أن أسودا دخل على علي عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين إني سرقت فطهرني ، فقال : لعلك سرقت من غير حرز ، ونحى رأسه عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين سرقت من حرز فطهرني ، فقال عليه السلام : لعلك سرقت غير نصاب ، و نحى رأسه عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين سرقت نصابا ، فلما أقر ثلاث مرات قطعة أمير المؤمنين عليه السلام فذهب وجعل يقول في الطريق : قطعني أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين و يعسوب الدين وسيد الوصيين ، وجعل يمدحه ، فسمع ذلك منه الحسن والحسين عليهما السلام وقد استقبلاه ، فدخلا على أمير المؤمنين عليه السلام وقالا : رأينا أسوادا يمدحك في الطريق ، فبعث أمير المؤمنين عليه السلام من أعاده إلى عنده ، فقال عليه السلام : قطعتك وأنت تمدحني ؟ فقال يا أميرالمؤمنين : إنك طهرتني وإن حبك قد خالط لحمي وعظمي ، فلو قطعتني إربا إربا لما ذهب حبك من قلبي ، فدعا له أمير المؤمنين عليه السلام ووضع المقطوع إلى موضعه فصح و صلح كما كان .
16 - يج : روي عن سعد بن خالد الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وآله اشتكى و كان محموما ، فدخلنا عليه مع علي عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألمت بي ام ملدم فحسر علي يده اليمنى وحسر رسول الله صلى الله عليه وآله يده اليمنى ، فوضعها علي على صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : يا ام ملدم اخرجي فإنه عبدالله ورسوله ، قال : فرأيت رسول الله استوى جالسا ثم طرح عنه الازار وقال : يا علي إن الله فضلك بخصال ، ومما فضلك به أن جعل الاوجاع مطيعة لك ، فليس من شئ تزجره إلا انزجر بإذن الله .
17 - يج : روي أن خارجيا اختصم مع آخر إلى علي عليه السلام فحكم بينهما فقال الخارجي : لا عدلت في القضية ، فقال عليه السلام : اخسأ ياعدو الله ، فاستحال كلبا وطار ثيابه في الهواء ، فجعل يبصبص وقد دمعت عيناه ، فرق له علي ودعا فأعاده الله إلى حال الانسانية ، وتراجعت ثيابه من الهواء إليه ، فقال علي عليه السلام : إن آصف وصي سليمان ، فقص الله عنه بقوله : " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك " أيهما أكرم على الله نبيكم أم سليمان ؟ فقيل : ما حاجتك في قتال معاوية إلى الانصار ؟ قال : إنما أدعو على هؤلاء بثبوت الحجة وكمال المحنة ، ولو أذن لي في الدعاء بهلاكه لما تأخر .
18 - يج : روي أن قصابا كان يبيع اللحم من جارية إنسان وكان يحيف عليها فبكت وخرجت ، فرأت عليا عليه السلام فشكته إليه ، فمشى معها نحوه ودعاه إلى الانصاف في حقها ويعظه ويقول له : ينبغي أن يكون الضعيف عندك بمنزلة القوي فلا تظلم الجارية ، ولم يكن القصاب يعرف عليا ، فرفع يده وقال : اخرج أيها الرجل ، فانصرف عليه السلام ولم يتكلم بشئ ، فقيل للقصاب : هذا علي بن أبي طالب عليه السلام فقطع يده وأخذها وخرج إلى أمير المؤمنين عليه السلام معتذرا ، فدعاله عليه السلام فصلحت يده .
19 - قب ، شا : روى الوليد بن الحارث وغيره عن رجالهم أن أمير المؤمنين عليه السلام لما بلغه ما فعل بسر بن أرطاة باليمن قال : اللهم إن بسرا قد باع دينه بالدنيا فاسلبه عقله ولا تبق من دينه ما يستوجب به عليك رحمتك ، فبقي بسر حتى اختلط ، وكان يدعو بالسيف فاتخذ له سيف من خشب وكان يضرب به حتى يغشى عليه ، فإذا أفاق قال : السيف السيف ، فيدفع إليه فيضرب به فلم يزل كذلك حتى مات .
20 - شا : إسماعيل بن عمير ، عن مسعر بن كدام ، عن طلحة بن عميرة قال : نشد علي عليه السلام في قول النبي صلى الله عليه وآله : " من كنت مولاه فعلي مولاه " فشهد اثنا عشر رجلا من الانصار ، وأنس بن مالك في القوم لم يشهد ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : يا أنس ! قال : لبيك ، قال : ما يمنعك أن تشهد وقد سمعت ما سمعوا ؟ قال : يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ! فقال أمير المؤمنين عليه السلام : اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببياض - أو بوضح - لاتواريه العمامة ، قال طلحة : فأشهد بالله لقد رأيتها بيضا بين عينيه .
يج : عن طلحة مثله .
21 - شا : روى أبوإسرائيل ، عن الحكم بن أبي سلمان المؤذن ، عن زيد ابن أرقم قال : نشد علي عليه السلام في المسجد فقال : أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فقام اثنا عشر بدريا ستة من الجانب الايمن وستة من الجانب الايسر فشهدوا بذلك ، فقال زيد بن أرقم : وكنت أنا فيمن سمع ذلك فكتمته ، فذهب الله ببصري ، وكان يندم على ما فاته من الشهادة ويستغفر الله . يج : عن زيد مثله .
22 - شا : روى عن ابن محسن [ مسهر خ ل ] عن الاعمش ، عن موسى بن طريف عن عباية بن موسى بن أكيل النميري ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية ، وموسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو ، عن عبدالله بن الحارث وعثمان بن سعيد وعبدالله بن بكير ، عن حكيم بن جبير قال : شهدنا عليا أمير المؤمنين عليه السلام على المنبر يقول : أنا عبدالله وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله وورثت نبي الرحمة ونكحت سيدة نساء أهل الجنة ، و أنا سيد الوصيين وآخر أوصياء النبيين ، لا يدعي ذلك غيري إلا أصابه الله بسوء ، فقال رجل من عبس كان جالسا بين القوم : من لا يحسن أن يقول هذا ؟ أنا عبدالله وأخو رسول الله ، فلم يبرح من مكانه حتى تخبطه الشيطان ، فجر برجله إلى باب المسجد ، فسألنا قومه هل تعرفون به عارضا قبل هذا ؟ قالوا اللهم لا .
قب : الاعمش ، عن رواته ، عن حكيم بن جبير وعن عقبة الهجري ، عن عمته وعن أبي يحبى قال : شهدت عليا عليه السلام إلى آخر ما مر .
يج : عن حكيم بن جبير وجماعة مثله .
23 - قب : عبدالله بن مسعود قال : لا تتعرضوا لدعودة علي فإنها لا ترد . الاعثم في الفتوح : إن عليا عليه السلام رفع يده إلى السماء وهو يقول : اللهم إن طلحة بن عبدالله أعطاني صفقة يمينه طائعا ثم نكث بيعتي ، اللهم فعاجله ولا تمهله ، اللهم وإن الزبير [ بن ] العوام قطع قرابتي ونكث عهدي وظاهر عدوي وهو يعلم أنه ظالم لي فاكفنيه كيف شئت وأنى شئت .
تاريخ الطبري قال أمير المؤمنين عليه السلام : ومن العجب انقياد هما لابي بكر و عمر وخلافهما علي ، والله إنهما يعلمان أني لست بدون رجل ممن قد مضى ، اللهم فاحلل ما عقدا ولا تبرم ما أحكما في أنفسهما وأرهما المساءة فيما قد عملا . فضائل العشرة وأربعين الخطيب روى زاذان أنه كذبه رجل في حديثه . فقال عليه السلام : أدعو عليك إن كنت كذبتني أن يعمي الله بصرك ؟ قال : نعم ، فدعا عليه فلم ينصرف حتى ذهب بصره .
تاريخ البلاذري وحلية الاولياء كتب أصحابنا عن جابر الانصاري أنه استشهد أمير المؤمنين عليه السلام أنس بن مالك والبراء بن عازب والاشعث وخالد بن يزيد قول النبي صلى الله عليه وآله : " من كنت مولاه فعلي مولاه " فكتموا ، فقال لانس : لا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة ، وقال للاشعث : لا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك ، وقال لخالد : لا أماتك الله إلا ميته الجاهلية ، وقال للبراء : لا أماتك الله إلاحيث هاجرت ، فقال جابر : والله لقد رأيت أنسا وقد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره ، ورأيت الاشعث وقد ذهبت كريمتاه وهو يقول : الحمد لله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي في الآخرة فاعذب ، وأما خالد فإنه لما مات دفنوه في منزله ، فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والابل فعقرتها على باب منزله ، فمات ميتة جاهلية ، وأما البراء فإنه ولى من جهة معاوية باليمن فمات بها . ومنها كان هاجر وهي السراة . ودعا عليه السلام على رجل في غزاة بني زبيد وكان في وجهه خال فتغشى في وجهه حتى اسود لها وجهه كله .
وقوله عليه السلام لرجل : إن كنت كاذبا فسلط الله عليك غلام ثقيف ، قالوا : وما غلام ثقيف ؟ قال : غلام لا يدع لله حرمة إلا انتهكها ، وأدرك الرجل الجاج فقتله .
وحكم عليه السلام بحكم ، فقال المحكوم عليه : ظلمت والله يا علي ، فقال : إن كنت كاذبا فغير الله صورتك ، فصار رأسه رأس خنزير .
وذكر الصاحب في رسالة الفرا عن أبي العيناء أنه لقي جد أبي العيناء الاكبر أمير المؤمنين عليه السلام فأساء مخاطبته ، فدعا عليه وعلى أولاده بالعمى ، فكل من عمي من أولاده فهو صحيح النسب .
ويقال : إنه عليه السلام دعا على وابصة بن معبد الجهني - وكان من أهل الصفة بالرقة - لما قال له : فتنت أهل العراق وجئت تفتن أهل الشام ؟ - بالعمى والخرس والصمم وداء السوء ، فأصابه في الحال . والناس إلى اليوم يرجمون المنارة التي كان يؤذن عليها .
دعا دعوة ربه مخلصا * فيالك عن قاسم ما أبرا
دعا بالنوى فتناءت بهم * معارفة الدار برا وبحرا
فمن مشرق ظل ثاو به * ومن مغرب منهم ما أضرا
فضائل العشرة وخصائص العلوية : قال ابن مسكين : مررت أنا وخالي أبو امية على دار في دور حي من مراد ، فقال : أترى هذه الدار ؟ قلت : نعم ، قال : فإن عليا عليه السلام مربها وهم يبنونها فسقطت عليه قطعة فشجته ، فدعا أن لا يتم بناؤها ، فما وضعت عليها لبنة ، قال : فكنت تمر عليها لا تشبه الدور .
وفي حديث الطرماح بن عدي وصعصعة بن صوحان أن أمير المؤمنين عليه السلام اختصم إليه خصمان ، فحكم لاحدهما على الآخر ، فقال المحكوم عليه : ما حكمت بالسوية ولا عدلت في الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : اخسأ يا كلب ، فجعل في الحال يعوي .
ولما قال : " ألا وإني أخو رسول الله وابن عمه ، ووارث علمه ومعدن سره و عيبة ذخره ، ما يفوتني ما عمله رسول الله صلى الله عليه وآله ولا ما طلب ، ولا يعزب علي مادب ودرج ، وما هبط وما عرج ، وما غسق وانفرج ، وكل ذلك مشروح لمن سأل مكشوب لمن وعا " قال هلال بن نوفل الكندي في ذلك وتعمق إلى أن قال : فكن يا ابن أبي طالب بحيث الحقائق ، واحذر حلول البوائق ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام هب إلى سقر ، فوالله ما تم كلامه حتى صار في سورة الغراب الابقع - يعني الابرص - .
وأصاب دعاؤه عليه السلام على جماعة منهم زيد بن أرقم فإنه قد عمي ، وبلعاء بن قيس فإنه برص .
عبدالله بن أبي رافع سمعته يقول : اللهم أرحني منهم ، فرق الله بيني و بينكم ، أبدلني الله بهم خيرا منهم وأبدلهم شرا مني ، فما كان إلا يومه حتى قتل .
وفي رواية : اللهم إنني قد كرهتهم وكرهوني ، ومللتهم وملوني ، فأرحني وأرحهم فمات تلك الليلة .
وممن دعا له عليه السلام : أم عبدالله بن جعفر قالت : مررت بعلي وأنا حبلى فدعاني فمسح على بطني وقال : اللهم اجعله ذكرا ميمونا مباركا ، فولدت غلاما .
انتباه الخركوشي أن أمير المؤمنين عليه السلام سمع في ليلة الاحرام مناديا باكيا فأمر الحسين عليه السلام بطلبه ، فلما أتاه وجد شابا يبس نصف بدنه ، فأحضره فسأله علي عليه السلام عن حاله ، فقال : كنت رجلا ذا بطر ، وكان أبي ينصحني ، فكان يوما في نصحه إذ ضربته ، فدعا علي بهذا الموضع وأنشأ شعرا ، فلما تم كلامه يبس نصفي ، فندمت وتبت وطيبت قلبه ، فركب على بعير ليأتي بي إلى ههنا ويدعولي فلما انتصف البادية نفر البعير من طيران طائر ومات والدي ، فصلى علي عليه السلام أربعا ثم قال : قم سليما ، فقام صحيحا فقال : صدقت لو لم يرض عنك لما سمعت .
وسمع ضرير دعاء أمير المؤمنين عليه السلام : " اللهم إني أسألك يا رب الارواح الفانية ، ورب الاجساد البالية ، أسألك بطاعة الارواح الراجعة إلى أجسادها ، و بطاعة الاجساد الملتئمة إلى أعضائها ، وبانشقاق القبور عن أهلها ، وبدعوتك الصادقة فيهم ، وأخذك بالحق بينهم إذا برز الخلائق ينتظرون قضاءك ويرون سلطانك و يخافون بطشك ويرجون رحمتك يوم لايغني مولى عن مولى شيئا ولاهم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم ، أسألك يا رحمن أن تجعل النور في بصري ، و اليقين في قلبي وذكرك بالليل والنهار على لساني أبدا ما أبقيتني ، إنك على كل شئ قدير " قال : فسمعها الاعمى وحفظها ورجع إلى بيته الذي يأويه ، فتطهر للصلاة وصلى ، ثم دعا بها ، فلما بلغ إلى قوله : " أن تجعل النور في بصري " ارتد الاعمى بصيرا بإذن الله .
عقد المغربي أن عمر أراد قتل الهرمزان فاستسقى ، فأتي بقدح فجعل ترعد يده فقال له في ذلك فقال : إني خائف أن تقتلني قبل أن أشربه ، فقال : اشرب ولا بأس عليك ، فرمى القدح من يده فكسره ، فقال : ما كنت لاشربه أبدا وقد آمنتني ، فقال : قاتلك الله لقد أخذت أمانا ولم أشعر به ، وفي رواياتنا أنه شكا ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فدعا الله تعالى فصار القدح صحيحا مملوءا من الماء ، فلما رأى الهرمزان المعجز أسلم .
واستجابة الدعوات المتواترات من الآيات الباهرات في خلق الله المستمرة في العادات التي لا يغيرها إلا لخطب عظيم وإقامة حق يقين ، وذلك خصوصية للانبياء والائمة عليهم السلام .
24 - قب : الباقر عليه السلام : مرض رسول الله صلى الله عليه وآله مرضة ، فدخل علي عليه السلام المسجد فإذا جماعة من الانصار ، فقال لهم : أيسركم أن تدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قالوا : نعم ، فاستأذن لهم فدخلوا ، فجاء علي عليه السلام وجلس عند رأس رسول الله صلى الله عليه وآله فأخرج يده من اللحاف وبين صدر رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا الحمى تنفضه نفضا شديدا فقال : يا أم ملدم اخرجي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وانتهرها ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وليس به بأس ، فقال : يا ابن أبي طالب لقد اعطيت من خصال الخير حتى أن الحمى لتفزع منك .
الحاتمي بإسناده عن ابن عباس أنه دخل أسود على أمير المؤمنين عليه السلام و أقرأنه سرق ، فسأله ثلاث مرات قال : يا أمير المؤمنين طهرني فإني سرقت ، فأمر عليه السلام بقطع يده ، فاستقبله ابن الكواء فقال : من قطع يدك ؟ فقال : ليث الحجاز وكبش العراق ، ومصادم الابطال ، المنتقم من الجهال ، كريم الاصل ، شريف الفضل ، محل الحرمين ، وارث المشعرين ، أبوالسبطين ، أول السابقين ، وآخر الوصيين من آل ياسين ، المؤيد بجبرائيل ، المنصور بميكائيل ، الحبل المتين ، المحفوظ بجند السماء أجمعين ، ذلك والله أمير المؤمنين على رغم الراغمين - في كلام له - قال ابن كواء : قطع يدك وتثني عليه ! قال : لو قطعني إربا إربا ما ازددت له إلا حبا فدخل على أمير المؤمنين عليه السلام وأخبره بقصة الاسود ، فقال : يا ابن كواء إن محبينا لو قطعناهم إربا إربا ماازدادوا لنا إلا حبا ، وإن في أعدائنا من لو ألعقناهم السمن والعسل ما ازدادوا منا إلا بغضا ، وقال للحسن عليه السلام : عليك بعمك الاسود ، فأحضر الحسن عليه السلام الاسود إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأخذ يده ونصبها في موضعها وتغطى بردائه وتكلم بكلمات يخفيها ، فاستوت يده ، وصار يقاتل بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن استشهد بالنهروان ، ويقال : كمان اسم هذا الاسود أفلح . وأبين إحدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفين ، فأخذ علي عليه السلام يده وقرأ شيئا وألصقها ، فقال : يا أمير المؤمنين ما قرأت ؟ قال : فاتحة الكتاب قال : فاتحة الكتاب ! - كأنه استقلها - فانفصلت يده نصفين ، فتركه علي عليه السلام ومضى . وروى ابن بابويه في كتابه المعروف بالفضائل وكتاب علل الشرائع أيضا عن حنان بن سدير عن الصادق عليه السلام في خبر وقد سئل لم أخر أمير المؤمنين عليه السلام العصر في بابل ؟ قال : إنه لما صلى الظهر التفت إلى جمجمة ملقاة ، فكلمها أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أيتها الجمجمة من أين أنت ؟ فقال : أنا فلان ابن فلان ملك بلد آل فلان ، قال لها أمير المؤمنين عليه السلام : فقصي علي الخبر وما كنت وما كان في عصرك ، فأقبلت الجمجمة تقص خبرها وما كان في عصرها من شر ، فاشتغل بها حتى غابت الشمس ، فكلمها بثلاثة أحرف من الانجيل لئلا تفقه العرب كلامه ، القصة . وقالت الغلاة : نادى عليه السلام الجمجمة ثم قال : يا جلندي بن كركر أين الشريعة ؟ فقال : ههنا ، فبنى هناك مسجدا وسمى مسجد الجمجمة ، وجلندي هذا ملك الحبشة صاحب الفيل الهادم للبيت أبرهة. وقالت أيضا : إنه عليه السلام نادى لسمكة : يا ميمونة أين الشريعة ؟ فأطلعت رأسها من الفرات وقالت : من عرف اسمي في الماء لا تخفى عليه الشريعة . أمالي الشيباني : قال رشيد الهجري : كنت في بعض الطريق مع علي بن أبي طالب عليه السلام إذا التفت فقال : يا رشيد أترى ما أرى ؟ قلت : لا يا أمير المؤمنين وإنه ليكشف لك من الغطاء ما لا يكشف لغيرك ، قال : إني أرى رجلا في ثبج من نار يقول : " يا علي استغفرلي " لا غفر الله له . بيان : ثبج الشئ بالتحريك : وسطه ومعظمه .
25 - قب : كتاب العلوي البصري أن جماعة من اليمن أتوا النبي صلى الله عليه وآله فقالوا : نحن من بقايا الملل المتقدمة من آل نوح ، وكان لنبينا وصي اسمه سام وأخبر في كتابه أن لكل نبي معجزا وله وصي يقوم مقامه ، فمن وصيك ؟ فأشار صلى الله عليه وآله بيده نحو علي عليه السلام فقالوا : يا محمد إن سألناه أن يرينا سام بن نوح فيفعل ؟ فقال صلى الله عليه وآله : نعم بإذن الله ، وقال : يا علي قم معهم إلى داخل المسجد واضرب برجلك الارض عند المحراب ، فذهب علي عليه السلام وبأيديهم صحف إلى أن دخل إلى محراب رسول الله صلى الله عليه وآله داخل المسجد ، فصلى ركعتين ، ثم قام وضرب برجله الارض ، فانشقت الارض وظهر لحد وتابوت ، فقام من التابوت شيخ يتلالا وجهه مثل القمر ليلة البدر ، وينفض التراب من رأسه ، وله لحية إلى سرته ، و صلى على علي عليه السلام وقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله سيد المرسلين وأنك علي وصي محمد سيد الوصيين ، وأنا سام بن نوح ، فنشروا أولئك صحفهم فوجدوه كما وصفوه في الصحف ، ثم قالوا : نريد أن تقرأ من صحفه سورة ، فأخذ في قراءته حتى تمم السورة ، ثم سلم على علي عليه السلام ونام كماكان فانضمت الارض ، وقالوا بأسرهم : " إن الدين عندالله الاسلام " وآمنوا ، و أنزل الله " أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيى الموتى " إلى قوله : " انيب " .
26 - كش : عبدالله بن إبراهيم ، عن أبي مريم الانصاري ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش قال : خرج علي بن أبي طالب عليه السلام من القصر ، فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم ، فقالوا : السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا مولانا ، فقال علي عليه السلام : من ههنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقام خالد بن زيد أبوأيوب وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وقيس ابن سعد بن عبادة وعبدالله بن بديل بن ورقاء ، فشهدوا جميعا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال علي عليه السلام لانس بن مالك والبراء بن عازب : ما منعكما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم ؟ ثم قال : اللهم إن كانا كتماها معاندة فابتلهما ، فعمي البراء بن عازب وبرص قدما أنس بن مالك ، فأما أنس فحلف أن لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب عليه السلام ولافضلا أبدا ، وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله فيقال : هوفي موضع كذا وكذا ، فيقول : كيف يرشد من أصابته الدعوة .
27 - يل : عن أبي الاحوص ، عن أبيه ، عن عمار الساباطي قال : قدم أمير المؤمنين عليه السلام المدائن فنزل بأيوان كسرى ، وكان معه دلف بن مجير ، فلما صلى قام وقال لدلف : قم معي ، وكان معه جماعة من أهل ساباط ، فما زال يطوف منازل كسرى ويقول لدلف : كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا ، ويقول دلف : هو والله كذلك ، فما زال كذلك حتى طاف المواضع بجميع من كان عنده ودلف يقول : يا سيدي ومولاي كأنك وضعت هذه الاشياء في هذه المساكن ، ثم نظر عليه السلام إلى جمجمة نخرة ، فقال لبعض أصحابه : خذ هذه الجمجمة ، ثم جاء عليه السلام إلى الايوان وجلس وفيه ، ودعا بطشت فيه ماء ، فقال للرجل : دع هذه الجمجمة في الطشت ، ثم قال : أقسمت عليك يا جمجمة لتخبريني من أنا ومن أنت ؟ فقالت الجمجمة بلسان فصيح : أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين وأما أنا فعبد الله وابن أمة الله كسرى أنو شيروان ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : كيف حالك ؟ قال : يا أمير المؤمنين إني كنت ملكا عادلا شفيقا على الرعايا رحيما ، لا أرضى بظلم ، ولكن كنت على دين المجوس ، وقد ولد محمد صلى الله عليه وآله في زمان ملكي ، فسقط من شرفات قصري ثلاثة وعشرون شرفة ليلة ولد ، فهممت أن اؤمن به من كثرة ما سمعت من الزيادة من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزه في السماوات والارض ومن شرف أهل بيته ، ولكني تغافلت عن ذلك وتشاغلت عنه في الملك ، فيالها من نعمة ومنزلة ذهبت مني حيث لم اؤمن ، فأنا محروم من الجنة بعدم إيماني به ، ولكني مع هذا الكفر خلصني الله تعالى من عذاب النار ببركة عدلي وإنصافي بين الرعية ، وأنا في النار والنار محرمة علي ، فواحسرتاه لو آمنت لكنت معك يا سيد أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله ويا أمير امته ، قال : فبكى الناس ، وانصرف القوم الذين كانوا من أهل ساباط إلى أهلهم وأخبروهم بما كان وبما جرى فاضطربوا واختلفوا في معنى أميرالمؤمنين ، فقال المخلصون منهم : إن أمير المؤمنين عليه السلام عبدالله ووليه ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقال بعضهم : بل هو النبي صلى الله عليه وآله ، وقال بعضهم : بل هو الرب وهو عبدالله بن سبا وأصحابه ، وقالوا : لولا أنه الرب كيف يحيي الموتى ؟ قال : فسمع بذلك أمير المؤمنين وضاق صدره ، وأحضرهم وقال : يا قوم غلب عليكم الشيطان إن أنا إلا عبدالله أنعم علي بإمامته وولايته ووصية رسوله صلى الله عليه وآله ، فارجعوا عن الكفر ، فأنا عبدالله وابن عبده ، ومحمد صلى الله عليه وآله خير مني ، وهو أيضا عبدالله وإن نحن إلا بشر مثلكم ، فخرج بعضهم من الكفر وبقي قوم على الكفر مارجعوا فألح عليهم أمير المؤمنين عليه السلام بالرجوع فما رجعوا ، فأحرقهم بالنار ، وتفرق منهم قوم في البلاد وقالوا : لولا أن فيه الربوبية ما كان أحرقنا في النار ، فنعوذ بالله من الخذلان .
أقول : روى في عيون المعجزات من كتاب الانوار تأليف أبي علي الحسن بن همام ، عن العباس بن الفضل ، عن موسى بن عطية الانصاري ، عن حسان بن أحمد الازرق ، عن أبي الاحوص ، عن عمار مثله وزاد في آخره : إن الذين احرقوا و سحقوا وذروا في الريح أحياهم الله بعد ثلاثة أيام فرجعوا إلى منازلهم .
28 - يل : روى أبورواحة الانصاري عن المغربي قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام وقد أراد حرب معاوية ، فنظر إلى جمجمة في جانب الفرات وقد أتت عليها الازمنة ، فمر عليها أمير المؤمنين عليه السلام فدعاها فأجابته بالتلبية ، وتد حرجت بين يديه وتكلمت بكلام فصيح ، فأمرها بالرجوع فرجعت إلى مكانها ، فلما فرغ من حرب النهروان أبصرنا جمجمة نخرة بالية ، فقال : هاتوها ، فحركها بسوطه فقال : أخبريني من أنت ؟ فقير أم غني شقي أم سعيد ملك أم رعية ، فقالت بلسان فصيح : السلام عليك يا أمير المؤمنين أنا كنت ملكا ظالما وأنا دويز بن هرمز ملك الملوك ، فملكت مشارقها ومغاربها سهلها وجبلها برها وبحرها ، أنا الذي أخذت ألف مدينة في الدنيا وقتلت ألف ملك من ملوكها ، يا أمير المؤمنين أنا الذي بنيت خمسين مدينة وافتضضت خمسمائة ألف جارية بكرا واشتريت ألف عبد تركي و ألف أرمني وألف رومي وألف زنجي ، وتزوجت بسبعين من بنات الملوك ، ما ملك في الارض إلا غلبته وظلمت أهله ، فلما جاءني ملك الموت قال لي : يا ظالم يا طاغي خالفت الحق ، فتزلزلت أعضائي وارتعدت فرائصي ، وعرض علي أهل حبسي فإذاهم سبعون ألفا من أولاد الملوك قد شقوا من حبسي ، فلما رفع ملك الموت روحي سكن أهل الارض من ظلمي ، فأنا معذب في النار أبدا الآبدين ، فوكل الله بي سبعين ألفا من الزبانية في يد كل منهم مرزبة من نار لو ضربت بها جبال الارض لاحترقت الجبال فتد كدكت وكلما ضربني الملك بواحدة من تلك المرازيب اشتعل بي النار وأحترق ، فيحييني الله تعالى ويعذبني بظلمي على عباده أبد الآبدين ، وكذلك وكل الله تعالى بعدد كل شعرة في بدني حية تلسعني وعقربا تلدغني ، فتقول لي الحيات والعقارب : هذا جزاء ظلمك على عباده ، ثم سكتت الجمجمة ، فبكى جميع عسكر أمير المؤمنين عليه السلام وضربوا على رؤوسهم وقالوا : يا أمير المؤمنين جهلنا حقك بعد ما أعلمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وإنما خسرنا حقنا ونصيبنا فيك ، وإلا أنت ما ينقض منك شئ فاجعلنا في حل مما فرطنا فيك ورضينا بغيرك على مقامك ، فإنا نادمون فأمر عليه السلام بتغطية الجمجمة ، فعند ذلك وقف ماء النهروان من الجري ، وصعد على وجه الماء كل سمك وحيوان كان في النهر ، فتكلم واحد منهم مع أمير المؤمنين عليه السلام ودعا له وشهد له بإمامته ، وفي ذلك يقول بعضهم : سلامي على زمزم والصفا * سلامي على سدرة المنتهى - لقد كلمتك لدى النهروان * نهارا جماجم أهل الثرى وقد بدأت لك حيتانها * تناديك مذعنة بالولا
29 - يل : روي أنه عليه السلام كان يطلب قوما من الخوارج ، فلما بلغ الموضع المعروف اليوم بساباط أتاه رجل من شيعته وقال : يا أمير المؤمنين أنا من شيعتك وكان لي أخ وكنت شفيقا عليه ، فبعثه عمر في جنود سعد بن أبي وقاص إلى قتال أهل المدائن فقتل هنالك ، فأرني قبره ومقتله ، فأراه إياه ، فمد الرمح وهو راكب بغلته الشهباء فركز القبر بأسفل الرمح ، فخرج رجل أسمر طويل يتكلم بالعجمية ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : لم تتكلم بالعجمية وأنت رجل من العرب ؟ قال : إني كنت أبغضك وأوالي أعداءك ، فانقلب لساني في النار ، فقال : يا أمير المؤمنين رده من حيث جاء فلا حاجة لنا فيه ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ارجع ، فرجع إلى القبر فانطبق عليه .
30 - يل : قيل : إن أمير المؤمنين عليه السلام صعد المنبر يوما في البصرة بعد الظفر بأهلها وقال : أقول قولا لايقوله أحد غيري إلا كان كافرا ، أنا أخو نبي الرحمة وابن عمه وزوج ابنته وأبوسبطيه ، فقام إليه رجل من أهل البصرة وقال : أنا أقول مثل قولك هذا ، أنا أخو الرسول وابن عمه ، ثم لم يتم كلامه حتى إذا أخذته الرجفة ، فما زال يرجف حتى سقط ميتا لعنه الله .
31 - فض ، يل : بالاسناد يرفعه إلى ابن أبي جعدة قال : حضرت مجلس أنس بن مالك بالبصرة وهو يحدث ، فقام إليه رجل من القوم وقال : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذه الشيمة التي أراها بك ؟ فأنا حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : البرص والجذام لا يبلي الله به مؤمنا ، قال : فعند ذلك أطرق أنس بن مالك إلى الارض وعيناه تذرفان بالدموع ، ثم رفع رأسه وقال في الصحيح " الشامة " وهى بثرة سوداء في البدن حولها شعر .
في الفضائل : فانى حدثنى دعوة العبد الصالح علي بن أبي طالب عليه السلام نفذت في ، قال : فعند ذلك قام الناس حوله وقص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
الشيخ عودة
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 1748
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
العمر : 73

 غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Empty
مُساهمةموضوع: رد: غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل    غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Emptyالثلاثاء ديسمبر 24, 2013 4:26 am

- ختص ، خص : من كتاب البصائر لسعد بن عبدالله ، عن عباد بن سليمان عن أبيه ، عن عيثم بن أسلم ، عن معاوية بن عمار قال : دخل أبوبكر على أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يحدث إلينا في أمرك شيئا بعد أيام الولاية في الغدير ، وأنا أشهد أنك مولاي مقر بذلك ، وقد سلمت عليك على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بإمرة المؤمنين ، وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنك وصيه ووارثه و خليفته في أهله ونسائه ، وأنك وارثه ، وميراثه قد صار إليك ، ولم يخبرنا أنك خليفته في امته من بعده ، ولاجرم لي فيما بيني وبينك ، ولاذنب لنا فيما بيننا وبين الله تعالى ، فقال له علي عليه السلام : إن أريتك رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يخبرك بأني أولى بالامرالذي أنت فيه منك وأنك إن لم تعزل نفسك عنه فقد خالفت الله ورسوله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : إن أريتنيه حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به ، فقال عليه السلام : فتلقاني إذا صليت المغرب حتى اريكه ، قال : فرجع إليه بعد المغرب فأخذ بيده وأخرجه إلى مسجد قبا ، فاذا هو برسول الله صلى الله عليه وآله جالس في القبلة ، فقال له : يا فلان وثبت على مولاك علي عليه السلام وجلست مجلسه وهو مجلس النبوة لايستحقه غيره ، لانه وصيي وخليفتي ، فنبذت أمري وخالفت ما قلته لك ، و تعرضت لسخط الله وسخطي ، فانزع هذا السربال الذي تسربلته بغير حق ولا أنت من أهله ، وإلا فموعدك النار ، قال : فخرج مذعورا ليسلم الامر إليه ، وانطلق أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحدث سلمان بما كان جرى ، فقال له سلمان : ليبدين هذا الحديث لصاحبه وليخبرنه بالخبر ، فضحك أمير المؤمنين عليه السلام وقال : أما إنه سيخبره و ليمنعنه إن هم بأن يفعل ، ثم قال : لا والله لا يذكران ذلك أبدا حتى يموتا ، قال : فلقي صاحبه فحدثه بالحيث كله ، فقال له : ما أضعف رأيك و أخور قلبك ! أما تعلم أن ذلك من بعض سحر ابن أبي كبشة ؟ أنسيت سحر بني هاشم ؟ فأقم على ماأنت عليه !
39 - ختص : أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن خالد بن ماد القلانسي ومحمد بن حماد ، عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما استخلف أبوبكر أقبل عمر على علي عليه السلام فقال له : أما علمت أن أبابكر قد استخلف ؟ فقال له علي عليه السلام : فمن جعله كذلك ؟ قال : المسلمون رضوا بذلك ! فقال له علي عليه السلام : والله لاسرع ماخالفوا رسول الله صلى الله عليه واله ونقضوا عهده ، ولقد سموه بغير اسمه ، والله ما استخلفه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عمر : ما تزال تكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته ، فقال له : انطلق بنا يا عمر لتعلم أينا الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته ، فانطلق معه حتى أتى القبر إذا كف فيها مكتوب : " أكفرت يا عمر بالذي خلقك من تراب ثم من نطفه ثم سواك رجلا ؟ " فقال له علي عليه السلام : أرضيت ؟ والله لقد فضحك الله في حياته وبعد موته . أقول : قد مر أمثالها بأسانيد جمة في كتاب الفتن.
( ما ظهر من معجزاته في استنطاق الحيوانات وانقيادها له صلوات الله عليه ) - بحار الأنوار ، 41 / 230 - 247
1 - ص : الصدوق ، عن الحسن بن محمد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد ، عن نصر بن مزاحم ، عن قطرب بن عليف ( عطيف خ ل ) ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالرحمن بن سابط ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : كنت ذات يوم عند النبي صلى الله عليه وآله إذ أقبل أعرابي على ناقة له ، فسلم ثم قال : أيكم محمد ؟ فاومئ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : يا محمد أخبرني عما في بطن ناقتي حتى أعلم أن الذي جئت به حق واؤمن بإلهك وأتبعك ، فالتفت النبي صلى الله عليه واله فقال : حبيبى علي يدلك ، فأخذ علي بخطام الناقة ثم مسح يده على نحرها ثم رفع طرفه إلى السماء وقال : اللهم إني أسألك بحق محمد وأهل بيته وبأسمائك الحسنى و بكلماتك التامات أنطقت هذه الناقة حتى تخبرنا بما في بطنها ، فإذا الناقة قد التفت إلى علي عليه السلام وهي تقول : يا أميرالمؤمنين إنه ركبني يوما وهو يريد زيارة ابن عم له ، وواقعني فأنا حامل منه ؟ فقال الاعرابي : ويحكم النبي هذا أم هذا ؟ فقيل : هذا النبي وهذا أخوه وابن عمه ، فقال الاعرابي : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وسأل النبي صلى الله عليه واله أن يسأل الله تعالى عز وعلا أن يكفيه ما في بطن ناقته ، فكفاه وحسن إسلامه . قال الراوندي : ليس في العادة أن تحمل الناقة من الانسان ، ولكن الله جل ثناؤه قلب العادة في ذلك دلالة لنبيه صلى الله عليه واله على أنه يجوز أن يكون نطفة الرجل على هيئتها في بطن الناقة حينئذ ولم تصر علقة بعد وإنما أنطقها الله تعالى عز وعلا ليعلم به صدق رسول الله صلى الله عليه وآله .
2 - يج : روي عن الحارث الاعور قال : بينما أمير المؤمنين عليه السلام يخطب بالكوفة على المنبر إذ نظر إلى زاوية المسجد فقال : يا قنبر ائتني بما في ذلك الجحر فاذا هو بأرقط حية بأحسن ما يكون ، فأقبل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فجعل يساره ثم انصرف إلى الجحر ، فتعجب الناس قالوا : وما لنا لانعجب ؟ قال : ترون هذه الحية بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله على السمع والطاعة فمنكم من يسمع ومنكم من لايسمع ولايطيع . قال الحارث : فكنا مع أمير المؤمنين عليه السلام في كناسة إذ أقبل أسد تهوي من البر ، فتقضقضنا من حوله ، وجاء الاسد حتى قام بين يديد ووضع يديه على ( بين خ ل ) اذنيه ، فقال له علي عليه السلام : ارجع بإذن الله ولا تدخل الهجرة بعد اليوم وأبلغ السباع عني . أسد الكوفة فقال : دلوني على أمير المؤمنين عليه السلام ، فذهبوا معه فدلوه عليه ، فلما نظر إليه الاسد مضى نحوه يلوذ به ويتبصبص إليه ، فمسح علي ظهره ثم قال له : اخرج ، فنكس الاسد رأسه ونبذ ذنبه على الارض ولا يلتفت يمينا و [ لا ] شمالا حتى خرج منها .
4 - ب : محمد بن عبدالحميد ، عن أبي جميلة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نزع علي عليه السلام خفه بليل ليتوضأ ، فبعث الله طائرا فأخذ أحد الخفين ، فجعل علي عليه السلام يتبع الطير وهو يطير حتى أضاء له الصبح ، ثم ألقى الخف فإذا حيه سوداء تنساب من الخف .
5 - شف : من كتاب الاربعين لمحمد بن مسلم بن أبي الفوارس ، عن محمد بن عبداللطيف بشيراز ، عن الكيادار بن يوسف الديلمي ، عن محمود بن محمد التبريزي عن دانيل بن إبراهيم ، عن أبي الرايات بن أحمد البزاز ، عن أبي عبدالله السيرافي عن أبي عبدالله المهروفاني المؤدب ، عن سبيب بن سليمان الغنوي ، عن العامون بن محمد الصيني ، عن مسلم بن أحمد ، عن أبن أبي مسلم السمان ، عن حبة بنت زريق من بعض حشم الحفية قالت : حدثني زوجي منقذ بن الابقع الاسدي أحد خواص علي عليه السلام قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في النصف من شعبان و هو يريد موضعا له كان يأوي فيه بالليل ، وأنا معه حتى أتى الموضع ، فنزل عن بغلته ، ورفعت عن اذينها وجذبتني ، فحس بذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ما وراءك ؟ فقلت : فداك أبي وامي البغلة تنظر شيئا وقد شخصت إليه وتحمحم ولا أدري ماذا دهاها ، فنظر أميرالمؤمنين إلى سواد فقال : سبع ورب الكعبة فقام من محرابه متقلدا سيفه فجعل يخطو ، ثم قال : صاح به " قف " فخف السبع ووقف ، فعندها استقرت البغلة ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : يا ليث أما علمت أني الليث وأني الضرغام والقسور والحيدر ؟ ثم قال : ما جاء بك أيها الليث ؟ ثم قال : اللهم أنطق لسانه ، فقال السبع : يا أميرالمؤمنين ويا خير الوصيين ويا وارث علم النبيين ويا مفرق ! بين الحق والباطل ما افترست منذ سبع شيئا ، وقد أضر بي الجوع ، ورأيتكم من مسافة فرسخين فدنوت منكم وقلت : أذهب وأنظر ما هؤلاء القوم ومن هم ، فإن كان بهم لي مقدرة ويكون لي فيهم فريسة ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام مجيبا له : أيها الليث أما علمت أني علي أبوالاشبال الاحد العشر ، براثني أمثل من مخالبك ، وإن أحببت أريتك ، ثم امتد السبع بين يديه وجعل يمسح يده على هامته ويقول : ما جاء بك يا ليث ؟ أنت كلب الله في أرضه ، قال : يا أميرالمؤمنين الجوع الجوع ، قال : فقال : اللهم إنه يرزق بقدر محمد وأهل بيته ، قال : فالتفت فاذا بالاسد يأكل شيئا كهيئة الجمل حتى أتى عليه ، ثم قال : يا أمير المؤمنين والله مانأكل نحن معاشر السباع رجلا يحبك ويحب عترتك ، فإن خالي أكل فلانا ، ونحن أهل بيت ننتحل محبة الهاشمي وعترته ، ثم قال أميرالمؤمنين عليه السلام أيها السبع أين تأوي وأين تكون ؟ فقال : يا أميرالمؤمنين إني مسلط على كلاب أهل الشام وكذلك أهل بيتي ، وهم فريستنا ونحن نأوي النيل ، قال : فما جاء بك إلى الكوفة ؟ قال : يا أميرالمؤمنين أتيت الحجاز فلم اصادف شيئا وأنا في هذه البرية والفيافي التي لا ماء فيها ولا خير موضعي هذا وإني لمنصرف من ليلتي هذه إلى رجل يقال له : سنان بن وابل فيمن أفلت من حرب صفين ينزل القادسية وهو رزقي في ليلتي هذه ، وإنه من أهل الشام وأنا إليه متوجه. ثم قام من بين يدي أميرالمؤمنين عليه السلام ، فقال لي : مم تعجبت ؟ هذا أعجب من الشمس أم العين أم الكواكب أم سائر ذلك ؟ فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لوأحببت أن اري الناس مما علمني رسول االله صلى الله عليه وآله من الايات والعجائب لكانوا يرجعون كفارا ، ثم رجع أميرالمؤمنين عليه السلام إلى مستقره ووجهني إلى القادسية فركبت من ليلتي فوافيت القادسية قبل أن يقيم الموذن الاقامة ، فسمعت الناس يقولون : افترس سنانا السبع ، فأتيته فيمن أتاه ينظرإليه ، فما ترك الاسد إلا رأسه وبعض أعضائه مثل أطراف الاصابع ، وإني على بابه تحمل رأسه إلى الكوفة إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فبقيت ( فبقي خ ل ) متعجبا ، فحدثت الناس ما كان من حديث أمير المؤمنين عليه السلام والسبع ، فجعل الناس يتبركون بتراب تحت قدمي أمير المؤمنين ويستشفون به ، فقام خطيبا فحمدالله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس ما أحبنا رجل فدخل الناروما أبغضنا رجل فدخل الجنة ، وأنا قسيم الجنة والنار : أقسم بين الجنة والنار ، هذه إلى الجنة يمينا وهذه إلى النار شمالا أقول لجهنم يوم القيامة : هذا لي وهذا لك ، حتى تجوزشيعتي على الصراط كالبرق الخاطف والرعد العاصف وكالطير المسرع وكالجواد السابق ، فقام الناس إليه بأجمعهم عنقا واحدا وهم يقولون : الحمد لله الذي فضلك على كثير من خلقه ، قال : ثم تلا أميرالمؤمنين عليه السلام هذه الآية " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذوفضل عظيم " .
فض ، يل : عن منقذ بن الابقع مثله .
6 - شف : من كتاب الاربعين عن علي بن أحمد البغدادي ، عن أبي الفضل ابن محمد بن علي ، عن أبي نصر بن إسفنديار ، عن داود بن سليمان العسقلاني ، عن محمد بن الحسين الصفار ، عن علي بن محمد بن جمهور ، عن أبيه ، عن جعفر بن بشير عن أبيه ، عن موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام قال : إن امير المؤمنين عليا عليه السلام كان يسعى على الصفا بمكة ، فإذا هو بدراج يتدرج على وجه الارض ، فوقع بإزاء أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : السلام عليك أيها الدراج ، فقال الدراج : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أميرالمؤمنين ، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام أيها الدراج ماتصنع في هذاالمكان ؟ فقال : يا أمير المؤمنين إني في هذا المكان مذ كذا وكذا عام اسبح الله واقدسه وامجده وأعبده حق عبادته ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : أيها الدراج إنه لصفا نقي لا مطعم فيه ولامشرب ، فمن أين لك المطعم والمشرب ؟ فأجابه الدراج وهو يقول : وقرابنك من رسول الله يا أميرالمؤمنين إني كلما جعت دعوت الله لشيعتك ومحبيك فأشبع ، وإذا عطشت دعوت الله على مبغضيك ومنتقصيك فأروى .
فض ، يل : بالاسناد إلى الحسن العسكري عليه السلام مثله .
7 - شف : من كتاب الاربعين عن إبراهيم بن علي العلوي ، عن أحمد ابن طاهر السوري ، عن الحسن بن عبدالوهاب ، عن علي بن محمد بن إبراهيم ، عن الا شعث بن مرة ، عن ا لليثي ، عن سعيد ، عن هلال بن كيسان ، عن الطيب القواصري عن عبدالله بن سلمة المنتجى ، عن سفارة بن اصميد البغدادي ، عن ابن حريز ، عن أبي الفتح المغازلي ، عن عمار بن ياسر قال : كنت بين يدي مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام وإذا بصوت قد أخذ جامع الكوفة فقال : يا عمار ائت بذي الفقار الباتر للاعمار فجئته بذي الفقار ، فقال : اخرج يا عمار وامنع الرجل عن ظلامة هذه المرأة ، فإن انتهى وإلا منعته بذي الفقار ، قال : فخرجت وإذا أنا برجل وامرأة قد تعلقوا بزمام جمل والمرأة تقول : الجمل لي ، والرجل يقول : الجمل لي ، فقلت : إن أمير المؤمنين ينهاك عن ظلم هذه المرأة ، فقال : يشتغل علي بشغله ويغسل يده من دماء المسلمين الذين قتلهم بالبصرة ويريد أن يأخذ جملي ويدفعه إلى هذه المرأة الكاذبة ؟ ! فقال عمار رضي الله عنه : فرجعت لا خبر مولاي فإذا به قد خرج ولاح الغضب في وجهه وقال : ويلك خل جمل المرأة ، فقال : هو لي ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : كذبت يالعين ، قال : فمن يشهد أنه للمرأة يا علي ؟ فقال : الشاهد الذي لايكذبه أحد من الكوفة ، فقال الرجل : إذا شهد شاهد وكان صادقا سلمته إلى المرأة ، فقال : علي عليه السلام : تكلم أيها الجمل لمن أنت ؟ فقال بلسان فصيح : يا أمير المؤمنين وخير الوصيين أنا لهذه المرأة منذ بضع عشر سنة ، فقال علي عليه السلام : خذي جملك ، و عارض الرجل بضربة قسمه نصفين .
8 - شف : من كتاب الشريف أبي يعلى محمد بن شريف أبي القاسم حسن الاقساسي ، عن محمد بن جعفر المحمدي ، عن محمد بن وهبان الهناني ، عن أحمد بن أبي دجانة ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبي سمينة ، عن علي بن عبدالله الخياط ، عن الحسن بن علي الاسدي ، عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مد الفرات عندكم على عهد علي عليه السلام فأقبل إليه الناس فقالو : ياأميرالمؤمنين نحن نخاف الغرق ، لان في الفرات قد جاء من الماء مالم ير مثله ، وقد امتلات جنبتاه ، فالله الله ، فركب أميرالمؤمنين عليه السلام والناس معه و حوله يمينا وشمالا ، فمر بمسجد سقيف فغمزه بعض شبانهم ، فالتفت إليه مغضبا فقال : صعار الخدود ، لئام لجدود ، بقية ثمود ، من يشتري مني هؤلاء الاعبد ؟ فقام إليه مشائخهم فقالوا له : يا أمير المؤمنين إن هؤلاء شبان لا يعقلون ماهم فيه ، فلا تؤاخذنا بهم ، فو الله إن كنا لهذا لكارهين ، وما منا أحد يرضى هذا الكلام لك فاعف عنا عفا الله عنك ، قال : فكأنه استحيا فقال : لست أعفو عنكم إلا على أن لا ارجع حتى تهدموا مجلسكم وكل كوة وميزاب وبالوعة إلي طريق المسلمين ، فأن هذا اذى للمسلمين ، فقالوا : نحن نفعل ذلك ، فمضى وتركهم ، فكسروا مجلسهم وجميع ما أمر به حتى انتهى إلى الفرات وهو يزخر بأمواجه ، فوقف و الناس ينظرون ، فتكلم بالعبرانية كلاما فنقص الفرات ذراعا ، فقال : حسبكم ؟ قالوا : زدنا ، فضربه بقضيب كان معه فإذا بالحيتان فاغرة أفواهها ، فقالت : يا أمير المؤمنين عرضت ولا يتك علينا فقبلناها ما خلا الجري والمارماهي والزمار ، فقال عليه السلام : إن بني إسرائيل لما تفرقوا من المائدة فمن كان أخذ منهم برا كان منهم القردة والخنارير ، ومن أخذ منهم بحرا كان الجري والمارماهي والزمار ، ثم أقبل الناس عليه فقالوا : هذه رمانة ما رأينا مثلها قط ، جاء بها الماء وقدأ حبست الجسر من عظمها وكبرها فقال : هذه رمانة من رمان الجنة ، فدعا بالرجال بالحبال فأخرجوها ، فما بقي بيت بالكوفة إلا دخله منها شئ .
.9 - شف : من الكتاب المتقدم ، عن محمد بن جعفر ، عن الحسن بن جعفر القرشي ، عن علي بن محمد بن المغيرة ، عن الحسن بن سنان ، عن يوسف بن حمدان عن محمد بن حميد ، عن حكام بن سلم ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمار ابن ياسر قال : تبعت أميرالمؤمنين عليه السلام في بعض طرقات المدينة ، فإذا أنا بذئب أدرع أزب قد أقبل يهرول حتى أتى المكان الذي فيه أمير المؤمنين وولده الحسن و الحسين عليهم السلام ، فجعل الذئب يعفر بخديه على الارض ويومئ بيده إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال علي عليه السلام : اللهم أطلق لسان الذئب فيكلمني ، فأطلق الله الله لسان الذئب فإذا الذئب يقول بلسان طلق ذلق : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، قال : وعليك السلام من أين أقبلت ؟ قال : من بلد الفجار الكفرة ، قال : وأين تريد ؟ قال : بلد الانبياء البررة ، قال : وفيما ذا ؟ قال : لادخل في بيعتك مرة اخرى ، قال : كأنكم قد بايعتمونا ، قال : صاح بنا صائح من السماء أن اجتمعوا ، فاجتمعنا إلى ثنية من بني إسرائيل ، فنشر فيها أعلام بيض ورايات خضر ، و نصب فيها منبر من ذهب أحمر ، وعلا عليه جبرئيل عليه السلام فخطب خطبة بليغة وجل منها القلوب وأبكى منها العيون ، ثم قال : يا معشر الوحوش إن الله عزوجل قد دعا محمدا فأجابه ، واستخلف على عباده من بعده علي بن أبي طالب عليه السلام وأمركم أن تبايعوه ، فقالوا : سمعنا وأطعنا ، ما خلا الذئب فإنه جحد حقك وأنكر معرفتك فقال علي عليه السلام : ويحك أيها الذئب كأنك من الجن ؟ فقال : ما أنامن الجن ولا من الانس أنا ذئب شريف ، قال : وكيف تكون شريفا وأنت ذئب ؟ قال : شريف لاني من شيعتك ، وأخبرني أبي أني من ولد ذلك الذئب الذي اصطاده أولاد يعقوب فقالوا هذا أكل أخانا بالامس ، وإنه متهم .
10 - يج : ذكر الرضي في كتاب خصائص الائمة بإسناده عن ابن عباس قال : كان رجل علي عهد عمر وله إبل بناحية آذربايجان قد استصعبت عليه ، فشكا إليه ما ناله ، وإن معاشه كان منها ، فقال له : اذهب فاستغث بالله تعالى ، فقال الرجل : مازلت أدعو الله وأتوسل إليه وكلما قربت منها حملت علي فكتب له عمر رقعة فيها " من عمر أميرالمؤمنين إلى مردة الجن والشياطين أن يذللوا هذه المواشي له " فأخذ الرجل الرقعة ومضى ، فقال عبدالله بن عباس : فاغتممت شديدا ، فلقيت عليا عليه السلام فأخبرته بما كان ، فقال عليه السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليعودن بالخيبة ، فهدأمابي وطالت علي شقتي ، وجعلت أرقب كل من جاء من أهل الجبال ، فإذا أنا بالرجل قدوافى وفي جبهته شجة تكاد اليد تدخل فيها فلما رأيته بادرت إليه فقلت : ما وراك ؟ فقال : إني صرت إلي الموضع ورميت بالرقعة ، فحمل علي عدد منها فهالني أمرها ، ولم يكن لي قوة ، فجلست فرمحتني أحدها في وجهي ، فقلت : اللهم اكفنيها ، وكلها تشد علي وتريد قتلي ، فانصرفت عني ، فسقطت فجاء أخي فحملني ولست أعقل ، فلم أزل أتعالج حتى صلحت ، وهذا الاثر في وجهي ، فقلت له : صر إلي عمر وأعلمه ، فصار إليه وعنده نفر ، فأخبره بما كان فزبره ، فقال له : كذبت لم تذهب بكتابي ، فحلف الرجل لقد فعل ، فأخرجه عنه . قال ابن عباس : فمضيت به إلي أمير المؤمنين عليه السلام فتبسم ثم قال : ألم أقل لك ؟ ثم أقبل على الرجل فقال له : إذا انصرفت إلي الموضع الذي هي فيه فقل : " اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين ، اللهم ذلل لي صعوبتها واكفني شرها ، فإنك الكافي المعافي والغالب القاهر " قال : فانصرف الرجل راجعا ، فلما كان من قابل قدم الجل ومعه جملة من المال قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين عليه السلام وصار إليه وأنا معه ، فقال عليه السلام : تخبرني أو اخبرك ؟ فقال الرجل : يا أمير المؤمنين بل تخبرني ، قال : كأني بك وقد صرت إليها فجاءتك ولاذت بك خاضعة ذليلة ، فأخذت بنواصيها واحدة واحدة ، فقال الرجل : صدقت يا أمير المؤمنين كأنك كنت معي هكذا كان فتفضل بقبول ما جئتك به ، فقال : امض راشدا بارك الله لك ، وبلغ الخبر عمر فغمه ذلك ، وانصرف الرجل ، وكان يحج كل سنة وقد أنمى الله ماله فقال أمير المؤمنين عليه السلام : كل من استصعب عليه شئ من مال أو أهل أو ولد أو أمر فليبتهل إلى الله بهذا الدعاء ، فإنه يكفي مما يخاف الله إن شاء الله .
قب : أبوالعزيز كادش العكبري بإسناده مثله ، وفي آخره : فبورك الرجل في ماله حتى ضاق عليه رحاب بلده .
11 - يج : الصفار ، عن أبي بصير ، عن جذعان بن أبي نصر البرقي ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : بينما علي عليه السلام بالكوفة إذ أحاطت به اليهود ، فقالوا : أنت الذي تزعم أن الجري منا معشر اليهود ثم مسخ ؟ فقال لهم : نعم ، ثم ضرب بيده إلى الارض فتناول منها عودا فشقه باثنين ، وتكلم عليه بكلام وتفل عليه ، ثم رمى به في الفرات ، فإذا الجري يتراكب بعضه على بعض يقولون بصوت عال إلى أمير المؤمنين عليه السلام : نحن طائفة من بني إسرائيل ، عرضت علينا ولايتكم فأبينا أن نقبلها ، فمسخنا الله جريا .
12 - قب : عمر بن حمزة العلوي في فضائل الكوفة أنه كان أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم في محراب جامع الكوفة إذ قام بين يديه رجل للوضوء فمضى نحو رحبة الكوفة يتوضأ فإذا بأفعى قد لقيه في طريقه ليلتقمه ، فهرب من بين يديه إلى أمير المؤمنين عليه السلام فحدثه بمالحقه في طريقه ، فنهض أمير المؤمنين عليه السلام حتى وقف على باب الثقب الذي فيه الافعى فأخذ سيفه وتركه في باب الثقب وقال : إن كنت معجزة مثل عصا موسى فأخرج الافعى ، فما كان إلا سعاعة حتى خرج يساره ، ثم رفع رأسه إلى الاعرابي وقال : إنك ظننت أني رابع أربعة لما قمت بين يدي ، فقال : هو صحيح ، ثم لطم على رأسه وأسلم . في الامتحان : عمار بن ياسر وجابر الانصاري : كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في البرية فرأيته قد عدل عن الطريق ، فتبعته فرأيته ينظر إلى السماء ، ثم تبسم ضاحكا فقال : أحسنت أيها الطير إذ صفرت بفضله ، فقلت له : يا مولاي أي الطير ؟ فقال : في الهواء أتحب أن تراه وتسمع كلامه ؟ فقلت : نعم يا مولاي ، فنظر إلى السماء ودعا بدعاء خفي ، فإذا الطير يهوي إلى الارض ، فسقط على يد أمير المؤمنين عليه السلام فمسح يده على ظهره فقال : انطق بإذن الله وأنا علي بن أبي طالب ، فأنطق الله الطير بلسان عربي مبين فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فرد عليه وقال له : من أين مطعمك ومشربك في هذه الفلاة القفراء التي لا نبات فيها ولا ماء ؟ فقال : يا مولاي إذا جعت ذكرت ولايتكم أهل البيت فأشبع ، وإذا عطشت فأتبرأ من أعدائكم فأروى ، فقال : بورك فيك ، فطارت ، وهذا مثل قوله تعالى : " يا أيها الناس علمنا منطق الطير " .
محمد بن وهبان الازدي الدبيلي في معجزات النبوة عن البراء بن عازب في خبر عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه عبر في السماء خيط من الاوز طائرا على رأس أمير المؤمنين عليه السلام فصرصرن وصرخن ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام للقنبر : قد سلمن علي وعليكم ، فتغامز أهل النفاق بينهم ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ناد بأعلى صوتك : أيها الاوز أجيبوا أمير المؤمنين وأخا رسول رب العالمين ، فنادى قنبر بذلك فإذا الطير ترفرف على رأس أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : قل لها : انزلن ، فلما قال لها ، رأيت الاوز وقد ضربت بصدورها إلى الارض حتى صارت في صحن المسجد على أرض واحدة ، فجعل أميرالمؤمنين عليه السلام يخاطبها بلغة لا نعرفها ، وهن يلززن بأعناقهن إليه ويصرصرن ، ثم قال لهن : انطقن بإذن الله العزيز الجبار ، قال : فإذاهن ينطقن بلسان عربي مبين : السلام عليك يا أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين الخبر ، وهذا كقوله تعالى : " يا جبال أوبي معه والطير " . ابن وهبان والفتاك : فمضينا بغابة فاذا بأسد بارك في الطريق وأشباله خلفه فلويت بدابتي لارجع ، فقال عليه السلام إلى أين ؟ أقدم يا جويرية بن مسهر إنما هو كلب الله ؟ ثم قال " ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها " الآية ، فإذا بالاسد قد أقبل نحوه يبصبص بذنبه وهو يقول : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله و بركاته يا ابن عم رسول الله ، فقال : وعليك السلام يا أبا الحارث ما تسبيحك ؟ فقال : أقول : سبحان من ألبسني المهابة وقذف في قلوب عباده مني المخافة . ورأى أسد أقبل نحوه يهمهم ويمسح برأسه الارض : فتكلم معه بشئ ، فسئل عنه عليه السلام فقال : إنه يشكو الحبل ودعا لي وقال : لا سلط الله أحدا منا على أوليائك .
وحكي عن محمد بن الحنفية انقضاض غراب على خفه وقد نزعه ليتوضأ وضوء الصلاة فانساب فيه أسود ، فحمله الغراب حتى صار به في الجو ، ثم ألقاه فوقع منه الاسود ووقاه الله من ذلك . وفي الاغاني أنه قال المدائني : إن السيد الحميري وقف بالكناس وقال من جاء بفضيلة لعلي بن أبي طالب عليه السلام لم أقل فيها شعرا فله فرسي هذا وما علي ، فجعلوا يحدثونه وينشدهم فيه حتى روى رجل عن أبى الرعل المرادي أنه قدم أمير المؤمنين عليه السلام فتطهر للصلاة ، فنزع خفه فانسابت فيه أفعى فلما دعا ليلبسه انقضت غراب فحلقت ثم ألقاها ، فخرجت الافعى منه ، قال : فأعطاه السيد ما وعده وأنشأ يقول : ألا يا قوم للعجب العجاب * لخف أبي الحسين وللحباب - عدو من عدات الجن عبد * بعيد في المرادة من صواب - كرية اللون أسود ذو بصيص * حديد الناب أزرق ذو لعاب - أتى خفا له فانساب فيه * لينهش رجله منها بناب - فقض من السماء له عقاب * من العقبان أو شبه العقاب - فطار به فحلق ثم أهوى * به للارض من دون السحاب - فصك بخفه فانساب منه * وولى هاربا حذر الحصاب - ودافع عن أبي حسن علي * نقيع سمامه بعد انسياب
13 - قب : حدثني أبومنصور بإسناده والاصفهاني بإسناده إلى رجل قال : كنت أنا وعلي بن أبي طالب عليه السلام بصفين ، فرأيت بعيرا من إبل الشام جاء وعليه راكبه وثقله ، فألقى ما عليه وجعل يتخلل الصفوف حتى انتهى إلى علي عليه السلام فوضع مشفره ما بين رأس علي ومنكبه وجعل يحركها بجرانه ، فقال علي عليه السلام والله إنها لعلامة بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فجد الناس في ذلك اليوم واشتد قتالهم .
تفسير أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام لما ناظرت اليهود عليا عليه السلام في النبوة نادى جمال اليهود : أيتها الجمال اشهدي لمحمد ووصيه ، فنطقت جمالهم وثيابهم كلها : " صدقت يا علي إن محمدا رسول الله وإنك يا علي حقا وصيه " فآمن بعضهم وخزي آخرون فنزل : " ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين " الكتاب أمير المؤمنين والمتقين شيعته .
أبوبكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن علي عليه السلام بالاسناد عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى : " إنا عرضنا الامانة " عرض الله أمانتي على السماوات السبع بالثواب والعقاب فقلن : ربنا لا نحملها بالثواب والعقاب ولكن نحملها بلا ثواب ولا عقاب ، وإن الله عرض أمانتي وولايتي على الطيور فأول من آمن بها البزاة البيض والقنابر وأول من جحدها البوم والعنقاء ، فلعنهما الله تعالى من بين الطيور ، فأما البوم فلا تقدر أن تظهر بالنهار لبغض الطير لها ، وأما العنقاء ، فغابت في البحار لا نرى ، وإن الله عرض أمانتي على الارضين فكل بقعة آمنت بولايتي جعلها طيبة زكية ، وجعل نباتها وثمرها حلوا عذبا ، و جعل ماءها زلالا ، وكل بقعة جحدت أمانتي وأنكرت ولايتي جعلها سبخا وجعل نباتها مرا علقما ، وجعل ثمره العوسج والحنظل ، وجعل ماءها ملحا أجاجا ، ثم قال : " وحملها الانسان " يعني امتك يا محمد ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وإمامته بما فيها من الثواب والعقاب " إنه كان ظلوما " لنفسه " جهولا " لامر دينه ، من لم يؤدها بحقها فهو ظلوم غشوم .
14 - عم : معجزات أمير المؤمنين عليه السلام ما وراه عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام من قوله عليه السلام لجويرية بن مسهر وقد عزم على الخروج أما إنه سيعرض لك في طريقك الاسد ، فقال : فما الحيلة له ؟ قال : تقرؤه مني السلام
وتخبره أني أعطيتك منه الامان ، فخرج جويرية ، فبينا هو يسير على دابة إذ أقبل نحوه أسد لا يريد غيره ، فقال له جويرية : يا أبا الحارث إن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام يقرؤك السلام وإنه قد آمنني منك ، قال : فولى الليث عنه مطرقا برأسه يهمهم حتى غاب في الاجمة ، فهمهم خمسا ثم غاب ، ومضى جويرية في حاجته ، فلما انصرف إلى أمير المؤمنين عليه السلام فسلم عليه وقال : كان من الامر كذا وكذا فقال : ما قلت لليث وما قال لك ؟ فقال جويرية : قلت له ما أمرتني به وبذلك انصرف عني ، فأما ما قال الليث فالله ورسوله ووصي رسول الله أعلم قال : إنه ولى عنك يهمهم فأحصيت له خمس همهمات ثم انصرف عنك ، قال جويرية : صدقت والله يا أمير المؤمنين هكذا هو ، فقال عليه السلام : إنه قال لك : فاقرأ وصي محمد مني السلام وعقد بيده خمسا .
قب : عن الباقر عليه السلام مثله ، قال : وذكر أبوالمفضل الشيباني نحو ذلك عن جويرية .
15 - يل ، فض : بالاسناد يرفعه إلى أبي هريرة أنه قال : صلينا الغداة مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أقبل علينا بوجهه الكريم وأخذ معنا في الحديث ، فأتاه رجل من الانصار وقال : يا رسول الله كلب فلان الذمي خرق ثوبي وخدش ساقي فمنعت من الصلاة معك ، فلما كان في اليوم الثاني أتاه رجل آخر من الصحابة وقال : يا رسول الله كلب فلان الذمي خرق ثوبي وخدش ساقي فمنعني من الصلاة معك فقال صلى الله عليه وآله : إذا كان الكلب عقورا وجب قتله ، ثم قام صلى الله عليه وآله وقمنا معه حتى أتى منزل الرجل فبادر أنس فدق الباب ، فقال : من بالباب ؟ فقال أنس : النبي صلى الله عليه وآله ببابكم ، قال : فأقبل الرجل مبادرا ففتح بابه وخرج إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال : بأبي أنت وامي يا رسول الله ما الذي جاء بك إلي ولست على دينك ، ألا كنت وجهت إلي كنت اجيبك ، قال النبي صلى الله عليه وآله : لحاجة إلينا ، أخرج كلبك فإنه عقور وقد وجب قتله فقد خرق ثياب فلان وخدش ساقه ، وكذا فعل اليوم بفلان ، فبادر الرجل إلى كلبه وطرح في عنقه حبلا وجره إليه وأوقفه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فلما نظر الكلب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال بلسان فصيح بإذن الله تعالى : السلام عليك يا رسول الله ما الذي جاءبك ولم تريد قتلي ؟ قال : خرقت ثياب فلان وفلان وخدشت ساقيهما ، قال : يا رسول الله إن القوم الذين ذكرتهم منافقون نواصب ، يبغضون ابن عمك علي بن أبي طالب ، ولولا أنهم كذلك ما تعرضت لهم ، ولكنهم جازوا يرفضون عليا ويسبونه ، فأخذتني الحمية الابية والنخوة العربية ، ففعلت بهم ، قال : فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله ذلك من الكلب أمر صاحبه بالالتفات إليه وأوصاه به ، ثم قام ليخرج وإذا صاحب الكلب الذمي قد قام على قدميه وقال : أتخرج يا رسول الله وقد شهد كلبي بأنك رسول الله وأن ابن عمك عليا ولي الله ، ثم أسلم وأسلم جميع من كان في داره .
أقول : رواه السيد المرتضى في كتاب عيون المعجزات ، عن محمد بن عثمان عن أبي زيد النميري ، عن عبدالصمد بن عبدالوارث ، عن شعبة ، عن سليمان الاعمش عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مثله .
( ما ظهر من معجزاته عليه الصلاة والسلام في الجمادات والنباتات ) - بحار الأنوار ، 41 / 248 - 274
1 - ير : محمد بن أحمد ، عن سه بن زاد ، عن عبدالله ، عن أبي الجارود ، عن القاسم بن وليد النهدي ، عن الحارث قال : خرجنا مع أمير المؤمنين عليه السلام حتى انتهينا إلى العاقول : فإذا هو بأصل شجرة قد وقع لحاؤها وبقي عمودها ، فضربها بيده ثم قال : ارجعي بإذن الله خضراء مثمرة ، فإذا هي تهتز بأغصانها الكمثرى فقطعنا وأكلنا وحملنا معنا ، فلما كان من الغد غدونا فإذا نحن بها خضراء فيها الكمثرى .
يج : عن الحارث الاعور مثله .
2 - يج : عن الثمالي عن رميلة - وكان ممن صحب عليا عليه السلام قال : صار إليه نفر من أصحابه فقالوا : إن وصي موسى كان يريهم الدلائل والعلامات والبراهين والمعجزات ، وكان وصي عيسى يريهم كذلك ، فلو أريتنا شيئا تطمئن إليه قلوبنا ، فقال : إنكم لا تحتملون علم العالم ولا تقولون على براهينه وآياته ، و ألحوا عليه ، فخرج بهم نحو أبيات الهجريين حتى أشرف بهم على السبخة فدعا خفيا ثم قال : اكشفي غطاءك ، فإذا بجنات وأنهار في جانب ، وإذا بسعير ونيران من جانب ، فقال جماعة : سحر سحر ! وثبت آخرون على التصديق ولم ينكروا مثله ، وقالوا : لقد قال النبي صلى الله عليه وآله : القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران .
3 - يج : روي عن الباقر عليه السلام قال : قد شكا أهل الكوفة إلى علي عليه السلام زيادة الفرات ، فركب هو والحسن والحسين عليهم السلام فوقف على الفرات وقد ارتفع الماء على جانبيه ، فضربه بقضيب رسول الله صلى الله عليه وآله فنقص ذراع ، وضربه اخرى فنقص ذراعان ، فقالوا : يا أمير المؤمنين لو زدتنا ، فقال : إني سألت الله فأعطاني ما رأيتم وأكره أن أكون عبدا ملحا .
4 - يج : روي عن أبي جعفر عن آبائه عليهم السلام أن الحسين بن علي عليهما السلام قال : كنا قعودا ذات يوم عند أمير المؤمنين عليه السلام وهناك شجرة رمان يابسة ، إذ دخل عليه نفر من مبغضيه وعنده قوم من محبيه فسلموا ، فأمرهم بالجلوس ، فقال علي عليه السلام : إني اريكم اليوم آية تكون فيكم كمثل المائدة في بني إسرائيل ، إذ يقول الله : " إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني اعذ به عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين " ثم قال : انظروا إلى الشجرة وكانت يابسة ، فإذا هي قد جرى الماء في عودها ، ثم اخضرت وأورقت وعقدت وتدلى حملها على رؤوسنا ، ثم التفت إلينا فقال للذينهم محبوه : مدوا أيدكم وتناولوا وكلوا ، فقلنا : بسم الله الرحمن الرحيم وتناولنا وأكلنا رمانا لم نأكل قط شيئا أعذب منه وأطيب . ثم قال للنفر الذينهم يبغضوه : مدوا أيديكم وتناولوا فمدوا أيديهم فارتفعت ، فكلما مد رجل منهم يده إلى رمانة ارتفعت ، فلم يتناولوا شيئا ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ما بال إخواننا مدوا أيديهم وتناولا وأكلوا ومددنا أيدينا فلم ننل ؟ فقال عليه السلام : وكذلك الجنة لا ينالها إلا أولياؤنا ومحبونا ، ولا يبعد منها إلا أعداؤنا ومبغضونا ، فلما خرجوا قالوا : هذا من سحر علي بن أبي طالب ! قال سلمان : ما ذا تقولون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون .
5 - يج : روي أنه عليه السلام اتي بأسير في عهد عمر فعرض عليه الاسلام فأبى فأمر بقتله ، قال : لا تقتلوني وأنا عطشان ، فجاؤوا بقدح ملان ، فقال : لي الامان إلى أن أشرب ؟ قال عمر : نعم ، فأراق الماء على الارض فنشفته ، قال عمر : اقتلوه فإنه احتال ، فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : لا يجوز قتله فقد آمنته فقال : ما أفعل به ؟ قال : تجعله لرجل من المسلمين بقيمة عبد ، قال : ومن يرغب فيه ؟ قال : أنا ، قال : هو لك ، فأخذه أمير المؤمنين عليه السلام والقدح بكفه ، فدعا فإذا ذلك الماء اجتمع في القدح ، فأسلم لذلك ، فأعتقه أمير المؤمنين عليه السلام فلزم المسجد والتعبد .
6 - يج : روي أن الفرات مدت على عند علي عليه السلام فقال الناس : نخاف الغرق ، فركب وصلى على الفرات ، فمر بمجلس ثقيف فغمز عليه بعض شبانهم فالتفت إليهم وقال : يا بقية ثمود يا صعار الخدود هل أنتم إلا طغام لئام ؟ من لي بهؤلاء الاعبد ؟ فقال مشائخ منهم : إن هؤلاء شباب جهال فلا تأخذنا بهم واعف عنا قال : لا أعفو عنكم إلا على أن أرجع وقد هدمتم هذه المجالس وسددتم كل كوة وقلعتم كل ميزاب وطمستم كل بالوعة على الطريق ، فإن هذا كله في طريق المسلمين وفيه أذى لهم فقالوا : نفعل ، ومضى وتركهم ، ففعلوا ذلك كله ، فلما صار إلى الفرات دعا ، ثم قرع الفرات قرعة فنقص ذراع ، فقال : يا أمير المؤمنين هذه رمانة قد جاء بها الماء ، وقد احتبست على الجسر من كبرها وعظمها ، فاحتملها وقال : هذه رمانة من رمان الجنة ولا يأكل ثمار الجنة إلا نبي أو وصي نبي ، ولولا ذلك لقسمتها بينكم .
7 - يج : روي عن أبي هاشم الجعفري عن أبيه عن الصادق عليه السلام قال : لما فرغ علي عليه السلام من وقعة صفين وقف على شاطئ الفرات وقال : أيها الوادي من أنا ؟ فاضطرب وتشققت أمواجه ، وقد حضر الناس وقد سمعوا من الفرات أصواتا : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأن عليا ولي الله أمير المؤمنين حجة الله على خلقه .
8 - يج : روي عن عبيد ، عن السكسكي عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام أن عليا عليه السلام لما قدم من صفين وقف على شاطئ الفرات ، ثم انتزع من كنانته سهاما ، ثم أخرج منها قضيبا أصفر ، فضرب به الفرات وقال عليه السلام : انفجري فانفجرت اثنتا عشرة عينا كل عين كالطود ، والناس ينظرون إليه ، ثم تكلم بكلام لم يفهموه ، فأقبلت الحيتان رافعة رؤوسها بالتهليل والتكبير وقالت السلام عليك يا حجة الله في أرضه ويا عين الله في عباده ، خذلك قومك بصفين كما خذل هارون بن عمران قومه ، فقال لهم : أسمعتم ؟ قالوا : نعم ، قال : فهذه آية لي عليكم وقد أشهدتكم عليه .
9 - ما : الفحام ، عن عمه عمر بن يحيى ، عن محمد بن سليمان بن عاصم ، عن أحمد بن محمد العبدي ، عن علي بن الحسن الاموي ، عن العباس بن عبدالله ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة ، عن أبي مريم ، عن سلمان قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فناوله حصاة ، فما استقرت الحصاة في كف علي عليه السلام حتى نطقت وهي تقول : لا إله إلا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله رضيت بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وآله نبيا وبعلي بن أبي طالب عليه السلام وليا ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله : من أصبح منكم راضيا بالله وبولاية علي بن أبي طالب فقد أمن خوف الله وعقابه .
10 - يج : روي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله أخذ كفا من الحصى فسبحن في يده ، ثم صبهن في يد علي عليه السلام فسبحن في يده حتى سمعنا التسبيح في أيديهما ثم صبهن في أيدينا فما سبحت .
11 - خص : أبويوسف يعقوب بن إبراهيم ، عن أبي حنيفة ، عن عبدالرحمن السلماني ، عن حبيش بن المعتمر ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فوجهني إلى اليمن لاصلح بينهم ، فقلت : يا رسول الله إنهم قوم كثير ولهم سن وأنا شاب حدث ، فقال : يا علي إذا صرت بأعلى عقبة أفيق فناد بأعلى صوته : يا شجريا مدريا ثرى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤكم السلام ، قال : فذهبت فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي ، مشرعون رماحهم ، مستوون أسنتهم ، متنكبون قسيهم ، شاهرون سلاحهم فناديت بأعلى صوتي : يا شجريا مدر ياثرى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤكم السلام ، قال : فلم تبق شجرة ولا مدرة ولا ثرى إلا ارتجت بصوت واحد : وعلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعليك السلام ، فاضطربت قوائم القوم وارتعدت ركبهم ووقع السلاح من أيديهم وأقبلوا إلي مسرعين فأصلحت بينهم وانصرفت .
12 - ختص : ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد - وكتبه لي بخطه بحضرة أبي الحسن بن أبان - عن محمد بن سنان ، عن حماد البطيخي ، عن رميلة - وكان من أصحابه أمير المؤمنين عليه السلام - قال : إن نفرا من أصحابه قالوا : يا أمير المؤمنين إن وصي موسى عليه السلام كان يريهم العلامات بعد موسى ، وإن وصي عيسى عليه السلام كان يريهم العلامات بعد عيسى ، فلو أريتنا ، فقال : لا تقرون ، فألحوا عليه ، فأخذ بيد تسعة منهم وخرج بهم قبل أبيات الهجريين حتى أشرف على السبخة ، فتكلم بكلام خفي ثم قال : بيده : اكشفي غطاءك ، فإذا كل ما وصف الله في الجنة نصب أعينهم مع روحها وزهرتها ، فرجع منهم أربعة يقولون : سحرا سحرا ، وثبت رجل منهم بذلك ما شاء الله ، ثم جلس مجلسا فنقل منه شيئا من الكلام في ذلك ، فتعلقوا به فجاؤوا به إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقالوا : يا أمير المؤمنين اقتله ولا تداهن في دين الله ، قال : وماله ؟ قالوا : سمعناه يقول كذا وكذا ، فقال له : ممن سمعت هذا الكلام ؟ قال : سمعته من فلان بن فلان ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : رجل سمع من غيره شيئا فأداه لا سبيل على هذا ، فقالوا : داهنت في دين الله والله لنقتلنه ! فقال : والله لا يقتله منكم رجل إلا أبرت عترته .
13 - ع ، العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن يحيى بن محمد بن أيوب ، عن علي بن مهزيار ، عن ابن سنان ، عن يحيى الحلبي ، عن عمر بن أبان ، عن جابر قال : حدثني تميم بن جذيم قال : كنا مع علي عليه السلام حيث توجهنا إلى البصرة ، قال : فبينما نحن نزول إذا اضطربت الارض ، فضربها علي عليه السلام بيده ثم قال لها : مالك ؟ ثم أقبل علينا بوجهه ثم قال لنا : أما إنها لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله عزوجل في كتابه لاجابتني ، ولكنها ليست بتلك .
كنز : محمد بن العباس ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن الحسين ابن سعيد ، عن محمد بن سنان مثله .
14 - ع : العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري عن أبي عبدالله الرازي ، عن البزنطي ، عن روح بن صالح ، عن هارون بن خارجة رفعه عن فاطمة عليها السلام قالت : أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر ، ففزع الناس إلى أبي بكر وعمر فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى علي عليه السلام فتبعهما الناس إلى أن انتهوا باب علي عليه السلام فخرج إليهم علي عليه السلام غير مكترث لما هم فيه ، فمضى وأتبعه الناس حتى انتهى إلى تلعة ، فقعد عليها وقعدوا حوله ، وهم ينظرون إلى حيطان المدنية ترتج جائية وذاهبة ، فقال لهم علي عليه السلام كأنكم قد هالكم ما ترون ؟ قالوا كيف لا يهولنا ولم نر مثلها قط ، قالت : فحرك شفتيه ثم ضرب الارض بيده ثم قال : مالك اسكني فسكنت ، فعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم أولا حيث خرج إليهم ، قال لهم : فإنكم قد عجبتم من صنيعي ؟ قالو : نعم ، فقال : أنا الرجل الذي قال الله : " إذا زلزلت الارض زلزالها وأخرجت الارض أثقالها وقال الانسان مالها " فأنا الانسان الذي يقول لها : مالك ؟ " يومئذ تحدث أخبارها " إياي تحدث .
كنز : محمد بن هارون التلعكبري بإسناده إلى هارون بن خارجة مثله .
15 - ير : علي بن يزيد ، عن علي بن الثمالي ، عن بعض من حدثه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه كان مع أصحابه في مسجد الكوفة فقال له رجل : بأبي [ أنت ] وامي إني لاتعجب من هذه الدنيا التي في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم ، فقال : يا فلان أترى إنما نريد الدنيا فلا نعطاها ؟ ثم قبض قبضة من الحصى فإذا هي جواهر ، فقال : ماهذا ؟ فقلت : هذا من أجود الجواهر ، فقال : لو أردنا لكان ولكن لا نريده ، ثم رمى بالحصى فعادت كما كانت .
يج : عمر بن يزيد عن الثمالي مثله .
ختص : عمر بن علي بن عمر بن يزيد ، عن علي بن ميثم التمار ، عمن حدثه مثله .
16 - ختص ، ير : علي بن إبراهيم الجعفري ، عن أبي العباس ، عن محمد ابن سليمان الحذاء البصري ، عن رجل ، عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال : لما فتح أمير المؤمنين عليه السلام البصرة قال : من يدلنا على دار ربيع بن حكيم ؟ فقال له الحسن بن أبي الحسن : أنا يا أمير المؤمنين ، قال : وكنت يومئذ غلاما قد أيفع ، قال : فدخل منزله - والحديث طويل - ثم خرج وتبعه الناس ، فلما جاز إلى الجبانة واكتنفه الناس فخط بسوطه خطة ، فأخرج دينارا ثم خط خطة اخرى فأخرج دينارا ، حتى أخرج ثلاثين دينارا ، فقبلها في يده حتى أبصره الناس ، ثم ردها و غرسها بإبهامه ، ثم قال : ليأتيك بعدي محسن أو مسئ ، ثم ركب بغلة رسول الله و انصرف إلى منزله ، وأخذنا العلامة في موضع فحفرنا حتى بلغنا الرسخ فلم نصب شيئا ، فقيل للحسن : يا باسعيد ما ترى ذلك من أمير المؤمنين ؟ فقال : أما أنا فلا أدري أن كنوز الارض تستر إلا بمثله .
17 - يج : روي عن سلمان أن عليا عليه السلام بلغه عن عمر ذكر شيعته : فاستقبله في بعض طرقات بساطين المدينة وفي يد علي عليه السلام قوس عربية ، فقال : يا عمر بلغني عنك ذكرك لشيعتي ، فقال : اربع على ظلعك فقال عليه السلام : إنك لهيهنا ؟ ثم رمى بالقوس على الارض فإذا هي ثعبان كالبعير فاغرفاه وقد أقبل نحو عمر ليبتلعه ، فصاح عمر : الله الله يا أبا الحسن لاعدت بعدها في شئ ، وجعل يتضرع إليه فضرب يده إلى الثعبان فعادت القوس كما كانت ، فمر عمر إلى بيته مرعوبا قال سلمان : فلما كان في الليل دعاني علي عليه السلام فقال : صر إلى عمر فإنه حمل إليه مال من ناحية المشرق ولم يعلم به أحد وقد عزم أن يحتبسه ، فقل له : يقول لك علي اخرج إليك مال من ناحية المشرق ففرقه على من جعل لهم ولا تحبسه فأفضحك قال سلمان : فأديت إليه الرسالة ؟ فقال : حيرني أمر صاحبك من أين علم به ؟ فقلت : وهل يخفى عليه مثل هذا فقال لسلمان : اقبل مني ما أقول لك : ما علي إلا ساحر وإني لمشفق عليك منه ، والصواب أن تفارقه وتصير في جملتنا ، قلت : بئس ما قلت . لكن عليا ورث من أسرار النبوة ما قد رأيت منه وما هو أكبر منه ، قال : ارجع إليه فقل له : السمع والطاعة لامرك ، فرجعت إلى علي عليه السلام فقال : احدثك بما جرى بينكما ؟ فقلت : أنت أعلم به مني ، فتلكم بكل ما جرى [ به ] بيننا ثم قال : إن رعب الثعبان في قلبه إلى أن يموت .
.18 - شف : من كتاب الاربعين لمحمد بن مسلم بن أبي الفوارس ، عن أحمد ابن محمد بن محمود ، عن القاضي شرف الدين أبي بكر ، عن الحسن بن أبي الحسن العلوي ، عن جبير بن الرضا ، عن عبد [ بن ] مسهر ، عن سلمة بن الاصهب ، عن كيسان بن أبي عاصم ، عن مرة بن سعد ، عن محمد بن جعديان ، عن القايد أبي نصر بن منصور التستري ، عن أبي عبدالله المهاطي ، عن أبي القاسم القواس ، عن سليم النجار ، عن حامد بن سعيد ، عن خالص بن ثعلبة ، عن عبدالله بن خالد بن سعيد بن العاص قال : كنت مع أمي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
الشيخ عودة
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 1748
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
العمر : 73

 غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Empty
مُساهمةموضوع: رد: غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل    غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Emptyالثلاثاء ديسمبر 24, 2013 4:29 am

- قب : روي عن الصادق عن أبيه عليهما السلام قال : عرض لعلي بن أبي طالب خصومة ، فجلس في أصل جدار ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين الجدار يقع ، فقال له علي عليه السلام : امض كفى الله حارسا ، فقضى بين الرجلين وقام وسقط الجدار . ووجد عليه السلام مؤمنا لازمه منافق بالدين ، فقال : اللهم بحق محمد وآله الطاهرين لما قضيت عن عبدك هذا الدين ، ثم أمره بتناول حجر ومدر فانقلبت له ذهبا أحمر فقضى دينه وكان الذي بقي أكثر من مائة ألف درهم . وروى جماعة عن خالد بن الوليد أنه قال : رأيت عليا يسرد حلقات درعه بيده ويصلحها ، فقلت : هذا كان لداود عليه السلام ، فقال : يا خالد بنا ألان الله الحديد لداود فيكف لنا ؟ جابر بن عبد الله وحذيفة بن اليمان وعبدالله بن العباس وأبوهارون العبدي عن عبدالله بن عثمان وحمدان بن المعافا عن الرضا عليه السلام ومحمد بن صدقة عن موسى بن جعفر عليه السلام ، ولقد أنبأني أيضا شيرويه الديلمي بإسناده إلى موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام : كنا مع النبي صلى الله عليه وآله في طرقات المدينة إذا جعل خمسه في خمس أمير المؤمنين عليه السلام فوالله ما رأينا خمسين أحسن منهما ، إذ مررنا على نخل المدنية فصاحب نخلة أختها : هذا محمد المصطفى وهذا علي المرتضى ، فاحتزناهما ، فصاحت ثانية بثالثة : هذا نوح النبي وهذا إبراهيم الخليل ، فاجتزناهما فصاحت ثالثة برابعة : هذا موسى وأخوه هارون ، فاجتزناهما ، فصاحب رابعة بخامسة هذا محمد سيد النبيين وهذا علي سيد الوصين ، فتبسم النبي صلى الله عليه وآله ثم قال : يا علي سم نخل المدينة صيحانيا فقد صاحت بفضلي وبفضلك : وأروي كان البستان لعامر بن سعد بعقيق السفلى . ورأى عليه السلام أنصاريا يأكل قشور الفاكهة وقد أخذها من المزبلة ، فأعرض عنه لئلا يخجل منه ، فأتى منزله وأتى إليه بقرصي شعير من فطوره ، وقال : أصب من هذا كلما جعت ، فإن الله يجعل فيه البركة ، فامتحن ذلك فوجد فيه لحما وشحما وحلوا ورطبا وبطيخا وفواكه الشتاء وفواكه الصيف ، فارتعدت فرائص الرجل وسقط لوجهه ، فأقامه علي عليه السلام وقال : ما شأنك ؟ قال : كنت منافقا شاكا فيما يقوله محمد صلى الله عليه وآله وفيما تقوله أنت ، فكشف الله لي عن السماوات والحجب فأبصرت كل ما تعدان به وتواعدان به ، فزل عني الشك . وأخذ العدوي من بيت المال ألف دينار ، فجاء سلمان على لسان أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : رد المال إلى بيت المال فقد قال الله تعالى : " ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة " فقال العدوي : ما أكثر سحرا أولاد عبدالمطلب ! ما عرف هذا قط أحدا وأعجب من هذا أني رأيته يوما وفي يده قوس محمد فسخرت منه ، فرماها من يده وقال : خذ عدو الله ، فإذا هي ثعبان مبين يقصد إلي ، فحلفته حتى أخذها وصارت قوسا . وأنفذ أميرالمؤمنين عليه السلام ميثم التمار في أمر ، فوقف على باب دكانه ، فأتى رجل يشتري التمر ، فأمره بوضع الدرهم ورفع التمر ، فلما انصرف ميثم وجد الدرهم بهرجا ، فقال في ذلك ، فقال : فإذا يكون التمر مرا ، فإذا هو بالمشتري رجع وقال : هذا التمر مر . واستفاض بين الخاص والعام أن أهل الكوفة فزعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام من الغرق لما زادت الفرات ، فأسبغ الوضوء وصلى منفردا ثم دعا الله ، ثم تقدم إلى الفرات متوكئا على قضيب بيده حتى ضرب به صفحة الماء وقال : انقص بإذن الله ومشيئته ، فغاض الماء حتى بدت الحيتان ، فنطق كثير منها بالسلامة عليه بإمرة المؤمنين ، ولم ينطق منها أصناف من السمك ، وهي الجري والمار ماهي والزمار ، فتعجب الناس لذلك وسألوه عن علة ما نطق وصموت ما صمت ، فقال : أنطلق الله لي ما طهر من السموك وأصمت عني ما حرمه ونجسه وأبعده .
وفي رواية أبي محمد قيس بن أحمد البغدادي وأحمد بن الحسن القطيفي عن الحسن ابن ذكردان الفارسي الكندي أنه ضرب بالقضيب فقال : اسكن يا أبا خالد فنقص ذراعا ، فقال : أحسبكم ؟ قالوا : زدنا ، فبسط وطأه وصلى ركعتين وضرب الماء ضربة ثانية ، فنقص الماء ذراعا ، فقالوا : حسبنا يا أمير المؤمنين ، فقال : والله لو شئت لاظهرت لكم الحصى ، وذلك كحنين الجذع وكلام الذئب للنبي صلى الله عليه وآله .
23 - يل ، فض : عن عمار بن ياسر قال : أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فقلت : يا أمير المؤمنين لي ثلاثة أيام أصوم وأطوي وما أملك ما أقتات به ، ويومي هذا هو الرابع ، فقال عليه السلام : اتبعني يا عمار ، فطلع مولاي ألى الصحراء وأنا خلفه أذ وقف بموضع واحتفر ، فظهر حب مملوء دراهم ، فأخذ من تلك الدراهم درهمين ، فناولني منه درهما واحدا وأخذ هو الآخر ، فقال له عمار : يا أمير المؤمنين لو أخذت من ذلك ما تستغني وتتصدق منه ما كان ذلك من بأس فقال : يا عمار هذا يكفينا هذا اليوم ثم غطاه وردمه وانصرفا ، ثم انفصل عنه عمار وغاب مليا ، ثم عاد ألى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا عمار كأني بك وقد مضيت ألى الكنز تطلبه ؟ ! فقال : والله يا مولاي قصدت الموضع لاخذ من الكنز شيئا فلم أر له أثرا ، فقال له : يا عمار لما علم الله سبحانه وتعالى أن لا رغبة لنا في الدنيا أظهرها لنا ، ولما علم جل جلاله أن لكم أليها رغبة أبعدها عنكم .
24 - فض : بالاسناد إلى علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله حبر من أحبار اليهود وقال : يارسول الله قد أرسلوني إليك قومي أن عهد إلينا نبينا موسى أنه يبعث بعدي نبي اسمه أحمد وهو عربي فامضوا إليه واسألوه أن يخرج لكم من جبل هناك سبع نوق حمر الوبر سود الحدق ، فإن أخرجها لكم فسلموا عليه وآمنوا به واتبعوا النور الذي انزل معه وصيا ، فهو سيد الانبياء و وصيه سيد الاوصياء ، وهو بمنزلة هارون من موسى ، فعند ذلك قال : الله أكبر قم بنا يا أخا اليهود ، قال : فخرج النبي صلى الله عليه وآله والمسلمون حوله إلى ظاهر المدينة ، و جاء إلى جبل فبسط البردة وصلى ركعتين وتكلم بكلام خفي ، وإذا الجبل يصر صريرا عظيما ، وانشق وسمع الناس حنين النوق ، فقال اليهودي : فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله وأن جميع ما جئت به صدق وعدل ، يا رسول الله أمهلني حتى أمضي إلى قومي وأجئ بهم ليقضوا عدتهم منك ويؤمنوا بك ، فمضى الحبر إلى قومه فأخبرهم بذلك ، فتجهزوا بأجمعهم للمسير يطلبون المدينة ، فلما دخلوها وجدوها مظلمة لفقد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد اتقطع الوحي من السماء ، وجلس مكانه أبوبكر ! فدخلوا عليه وقالوا : أنت خليفة رسول الله ؟ قال : نعم ، قالوا : أعطنا عدتنا من رسول الله ، قال : وماعدتكم ؟ قالوا : أنت أعلم بعدتنا إن كنت خليفته حقا وإن كنت لم تعلم شيئا ما أنت خليفته ، فكيف جلست مجلس نبيك بغير حق ولست له أهلا ؟ قال : فقام وقعد وتحير في أمره ولم يعلم ماذا يصنع ، وإذا برجل من المسلمين فقال : اتبعوني حتى أدلكم على خليفة رسول الله ، قال : فخرجوا من بين يدي أبي بكر وتبعوا الرجل حتى أتوا منزل الزهراء عليها السلام وطرقوا الباب وإذا بالباب قد فتح ، فإذا بعلي عليه السلام قد خرج وهو شديد الحزن على رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رآهم قال : أيها اليهود تريدون عدتكم من رسول الله ؟ قالوا : نعم ، فخرج معهم وساروا إلى ظاهر المدينة إلى الجبل الذي صلى عنده رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رأى مكانه تنفس الصعداء وقال : بأبي وامي من كان بهذا الجبل هنيئة ، ثم صلى ركعتين وإذا بالجبل قد انشق وخرجت النوق منه ، وهي سبع نوق ، فلما رأوا ذلك قالوا بلسان واحد : نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأنك الخليفة من بعده ، وأن ماجاء به من عند ربنا هو الحق ، وأنك خليفته حقا ووصيه ووارث علمه ، فجزاك الله وجزاه عن الاسلام خيرا ، ثم رجعوا إلى بلادهم مسلمين موحدين .
25 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن هودة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد ، عن الصباح المزني ، عن الاصبغ قال : خرجنا مع علي عليه السلام وهو يطوف في السوق فيأمرهم بوفاء الكيل والوزن ، حتى إذا انتهى إلى باب القصر ركز الارض برجله فتزلزلت ، فقال : هي هي الآن مالك اسكني ، أما والله إني أنا الانسان الذي تنبئه الارض أخبارها أو رجل مني . وروي أيضا عن علي بن عبدالله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن عبيد الله بن سليمان النخعي ، عن محمد بن الخراساني عن فضيل بن الزبير قال : إن أمير المؤمنين عليه السلام كان جالسا في الرحبة ، فتزلزلت الارض فضربها عليه السلام بيده ، ثم قال لها : قري إنه ماهو قيام ، ولو كان ذلك لاخبرتني وإني أنا الذي تحدثه الارض أخبارها ، ثم قرأ " إذا زلزلت الارض زلزالها " أما ترون أنها تحدث عن ربها .
26 - يف : ذكر شيخ المحدثين ببغداد بإسناده عن أسماء بنت واثلة قالت : سمعت أسماء بنت عميس تقول : سمعت سيدتي فاطمة عليها السلام تقول : ليلة دخل بي علي عليه السلام أفزعني في فراشي ، قلت : بما ذا أفزعك يا سيدة نساء العالمين ؟ قالت : سمعت الارض تحدثه ويحدثها ، فأصبحت وأنا فزعة ، فأخبرت والدي صلى الله عليه وآله فسجد سجدة طويلة خلقه ، وأمر به الارض أن تحدثه بأخبارها وما يجري على وجهها من شرقها إلى غربها . أقول : أوردنا أخبارا كثيرة في ذلك في باب تزويج فاطمة عليها السلام .
27 - كنز : الحسن بن محمد جمهور العمي ، عن الحسن بن عبدالرحيم التمار قال : انصرفت من مجلس بعض الفقهاء فمررت بسلمان الشاذكوني ، فقال لي : من أين جئت ؟ فقلت : جئت من مجلس فلان ، فقال لي : ماذا جرى فيه ؟ قلت : شئ من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : والله احدثك بفضيلة حدثني بها قريشي عن قريشي إلى أ بلغ ستة نفر منهم ، ثم قال : رجفت قبور البقيع على عهد عمر بن الخطاب فضج أهل المدينة من ذلك ، فخرج عمر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يدعون لتسكر الرجفة ، فما زالت تزيد إلى تعدي ذلك إلى حيطان المدينة ، وعزم أهلها على الخروج عنها ، فعند ذلك قال عمر : علي بأبي الحسن علي بن أبي طالب ، فحضر فقال : يا أبا الحسن ألا ترى إلى قبور البقيع و رجفها حتى تعدى ذلك إلى حيطان المدينة وقد هم أهلها بالرحلة عنها ، فقال علي عليه السلام : علي بمائة رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله البدرين ، فاختار من المائة عشرة ، فجعلهم خلفه ، وجعل التسعين من ورائهم ، ولم يبق بالمدينة سوى هؤلاء إلا حضر ، حتى لم يبق بالمدينة ثيب وعاتق إلا خرجت ، ثم دعا بأبي ذر وسلمان ومقداد وعمار فقال لهم : كونوا بين يدي ، حتى توسط البقيع والناس محدقون به فضرب الارض برجله ثم قال : مالك ؟ - ثلاثا - فسكنت ، فقال : صدق الله وصدق رسوله لقد أنبأني بهذا الخبر وهذا اليوم وهذه لاساعة وباجتماع الناس له ، إن الله عزوجل يقول في كتابه : " إذا زلزلت الارض زلزالها وأخرجت الارض أثقالها وقال الانسان مالها " أما لو كانت هي هي لقالت مالها وأخرجت لي أثقالها ، ثم انصرف وانصرف الناس معه وقد سكنت الرجفة .
28 - ختص : صفوان ، عن أبي الصباح الكناني زعم أن أبا سعيد عقيصا حدثه أنه سار مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام نحو كربلاء ، وأنه أصابنا عطش شديد ، وأن عليا صلوات الله عليه نزل في البرية ، فحسر عن يديه ثم أخذ يحثو التراب ويكشف عنه حتى برزله حجر أسود ، فحمله ووضعه جانبا ، وإذا تحته عين من ماء من أعذاب ما طعمته وأشده بياضا ، فشرب وشربنا ، ثم سقينا دوابنا ، ثم سواه ، ثم سار منه ساعة ، ثم وقف ثم قال : عزمت عليكم لما رجعتم فطلبتموه ، فطلبه الناس حتى ملوا فلم يقدروا عليه ، فرجعوا إليه فقالوا : ما قدرنا على شئ .
29 - البرسي في مشارق الانوار عن ابن عباس قال : إن رجلا قدم إلى أمير المؤمنين عليه السلام فاستضافه ، فاستدعا قرصة من شعير يابسة وقعبا فيه ماء ، ثم كسر قطعة وألقاها في الماء ، ثم قال للرجل : تناولها ، فأخرجها فإذا هي فخذ طائر مشوي ، ثم رمى له اخرى فقال : تناولها ، فأخرجها فإذا هي قطعة من الحلواء فقال الرجل : يا مولاي تضع لي كسرا يابسة فأجدها أنواع الطعام ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : نعم هذا الظاهر وذاك الباطن ، وإن أمرنا هكذا والله . وروي لما جاءت فضة إلى بيت الزهراء عليها السلام لم تجد هناك إلا السيف و الدرع والرحى ، وكانت بنت ملك الهند ، وكانت عندها ذخيرة من الاكسير ، فأخذت قطعة من النحاس وألانتها وجعلتها على هيئة سبيكة ، وألقت عليها الدواء وصنعتها ذهبا ، فلما جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام وضعتها بين يديه فلما رآها قال : أحسنت يافضة ، لكن لو أذبت الجسد لكان الصبغ أعلى والقيمة أغلى ، فقالت : يا سيدي تعرف هذا العلم ؟ قال : نعم وهذا الطفل يعرفه - وأشار إلى الحسين عليه السلام - فجاء وقال كما قال أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : نحن نعرف أعظم من هذا ، ثم أومأ بيده فإذا عنق من ذهب وكنوز الارض سائرة ، ثم قال : ضعيها مع أخواتها ، فوضعتها فسارت . أقول : قد أوردنا كثيرا من الاخبار في ذلك المرام في باب غزوة تبوك ، وأبواب قصص صفين ، وباب جوامع معجزاته صلوات الله عليه .
( قوته وشوكته صلوات الله عليه في صغره وكبره ، وتحمله للمشاق ، وما يتعلق من الاعجاز ببدنه الشريف ) - بحار الأنوار ، 41 / 274 - 282
1 - قب : شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن العباس بن عبدالمطلب ، والحسن ابن محبوب ، عن عبدالله بن غالب ، عن الصادق عليه السلام في خبر : قالت فاطمة بنت أسد فشددته وقمطته بقماط فنتر القماط ، ثم جعلته قماطين فنترهما ، ثم جعلته ثلاثة وأربعة وخمسة وستة منها أديم وحرير فجعل ينترها ، ثم قال : يا إماه لا تشدي يدي فإني أحتاج أن ابصبص لربي بإصبعي . أنس ، عن عمر الخطاب إن عليا عليه السلام رأى حية تقصده وهو في مهده ، وقد شدت يداه في حال صغره ، فحول نفسه فأخرج يده ، وأخذ بيمينه عنقها وغمزها غمزة حتى أدخل أصابعه فيها وأمسكها حت ماتت ، فلما رأت ذلك امه نادت واستغاثت ، فاجتمع الحشم ثم قالت : كأنك حيدرة . حيدرة : اللبوة إذا غضبت من قبل أذى أولادها . جابر الجعفي قال : كان ظئرة علي عليه السلام التي أرضعته امرأة من بني هلال خلفته في خبائها مع أخ له من الرضاعة ، وكان أكبر منه سنا بسنة ، وكان عند الخباء قليب ، فمر الصبي نحو القليب ونكس رأسه فيه ، فتعلق بفرد قدميه وفرد يديه أما اليدففي فمه وأما الرجل ففي يديه ، فجاءت امه فأدركته ، فنادت في الحي : يا للحي من غلام ميمون أمسك علي ولدي ، فمسكوا الطفل من رأس القليب وهم يعجبون من قوته وفظنته ، فسمته امه مباركا ، وكان الغلام من بني هلال يعرف بمعلق ميمون ، وولده إلى اليوم . وكان أبوطالب يجمع ولده وولد إخوته ثم يأمرهم بالصراع - وذلك خلق في العرب - فكان علي عليه السلام يحسر عن ذراعيه وهو طفل ويصارع كبار إخوته وصغارهم وكبار بني عمه وصغارهم فيصرعهم ، فيقول أبوه : ظهر علي ، فسماه ظهيرا ، فلما ترعرع عليه السلام كان يصارع الرجل الشديد فيصرعه ، ويعلق بالجبار بيده ويحذبه فيقتله ، وربما قبض على مراق بطنه ورفعه إلى الهواء ، وربما يلحق الحصان الجاري فيصدمه فيرده على عقبيه .
2 - قب : وكان عليه السلام يأخذ من رأس الجبل حجرا ويحمله بفرد يده ، ثم يضعه بين يدي الناس ، فلا يقدر الرجل والرجلان والثلاثة على تحريكه ، حتى قال أبوجهل فيه : يا أهل مكة إن الذبح عندكم * هذا علي الذي قد جل في النظر ما إن له مشبه في الناس قاطبة * كأنه النار ترمي الخلق بالشرر - كونوا على حذر منه فإن له * يوما سيظهره في البدو والحضر وإنه عليه السلام لم يمسك بذراع رجل قط إلا مسك بنفسه فلم يستطع يتنفس . ومنه ما ظهر بعد النبي صلى الله عليه وآله ، قطع الاميال وحملها إلى الطريق سبعة عشر ميلا تحتاج إلى أقوياء ، حتى تحرك ميلا منها قطعها وحده ، ونقلها ونصبها وكتب عليها : هذا ميل علي ، ويقال له : إنه كان يتأبط باثنين ويدير واحدا برجله . وكان منه في ضرب يده في الاسطوانة حتى دخل إبهامه في الحجر ، وهو باق في الكوفة ، وكذلك مشهد الكف في تكريت والموصل وقطيعة الدقيق وغير ذلك . ومنه أثر سيفه في صخرة جبل ثور عند غار النبي صلى الله عليه وآله ، وأثر رمحه في جبل من جبال البادية وفي صخرة عند قلعة جعبر .
3 - قب : ومنه ختم الحصا قال ابن عباس : صاحب الحصاة ثلاثة : ام سليم وارثة الكتب طبع في حصاتها النبي والوصي عليهما السلام ، ثم ام الندى جبابة بنت جعفر الوالبية الاسدية ، ثم ام غانم الاعرابية اليمانية ، وختم في حصاتهما أمير المؤمنين عليه السلام . وذلك مثل مارويتم أن سليمان عليه السلام كان يختم على النحاس للشياطين وعلى الحديد للجن ، فكان كل من رأى برقه أطاعه . أبوسعيد الخدري وجابر الانصاري وعبدالله بن عباس في خبر طويل أنه قال خالد بن الوليد : آتي الاصلع - يعني عليا عليه السلام - عند منصرفي من قتال أهل الردة في عسكري وهو في أرض له ، وقد ازدحم الكلام في حلقه كهمهمة الاسد و قعقعة الرعد ، فقال لي : ويلك أكنت فاعلا ؟ فقلت : أجل ، فاحمرت عيناه وقال : يا ابن اللخناء أمثلك يقدم على مثلي أو يجسر أن يدير اسمي في لهواته ؟ - في كلام له - ثم قال : فنكسني والله عن فرسي ولا يمكنني الامتناع منه ، فجعل يسوقني إلى رحى للحارث بن كلدة ، ثم عمد إلى قطب الرحى - الحديد الغليظ الذي عليه مدار الرحى - فمده بكلتي يديه ولواه في عنقي كما يتفتل الاديم ، وأصحابي كأنهم نظروا إلى ملك الموت ، فأقسمت عليه بحق الله ورسوله ، فاستحيا وخلى سبيلي . قالوا : فدعا أبوبكر جماعة الحدادين فقالوا : إن فتح هذا القطب لا يمكننا إلا أن نحميه بالنار ، فبقي في ذلك أياما والناس يضحكون منه ، فقيل : إن عليا عليه السلام جاء من سفره ، فأتى به أبوبكر إلى علي عليه السلام يشفع إليه في فكه ، فقال علي عليه السلام : إنه لما رأى تكاثف جنوده وكثرة جموعه أراد أن يضع مني في موضعي فوضعت منه عند من خطر بباله وهمت به نفسه ، ثم قال : وأما الحديد الذي في عنقه فلعله لا يمكنني في هذا الوقت فكه ، فنهضوا بأجمعهم فأقسموا عليه ، فقبض على رأس الحديد من القطب فجعل يفتل منه يمنة شبرا شبرا فيرمي به ، وهذا كقوله تعالى : " وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد " . ابن عباس وسفيان بن عيينة والحسن بن صالح ووكيع بن الجراح وعبيدة ابن يعقوب الاسدي وفي حديث غيرهم : لا يفعل خالد ما أمرته . وفي حديث أبي ذر : إن أمير المؤمنين عليه السلام أخذ بإصبعه السبابة والواسطى فعصره عصرة ، فصاح خالد صيحة منكرة وأحدث في ثيابه ! وجعل يضرب برجليه . وفي رواية عمار : فجعل يقمص قماص البكر ، فإذا له رغاء ، وأساغ ببوله في المسجد ! وروي في كتاب البلاذري أن أمير المؤمنين عليه السلام أخذه بإصبعه السبابة والوسطي في حلقه وشاله بهما وهو كالبعير عظما ، فضرب به الارض ، فدق عصعصه وأحدث مكانه ! .
4 - قب : أهل السير عن حبيب بن الجهم وأبي سعيد التميمي ، والنطنزي في الخصائص ، والاعثم في الفتوح والطبري في كتاب الولاية بإسناد له عن محمد بن القاسم الهمداني ، وأبوعبدالله البرقي عن شيوخه عن جماعة من أصحاب علي عليه السلام أنه نزل أمير المؤمنين عليه السلام بالعسكر عند وقعة صفين عند قرية صندوديا ، فقال مالك الاشتر : ينزل الناس على غير ماء ، فقال : يا مالك إن الله سيسقينا في هذا المكان ، احتفر أنت وأصحابك ، فاحتفروا فإذاهم بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة لجين ، فعجزوا عن قلعها وهم مائة رجل ، فرفع أمير المؤمنين عليه السلام يده إلى السماء وهو يقول : " طاب طاب يا عالم يا طيبو ثابوثة شميا كويا جانوثا توديثا برجوثا آمين آمين يا رب العالمين يا رب موسى وهارون " ثم اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعا ، فظهر ماء أعذب من الشهد وأبرد من الثلج وأصفى من الياقوت فشربنا وسقينا . ثم رد الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها التراب ، فلما سرنا غير بعيد قال : من منكم يعرف موضع العين ؟ قلنا : كلنا ، فرجعنا فخفي مكانها علينا فإذا راهب مستقبل من صومعته ، فلما بصربه أمير المؤمنين عليه السلام قال : شمعون ؟ قال : نعم هذا اسم سمتي به امي ، ما اطلع عليه إلا الله ثم أنت ، قال : وما تشاء يا شمعون ؟ قال : هذا العين واسمه ، قال : هذا عين زاحوما " وفي نسخة : راجوه " وهو من الجنة ، شرب منها ثلاث مائة وثلاثة عشر وصيا وأنا آخر الوصيين شربت منه ، قال : هكذا وجدت في جميع كتب الانجيل ، وهذا الدير بني على [ طلب ] قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها ، ولم يدركه عالم قبلي غيري وقد رزقنيه الله وأسلم . وفي رواية : أنه جب شعيب ، ثم رحل أمير المؤمنين عليه السلام والراهب يقدمه حتى نرل صفين ، فلما التقى الصفان كان أول من أصابته الشهادة فنزل أمير المؤمنين عليه السلام وعيناه تهملان وهو يقول : المرء مع من أحب ، الراهب معنا يوم القيامة . وفي رواية عبدالله بن أحمد بن حنبل : حدثنا أبومحمد ، حدثنا أبوعوانة عن الاعمش ، عن أبي سعيد التيمي قال : فسرنا فعطشنا ، فقال بعض القوم : لو رجعنا فشربنا قال : فرجع اناس وكنت فيمن رجع ، قال : فالتمسنا فلم نقدر على شئ ، فأتينا الراهب قال : فقلنا إين العين التي ههنا ؟ قال : أية عين ؟ عين قلنا : التي شربنا منها واستقينا وسقينا فالتمسناها ، فلما قلنا قال الراهب : لا يستخرجها إلا نبي أو وصي .
ومنه قلع باب خيبر ، روى أحمد بن حنبل عن مشيخته عن جابر الانصاري أن النبي صلى الله عليه وآله دفع الراية إلى علي عليه السلام في يوم خيبر بعد أن دعا له ، فجعل يسرع السير وأصحابه يقولون له : ارقع ، حتى انتهى إلى الحصن فاجتذب بابه فألقاه على الارض ، ثم اجتمع منا سبعون رجلا وكان جهدهم أن أعادوا الباب . يرمونه بالنبل والحجارة ، فحمل حتى دنا من الباب ، فاقتلعه ثم رمى به خلف ظهره أربعين ذراعا ، ولقد تكلف حمله أربعون رجلا فما أطاقوه . أبوالقاسم محفوظ البستي في كتاب الدرجات أن حمل بعد قتل مرحب عليهم فانهزموا إلى الحصن ، فتقدم إلى باب الحصن وضبط حلقته وكان وزنها أربعين منا وهز الباب ، فارتعد الحصن بأجمعه حتى ظنوا زلزلة ، ثم هزه اخرى فقلعه ، و دحابه في الهواء أربعين ذراعا . أبوسعيد الخدري : وهز حصن خيبر حتى قالت صفية : قد كنت جلست على طاق كما تجلس العروس ، فوقعت على وجهي ، فظننت الزلزلة ، فقيل : هذا علي هز الحصن يريد أن يقلع الباب . وفي حديث أبان عن زرارة عن الباقر عليه السلام : فاجتذ به اجتذابا وتترس به ، ثم حمله على ظهره واقتحم الحصن اقتحاما واقتحمت المسلمون والباب على ظهره . وفي الارشاد : قال جابر : إن عليا عليه السلام حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها ، وإنهم جربوه بعد ذلك فلم يحملوه أربعون رجلا ، رواه أبوالحسن الوراق المعروف بغلام المصري عن ابن جرير الطبري التاريخي . وفي رواية جماعة : خمسون رجلا . وفي رواية أحمد بن حنبل : سبعون رجلا . ابن جرير الطبري صاحب المسترشد أنه حمله بشماله - وهو أربعة أذرع في خمسة أشبار في أربع أصابع عمقا حجرا أصلد - دون يمينه ، فأثرت فيه أصابعه ، و حمله بغير مقبض ، ثم تترس به ، فضارب الاقران حتى هجم عليهم ، ثم زجه من ورائه أربعين ذراعا . وفي رامش أفزاي : كان طول الباب ثمانية عشر ذراعا ، وعرض الخندق عشرون ، فوضع جانبا على طرف الخندق وضبط جانبا بيده حتى عبر عليه العسكر وكانوا ثمانية ألف وسبع مائة رجل وفيهم من كان يبرد ويخف عليه .
أبوعبدالله الجذلي قال له عمر : لقد حملت منه ثقلا ، فقال ما كان إلا مثل جنتي التي يدي . وفي رواية أبان : فوالله ما لقي علي من البأس تحت الباب أشد مالقي من لقع الباب . الارشاد : لما انصروفوا من الحصون أخذه علي بيمناه ، فدحا به أذرعا من الارض ، وكان الباب يغلقه عشرون رجلا منهم . علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن ابن عباس في خبر طويل وكان لا يقدر على فتحه إلا أربعون رجلا . تاريخ الطبري قال أبورافع : سقط من شماله ترسه ، فقلع بعض أبوابه وتترس بها ، فلما فرغ عجز خلق كثير عن تحريكها . روض الجنان قال بعض الصحابة : ما عجبنا يارسول الله من قوته في حمله و رميه وإتراسه ، وإنما عجبنا من إجساره وإحدى طرفيه على يده ! فقال النبي صلى الله عليه وآله كلاما معناه ؟ يا هذا نظرت إلى يده فانظر إلى رجليه ، قال : فنظرت إلى رجليه فوجدتهما معلقين ! فقلت : هذا أعجب رجلاه على الهواء ! فقال صلى الله عليه وآله : ليستا على الهواء وإنما هما على جناحي جبرئيل ، فأنشأ بعض الانصار يقول : إن امرءا حمل الرتاج بخيبر * يوم اليهود بقدرة لمؤيد - حمل الرتاج رتاج باب قموصها * والمسلمون وأهل خيبر شهد - فرمى به ولقد تلكف رده * سبعون كلهم له متسدد - ردوه بعد تلكف ومشقه * ومقال بعضهم لبعض ازدد
5 - عم : روي عن عبدالرحمن بن أبي ليلى أن الناس قالوا له : قد أنكرنامن أمير المؤمنين أنه يخرج في البرد في الثوبين الخفيفين وفي الصيف في الثوب الثقيل والمحشو ، فهل سمعت أباك يذكر أنه سمع من أمير المؤمنين في ذلك شيئا ؟ قال : لا ، قال : وكان أبي يسمر مع علي بالليل فسألته قال : فسأله عن ذلك فقال : يا أمير المؤمنين إن الناس قد أنكروا ، وأخبره بالذي قالوا ، قال : أو ما كنت معنا بخيبر ؟ قال : بلى ، قال : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أبابكر وعقد له لواء ، فرجع وقد انهزم هو وأصحابه ، ثم عقد لعمر فرجع منهزما بالناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي نفسي بيده لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ليس بفرار ، يفتح الله على يديه ، فأرسل إلي وأنا أرمد ، فتفل في عيني وقال : اللهم اكفه أذى الحر والبرد ، فما وجدت حرا بعده ولا بردا . وفي رواية اخرى : فنفث في عيني فما اشتكيتها بعد ، وهز لي الراية فدفعها إلي ، فانطلقت ففتح لي ، ودعا لي أن لا يضرني حر ولا قر ، وروى حبيب بن أبي ثابت عن أبي الجعد مولى سويد ابن غفلة قال : لقينا عليا في ثوبين في شدة الشتاء ، فقلنا له : لا تغتر بأرضننا هذه فإنها أرض مقرة ليست مثل أرضك ، قال : أما إني قد كنت مقرورا فلما بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى خيبر قلت له : إني أرمد ، فتفل في عيني ودعالي ، فماوجدت بردا ولا حرا بعد ، ولا رمدت عيناي .
معجزات كلامه من اخباره بالغائبات ، وعلمه باللغات ، وبلاغته وفصاحته صلوات الله عليه - بحار الأنوار ، 41 / 283 - 360
1 - يج : روى جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام قال : خرج علي عليه السلام بأصحابه إلى ظهر الكوفة ، قال : أرأيتم إن قلت لكم : لا تذهب الايام حتى يحفر ههنا نهر يجري فيه الماء أكنتم مصدقي فيما قلت ؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ويكون هذا ؟ قال : إي والله ، لكأني أنظر إلى نهر في هذا الموضع وقد جرى فيه الماء والسفن وانتفع به ، فكان كما قال .
2 - شا : قال أمير المؤمنين عليه السلام وهو متوجه إلى قتل الخوارج : لولا أني أخاف أن تتكلموا وتتركوا العمل لاخبرتكم بما قضاه الله على لسان نبيه - عليه وآله السلام - فيمن قاتل هؤلاء القوم مستبصرا بضلالتهم ، وإن فيهم لرجلا يقال له ذو الثدية ، له ثدي كثدي المرأة ، وهم شر الخلق والخليقة ، وقاتلهم أقرب الخلق إلى الله وسيلة ، ولم يكن المخدج معروفا في القوم ، فلما قتلوا جعل عليه السلام يطلبه في القتلى ويقول : والله ما كذبت ولا كذبت ، حتى وجد في القوم وشق قميصه وكان على كتفه سلعة كثدي المرأة ، عليها شعرات إذا جذبت انجذبت كتفه معها ، وإذا تركت رجع كتفه إلى موضعه ، فلما وجده كبر وقال : إن في هذا عبرة لمن استبصر .
3 - شا : روى أصحاب السيرة في حديثهم عن جندب بن عبدالله الازدي قال : شهدت مع علي عليه السلام الجمل وصفين ، لا أشك في قتال من قاتله ، حتى نزلت النهروان ، فداخلني شك في قتال القوم وقلت : قراؤنا وخيارنا نقتلهم ! إن هذا الامر عظيم ، فخرجت غدوة أمشي ومعي إداوة ماء ، حتى برزت من الصفوف فركزت رمحي ووضعت ترسي إليه ، واستترت من الشمس فإني لجالس حتى ورد علي أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أخا الازد أمعك طهور ؟ قلت : نعم ، فناولته الاداوة ، فمضى حتى لم أره ، ثم أقبل وقد تطهر ، فجلس في ظل الترس ، فإذا فارس يسأل عنه ، فقلت : يا أمير المؤمنين هذا فارس يريدك ، قال : فأشر إليه ، فإشرت إليه فجاء فقال : يا أمير المؤمنين قد عبر القوم [ إليهم ] وقد قطعوا النهر ، فقال : كلاما عبروا ، فقال : بلى والله لقد فعلوا ، قال : كلا ما فعلوا ، قال : وإنه كذلك إذ جاء آخر فقال : يا أمير المؤمنين عبروا القوم ، قال : كلا ما عبروا ، قال : والله ما جئتك حتى رأيت الرايات في ذلك الجانب والاثقال ، قال : والله ما فعلوا وإنه لمصر عهم ومهراق دمائهم ، ثم نهض ونهضت معه ، وقلت في نفسي : الحمد لله الذي بصرني هذا الرجل وعرفني أمره هذا أحد الرجلين إما رجل كذاب جري ، أو على بينة من ربه وعهد من نبيه ، اللهم إني اعطيك عهدا تسألني عنه يوم القيامة إن أنا وجدت القوم قد عبروا أن أكون أول من يقاتله وأول من يطعن بالرمح في عينه ، وإن كان القوم لم يعبروا أن أئتم على المناجزة والقتال ، فدفعنا إلى الصفوف فوجدنا الرايات والاثقال كما هو ، قال : فأخذ بقفاي ودفعني ثم قال : يا أخا الازد أتبين لك الامر ؟ قلت : أجل يا أمير المؤمنين ، فقال : شأنك بعدوك ، فقتلت رجلا من القوم ثم قتلت آخر ، ثم اختلفت أنا ورجل آخر أضربه ويضربني فوقعنا جميعا ، فاحتملني أصحابي وأفقت وقد فرغ من القوم .
4 - شا : قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا أيها الناس إني دعوتكم إلى الحق فتوليتم عني ، وضربتكم بالدرة فأعييتموني ، أما إنه سيليكم من بعدي ولاة لا يرضون منكم بهذا حتى يعذبوكم بالسياط والحديد ، إنه من عذب الناس في الدنيا عذبه الله في الآخرة ، وآية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتى يحل بين أظهركم ، فيأخذ العمال وعمال العمال رجل يقال له يوسف بن عمر ، وكان الامر في ذلك كما قال عليه السلام .
5 - شا : روى عبدالعزيز بن صهيب عن أبي العالية قال : حدثني مزرع بن عبدالله قال : سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام يقول : ليقبلن جيش حتى إذا كان بالبيداء خسف بهم ، فقلت له : إنك لتحدثني بالغيب ، قال : احفظ ما أقول لك والله ليكونن ما أخبرني به أمير المؤمنين ، وليؤخذن رجل فليقتلن وليصلبن بين شرفتين من شرف هذا المسجد ، قلت : إنك لتحدثني بالغيب ، قال : حدثني الثقة المأمون علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال أبوالعالية : فما أتت علينا جمعة حتى اخذ مزرع فقتل وصلب بين الشرفتين ، قال : وقد كان حدثني بثالثة فسيتها .
6 - شا : روى عثمان بن قيس العامري ، عن جابر بن الحر ، عن جويرية بن مسهر العبدي قال : لما توجهنا مع أمير المؤمنين عليه السلام ، إلى صفين فلبغنا طفوف كربلاء وقف ناحية من المعسكر ، ثم نظر يمينا وشمالا واستعبر ثم قال : هذا والله مناخ ركابهم وموضع منيتهم ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ماهذا الموضع ؟ فقال هذا كربلاء يقتل فيه قوم يدخلون الجنة بغير حساب ، ثم سار وكان الناس لا يعرفون تأويل ما قال حتى كان من أمر الحسين بن علي - صلوات الله عليهما - وأصحابه بالطف ما كان .
7 - ل : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن المعلى ، عن بسطام بن مرة ، عن إسحاق بن حسان ، عن الهيثم بن واقد ، عن علي بن الحسن العبدي ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال [ قال ] : أمرنا أمير المؤمنين عليه السلام بالمسير إلى المدائن من الكوفة ، فسرنا يوم الاحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر ، فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمى الخورنق ، فقالوا : نتنزه ، فإذا كان يوم الاربعاء خرجنا فلحقنا عليا عليه السلام قبل أن يجتمع فبينماهم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال : بايعوا ! هذا أمير المؤمنين ، فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم ، فارتحلوا ليلة الاربعاء ، فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين عليه السلام يخطب ، ولم يفارق بعضهم بعضا ، فكانوا جميعا حتى نزلوا على باب المسجد فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أيها الناس إن رسول الله إسر إلي ألف حديث لكل حديث ألف باب ، لكل باب ألف مفتاح ، وإني سمعت الله جل جلاله يقول : " يوم ندعو كل اناس بإمامهم " وإني اقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضب ، ولو شئت أن اسميهم لفعلت ، قال : فلقد رأيت عمرو بن حريث قد سقط كما يسقط السعفة حياء ولوما ( جبنا وفرقا خ ل )
ير : الحسين بن محمد عن المعلى مثله .
يج : عن ابن نباتة مثله .
8 - قب : إسحاق بن حسان بإسناده عن الاصبغ مثله ، وفيه : فبايعه الثمانية ثم أفلتوه وارتحلوا ، وقالوا : إن علي بن أبي طالب عليه السلام يزعم أنه يعلم الغيب فقد خلعناه وبايعنا مكانه ضبا ، فقدموا المدائن .
9 - ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أنه قال : كأني بالقصور قد شيدت حول قبر الحسين ، كأني بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين ، ولا تذهب الليالي والايام حتى يسار إليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان .
10 - ير : إبراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن داود القطان ، عن إبراهيم رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال : لو وجدت رجلا ثقة لبعثت معه المال إلى المدائن إلى شيعة ، فقال رجل من أصحابه في نفسه : لآتين أمير المؤمنين ولاقولن له : أنا أذهب به ، فهو يثق بي ، فإذا أنا أخذته أخذت طريق الكرخة ! فقال : يا أمير المؤمنين أنا أذهب بهذا المال إلى المدائن ، قال : فرفع إلي رأسه ثم قال : إليك عني حتى تأخذ طريق الكرخة .
قب : إبراهيم بن عمر رفعه إليه مثله .
11 - ير : أحمد بن محمد ، عن عمرو بن عبدالعزيز ، عن بكار بن كردم ، عن أبي عبدالله عليه السلام أن جويرية بن عمر العبدي خاصمه رجل في فرس انثى فادعيا جميعا الفرس ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : لواحد منكما البينة ؟ فقالا : لا ، فقال لجويرية : أعطه الفرس ، فقال له : يا أمير المؤمنين عليه السلام بلا بينة ؟ فقال له : والله لانا أعلم بك منك بنفسك ، أتنسى صنيعك بالجاهلية الجهلاء ؟ فأخبره بذلك .
12 - ختص ، ير : عبدالله بن محمد ، عن ابن محبوب عن أبي حمزة ، عن سويد ابن غفلة قال : أنا عند أمير المؤمنين إذ أتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين جئتك من وادي القرى وقد مات خالد بن عرفطة ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إنه لم يمت ، فأعادها عليه ، فقال له علي عليه السلام : لم يمت والذي نفسي بيده لا يموت ، فأعادها عليه الثالثة فقال : سبحان الله اخبرك أنه مات وتقول لم يمت ، فقال له علي عليه السلام : لم يمت والذي نفسي بيده ، لا يموت حتى يقود جيش ضلالة ، يحمل رايته حبيب بن جماز ، قال : فسمع بذلك حبيب فأتى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : اناشدك في وإني لك شيعة ، وقد ذكرتني بأمر لا والله ما أعرفه من نفسي ، فقال له علي عليه السلام : إن كنت حبيب بن جماز لتحملنها ، فولى حبيب بن جماز وقال : إن كنت جبيب بن جماز لتحملنها ، قال أبوحمزة : فوالله مامات حتى بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي عليهما السلام وجعل خالد بن عرفطة على مقدمته وحبيب صاحب رايته . أقول : رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة من كتاب الغارات لابن هلال الثقفي عن ابن محبوب عن الثمالي عن ابن غفلة .
13 - ى : عبدالله بن جعفر ، عن أحمد بن محمد بن إسحاق الكرخي ، عن عمه محمد بن عبدالله بن جابر الكرخي - وكان رجلا خيرا كاتبا كان لاسحاق بن عمار ثم تاب من ذلك - عن إبراهيم الكرخي قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فقال : يا إبراهيم أين تنزل من الكرخ ؟ قلت : من موضع يقال له شادروان ، قال : فقال لي : تعرف قطفتا قال : إن أمير المؤمنين عليه السلام حين أتى أهل النهروان نزل قطفتا فاجتمع إليه أهل بادرويا ، فشكوا إليه ثقل خراجهم وكلموه بالنبطية ، وأن لهم جيرانا أوسع أرضا وأقل خراجا ، فأجابهم بالنبطية " رعرو رضا من عوديا " قال : فمعناه : رب رجز صغير خير من رجز كبير . بيان : يمكن أن يكون المراد بالرجز النوع المعروف من الشعر وإنما ذكره عليه السلام على سبيل المثل ، ويحتمل أن يكون في الاصل الجرز بضمتين ، وهي أرض لا نبات بها ، أو الجزر بالتحريك أي الشاة السمينة فيكون أيضا مثلا .
14 - ختص ، ير : إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن إبراهيم بن أيوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : بينا أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة إذ جاءت امرأة تستعدي على زوجها ، فقضى لزوجها عليها فغضبت فقالت : والله ما الحق فيما قضيت وما تقضي بالسوية ، ولا تعدل في الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية ، فنظر إليها مليا ثم قال لها : كذبت يا جريئة يا بذية أيا سلسع - إي التي لا تحبل من حيث تحبل النساء - قال : فولت المرأة هاربة تولول وتقول : ويلي ويلي لقد هتكت يا ابن أبى طالب سترا كان مستورا ، قال : فلحقها عمرو بن حريث فقال لها : يا أمة الله لقد استقبلت عليا بكلام سررتني ثم إنه نزغك بكلمة فوليت عنه هاربة تولولين ، قالت : إن عليا عليه السلام والله أخبرني بالحق وبما أكتمه من زوجي مند ولي عصمتي ومن أبوي ، فرجع عمرو إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما قالت له المرأة ، وقال له فيما يقول : ما نعرفك بالكهانة قال له يا عمرو : ويلك إنها ليست بالكهانة ولكن الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام ، فلما ركب الارواح في أبدانها كتب بين أعينهم مؤمن أم كافر ، وماهم به مبتلون ، وماهم عليه من شر أعمالهم وحسنهم في قدر اذن الفأرة ، ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال : " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " وكان رسول الله هو المتوسم ثم أنا من بعده والائمة من ذريتي من بعدي هم المتوسمون ، فلما تأملتها عرفت ماهي عليها بسيماها .
ير : عبدالله بن سليمان ، عن محمد بن سليمان ، عن هارون بن الجهم ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله .
15 - ختص ، ير : الحسين بن علي الدينوري ، عن محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن غياث ، عن عمرو بن ثابت ، عن ابن أبي حبيب ، عن الحارث الاعور قال : كنت ذات يوم مع أمير المؤمنين عليه السلام في مجلس القضاء إذ أقبلت امرأة مستعدية على زوجها ، فتكلمت بحجتها ، فتلكم الزوج بحجته ، فوجب القضاء عليها ، فغضبت غضبا شديدا ثم قالت : والله يا أمير المؤمنين لقد حكمت علي بالجور ، وما بهذا أمرك الله تعالى ! فقال لها : يا سلفع يا ميع يا قردع بل حكمت عليك بالحق الذي علمته ، فلما سمعت منه هذا الكلام ولت هاربة ولم ترد عليه جوابا ، فأتبعها عمرو بن حريث فقال لها : والله يا أمة الله لقد سمعت منك اليوم عجبا ، وسمعت أمير المؤمنين قال لك قولا فقمت من عنده هاربة مارددت عليه حرفا فأخبرني عافاك الله ما الذي قال لك حتى لم تقدري أن تردي عليه حرفا ؟ قالت : يا عبدالله لقد أخبرني بأمر ما يطلع عليه إلا الله تبارك وتعالى وأنا ، وما قمت من عنده إلا مخافة أن يخبرني بأعظم مما رماني به ، فصبر على واحدة كان أجمل من أن أصبر على واحدة بعدها اخرى ، فقال لها عمرو : فأخبرني عافاك الله ما الذي قال لك ؟ قالت : يا عبدالله إنه قال لي ما أكره ، وبعد فإنه قبيح أن يعلم الرجال ما في النساء من العيوب ، فقال لها : والله ما تعرفيني ولا أعرفك لعلك لا تراني ولا أراك بعد يومي هذا ، فقال عمرو : فلما رأتني قد ألححت عليها قالت : أما قوله لي : " يا سلفع " فوالله ما كذب علي إني لا أحيض من حيث تحيض النساء ، وأما قوله : " يا مهيع " فإني والله صاحبة النساء وما أنا بصاحبة الرجال ، وأما قوله : " يا قردع " فإني المخربة بيت زوجي وما ابقي عليه فقال لها : ويحك ما علمه بهذا ؟ أتراه ساحرا أو كاهنا أو مخدوما أخبرك بما فيك ؟ وهذا علم كبير ، فقالت له : بئس ما قلت له يا عبدالله ، ليس هو بساحر ولا كاهن ولا مخدوم ، ولكنه من أهل بيت النبوة وهو وصي رسول الله ووارثه ، وهو يخبر الناس بما ألقى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ولكنه حجة الله على هذا الخلق بعد نبينا . قال : وأقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : يا عمرو بما استحللت أن ترميني بمارميتني به ؟ قال : أما والله لقد كانت المرأة أحسن قولا في منك ، ولاقفن أنا وأنت من الله موقفا ، فانظر كيف تخلص من الله ، فقال : يا أمير المؤمنين أنا تائب إلى الله وإليك مما كان ، فاغفر لي غفر الله لك ، فقال : لا والله لا أغفر لك هذا الذنب أبدا حتى أقف أنا وأنت بين يدي من لا يظلمك شيئا بيان : قد أوردنا مثله في باب أنهم المتوسمون ، وباب علمه عليه السلام ، ولم أر السلفع والسلسع والمهيع والقردع بتلك المعاني التي وردت في هذه الاخبار ، بل بعضها لم يرد بمعنى اصلا ، ولعلها كانت من لغاتهم المولدة ، ويحتمل تصحيف الرواة أيضا ، وفي رواية الرواندي في الخرائج " السلقلق " مكان " السلفع " وفي القاموس : السلقان : التي تحيض من دبرها .
16 - ختص ، ير : أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن غير واحد منهم بكار بن كردم وعيسى بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعناه وهو يقول : جاءت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو على المنبر وقد قتل أباها وأخاها ، فقالت : هذا قاتل الاحبة فنظر إليها فقال لها : يا سلفع يا جريئة يا بذية يا مذكرة ، يا التي لا تحيض كما تحيض النساء ، يا التي على هنها شئ بين مدلى قال : فمضت وتبعها عمرو بن حريث لعنه الله - وكان عثمانيا - فقال لها : أيتها المرأة ما يزال يسمعنا ابن أبي طالب العجائب فما ندري حقها من باطلها ، وهذه داري فادخلي فإن لي امهات أولاد حتى ينظرن حقا أم باطلا ، وأهب لك شيئا ، قال : فدخلت ، فأمر امهات أولاده فنظرن ، فإذا شئ على ركبها مدلى ، فقالت : ياويلها اطلع منها علي بن أبي طالب عليه السلام على شئ لم يطلع عليه إلا امي أو قابلتي ، قال : فوهب لها عمرو بن حريث لعنه الله شيئا .
يج : عنه عليه السلام مثله .
أقول : رواه ابن أبي الحديد من كتاب الغارات عن محمد بن جبلة الخياط عن عكرمة عن يزيد الاحمسي ، وفيه " يا سلقلق ويا جلعة " ثم قال ابن أبي الحديد : السلقلق : السليط ، وأصله من السلق ، وهو الذئب . والجلعة : البذية اللسان . والركب : منبت العانة .
17 - ختص ، ير : عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن سعد الخفاف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : بينا أمير المؤمنين يوما جالس في المسجد وأصحابه حوله فأتاه رجل من شيعته ، فقال : يا أمير المؤمنين إن الله يعلم أني أدينه بحبك في السر كما أدينه بحبك في العلانية ، وأتولاك في السر كما أتولاك في العلانية فقال أمير المؤمنين عليه السلام : صدقت أما فاتخذ للفقر جلبابا فإن الفقر أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي ، قال : فولى الرجل وهو يبكي فرحا لقول أمير المؤمنين عليه السلام " صدقت . قال رجل من الخوارج يحدث صاحبا له قريبا من أمير المؤمنين عليه السلام فقال أحدهما لصاحبه : تالله إن رأيت كاليوم قط ، إنه أتاه رجل فقال له : صدقت ، فقال له الآخر : أنا ما أنكرت من ذلك ، لم يحد بدا من أن إذا قيل له : " احبك " أن يقول له : " صدقت " تعلم أني أنا احبه قال : لا ، قال : فأنا أقوم فأقول له مثل مقالة الرجل فيرد علي مثل مارد عليه ، قال : فقام الرجل فقال له مثل مقالة الاول ، فنظر إلى مليا ثم قال له : كذبت لا والله ما تحبني ولا احبك ، قال : فبكى الخارجي فقال : يا أمير المؤمنين لتستقبلني بهذا ولقد علم الله خلافه ، ابسط يديك ابايعك ، قال : على ماذا ؟ قال : على ماعمل أبوبكر وعمر ! قال : فمد يده وقال له : اصفق لعن الله الاثنين ، والله لكأني بك قد قتلت على ضلال ووطئت وجهك دواب العراق ، فلا تغرنك قوتك ، قال : فلم يلبث أن خرج عليه أهل النهروان وخرج الرجل معهم فقتل .
18 - يج : روي عن أبي جعفر عن أبيه عليهما السلام قال : مر علي عليه السلام بكربلاء فقال لمامر به أصحابه وقد اغرورقت عيناه يبكي ويقول : هذا مناخ ركابهم ، وهذا ملقى رحالهم ، ههنا مراق دمائهم ، طوبى لك من تربة عليها تراق دماء الاحبة . وقال الباقر عليه السلام : خرج علي يسير بالناس حتى إذا كان بكربلاء على ميلين أو ميل تقدم بين أيديهم حتى طاف بمكان يقال لها المقدفان ، فقال : قتل فيها مائتا نبي ومائتا سبط كلهم شهداء ، ومناخ ركاب ومصارع عشاق شهداء ، لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من بعدهم .
19 - يج : روي عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : جمع أمير المؤمنين عليه السلام بنيه - وهم اثنا عشر ذكرا - فقال لهم : إن الله أحب أن يجعل في سنة من يعقوب إذ جمع بنيه - وهم اثنا عشر ذكرا - فقال لهم : إني اوصي إلى يوسف فاسمعواله وأطيعوا ، وأنا اوصي إلى الحسن والحسين فاسمعوا لهما وأطيعوا ، فقال له عبدالله ابنه ، دون محمد بن علي ؟ - يعني محمد بن الحنفية - فقال له : أجرأة علي في حياتي ؟ كأني بك قد وجدت مذبوحا في فسطاطك لا يدرى من قتلك ، فلما كان في زمان المختار أتاه فقال : لست هناك ، فعضب فذهب إلى مصعب بن الزبير وهو بالبصرة فقال : ولني قتال أهل الكوفة ، فكان على مقدمة مصعب ، فالتقوا بحروراء ، فلما حجر الليل بينهم أصبحوا وقد وجدوه مذبوحا في فسطاطه لا يدرى من قتله .
20 - يج : روي عن عبدالحميد الاودي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن جبير الخابور كان صاحب بيت مال معاوية وكانت له ام عجوز بالكوفة كبيرة ، فقال لمعاوية : إن لي اما بالكوفة عجزوا اشتقت إليها ، فائذن لي حتى آتيها فأقضي من حقها علي ، فقال معاوية : ما تصنع بالكوفة فإن فيها رجلا ساحرا كاهنا يقال له علي بن أبي طالب ، وما آمن أن يفتنك ، فقال جبير : مالي ولعلي وإنما آتي امي وأزورها وأقضي من حقها ما يجب علي ، فقال معاوية : ما تصنع بالكوفة ؟ فأذن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
الشيخ عودة
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 1748
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
العمر : 73

 غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Empty
مُساهمةموضوع: رد: غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل    غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Emptyالثلاثاء ديسمبر 24, 2013 4:30 am

ما أظهرت من الطلب والاسترشاد فاريت في منامك مقامي ، وحدثت فيه بكلامي ، وحذرت فيه من خلافي ، وامرت فيه باتباعي ، قال : صدقت والله وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأنك وصي رسول الله وأحق الناس بمقامه ، وأسلم الذين كانوا معه . فقال عمر : الحمدلله الذي هداك أيها الرجل ، غير أنه يجب أن تعلم أن علم النبوة في أهل بيت صاحبها والامر من بعده لمن خاطبته أولا برضى الامة ! قال : قد عرفت ما قلت وأنا على يقين من أمري . الاصبغ بن نباتة قال : أتى رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقال : إني احبك في السر كما احبك في العلانية قال : فنكت أمير المؤمنين بعود كان في يده في الارض ساعة ثم رفع رأسه فقال : كذبت والله ، ثم أتاه رجل آخر فقال : إني احبك فنكت بعود في الارض طويلا ثم رفع رأسه فقال : صدقت ، إن طينتنا طينة مرحومة أخذ الله ميثاقها يوم أخذ الميثاق ، فلا يشذ منها شاذ ولا يدخل فيها داخل إلى يوم القيامة . عبدالله بن أبي رافع قال : حضرت أمير المؤمنين عليه السلام وقد وجه أبا موسى الاشعري فقال له : احكم بكتاب الله ولا تجاوزه ، فلما أدبر قال : كأني به وقد خدع ، قلت : يا أمير المؤمنين فلم توجهه وأنت تعلم أنه مخدوع ؟ فقال يا بني : لو عمل الله في خلقه بعلمه ما احتج عليهم بالرسل . مسند العشرة عن أحمد بن حنبل أنه قال إبو الوضى غياثا : كنا عامدين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب عليه السلام فلما بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث من حروراء شذ منا اناس كثيرة ، فذكرنا ذلك لامير المؤمنين عليه السلام فقال : لا يهولنكم أمرهم فإنهم سيرجعون ، فكان كما قال عليه السلام . وقال عليه السلام لطلحة والزبير وقد استأذناه في الخروج إلى العمرة : والله ما تريدان العمرة وإنما تريدان البصرة ، وفي رواية : إنما تريدان الفتنة . وقال عليه السلام : لقد دخلا بوجه فاجر وخرحا بوجه غادر ، ولا ألقاهما إلا في كتيبة ، وأخلق بهما أن يقتلا . وفي رواية أبي الهيثم بن التيهان وعبدالله بن [ أبي ] رافع : ولقد انبئت بأمر كما واريت مصارعكما ، فانطلقا ، وهو يقول وهما يسمعان : " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه " . وقالت صفية بنت الحارث الثقفية زوجة عبدالله بن خلف الخزاعي لعلي عليه السلام يوم الجمل بعد الوقعة : يا قاتل الاحبة يا مفرق الجماعة ، فقال عليه السلام : إني لا ألومك أن تبغضيني يا صفية ، وقد قتلت جدك يوم بدر وعمك يوم احد وزوجك الآن ، ولو كنت قاتل الاحبة لقلت من في هذه البيوت ، ففتش فكان فيها مروان وعبدالله بن الزبير . الاعمش بروايته عن رجل من همدان قال : كنا مع علي عليه السلام بصفين ، فهزم أهل الشام ميمنة العراق ، فهتف بهم الاشتر ليتراجعوا ، فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يقول لاهل الشام : يا أبا مسلم خذهم - ثلاث مرات - فقال الاشتر - أو ليس أبومسلم معهم ؟ قال : لست اريد الخولاني وإنما اريد رجلا يخرج في آخر الزمان من المشرق ويهلك الله به أهل الشام ، ويسلب عن بني امية ملكهم وفي تاريخ بغداد أنه قال المفيد أبوبكر الجرجاني أنه قال : ولد أبوالدنيا في أيام أبي بكر ، وأنه قال : إني خرجت مع أبي إلى لقاء أمير المؤمنين عليه السلام فلما صرنا قريبا من الكوفة عطشنا عطشا شديدا ، فقلت لوالدي : اجلس حتى أرودلك الصحراء فلعلي أقدر على ماء ، فقصدت إليه فإذا أنا ببئر شبه الركية أو الوادي ، فاغتسلت منه وشربت منه حتى رويت ، ثم جئت إلى أبي فقلت : قم فقد فرج الله عنا وهذه عين ماء قريب منا ، ومضينا فلم نر شيئا ، فلم يزل يضطرب حتى مات ، ودفنته وجئت إلى أميرالمؤمنين عليه السلام وهو خارج إلى صفين ، وقد اخرج له البلغة ، فجئت وأمسكت به بالركاب ، والتفت إلي فانكببت اقبل الركاب فشجت في وجهي شجة - قال أبوبكر المفيد : ورأيت الشجة في وجهه واضحة - ثم سألني عن خبري فأخبرته بقصتي ، فقال : عين لم يشرب منها أحد إلا وعمر عمرا طويلا ، فابشر فإنك ستعمر ، وسماني بالمعمر ، وهو الذي يدعى بالاشج . وذكر الخطيب أنه قدم بغداد في سنة ثلاثمائة بها وكان معه شيوخ من بلده وسألوا عنه فقالوا : هو مشهور عندنا بطول العمر ، وقد بلغني أنه مات في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ونحو ذلك ذكر شيخنا في الامالي وفاته . وقال له عليه السلام حذيفة بن اليمان في زمن عثمان : إني والله ما فهمت قولك ولا عرفت تأويله حتى بلغت ليلتي أتذكر ما قلت لي بالحرة وإني مقبل " كيف أنت يا حذيفة إذا ظلمت العيون العين " ؟ والنبي صلى الله عليه وآله بين أظهرنا ولم أعرف تأويل كلامك إلا البارحة ، رأيت عتيقا ثم عمر تقدما عليك ، وأول اسمهما عين فقال يا حذيفة : نسيت عبدالرحمن حيث مال بها إلى عثمان . وفي رواية : وسيضم إليهم عمرو بن العاص مع معاوية بن آكلة الاكباد ، فهؤلاء العيون المجتمعة على ظلمي . وروى زيد وصعصعة ابنا صوحان والبراء بن سبرة والاصبغ بن نباتة وجابر ابن شرجيل ومحمود بن الكواء أنه ذكر بدير الديلم من أرض فارس لاسقف قد أتت عليه عشرون ومائة سنة أن رجلا قد فسر الناقوس - يعنون عليا عليه السلام - فقال : سيروابي إليه فإني أجده أنزعا بطينا ، فلما وافى أمير المؤمنين عليه السلام : قال : قد عرفت صفته في الانجيل ، وأنا أشهد أنه وصي ابن عمه ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : جئت لتؤمن أزيدك رغبة في إيمانك ؟ قال : نعم ، قال عليه السلام : انزع مدرعتك فاري أصحابك الشامة التي بين كتفيك ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، و شهق شهقة فمات ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : عاش في الاسلام قليلا ونعم في جوار الله كثيرا . ابن عباس أنه قال عليه السلام يوم الجمل : لنظهرن على هذه الفرقة ، ولنقتلن هذين الرجلين - وفي رواية : لنفتحن البصرة - وليأتينكم اليوم من الكوفة ثمانية آلاف رجل وبضع وثلاثون رجلا ، فكان كما قال عليه السلام ، وفي رواية : ستة آلاف وخمسة وستون . أصحاب السير عن جندب بن عبدالله الازدي : لما نزل أمير المؤمنين عليه السلام النهروان فانتهينا إلى عسكر القوم ، فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن وفيهم أصحاب البرانس ، فلما أن رأيتهم دخلني من ذلك ، فتنحيت وقمت اصلي وأنا أقول : اللهم إن كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فآذن فيه ، وإن كان ذلك معصية فأرني ذلك ، فأنا في ذلك إذ أقبل علي عليه السلام فلما حاذاني قال : نعوذ بالله يا جندب من الشك ، ثم نزل يصلي إذ جاءه فارس فقال : يا أمير المؤمنين قد عبر القوم وقطعوا اكلا ما لنهر ، فقال عليه السلام : كلا ما عبروا ، فجاء آخر فقال : قد عبر القوم ، فقال : فعلوا ، قال : والله ما جئت حتى رأيت الرايات في ذلك الجانب والاثقال ، فقال عليه السلام : والله ما فعلوا ، وإنه لمصرعهم ومهراق دمائهم - وفي رواية : لا يبلغون إلى قصر بورى بنت كسرى - فدفعنا إلى الصفوف فوجدنا الرايات والاثقال كما هي ، قال : فأخذ بقفاي ودفعني ثم قال : يا أخا الازد ما تبين لك الامر ؟ فقلت : أجل يا أمير المؤمنين . الاصبغ بن نباتة قال : كان أمير المؤمنين إذا وقف الرجل بين يديه قال : يا فلان استعد وأعد لنفسك ما تريد ، فإنك تمرض في يوم كذا وكذا في شهر كذا و كذا في ساعة كذا وكذا ، فيكون كما قال . وكان عليه السلام قد علم رشيد الهجري من ذلك ، فكانوا يلقبونه رشيد البلايا . وأخبر عليه السلام عن قتل الحسين عليه السلام . فضل بن الزبير عن أبي الحكم عن مشيخته أن أمير المؤمنين عليه السلام قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، قال رجل : أخبرني كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر ، قال عليه السلام : إن على كل طاقة في رأسك ملك يلعنك ، وعلى كل طاقة من لحيتك شيطان يستفزك ، وإن في بيتك لسخلا يقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وآية ذلك مصداق ما خبرتك به ، ولولا أن الذي سألت يعسر برهانه لاخبرتك به ، وكان ابنه عمر يومئذ جابيا ، وكان قتل الحسين عليه السلام على يده . ومستفيض في أهل العلم عن الاعمش وابن محبوب عن الثمالي والسبيعي كلهم عن سويد بن غفلة وقد ذكره أبوالفرج الاصفهاني في أخبار الحسن أنه قيل لامير المؤمنين عليه السلام عن خالد بن عرفطة : قد مات ، فقال عليه السلام : إنه لم يمت ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة ، صاحب لوائه حبيب بن جماز ، فقام رجل من تحت المنبر فقال : يا أمير المؤمنين والله إني لك شيعة ، وإني لك لمحب ، وأنا حبيب بن جماز ، قال : إياك أن تحملها ، ولتحملنها فتدخل بها من هذا الباب - وأومأ بيده إلى باب الفيل - فلما كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان توجه عمر بن سعد بن أبي وقاص إلى قتاله ، وكان خالد بن عرفطة على مقدمته وحبيب بن جماز صاحب رايته فسار بها حتى دخل المسجد من باب الفيل . أبوحفص عمر بن محمد الزيات في خبر أن أمير المؤمنين عليه السلام قال للمسيب بن نجية : يأتيكم راكب الدغيلة يشد حقوها بوضينها ، لم يقض تفثا من حج ولا عمرة فيقتلوه ، يريد بذلك الحسين عليه السلام .
قب : وقال عليه السلام يخاطب أهل الكوفة : كيف أنتم إذا نزل بكم ذرية نبيكم فعمدتم إليه فقتلتموه ؟ قالوا : معاذ الله لئن أتانا الله في ذلك لنبلون عذرا فقال عليه السلام : هم أوردوه في الغرور وغررا * أرادوا نجاة لا نجاة ولا عذر إسماعيل بن صبيح عن يحيى بن مساور العابد عن إسماعيل بن زياد قال : إن عليا عليه السلام قال للبراء بن عازب : يا براء يقتل ابني الحسين عليه السلام وأنت حي لا تنصره فلما قتل الحسين عليه السلام كان البراء يقول : صدق والله أمير المؤمنين عليه السلام وجعل يتلهف .
مسند الموصلي روى عبدالله بن يحيى عن أبيه أن أمير المؤمنين عليه السلام لما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى : اصبر أبا عبدالله بشط الفرات ، فقلت : وماذا ؟ فذكر مصرع الحسين عليه السلام بالطف . جويرية بن مسهر العبدي : لما دخل علي عليه السلام إلى صفين وقف بطفوف كربلاء ونظر يمينا وشمالا واستعبر ، ثم قال : والله ينزلون ههنا ، فلم يعرفوا تأويله إلا وقت قتل الحسين عليه السلام .
الشافي في الانساب : قال بعض أصحابه : فطلبت ما اعلم به الموضع فما وجدت غير عظم جمل قال فرميته في الموضع ، فلما قتل الحسين عليه السلام وجدت العظم في مصارع أصحابه .
وأخبر عليه السلام بقتل نفسه ، روى الشاذكوني عن حماد ، عن يحيى ، عن ابن عتيق ، عن ابن سيرين قال : إن كان أحد عرف أجله فعلي بن أبي طالب عليه السلام .
الصادق عليه السلام : إن عليا عليه السلام أمر أن يكتب له من يدخل الكوفة ، فكتب له اناس ورفعت أسماؤهم في صحيفة ، فقرأها فلما مر على اسم ابن ملجم وضع إصبعه على اسمه ثم قال : قاتلك الله قاتلك الله ، ولما قيل له ، فإذا علمت أنه يقتلك فلم لا تقتله ؟ فيقول : إن الله تعالى لايعذب العبد حتى يقع منه المعصية ، وتارة يقول : فمن يقتلني ؟ .
الاصبغ بن نباتة أنه خطب عليه السلام في الشهر الذي قتل فيه فقال : أتاكم شهر رمضان وهو سيد الشهور وأول السنة ، وفيه تدور رحى الشيطان ، ألا وإنكم حاجو العام صفا واحدا ، وآية ذلك أني لست فيكم .
الصفواني في الاحن والمحن قال الاصبغ : سمعت عليا عليه السلام قبل أن يقتل بجمعة يقول : ألا من كان ههنا من بني عبدالمطلب فليدن مني ، لا تقتلوا غير قاتلي ألا لا ألفينكم غدا تحيطون الناس بأسيافكم تقولون : قتل أمير المؤمنين .
عثمان بن المغيرة أنه لما دخل شهر رمضان كان عليه السلام يتعشى ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبدالله بن عباس - والاصح عند عبدالله بن جعفر فكان لا يزيد على ثلاث لقم ، فقيل له في ذلك فقال : يأتيني أمر ربي وأنا خميص إنما هي ليلة أو ليلتان فاصيب في تلك الليلة .
وكذلك أخبر عليه السلام بقتل جماعة منهم حجر بن عدي ورشيد الهجري و كميل بن زياد وميثم التمار ومحمد بن أكتم وخالد بن مسعود وحبيب بن المظاهر و جويرية وعمرو بن الحمق وقنبر ومزرع وغيرهم ، ووصف قاتليهم وكيفية قتلهم على ما يجئ بيانه إن شاء الله .


عبدالعزيز وصهيب بن أبي العالية قال : حدثني مزرع بن عبدالله قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : أم والله ليقبلن جيش حتى إذا كان بالبيداء خسف بهم ، فقلت : هذا غيب ، قال : والله ليكونن ما خبرني به أمير المؤمنين وليؤخذن رجل فليقتلن وليصلبن بين شرفتين من شرف هذا المسجد ، فقلت : هذا ثاني ، قال : حدثني الثقة المأمون علي بن أبي طالب عليه السلام : قال أبوالعالية : فما أنت علينا جمعة حتى اخذ مزرع وصلب بين الشرفتين .
المعرفة والتاريخ عن النسوي قال رزين الفافقي : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : يا أهل العراق سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء ، مثلهم كمثل أصحاب الاخدود ، فقتل حجر وأصحابه .
بيان : عذراء : موضع على بريد من دمشق ، أو قرية بالشام ، ذكره الفيروز آبادي .
41 - قب : وذكر عليه السلام من بعده الفتن ، خطب عليه السلام بالكوفة لما رأى عجزهم فقال : مع أي إمام بعدي تقاتلون ؟ وأي دار بعد داركم تمنعون ؟ أما إنكم ستلقون بعدي ذلا شاملا وسيفا قاطعا وأثره قبيحة ، يتخذها الظالمون عليكم سنة . وقال لاهل الكوفة : أما إنه سيظهر عليكم رجل رحب البلعوم مندحق البطن ، يأكل ما يجد ويطلب مالا يجيد ، فاقتلوه ولن تقتلوه ، ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني ، فأما السب فسبوني وأما البراءة مني فلا تتبرؤوا مني فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الاسلام والهجرة - يعني معاوية - .
وقال عليه السلام لاهل البصرة : إن كنت قد أديت لكم الامانة ونصحت لكم بالغيب واتهمتموني فكذبتموني فسلط الله عليكم فتى ثقيف ، قالوا : ومافتى ثقيف ؟ قال رجل لا يدع لله حرمة إلا انتهكها - يعني الحجاج - .
وأخبر عليه السلام بخروج الترك والزنج ، رواه الرضي في نهج البلاغة . وذكر محمود في الفائق قوله عليه السلام : إن من ورائكم امورا متماحلة ردحا وبلاء مبلحا .
بيان : قال الجزري في النهاية : في حديث علي عليه السلام : " إن من ورائكم فتنا وبلاء مكلحا مبلحا " أي معييا . قال : ومنه حديث علي عليه السلام : " إن من ورائكم امورا متماحلة ردحا " المتماحلة : المتطاولة ، والردح : الثقيلة العظيمة واحدها راح يعني الفتن .
42 - قب : وذكر عليه السلام في خطبته اللؤلوئية : ألا وإني ظاعن عن قريب ، و منطلق للمغيب ، فاراهبوا الفتن الاموية ، والمملكة الكسروية . ومنها : فكم من ملاحم وبلاء متراكم تقتل مملكة بني العباس بالروح واليأس ، وتبنى لهم مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل ، ثم وصفها ثم قال فتوالت فيها ملوك بني شيصبان أربعة وعشرون ملكا على عدد سني الكديد ، فأولهم السفاح والمقلاص والجموح والمجروح - وفي رواية المخدوع - والمظفر والمؤنث والنظار والكبش و المتهور والمستظلم والمستصعب - وفي رواية المستضعف - والعلام والمختطف و الغلام الزوايدي والمترف والكديد والاكدر - وفي رواية : والاكتب - و الاكلب والمشرف والوشيم والصلام والعثون - وفي رواية : والركاز - والعينوق ، ثم الفتنة الحمراء والقلادة الغبراء ، في عقبها قائم الحق . وقوله عليه السلام في الخطبة الغراء : ويل لاهل الارض إذا دعي على منابرهم باسم الملتجي والمستكفي ، ولم يعرف الملتجي في ألقابهم ، ولكن لما بينا صفتهم وجدنا الملقب بالمتقي الذي التجأ إلى بني حمدان ، ثم يذكر الرجل من ربيعة الذي قال : في أول اسمه سين وميم ، ويعقب برجل في اسمه دال وقاف . ثم يذكر صفته وصفة ملكه .
وقوله عليه السلام : وإن منهم الغلام الاصفر الساقين اسمه أحمد . وقوله عليه السلام : و ينادي منادي الجرحى على القتلى ، ودفن الرجال ، وغلبة الهند على السند ، وغلبة القفص على السعير ، وغلبة القبط على أطراف مصر ، وغلبة اندلس على أطراف إفريقية ، وغلبة الحبشة على اليمن ، وغلبة الترك على خراسان ، وغلبة الروم على الشام ، وغلبة أهل أرمينية على أرمينية ، وصرخ الصارخ بالعراق : هتك الحجاب وافتضت العذراء وظهر علم اللعين الدجال ، ثم ذكر خروج القائم عليه السلام .
بيان : قال الفيروز آبادي : قفصة : بلد بطرف إفريقية ، وموضع بديار العرب ، والقفص بالضم : جبل بكرمان وقرية بين بغداد وعكبراء والسعير لعله اسم موضع لم يذكر في اللغة ، أو هو تصحيف السعد موضع قرب المدينة وجبل بالحجاز وبلد يعمل فيه الدروع ، وبالضم موضع قرب اليمامة وجبل . والسغد بالغين المعجمة موضع معروف بسمرقند .
43 - قب : وذكر في خطبته الاقاليم فوصف ما يجري في كل إقليم ، ثم وصف ما يجري بعد كل عشر سنين من موت النبي صلى الله عليه وآله إلى تمام ثلاثمائة وعشر سنين ، من فتح قسطنطينية والصقالبة والاندلس والحبشة والنوبة والترك والكرك ومل وحسل وتاويل وتاريس والصين وأقاصي مدن الدنيا .
الحسلات محركة : هضبات بديار الضباب ، ويقال : حسلة وحسيلة . وتاويل وتاريس غير معروفين .
44 - قب : وقوله عليه السلام في الخطبة القصية من قوله : العجب كل العجب بين الجمادى ورجب . وقوله : وأي عجب أعجب من أموات يضربون هامات الاحياء . وقوله عليه السلام في خطبة الملاحم المعروفة بالزهراء : وإن من السنين سنون جواذع ، تجذع فيها ألف غطارفة وهراقلة ، يقتل فيها رجال وتسبى فيها نساء ، ويسلب فيها قوم أموالهم وأديانهم ، وتخرب وتحرق دورهم وقصورهم ، وتملك عليهم عبيدهم و أراذلهم وأبناء إمائهم ، يذهب فيها ملك ملوك الظلمة والقضاة الخونة . ثم قال بعد كلام : تلك سنون عشر كوامل . ثم قوله : إن ملك ولد العباس من خراسان يقبل ومن خراسان يذهب .
وقوله عليه السلام في المعتصم : يدعى له على المنابر بالميم والعين والصاد ، فذلك رجل صاحب فتوح ونصر وظفر ، وهو الذي تخفق راياته بأرض الروم ، وسيفتح الحصينة من مدنها ، يعلو العقاب الخشن من عقابها بعقب هارون وجعفر ، ويتخذ المؤتكفة بيتا ودارا ، يبطل العرب وتتخذ العجم الترك أولياء ووزراء .
وقوله عليه السلام : ويبطل حدود ما أنزل الله في كتابه عليه نبيه محمد صلى الله عليه وآله ويقال : رأى فلان وزعم فلان - يعني أبا حنيفة والشافعي وغيرهما - ويتخذ الآراء والقياس ، وينبذ الآثار والقرآن وراء الظهور ، فعند ذلك تشرب الخمور وتسمى بغير اسمها ويضرب عليها بالعرطبة والكوبة والقينات والمعارف ، وتتخذ آنية الذهب والفضة .
وقوله عليه السلام : يشيدون القصور والدور ، ويلبس الديباج والحرير ، و تسفر الغلمان فيشنفونهم ويقرطقونهم ويمنطقونهم .
45 - قب : وقوله عليه السلام : فيأخذ الروم ما اخذ منها وتزداد - يعني الساحل ونحوها - تأخذ الترك ما اخذ منها - يعني كاشقر وماوراء النهر - ويأخذ القفص ما اخذ منها - يعني تفليس ونحوها - ويأخذ القلقل ما اخذ منها ، ثم يورد فيها من العجائب ويسمى مدينة ، ويلغز ببعض ويصرح ببعض حتى يقول : الويل لاهل البصرة إذا كان كذا وكذا ، الويل لاهل الجبال إذا كان كذا وكذا ، و الويل لاهل الدينور ، والويل لاهل إصفهان من جالوت عبدالله الحجام ، و الويل لاهل العراق ، الويل لاهل الشام ، الويل لاهل مصر ، الويل لاهل فلانة .
ثم يقول : من فراعنة الجبال فلان ، فإذا ألغز قال : في اسمه حرف كذا حتى ذكر العساكر التي تقتل بين حلوان والدينور ، والعساكر التي تقتل بين أبهر وزنجان ويذكر الثائر من الديلم وطبرستان . وروى ابن الاحنف عن ملوك بني امية فسماهم خمسة عشر .
ومن خطبة له عليه السلام : ويل هذه الامة من رجالهم الشجرة الملعونة التي ذكرها ربكم تعالى ، أولهم خضراء وآخرهم هزماء ، ثم يلي بعدهم أمر امة محمد رجال أولهم أرأفهم ، وثانيهم أفتكهم ، وخامسهم كبشهم . وسابعهم أعلمهم ، وعاشرهم أكفرهم يقتله أخصهم به ، وخامس عشرهم كثير العناء قليل الغناء ، سادس عشرهم أقضاهم للذمم وأوصلهم للرحم ، كأني أرى ثامن عشرهم تفحص رجلاه في دمه بعد أن يأخذ جنده بكظمه ، من ولده ثلاث رجلا ، سيرتهم سيرة الضلال ، الثاني والعشرون منهم الشيخ الهرم ، تطول أعوامه وتوافق الرعية أيامه ، السادس والعشرون منهم يشرد الملك منه شرود النقنق ، ويعضده الهزرة المتفيهق ، لكأني أراه على جسر الزوراء قتيلا " ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد " .
ومنها : سيخرب العراق بين رجلين يكثر بينهما الجريح والقتيل - يعني طرليك والدويلم - لكأني اشاهد به دماء ذوات الفروج بدماء أصحاب السروج ويل لاهل الزوراء من بني قنطورة .
ومنها : لكأني أرى منبت الشيح على ظاهر الحضة ، قد وقعت به وقعتان يخسر فيها الفريقان - يعني وقعة الموصل - حتى سمي باب الاذان ، و ويل للطين من ملابسة الاشراك ، وويل للعرب من مخالطة الاتراك ، ويل لامة محمد إذا لم تحمل أهلا البلدان ، وعبر بنو قنطورة نهر جيحان ، وشربوا ماء دجلة ، هموا بقصد البصرة والايلة ، وأيم الله لتعرفن بلدتكم حتى كأني أنظر إلى جامعها كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة .
بيان : قوله عليه السلام " أولهم خضراء " لما شبهوا في القرآن الكريم بالشجرة الملعونة شبههم أمير المؤمنين عليه السلام في بدو أمرهم لقوة ملكهم وطرواة عيشهم بالشجرة الخضراء ، وفي أواخر دولتهم لكونهم بعكس ذلك بالشجرة الهزماء من قولهم : " تهزمت العصا " أي تشققت ، والقربة : يبست وتكسرت ، أو من الهزيمة . و أما بنو العباس فلا يخفى على من راجع التواريخ أن أولهم - وهو السفاح - كان أرأفهم ، وأن ثانيهم - وهو المنصور - كان أفتكهم أي أجرأهم وأشجعهم وأكثرهم قتلا للناس خدعة وغدار وأن خامسهم - وهو الرشيد - كان كبشهم إذ لم يستقر ملك أحد منهم كاستقرار ملكه ، وأن سابعهم - وهو المأمون - كان أعلمهم ، واشتهار وفور علمه من بينهم يغني عن البيان ، وأن عاشرهم - وهو المتوكل - أكفرهم بل أكفر الناس [ كلهم ] اجمعين ، لشدة نصبه وإيذائه لاهل البيت عليهم السلام وشيعتهم وسائر الخلق ، وإن من قتله كان من غلمانه الخاصة ، وخامس عشرهم المعتمد على الله أحمد بن المتوكل ، وهو وإن كان زمان خلافته ثلاثا وعشرين سنة لكن كان في أكثر زمانه مشتغلا بحرب صاحب الزنج وغيره ، فذا وصفه عليه السلام بكثرة العناء وقلة الغناء . وسادس عشرهم المعتضد بالله ، رأى في النوم رجلا أتى دجلة فمد يده إليها فاجتمع جميع مائها فيها ، ثم فتح كفه ففاض الماء ، فسأل المعتضد أتعرفني ؟ قال : لا ، قال : أنا علي بن أبي طالب ، فإذا جلست على سرير الخلافة فأحسن إلى أولادي فلما وصلت إليه الخلافة أحب العلويين وأحسن إليهم ، فلذا وصفه عليه السلام بقضاء العهد وصلة الرحم ، وثامن عشرهم هو جعفر الملقب بالمقتدر بالله ، وخرج مونس الخادم من جملة عسكره وأتى الموصل واستولى عليه ، وجمع عسكرا ورجع وحارب المقتدر في بغداد وانهزم عسكر المقتدر ، وقتل هو في المعركة ، واستولى على الخلافة من بعده ثلاثة من أولاده : الراضي بالله محمد بن المقتدر ، والمتقي بالله إبراهيم بن المقتدر ، والمطيع لله فضل بن المقتدر . وأما الثاني والعشرون منهم فهو المكتفي بالله عبدالله ، وادعى الخلافة بعد مضي إحدى وأربعين من عمره في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، واستولى أحمد بن بويه في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة على بغداد ، وأخذ المكتفي وسمل عينه ، و توفي في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، ويقال : إنه كان أيام خلافته سنة وأربعة أشهر ، ويحتمل أن يكون من خطاء المؤرخين أورواة الحديث ، بأن يكون في الاصل الخامس والعشرون أو السادس والعشرون ، فالاول هو القادر بالله أحمد بن إسحاق وقد عمر ستا وثمانين سنة ، وكانت مدة خلافته إحدى وأربعين سنة ، والثاني القائم بأمر الله كان عمره ستا وسبعين سنة وخلافته أربعا وأربعين سنة وثمانية أشهر ، ويحتمل أن يكون عليه السلام إنما عبر عن القائم بأمر الله بالثاني والعشرين ، لعدم اعتداده بخلافة القاهر بالله والراضي بالله والمقتدر بالله والمكتفي بالله ، لعدم استقلالهم وقلة أيام خلافتهم ، فعلى هذا يكون السادس والعشرون الراشد بالله ، فإنه هرب في حماية عماد الدين الزنجي ، ثم قتله بعض الفدائيين ، لكن فيه أنه قتل في إصفهان ويحتمل أن يكون المراد بالسادس والعشرين المستعصم ، فإنه قتل كذلك وهو آخرهم ، وإنما عبر عنه كذلك مع كونه السابع والثلاثين منهم لكون السادس و العشرين من عظمائهم ، لعدم استقلال كثير منهم وكونهم مغلوبين للملوك والاتراك ويحتمل أيضا أن يكون المراد السادس والعشرون من العباس وأولاده ، فإنهم اختلفوا في أنه هل هو الرابع والعشرون من أولاد العباس أو الخامس والعشرون منهم ، وعلى الاخير يكون بانضمام العباس السادس والعشرون ، وعلى الاخيرين يكون مكان " يعضده " يقصده " .
حذيفة : " يوشك بنو قنطوراء أن يخرجوا أهل العرق من عراقهم - ويروى أهل البصرة منها - كأني بهم خنس الانوف خزر العيون عراض الوجوه " قيل : إن قنطوراء كانت جارية لابراهيم الخليل عليه السلام ولدت له أولادا منهم الترك والصين ، و منه حديث عمرو بن العاص " يوشك بنو قنطوراء أن يخرجوكم من أرض البصرة " و حديث أبي بكرة " إذا كان آخر الزمان جاء بنو قنطوراء " .
6 - قب : وأخبر عليه السلام عن خراب البلدان ، روى قتادة عن سعيد بن المسيب أنه سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله تعالى : " وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها " فقال عليه السلام في خبر طويل انتخبنا منه : تخرب سمرقند وخاخ وخوارزم وإصفهان والكوفة من الترك ، وهمدان والري والديلم والطبرية والمدينة وفارس بالقحط والجوع ، ومكة من الحبشة ، والبصرة والبلخ بالغرق ، والسند من الهند والهند من تبت ، وتبت من الصين ، ويذشجان وصاغاني وكرمان وبعض الشام بسنابك الخيل والقتل ، واليمن من الجراد ، و السلطان وسجستان وبعض الشام بالريح ، وشامان بالطاعون ، ومرو بالرمل وهرات بالحيات ، ونيسابور من قبل انقطاع النيل ، وآذربيجان بسنابك الخيل والصواعق ، وبخارا بالغرق والجوع ، وحلم وبغداد يصير عاليها سافلها .
.47 - قب : وقيل للباقر عليه السلام : قد رضي أبوك إمامهما لما استحل من سبيهما ؟ فأشار عليه السلام إلى جابر الانصاري ، فقال جابر : رأيت الحنفية عدلت إلى تربة رسول الله صلى الله عليه وآله فرنت وزفرت ثم نادت : السلام عليك يا رسول الله وعلى أهل بيتك من بعدك ، هذه امتك سبتناسبي الكفار وما كان لنا ذنب إلا الميل إلى أهل بيتك ، ثم قالت : أيها الناس لم سبيتمونا وقد أقررنا بالشهادتين ؟ فقال الزبير : لحق الله في أديكم منعتموناه ، فقالت : هب الرجال منعوكم فما بال النسوان ؟ فطرح طلحة عليها ثوبا وخالد ثوبا . فقالت : يا أيها الناس لست بعريانة فتكسوني ولا سائلة فتصدقون علي ، فقال الزبير : إنهما يريدانك ، فقالت : لا يكونان لي ببعل إلا من خبرني بالكلام الذي قتله ساعة خرجت من بطن امي ، فجاء أمير المؤمنين عليه السلام وناداها : يا خولة اسمعي الكلام وعي الخطاب ، لما كانت امك حاملة بك وضربها الطلق واشتد بها الامر نادت : اللهم سلمني من هذا المولود سالما ، فسبقت الدعوة لك بالنجاة فلما وضعتك ناديت من تحتها : " لا إله إلا الله محمد رسول الله يا اماه لم تدعين علي وعما قليل سيملكني سيد يكون لي منه ولد " فكتبت ذلك الكلام في لوح نحاس فدفنته في الموضع الذي سقطت فيه ، فلما كانت في الليلة التي قبضت امك فيها أوصت إليك بذلك ، فلما كان وقت سبيك لم يكن لك همة إلا أخذ ذلك اللوح ، فأخذتيه وشددتيه على عضدك ، هاتي اللوح فأنا صاحب ذلك اللوح وأنا أمير المؤمنين ، وأنا أبوذلك الغلام الميمون ، واسمه محمد ، فدفعت اللوح إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقرأه عثمان لابي بكر ، فوالله مازاد علي في اللوح حرفا واحدا ولا نقص ، فقالوا بأجمعهم : صدق الله ورسوله إذ قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فقال أبوبكر : خذها يا أبا الحسن بارك الله لك فيها ، فأنفذها علي عليه السلام إلى أسماء بنت عميس ، فقال : خذي هذه المرأة فأكرمي مثواها واحفظيها ، فلم تزل عندها إلى أن قدم أخوها فتزوجها منه وأمهرها أمير المؤمنين عليه السلام وتزوجها نكاحا . أمثال أبي عبدالله : أثنى عليه رجل منهم ، فقال عليه السلام : أنادون ما تقول وفوق ما تظن في نفسك . وهذه كلها إخبار بالغيب ، أفضى إليه النبي صلى الله عليه وآله بالسر مما أطلعه الله عز وجل عليه ، كما قال الله تعالى : " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا * ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا " ولم يشح النبي صلى الله عليه وآله على وصيه بذلك ، كما قال تعالى : " وما هو على الغيب بضنين " ولا ضن علي على الائمة من ولده عليهم السلام . وأيضا لا يجوز أن يخبر بمثل هذا إلا من أقامه رسول الله صلى الله عليه وآله مقامه من بعده .
48 - عم : من معجزاته ما اشتهرت به الرواية أنه عليه السلام خطب فقال في خطبته : سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالله ما تسألوني عن فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا أنبأتكم بناعقها وسائقها إلى يوم القيامة ، فقام إليه رجل فقال : أخبرني كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر ؟ ! فقال عليه السلام : لقد حدثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله بما سألت عنه ، وإن على كل طاقة شعر في رأسك ملكا يلعنك ، وعلى كل طاقة شعر في لحيتك شيطانا يستفزك ، وإن في بيتك لسخلا يقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وآية ذلك مصداق ما خبرتك به ، ولولا أن الذي سألت عنه يعسر برهانه لاخبرت به ، ولكن آية ذلك ما نبأنه من سحلك الملعون ، وكان ابنه في ذلك الوقت صغيرا يحبو ، فلما كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان ، تولى قتله وكان كما قال . أقول : روى نحو ذلك ابن أبي الحديد من كتاب الغارات لابن هلال الثقفي عن زكريا بن يحيى العطار ، عن فضيل ، عن محمد بن علي ، وقال : في آخره : وهو سنان بن أنس النخعي .
49 - يل : فض : عن ابن عباس قال أمير المؤمنين عليه السلام : علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب من العلم ، ففتح لي كل باب ألف مسألة ، قال : فبينما أنا معه بذي قار وقد أرسل ولده الحسن عليه السلام إلى الكوفة ليستفز أهلها ويستعين بهم على حرب الناكثين من أهل البصرة ، قال لي : يا ابن عباس ، قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : سوف يأتي ولدي الحسن في هذا اليوم ومعه عشرة آلاف فارس وراجل ، لا ينقص واحدا ولا يزيد واحدا ، قال ابن عباس : فلما وصل الحسن عليه السلام بالجند لم يكن لي همة إلا مسألة الكاتب : كم كمية الجند ، قال لي : عشرة آلاف فارس وراجل لا ينقص واحدا ولا يزيد واحدا ، فعلمت أن ذلك العلم من تلك الابواب التي علمه بها رسول الله صلى الله عليه وآله .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام لما بايعه الملعون عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله قال له : تالله إنك غير وفي ببيعتي ، ولتخضبن هذه من هذا - وأشار بيده إلى كريمته وكريمه - فلما أهل شهر رمضان جعل يفطر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين عليهما السلام فلما كان بعض الليالي قال : كم مضى من رمضان ؟ قالا له : كذا وكذا ، فقال لهما عليهما السلام : في العشر الاخير تفقدان أبيكما ، فكان كما قال عليه السلام . ومن فضائله التي خصه الله بها أنه وفد إليه المغيرة بن شعبة وهو قائم يصلي في محرابه ، فسلم عليه فلم رد عليه السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين اسلم عليك فلم ترد علي السلام كأنك لم تعرفني ؟ فقال : بلى والله أعرفك ، وكأني أشم منك ريح الغزل ، فقام المغيرة يجر أذياله ، فقال جماعة الحاضرين بعد قيامه : يا أمير المؤمنين ما هذا القول ؟ فقال : نعم ، ما قلت فيه إلا حقا ، كأني والله أنظر إليه وإلى أبيه وهما ينسجان مآزر الصوف باليمن ، فتعجب الناس من كلامه ، ولم يكن أحد يعرفه بما خاطبه به أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذه معجزة لا يقدر عليها أحد غيره ولا الهم بها سواه .
50 - فص : علي بن الحسن بن محمد بن مندة ، عن محمد بن الحسين الكوفي ، عن إسماعيل بن موسى بن إبراهيم ، عن سليمان بن حبيب ، عن شريك عن حكيم بن جبير عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة بن قيس قال : خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على منبر الكوفة خطبته اللؤلوءة ، فقال فيما قال في آخرها : ألا وإني ظاعن عن قريب ومنطلق إلى المغيب ، فارتقبوا الفتنة الاموية والمملكة الكسروية ، وإماتة ما أحياه الله وإحياء ما أماته الله ، واتخذوا صوامعكم بيوتكم ، وعضوا على مثل جمر الغضا ، واذكروا الله كثيرا فذكره أكبر لو كنتم تعلمون ، ثم قال : وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات ، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر مزخرفة بالذهب والفضة والازورد المستسقى والمرمر والرخام وأبواب العاج والآبنوس و الخيم والقباب والستارات ، وقد عليت بالساج والعرعر والصنوبر والشب ، وشيدت بالقصور وتوالت عليها ملك بني الشيصبان أربعة وعشرون ملكا على عدد سني الملك ، فيهم السفاح والمقلاص والجموح والخدوع والمظفر والمؤنث والنظار والكبش والمتهور والعشار والمضطلم والمستصعب والعلام والرهباني والخليع والسيار والمترف والكديد والاكتب والمترف والاكلب والوثيم و الظلام والعينوق . وتعمل القبة الغبراء ذات الفلاة الحمراء ، وفي عقبها قائم الحق يسفرعن وجهه بين الاقاليم كالقمر المضيئ بين الكواكب الدرية ، ألا وإن لخروجه علامات عشرة ، أولها طلوع الكوكب ذي الذنب . ويقارب من الحادي ، ويقع فيه هرج ومرج شغب ، وتلك علامات الخصب ، ومن العلامة إلى العلامة عجب ، فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر بنا القمر الازهر وتمت كلمة الاخلاص لله على التوحيد .
بيان : الشيصبان : اسم الشيطان ، وبنو العباس هم أشراك الشيطان ، وإنما عدهم أربعة وعشرين مع كونهم سبعة وثلاثين لعدم الاعتناء بمن قل زمان ملكه وضعف سلطانه منهم ، أو يكون المراد بيان عدد البطون التي استولوا على الخلافة لا عدد آحادهم ، فإن آخرهم كان الخامس والعشرين أو الرابع والعشرين من أولاد العباس ، والمراد بالكديد إما ثامن عشرهم وهو المقتدر كما وقع فيما عده عليه السلام الثامن عشر ، فإنه كان مدة خلافته أربعا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا ، أو الحادي والثلاثون منهم بناء على سقوط من سقط منهم قبل ذلك ، فإلى العينوق يتم سبعة وثلاثون تمام عددهم ، والحادي والثلاثون هو المقتفي ، وكان زمان خلافته أربعا وعشرين ، ويحتمل أن يكون المراد عدد لفظ الكديد ، فإنه ثمانية وثلاثون بانضمام بعض من خرج من قبل السفاح إليهم ولا يخفى بعده .
51 - كا : العدة ، عن سهل ، عن موسى بن عمر الصيقل ، عن أبي شعيب المحاملي ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليأتين على الناس زمان يطرف فيه الفاجر ، ويقرب فيه الماجن ، ويضعف فيه المنصف ، قال : فقيل له : متى ذاك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : إذا تسلطن النساء و سلطن الاماء وامر الصبيان .
52 - نهج : فتن كقطع الليل المظلم ، لا تقوم لها قائمة ، ولا ترد لهاراية تأتيكم مزمومة مرحولة ، يحفزها قائدها ويجهدها راكبها ، أهلها قوم شديد كلبهم ، قليل سلبهم ، يجاهدهم في الله قوم أذلة عند المتكبرين ، في الارض مجهولون وفي السماء معروفون ، فويل لك يا بصرة من جيش من نقم الله ، لارهج له ولا حس ، وسيبتلى أهلك بالموت الاحمر والجوع الاغبر .
53 - نهج : فاقسم بالله يا بني امية عما قليل لتعرفنها في أيدي غيركم وفي دار عدوكم .
54 - نهج : أما والله ليسطلن عليكم غلام ثقيف ، الذيال الميال يأكل خضرتكم ويذيب شحمتكم إيه أبا وذحة . قال السيد : الوذحة الخنسفاء ، وهذا القول يومئ به إلى الحجاج ، وله مع الوذحة حديث ليس هذا موضع ذكره .
بيان : الذيال : الذي يجر ذيله عليه الارض تبخترا . والميال : الظالم .
وقال ابن أبي الحديد : ما ذكره السيد لم أسمع من شيخ من أهل اللغة ولا وجدته في كتاب من كتب اللغة ، - والمشهور أن الوذح ما يتعلق بأذناب الشاة من أبعارها فيجف ، ثم إن المفسرين بعد الرضي رضي الله عنه قالوا في قصة هذه الخنسفاء وجوها : منها أن الحجاج رأى خنفساء تدب إلى مصلاه فطردها ، فعادت فأخذها بيده فقرصه قرصا فورمت يده منه ، وكان فيه حتفه ، قتله الله تعالى بأهون خلقه كما قتل نمرود بن كنعان بالبقة . ومنها أن الحجاج كان إذا رأى خنفساء أمر بإبعادها وقال : هذه وذحة من وذح الشيطان ، تشبيها لها بالبعرة المتعلقة بذنب الشاة . ومنها أنه رأى خنفساوات مجتمعات فقال : واعجبا لمن يقول : إن الله خلقها ؟ قيل : فمن خلقها أيها الامير ؟ قال : الشيطان ، إن ربكم لاعظم شأنا من أن يخلق هذه الوذح ! فنقل قوله إلى الفقهاء فأكفروه . ومنها أن الحجاج كان مثفارا أي ذا ابنة ، وكان يمسك الخنفساء حية ليشفي بحركتها الموضع ! قالوا : ولا يكون صاحب هذا الداء إلا مبغضا لاهل البيت عليهم السلام قالوا : ولسنا نقول كل مبغض فيه هذا الداء ، بل كل من فيه هذا الداء فهو مبغض . قالوا : وقد روى ابن عمر الزاهد - ولم يكن من رجال الشيعة - في أماليه وأحاديثه عن السياري عن أبي خزيمة الكاتب قال : ما فتشنا أحدا فيه هذا الداء إلا وجدناه ناصبا ، قالوا : سئل جعفر بن محمد الصادق عن هذه الصنف من الناس فقال : رحم منكوسة يؤتى ولا يأتي ، وما كانت هذه الخصلة في ولي الله تعالى أبدا قط ، وإنما كان في الفساق والكفار والناصب للطاهرين ، وكان أبوجهل بن هشام المخزومي من القوم ، وكان أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وآله ، قالوا : ولذلك قال له عتبة بن ربيعة يوم بدر : " يا مصفر استه " ويغلب على ظني أنه معنى آخر وذلك أن عادة العرب أن يكني الانسان إذا أرادت تعظيمه بما هو مظنة التعظيم ، وإذا أرادت تحقيره بما يستحقر ويستهان به ، كقولهم في كنية يزيد بن معاوية " أبوزنة " يغنون القرد كقول ابن بسام ، " أبوالنتن أبوالدفر أبوالجعر أبوالبعر " فلنجاسته بالذنوب والمعاصي كناه أمير المؤمنين عليه السلام أبا وذحة ، ويمكن أن يكنيه بذلك * ( هامش ) * قرص لحمه : اخذه ولوى عليه باصبعه فآلمه .
55 - نهج : يا أحنف كأني به وقدر سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب ولا قعقعة لجم ولا حمحمة خيل ، يثيرون الارض بأقدامهم كأنها أقدام النعام يومئ بذلك إلى صاحب الزنج ، ثم قال عليه السلام : ويل لسكككم العامرة والدور المزخرفة التي لها أجنحة كأجنحة النسور ، وخراطيم كخراطيم الفيلة ، من اولئك الذين لا يندب قتيلهم ولا يفقد غائبهم ، أنا كاب الدنيا لوجهها وقادرها بقدرها و ناظرها بعينها . بيان : اللجب : الصوت . والحمحمة : صوت الفرس دون الصهيل . قوله عليه السلام " يثيرون الارض " أي التراب ، لان أقدامهم في الخشونة كحوافر الخيل ، وقيل كناية عن شدة وطئهم الارض ليلائم قوله : " لا يكون له غبار " قوله عليه السلام : " كأنها أقدام النعام " لما كانت أقدام الزنج في الاغلب قصارا عراضا منتشرة الصدر مفرجات الاصابع فأشبهت أقدام النعام في بعض تلك الاوصاف وأجنحة الدور - التي شبهها عليه السلام بأجنحة النسور - رواشنها وما يعمل من الاخشاب والبواري بارزة عن السقوف لوقاية الحيطان وغيرها عن الامطار وشعاع الشمس ، وخراطيمها : مئازيبها التي تطلى بالقار ، تكون نحوا من خمسة أذرع أو أزيد ، تدلى من السطوح حفظا للحيطان . وأما قوله عليه السلام : " لا يندب قتيلهم " فقيل : إنه وصف لهم لشدة البأس و الحرص على القتال ، وأنهم لا يبالون بالموت ، وقيل : لانهم كانوا عبيدا غرباء لم يكن لهم أهل وولد ممن عادتهم الندبة وافتقاد الغائب ، وقيل : " لا يفقد غائبهم " وصف لهم بالكثرة ، وأنه إذا قتل منهم قتيل سد مسده غيره ، ويقال : كببت فلانا على وجهه أي تركته ولم ألتفت إليه . وقوله : " وقادرها بقدرها " أي معامل لها بمقدارها وقوله : " ناظرها بعينها " أي ناظر إليها بعين العبرة أو أنظر إليها نظرا يليق بها .
56 - نهج : ومنه يومئ إلى وصف الاتراك : كأني أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة ، يلبسون السرق والديباج ، ويعتقبون الخيل العتاق ، و يكون هناك استحرار قتل حتى يمشي المجروح على المقتول ، ويكون المفلت أقل من المأسور ، فقال له بعض أصحابه : لقد عطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ، فضحك عليه السلام وقال للرجل وكان كلبيا : يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب وإنما هو تعلم من ذي علم ، وإنما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله : إن الله عنده علم الساعة " الآية فيعلم سبحانه ما في الارحام من ذكر وانثى وقبيح أو جميل وسخي أو بخيل وشقي أو سعيد ، من يكون في النار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا ، فهذا علم الغيب الذي لا يعمله أحد إلا الله ، وما سوى ذلك فعلم علمه الله * ( هامش ) * المئازيب جمع المئزاب : مجرى الماء . والقار : مادة سوداء تطلى بها السفن . أقول : ماذكره عليه السلام في هذه الخطبة من المغيبات يلائم زماننا هذا - وهو القرن الرابع عشر من الهجرة - فالجيش الموصوف في كلامه عليه السلام بأن ليس له غبار ولا لجب ولا قعقعة ولا حمحمة لعله رمز إلى السلاحات الموجودة في هذا العصر كالطيارات القاذفة للقنابل الذرية والقذائف والصواريخ التى تدمر المدن العامرة في لحظات يسيرة وتجعلها قاعا صفصفا ، بحيث لا يبقى احد حتى يندب القتلى أو يفتقدهم . وكذلك المراد من الدور المزخرفة التى لها اجنحة وخراطيم : الابنية والقصور المشيدة في عصرنا هذا . اعاذ الله البشرية ولا سيما المسلمين من نائرة الحروب والتخاصم . نبيه فعلمنيه ، ودعالي بأن يعيه صدري وتضطم عليه جوانجي .
57 - وقال البرسي في مشارق الانوار : قال عليه السلام للدهقان الفارسي وقد حذره من الركوب والمسير إلى الخوارج فقال له : اعلم أن طوالع النجوم قد انتحست ، فسعد أصحاب النحوس ونحس أصحاب السعود ، وقد بد المريخ يقطع في برج الثور وقد اختلف في برجك كوكبان وليس الحرب لك بمكان ، فقال له : أنت الذي تسير الجاريات وتقضي علي بالحادثات وتنقلها مع الدقائق والساعات ، فما السراري ؟ وما الزراري ؟ وما قدر شعار المدبرات ؟ فقال : سأنظر في الاصطرلاب واخبرك ، فقال له : أعالم أنت بماتم البارحة في وجه الميزان ؟ وبأي نجم اختلف برج السرطان ؟ وأية آفة دخلت على الزبرقان ؟ فقال : لا أعلم ، فقال : أعالم أنت أن الملك البارحة انتقل من بيت إلى بيت في الصين ؟ وانقلب برج ماجين ؟ وغارت بحيرة ساوة ؟ وفاضت بحيرة حشرمة ؟ وقطعت باب الصخرة من سفيننه ؟ ونكس ملك الروم بالروم ؟ وولي أخوه مكانه لا وسقطت شرفات الذهب من قسطنطينية الكبرى ؟ وهبط سور سرانديل ؟ و فقد ديان اليهود ؟ وهاج النمل بوادي النمل ؟ وسعد سبعون ألف عالم ؟ وولد في كل عالم سبعون ألفا والليل يموت مثلهم ؟ فقال : لا أعلم ، فقال : أنت عالم بالشهب الخرس الانجم ؟ والشمس ذات الذوائب التي تطلع مع الانوار وتغيب مع الاسحار ؟ فقال : لا أعلم ، فقال : أعالم أنت بطلوع النجمين اللذين ما طلعا إلا عن مكيدة ولا غربا إلا عن مصيبة ، وإنهما طلعا وغربا فقتل قابيل هابيل ، ولا يظهران إلا بخراب الدنيا ؟ فقال : لا أعلم ، فقال : إذا كان طرق السماء لا تعلمها فإني أسألك عن قريب ، أخبرني ما تحت حافر فرسي الايمن والايسر من النافع والضار ؟ فقال : إني في علم الارض أقصر مني في علم السماء ! فأمر أن يحفر تحت الحافر الايمن فخرج كنز من ذهب ، ثم أمر أن يحفر تحت الحافر الايسر فخرج أفعى فتعلق بعنق الحكيم فصاح : يا مولاي الامان ، فقال : الامان بالايمان ، فقال : لاطيلن لك الركوع والسجود ، فقال : سمعت خيرا فقل خيرا ، اسجد لله واضرع بي إليه ، ثم قال : يا سمر سقيل نحن نجوم القطب وأعلام الفلك ، وإن هذا العلم لا يعلمه إلا نحن وبيت في الهند .
58 - شرح النهج : قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين : حدثنا منصور بن سلام التميمي قال : حدثنا حيان التميمي ، عن أبي عبيدة ، عن هرثمة بن سليم قال : غزونا مع علي عليه السلام صفين ، فلما نزل بكربلاء صلى بنا ، فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها ثم قال : واهالك يا تربة ، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب ، قال : فلما رجع هرثمة من غزاته إلى امرأته جرداء بنت سمير - وكانت من شيعة علي عليه السلام - حدثها هرثمة فيما حدث فقال لها : ألا أعجبك من صديقك أبي حسن ؟ قال : لما نزلنا كربلاء وقد أخذ جفنة من تربتها وشمها وقال : واها لك أيتها التربة ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب ، وما علمه بالغيب ؟ فقالت المرأة له : دعنا منك أيها الرجل ، فإن أمير المؤمنين لم يقل إلا حقا ، قال : فلما بعث عبيدالله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين عليه السلام كنت في الخيل التي بعث إليهم ، فلما انتهيت إلى الحسين عليه السلام وأصحابه عرفت المنزل الذي نزلنا فيه مع علي عليه السلام والبقعة التي رفع إليه من تربتها والقول الذي قاله فكرهت مسيري ، فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين عليه السلام فسلمت عليه وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل ، فقال الحسين عليه السلام : أمعنا أم علينا ؟ فقلت : يابن رسول الله لا معك ولا عليك ! تركت ولدي وعيالي أخاف عليهم من ابن زياد ، فقال الحسين : فتول هربا حتى لا ترى مقتلنا ، فوالذي نفس حسين بيده لا يرى اليوم مقتلنا أحد ثم لا يعيننا إلا دخل النار ، قال : فأقبلت في الارض أشتد هربا حتى خفى علي مقتلهم . قال نصر : وحدثنا مصعب قال : حدثنا الاجلح بن عبدالله الكندي عن أبي جحيفة قال : جاء عروة البارقي إلى سعد بن وهب فسأله وقال : حديث حدثتناه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : نعم بعثني مخنف بن سليم إلى علي عليه السلام عند توجهه إلى صفين ، فأتيته بكربلاء فوجدته يشير بيده ويقول : ههنا ههنا ، فقال له رجل : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ثقل لآل محمد صلى الله عليه وآله ينزل ههنا ، فويل لهم منكم وويل لكم منهم ، فقال له الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين ؟ قال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
الشيخ عودة
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 1748
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
العمر : 73

 غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Empty
مُساهمةموضوع: رد: غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل    غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Emptyالثلاثاء ديسمبر 24, 2013 4:32 am

وروى إبراهيم بن ميمون الازدي عن حبة العرني قال : كان جويرية بن مسهر العبدي صالحا ، وكان لعلي عليه السلام صديقا ، وكان علي عليه السلان يحبه ، ونظر يوما إليه وهو يسير فناداه : يا جويرية الحق بي ، فإني إذا رأيتك هويتك . قال إسماعيل بن أبان : فحدثني الصباح عن مسلم حبة العرني قال : سرنا مع علي عليه السلام يوما ، فالتفت فإذا جويرية خلفه بعيدا ، فناداه : يا جويرية الحق بي لا أبا لك ، ألا تعلم أني أهواك واحبك ؟ قال : فركض نحوه ، فقال له : إني محدثك بامور فاحفظها ، ثم اشتركا في الحديث سرا ، فقال له جويرية : يا أمير المؤمنين إني رجل نس ، فقال : أنا اعيد عليك الحديث لتحفظه ، ثم قال له في آخر ما حدثه إياه : يا جويرية أحبب حبيبنا ما أحبنا فإذا أبغضنا فأبغضه ، وابغض بغيضنا ما أبغضنا فإذا أحبنا فأحبه ، قال : فكان ناس ممن يشك في أمر علي عليه السلام يقولون : أنراه جعل جويرية وصيه كما يدعي هو من صية رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : يقولون ذلك لشدة اختصاصه له حتى دخل على علي عليه السلام يوما وهو مضطجع وعنده قوم من أصحابه ، فناداه جويرية : أيها النائم استيقظ فلتضربن على رأسك ضربة تخضب منها لحيتك ، قال : فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال : واحدثك يا جويرية بأمرك أما والذي نفسي بيده لتعتلن إلى العتل الزنيم ، فليقطعن يدك ورجلك ، وليصلبنك تحت جذع كافر ، قال : فوالله ما مضت الايام على ذلك حتى أخذ زياد جويرية ، فقطع يده ورجله وصلبه إلى جانبه ابن معكبر وكان جذعا طويلا ، فصلبه على جذع قصير إلى جانبه . وروى إبراهيم في كتاب الغارات عن أحمد بن الحسن الميثمي قال : كان ميثم التمار مولى علي عليه السلام عبدا لامرأة من بني أسد ، فاشتراه علي عليه السلام وأعتقه و قال له : مااسمك ؟ قال : سالم ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم ، قال : صدق الله ورسوله وصدقت ، هو اسمي ، قال : فارجع إلى اسمك ودع سالما ، ونحن نكنيك به ، فكناه أبا سالم . عليه السلام في ذلك إلى المخرفة والايهام والتدليس ، حتى قال له يوما بمحضر من خلق كثير من أصحابه وفيهم الشاك والمخلص : يا ميثم إنك تؤخذ بعدي وتصلب ، فإذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك وفمك دما حتى تخضب لحيتك ، فإذا كان اليوم الثالث طعنت بحربة فيقضى عليك ، فانتظر ذلك ، والموضع الذي تصلب فيه على دار عمرو بن حريث ، إنك لعاشر عشرة ، أنت أقصرهم خشبة ، وأقربهم من المطهرة - يعني الارض - ولارينك النخلة التي تصلب على جذعها ، ثم أراه إياها بعد ذلك بيومين ، فكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول : بوركت من نخلة ، لك خلقت ولي بنت ، فلم يزل يتعاهدها بعد قتل علي على السلام حتى قطعت ، فكان يرصد جذعها ويتعاهده ويتردد إليه ويبصره ، وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له : إني مجاورك فأحسن جواري ، فلا يعلم عمرو ما يريد ، فيقول له : أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أم دار ابن حكيم ؟ قال : وحج في السنة التي قتل فيها ، فدخل على أم سلمة رضي الله عنها ، فقالت له : من أنت ؟ قال : عراقي ، فاستنسبته فذكر لها أنه مولى علي بن أبي طالب عليه السلام فقالت : أنت هيثم ؟ قال : بل أنا ميثم ، فقالت : سبحان الله والله لربما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي بك عليا في جوف الليل ، فسألها عن الحسين بن علي عليهما السلام فقالت : هو في حائط له ، قال : أخبريه أني أحببت السلام عليه ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله ، ولا أقدر اليوم على لقائه ، واريد الرجوع ، فدعت بطيب فطيبت لحيته ، فقال لها : أما إنها ستخضب بدم ، قالت : من أنبأك هذا ؟ قال : أنبأني سيدي ، فبكت ام سلمة وقالت : إنه ليس بسيدك وحدك هو سيدي وسيد المسلمين أجمعين ، ثم ودعته ، فقدم الكوفة فاخذ وادخل على عبيدالله بن زياد ، وقيل له : هذا كان من آثر الناس عند أبي تراب ، قال : ويحكم هذا الاعجمي ؟ قالوا : نعم ، فقال له عبيدالله : أين ربك ؟ قال : بالمرصاد قال : قد بلغني اختصاص أبي تراب لك ، قال : قد كان بعض ذلك ، فما تريد ؟ قال : وإنه ليقال : إنه قد أخبرك بما سيلقاك ، قال : نعم إنه أخبرني أنك تصلبني عاشر - عشرة وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة ، قال : لاخالفنه ، قال : ويحك كيف تخالفه إنما أخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل و أخبر جبرئيل عن الله ؟ فكيف تخالف هؤلاء ؟ أما والله لقد عرفت الموضع الذي اصلب فيه أين هو من الكوفة ، وإني لاول خلق الله الجم في الاسلام بلجام كما يلجم الخيل ، فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، فقال ميثم للمختار وهما في حبس ابن زياد : إنك تفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين عليه السلام ، فتقتل هذا الجبار الذي نحن في سجنه ، وتطأ بقدمك هذا على جبهته وخديه ، فلما دعا عبيدالله بن زياد بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيدالله يأمره بتخلية سبيله ، وذلك أن اخته كانت تحت عبدالله بن عمر بن الخطاب ، فسألت بعلها أن يشفع فيه إلى يزيد ، فشفع فأمضى شفاعته ، فكتب بتخلية سبيل المختار على البريد فوافى البريد وقد اخرج ليضرب عنقه فاطلق ، وأما ميثم فاخرج بعده ليصلب ، و قال عبيدالله : لامضين حكم أبي تراب فيه ، فلقيه رجل فقال له : ما كان أغناك عن هذا يا ميثم ؟ ! فتبسم وقال : لها خلقت ولي غذيت ، فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث ، فقال عمرو : لقد كان يقول : إني مجاورك وكان يأمر جاريته كل عشية أن تكنس تحت خشبته وترشه وتجمر بمجمرة تحته فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم ومخازي بني امية وهو مصلوب على الخشبة فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد ، فقال : ألجموه ، فالجم ، فكان أؤل خلق الله الجم في الاسلام ، فلما كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دما ، فلما كان في اليوم الثالث طعن بحربة فمات ، وكان قتل ميثم قبل قدوم الحسين عليه السلام العراق بعشرة أيام . قال إبراهيم : وحدثني إبراهيم بن العباس النهدي قال : حدثني مبارك البجلي عن أبي بكر بن عياش قال : حدثني المجالد عن الشعبي عن زياد بن النصر الحارثي قال : كنت عند زياد وقد اتي برشيد الهجري - وكان من خواص أصحاب علي عليه السلام - فقال له زياد : ماقال لك خليلك إنا فاعلون بك ؟ قال تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني ، فقال زياد : أما والله لاكذبن حديثه ، خلوا سبيله ، فلما أراد أن يخرج قال : ردوه لا نجد لك شيئا أصلح مما قال صاحبك ، إنك لا تزال تبغي لنا سوء إن بقيت ، اقطعوا يديه ورجليه ، فقطعوا يديه ورجليه وهو يتكلم فقال : اصلبوه خنقا في عنقه ، فقال رشيد : وقد بقي لي عندكم شئ ما أراكم فعلتموه ، فقال زياد : اقطعوا لسانه ، فلما أخرجوا لسانه قال : نفسوا عني أتكلم كلمة واحدة ، فنفسوا عنه فقال : والله هذا تصديق خبر أمير المؤمنين ، أخبرني بقطع لساني ، فقطعوا لسانه وصلبوه . وروى أبوداود الطيالسي ، عن سليمان بن زريق ، عن عبد العزيز بن صهيب قال : حدثني أبوالعالية قال : حدثني مزرع صاحب علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال : ليقبلن جيش حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، قال أبوالعالية : فقلت : لانك لتحدثني بالغيب ! فقال : احفظ ما أقوله لك ، فإنما حدثني به الثقة علي بن أبي طالب عليه السلام وحدثني أيضا شيئا آخر : ليؤخذن فليقتلن وليصلبن بين شرفتين من شرف المسجد ، فقلت له : إنك لتحدثني بالغيب ! فقال : احفظ ما أقول لك ، قال أبوالعالية : فوالله ما أتت علينا جمعة حتى اخذ مزرع فقتل ، وصلب بين شرفتين من شرف المسجد . قلت : حديث الخسف بالجيش قد خرجه البخاري ومسلم في الصحيحين عن ام سلمة رضي الله عنها ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يعوذ قوم بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فقلت : يا رسول الله لعل فيهم المكره أو الكاره ، فقال : يخسف بهم ، ولكن قال : يحشرون أو قال : يبعثون - على نياتهم يوم القيامة ، قال : فسئل أبوجعفر محمد بن علي أهي بيداء من الارض ؟ فقال : كلا والله إنها بيداء المدينة أخرج البخاري بعضه وأخرج مسلم الباقي .
وروى محمد بن موسى العنزي قال : كان مالك بن ضمرة الرواسي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وممن استبطن من جهته علما كثيرا . وكان أيضا قد صحب أباذر فأخذ من عمله ، وكان يقول في أيام بني امية : اللهم لا تجعلني من الثلاثة ، فيقال له : وما الثلاثة ؟ فيقول : رجل يرمى به من فوق طمار ، ورجل تقطع يداه ورجلاه ولسانه ويصلب ، ورجل يموت على فراشه ، فكان من الناس من يهزأ به ويقول : هذا من أكاذيب أبي تراب ، قال : فكان الذي رمي به في طمار : هانئ بن عروة ، والذي قطع وصلب رشيد الهجري ، ومات مالك على فراشه . قال : وقال نصر بن مزاحم : حدثنا عبدالعزيز بن سباه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد التيمي المعروف بعقيصا قال : كنا مع علي عليه السلام في مسيره إلى الشام ، حتى إذا كنا بظهر الكوفة من جانب هذا السواد عطش الناس واحتاجوا إلى الماء ، فانطلق بنا علي عليه السلام حتى أتى إلى صخرة مضرس في الارض كأنها ربضة عنز ، فأمرنا فاقتلعناها ، فخرج لنا من تحتها ماء ، فشرب الناس منه حتى ارتووا ، ثم أمرنا فأكفاناها عليه ، وسار الناس حتى إذا مضى قليلا ، قال عليه السلام : أمنكم أحد يعلم مكان هذا الماء الذي شربتتم منه ؟ قالوا : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : فانطلقوا إليه فانطلق منا رجال ركبانا ومشاة فاقتصصنا الطريق إليه حتى انتهينا إلى المكان الذي يرى أنه فيه ، فطلبناه فلم نقدر على شئ ، حتى إذا عيل علينا انطلقنا إلى دير قريب منا فسألناهم أين هذا الماء الذي عندكم ؟ قالوا : ليس قربنا ماء ، فقلنا : بلى إنا شربنا منه ، قالوا : أنتم شربتم منه ؟ قلنا : نعم ، فقال صاحب الدير : والله ما بني هذا الدير إلا بذلك الماء ، ما استخرجه إلا نبي أو وصي نبي .
60 - نهج : وقال عليه السلام لما عزم على حرب الخوراج - وقيل له : إن القوم قد عبروا جسر النهروان - : مصارعهم دون النطفة ، والله لا يفلت منهم عشرة ولا يهلك منكم عشرة . قال السيد الرضي رضي الله عنه : يعني بالنطفة ماء النهر ، وهي أفصح كناية عن الماء . وقال ابن أبي الحديد : هذا الخبر من الاخبار التي تكاد تكون متواترة لاشتهاره ونقل الناس كافة له ، وهو من معجزاته وأخباره المفصلة عن الغيوب التي لا يحتمل التلبيس ، لتقييده بالعدد المعين في أصحابه وفي الخوارج ، ووقع الامر بعد الحرب من غير زيادة ولا نقصان ، ولقد كان له من هذا الباب مالم يكن لغيره ولمشاهدة الناس من معجزاته وأحواله المنافية لقوى البشر غلافيه من غلا ، حتى نسب إلى أن الجوهر الالهي حل في بدنه ، كما قالت النصارى في عيسى عليه السلام انتهى .
61 - نهج : من خطبة له عليه السلام : أما بعد أيها الناس فأنا فقأت عين الفتنة ، و لم يكن ليجترئ عليها أحد غيري ، بعد أن ماج غيهبها واشتد كلبها ، فاسألوني قبل أن تفقدوني ، فوالذي نفسي بيده لا تسألونني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ولاعن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلا ويموت منهم موتا ، ولو قد فقد تموني و نزلت كرائه الامور وحوازب الخطوب لاطرق كثير من السائلين وفشل كثير من المسؤولين ، وذلك إذا قلصت حربكم وشمرت عن ساق ، وضاقت الدنيا عليكم ضيقا تستطيلون أيام البلاء عليكم ، ثم يفتح الله لبقية الابرار منكم إن الفتن إذا أقبلت شبهت ، وإذا أدبرت نبهت ، ينكرن مقبلات ويعرفن مدبرات يحمن حوم الرياح يصبن بلدا ويخطئن بلدا ، ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني امية فإنها فتنة عميا . مظلمة ، عمت خطتها وخصت بليتها ، وأصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمي عنها ، وايم الله لتجدن بني امية لكم أرباب سوء بعدي ، كالناب الضروس تعذم بفيها وتخبط بيدها وتزبن برجلها وتمنع درها ، لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نافعا لهم أو غير ضائر ، ولا يزال بلاؤهم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا مثل انتصار العبد من ربه والصاحب من مستصحبه ، ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشية وقطعا جاهلية ، ليس فيها منار هدى ولا علم يرى ، نحن أهل البيت منها بمنجاة ولسنا فيها بدعاة ، ثم يفرجها الله عنهم كتفريج الاديم بمن يسومهم خسفا ويسوقهم عنفا ويسقيهم بكأس مصبرة ، لا يعطيهم إلا السيف ولا يحلسهم إلا الخوف ، فعند ذلك تود قريش بالدنيا وما فيها لويرونني مقاما واحدا ولو قدر جزر جزور لاقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونني .
قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح هذه الخطبة : هذه الدعوى ليست منه عليه السلام إذ دعاء الربوبية ولا ادعاء النبوة ، ولكنه كان يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبره بذلك ، ولقد امتحنا أخباره فوجدناه موافقا فاستدللنا بذلك على صدق الدعرى المذكورة ، كإخباره عن الضربة التي يضرب في رإسه فتخضب لحيته ، وإخباره عن قتل الحسين عليه السلام ابنه ، وما قاله في كريلاء حيث مربها ، وإخباره بملك معاوية الامر من بعده ، وإخباره عن الحجاج وعن يوسف بن عمر وما أخبر به من أمر الخوارج بالنهروان ، وما قدمه إلى أصحابه من إخباره بقتل من يقتل منهم وصلب من يصلب ، وإخباره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، وإخباره بعدة الجيش الوارد إليه من الكوفة لما شخص عليه السلام إلى البصرة لحرب أهلا ، وإخباره عن وكإخباره عن الائمة الذين ظهروا من ولده بطبرستان كالناصر والداعي و غيرهما في قوله عليه السلام : " وإن لآل محمد بالطالقان لكنزا سيظهره الله إذا شاء ، دعاة حق تقوم بإذن الله فتدعو إلى دين الله " وكإخباره عن مقتل النفس الزكية بالمدينة وقوله : " إنه يقتل عند أحجار الزيت " وكقوله عن أخيه إبراهيم المقتول بباخمرا : " يقتل بعد أن يظهر ويقهر بعد أن يقهر " وقوله عليه السلام فيه أيضا : " يأتيه سهم غرب يكون فيه منيته فيابؤس الرامي شلت يده ووهن عضده " وكإخباره عن قتلى فخ وقوله عليه السلام : " هم خير أهل الارض أو من خير أهل الارض " وكإخباره عن المملكة العلوية بالغرب وتصريحه بذكر كتامة وهم الذين نصروا أبا عبدالله الداعي المعلم . كقوله وهو يشير إلى عبيدالله المهدي وهو أولهم : ثم يظهر صاحب القيروان الفض البض ، ذو النسب المحض ، المنتجب من سلالة ذي البداء ، المسجى بالرداء " وكان عبيدالله المهدي أبيض مترقا مشربا حمرة رخص بالدن تار الاطراف وذو البداء إسماعيل بن جعفر بن محمد عليهما السلام وهو المسجى بالرداء ، لان أباه أبا عبدالله جعفر عليه السلام سجاه بردائه لما مات ، وأدخل إليه وجوه الشيعة يشاهدونه ليعلموا موته وتزول عنهم الشبهة في أمره .
وكإخباره عن بني بويه وقوله فيهم : " ويخرج من ديلمان بنو الصياد " إشارة إليهم ، وكان أبوهم صياد السمك يصيد منه بيده ما يتقوت هو وعياله بثمنه فأخرج الله تعالى من ولده لصلبه ملوكا ثلاثة ، ونشر ذريتهم حتى ضربت الامثال بملكهم . وكقوله عليه السلام فيهم : " ثم يستقوي أمرهم حتى يملكوا الزوراء ويخلعوا الخلفاء " فقال له قائل : فكم مدتهم يا أمير المؤمنين ؟ فقال : مائة أو تزيد قليلا . وكقوله فيهم : " والمترف ابن الاجذم يقتله ابن عمه على دجلة " وهو إشارة إلى عز الدولة بختيار بن معز الدولة أبي الحسين ، وكان معز الدولة أقطع اليد قطعت يده التكوض في الحرب ، وكان ابنه عز الدولة بختيار مترفا صاحب لهو وشرب وقتله عضد الدولة فنا خسره ابن عمه بقصر الجفن على دجلة في الحرب و سلبه ملكه ، فأما خلعهم للخلفاء فإن معز الدولة خلع المستكفي ورتب عوضه المطيع ، وبهاء الدولة أبا نصر بن عضدالدولة خلع الطائع ورتب عوضه القادر ، و كانت مدة ملكهم كما أخبربه عليه السلام . وكإخباره عليه السلام لعبد الله بن العباس - رحمه الله - عن انتقال الامر إلى أولاده ، فإن علي بن عبدالله لما ولد أخرجه أبوه عبدالله إلى علي عليه السلام فأخذه وتفل في فيه وحنكه بتمرة قد لاكها ودفعه إليه وقال : " خذ إليك أبا الاملاك " هكذا الرواية الصحيحة وهي التي ذكرها أبوالعباس المبرد في الكتاب الكامل ، وليست الرواية التي يذكر فيها العدد بصحيحة ولا منقولة في كتاب معتمد عليه . وكم له من الاخبار عن الغيوب الجارية هذا المجرى مما لوأردنا استقصاءه لكرسنا كراريس كثيرة ، وكتب السير تشتمل عليها مشروحة ، ثم قال : وهذا الكلام إخبار عن ظهور المسودة وانقراض ملك بني امية ، ووقع الامر بموجب إخباره صلوات الله عليه ، حتى لقد صدق قوله عليه السلام : " تود قريش " إلى آخره ، فإن أرباب ، لسيرة كلهم نقلوا أن مروان بن محمد قال يوم الراب لما شاهد عبدالله بن علي بن عبدالله بن العباس بإزائه في صف خراسان : " لوددت أن علي بن أبي طالب تحت هذه الراية بدلا من هذا الفتى " والقصة طويلة مشهورة وهذه الخطبة ذكرها جماعة من أصحاب السيرة ، وهي متداولة منقولة مستفيضة خطب بها علي عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان ، وفيها ألفاظ لم يوردها الرضي رحمه الله من قوله عليه السلام : " ولم يكن ليجترئ عليها غيري ولو لم أك فيكم ما قوتل أصحاب الجمل والنهروان ، وايم الله لولا أن تنكلوا فتدعوا العمل لحدثتكم بما قضى الله عزوجل على لسان نبيكم صلى الله عليه وآله لمن قاتلهم مبصرا بضلالتهم عارفا للهدى الذي نحن عليه ، سلوني قبل أن تفقدوني فإني ميت عن قريب أو مقتول بل قتلا ما ينتظر أشقاها أن يخضب هذه بدم ؟ " وضرب بيده إلى لحيته . ومنها في ذكر بني امية " يظهر أهل باطلها على أهل حقها حتى تملا الارض عدوانا وظلما وبدعا ، إلى أن يضع الله عزوجل جبروتها ويكسر عمدها وينزع أوتادها ، ألا وإنكم مدركوها فانصروا قوما كانوا أصحاب رايات بدر وحنين توجروا ، ولا تمالئوا عليهم عدوهم فيصير عليهم ويحل بكم النقمة " ومنها " إلا مثل انتصار العبد من مولاه إذا رآه أطاعه ، وإن توارى عنه شتمه ، وايم الله لو فرقوكم تحت كل حجر لجمعكم الله لشر يوم لهم " ومنها " فانظروا أهل بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا ، وإن استنصروكم فانصروهم ، فليفر جن الله منا أهل البيت بأبي ابن خيرة الاماء لا يعطيهم إلا السيف هرجا هرجا ، موضوعا على عاتقه ثمانية حتى تقول قريش : لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا ، يغريه الله ببني امية حتى يجعلهم حطاما ورفاتا ، ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا ، سنة الله في الذين خلوا من قبل لن تجد لسنة الله تبديلا " . أقول : أوردت تمام تلك الخطبة برواية سليم بن قيس في كتاب الفتن .
62 - نهج : قال عليه السلام لما قتل الخوارج فقيل : يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم فقال عليه السلام : كلا والله إنهم نطف في أصلاب الرجال وقرارات النساء ، كلما نجم منهم قرن قطع حتى يكون آخرهم لصوصا سلابين .
63 - نهج : قالوا : اخذ مروان بن الحكم أسيرا يوم الجمل ، فاستشفع الحسن والحسين إلى أمير المؤمنين عليهم السلام فكلماه فيه ، فخلى سبيله ، فقالا له : يبايعك يا أمير المؤمنين ، فقال عليه السلام : أو لم يبايعني بعد قتل عثمان ؟ لا حاجة لي في بيعته إنها كف يهودية ، لو بايعني بيده لغدرني بسبته ، أما إن له إمرة كلعقة الكلب أنفه ، وهو أبوالاكبش الاربعة ، وستلقى الامة منه ومن ولده يوما أحمر .
64 - نهج : لكأني أنظر إلى ضليل قد نعق بالشام ، وفحص براياته في ضواحي كوفان ، فإذا فغرت فاغرته واشتدت شكيمته وثقلت في الارض وطأته ، عضت الفتنة أبناءها بأنيابها ، وماجت الارض بأمواجها ، وبدا من الايام كلوحها ومن الليالي كدوحها ، فإذا أينع زرعه وقام على ينعه وهدرت شقاشقه وبرقت بوارقه عقدت رايات الفتن المعضلة ، وأقبلن كالليل المظلم والبحر الملتطم ، هذا وكم يخرق الكوفة من قاصف ويمر عليها وعن قليل تلتف القرون بالقرون ، ويحصد القائم ويحطم المحصود .
بيان : قيل : المراد بالضليل معاوية ، وقيل : السفياني . وقال ابن أبي الحديد : هذا كناية عن عبدالملك بن مروان ، لان هذه الصفات كانت فيه أتم منها في غيره ، لانه أقام بالشام حين دعا إلى نفسه ، وهو معنى نعيقه وفحصت راياته بالكوفة تارة حين شخص بنفسه إلى العراق وقتل مصعبا ، وتارة لما استخلف الامراء على الكوفة ، فلما كمل أمر عبدالملك وهو معنى " أينع زرعه " هلك ، وعقدت رايات الفتن المعضلة بعده ، كحروب أولاده مع بني المهلب ، ومع زيد بن علي عليه السلام وأيام يوسف بن عمر وغير ذلك .
أقول : سيأتي كثير من الاخبار في كتاب الفتن .
65 - البرسي في المشارق عن ابن نباتة أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يوما جالسا في نجف الكوفة فقال لمن حوله : من يرى ما أرى ؟ فقالوا : وما ترى يا عين الله الناظرة في عباده ؟ فقال : أرى بعيرا يحمل جنازة ورجلا يسوقه ورجلا يقوده ، وسيأتيكم بعد ثلاث فلما كان اليوم الثالث قدم البعير والجنازة مشدودة عليه ورجلان معه ، فسلما على الجماعة ، فقال لهما أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن حياهم : من أنتم ومن أين أقبلتم و من هذه الجنازة ولماذا قدمتم ؟ فقالوا : نحن من اليمن ، وأما الميت فأبونا وإنه عند الموت أوصى إلينا فقال : إذا غسلتموني وكفنتموني وصليتم علي فاحملوني على بعيري هذا إلى العراق فادفنوني هناك بنجف الكوفة ، فقال لهما أمير المؤمنين عليه السلام : هل سألتماه لماذا ؟ فقالا : أجل قد سألناه فقال : يدفن هناك رجل لو شفع يوم القيامة لاهل الموقف لشفع ، فقام أمير المؤمنين عليه السلام وقال : صدق ، أنا والله ذلك الرجل .
66 - قال ابن أبي الحديد في موضع آخر : قال شيخنا أبوعثمان : حدثني ثمامة قال : سمعت جعفر بن يحيى - وكان من أبلغ الناس وأفصحهم للقول والكتابة بضم اللفظة إلى اختها - : ألم تسمعوا قول شاعر لشاعر وقد تفاخرا : أنا أشعر منك لاني أقول البيت وأخاه ، وأنت تقول البيت وابن عمه ! ثم قال : وناهيك حسنا بقول علي بن أبي طالب عليه السلام : " هل من مناص أو خلاص ؟ أو معاذ أو ملاذ ؟ أو قرار أو محار ؟ " قال أبوعثمان : وكان جعفر يتعجب أيضا بقول علي عليه السلام : أين من جد واجتهد ، وجمع واحتشد وبني فشيد ، وفرش فمهد ، وزخرف فنجد ؟ " قال : ألا ترى أن كل لفظة منها آخذة بعنق قرينها جاذبة إياها إلى نفسها دالة عليها بذاتها ؟ قال أبوعثمان : فكان جعفر يسميه فصيح قريش . واعلم أننا لا يتخالجنا الشك في أنه أفصح من كل ناطق بلغة العرب من الاولين والآخرين إلا ما كان من كلام الله سبحانه وكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك لان فضيلة الخطيب أو الكاتب في خطابته وكتابته يعتمد على أمرين هما مفردات الالفاظ ومركباتها ، أما المفردات فأن تكون سهلة سلسلة غير وحشية ولا معقدة ، وألفاظه عليه السلام كلها كذلك ، وأما المركبات فحسن المعنى وسرعة وصوله إلى الافهام واشتماله على الصفات التي باعتبارها فضل بعض الكلام على بعض ، وتلك الصفات هي الصناعة التي سماها المتأخرون البديع ، من المقابلة والمطابقة وحسن التقسيم ، ورد آخر الكلام على صدره ، والترصيع والتسهيم والتوشيح والمماثله والاستعارة ، ولطافة استعمال المجاز والموازنة والتكافؤ والتسميط والمشاكلة ، ولا شبهة أن هذه الصفات كلها موجودة في خطبه كتبه ، مبثوثة متفرقة في فرش كلامه عليه السلام وليس يوجد هذان الامران في كلام لاحد غيره فان كان قد تعملها وأفكر فيها وأعمل رويته في وضعها ونثرها فلقد أتى بالعجب العجائب ، ووجب أن يكون إمام الناس كلهم في ذلك لانه ابتكره ولم يعرف من قبله . وإن كان اقتضبها ابتداء ، وفاضت عليها لسانه مرتجلة وجاش بها طبعه بديهة من غير روية ولا اعتمال فأعجب ، وأعجب على كلا الامرين ، فلقد جاء مجليا والفصحاء ينقطع أنفاسهم على أثره ، ويحق ما قال معاوية لمحقن الضبي لما قال له : " جئتك من عند أعيى الناس " : يا ابن اللخناء لعلي تقول هذا ؟ وهل سن الفصاحة لقريش غيره ؟ واعلم أن تكلف الاستدلال على أن الشمس مضيئة يتعب ، وصاحبه منسوب إلى السفه ، وليس جاحد الامور المعلومة علما ضروريا بأشد سفها ممن رام الاستدلال بالادلة النظرية عليها . أقول : قد أثبتنا إخباره عليه السلام بالمغيبات في باب إخباره بسبه ، وأبواب شهادته ، وباب جوامع معجزاته وأبواب شهادة الحسين عليه السلام وأبواب أحوال أصحابه .
ماظهر في المنامات من كراماته ومقاماته ودرجاته صلوات الله عليه ، وفيه بعض النوادر - بحار الأنوار ، 42 / 1 - 16
يج : روي عن أبي علي الحسن بن عبدالعزيز الهاشمي قال : كانت الفتنة قائمة بين العباسيين والطالبيين بالكوفة ، حتى قتل سبعة عشر رجلا عباسيا ، وغضب الخليفة القادر ، واستنهض الملك شرف الدولة أبا علي حتى يسير إلى الكوفة ويستأصل بها من الطالبيين ، ويفعل كذا وكذا بهم وبنسائهم وبناتهم ، وكتب من بغداد هذا الخبر على طيور إليهم ، وعرفوهم ما قال القادر ، ففزعوا وتعلقوا ببني خفاجة ، فرأت امرأة عباسية في منامها كأن فارسا على فرس أشهب وبيده رمح نزل من السماء ، فسألت عنه فقيل لها : هذا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يريد أن يقتل من عزم على قتل الطالبيين ، فأخبرت الناس فشاع منامها في البلد ، وسقط الطائر بكتاب من بغداد بأن الملك شرف الدولة بات عازما على المسير إلى الكوفة ، فلما انتصف الليل مات فجأة ، وتفرقت العساكر وفزع القادر .
2 - يج : روي أبومحمد الصالح قال : حدثنا أبوالحسن علي بن هارون المنجم أن الخليفة الراضي كان يجادلني كثيرا على خطأ علي فيما دبر في أمره مع معاوية قال : فأوضحت له الحجة أن هذا لايجوز على علي ، وأنه عليه السلام لم يعمل إلا الصواب فلم يقبل مني هذا القول ، وخرج إلينا في بعض الايام ينهانا عن الخوض في مثل ذلك ، وحدثنا أنه رأى في منامه كأنه خارج من داره يريد بعض متنزهاته ، فرفع إليه رجل قصير رأسه رأس كلب ، فسأل عنه فقيل له : هذا الرجل كان يخطئ على علي بن أبي طالب عليه السلام قال : فعلمت أن ذلك كان عبرة لي ولامثالي ، فتبت إلى الله .
3 - يج : روى الشيخ أبوجعفر بن بابويه ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد السجستي قال : خرجت في طلب العلم فدخلت البصرة ، فصرت إلى محمد بن عباد صاحب عبادان ، فقلت : إني رجل غريب أتيتك من بلد بعيد لاقتبس من علمك شيئا ، قال : من أنت ؟ قلت : من أهل سجستان ، قال : من بلد الخوارج ؟ قلت لوكنت خارجيا ماطلبت علمك ، قال أفلا اخبرك بحديث حسن إذا أتيت بلادك تحدث به الناس ؟ قلت : بلى ، قال : كان لي جار من المتعبدين ، فرأى في منامه كأنه قد مات وكفن ودفن ، قال : مررت بحوض النبي صلى الله عليه واله وإذا هو جالس على شفير الحوض والحسن والحسين عليهما السلام يسقيان الامة الماء ، فاستسقيتهما فأبيا أن يسقياني ، فقلت : يارسول الله إني من امتك ، قال : وإن قصدت عليا لا يسقيك فبكيت وقلت : أنا من شيعة علي ، قال : لك جار يلعن عليا ولم تنهه ، قلت ، إني ضعيف ليس لي قوة وهو من حاشية السلطان ، قال : فأخرج النبي سكينا وقال : امض واذبحه ، فأخذت السكين وصرت إلى داره ، فوجدت الباب مفتوحا ، فدخلت فأصبته نائما فذبحته ، وانصرفت إلى النبي صلى الله عليه واله وقلت : قد ذبحته وهذه السكين ملطخة بدمه ، قال : هاتها ، ثم قال للحسين عليه السلام : اسقه ماء ، فلما أضاء الصبح سمعت صراخا ، فسألت عنه فقيل : إن فلانا وجد على فراشه مذبوحا ، فلما كان بعد ساعة قبض أميرالبلد على جيرانه فدخلت عليه وقلت : أيها الامير اتق الله إن القوم برآء ، وقصصت عليه الرؤيا فخلى عنهم .
4 - أقول : وأخبرني بهذا الخبر شيخي ووالدي العلامة قدس الله روحه عن السيد حسين بن حيدر الحسيني الكركي - رحمه الله - قال : أخبرني الشيخ الجليل بهاء الملة والدين العاملي في إصفهان ثاني شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة وأخبرني أيضا في السابع والعشرين من شهر رجب سنة ألف وثلاث في النجف الاشرف تجاه الضريح المقدس قراءة وإجازة ، قال : أخبرني والدي الشيخ حسين بن عبد الصمد في يوم الثلثاء ثاني شهر رجب سنة إحدى وتسعين وتسعمائة بدارنا في المشهد المقدس الرضوي صلوات الله على مشرفه ، عن الشيخين الجليلين السيد حسن بن جعفر الكركي والشيخ زين الملة والدين قدس الله روحهما ، عن الشيخ علي بن عبدالعالى الميسي ، عن الشيخ محمد بن المؤذن الجزيني ، عن الشيخ ضياء الدين علي ، عن والده الشهيد السعيد محمد بن مكي ، عن السيد عبدالمطلب بن محمد بن علي بن محمد الاعرج الحسيني ، عن جده علي ، عن شيخه عبدالحميد بن السيد فخار بن معد بن فخار الموسوي ، عن يوسف بن هبة الله بن يحيى الواسطي ، عن أبيه ، عن أبي الحسن البصري ، عن سعيد بن ناصر البستقي ، عن القاضي أبي محمد السمندي عن علي بن محمد السمان السكري قال : خرجت إلى أرض العراق في طلب الحديث فوصلت عبادان فدخلت على شيخها محمد بن عباد شيخ عبادان ورأس المطوعة ، فقلت له : يا شيخ أنا رجل غريب أتيت من بلد بعيد ألتمس من علمك ، فقال : من أين أتيت ؟ فقلت : من جهستان فقال : من بلد الخوارج لعلك خارجي ؟ فقلت : لو كنت خارجيا لم أشتر علمك بدانق ، فقال : ألا احدثك حديثا طريفا إذا مضيت إلى بلادك تحدثت به ؟ فقلت : بلى يا شيخ ، فقال : كان لي جار من المتزهدين المتنسكين ، فرأى في منامه كأنه مات ونشر وحوسب وجوز الصراط وأنى حوض النبي صلى الله عليه واله والحسن والحسين عليهما السلام يسقيان ، قال : فاستقيت الحسن فلم يسقني واستقيت الحسين فلم يسقني ، فقربت من رسول الله صلى الله عليه واله فقلت : يا رسول الله أنا رجل من امتك وقد استقيت الحسن فلم يسقني واستقيت الحسين فلم يسقني ، فصاح الرسول صلى الله عليه واله بأعلى صوته لا نسقياه لا نسقياه ، فقلت : يا رسول الله أنا رجل من امتك ما بدلت ولا غيرت ، قال : بلى لك جار يلعن عليا ويستنقصه لم تنهه ، فقلت : يا رسول الله هو رجل يغتر بالدنيا وأنا رجل فقير لا طاقة لي به ، قال فأخرج الرسول صلى الله عليه واله سكينا مسلولة وقال : اذهب فاذبحه بها ، فأتيت باب الرجل فوجدته مفتوحا ، فصعدت الدرجة فوجدته ملقى على سريره ، فذبحته وأتيت بالسكين ملطخة بالدم فأعطيتها رسول الله صلى الله عليه واله فأخذها وقال : اسقياه ، فتناولت الكأس فلا أدري أشربتها أم لا ، و انتبهت فزعا مرعوبا ، ففزعت إلى الوضوء وصليت ما شاء الله ، ووضعت رأسي و نمت وسمعت الصياح في جواري ، فسألت عن الحال فقيل : إن فلانا وجد على سريره مذبوحا ، فما مكثت حتى أتى الامير والحرس فأخذوا الجيران ، فقلت : أنا ذبحت الرجل ولا يسعني أن أكتم فمضيت إلى الامير فقلت : أنا ذبحت الرجل فقال : لست متهما على مثل هذا ، فقصصت الرؤيا عليه وقلت : أيها الامير إن صححها الله فما ذنبي و ( ما ) ذنب هؤلاء ؟ فقال الامير . أحسن الله جزاك أنت برئ والقوم برآء ، قال الشيخ علي بن محمد السمان فلم أسمع بالعراق أحسن من هذا الحديث .
ما ذكر الفضل بن شاذان في كتابه الذي نقض به على ابن اكرام قال : روى عثمان بن عفان عن محمد بن عباد البصري وذكر نحوه .
5 - أقول : ذكرالعلامة الحلي قدس الله روحه في إجازته الكبيرة عن تاج الدين الحسن بن الدربي ، عن أبي الفائز بن سالم بن معارويه في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ، عن أبي البقاء هبة الله بن نما ، عن أبي البقاء هبة الله بن ناصر بن نصر ، عن أبيه ، عن الاسعد ، عن الرئيس أبي البقاء أحمد بن علي المزرع ، عمن حدثه عن بعض أهل الموصل قال : عزمت الحج فأتيت الامير حسام الدولة المقلد بن المسيب وهو أميرنا يومئذ ، فودعته وعرضت الحاجة عليه ، فاستخلى بي وأحضر لي مصحفا فحلفني به إلا بلغت رسالته وحلف به لو ظهر هذا الخبر لاقتلنك ، فلما فرغ قال : إذا أتيت المدينة فقف عند قبر محمد صلى الله عليه واله وقل : يا محمد قلت وصنعت وموهت على الناس في حياتك لم أمرتهم بزيارتك بعد مماتك ؟ وكلام نحو هذا ، فسقط في يدي لم أتيته ولم أعلم أنه يرى رأي الكفار ، فحججت وعدت حتى أتيت المدينة وزرت رسول الله صلى الله عليه واله وهبته أن أقول ما قال لي ، وبقيت أياما حتى إذا كان ليلة مسيرنا فذكرت يميني بالمصحف فوقفت أمام القبر وقلت : يا رسول الله حاكي الكفر ليس بكافر ، قال لي المقلد بن المسيب كذا وكذا ، ثم استعظمت ذلك وفزعت عنه ، فأتيت رحلي ورفاقتي ورميت بنفسي وتدبرت وحرت كالمجهود ، فلما أن تهور الليل رأيت في منامي رسول الله صلى الله عليه واله وعليا وبيد علي سيف وبينهما رجل نائم عليه إزار رقيق أبيض بطراز أحمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : يا فلان اكشف عن وجهه ، فكشفته فقال : تعرفه ؟ قلت : نعم ، قال : من هو ؟ قلت : المقلد بن المسيب ، قال : ياعلي اذبحه ، فأمر السيف على نحره وذبحه ، ورفعه فمسحه بالازار الذي على صدره مسحتين ، فأثر الدم فيه خطين ، فانتبهت مرعوبا ولم أكن فلم يزد أحد غير أنه أصبح مذبوحا ، فسألنا عن الليلة التي ذبح فيها فإذا هي الليلة التي أرخناها بالمدينة مع صاحبي ، فكان موافقا ، ثم قلنا : قد بقي شئ واحد وهو الازار والدم عليه ، فسألنا عمن غسله فارشدنا إليه ، فسألناه فأخرج لنا ما أخذ من ثيابه حين غسله والازار الابيض المطرز بالاحمر وفيه الخطان بالدم .
6 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن جعفر البجلي ، عن محمد بن عمار الاسدي ، عن يحيى بن ثعلبة ، عن أبي نعيم محمد بن جعفر الحافظ ، عن أحمد بن عبيد بن ناصح ، عن هشام بن محمد بن السائب ، عن يحيى بن ثعلبة ، عن امه عائشة بنت عبدالرحمن بن السائب ، عن أبيها قال : جمع زياد بن أبيه شيوخ أهل الكوفة و أشرافهم في مسجد الرحبة لسب أميرالمؤمنين عليه السلام والبراءة منه وكنت فيهم ، و كان الناس من ذلك في أمر عظيم ، فغلبتني عيناي ، فنمت فرأيت في النوم شيئا طويلا طويل العنق أهدل أهدب ، فقلت : من أنت ؟ فقال : أنا النقاد ذوالرقبة ، قلت : وما النقاد ؟ قال : طاعون بعثت إلى صاحب هذا القصر لاجتثه من جديد الارض كما عتا وحاول ما ليس له بحق ، قال : فانتبهت فزعا وأنا في جماعة من قومي فقلت : هل رأيتم ما رأيت في المنام ؟ فقال رجلان منهم : رأينا كيت وكيت بالصفة وقال الباقون : ما رأينا شيئا ، فما كان بأسرع من أن خرج خارج من دار زياد فقال : يا هؤلاء انصرفوا فإن الامير عنكم مشغول ، فسألناه عن خبره فخبرنا أنه طعن في ذلك الوقت ، فما تفرقنا حتى سمعنا الواعية عليه ، فأنشأت أقول في ذلك : قد جشم الناس أمرا ضاق ذرعهم * بحمله حين ناداهم إلى الرحبة يدعو على ناصر الاسلام حين يرى * له على المشركين الطول والغلبة ماكان منتهيا عما أراد بنا * حتى تناوله النقاد ذو الرقبة فأسقط الشق منه ضربة عجبا * كما تناول ظلما صاحب الرحبة 7 - قب : كان بالمدينة رجل ناصبي ثم نشيع بعد ذلك ، فسئل عن السبب في ذلك فقال : رأيت في منامي عليا عليه السلام يقول لي : لو حضرت صفين مع من كنت تقاتل ؟ قال : فأطرقت افكر ، فقال عليه السلام : يا خسيس هذه مسألة تحتاج إلى هذا الفكر العظيم ؟ اعطوا قفاه ، فصفقت حتى انتبهت وقد ورم قفاي ، فرجعت عما كنت عليه .
8 - فض ، يل : عن إبراهيم بن مهران قال : كان بالكوفة رجل يكنى بأبي جعفر وكان حسن المعاملة مع الله تعالى ، ومن أتاه من العلويين يطلب منه شيئا أعطاه و يقول لغلامه : يا هذا اكتب " هذا ما أخذ علي بن أبي طالب عليه السلام " وبقي على ذلك زمانا ، ثم قعد به الوقت وافتقر ، فنظر يوما في حسابه فجعل كل ماهو عليه اسم حي من غرمائه بعث إليه يطالبه ، ومن مات ضرب على اسمه : فبينا هو جالس على باب داره إذ مر به رجل فقال : ما فعل بما لك علي بن أبي طالب ؟ فاغتم لذلك غما شديدا ودخل منزله ، فلما جنه الليل رأى النبي صلى الله عليه واله وكان الحسن والحسين عليهما السلام يميشان أمامه ، فقال لهما النبي صلى الله عليه واله : ما فعل أبوكما ؟ فأجابه علي عليه السلام من ورائه : ها أنا ذا يارسول الله ، فقال له : لم لا تدفع إلى هذا الرجل حقه ؟ فقال علي عليه السلام : يا رسول الله هذا حقه قد جئت به ، فقال له النبي صلى الله عليه واله ادفعه إليه فأعطاه كيسا من صوف أبيض فقال : إن هذا حقك فخذه ، فلا تمنع من جاءك من ولدي يطلب شيئا فإنه لا فقر عليك بعد هذا ، قال الرجل : فانتبهت والكيس في يدي ، فناديت زوجتي وقلت لها : هاك ، فناولتها الكيس فإذا فيه ألف دينار ، فقالت لي : يا ذا الرجل اتق الله تعالى ولا يحملك الفقر على أخذ ما لا تستحقه ، وإن كنت خدعت بعض التجار على ماله فاردده إليه ! فحدثتها بالحديث فقالت : إن كنت صادقا فأرني حساب علي بن أبي طالب عليه السلام فأحضر الدستور وفتحه فلم يجد فيه شيئا من الكتابة بقدرة الله تعالى .
أقول : روي في كتاب صفوة الاخبار عن جابر بن عبدالله الانصاري مثله .
9 - فض : من المسموعات بواسط في سنة اثنين وخمسين وست مائة عن الحسن ابن أبي بكر أن ابن سلامة القزاز حيث ذهبت عينه اليمنى وكان عليه دين لشخص يعرف بابن حنظلة الفزاري فألح عليه بالمطالبة وهو معسر ، فشكا حاله إلى الله سبحانه وتعالى ، واستجار بمولانا أميرالمؤمنين عليه السلام فلما كان في بعض الليالي رأى في منامه عزالدين أبا المعالى ابن طبيبي رحمه الله ومعه رجل آخر ، فدنا منه وسلم عليه وسأله عن الرجل ، فقال له : هذا مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام فدنا من الامام و قال له : يا مولاي هذه عيني اليمنى قد ذهبت ، فقال له : يردها الله عليك ، ومد يده الكريمة إليها وقال : " يحييها الذي أنشأها أول مرة " فرجعت بإذن الله تعالى ، وقد شاهد ذلك كل من في واسط والرجل موجود بها .
10 - يل ، فض : روى عبدالله بن مسعود بن عبدالدار ، عن عيسى بن عبدالله مولى بني تميم ، عن شيخ القاروني من قريش من بني هاشم قال : رأيت رجلا بالشام قد اسود وجهه وهو يغطيه ، فسألته عن سبب ذلك قال : نعم قد جعلت علي لله أن لا يسألني أحد عن ذلك الاذى إلا أجبته وأخبرته ، إني كنت شديد الوقيعة في علي ابن أبي طالب عليه السلام كثير السب له ، فبينما أنا ذات ليلة من الليالي نائم إذ أتاني آت في منامي فقال : أنت صاحب الوقيعة في علي بن أبي طالب ؟ قلت : بلى ، فضرب وجهي وقال : سودالله ، فاسود كما ترى .
11 - من كتاب صفوة الاخبار روى الاعمش قال : رأيت جارية سوداء تسقي الماء وهي تقول : اشربوا حبا لعلي بن أبي طالب عليه السلام وكانت عمياء ، قال : ثم أتيتها بمكة بصيرة تسقي الماء وهي تقول : اشربوا حبا لمن رد الله علي بصري به ، فقلت : يا جارية رأيتك في المدينة ضريرة تقولين : اشربوا حبا لمولاي علي بن أبي طالب عليه السلام وأنت اليوم بصيرة فما شأنك ؟ قالت : بأبي أنت إني رأيت رجلا قال : ياجارية أنت مولاة لعلي بن أبي طالب عليه السلام ومحبته ؟ فقلت نعم ، فقال : اللهم إن كانت صادقة فرد عليها بصرها ، فوالله لقد رد الله علي بصري فقلت : من أنت ؟ قال : أنا الخضر وأنا من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام .
12 - من كتاب كشف اليقين للعلامة قدس الله روحه من كتاب الاربعين عن الاربعين قال : إن الشاعر الببغاء وفد على بعض الملوك ، وكان يفد عليه في كل سنة ، فوجده في الصيد ، فكتب وزير الملك يخبر بقدومه ، فأمره بأن يسكنه في بعض دوره ، وكان على تلك الدار غرفة كان الببغاء يبيت كل ليلة فيها ، ولها مطلع إلى الدرب ، وكان كل ليلة يخرج الحارث بعد نصف الليل فيصيح بأعلى صوته : يا غافلين اذكروا الله ، ثم يسب عليا ، وكان الشاعر الببغاء ينزعج لصوته ، فاتفق في بعض الليالي أن الشاعر رأى في منامه أن النبي صلى الله عليه واله قد جاء هو وعلي عليه السلام إلى ذلك الدرب ، ووجد الحارث فقال النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام : اصفقه فله اليوم أربعون سنة يسبك ، فضربه أميرالمؤمنين عليه السلام بين كتفيه ، فانتبه الشاعر منزعجا من المنام ، ثم انتظر الصوت الذي كان من الحارث كل وقت فلم يسمعه ، فتعجب من ذلك ، ثم رأى صياحا ورجالا قد أقبلوا إلى دار الحارث ، فسألهم الخبر فقالوا .له : إن الحارث حصل له بين كتفيه ضربة بقدر الكف ، وهي تنشق وتمنعه القرار فلم يكن وقت الصباح إلا وقد مات ، وشاهده بهذه الحال أربعون نفسا .
وكان ببلد الموصل شخص يقال له أحمد بن حمدون بن الحارث العدوي ، كان شديد العناد كثير البغض لمولانا أميرالمؤمنين عليه السلام فأراد بعض أهل الموصل الحج ، فجاء إليه يودعه ، فقال له : إني قد عزمت على الخروج إلى الحج فإن كان لك حاجة تعرفني حتى أقضيها لك ، فقال : إن لي حاجة مهمة وهي سهلة عليك ، فقال له : مرني بها حتى أفعلها ، فقال : إذا قضيت الحج ووردت المدينة وزرت النبي صلى الله عليه واله فخاطبه عني وقل : يا رسول الله ما أعجبك من علي بن أبي طالب حتى تزوجته بابنتك ؟ عظم بطنه أو دقة ساقه أو صلعة رأسه ؟ وحلفه وعزم عليه أن يبلغه هذا الكلام ، فلما ورد المدينة وقضى حوائجه أنسى تلك الوصية ، فرأى أميرالمؤمنين عليه السلام في منامه فقال له : ألا تبلغ وصية فلان إليك ؟ فانتبه ومشى لوقته إلى القبر المقدس وخاطب النبي صلى الله عليه واله بما أمره ذلك الرجل به ثم نام فرأى أمير - المؤمنين عليه السلام فأخذه ومشى هو وإياه إلى منزل ذلك الرجل ، وفتح الابواب وأخذ مدية فذبحه عليه السلام بها ، ثم مسح المدية بملحفة كانت عليه ، ثم أتى سقف باب الدار فرفعه بيده ووضع المدية تحته وخرج ، فانتبه الحاج منزعجا من ذلك ، و كتب صورة المنام هو وأصحابه ، وانتبه سلطان الموصل في تلك الليلة وأخذ الجيران والمشتبهين ورماهم في السجن ، وتعجب أهل الموصل من قتله حيث لا يجدوا نقبا ولا تسليقا على حائط ولا بابا مفتوحا ولا قفلا ، وبقي السلطان متحيرا في أمره ما يدري ما يصنع في قضيته ، فإن ورود واحد من الخارج متعذر مع هذه العلامات ولم يسرق من الدار شئ البتة ، ولم تزل الجيران وغيرهم في السجن إلى ورود الحاج من مكة ، فلقي الجيران في السجن فسأل عن ذلك فقيل : إن في الليلة الفلانية وجدوا فلانا مذبوحا في داره ولم يعرف قاتله ، ففكر وقال لاصحابه : أخرجوا صورة المنام ، فإذا هي ليلة القتل ، ثم مشى هو والناس بأجمعهم إلى دار المقتول ، فأمر بإخراج الملحفة وأخبرهم بالدم فيها ، فوجدوها كما قال ، ثم أمر برفع المردم فرفع فوجد السكين تحته ، فعرفوا صدق منامه ، وافرج عن المحبوسين ورجع أهله إلى الايمان ، وكان ذلك من ألطاف الله تعالى في حق بريته . وكان في الحلة شخص من أهل الدين والصلاح ملازم لتلاوة الكتاب العزيز ، فرجمه الجن فكان تأتي الحجارة من الخزائن والروازن المسدودة ، وألحوا عليه بالرجم وأضجروه ، وشاهدت أنا الموضع التي كان يأتي الرجم منها ، ولم يقصر في طلب العزائم والتعاويذ ووضعها في منزله وقراءتها فيه ، ولم ينقطع عنه الرجم مدة ، فخطر بباله أنه دخل ووقف على باب البيت الذي كان يأتي الرجم منه ، فخاطبهم وهو لا يراهم ، فقال : والله لئن لم تنتهوا عني لاشكونكم إلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فانقطع عنه الرجم في الحال ولم يعد إليه . ونقل ابن الجوزي وكان حنبلي المذهب في كتاب تذكرة الخواص : كان عبدالله بن المبارك يحج سنة ويغزو سنة ، وداوم عليه على ذلك خمسين سنة ، فخرج في بعض سني الحج وأخذ معه خمسمائة دينار إلى موقف الجمال بالكوفة ليشتري جمالا للحج ، فرأى امرأة علوية على بعض المزابل تنتف ريش بطة ميتة ، قال : فتقدمت إليها فقلت : ولم تفعلين هذا ؟ فقالت : يا عبدالله لا تسأل عما لا يعنيك ، قال : فوقع في خاطري من كلامها شئ ، فألححت عليها فقالت : يا عبدالله قد ألجأتني إلى كشف سري إليك . أنا امرأة علوية ولي أربع بنات يتامى ، مات أبوهن من قريب وهذا اليوم الرابع ما أكلنا شيئا ، وقد حلت لنا الميتة ، فأخذت هذه البطة اصلحها وأحملها إلى بناتي يأكلنها ، قال : فقلت في نفسي : ويحك يا ابن المبارك أين أنت عن هذه ؟ فقلت : افتحي حجرك ، ففتحت فصببت الدنانير في طرف إزارها وهي مطرقة لا تلتفت ، قال : ومضيت إلى المنزل ونزع الله قلبي من شهوة الحج في ذلك العام ثم تجهزت إلى بلادي فأقمت حتى حج الناس وعادوا ، فخرجت أتلقى جيراني وأصحابي ، فجعل كل من أقول له : قبل الله حجك وشكر سعيك ، يقول لي : وأنت قبل الله حجك وشكر سعيك ، إنا قد اجتمعنا بك في مكان كذا وكذا ، وأكثر الناس علي في القول ، فبت متفكرا فرأيت رسول الله صلى الله عليه واله في المنام وهو يقول لي : يا عبدالله لا تعجب فإنك أغثت ملهوفة من ولدي ، فسألت الله أن يخلق على صورتك ملكا يحج عنك كل عام إلى يوم القيامة ، فإن شئت أن تحج وإن شئت لا تحج . ونقل ابن الجوزي في كتابه قال : قرأت في الملتقط - وهو كتاب لجده أبي - الفرج بن الجوزي - قال : كان ببلخ رجل من العلويين نازلا بها وله زوجة وبنات فتوفي ، قالت المرأة : فخرجت بالبنات إلى سمرقند خوفا من شماتة الاعداء ، و اتفق وصولي في شدة البرد ، فأدخلت البنات مسجدا فمضيت لاحتال في القوت ، فرأيت الناس مجتمعين على شيخ ، فسألت عنه فقالوا : هذا شيخ البلد ، فشرحت له حالي فقال : أقيمي عندي البينة أنك علوية ، ولم يلتفت إلي ، فيسئت منه وعدت إلى المسجد ، فرأيت في طريقي شيخا جالسا على دكة وحوله جماعة ، فقلت :من هذا ؟ فقالوا : ضامن البلد وهو مجوسي ، فقلت عسى أن يكون عنده فرج ، فحدثته حديثي وما جرى لي مع الشيخ ، فصاح بخادم له فخرج ، فقال : قل لسيدتك : تلبس ثيابها ، فدخل فخرجت امرأة ومعها جوار ، فقال لها : اذهبي مع هذه المرأة إلى المسجد الفلاني واحملي بناتها إلى الدار . فجاءت معي وحملت البنات ، وقد أفرد لنا دارا في داره ، وأدخلنا الحمام ، وكسانا ثيابا فاخرة ، وجائنا بألوان الاطعمة ، وبتنا بأطيب ليلة ، فلما كان نصف الليل رأى شيخ البلد المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت واللواء على رأس محمد صلى الله عليه واله وإذا قصر من الز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
الشيخ عودة
الشيخ عودة
الشيخ عودة



عدد المساهمات : 1748
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
العمر : 73

 غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Empty
مُساهمةموضوع: رد: غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل    غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل Emptyالثلاثاء ديسمبر 24, 2013 4:33 am

بيان : قد مضى تمام الخبر في باب هداية الله وإضلاله وباب نوادر معجزات الرسول صلى الله عليه واله ، والذهب الابريز بالكسر : الخالص ، والباقة : الحزمة من بقل والحمارة بتخفيف وتشديد الراء : شدة الحر .
8 - م : قال علي بن محمد عليهما السلام : لما رجع أميرالمؤمنين من صفين - وسقى القوم من الماء التي تحت الصخرة التي قلبها - ليقعد لحاجته فقال بعض منافقي عسكره سوف أنظر إلى سوأته وإلى ما يخرج منه ، فإنه يدعي مرتبة النبي صلى الله عليه واله لاخبر أصحابي بكذبه ، فقال علي عليه السلام لقنبر : يا قنبر اذهب إلى تلك الشجرة وإلى التي تقابلها - وقد كان بينهما أكثر من فرسخ - فنادهما أن وصي محمد يأمر كما أن تتلاصقا فقال قنبر : يا أميرالمؤمنين أو يبلغهما صوتي ؟ قال علي عليه السلام : إن الذي يبلغ بصر عينك السماء وبينك و بينها مسيرة خمسمائة عام سيبلغهما صوتك ، فذهب قنبر فنادى فسعت إحداهما إلى الاخرى سعي المتحابين طالت غيبة أحدهما عن الآخر واشتد شوقه وانضما ، فقال قوم من منافقي العسكر : إن عليا يضاهي في سحره رسول الله ابن عمه ! ما ذاك رسول الله ولا هذا إمام ، وإنما هما ساحران ! لكنا سندور من خلفه فننظر إلى عورته وما يخرج منه ، فأوصل الله عزو جل ذلك إلى اذن علي من قبلهم فقال جهرا : يا قنبر إن المنافقين أرادوا مكايدة وصي رسول الله صلى الله عليه واله وظنوا أنه لا يمتنع منهم إلا بالشجرتين ، فارجع إليهما - يعني الشجرتين - فقل لهما : إن وصي رسول الله صلى الله عليه واله يأمر كما أن تعودا إلى مكانكما ، ففعل ما أمره به فانقلعتا وعدت كل واحدة تفارق الاخرى كهزيمة الجبان من الشجاع البطل ، ثم ذهب علي عليه السلام ورفع ثوبه ليقعد ، وقد مضى من المنافقين جماعة لينظروا إليه ، فلما رفع ثوبه أعمى الله تعالى أبصارهم فلم يبصروا شيئا ، فولوا عنه وجوههم فأبصروا كما كانوا يبصرون ، فنظروا إلى جهته فعموا ، فما زالوا ينظرون إلى جهته ويعمون ويصرفون عنه وجوههم ويبصرون إلى أن فرغ علي عليه السلام وقام ورجع ، وذلك ثمانون مرة من كل واحدة . ثم ذهبوا ينظرون ما خرج عنه فاعتقلوا في مواضعهم فلم يقدروا أن يروها ، فإذا انصرفوا أمكنهم الانصراف ، أصابهم ذلك مائة مرة حتى نودي فيهم بالرحيل ، فرحلوا وما وصلوا إلى ما أرادوا من ذلك ، ولم يزدهم ذلك إلا عتوا وطغيانا وتماريا في كفرهم وعنادهم . فقال بعضهم لبعض : انظروا إلى هذا العجب من هذه آياته و معجزاته ويعجز
عن معاوية وعمرو ويزيد ! فنظروا ، فأوصل الله عزوجل ذلك من قبلهم إلى اذنه فقال علي عليه السلام : يا ملائكة ايتوني بمعاوية وعمرو ويزيد ، فنظروا في الهواء فإذا ملائكة كأنهم السودان قد علق كل واحد منهم بواحد ، فأنزلوهم إلى حضرته فإذا أحدهم معاوية والآخر عمرو والآخر يزيد ، فقال علي عليه السلام : تعالوا فانظروا إليهم ، أما لو شئت لقتلتهم ولكني أنظرهم كما أنظرالله عزوجل إبليس إلى الوقت المعلوم ، إن الذي ترونه بصاحبكم ليس لعجز ولا دل ، ولكنه محنة من الله عزوجل لينظر كيف تعملون ، ولئن طعنتم على علي فلقد طعن الكافرون والمنافقون قبلكم على رسول رب العالمين ، فقالوا : إن من طاف ملكوت السماوات والجنان في ليلة ورجع كيف يحتاج إلى أن يهرب ويدخل الغارو يأتي إلى المدينة من مكة في أحد عشر يوما ؟ وإنما هو من الله إذا شاء أراكم القدرة لتعرفوا صدق أنبياء الله ، وإذا شاء امتحنكم بما تكرهون لينظر كيف تعلمون ، وليظهر حجته عليكم .
9 - م : قال علي بن الحسين صلوات الله عليه : كان جد بن قيس تالي عبدالله في النفاق ، كما أن عليا عليه السلام كان تالي رسول الله صلى الله عليه واله في الكمال والجلال والجمال وتفرد جد مع عبدالله بن ابي بعد ما سم الرسول صلى الله عليه واله ولم يؤثر فيه ، فقال له : إن محمدا صلى الله عليه واله ماهر في السحر وليس علي كمثله ، فاتخذ أنت يا جد لعلي دعوة بعد أن تتقدم في تنبيش أصل حائط بستانك ، ثم توقف رجالا خلف الحائط بخشب يعتمدون بها على الحائط ويدفعونه على علي ومن معه ليموتوا تحته ، فجلس علي عليه السلام تحت الحائط فتلقاه بيساره وأوقفه ، وكان الطعام بين أيديهم ، فقال عليه السلام : كلوا بسم الله ، وجعل يأكل معهم حتى أكلوا وفرغوا ، وهو يمسك الحائط بشماله والحائط ثلاثون ذراعا طوله في خمسة عشر سمكة في ذراعين غلظة ، فجعل أصحاب علي عليه السلام يأكلون وهم يقولون : يا أخا رسول الله صلى الله عليه واله أفتحامي هذا وأنت تأكل ؟ فإنك تتعب في حبسك هذا الحائط عنا ، فقال علي عليه السلام : إني لست أجد له من المس بيساري إلا أقل مما أجد من ثقل هذه اللقمة بيميني ، وهرب جد بن قيس ، وخشي أن يكون علي قد مات وصحبه ، وإن محمدا يطلبه لينتقم منه ، واختفى عند عبدالله بن ابي ، فبلغهم أن عليا عليه السلام قد أمسك الحائط بيساره وهو يأكل بيمينه وأصحابه تحت الحائط لم يموتوا ، فقال : أبوالشرور وأبوالدواهي اللذان أصل التدبير في ذلك : إن عليا قد مهر بسحر محمد فلا سبيل لنا عليه ، فلما فرغ القوم أقام علي عليه السلام الحائط بيساره فأقامه وسواه وأرأب صدعه وألم شعبه وخرج هو والقوم من تحته ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه واله قال : يا أبا الحسن ضاهيت اليوم أخي الخضر لما أقام الجدار ، وما سهل الله ذلك له إلا بدعائه بنا أهل البيت .
10 - قب : صالح بن كيسان وابن رومان رفعاه إلى جابر الانصاري قال : جاء العباس إلي علي عليه السلام يطالبه بميراث النبي صلى الله عليه واله ، فقال له ما كان لرسول الله صلى الله عليه واله شئ يورث إلا بغلته دلدل وسيفه ذوالفقار ودرعه وعمامته السحاب ، وأنا أربأ بك أن تطالب بما ليس لك ، فقال : لا بد من ذلك وأنا أحق ، عمه ووارثه دون الناس كلهم ، فنهض أميرالمؤمنين عليه السلام ومعه الناس حتى دخل المسجد ، ثم أمر بإحضار الدرع والعمامة والسيف والبغلة فاحضر ، فقال للعباس : يا عم إن أطقت النهوض بشئ منها فجميعه لك ، فإن ميراث الانبياء لاوصيائهم دون العالم ولاولادهم فإن لم تطق النهوض فلا حق لك فيه ، قال : نعم فألبسه أميرالمؤمنين عليه السلام الدرع بيده وألقى عليه العمامة والسيف ، ثم قال : انهض بالسيف والعمامة يا عم ، فلم يطق النهوض ، فأخذ السيف منه وقال له : انهض بالعمامة فإنها آية من نبينا صلى الله عليه واله فأراد النهوض فلم يقدر على ذلك ، وبقي متحيرا ، ثم قال له : يا عم وهذه البغلة بالباب لي خاصة ولولدي ، فإن أطقت ركوبها فاركبها ، فخرج ومعه عدوي ، فقال له : يا عم رسول الله خدعك علي فيما كنت فيه فلا تخدع نفسك في البغلة ، إذا وضعت رجلك في الركاب فاذكرالله وسم واقرأ " إن الله يمسك السماوات والارض أن تزولا " قال : فلما نظرت البغلة إليه مقبلا مع العباس نفرت وصاحت صياحا ما سمعناه منها قط ، فوقع العباس مغشيا عليه ، واجتمع الناس وأمر بإمساكها فلم يقدر عليها ، ثم إن عليا عليه السلام دعا البغلة باسم ماسمعناه ، فجاءت خاضعة ذليلة ، فوضع رجله في الركاب ووثب عليها فاستوى عليها راكبا ، فاستدعا أن يركب الحسن والحسين عليهما السلام فأمرهما بذلك ، ثم لبس علي الدرع والعمامة والسيف وركبها و سار عليها إلى منزله وهو يقول : هذا من فضل ربي ليبلونئ أشكر أنا وهما أم تكفر أنت يا فلان .
11 - قب : من عجائبه عليه السلام طول مالقي من الحروب لم ينهزم قط ، ولم ينله فيها شين ولا جراح سوء ، ولم يبارز أحدا إلا ظفر به ، ولا نجا من ضربته أحد فصلح منها ، ولم يفلت منه قرن ، ولم يخرج في حروبه إلا وهو ماش يهرول طول الدهر بغير جند إلى العدو ، وما قدمت راية قوتل تحتها علي إلا انقلبوا صاغرين . ويروى وثبته أربعون ذراعا إلى عمرو ورجوعه إلى خلف عشرون ذراعا وذلك خارج عن العادة ، وروي ضربته على رجليه وقطعهما بضربة واحدة مع ما كان عليه من الثياب والسلاح ، وروي أنه ضرب مرحب الكافر يوم خيبر على رأسه فقطع العمامة والخوذة والرأس والحلق وما عليه من الجوشن من قدام و خلف إلى أن قده بنصفين ، ثم حمل على سبعين فارس فبددهم ، وتحير الفريقان من فعله فانهزموا إلى الحصن . وأصل مشهد البوق عند رحبة الشام أنه عليه السلام أخبر أن الساعة خرج معاوية في خيله من دمشق ، وضرب البوق وسمع ذلك من مسيرة ثمانية عشر يوما ، وهو خرق العادة .
ومنه الدكة المشهورة في الكوفة التي يقال : إنه رأى منها مكة وسلم عليها وذلك مثل قولكم : يا سارية الجبل .
ومسجد المجذاف في الرقة ، وهو أنه لما طلب الزواريق لحمل الشهداء قالوا : الزواريق ترعى ، فقال عليه السلام : كلامكم غث وقمصانكم رث لاشد الله بكم صفا ولا أشبعكم إلا على قتب ، وعمل جائزة عظيمة بمنزلة المجذاف و حمل الشهداء عليها ، فخربت الرقة وعمرت الرافقة ولا يزالون في ضنك العيش .
وروت الغلاة أنه عليه السلام صعد إلى السماء على فرس وينظر إليه أصحابه وقال : لو أردت لحملت إليكم إبن أبي سفيان ، وذلك نحو قوله : " ورفعناه مكانا عليا " .
وخرج عن أبي زهرة وقطع مسيرة ثلاثة أيام بليلة واحدة ، وأصبح عند الكفار وفتح عليه فنزل " والعاديات ضبحا " . وروي أنه رمي إلى حصن ذات السلاسل في المنجنيق ونزل على حائط الحصن وكان الحصن قد شد على حيطانه سلاسل فيها غرائر من نبن أو قطن ، حتى لا يعمل فيها المنجنيق إذا رمي الحجر ، فقالت الغلاة : فمر في الهواء والترس تحت قدميه ، ونزل على الحائط وضرب السلاسل ضربة واحدة فقطعها ، وسقطت الغرائر وفتح الحصن .
وروت الغلاة أنه نزلت فيه " وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " وذلك إن صح مثل صعود الملائكة ونزولهم وإسراء النبي صلى الله عليه واله .
تفسير أبي محمد العسكري عليه السلام أنه أرادت الفجرة ليلة العقبة قتل النبي صلى الله عليه واله ومن بقي في المدينة قتل علي عليه السلام فلما تبعه وقص عليه بغضاءهم فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ الخبر ، فحفروا له حفيرة طويلة وغطوها فلما انصرف وبلغها أنطق الله فرسه فقال : سر بإذن الله ، فطفرت ، ثم أمر بكشفه فرآه عجيبا .
مسند أحمد وفضائله وسنن ابن ماجة : قال عبدالرحمن بن أبي ليلى : كان أميرالمؤمنين عليه السلام يلبس في البرد الشديد الثوب الرقيق ، وفي الحر الشديد القباء والثوب الثقيل ، وكان لا يجد الحر والبرد ، فكان النبي صلى الله عليه واله دعا له يوم خيبر فقال : كفاك الله الحر والبرد ، وفي رواية : اللهم قه الحر والبرد ، وفي رواية : اللهم اكفه الحر والبرد .
سهل بن حنيف في حديثه أنه لما أخذ معاوية مورد الفرات أمر أمير المؤمنين عليه السلام لمالك الاشتر أن يقول لمن على جانب الفرات : يقول لكم علي : اعدلوا عن الماء ، فلما قال ذلك عدلوا عنه ، فورد قوم أميرالمؤمنين الماء وأخذوا منه ، فبلغ ذلك معاوية فأحضرهم وقال لهم في ذلك ، فقال إن عمرو بن العاص جاء وقال : إن معاوية يأمركم أن تفرجوا عن الماء ، فقال معاوية لعمرو : إنك لتأتي أمرا ثم تقول ما فعلته ؟ ! فلما كان من غد وكل معاوية حجل بن العتاب النخعي في خمسة آلاف ، فأنفذ أميرالمؤمنين عليه السلام مالكا فنادى مثل الاول ، فمال حجل عن الشريعة فورد أصحاب علي عليه السلام وأخذوا منه ، فبلغ ذلك معاوية فأحضر حجلا وقال له في ذلك ، فقال : إن ابنك يزيد أتاني فقال : إنك أمرت بالتنحي عنه ! فقال ليزيد في ذلك فأنكر ، فقال معاوية : فإذا كان غدا فلا تقبل من أحد ولو أتيتك حتى تأخذ خاتمي ، فلما كان اليوم الثالث أمر أميرالمؤمنين عليه السلام لمالك مثل ذلك ، فرأى حجل معاوية وأخذ منه خاتمه وانصرف عن الماء : وبلغ معاوية فدعاه وقال له في ذلك ، فأراه خاتمه ، فضرب معاوية يده على يده فقال : نعم وإن هذا من دواهي علي .
وحدثني محمد الشوهاني بإسناده أنه قدم أبوالصمصام العبسي إلى النبي عليه السلام وقال متى يجئ المطر ؟ وأي شئ في بطن ناقتي هذه ؟ وأي شئ يكون غدا ؟ ومتى أموت ؟ فنزل " إن الله عنده علم الساعة " الآيات ، فأسلم الرجل ووعد النبي صلى الله عليه واله أن يأتي بأهله ، فقال : اكتب يا أبا الحسن : " بسم الله الرحمن الرحيم أقر محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف وأشهد على نفسه في صحة عقله وبدنه وجواز أمره أن لابي الصمصام العبسي عليه وعنده وفي ذمته ثمانين ناقة حمر الظهور بيض العيون سود الحدق ، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز " وخرج أبوالصمصام ثم جاء في قومه بني عبس كلهم مسلمين ، وسأل عن النبي صلى الله عليه واله فقالوا : قبض ، قال : فمن الخليفة من بعده ؟ فقالوا : أبوبكر ، فدخل أبوالصمصام المسجد وقال : يا خليفة رسول الله صلى الله عليه واله إن لي على رسول الله صلى الله عليه واله ثمانين ناقة حمر الظهور بيض العيون سود الحدق ، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز ، فقال : يا أخا العرب سألت مافوق العقل ، والله ما خلف رسول الله إلا بغلته الدلدل وحمارة اليعفور وسيفه ذا الفقار ودرعه الفاضل ، أخذها كلها علي بن أبي طالب عليه السلام وخلف فينا فدك فأخذناها بحق ، ونبينا صلى الله عليه واله لا يورث ، فصاح سلمان " كردي ونكردي ، و حق أزمير ببردي ، ردوا العمل إلى أهله " ثم ضرب بيده إلى أبي الصمصام فأقامه إلى منزل علي بن أبي طالب عليه السلام فقرع الباب فنادى علي ادخل يا سلمان ادخل أنت وأبوالصمصام ، فقال أبوالصمصام : هذه اعجوبة من هذا الذي سماني باسمي ولم يعرفني ؟ فعد سلمان فضائل علي عليه السلام فلما دخل وسلم عليه قال : يا أباالحسن إن لي على رسول الله صلى الله عليه واله ثمانين ناقة ووصفها ، فقال علي عليه السلام : أمعك حجة ؟ فدفع إليه الوثيقة ، فقال علي عليه السلام : ياسلمان ناد في الناس ألا من أراد أن ينظر إلى دين رسول الله صلى الله عليه واله فليخرج غدا إلى خارج المدينة ، فلما كان الغد خرج الناس و خرج علي عليه السلام وأسر إلى ابنه الحسن سرا وقال : امض يا أبا الصمصام مع ابني الحسن إلى الكثيب من الرمل ، فمضى عليه السلام ومعه أبوالصمصام ، فصلى الحسن عليه السلام ركعتين عند الكثيب ، وكلم الارض بكلمات لا ندري ما هي ، وضرب الكثيب بقضيب رسول الله صلى الله عليه واله فانفجر الكثيب عن صخرة ململمة ، مكتوب عليها سطران من نور ، السطر الاول " بسم الله الرحمن الرحيم " والثاني " لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه واله " فضرب الحسن عليه السلام الصخرة بالقضيب فانفجرت عن خطام ناقة ، فقال الحسن عليه السلام : اقتد يا أبا الصمصام ، فاقتاد أبوالصمصام ثمانين ناقة حمر الظهور بيض العيون سود الحدق ، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز ، ورجع إلى علي بن أبي طالب فقال عليه السلام : استوفيت يا أبا الصمصام ؟ قال : نعم ، قال : فسلم الوثيقة فسلمها إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذها وخرقها ، ثم قال : هكذا أخبرني أخي وإبن عمي رسول الله صلى الله عليه واله إن الله خلق هذه النوق من هذه الصخرة قبل أن يخلق ناقة صالح بألفي عام فقال المنافقون هذا من سحر علي قليل .
بيان : قوله : " نقط الحجاز " أقول : الظاهر أنه تصحيف لقط باللام ، قال الفيروز آبادي : اللقط محركة : ما يلتقط من السنابل ، وقطع ذهب توجد في المعدن .
12 - قب : من معجزاته عليه السلام تسخيره الجماعة اضطرارا لنقل فضائله مع ما فيها من الحجة عليهم ، حتى إن أنكره واحد رد عليه صاحبه وقال : هذا في التواريخ والصحاح والسنن والجوامع والسير والتفاسير مما أجمعوا على صحته ، فإن لم يكن في واحد يكن في آخر ، ومن جملة ذلك ما أجمعوا عليه ، وروى مناقبه خلق كثير منهم حتى صار علما ضروريا ، كما صنف ابن جرير الطبري كتاب الغدير ، وابن الشاهين كتاب المناقب وكتاب فضائل فاطمة عليها السلام ، ويعقوب بن شيبة تفضيل الحسن والحسين عليهما السلام ومسند أميرالمؤمنين عليه السلام وأخباره وفضائله ، والجاحظ كتاب العلوية وكتاب فضل بني هاشم على بني امية ، وأبونعيم الاصفهاني منقبة المطهرين في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام وما نزل من القرآن في أميرالمؤمنين عليه السلام وأبوالمحاسن الروياني الجعفريات ، والموفق المكي كتاب قضايا أميرالمؤمنين عليه السلام وكتاب رد الشمس لاميرالمؤمنين عليه السلام ، وأبوبكر محمد بن مؤمن الشيرازي كتاب نزول القرآن في شأن أميرالمؤمنين عليه السلام ، وأبوصالح عبدالملك المؤذن كتاب الاربعين في فضائل الزهراء عليها السلام ، وأحمد بن حنبل مسند أهل البيت وفضائل الصحابة ، وأبوعبدالله محمد بن أحمد النطنزي الخصائص العلوية على سائر البرية ، وابن المغازلي كتاب المناقب ، و أبوالقاسم البستي كتاب الدرجات ، والخطيب أبوتراب كتاب الحدائق مع الكتمان والميل . وذلك خرق العادة ، شهد بفضائله معادوه وأقر بمناقبه جاحدوه . ومن جملة ذلك كثرة مناقبه مع ما كانوا يدفنونها ويتوعدون على روايتها ، روى مسلم والبخاري وابن بطة والنطنزي عن عائشة في حديثها بمرض النبي صلى الله عليه واله فقالت في جملة ذلك : فخرج النبي صلى الله عليه واله بين رجلين من أهل بيته أحدهما الفضل و رجل آخر ، يخط قدماه عاصبا رأسه . يعني عليا عليه السلام . وقال معاوية لابن عباس : إنا كتبنا في الآفاق ننهي عن ذكر مناقب علي عليه السلام فكف لسانك ، قال : أفتنهانا عن قراءة القرآن ؟ قال : لا ، قال : أفتنهانا عن تأويله قال : نعم ، قال : أفنقرؤه ولانسأل ؟ قال سل عن غير أهل بيتك ! قال : إنه منزل علينا أفتسأل غيرنا ؟ أتنهانا أن نعبدالله ؟ فإذا تهلك الامة ، قال : اقرؤوا ولا ترووا ما أنزل الله فيكم " يريدون ليطفؤا نورالله بأفواههم " ثم نادى معاوية : أن برئت الذمة ممن روى حديثا من مناقب علي ، حتى قال عبدالله بن شداد الليثي : وددت أني اترك أن احدث بفضائل علي بن أبي طالب عليه السلام يوما إلى الليل وأن عنقي ضربت فكان المحدث يحدث بحديث في الفقه أو يأتي بحديث المبارزة فيقول : قال رجل من قريش ، وكان عبدالرحمن بن أبي ليلى يقول : حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله ، وكان الحسن البصري يقول : قال أبوزينب . وسئل ابن جبير عن حامل اللواء فقال : كأنك رخي البال . ورأى رجل أعرابية في مسجد تقول : يا مشهورا في السماوات ويا مشهورا في الارضين ( ويا مشهورا في الدنيا ) ويامشهورا في الآخرة جهدت الجبابرة والملوك على إطفاء نورك وإخماد ذكرك فأبى الله لذكرك إلا علوا ولنورك إلا ضياء ونماء ولو كره المشركون ، فقيل : لمن تصفين ؟ قالت : ذاك أميرالمؤمنين عليه السلام ، فالتفت فلم ير أحدا . ومن ذلك ما طبقت الارض بالمشاهد لاولاده ، وفشت المنامات من مناقبه ، فيبرئ الزمنى ويفرج المبتلى وما سمع هذا لغيره عليه السلام .
13 - م : قال الامام عليه السلام : إن رجلا من محبي علي بن أبي طالب عليه السلام كتب إليه من الشام : يا أميرالمؤمنين أنا بعيالي مثقل ، وعليهم إن خرجت خائف وبأموالي التي اخلفها إن خرجت ظنين ، وأخر اللحاق بك والكون في جملتك و الخفوق في خدمتك ، فجدلي يا أميرالمؤمنين ، فبعث إليه علي عليه السلام : أجمع أهلك و عيالك وحصل عندهم مالك ، وصل على ذلك كله على محمد وآله الطاهرين ، ثم قل : اللهم هذه كلها ودائعي عندك بأمر عبدك ووليك علي بن أبي طالب ، ثم قم وانهض إلي ، ففعل الرجل ذلك واخبر معاوية بهربه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ، فأمر معاوية أن تسبى عياله ويسترقوا ، وأن تنهب أمواله ، فذهبوا فألقى الله عليهم شبه عيال معاوية وحاشيته وأخص حاشيته كيزيد بن معاوية يقولون : نحن أخذنا هذا المال وهو لنا ، وأما عياله فقد استرققناهم وبعثناهم إلى السوق ، فكفوا لما رأو ذلك ، وعرف الله عياله أنه قد ألقى عليهم شبه عيال معاوية وعيال خاصة يزيد ، فأشفقوا من أموالهم أن تسرقها اللصوص ، فمسخ المال عقارب وحيات ، كلما قصد اللصوص ليأخذوا منه لذعوا ولسعوا ، فمات منهم قوم وضني آخرون ، ودفع الله عن ماله بذلك إلى أن قال علي عليه السلام يوما للرجل : أتحب أن يأتيك عيالك ومالك ؟ قال : بلى ، قال علي عليه السلام : ايت بهم ، فإذاهم بحضرة الرجل لا يفقد من عياله وماله شيئا ، فأخبروه بما ألقى الله تعالى من شبه عيال معاوية وخاصته وحاشية يزيد عليهم . وبما مسخه من أمواله عقارب وحيات تلسع اللص الذي يريد أخذ شئ منه ، وقال علي عليه السلام إن الله تعالى ربما أظهر آية لبعض المؤمنين ليزيد في بصيرته ولبعض الكافرين ليبالغ في الاعذار إليه .
14 - م : إن رسول الله صلى الله عليه واله لما نص على علي عليه السلام بالفضيلة والامامة و سكن إلى ذلك قلوب المؤمنين وعاند فيه أصناف الجاحدين من المعاندين وشك في ذلك ضعفاء من الشاكين وغاض في صدور المنافقين العداوة والبغضاء والحسد والشحناء حتى قال قائل من المنافقين : لقد أسرف محمد صلى الله عليه واله في مدح نفسه ثم أسرف في مدح أخيه علي عليه السلام وما ذلك من عند رب العالمين ولكنه في ذلك من المقبولين يريد أن يثبت لنفسه الرئاسة علينا ولعلي بعد موته قال الله تعالى : يا محمد قل لهم : وأي شئ أنكرتم من ذلك ؟ هو عظيم كريم حكيم ، ارتضى عبادا من عباده واختصهم بكرامات لما علم من حسن طاعتهم وانقيادهم لامره ، ففوض إليهم امور عباده وجعل عليهم سياسة خلقه بالتدبير الحكيم الذي وفقهم له ، أو لا ترون ملوك الارض إذا ارتضى أحدهم خدمة بعض عبيده ووثق بحسن إطاعته فيما يندبه له من امور ممالكه جعل ما وراء بابه إليه ، واعتمد في سياسة جيوشه ورعاياه عليه ، كذلك محمد في التدبير الذي رفعه له ربه ، وعلي من بعده الذي جعله وصيه وخليفته في أهله وقاضي دينه ومنجز عداته والمؤازر لاوليائه والمناصب لاعدائه ، فلم يقنعوا بذلك ولم يسلموا وقالوا : ليس الذي يسنده إلى ابن أبي طالب بأمر صغير ، إنما هو دماء الخلق ونساؤهم وأولادهم وأموالهم وحقوقهم وأنسابهم ودنياهم وآخرتهم ، فليأتنا بآية يليق بجلالة هذه الولاية ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : أما كفاكم نور علي المشرق في الظلمات الذي رأيتموه ليلة خروجه من عند رسول الله إلى منزله ؟ أما كفاكم أن عليا جاز و الحيطان بين يديه ، ففتحت له وطرقت ثم عادت والتأمت ؟ أما كفاكم يوم غدير خم أن عليا لما أقامه رسول الله رأيتم أبواب السماء مفتحة والملائكة منها مطلعين تناديكم هذا ولي الله فاتبعوه وإلا حل بكم عذاب الله فاحذروه ؟ أما كفاكم رؤيتكم علي بن أبي طالب وهو يمشي والجبال يسير بين يديه لئلا يحتاج إلى الانحراف عنها فلما جاز رجعت الجبال إلى أماكنها ؟ ثم قال : اللهم زدهم آيات فإنها عليك سهلات يسيرات لتزيد حجتك عليهم تأكيدا ، قال : فرجع القوم إلى بيوتهم فأرادوا دخولها فاعتقلتهم الارض ومنعتهم ونادتهم : حرام عليكم دخولها حتى تؤمنوا بولاية علي عليه السلام قالوا : آمنا ودخلوا ، ثم ذهبوا ينزعون ثيابهم ليلبسوا غيرها فثقلت عليهم ولم يقلوها ونادتهم : حرام عليكم سهولة نزعها حتى تقروا بولاية علي عليه السلام فأقروا ونزعوها ، ثم ذهبوا ليلبسوا ثياب الليل فثقلت عليهم ونادتهم : حرام عليكم لبسنا حتى تعترفوا بولاية علي عليه السلام فاعترفوا ، فذهبوا يأكلون فثقلت عليهم اللقم وما لم يثقل منها استحجر في أفواههم ، ونادتهم : حرام عليكم أكلنا حتى تعترفوا بولاية علي عليه السلام فاعترفوا ، ثم ذهبوا يبولون ويتغوطون فتعذر عليهم ونادتهم بطونهم ومذاكيرهم : حرام عليكم السلامة منا حتى تعترفوا بولاية علي بن أبي - طالب عليه السلام فاعترفوا ، ثم ضجر بعضهم وقال : " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " قال الله تعالى : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " فإن عذاب الاصطلام العام إذا نزل نزل بعد خروج النبي صلى الله عليه واله من بين أظهرهم ، ثم قال الله عز وجل : " وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون " يظهرون التوبة والانابة ، فإن من حكمه في الدنيا أن يأمرك بقبول الظاهر وترك التفتيش عن الباطن ، لان الدنيا دار إمهال وإنظار والآخرة دار الجزاء بلا بعد ، قال : " وما كان الله معذبهم " وفيهم من يستغفر لان هؤلاء لو لا أن فيهم من علم الله أنه سيؤمن أو أنه سيخرج من نسله ذرية طيبة يجود ربك على هؤلاء بالايمان وثوابه ولا يقتطعهم باخترام آبائهم الكفار ولولا ذلك لاهلكهم ، فذلك قول رسول الله : كذلك اقترح الناصبون آيات في علي عليه السلام حتى اقترحوا ما لا يجوز في حكمته ، جهلا بأحكام الله واقتراحا للاباطيل على الله .
15 - يل : روي عن الصادق عليه السلام أن أميرالمؤمنين عليه السلام بلغه عن عمر بن الخطاب أمر ، فأرسل إليه سلمان رضي الله عنه وقال : قل له : قد بلغني عنك كيت وكيت ، وكرهت أن أعتب عليك في وجهك ، فينبغي أن لا يقال في إلا الحق ، فقد غصبت حقي على القذى وصبرت حتى تبلغ الكتاب أجله ، فنهض سلمان رضي الله عنه وبلغه ذلك وعاتبه ، وذكر مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام وذكر فضائله وبراهينه فقال عمر : عندي الكثير من فضائل علي عليه السلام ولست بمنكر فضله إلا أنه يتنفس الصعداء ويظهر البغضاء ، فقال له سلمان رضي الله عنه : حدثني بشئ مما رأيته منه فقال عمر : يا أبا عيدالله نعم خلوت به ذات يوم في شئ من أمر الجيش ، فقطع حديثي وقام من عندي وقال : مكانك حتى أعود إليك ، فقد عرضت لي حاجة ، فما كان أسرع أن رجع علي ثانية وعلى ثيابه وعمامته غبار كثير ، فقلت له : ما شأنك ؟ فقال : أقبل نفر من الملائكة وفيهم رسول الله صلى الله عليه واله يريدون مدينة بالمشرق يريدون مدينة جيحون ، فخرجت لاسلم عليه ، وهذه الغبرة ركبتني من سرعة المشي ، فقال عمر : فضحكت متعجبا حتى استلقيت على قفائي ، وقلت له : النبي صلى الله عليه واله قد مات وبلي وتزعم أنك لقيته الساعة وسلمت عليه ؟ ! فهذا من العجائب ومما لا يكون فغضب علي عليه السلام ونظر إلي وقال : تكذبني يا ابن الخطاب ؟ فقلت : لا تغضب وعد إلى ما كنا فيه فإن هذا مما لا يكون أبدا ، قال : فإن أنت رأيته حتى لا تنكر منه شيئا استغفرت الله مما قلت وأضمرت وأحدثت توبة مما أنت فيه وتركت حقا لي ؟ فقلت : نعم ، فقال : قم ، فقمت معه فخرجنا إلى طرف المدينة ، وقال لي : غمض عينيك فغمضتهما ، فقال : افتحهما ففعلت ذلك ، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه واله معه نفر من الملائكة ، فلما أطلت النظر قال لي : هل رأيته ؟ فقلت : نعم ، قال : غمض عينيك فغمضتهما ، ثم قال : افتحهما فإذا لا عين ولا أثر . فقلت له : هل رأيت من علي عليه السلام غير ذلك ؟ قال : نعم إنه استقبلني يوما وأخذ بيدي ومضى بي إلى الجبانة ، وكنا نتحدث في الطريق ، وكان بيده قوس فلما صرنا في الجبانة رمى بقوسه من يده فصار ثعبانا عظيما مثل ثعبان موسى عليه السلام وفتح فاه وأقبل ليبتلعني ، فلما رأيت ذلك طار قلبي من الخوف وتنحيت وضحكت في وجه علي عليه السلام وقلت : الامان يا علي بن أبي طالب واذكر ما بيني وبينك من الجميل ، فلما سمع هذا القول افتر ضاحكا وقال : لطفت في الكلام ونحن أهل بيت نشكر القليل ، فضرب بيده إلى الثعبان وأخذه بيده فإذا هو قوسه الذي كان بيده . ثم قال عمر : يا سلمان إني كتمت ذلك عن كل أحد وأخبرتك به يا أبا - عبدالله ، فإنهم أهل بيت يتوارثون هذه الاعجوبة كابر عن كابر ، ولقد كان إبراهيم يأتي بمثل ذلك وكان أبوطالب وعبدالله يأتيان بمثل ذلك في الجاهلية ، وأنا لا انكر فضل علي عليه السلام وسابقته ونجدته وكثرة علمه ، فارجع إليه واعتذر عني إليه وأثن عني عليه بالجميل .
16 - يل : روى عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال : كان أميرالمؤمنين عليه السلام * ( هامش ص 43 ) افتر الرجل : ضحك ضحكا حسنا .
جالسا في دكة القضاء إذ نهض إليه رجل يقال له صفوان الاكحل ، وقال له : أنا رجل من شيعتك وعلي ذنوب فاريد أن تطهرني منها في الدنيا لاصل إلى الآخرة وما معي ذنب ، فقال الامام عليه السلام : ما أعظم ذنوبك وما هي ؟ فقال : أنا ألوط الصبيان ، فقال عليه السلام : أيما أحب إليك ضربة بذي الفقار أو اقلب عليك جدارا أو أرمي عليك نارا ؟ فإن ذلك جزاء من ارتكب تلك المعصية ، فقال : يا مولاي احرقني بالنار لانجو من نار الآخرة ، فقال عليه السلام : يا عمار اجمع ألف حزمة قصب لنضرمه غداة غد بالنار ، ثم قال للرجل : انهض وأوص بمالك وبما عليك ، قال : فنهض الرجل و أوصى بما له وما عليه ، وقسم أمواله على أولاده ، وأعطى كل ذي حق حقه ، ثم بات على حجرة أميرالمؤمنين عليه السلام في بيت نوح شرقي جامع الكوفة ، فلما صلى أميرالمؤمنين عليه السلام قال : يا عمار ناد بالكوفة : اخرجوا وانظروا حكم أميرالمؤمنين عليه السلام فقال جماعة منهم : كيف يحرق رجلا من شيعته ومحبيه وهو الساعة يريد يحرقه بالنار فبطلت إمامته ؟ ! فسمع بذلك أميرالمؤمنين عليه السلام قال عمار : فأخذ الامام الرجل ورمى عليه ألف حزمة من القصب ، فأعطاه مقدحة وكبريتا وقال : اقدح وأحرق نفسك ، فإن كنت من شيعتي ومحبي وعارفي فإنك لا تحترق بالنار وإن كنت من المخالفين المكذبين فالنار تأكل لحمك وتكسر عظمك ، فأوقد الرجل على نفسه واحترق القصب ، وكان على الرجل ثياب بيض فلم تعلق بها النار ولم تقربها الدخان ، فاستفتح الامام عليه السلام وقال : كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا ، ثم قال : إن شيعتنا منا وأنا قسيم الجنة والنار ، وأشهد لي بذلك رسول الله صلى الله عليه واله في مواطن كثيرة .
17 - فر : علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن الاعمش قال : خرجت حاجا إلى مكة ، فلما انصرفت بعيدا رأيت عمياء على ظهر الطريق تقول : بحق محمد * ( هامش ص 44 ) بالمهملة ثم المعجمة ما حزم وشد من الحطب وغيره . وآله رد علي بصري ، قال : فتعجبت من قولها وقلت لها : أي حق لمحمد وآله على الله ؟ إنما الحق له عليهم ، فقالت : مه يا لكع والله ما ارتضى هو حتى حلف بحقهم ، فلو لم يكن لهم عليه حقا ما حلف به ، قال : قلت : وأي موضع حلف ؟ قالت قوله : " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " والعمر في كلام العرب الحياة قال فقضيت حجتي ثم رجعت فإذا بها مبصرة في موضعها وهي تقول : أيها الناس أحبوا عليا فحبه ينجيكم من النار ، قال : فسلمت عليها وقلت : ألست العمياء بالامس تقولين : بحق محمد وآله رد علي بصري ؟ قالت : بلى ، قلت : حدثيني بقصتك ، قالت : والله ما جزتني حتى وقف علي رجل فقال لي : إن رأيت محمدا و آله تعرفينه قلت : لا ولكن بالدلالة التي جاءتنا ، قالت : فبينا هو يخاطبني إذ أتاني رجل آخر متوكئا على رجلين فقال : ما قيامك معها ؟ قال : إنها تسأل ربها بحق محمد وآله أن يرد عليها بصرها فادع الله لها ، قال : فدعا ربه ومسح على عيني بيده فأبصرت ، فقلت : من أنتم ؟ فقال : أنا محمد وهذا علي ، قد ردالله عليك بصرك اقعدي في موضعك هذا حتى يرجع الناس وأعلميهم أن حب علي ينجيهم من النار .
18 - ج ، م : قال علي بن الحسين عليهما السلام : كان أميرالمؤمنين صلوات الله عليه قاعدا ذات يوم فأقبل إليه رجل من اليونانيين المدعين للفلسفة والطب ، فقال : يا با حسن بلغني خبر صاحبك وأن به جنونا وجئت لاعالجه ! فلحقته قد مضى لسبيله وفاتني ما أردت من ذلك ، وقد قيل لي : إنك ابن عمه وصهره وأرى صفارا قد علاك وساقين دقيقتين ما أراهما ثقلانك فأما الصفار فعندي دواؤه وأما الساقان الدقيقان فلا حيلة لتغليظهما ، والوجه أن ترفق بنفسك في المشي تقلله ولا تكثره ، وفيما تحمله على ظهرك وتحضنه بصدرك أن تقللهما ولا تكثرهما فإن ساقيك دقيقان لا يؤمن عند حمل ثقيل انقصافهما وأما الصفار فدواؤك عندي وهو هذا ، وأخرج دواء وقال : هذا لا يؤذيك ولا يخيسك ولكنه يلزمك حمية من اللحم أربعين صباحا ، ثم يزيل صفارك ، فقال علي عليه السلام : قد ذكرت نفع هذا الدواء الصفاري فهل تعرف شيئا يزيد فيه ويضره ؟ فقال الرجل : بلى حبة من هذا ، وأشار إلى دواء معه وقال : إن تناوله الانسان وبه صفار أماته من ساعته ، وإن كان لا صفار به صار به صفار حتى يموت في يومه ، فقال علي عليه السلام : فأرني هذا الضار فأعطاه فقال : كم قدر هذا ؟ فقال : قدر مثقالين سم ناقع ، و قدر كل حبة منه يقتل رجلا ، فتناوله علي عليه السلام فقمحه وعرق عرقا خفيفا وجعل الرجل يرتعد ويقول في نفسه : الآن اؤخذ بابن أبي طالب ويقال : قتلته ولا يقبل مني قولي إنه لهو ألجأني على نفسي ، فتبسم علي عليه السلام وقال : يا عبدالله أصح ما كنت بدنا الآن ، لم يضرني ما زعمت أنه سم ، فغمض عينيك فغمض ، ثم قال : افتح عينيك ، ففتح فنظر إلى وجه علي عليه السلام فإذا هو أبيض أحمر مشرب حمرة فارتعد الرجل مما رآه وتبسم علي عليه السلام وقال : أين الصفار الذي زعمت أنه بي ؟ فقال : والله لكأنك لست من رأيت قبل ، كنت مصفارا فأنت الآن مورد ، قال علي بن أبي طالب عليه السلام : فزال عني الصفار بسمك الذي زعمت أنه قاتلي ، وأما ساقاي هاتان - ومد رجليه وكشف عن ساقيه - فإنك زعمت أني أحتاج أن أرفق ببدني في حمل ما أحمل عليه لئلا ينقصف الساقان ، وأنا أدلك أن طب الله عزوجل خلاف طبك ، وضرب بيده إلى اسطوانة خشب غليظة على رأسها سطح مجلسه الذي هو فيه ، و ( في ) فوقه حجرتان إحداهما فوق الآخر ، وحركها أو احتملها فارتفع السطح والحيطان و فوقهما الغرفتان ، فغشي على اليوناني ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : صبوا عليه ماء فأفاق وهو يقول : والله ما رأيت كاليوم عجبا ، فقال له علي عليه السلام : هذه قوة الساقين الدقيقين واحتمالهما في طبك هذا يا يوناني ! . فقال اليوناني : أمثلك كان محمدا صلى الله عليه واله ؟ فقال علي عليه السلام : فهل علمي إلا من علمه وعقلي إلا من عقله وقوتي إلا من قوته ؟ لقد أتاه ثقفي كان أطب العرب فقال له : إن كان بك جنون داويتك ! فقال له محمد صلى الله عليه واله : أتحب أن اريك آية تعلم بها غناي عن طبك وحاجتك إلى طبي ؟ قال : نعم ، قال : أي آية تريد ؟ قال : تدعو ذلك العذق - وأشار إلى نخلة سحوق - فدعاها فانقلع أصلها من الارض وهي تخد في الارض خدا ، حتى وقفت بين يديه ، فقال له : أكفاك ؟ قال : لا ، قال : فتريد ماذا ؟ قال : تأمرها أن ترجع إلى حيث جاءت وتستقر في مقرها الذي انقلعت منه ، فأمرها فرجعت واستقرت في مقرها . فقال اليوناني لاميرالمؤمنين عليه السلام : هذا الذي تذكره عن محمد صلى الله عليه واله غائب عني ، وأنا أقتصر منك على أقل من ذلك ، أنا أتباعد عنك فادعني وأنا لا أختار الاجابة ، فإن جئت بي إليك فهي آية ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : هذا إنما يكون آية لك وحدك لانك تعلم من نفسك أنك لم ترد وأني أزلت اختيارك من غير أن باشرت مني شيئا أو ممن أمرته بأن يباشرك أو ممن قصد إلي ذلك ، وإن لم آمره إلا ما يكون من قدرة الله القاهر ، وأنت يوناني يمكنك أن تدعي ويمكن غيرك أن يقول : أني قد واطأتك على ذلك ، فاقترح إن كنت مقترحا ما هو آية لجميع العالمين ، قال له اليوناني : إذ جعلت الاقتراح إلي فأنا أقترح أن تفصل أجزاء تلك النخلة و تفرقها وتباعد ما بينها ثم تجمعها وتعيدها كما كانت ، فقال علي عليه السلام : هذه آية وأنت رسولي إليها - يعني إلى النخلة - فقل لها : إن وصي محمد رسول الله صلى الله عليه واله يأمر أجزاءك أن تتفرق وتتباعد ، فذهب فقال لها ، فتفاصلت وتهافتت و تبترت وتصاغرت أجزاؤها ، حتى لم تر عين ولا أثر ، حتى كأن لم يكن هناك نخلة قط ، فارتعدت فرائص اليوناني وقال : ياوصي محمد قد أعطيتني اقتراحي الاول فأعطني الآخر ، فأمرها أن تجتمع وتعود كماكانت ، فقال : أنت رسولي إليها بعد فقل لها : يا أجزاء النخلة إن وصي محمد رسول الله صلى الله عليه واله يأمرك أن تجتمعي وكما كنت تعودي . فنادى اليوناني فقال ذلك فارتفعت في الهواء كهيئة الهباء المنثور ، ثم جعلت تجتمع جزء جزء منها حتى تصور لها القضبان والاوراق والاصول والسعف والشماريخ والاعذاق ثم تألفت وتجمعت واستطالت وعرضت واستقل أصلها في مقرها ، وتمكن عليها ساقها ، وتركب على الساق قضبانها ، وعلى القضبان أوراقها ، وفي أمكنتها أعذاقها ، وقد كانت في الابتداء شماريخها متجردة لبعدها من أوان الرطب والبسر والخلال فقال اليوناني : واخرى احبها أن تخرج شماريخها خلالها ، وتقلبها من خضرة إلى صفرة وحمرة وترطيب وبلوغ أناه ليؤكل وتطعمني ومن حضر منها ، فقال عليه السلام : أنت رسولي إليها بذلك فمرها به فقال له اليوناني ما أمره أميرالمؤمنين عليه السلام فأخلت وأبسرت واصفرت واحمرت وترطبت وثقلت أعذاقها برطبها ، فقال اليوناني : واخرى احبها يقرب من يدي أعذاقها أو تطول يدي لتنالها ، وأحب شئ إلي أن تنزل إلي أحدها وتطول يدي إلى الاخرى التي هي اختها ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : مد اليد التي تريد أن تنالها وقل : يا مقرب البعيد قرب يدي منها ، واقبض الاخرى التي تريد أن يترك إليك العذق منها وقل : يا مسهل العسير سهل لي تناول ما يبعد عني منها ففعل ذلك وقاله فطالت يمناه فوصلت إلى العذق ، وانحطت الاعذاق الاخر فسقطت على الارض وقد طالت عراجينها ثم قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إنك إن أكلت منها ثم لم تؤمن بمن أظهر لك عجائبها عجل الله عزوجل من العقوبة التي يبتليك بها ما يعتبر به عقلاء خلقه وجهالهم ، فقال اليوناني : إني إن كفرت بعد ما رأيت فقد بالغت في العناد وتناهيت في التعرض للهلاك ، أشهد أنك من خاصة الله صادق في جميع أقاويلك عن الله ، فأمرني بما تشاء أطعك .
أقول : تمام الخبرفي أبواب احتجاجاته عليه السلام وقد مضى كثير من معجزاته ومناقبه صلوات الله عليه في أبواب معجزات الرسول صلى الله عليه واله .
19 - ختص محمد بن علي ، عن أبيه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن أبان الاحمر قال : قال الصادق عليه السلام : يا أبان كيف تنكر الناس قول أمير - المؤمنين عليه السلام لما قال : " لو شئت لرفعت رجلى هذه فضربت بها صدر ابن أبي سفيان بالشام فنكسته عن سريره " ولا ينكرون تناول آصف وصي سليمان عرش بلقيس و إتيانه سليمان به قبل أن يرتد إليه طرفه ؟ أليس نبينا صلى الله عليه واله أفضل الانبياء ووصيه أفضل الاوصياء ؟ أفلا جعلوه كوصي سليمان ؟ حكم الله بيننا وبين من جحد حقنا وأنكر فضلنا .
ما ورد من غرائب معجزاته عليه السلام بالاسانيد الغريبة - بحار الأنوار ، 42 / 50 - 56
1 - وجدت في بعض الكتب : حدثنا محمد بن زكريا العلائي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار المعروف بابن المعافا ، عن وكيع ، عن زاذان ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : كنا مع مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام فقلت : ياأميرالمؤمنين احب أن أرى من معجزاتك شيئا ، قال صلوات الله عليه : أفعل إن شاء الله عزوجل ثم قام ودخل منزله وخرج إلي وتحته فرس أدهم ، وعليه قباء أبيض وقلنسوة بيضاء ، ثم نادى : يا قنبر أخرج إلي ذلك الفرس ، فأخرج فرسا آخر أدهم ، فقال صلوات الله عليه وآله : اركب يابا عبدالله ، قال سلمان : فركبته فإذا له جناحان ملتصقان إلى جنبه ، قال : فصاح به الامام صلوات الله عليه فتعلق في الهواء ، وكنت أسمع حفيف أجنحة الملائكة وتسبيحها تحت العرش ، ثم خطونا على ساحل بحر عجاج مغطمط الامواج ، فنظر إليه الامام شزرا ( 3 ) فسكن البحر من غليانه ، فقلت له : يامولاي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه ، فقال صلوات الله عليه : يا سلمان خشي أن آمر فيه بأمر ، ثم قبض على يدي وسار على وجه الماء والفرسان تتبعاننا لا يقود هما أحد ، فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل . قال سلمان : فعبرنا ذلك البحر ورفعنا ( 1 ) إلى جزيرة كثيرة الاشجار والاثمار والاطيار والانهار ، وإذا شجرة عظيمة بلا صدع ولا زهر ( 2 ) فهزها صلوات الله عليه بقضيب كان في يده فانشقت ، وخرج منها ناقة طولها ثمانون ذراعا وعرضها أربعون ذراعا وخلفها قلوص ( 3 ) فقال صلوات الله عليه : ادن منها واشرب من لبنها ، قال سلمان : فدنوت منها وشربت حتى رويت ، وكان لبنها أعذب من الشهد وألين من الزبد ، وقد اكتفيت ، قال صلوات الله عليه : هذا حسن يا سلمان ؟ فقلت : مولاي حسن ، فقال صلوات الله عليه : تريد أن أراك ما هو أحسن منه ؟ فقلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال سلمان : فنادى مولاي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : اخرجي يا حسناء قال : فخرجت ناقة طولها عشرون ومائة ذراع وعرضها ستون ذراعا ، ورأسها من الياقوت الاحمر ، وصدرها من العنبر الاشهب ، وقوائمها من الزبرجد الاخضر ، وزمامها من الياقوت الاصفر ، وجنبها الايمن من الذهب ، وجنبها الايسر من الفضة ، وعرضها من اللؤلؤ الرطب ، فقال صلوات الله عليه : يا سلمان اشرب من لبنها ، قال سلمان : فالتقمت الضرع فإذا هي تحلب ؟ ؟ صافيا مخلصا ( 4 ) فقلت يا سيدي : هذه لمن ؟ قال صلوات الله عليه : هذه لك ولسائر الشيعة من أوليائي ثم قال صلوات الله عليه وسلامه لها : ارجعي إلى الصخرة ، ورجعت من الوقت ، و ساربي في تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة عظيمة عليها طعام يفوح منه رائحة المسك ، فإذا بطائر في صورة النسر العظيم ، قال سلمان رضي الله عنه : فوثب ذلك الطائر فسلم عليه صلوات الله عليه ورجع إلى موضعه ، فقلت : يا أميرالمؤمنين ما هذه المائدة ؟ فقال صلوات الله عليه : هذه منصوبة في هذا المكان للشيعة من موالي إلى يوم القيامة ، فقلت : ما هذا الطائر ؟ قال صلوات الله عليه : ملك موكل بها إلى يوم القيامة ، فقلت : وحده يا سيدي ؟ فقال صلوات الله عليه : يجتاز به الخضر صلوات الله عليه في كل يوم مرة . ثم قبض صلوات الله عليه على يدي وسار إلى بحرثان ، فعبرنا وإذا جزيرة عظيمة فيها قصر لبنة من ذهب ولبنة من فضة بيضاء ، وشرفها من عقيق أصفر ، و على كل ركن من القصر سبعون صفا من الملائكة ، فأتوا وسلموا ، ثم أذن لهم فرجعوا ، إلى مواضعهم ، قال سلمان رحمه الله تعالى : ثم دخل أميرالمؤمنين عليه السلام القصر فإذن أشجار وأثمار وأنهار وأطيار وألوان النبات : فجعل الامام صلوات الله عليه يمشي فيه حتى وصل إلى آخره ، فوقف صلوات الله عليه على بركة كانت في البستان ، ثم صعد على قصر ( 1 ) فإذن كرسي من الذهب الاحمر ، فجلس عليه صلوات الله عليه ، وأشرفنا على القصر فإذا بحر أسود يغطمط أمواجه كالجبال الراسيات ، فنظر صلوات الله عليه شزرا فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب ، فقلت : يا سيدي سكن البحر من غليانه إلى نظره إليه ( 2 ) فقال عليه السلام : خشي أن آمر فيه بأمر ، أتدري يا سلمان أي بحر هذا ؟ فقلت : لا يا سيدي ، فقال : هذا الذي غرق فيه فرعون وملؤه المذنبة ، حملها جناح جبرئيل عليه السلام ثم زجها في هذا البحر ، فهو يهوي لا يبلغ قراره إلى يوم القيامة . فقلت : يا أميرالمؤمنين هل سرنا فرسخين ؟ فقال صلوات الله عليه : يا سلمان لقد سرت خمسين ألف فرسخ ودرت حول الدنيا عشر مرات ، فقلت : يا سيدي و كيف هذا ؟ قال عليه السلام : إذا كان ذوالقرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أميرالمؤمنين وخليفة رب العالمين ؟ يا سلمان أما قرأت قول الله عزوجل حيث يقول : " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ( 1 ) " ؟ فقلت : بلى يا أميرالمؤمنين ، فقال عليه السلام : أنا ذلك المرتضى من الرسول الذي أظهره الله عزوجل على غيبه ، أنا العالم الرباني ، أنا الذي هون الله علي الشدائد فطوى له البعيد . قال سلمان رضي الله عنه : فسمعت صائحا يصيح في السماء أسمع الصوت ولا أرى الشخص ، وهو يقول : صدقت ( 2 ) أنت الصادق المصدق صلوات الله عليك ، قال : ثم نهض صلوات الله عليه فركب الفرس وركبت معه وصاح بهما فطارا في الهواء ثم خطونا على باب الكوفة ، هذا كله وقد مضى من الليل ثلاث ساعات ، فقال صلوات الله عليه لي : يا سلمان الويل كل الويل لمن لا يعرفنا حق معرفتنا وأنكر ولايتنا ، أيما أفضل محمد صلى الله عليه واله أم سليمان عليه السلام ؟ قلت : بل محمد صلى الله عليه واله ثم قال صلوات الله عليه : فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من فارس بطرفة عين و عنده علم الكتاب ( 3 ) ولا أفعل أنا ذلك وعندي مائة كتاب وأربعة وعشرون كتابا ؟ أنزل الله تعالى على شيث بن آدم عليهما السلام خمسين صحيفة ، وعلى إدريس النبي عليه السلام ثلاثين صحيفة ، وعلى نوح عليه السلام عشرين صحيفة ، وعلى إبراهيم عليه السلام عشرين صحيفة والتوراة والانجيل والزبور والفرقان ، فقلت : صدقت يا أميرالمؤمنين هكذا يكون الامام ، فقال عليه السلام : إن الشاك في امورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا ، وحقوقنا قد فرض الله عزوجل في كتابه في غير موضع ، وبين فيه ما وجب العمل به وهو غير مكشوف . إذ دخل عليه نفر من أصحابه منهم أبوموسى الاشعري و عبدالله بن مسعود و أنس بن مالك وأبوهريرة والمغيرة بن شعبة وحذيفة بن اليمان وغيرهم فقالوا : يا أميرالمؤمنين أرنا شيئا من معجزاتك التي خصك الله بها ، فقال عليه السلام : ما أنتم و ذلك وما سؤالكم عما لا ترضون به ؟ والله تعالى يقول : وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني إني لا اعذب أحدا من خلقي إلا بحجة وبرهان وعلم وبيان ، لان رحمتي سبقت غضبي ، وكتبت الرحمة علي ، فأنا الراحم الرحيم وأنا الودود العلي ، وأنا المنان العظيم ، وأنا العزيز الكريم ، فإذا أرسلت رسولا أعطيته برهانا وأنزلت عليه كتابا . فمن آمن بي وبرسولي فاولئك هم المفلحون الفائزون ، ومن كفر بي وبرسولي فاولئك هم الخاسرون الذين استحقوا عذابي ، فقالوا : يا أميرالمؤمنين نحن آمنا بالله وبرسوله وتوكلنا عليه ، فقال علي عليه السلام : اللهم اشهد على ما يقولون وأنا العليم الخبير بما يفعلون . ثم قال عليه السلام : قوموا على اسم الله وبركاته ، قال فقمنا معه حتى أتى بالجبانة ولم يكن في ذلك الموضع ماء ، قال : فنظرنا فإذا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabelalekat.yoo7.com
 
غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشيعة الإمامية الإثنا عشرية
»  الشيعة الاثني عشرية وتكفريهم كفيرهم لبقية آل البيت
» كتاب : تاريخ الرسل والملوك المؤلف : الطبري
» وجه أهل الكوفة الرسل إلى الحسين رضي الله عنه وهو بمكة يدعونه إلى القدوم عليهم، فوجه إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه.
» الشيعة المتصوفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aloqili.com :: منتدي الشيعة الرافضة-
انتقل الى: