aloqili.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

aloqili.com

سيرة نبوية - تاريخ القبائل - انساب العقلييين - انساب الهاشمين - انساب المزورين
 
السياسة الدوليةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب "الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة"، لعبد القادر الجريزي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

كتاب "الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة"، لعبد القادر الجريزي Empty
مُساهمةموضوع: كتاب "الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة"، لعبد القادر الجريزي   كتاب "الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة"، لعبد القادر الجريزي Emptyالسبت يونيو 17, 2017 3:04 pm

من المخطوطات التي تحتوي عليها خزانة القرويين بفاس كتاب : ( الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة ) : تأليف الفقيه عبد القادر بن محمد بن مبد القادر الأنصاري الجزيري نسبة إلى منشأ جدوده بالجزيرة من عراق العرب بالقرب من بغداد حسب ما دونه بنفسه في الجزء الثاني من كتابه صفحة : 890، لا إلى جزيرة الفيل بمصر كما هو مذكور في كتاب الأعلام للزركلي رحمه الله.
ينقسم هذا الكتاب إلى جزئين، وتبلغ صفحاته أزيد من تسعمائة صفحة، في كل صفحة خمسة وعشرون سطرا، وهو مسجل في الخزانة تحت عدد : 554، ومحبس عليها من لدن أحمد المنصور السعدي رحمه الله سنة إحدى وألف هجرية، ومقاسه : 27 x 23.
وهو كتاب زاخر بالأخبار، مدون لمختلف الأسفار، مبين لأصول الحج، موضح لمناسكه، مفصح عن قواعده، مصور لكثير من الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، مستدل بكثير من النصوص الأدبية والدينية. كتبه مؤلفه عن خبرة وتجربة، واستمد عناصره من كتب التاريخ والفقه والتفسير، واقتبس كثيرا من موضوعاته من ممارسته التي اكتسبها عن طريق معاشرته لوالده حينما كان كاتبا لديوان إمرة الحاج، وعن طريق مباشرته هو نفسه لهاته الكتابة حينما أصبح مكلفا بها (ج 1 ص : 108).
كان والده فقيها من فقهاء مصر، واختير في عهد الحراكسة (يكون كاتبا لهذا الديوان، واستمر في وظيفته رغم تقلب الأحوال وتغلب السلطة العثمانية على مصر فقد استولى السلطان سليم العثماني على هاته البلاد سنة 923 هـ، ولم يؤثر ذلك في وضعية بعض الموظفين الأكفاء مثل والد المؤلف المذكور.
لقد أطل الجزيري على الحياة بأعبائها ومارس مشاق الأسفار بأتعابها، وأكثر من الرحلات الحجازية منذ صغره، وصاحبه والده في حجاته، وكانت الحجة الأولى سنة ست وعشرين وتسعمائة وهو في الخامسة عشرة من عمره، وقد تحدث عنها في كتابه ووصف نفسه حينئذ بأنه كان شابا في أول البلوغ، وأنه كان كثير الرغبة في ركوب النياق السريعة والولوع بالمغامرات ( ج 1 ص :347).
ولما توالت حجاته وتعددت أثار انتباه أمير الحاج دوادار سليمان باشا فألحقه بديوانه ثم جعله مساعدا له خصوصا بعد أن مرض والده المؤلف، وأخيرا أصبح كاتبه الخاص بعد موت الوالد سنة أربع وأربعين وتسعمائة، رحمه الله (ج 2 ص 890).
كان المؤلف معجبا أكبر الإعجاب بالعثمانيين وبما يبذلونه من جهد في إصلاح أمور المسلمين وما يقومون به من أعمال جليلة في إصلاح معالم الحج، لذلك كان يثني عليهم ويذكر أخبارهم بكل إجلال، ولقد حرص في بعض نقوله على أن يذكر أسماء ملوكهم منذ تأسيس دولتهم سنة تسع وتسعين وستمائة هجرية إلى زمن تأليف الكتاب على الترتيب الآتي : ( ج 1 ص 361) عثمان بن أغور ثم ابنه أرخا ثم مراد ثم بايزيد المعروف بيلدرم، ومعناه الصاعقة حسب ما ذكره المرحوم شكيب أرسلان في ملحقه على تاريخ ابن خلدون، ثم ولده الفاتح ثم بايزيد الثاني، ثم سليم الأول، ثم سليم القانوني، ثم ذكر فيما بعد بعض الأخبار عن سليم الثاني الذي تم تنقيح الكتاب في عهده.
وإنما أشرنا إلى هذا التلقيح لأن الكتاب مر في تأليفه ملى مرحلتين :
المرحلة الأولى : مرحلة تسويده، وكأن ذلك ما بين سنة ستين وتسعمائة وسنة إحدى وستين وتسعمائة (ج 1 ص : 158) وظل في مسودته إلى أن كانت المرحلة الثانية وهي مرحلة تنقيحه وإخراجه، وهذه المرحلة لم تتم إلا في رابع رمضان سنة تسع وسبعين وتسعمائة هجرية (ج 2 ص 911) ولا شك أن المؤلف أضاف إليه بعض الجزئيات وأشار إلى بعض الوقائع التي كانت بين زمن التأليف، وزمن الإخراج والتنقيح.
وبناء ملى ما تقام نتيقن أن المؤلف كان حيا في ذلك التاريخ الذي نقح فيه الكتاب، وعلى أساس ذلك اعتمد المرحوم سيدي العابد الفاسي في كتابة فهرست مخطوطات القرويين في أبراز خطأ الأستاذ الزركلي حينما ذكر أن المؤلف توفي سنه سبع وسبعين وتسعمائة هجرية. والزركلي رحمه الله لم يخطئ في تاريخ الوفاة فقط، بل أخطأ في تاريخ الميلاد أيضا، فهو ذكر أنه ولد سنة ثمانين وثمانمائة هجرية، مع أن المؤلف ولد سنة إحدى عشرة وتسعمائة حسب ما أشار إليه في كتابه بنفسه ( ج 1ص : 377)، أما السنة التي ذكرها الزركلي فهي سنة ولادة والده وحمه الله، ويتضح ذلك من الاطلاع على ترجمته في الصفحة التسعين بعد الثمانمائة من الجزء الثاني من هذا الكتاب الذي يعد من الكتب ذات الاهتمام بالتاريخ والفقه.
ومن محاسنه أن مؤلفه كان يكثر من الحديث عن نفسه وأسرته وأصدقائه وشيوخه بحيث يمكننا أن ندمجه في إطار الكتب المهتمة بالتراجم الدانية التي تصور حياة الكاتب بكل أبعادها.
وبناء على خطته هاته يمكننا أن نشير إلى بعض شيوخه الذين أخذ عنهم الفقه واللغة والحديث
والتفسير، ونذكر من بينهم على سبيل المثال ( ج 1 ص. 106).
أولا : شهاب الدين أحمد بن عبد العزيز الحنبلي الفتوحي الشهير بابن النجار، فقد أخذ منه الكتب الستة ومسند الإمام أحمد بن حنبل والشفا للقاضي عياض، والبيان في آداب حمله القرءان للنووي.
ثانيا : موسى بن أحمد بن عبد الرحمن الحسني الارميوني المالكي الشهير بالخطابي، أخذ عنه المكودي من شروح الألفية وابن عقيل وابن المصنف والتوضيح، وروى عنه صحيح البخاري وكتاب الشفا.
ثالثا : أحمه بن اسماعيل بن صدقة بن داود، أخذ عنه كتاب قانون شاه في الطب.
ومن المعلوم أن المؤلف كان يعني بكتب الطب كناية بكتب الفقه والأدب والتاريخ. والسبب في ذلك راجع إلى استمداده كثيرا من هواياه واهتماماته من والده الذي كان مشهورا بخبرته في طب العيون.
وحيث أن المؤلف اشتهر بذكائه وخبرته ومعرفته بشؤون الحج وباطلاعه ملى أحوال الطرق وبمهارته في علم التاريخ والجغرافيا، فقد التمس منه بعض من يعلم ذلك أن يؤلف لهم كتابا جامعا لأمور الحاج والمنازل وكيفية الرحيل والنزول والإقامات والمناهل، وأن يتحدث فيه من أمرة الحاج منذ ابتداء فرض الحج إلى زمانه، فلبى رغبتهم وألف هذا الكتاب الذي تحدث فيه عن أمرة الحاج منذ ابتداء فرض الحج إلى زمانه فلبى رغبتهم وألف هذا الكتاب الجامع لكل ذلك ورتبه على سبعة أبواب متضمنة لواحد وثلاثين فصلا.
وفيما يأتي ذكر لهاته الأواب والفصول ( ج 1 ص : 13 ).
الباب الأول : ابتداء بناء الكعبة وفضلها وشرفها ومعنى الحج والعمرة وما يتعلق بالشروع في ذلك وفيه فصول :
الفصل الأول : في ابتداء بناء البيت وشرفه وفضله، وذكر من حج من الأنبياء والملائكة وغيرهم.
الفصل الثاني فيما ورد في فضل الحج والعمرة من الأحاديث الصحيحة والأسانيد الفصيحة.
الفصل الثالث : في معنى الحج والعمرة وبيان ذلك وتفصيل ما هنالك لغة وشرعا.
الفصل الرابع : في شرائط وجوبها والكلام على ذلك تفصيلا وجمعا.
الفصل الخامس : فيما يجب ويستحب على من قصد الحج والعمرة وبيان ذلك.
الفصل السادس : في أخبار مكة المشرفة - زادها الله شرفا وتعظيما - ومن كان بها من قبائل العرب إلى أن جاء الإسلام.
الفصل الرابع : فيمن كان يلى الإجازة بالناس قبل النبوة في تلك المشاعر العظام والأماكن الكرام.
الباب الثاني :  في إمرة الحاج وفيه فصول :
الفصل الأول :  كيف حج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الفصل الثاني : الحال الذي يجب أن يكون عليه أمير الحاج من الصفات والأخلاق والأفعال وذكر الراعي والرعية.
الفصل الثالث : في ذكر أرباب المناصب التابعة لإمرة الحاج وما يتعلق بذلك.
الفصل الرابع : في فوائد ختم بها هذا الباب، وإن كانت ليست من نمط هذا الكتاب.
الباب الثالث : فيمن ولى أمره الحاج من زمن النبي صلى الله عليه وسلم بعد وجوب الفرض وإلى تاريخ الشروع في هذا الباب وفيه فصلان :
الفصل الأول : ذكر فتح مكة المشرفة وتاريخ ذلك ملخصا.
الفصل الثاني : من ولى إمرة الحاج وإيراد بعض الوقائع بمكة والطرقات في بعض السنين على سبيل الاختصار مما لا يستغنى عن ذكره.
الباب الرابع : فيما يشتمل عليه ديوان إمرة الحاج من بعض أصناف المهم والأسباب، وفيه فصول :
الفصل الأول : في تجهيز الحمول وذكر ما جرت العادة بحمله من ذلك من طريق الطور أولا ثم من السويس بحرا، وإلى العقبة والأزلم برا، وتفصيل العربان الحاملين لذلك ببدنات وأسماء.
الفصل الثاني : في ذكر الجمال وتفصيل محملها وعددها على اختلاف الأزمان والسنين وذكر بعض ما وقع في أثمانها وما معها من التعين عند انتقال الإمرة وما يتعلق بذلك.
الفصل الثالث : ذكر ما كانت عليه ولاية أمر الحاج من الاعتبار والمهابة واعتناء من تقدم من الملوك بشأنها، وفي صدر من الدولة المظفرة وتصريف هذا المهم في كل حالة مستطابة والتغالي في حسن القيام على الفقراء وسماحة النفوس المبالغة في ذلك إلى كل نفيس من مأكول ومشروب ومركوب وملبوس.
الباب الخامس : وهو لب الكتاب وسجع طائره المستطاب في ذكر المنازل والمناهل محلا بمحل، ما يلتحق بذلك وفيه فصول :
الفصل الأول : في مسافة ما بين مكة المشرفة وغيرها من البلدان المتواردة على الأسماع، وذكر البرد والفراسخ وما يتعلق بذلك.
الفصل الثاني في ذكر ما بين مكة ومصر والشام والعراق واليمن من المراحل على سبيل الاختصار وما يتعلق بذلك.
الفصل الثالث : في ذكر الإدراك وحدودها وطوائف العربان منزلا بمنزل ومنهلا بمنهل، وإيراد ما يفتح الله به من معنى أسماء تلك المنازل وما فيها من المياه المتوارد عليه طوائف العربان وما يقرب من حسم واختلاف ما ورد في أسماء بعض المنازل كحدرة دامة وأم البسيس وما قيل في كل منزلة من الشعر أن تيسر وصفة النزول والرحيل، وفي كم درجة ومقدار الإقامة بالدار وإيراد بعض الوقائع الواردة في بعض المحلات وما فيها من تجديد فسقية أو عمارة أو صالح مدفون بها وترجمته وترجمة العمران إن تيسر وإيراد ما تيسر من معنى اسم المنزلة والسبب في تسميتها كبدر وحنين.
الفصل الرابع : في مختصر غزاة بدر ونصرة النبي صلى اله عليه وسلم وذكر الشهداء ومسجد الغمامة وغير ذلك.
الفصل الخامس : في ذكر الأحرار وما يجب شرعا من المناسك والمحظورات وما يستحب من ذلك.
في الفصل السادس : في ذكر مكة المشرفة وأسمائها وفضلها وحدود الحرم ودرعه وذكر مراتبها ونسب صاحبها الآن وهو مولانا الشريف أبو يحيى ابن بركات وبعض الوقائع على سبيل الاختصار.
الفصل السابع في ذكر أفعال الحج وما يجب ويستحب من المناسك إلى تمامها شرعا وما يتعلق بذلك.
الفصل الثامن : في ذكر بقية المراحل على الترتيب السابق مما لم يسبقني إليه أحد بعون الله.
الباب السادس : في ذكر المدينة المشرفة وأسمائها وفضلها ومشاهدها ومعاهدها وفيه فصول:
الفصل الأول : في فضلها ومشاهدها ومعاهدها.
الفصل الثاني : في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وما ورد في ذلك وما نقل عن مزاره من الأخيار من محاسن الأخبار.
الفصل الثالث : في كيفية الزيارة وما يفعله الزائر عند الشروع فيها وما يستحب من ذلك.
الباب السابع : وهو خاتمة الكتاب في ذكر بعض من حج من الأعيان رجالا ونساء من الصحابة والخلفاء والملوك والوزراء وأكابر الأمراء، وذكر بعض أحوالهم وأقوالهم وأفعالهم وفيه فصول :
الفصل الأول : في ذكر من حج من الصحابة والخلفاء.
الفصل الثاني : في ذكر من حج من الملوك.
الفصل الثالث : في ذكر من حج من الوزراء وأكادبر الأمراء والأعيان ممن اشتهر في ذلك الزمان.
الفصل الرابع : في ذكر بعض من  حج من نساء والخوندات وبتمام ذلك تم الكتاب وبالله المستعان وعليه التكلان.
ولقد حاول ما أمكنه عند التحليل أن يكون ملتزما بتصميمه وأن يعتمد في ذلك على مشاهداته ومعرفته من جهة، وعلى المعلومات المقتبسة من سابقيه من جهة أخرى، وكان يرتكز في الأحكام الفقهية على المذهب الحنبلي لانتمائه إليه. وأما في المواد اللغوية والتاريخية فكان له ارتباط بأهم المصادر التي اشتهرت في ذلك.
ويمكننا أن نقسم مصادره إلى ثلاثة أنواع :
النوع الأول : المصادر التاريخية ونذكر منها عل سبيل المثال :
1) كتاب أبي الوليد الأزرق في تاريخ مكة (ص :5).
2) شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للعلامة الفاسي المعروف بالشريف الفاسي الحسني، ويعني به تقى الدين محمد بن أحمد بن علي الحسني الفاسي المتوفى سنة 932 هجرية، وقد أشار إليه صاحب كشف الظنون وذكر أنه قد كان يختصر هذا الكتاب مرارا ( ص :14).
ومن جملة مختصراته الكتاب المعروف بتحفة الكرام وقد رتبه على ترتيب أصله أربعين بابا فرغ من اختصاره سنة 817 هجرية، ومن مختصراته تعمير المقام في الحرام.
3) العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين للعلامة الفاسي المذكور، وأظن أنه مختصر من مختصرات شفاء الغرام ( ص : 25).
4) إتحاف الورى بأخبار أم القرى للعلامة ابن فهد جد الشيخ جار الله ( ص : 79- 281)، ويعني به الشيخ نجم الدين عمر بن فهد المكي المتوفى سنة 885 هـ، ومن المعلوم أن جده هو الفاسي السابق والغالب أن كتابه كان ذيلا لكتاب جده كما أن ابنه وحفيده قد ساهما في تذييل هذا الكتاب، وقد نقل المؤلف في كتابه بعض النقول الموجودة بالصفحة 344، والصفحة 372.
5) رحلة ابن جبير لم يذكر اسم صاحبها ولكنه ذكر منها أنها رحلة لأحد المغاربة من أهل غرناطة (ص : 159).
6) الروض الآنف للسهيلي ( ص : 153).
7) العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة للمقريزي وقد سماه مرة أخرى بجواهر العقود (ص : 79 – 879).
Cool السلوك ففي دول الملوك للمقريزي أيضا (ص 879).
9) صروح الذهب للمسعودي (ص :51).
10) المسالك والممالك الكبرى (ص :45).
النوع الثاني : كتب القفه والحديث والتفسير،  ونذكر مها على سبيل المثال :
1 – حجة الإسلام للحافظ برهان الدين البقاعي (ص :65).
2 – مناسك الإمام النووي (ص : 76).
3 -  تفسير القرطبي ( ص : 110).
4 -  حجة المعقول والمنقول للشيخ حسن بن محمد البابلي الحنبلي ( ص : 43) .
5 – الشفا للقاضي عياض (ص :23).
6 -  كتاب الفروع لابن مفلح ( ص : 38)  ويعني به محمد بن مفلح الحنبلي المتوفى سنة 763هجرية.
7 -  المجرد للقاضي أبى يعلى وهو من أئمة المذهب ( ص : 30) والمراد به محمد بن محمد ابن الفرا الحنبلي المتوفى سنة 458 هجرية.
8 – الجامع الصغير للسيوطي (ص : 5).
النوع الثالث : كتب اللغة والأدب، ومن ذلك :
1) كتاب الإخبار والفوائد والأنصار لأبي القاسم الزجاجي النحوي ( ص :64).
2) تذكرة ابن حمدون (ص :73).
3) العقد الفريد لابن عبد ربه.
4) الأحكام السلطانية للماوردي.
5) أدب الكتاب لابن قتيبة.
6) درة الغواص لحريري.
7) المحاسن والأضداد للجاحظ.
وإن تنويع هذه المصادر لمما يدل على أن المؤلف كان حريصا على الإفادة راغبا في تعزيز أبحاثه وتقريراته بكل ما يتيسر له من وسائل البحث، ولعل الذين سيتولون تحقيق هذا الكتاب ويقومون بإخراجه سيعملون ما أمكنهم على ربط الاستدلالات بأصولها ليعرفوا مقدار ما اكتسبه، ومقدار ما أضافه وليوازنوا بين ما في هذا الكتاب وبين ما في غيره، إلا أن التحقيق لا يتم ألا إذا وجدت نسخ أخرى من هذا الكتاب نظرا لما في نسخة خزانة القرويين من مسح وطمس لكثير من سطورها خصوصا في الجزء الثاني، فقد تغلبت عليها آثار الرطوبة في كثير من أوراقها، ورغم ذلك فهي لقيت عناية كبرى من مؤرخ الجزيرة الشيخ حمد الجاسر الذي حرص على تصويرها والتحقق من مضمونها ليخرجها إخراجا سليما.
وفي انتظار ذلك لا نرى بأسا من تقديم بعض الجزئيات التي تطرق إليها المؤلف لنعرف طريقته في التأليف ولنطلع على كيفية تعرفه للموضوعات التي أشار إليها سواء كانت متصلة بالأحكام الفقهية أو كانت متصلة بغيرها، وفيما يأتي ذكر ذلك :

أولا : فضائل الحج والعمرة :
اقتضت اهتماماته الفقهية أن يعرف بهما وأن يبرز فضائلها واستعان في ذلك بآيات قرآنية وأحاديث نبوية.
فمن الآيات التي استدل بها قول الله تعالى في سورة البقرة : ( ج 1 ص : 20)  "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود".
ومن المعلوم أن هناك في سورة الحج آية أخرى تتحدث عن تطهير البيت وتستعمل لفظة القائمين بدل العاكفين، ولكن المؤلف وقع له خلط وسهو فاستعمل جزءا من تلك الآية هنا وأتم آية البقرة مما تتم به آية الحج، وهذه غفلة واضحة لا شك أنه سينبهه إليها من يقرأ كتابه قال تعالى : "وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقناهم من بهيمة الأنعام" (الحج 26 – 27 – 28). 
فالمؤلف جعل جزءا مما هنا تابعا لآية البقرة السابقة.
ومن الآية التي استدل بها قول الله تعالى : "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا في فسوق ولا جدال فى الحج" (البقرة 179). .
وقوله : "جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي" (المائدة 97).
وقوله :"مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني من العالمين " (آل عمران 97).
وأما الأحاديث النبوية فكثيرة أيضا، نذكر منها قوله : "وروينا عن الشيخين، وغيرهما عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )، ورواه الأصبهانى وزاد وما سبح الحاج تسبيحة ولا هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلا بشر بها تبشيرة".
ولأبي يعلى وللبيهقي في شعب الإيمان عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازيا فمات كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة، وفي التنزيل الجليل : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله.
ولا ريب أن اعتماد المؤلف على الكتاب والسنة في هذا الموضوع إنما يدخل في نهجه الديني المتجلي في طريقة تفكيره واستدلالاته.

ثانيا : الحديث عن فريضة الحج وفريضة العمرة :
وهذا الموضوع متصل بمنهجه التحليلي الذي لا يقتصر على الأخبار المجرد وإنما يشير إلى الأقوال المختلفة رغم انتمائه إلى المذهب الحنبلي.
فالحج فرض لا خلاف فيه، أما العمرة فقد اختلف في فرضيتها، فمن الفقهاء من يرى أنها سنة ومنهم من يرى أنها فرض لازم كالحج، وقال بذلك أحمد بن حنبل في أحد قوليه معتمدا في ذلك على قول الله تعالى : "وأتموا الحج والعمرة لله ".
قال المؤلف ( ج 1 ص : 26) : "وممن قال بوجوبها عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وابن عباس وزيد بن ثابت وابن مسعود في رواية وجابر بن عبد الله في رواية، ومن التابعين وغيرهم سعد بن المسيب وسعيد بن جبير وعطاء وظاووس ومجاهد والحسن وابن سيرين والشعبي... الخ". قال وعن أحمد رواية ثانية أنها سنة غير واجبة، وهو قول النخعي وأبي حنيفة ومالك والشافعي في القديم.
وقد أدمج المؤلف أبا حنيفة مع من قال بسنيتها لا مع من قال بفرضيتها، وهذا مخالف لما هو مشهور، فقد جاء في كتاب القوانين الفقهية لابن جزي أن العمرة سنة مؤكدة خلافا لابن حبيب من المالكية ولابن حنيفة، فهما من الذين قالوا بفرضيتها.
وعلى كل حال فإن الفقهاء قد اضطروا في الحكم بسبب اختلاف تأويلهم للآية السابقة التى استدل بها أحمد بن حنبل باعتبار أن الإتمام ليس معناه الوجوب وإنما معناه القيام بهما على أحسن وجه أو على أن المراد به الإتمام بعد البداية، فهي تصبح واجبة بعد الشروع فيها، فليس اقترانها بالحج دليلا على وجوبها سواء كان ذلك في الآية أو كان في الحديث، إذ من المعلوم أنه ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت قلت : يا رسول الله أعلى النساء جهاد؟ قال نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه : الحج والعمرة، رواه أحمد وابن ماجة، وهذا لفظه ورواته ثقات، وقد نقلنا هذا الحديث من كتاب المحرر في الحديث في بيان الأحكام الشرعية لابن قدامة المقدسي.
وقد تقدم فيما سبق أن المؤلف أشار أثناء حديثه عن فرضيتها إلى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله باعتبار أحد روايتيه، أما الرواية الثانية عنه التي يقول فيها بالشبه، فهي قوله : أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال يا رسول الله أخبرني عن العمرة أواجبة هي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا، وأن تعتمر خير لك، رواه الإمام أحمد وضعفه والترمذي وصححه، وقد روي موقوفا وهو أصح.

ثالثا : شرائط الحج ( ج1 ص : 30) :
وقد ذكر أن شروط الحج خمسة، هي : الإسلام، والبلوغ، والحرية، والعقل، والاستطاعة،  وقد قسمها إلى ثلاثة أقسام :
1 -  ما يشترط  للوجوب والصحة، وهو الإسلام والعقل.
2 -  ما يشترط للوجوب والإجزاء دون الصحة، وهو البلوغ والحرية.
3 - ما يشترط للوجوب دون الاجزاء، وهو الاستطاعة، فلو تكلف غير المستطيع ألحج أجزأه وأسقط منه فرض الإسلام.

رابعا : ما يجب ويستحب على من قصد الحج والعمرة (ج1 ص : 34) :
كان المؤلف في هذه المقالة بالذات حريصا على إبراز ما ينبغي للحاج أن يقوم به قبل سفره لما في ذلك من الأخلاق السامية الإسلامية الهادفة إلى عدم الإضرار بالآخرين والباعثة على الاتكال على الله في كل الأمور والدافعة إلى الاستفادة من خبره الناس الموثوق بهم، لذلك رغب من الحاج أن يستشير ذوي الخبرة وأن يلتمس منهم النصيحة وأن يستخير الله فيما يقوم به، وأن يوصي مما يحتاج إلى الوصية، وأن يسجل المعاملات الموجودة بينه وبين الناس، وأن يطلب من الله المعونة على السفر، وأن يتعلم مناسك الحج، وأن يعد النفقة لمن تلزمه، وأن يتزود من غير إسراف، وأن يسترضي والديه ويطلب منهما الدعاء. وأن يتجنب الغيبة والنميمة، وأن يصلي ركعتين قبل وداع أهله.
وأشار أثناء تفصيله لهذا الموضوع إلى بعض الأدعية التي ينبغي للمسافر أن يذكرها قبل سفره، نسجل منها الدعاء الآتي Sad اللهم بك أستعين وعليك أتوكل، اللهم ذلل صعوبة أمري وسهل علي مشقة سفري وارزقني من الخير أكثر مما أطلب، وأصرف عني كل شر. رب اشرح لي صدري ونور قلبي ويسر أمري، اللهم إني أستحفظك وأستودعك نفسي وديني وأهلي وأقاربي وكل ما أنعمت علي وعليهم به في الآخرة ودنيا فاحفظنا أجمعين...). ويختتم ويفتتح بالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وهكذا نجد أن هذا الفصل من الباب الأول يمد من الفصول التمهيدية لبداية الرحلة لكل من أراد التوجه إلى البقاع المقدسة. ومن هنأ نلاحظ أن هذا الباب لم يكن مقتصرا على الوصف التقريري، بل إنه كان في الوقت ذاته كتاب تعليم وتوجيه وإرشاد.

خامسا : ولاية إمرة الحاج (ج 1 ص : 72) :
أشار في هذا الباب إلى أن ولاية الحاج واجبة وأن المسؤول عن الأمة ملزم باختيار الكفء لها دينا وعلما وأخلاقا، وأنه لا يسمح له بالاستهانة بهذه الوظيفة التي تعتبر ذات شأن كبير في تحقيق ركن مهم من أركان الدين، واستدل على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من ولي من أمر المسلمين شيئا فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح المسلمين منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المومنين". رواه الحاكم وصححه.
وذكر أن هذه الولاية ضربان : أحدهما أن تكون على تسيير الحج والثاني على إقامته، فأما تسيير الحج فهو ولاية سياسة ورعاية وتدبير والشروط المعتبرة في المولى أن يكون مطاعا ذا رأي وشجاعة وهداية، وقد استمد من كتاب الأحكام السلطانية للماوردي ما تتضمنه هاته الولاية من أعمل وما تتكلف به من أمور وهي أن يجمع الناس في مسيرهم وأن يرتبهم وأن يسلك بهم أوضح الطرق وأن يقوم خائنهم وأن يؤدب ظالمهم وأن يراعي اتساع الوقت حتى يؤمن الفوات.
وأما إذا كانت الولاية على إقامة الحج فهو فيها بمنزلة الإمام في الصلاة، فيشترط فيه أن يكون عالما بمناسك الحج وأحكامه، عارفا بمواقيته وأيامه، ثم قال : "وتكون ولايته مقدرة بسبعة أيام أولها من صلاة الظهر في اليوم السابع من ذي الحجة وآخرها يوم الحلاق وهو يوم النفر الثاني في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة وهو فيما قبلها أو بعدها أحد الرعايا وليس من الولاة".

سادسا : المناصب التابعة لإمرة ولاية الحج :
وهنا ذكر منصب الدوادار المكلف بتبليغ الرسائل عن الأمير وإبلاغ عامة الأمور ومنصب قضاة المحمل ويتكلف به قاض يحكم في المسائل الشرعية بين الحجاج ذهابا وإيابا حفظا لمصالحهم. ومنصب الشهود والكتاب زيادة على المكلفين بشؤون المحمل والخيل والقوت وغير ذلك.
وبعد هذه التمهيدات العامة شرع في ذكر شؤون الحج قديما وحديثا وذكر من كان يتولى هذه الإمرة في الجاهلية والإسلام مع الإشارة إلى من حج من زمن فرضية الحج إلى عهد المؤلف وهو باب طويل جدا ومفيد، ولولا ما فيه من محو وطمس في بعض صفحاته لكان أكثر فائدة، وبه انتهى الجزء الأول وكانت البداية في الجزء الثاني بالباب الرابع المتعلق بمشتملات ديوان إمرة الحاج ثم اعتنى بعده بالباب الخامس المتعلق بذكر المنازل والمناهل ثم بالباب السادس المتعلق بالمدينة المشرفة وما يتعلق بها وختم الكتاب بالباب السابع المتعلق بذكر بعض من حج رجالا ونساء من الصحابة والخلفاء والملوك والوزراء وأكابر الأفراد مع ذكر بعض أحوالهم وأقوالهم.
ولعل الذين لهم عناية بالتاريخ وبالشؤون الاجتماعية سيجدون في هذا الجزء الفائدة الكبرى وسيدلهم على صورة من صور المجتمع الإسلامي في هذه البقعة الطاهرة وما جاورها من البلدان والأقاليم.
وإننا لنشعر بكامل الاعتزاز حينما نعلم أنه يوجد من بين المهتمين بتاريخ الجزيرة العربية في العصر الحاضر من يعنى بإحياء التراث وبتتبع مراحله وعلى رأسهم الأستاذ الفاضل الدكتور حمد الجاسر الذي أخذ صورة من هذه المخطوطة، وهو الآن يتتبع محتوياتها ويستفسر عن غامضها ويحرص على تحقيقها وإخراجها إخراجا سليما، نتمنى له التوفيق والسداد والتمكن من إنجاز الهدف المراد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

كتاب "الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة"، لعبد القادر الجريزي Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب "الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة"، لعبد القادر الجريزي   كتاب "الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة"، لعبد القادر الجريزي Emptyالسبت يونيو 17, 2017 3:17 pm

من كتاب درر الفرائد المنظمة لدليل الحاج وطريق مكة المعظة 
تأليف الشيخ عبدالقادر بن محمد بن عبدالقادر الجزيري الحنبلي
عمر الكتاب حوالي 500 سنة 

وأما المناخ وحده من جانب البحر محل زينة الحاج إلى بويب العقبة وهو البناء الذي على قنة الجبل , وكان المبشرون يصعدون إليه في مرورهم بأعلامهم , ويذكرون في الذهاب ما معناه أن الحاج قد دخل المفازة من بابها وأغلق ما وراءه فلا يفتح إلا إذا عاد , وكان الشيخ محمد عرف بأبي جريدة المبشر يواظب على ذلك , ويعده كالرتبة له , وكان دركه لطائفة بني شاكر الحجر يدعون بأولاد راشد ويقال لهم المراشدة , ويشاركهم في ذلك طائفة من بني عطية الكرك تسمى بالكعابنة , واستمروا على ذلك إلى نيف وأربعين وتسعمائة في ولاية المرحوم جانم من قصروة لإمرة الحاج , فلما استولى الحويطات على المناخ وكثر عددهم ونما نخلهم واشتهروا بالفساد , ولم يرتدعدوا بقتل بعضهم , وشاركهم في ذلك المفسدون , المتوسمون لملاقاة الركب في كل سنة 
لان الحاج يقيم في المناخ ذهابا وإيابا ستة أيام , ويرد عليه طوائف من العربان من غزة والشوبك وحسما وغير ذلك من البلاد مع قلة عدد بني شاكر واقطاع طائفة الكعابنة عنهم , وقلة المعلوم في نظير خفارة هذا المحل الكثير الضوائع , فعجزوا عن القيام بحفظ الدرك , واستولت الحويطات على المناخ , ولم يقدروا على دفعهم , وكثر ضررهم بالنخل , ومن جوانب الركب وصارت تلك البقعة وطنا للحويطات ....................................................
واتفق أنه لما ولى الامير جانم من قصروه لإمرة الحاج في سنة 946 هجري وكان ذلك قبل الشروع في عمارة النقب وتسهيل طرقه فتأخر نزول الر كب خصوصا ان امير الحج سبق نزول الحاج الى المناخ واعتمد على بعض جماعته مع الركب به فلم يجد الركب ما يسهل طرقهم ويقف لتسهيل العقوب على العادة فاستمر بهذه الواسطة ينزلون من النقب شيئا بعد شيء إلى الليل 
ففزعت بني عطية بالنخل , وجوانب الركب , وبالطرقات تنهب وتعري والصياح متزايد من كل جهة من الحجاج , وكثرت الغوغاء على أمير الحاج من بسبب إهماله لمثل ذلك ,,,,,,,,,
فلما أصبح طلب مشايخ الحويطات بالأمان , فلما حضروا إلى عنده طيب خواطرهم وأوعدهم بكل جميل , وحضر مؤلف هذا الكتاب وقاضي المحمل إلى مخيمه , وأشهد عليهم بالقيام بالدرك ورتب لهم من ماله من الفضة ألفين ونصف وقرر لهم ما كان لبني شاكر من ديوان السلطنة وهو من الفضة ثمان مائة وخمس عشر نصفا وجعل لهم ما كان لبني شاكر من الجوخ المخيوط والشاشات والملاليط وزادهم عليه من ديوانه وأشهد على نفسه بدفه هذا القدر في كل سنة , ودفع لهم ذلك فداهنوه إلى أن عزل بعد تنظيف النقب , في سنة 952 هجري بولاية الامير أيدين الرومي للإمرة في تلك السنة , فدفع لهم نصف القدر من الطلعة , وذكر أنه يعطي باقيه في حالة الإياب بعد الصعود الى السطح ,ولم يفعل ذلك عند عودته , ثم ولي الأمير حسين كاشف الفيوم والبهنساوية وكان من الفروسية بمكان , فاتفق انه تعرضوا لبعض الحجاج بالنقب وسلبوه , فلما نزل أمير الحاج إلى المناخ وقت المغرب لبس لامة حربه وخرج ومعه المشاعل والطوف من (الوطاق) كأنه يريد حراسة الركب ليلا , فلم يشعر عربان الحويطات إلا وقد فاجأهم في بيوتهم كبساً , وأطلق فيها النار ليحرقها وهربت الرجال فأدرك منهم ثلاثة من أعيانهم فقطع رؤوسهم واحترق بعض الأطفال في المهد , وأحاط على نيف وسبعين امرأة منهم غير الأولاد , وأتي بهم صحبة الترك إلى خان عقبة أيلة فحبسهم بها , فكفوا وعفوا مدة إقامته بالمناخ , ولم يسمع بسارق ولا صارخ مطلقا , ولم يعطهم في تلك السنة درهما واحدا , ورحل ولم يعطهم شيئا , وترك نسائهم وأولادهم في الخان , إلى ان تكلم بعض أصحابه في الإفراج عنهم لكونهم نساء وأطفالا 
فجهز رسولا من عنده بمكاتبة إلى باشا الخان يأمره بإطلاقهم , فأطلقوا ولم يضع في ولايته بهذا الدرك عقال بعير , ثم ولي إمرة الحاج بعده مصطفى باشا فلم يعطهم من ذلك شيئا واستمر الأمر على ذلك وشرهم وفسادهم لا ينقطع ولا يمتنع ................
والحويطات أصحاب درك المبشر المتوجه بالمكاتبات إلى القاهرة , وسأل نجدي بن بسام شيخ أولاد عمران من الحويطات الامير يوسف الحمزاوي ان يكتب له مرسوما بتقرير عادة على كل مبشر , فبرز أمره في سنة 941 هجري وقرر على من يتوجه من طريق الشام بالكتب مئتي نصف من الفضة , وبل كتب مئة 
وهم قسمان 
الأول : ال عمران ويسمون أولاد عمران , وشيخهم نجدي بن بسام , وعتيق بن سياح , ومنهم أولاد مدلج , وأولاد حميد .
والقسم الثاني : العلاوين شيخهم عويضة ومنهم أولاد عوض وأولاد سالم وأولاد التمار واولاد سليمان وأولاد غافل وأولاد فراج وأولاد أحمد وأولاد عيد 
والبدول ومنهم أولاد عاصي وأولاد جبر وأولاد حسين وأولاد معروف .

السويعديون : أعدادهم متوافرة وشرورهم متظاهرة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب "الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة"، لعبد القادر الجريزي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aloqili.com :: منتدي الكتب التاريخية-
انتقل الى: