من كتاب درر الفرائد المنظمة لدليل الحاج وطريق مكة المعظة
تأليف الشيخ عبدالقادر بن محمد بن عبدالقادر الجزيري الحنبلي
عمر الكتاب حوالي 500 سنة
وأما المناخ وحده من جانب البحر محل زينة الحاج إلى بويب العقبة وهو البناء الذي على قنة الجبل , وكان المبشرون يصعدون إليه في مرورهم بأعلامهم , ويذكرون في الذهاب ما معناه أن الحاج قد دخل المفازة من بابها وأغلق ما وراءه فلا يفتح إلا إذا عاد , وكان الشيخ محمد عرف بأبي جريدة المبشر يواظب على ذلك , ويعده كالرتبة له , وكان دركه لطائفة بني شاكر الحجر يدعون بأولاد راشد ويقال لهم المراشدة , ويشاركهم في ذلك طائفة من بني عطية الكرك تسمى بالكعابنة , واستمروا على ذلك إلى نيف وأربعين وتسعمائة في ولاية المرحوم جانم من قصروة لإمرة الحاج , فلما استولى الحويطات على المناخ وكثر عددهم ونما نخلهم واشتهروا بالفساد , ولم يرتدعدوا بقتل بعضهم , وشاركهم في ذلك المفسدون , المتوسمون لملاقاة الركب في كل سنة
لان الحاج يقيم في المناخ ذهابا وإيابا ستة أيام , ويرد عليه طوائف من العربان من غزة والشوبك وحسما وغير ذلك من البلاد مع قلة عدد بني شاكر واقطاع طائفة الكعابنة عنهم , وقلة المعلوم في نظير خفارة هذا المحل الكثير الضوائع , فعجزوا عن القيام بحفظ الدرك , واستولت الحويطات على المناخ , ولم يقدروا على دفعهم , وكثر ضررهم بالنخل , ومن جوانب الركب وصارت تلك البقعة وطنا للحويطات ....................................................
واتفق أنه لما ولى الامير جانم من قصروه لإمرة الحاج في سنة 946 هجري وكان ذلك قبل الشروع في عمارة النقب وتسهيل طرقه فتأخر نزول الر كب خصوصا ان امير الحج سبق نزول الحاج الى المناخ واعتمد على بعض جماعته مع الركب به فلم يجد الركب ما يسهل طرقهم ويقف لتسهيل العقوب على العادة فاستمر بهذه الواسطة ينزلون من النقب شيئا بعد شيء إلى الليل
ففزعت بني عطية بالنخل , وجوانب الركب , وبالطرقات تنهب وتعري والصياح متزايد من كل جهة من الحجاج , وكثرت الغوغاء على أمير الحاج من بسبب إهماله لمثل ذلك ,,,,,,,,,
فلما أصبح طلب مشايخ الحويطات بالأمان , فلما حضروا إلى عنده طيب خواطرهم وأوعدهم بكل جميل , وحضر مؤلف هذا الكتاب وقاضي المحمل إلى مخيمه , وأشهد عليهم بالقيام بالدرك ورتب لهم من ماله من الفضة ألفين ونصف وقرر لهم ما كان لبني شاكر من ديوان السلطنة وهو من الفضة ثمان مائة وخمس عشر نصفا وجعل لهم ما كان لبني شاكر من الجوخ المخيوط والشاشات والملاليط وزادهم عليه من ديوانه وأشهد على نفسه بدفه هذا القدر في كل سنة , ودفع لهم ذلك فداهنوه إلى أن عزل بعد تنظيف النقب , في سنة 952 هجري بولاية الامير أيدين الرومي للإمرة في تلك السنة , فدفع لهم نصف القدر من الطلعة , وذكر أنه يعطي باقيه في حالة الإياب بعد الصعود الى السطح ,ولم يفعل ذلك عند عودته , ثم ولي الأمير حسين كاشف الفيوم والبهنساوية وكان من الفروسية بمكان , فاتفق انه تعرضوا لبعض الحجاج بالنقب وسلبوه , فلما نزل أمير الحاج إلى المناخ وقت المغرب لبس لامة حربه وخرج ومعه المشاعل والطوف من (الوطاق) كأنه يريد حراسة الركب ليلا , فلم يشعر عربان الحويطات إلا وقد فاجأهم في بيوتهم كبساً , وأطلق فيها النار ليحرقها وهربت الرجال فأدرك منهم ثلاثة من أعيانهم فقطع رؤوسهم واحترق بعض الأطفال في المهد , وأحاط على نيف وسبعين امرأة منهم غير الأولاد , وأتي بهم صحبة الترك إلى خان عقبة أيلة فحبسهم بها , فكفوا وعفوا مدة إقامته بالمناخ , ولم يسمع بسارق ولا صارخ مطلقا , ولم يعطهم في تلك السنة درهما واحدا , ورحل ولم يعطهم شيئا , وترك نسائهم وأولادهم في الخان , إلى ان تكلم بعض أصحابه في الإفراج عنهم لكونهم نساء وأطفالا
فجهز رسولا من عنده بمكاتبة إلى باشا الخان يأمره بإطلاقهم , فأطلقوا ولم يضع في ولايته بهذا الدرك عقال بعير , ثم ولي إمرة الحاج بعده مصطفى باشا فلم يعطهم من ذلك شيئا واستمر الأمر على ذلك وشرهم وفسادهم لا ينقطع ولا يمتنع ................
والحويطات أصحاب درك المبشر المتوجه بالمكاتبات إلى القاهرة , وسأل نجدي بن بسام شيخ أولاد عمران من الحويطات الامير يوسف الحمزاوي ان يكتب له مرسوما بتقرير عادة على كل مبشر , فبرز أمره في سنة 941 هجري وقرر على من يتوجه من طريق الشام بالكتب مئتي نصف من الفضة , وبل كتب مئة
وهم قسمان
الأول : ال عمران ويسمون أولاد عمران , وشيخهم نجدي بن بسام , وعتيق بن سياح , ومنهم أولاد مدلج , وأولاد حميد .
والقسم الثاني : العلاوين شيخهم عويضة ومنهم أولاد عوض وأولاد سالم وأولاد التمار واولاد سليمان وأولاد غافل وأولاد فراج وأولاد أحمد وأولاد عيد
والبدول ومنهم أولاد عاصي وأولاد جبر وأولاد حسين وأولاد معروف .
السويعديون : أعدادهم متوافرة وشرورهم متظاهرة .