aloqili.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

aloqili.com

سيرة نبوية - تاريخ القبائل - انساب العقلييين - انساب الهاشمين - انساب المزورين
 
السياسة الدوليةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشيعة الرافضة في الصعيد الاعلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

الشيعة الرافضة في الصعيد الاعلي Empty
مُساهمةموضوع: الشيعة الرافضة في الصعيد الاعلي   الشيعة الرافضة في الصعيد الاعلي Emptyالخميس نوفمبر 10, 2016 6:46 am


لقد استمر التشيع متواجداً في مصر خلال العصرين الأيوبي والمملوكي وخاصة في أسنا بالصعيد والتي يذكر ابن قاضي شهبة إنها كانت مشحونة بالروافض في القرن السابع الهجري ضمن ترجمته للقاضي الشافعي بهاء الدين أبوالقاسم القفطي والذي اهتم بالرد على الشيعة نظراً لكثافتهم بالصعيد وصدامه معهم في إسنا ، وقد كانت هذه الكثافة للشيعة دافعاً لقيام القبائل العربية في الصعيد بثورة في عهد الملك المعز أيبك التركماني سنة 651 هـ ، تحت قيادة الشريف حصن الدين ثعلب والذي تلقى دعماً من قبائل أخرى في بلدان الفيوم والبحيرة والجيزة ، مطالباً بعودة الحكم للعلويين مرة أخرى وواصفين بني أيوب بالخوارج (أي خوارج على العلويين الفاطميين) والمماليك بعبيد الخوارج : " بأنا أحق بالملك من المماليك وقد كفى أنا خدمنا بني أيوب ، وهم خوارج خرجوا على البلاد . وأنفوا من خدمة الترك ، وقالوا إنما هم عبيد للخوارج " ، إلا أن هذه الثورة فشلت رغم العدد الكبير الذي تمكن الشريف من تجنيده سواء من الفرسان أو المشاة وذلك نظراً لعدم قدرته على تنظيمهم ونتيجة للعشوائية التي اتسمت بها القبائل العربية الداعمة له مقابل المماليك الذين كانوا مقاتلين محترفين ، وانتهت الثورة بالقبض على معاوني الشريف ثعلب وقتلهم ، بينما سجن هو بالاسكندرية .



وفي سنة 657 تشير المصادر إلى ظهور شخصية تدعى بالكوراني تم القبض عليه نتيجة بعض ما أعلنه من معتقدات لم ترق للدولة في هذه الفترة وتعرض للضرب المبرح ، وقام الشيخ العز بن عبدالسلام بتجديد إسلامه وأطلق سراحه ، وفي السنة التالية يظهر الكوراني مرة أخرى كقائد لتحرك شيعي في عهد الظاهر بيبرس في القاهرة ، حيث يذكر المقريزي أن السودان والركايبة والغلمان فتحوا دكاكين السيوفيين بين القصرين للحصول على الأسلحة ، ثم اقتحموا الاصطبلات واستولوا على ما بها من خيول ، وخرجوا وهم ينادون بشعار " يا آل علي " ، يقول المقريزي : " وكان الحامل لهم على هذا رجل يعرف بالكوراني ، أظهر الزهد بيده سبحة وسكن قبة بالجبل ، وتردد إليه الغلمان فحدثهم في القيام على أهل الدولة ، وأقطعهم الإقطاعات وكتب لهم بها رقاعاً . فلما ثاروا في الليل ركب العسكر وأحاطوا بهم وربطوهم ، فأصبحوا مصلبين خارج باب زويلة ، وسكنت الثائرة " 


.
إن الملاحظ على أحداث ثورة الكوراني هو عقابه والاعتداء عليه بالضرب وقيام العز بن عبدالسلام بتجديد إسلامه لمجرد تصريحه بمعتقدات هي على الأغلب شيعية ، مما يشير لحجم الاستفزاز الذي كانت السلطات المصرية تتعامل به مع الشيعة ، كما يشير كذلك إلى أن الدولة الفاطمية استمرت تمثل خطورة بالغة على الأيوبيين ثم المماليك ، واستمر تعلق المصريين بها وبأيامها لدرجة استشعر معها حكام مصر من الدولتين خطورة السماح بأي معتقد شيعي بالتواجد في مصر .



ومع الجهود التي بذلها سلاطين المماليك للقضاء على التشيع ، إلا أنه استمر في التواجد إلى درجة اعتناق بعض الأمراء للتشيع ، حيث يذكر المقريزي قتل والي قوص عبدالمؤمن بن عبدالوهاب السلامي سنة 742 هـ نظراً لاكتشاف تشيعه ، وهذه الحادثة قد تشير إلى أن التشيع كان قد دخل في مرحلة احتضار كامل نتيجة العنف الذي استخدمته السلطة المملوكية في مواجهته ، وهو ما يشير إليه المقريزي : " وعودي من تمذهب بغيرها (المذاهب الأربعة) وأنكر عليه . ولم يول قاض ، ولا قبلت شهادة أحد ، ولا قدم للخطابة والإمامة والتدريس أحد .. ما لم يكن مقلدا لأحد هذه المذاهب .. وأفتى فقهاء هذه الأمصار في طول هذه المدة بوجوب اتباع هذه المذاهب ، وتحريم ما عداها . والعمل على هذا إلى اليوم " 


.
على أن التشيع استمر كذلك حتى بعد القرن الثامن الهجري وخاصة في الصعيد كما يشير الأدفوي ، ففي حديثه عن أسوان يشير إلى أن التشيع كان هو الغالب على أهلها منذ العهد الفاطمي : " ولما كانت البلاد للعبيديين غلب على أهلها التشيع ، وكان بها قديماً ايضاً ، وقد قل ذلك واضمحل ولله الحمد والمنة " ، ويقول عن إسنا : " وكان التشيع بها فاشياً ، وأهلها طائفتان : الإسماعيلية والإمامية ، ثم ضعف حتى لا يكاد ينبز به إلا أشخاص قليلة جداً " ، ويضيف حول التشيع بها : " وكان التشيع بها فاشياً ، والرفض بها ماشياً ، فجف حتى خف " ، ويقول عن بلدة تدعى أسفون : " وأسفون أيضاً بلدة معروفة بالتشيع الشنيع ، لكنه جف بها وقل " ، وعن بلدة أرمنت : " وكان أيضاً التشيع بها كثير ، فقل أو فقد " ، ومن الشخصيات الشيعية المصرية التي عاصرت القرن الثامن والتي ترجم لها الأدفوي أحد أقاربه وهو إبراهيم بن محمد بن علي بن مطهر بن نوفل الثعلبي الأدفوي الملقب بقطب الدين ، ويقول عنه الأدفوي : " كان رحمه الله لطيف الذات حسن الصفات ، شاعراً نثراً ، وكان في عنفوان شبابه يضرب بالوتر ، ويغني بين أصحابه غناء يشجي السامع ، ويطرب المسامع ، ثم عكف على حفظ كتاب الله العزيز ، فاستحق به التمييز ، واستمر إلى آخر عمره على إقراء القرآن ، والانقطاع عن تلك الأقران ، ملازماً للصلاة والتلاوة والعبادة ، وسلوك الطريق الشاهدة لسالكها بالسعادة ، وهو كل يوم من الخير في زيادة ، مع صدق لهجة وصيانة ، وأمانة وديانة ، إلا أنه كان من أتباع الشيعة ، أصحاب تلك البدع الشنيعة " .
ومن الواضح أن الشخص الشيعي المترجم له كان من الإسماعيلية حيث يشير الأدفوي إلى أنه التقى بداود بن سليمان بن العاضد لدين الله الفاطمي سنة 697 الذي أخذ العهد عليه وأنشده قصيدة تقول :
ظهر النور عند رفع الحجاب فاستنار الوجود من كل باب
وأتانا البشير يخبر عنهم ناطقاً عنهم بفصل الخطاب
ويبدو أن هذه الأبيات تضمنت كذلك انتقادات لبعض زوجات النبي (ص) بناء على الموقف من إمامة علي بن أبي طالب فقام الأدفوي بالرد عليها متمنياً أن قريبه قد تاب عن التشيع :
وإني لأرجو أن تكون وفاته على حب أزواج النبي وصحبه
لتنفعه تلك القراءة في الدجى وتغشاه يوم الحشر رحمة ربه
وقد توفي هذا الأديب الشيعي كما ذكر الأدفوي ببلده إدفو سنة 737 هجربة يقول الأدفوي : " توفي ببلده في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة ، بعد أن كف بصره من سنين كثيرة ، وهو صابر شاكر على طريقة حسنة ، وكانت وفاته في يوم عرفة ، فيرجى له الخير " 


.
ويقول شمس الدين الدمشقي عن التشيع في صعيد مصر : " وأصفون بلدة طيبة بها طائفة من الإسماعيلية والرافضة الإمامية وطائفة من الدرزية والحاكمية وكذلك أرمنت وأسنا " .
كما ترجم ابن حجر العسقلاني لبعض الأعيان في المائة الثامنة من الشيعة المصريين تشير إلى أن التشيع كان متواجداً في مصر إلا أنه كان مطارداً ومضطهداً فيقول في ترجمة الحسن بن منصور بن محمد بن المبارك بن شواق الأسنائي جلال الدين المتوفي 706 هجرية : " ولد سنة 632 ونشأ رئيساً فاضلاً كاملاً وكان بنو السديد بأسنا يحسدونه فدسوا عليه من رماه بالتشيع فحضر بعض الكشاف فجاءه شخص يقال له عيسى بن اسحاق فأقر بالشهادتين وأظهر التوبة من الرفض فسئل من شيخه في ذلك فقال ابن شواق فصادره الكاشف وأهانه فقدم القاهرة فأكرم وعرض عليه أن يكون شاهد حسام الدين لاجين وذلك قبل السلطنة فامتنع قال الكمال جعفر ذكر لي حاتم بن النفيس أنه خاض معه في التشيع فتبرأ من ذلك وحلف أنه يحب الشيخين ويترضى عنهم إلا أنه يقدم عليا " 


، وحالة هذا الأديب تشير بوضوح لمدى التشدد الذي لجأ إليه المماليك للقضاء على التشيع بمصر ، والذي يبدو أنه قد تمكن من تحقيق أهدافه في تحويل التشيع كمعتقد منبوذ حتى من قبل العامة من الناس ، حيث تعرض المذهب لحملات تشويه اجتماعي وتحول الانتماء إليه لمسبة يتبادلها المصريون أثناء المشاجرات : " يا ابن الرافضي " ، وهذه العبارة تستخدم حتى هذا اليوم رغم ان غالبية الشعب المصري لم يعد واعياً بعلاقة كلمة " الرافضي " بالشيعة .
لقد استمرت مدينة إسنا في الصعيد أحد معاقل التشيع المصري طوال القرن السابع الهجري ، كما يبدو من النصوص السابقة ، ويشير الأدفوي في ترجمته لإسماعيل بن هبة الله بن علي الإسنائي : " وجره ذلك إلى انتقاله إلى حلب ، فتوجه إليها ناظراً للأوقاف ودرس بها ، وظن الشيعة بحلب – بكونه من أسنا – أنه شيعي ، فصنف كتاباً في فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه " ، إلا أن التشيع في القرن الثامن الهجري كان قد بدأ يتراجع تحت الضغط العنيف للسلطة المملوكية ، خاصة مع اعتناق بعض سلاطين الدولة المغولية بإيران والعراق للمذهب الشيعي وتهديدها الدائم للمماليك وهو ما منح الاضطهاد المملوكي بعداً سياسياً أكبر .
إن ترجمة الأديب الإسنائي وغيره في مصر تشير بوضوح إلى أن التشيع في القرن الثامن كان قد بدأ في محاولة التغلب على الضغوط المملوكية عبر التظاهر فقط بمجرد تقديم علياً وهو ما كان يقترب من التيار الزيدي في هذه الفترة ، وثمة إشارة لدينا تؤكد أن الشيعة وخاصة العلويين منهم أضطروا للتظاهر بالمذهب الزيدي في هذه الفترة ، حيث يقول في ترجمة الشريف عز الدين عجلان المكي الحسني أمير مكة المتوفي سنة 777 هجرية : " وكان بخلاف آبائه وأقاربه يحب أهل السنة وينصرهم على الشيعة وربما كان يذكر أنه شافعي المذهب وهذا نادرة في السادة الأشراف فإن غالبهم زيدية يتجاهرون بذلك " .
ويمكننا احتمال أن هذه المحاولات قد استمرت حتى القرن التاسع الهجري قبل أن تبدأ في الاندثار تماماً ، وإن كانت هناك إشارات مهمة حول بقاء التواجد الإسماعيلي في الجنوب حتى القرن العشرين واستمراره إلى هذه اللحظة .



إن الدليل الوا ضح على مدى رسوخ الآراء الشيعية وانتشارها بين المصريين هو احتفاظهم الدائم بالاثر الحضاري وبقايا من الأثر المذهبي الفاطمي والشيعي بشكل عام .
فالمصريين حتى الآن يحرصون على الاحتفاظ بالاحتفالات الفاطمية سواء بالمولد النبوي أو بموالد أهل البيت ، أو بالمناسبات الخاصة في 27 رجب أو نصف شعبان وهو يوافق ذكرى ميلاد الإمام الحجة عند الشيعة ، واسلوب احتفالاتهم برمضان عبر الفوانيس الشهيرة والتي استقبلوا بها المعز لدين الله الفاطمي بعبارتهم " وحوي يا وحوي .. إياحا " وهي إنشودة مصرية قديمة أصلها " قاح وي ، واح وي ، إحع " وقد حرفت الكلمة الأخيرة تخفيفاً لـ " إياحا " ، وتعني " ما أجمل ظهورك يا قمر " ، مما قد يمثل إشارة إلى انتشار ورسوخ التشيع بين المسلمين من العنصر القبطي .
وقد احتفظ المصريون كذلك بالتقاليد الفاطمية المرتبطة بتخصيص أطعمة محددة ينتشر تناولها في شهر رمضان ، وقد استغل الفاطميون هذه الأطعمة في الترويج لمذهبهم بشكل مبسط ، ومن أهمها وجبتي " الكنافة " و" القطايف " ،



عدل سابقا من قبل عمر في الأحد نوفمبر 13, 2016 12:01 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشيعة الرافضة في الصعيد الاعلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اولاد الخطيب في الصعيد الاعلي
» سلسلة تاريخ الشيعة الرافضة الأَسْوَد: المرحلة الثانية 1/3
»  غلو الشيعة في أئمتهم - 1 .. الشيعة الإثنا عشرية ونزول الوحي والملائكة بعد الرسل
» خيانات وجرائم الرافضة عبر التاريخ
» بحث وتعليقات عن الرافضة عليهم من الله ما يستحقون وطعوناتهم في الله تعالى كتبه وجمعه أبو عبد الله / علي العلي الكعبي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aloqili.com :: ال الخطيب العقيلي-
انتقل الى: