aloqili.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

aloqili.com

سيرة نبوية - تاريخ القبائل - انساب العقلييين - انساب الهاشمين - انساب المزورين
 
السياسة الدوليةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 4:47 am

كيف تثبت أن القرآن كلام الله وكيف ترد على الملحدين


إذا سألك كافر قائلا كيف تثبت أن القرآن كلام الله؟ 
ماذا سيكون جوابك؟
وهل كلفت نفسك بالبحث عن الأدلة التي تثبت أن القرآن كلام الله فعلا ؟
لماذا لا تكون التوراة هي كلام الله؟ أو الإنجيل؟ أو كتب الهندوس ؟ أو غيرهم ؟
ما الذي يضمن أن القرآن وحده هو كلام الله، وكل هذه الكتب الأخرى ليس كلام الله بنسخها الحالية؟ 
هذه الأسئلة الهدف منها ليس التشكيك في إيمانك في حد ذاته، وإنما ليكون إيمانك إيمانا صحيحا ينبني على أدلة قاطعة، وليس مجرد تقليد، فقد سبق ورأينا أن الله لا يقبل إيمانا بني على التقليد.
إذا كنت تعرف كيف تثبت أن القرآن كلام الله عز وجل، فهذا المقال إنما سيذكرك بأدلة تضيفها للتي عندك.
وإن كنت لا تعرف الأدلة التي تثبت أن القرآن كلام الله، فأبشر، ففي هذا المقال سوف نقدم لك بعض الأدلة القاطعة التي تثبت أن القرآن كلام الله وحده، ولا يمكن أن يكون كلام بشر.
في هذا المقال سوف نتطرق إن شاء الله ل: 


[*]شبهات الملحدين والكفار حول القرآن
[list="box-sizing: inherit; -webkit-font-smoothing: antialiased; word-break: break-word; overflow-wrap: break-word; border: none; line-height: inherit; margin: 1rem 2rem 1rem 0px; padding-right: 0px; padding-left: 0px; text-align: inherit; list-style-position: initial; list-style-image: initial;"]
[*]محاولة إيجاد أخطاء في القرآن
[*]الشبهات العلمية
[/list]

[*]خاتمة
[*]المراجع
[/list]

أهمية إثبات أن القرآن كلام الله بالنسبة للمسلم

سبق ورأينا من خلال حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق أن الإيمان المقبول عند الله، إنما هو الإيمان الذي يعتمد على أدلة ثابتة، وليس الذي ينبني على تقليد الناس.
بمعنى أنك إذا كنت تعتبر أن القرآن كلام الله، فقط لكون الناس أخبروك أنه كلام الله، هذا يعني أنك لم تؤمن بالقرآن كما يجب، حيث يجب عليك أن تعرف بعض الأدلة التي تثبت أن القرآن كلام الله، حتى يكون إيمانك به على الوجه المطلوب.
إذا أثبت أن القرآن كلام الله، تكون قد أثبت أن الإسلام هو دين الحق، لأنك تكون قد أثبت صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فتكون بذلك قادر على الرد على الكفار من معتنقي الأديان الأخرى.
كما أنك أيضا تكون قد أثبت أن لهذا الكون خالق، والقرآن كلامه سبحانه، وبهذا تكون قد رددت على الملاحدة الذين ينكرون خلق الكون من طرف خالق عليم قدير.
إذا عرفت كيف تثبت أن القرآن كلام الله لنفسك تكون قد اطمأن قلبك، وتكون قادرا على أداء ما يفرضه عليك إيمانك من دعوة الناس إلى الإسلام، لذلك لابد، وحتما لابد من معرفة الدليل على أن القرآن كلام الله.

أدلة تثبت أن القرآن كلام الله

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله 185f0-calculator-scientific
بما أن القرآن رسالة الله إلى البشرية جمعاء، فإنه قدم سلسلة لا متناهية من الأدلة على كونه من عند الله، وأعني بكلمتي لا متناهية ما تعنيه الكلمة حقيقة وليس مجازا، ففعلا لا حصر للأدلة التي تثبت أن القرآن كلام الله، كل صنف من البشر يجد ما يثبت له يقينا أن القرآن كلام رب العالمين.
في هذا البحث المختصر حاولت تصنيف الأدلة إلى قسمين بحسب الجمهور الذي تخاطب في المقام الأول، فما كان يصلح للبشرية جمعاء أسميته الأدلة العامة، وما كان يختص بفئة دون أخرى أسميته أدلة خاصة، وإليك تفصيل ذلك

النوع الأول: الأدلة العامة

وهي الأدلة التي تصلح لكل البشر، ولا تحتاج أن يكون المرء متخصصا في مسألة ما، وسنذكر منها:

الدليل الأول: عجز البشرية عن الإتيان بمثل القرآن

لنفترض أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس رسولا من عند الله، وأن القرآن لا يعدوا كونه من تأليفه، إذا حتما ولا بد أن يكون غيره قادر على أن يأتي بأحسن منه أو مثله على الأقل. 
فمحمد صلى الله عليه وسلم مهما بلغ يبقى بشراً ونتاجه نتاج بشر واحد، سيكون نتاج مائة من البشر أحسن منه حتما، هذا أمر مؤكد ولا لبس فيه.
فإذا أتى محمد صلى الله عليه وسلم بشئ، وعجزت البشرية كلها على أن تأتي بمثله، عُلم يقينا أنه ليس من عنده، ولا من عند البشر الذين هم عاجزين عن الإتيان به، فلم يبق غير خالق البشر قادر على أن يأتي به، وهذا لا مراء فيه ولا جدال.
لقد قدم القرآن هذا الدليل وصاغه في ألفاظ عجيبة بأسلوبه الفريد فقال : 
اقتباس :
﴿وَإِن كُنتُم في رَيبٍ مِمّا نَزَّلنا عَلى عَبدِنا فَأتوا بِسورَةٍ مِن مِثلِهِ وَادعوا شُهَداءَكُم مِن دونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صادِقينَ۝فَإِن لَم تَفعَلوا وَلَن تَفعَلوا فَاتَّقُوا النّارَ الَّتي وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ أُعِدَّت لِلكافِرينَ﴾ [البقرة: ٢٣-٢٤]
وقال :
اقتباس :
﴿أَم يَقولونَ افتَراهُ قُل فَأتوا بِسورَةٍ مِثلِهِ وَادعوا مَنِ استَطَعتُم مِن دونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صادِقينَ﴾ [يونس: ٣٨]
وقال : 
اقتباس :
﴿قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَأتوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرًا﴾ [الإسراء: ٨٨]
إن أسلوب التحدي الذي انتهجه القرآن مع المخالف، يجعل هذا الأخير مجبرا على أن يأتي بمثل هذا القرآن، أو يسلم إن كان طالبا للحق، وإلا اتضح أنه مكابر معاند متبع للهواه ليس إلا، كما هي حال أغلب الكفار.
كفار قريش أهل اللسان العربي الفصيح رغم عداوتهم لهذا الدين، وحربهم له، عجزوا أن يأتوا بمثل هذا القرآن، ولو بسورة واحدة، ولو كانوا قادرين على الإتيان بشيء لا نقول يشبه أو يداينيه، وإنما نقول بشيء يشبه القرآن من بعيد لأتوا به، حتى يصدوا الناس عن كتاب الله، ومع ذلك لم يستطيعوا أو حتى يجرؤوا على المحاولة، لما يروا من فصاحة القرآن وبلاغته وسموه وسموقه، مما يجعل أي محاولة للإتيان بمثله هي ضرب من الجنون.
كفار زماننا يجهلون لسان العرب، ولذلك لا يدركون فصاحة القرآن وبلاغته، فيعتقد سفيههم أنه إذا نظم سجعا أتى بمثل القرآن، والحق أنه إنما كشف عن جهله بلسان العرب، وكبر قلبه وعناده والعياذ بالله.

الدليل الثاني: سلامة القرآن من أي خطأ

لنفترض أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو من ألف القرآن من تلقاء نفسه، إذاً القرآن عمل بشري، ونظرا لكون البشر ناقصين، فكذلك أعمالهم، لذلك لابد وحتما لابد من أن يكون القرآن فيه أخطاء وقابل للتطوير بصفته عمل بشري.
فإذا اتضح أن القرآن الكتاب الكامل الذي لا يحوي أي خطأ، أيا كان، صغيرا أم كبيرا، عُلم حتما أنه ليس من إنتاج البشر، وهذا ما بينه ربنا فقال: 
اقتباس :
﴿أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافًا كَثيرًا﴾ [النساء: ٨٢]
اقتباس :
﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا بِالذِّكرِ لَمّا جاءَهُم وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزيزٌ۝لا يَأتيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلا مِن خَلفِهِ تَنزيلٌ مِن حَكيمٍ حَميدٍ﴾ [فصلت: ٤١-٤٢]
يأتي الملحدون ببعض الشبهات يزعمون بها أن القرآن فيه أخطاء، سوف نناقش أهمها في نهاية هذا المقال إن شاء الله.

الدليل الثالث القرآن يكشف بعض ما يخفيه رسول الله صلى الله عليه وسلم 

لو كان محمد صلى الله عليه وسلم هو من ألف القرآن من نفسه، لن يقوم بكشف مشاعر تعتبر غير مقبولة في عرف المجتمع، لأن أمرا كهذا يضره كرجل باحث عن الاتباع. 
لذلك إذا وجدنا في الرسالة التي أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاما من هذا النوع، علمنا أمرين في غاية الأهمية 
الأول أن هذه الرسالة ليست من عند محمد صلى الله عليه وسلم لأنها لو كانت من عنده لما ضمّنها مثل هذا 
الثاني أنه لم يكتم شيئا مما أرسل به، وهذا أيضا يؤكد أنه رسول من عند الله صلى الله عليه وسلم
عند الرجوع إلى القرآن، نجد ربنا عز وجل يقول: 
اقتباس :
﴿وَإِذ تَقولُ لِلَّذي أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِ وَأَنعَمتَ عَلَيهِ أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخفي في نَفسِكَ مَا اللَّهُ مُبديهِ وَتَخشَى النّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشاهُ فَلَمّا قَضى زَيدٌ مِنها وَطَرًا زَوَّجناكَها لِكَي لا يَكونَ عَلَى المُؤمِنينَ حَرَجٌ في أَزواجِ أَدعِيائِهِم إِذا قَضَوا مِنهُنَّ وَطَرًا وَكانَ أَمرُ اللَّهِ مَفعولًا﴾
[الأحزاب: ٣٧]
وعلى المكذب أن يجيب على السؤال: مالذي يستفيده رسول الله صلى الله عليه وسلم من وضع هذه الآية، لو كان هو من ألف القرآن؟ 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 4:50 am

النوع الثاني: الأدلة الخاصة

وهي الأدلة التي تخاطب بعض الناس دون غيرهم نظرا لكونها تعطي معلومات لا يعرفها إلا أهل الاختصاص، وهي كثيرة جدا يصعب حصرها حيث أنه في كل مجال من مجالات الحياة والعلم يثبت القرآن فيه بالأدلة الدامغة أنه لا يمكن أن يكون إلا من عند خالق كل شيء العليم الحكيم. 

الدليل الأول: وصف القرآن لمراحل تطور الجنين

من المعلوم أنه قبل ألف وأربع مائة عام لم تكن هناك ثورة تقنية كما هي الحال الآن، كما أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن طبيبا ولا ممرضا حتى، بل كان أميا صلوات الله عليه إلى يوم الدين، ومع ذلك نجده يخبرنا بتفاصيل تطور الإنسان في رحم أمه، وكأنه صاحب مجهر ومختبرات، وذلك حين بلغنا عن ربه قوله: 
اقتباس :
﴿وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن سُلالَةٍ مِن طينٍ۝ثُمَّ جَعَلناهُ نُطفَةً في قَرارٍ مَكينٍ۝ثُمَّ خَلَقنَا النُّطفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقنَا العَلَقَةَ مُضغَةً فَخَلَقنَا المُضغَةَ عِظامًا فَكَسَونَا العِظامَ لَحمًا ثُمَّ أَنشَأناهُ خَلقًا آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحسَنُ الخالِقينَ﴾ [المؤمنون: ١٢-١٤]
فمن أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا إن لم يكن رب العالمين؟ لا يملك المرء إن كان له أدنى ذرة من الإنصاف إلا أن يذعن ويسلم بأن القرآن كلام الله.

الدليل الثاني: دور الرياح في التلقيح

معلوم أن محمد صلى الله عليه وسلم ولد وتربى في مكة، ومكة لم تكن حينئذ بلدا زراعيا، كما أنه لا مختبرات علمية، لذلك لما يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعلومات لا سبيل له لمعرفتها بعقله المجرد علمنا يقينا أنها من رب العالمين، ومن تلك المعلومات دور الرياح في التلقيح، يقول ربنا عز وجل:
اقتباس :
﴿ وَأَرسَلنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنزَلنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسقَيناكُموهُ وَما أَنتُم لَهُ بِخازِنينَ ﴾
[الحجر: ٢٢]
إن هذه الآية تبين أن الرياح لواقح، أي تقوم بعملية التلقيح، والتي تتم على مستويين بحسب ما نعلم حتى الآن
الأول تلقيح النباتات حيث تحمل الرياح حبيبات اللقاح 
الثاني تلقيح الجو بذرات الغبار الضرورية لتشكل جزيئات الماء حولها ومن ثم حدوث المطر كما أشارت الآية.
ينبغي التنبيه على أن تشكل المطر في السماء مرتبط بالتلقيح ارتباطا وثيقا، وذلك لكونه يتشكل حول ذرات الغبار من الناحية 
ومن ناحية أخرى يتشكل بفعل الغطاء النباتي والذي ينتج جراء عملية التلقيح أيضاً، ولذلك هذه الآية دليل قاطع أن القرآن كلام الله سبحانه.

الدليل الثالث منزلة مريم عليها السلام 

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة بين العرب الأعداء التقليديون لليهود، فوصف العربي بأنه يهودي يعتبر سبة عندهم 
العرب أيضا أصحاب فخر وعزة وأنفة، ولذلك كان يجدون أنفسهم خيرا من العجم وأشرف، ومن ثم فإن أي تمجيد لغيرهم لن يكون محل ترحاب عندهم، وهذا امر بديهي.
في وسط هذا المجتمع خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرهم أن شابة يهودية أفضل نساء العالمين: 
اقتباس :
﴿وَإِذ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَريَمُ إِنَّ اللَّهَ اصطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصطَفاكِ عَلى نِساءِ العالَمينَ﴾
[آل عمران: ٤٢]
السؤال لو كان محمد صلى الله عليه وسلم هو من ألف القرآن من نفسه، هل كان سوف يضع مثل هذه المعلومة التي تغضب العرب؟
يمكنني أن أسترسل وأذكر آلاف الأدلة العقلية التي حواها القرآن، فهي أكثر من أن تحصى أو تعد، ولكني أكتفي بهذا القدر، وأحث القارئ على تدبر القرآن، واستخراج الأدلة بنفسه، لأن ذلك أنفع الإيمانه.

شبهات الملحدين والكفار حول القرآن 

منذ فجر الإسلام والكفار يحاربون هذا الدين، وذلك من خلال اتهام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكذب تارة، وبالطعن في القرآن تارة أخرى، فمشركوا قريش الذين تحداهم القرآن قالوا كما أخبرنا الله عنهم:
اقتباس :
﴿وَقالَ الَّذينَ كَفَروا إِن هذا إِلّا إِفكٌ افتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيهِ قَومٌ آخَرونَ فَقَد جاءوا ظُلمًا وَزورًا۝وَقالوا أَساطيرُ الأَوَّلينَ اكتَتَبَها فَهِيَ تُملى عَلَيهِ بُكرَةً وَأَصيلًا﴾ [الفرقان: ٤-٥]
إلا أن كفار قريش كانوا أكثر عقلا من كفار زماننا، فهم بالرغم من كونهم أهل اللسان، لم يحاولوا أن يأتوا بمثل القرآن، لإدراكهم أن أي محاولة ستكون فاشلة نظرا لقوة الخطاب القرآني وتميزه وتفرده، والتي ظهرت لهم بوضوح فهم أهل اللسان.
كفار زماننا يجهلون لسان العرب لذلك لم يدركوا عظمة الخطاب القرآني، فتجاسروا على محاولة أن يأتوا بمثل القرآن جهالة، فأتوا بنصوص سخيفة حاولوا جعلها تبدوا للجهلة كالنسق القرآني، فكشفوا بذلك عن جهلهم بلسان العرب وضحالة فكرهم هم وأتباعهم.

محاولة إيجاد أخطاء في القرآن

حاول بعض المستشرقين إيجاد أخطاء في القرآن ليثبتوا لأنفسهم واتباعهم أن القرآن ليس كلام عز وجل، هذه المحاولات تنطلق من مرض نفسي يتجلى في الكبر والعناد، صاحبه ليس بطالب حق، لأنه لو كان طالب حق لما أتى بمثل ما سوف نورده من شبه، لأنها تفقتد إلى الموضوعية كما سيظهر إن شاء الله

الشبهة الأولى هل خلق الله الكون في ستة أيام أو في ثمانية أيام.

يقول الملحدون أن محمدا صلى الله عليه وسلم وقع في خطأ فتارة يقول أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام كما في قوله سبحانه:
اقتباس :
﴿الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما في سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ الرَّحمنُ فَاسأَل بِهِ خَبيرًا﴾ [الفرقان: ٥٩]
وتارة يقول أنها ثمانية أيام وذلك في قوله:
اقتباس :
﴿قُل أَئِنَّكُم لَتَكفُرونَ بِالَّذي خَلَقَ الأَرضَ في يَومَينِ وَتَجعَلونَ لَهُ أَندادًا ذلِكَ رَبُّ العالَمينَ۝وَجَعَلَ فيها رَواسِيَ مِن فَوقِها وَبارَكَ فيها وَقَدَّرَ فيها أَقواتَها في أَربَعَةِ أَيّامٍ سَواءً لِلسّائِلينَ۝ثُمَّ استَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلأَرضِ ائتِيا طَوعًا أَو كَرهًا قالَتا أَتَينا طائِعينَ۝فَقَضاهُنَّ سَبعَ سَماواتٍ في يَومَينِ وَأَوحى في كُلِّ سَماءٍ أَمرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنيا بِمَصابيحَ وَحِفظًا ذلِكَ تَقديرُ العَزيزِ العَليمِ﴾ [فصلت: ٩-١٢]
قال الملحدون أن المدة هنا ثمانية أيام، وأنها ليست ستة.
الجواب 
إن الله عز وجل في هذه الآية بين بالتفصيل خلق الأرض، وكونها خلقت في أربعة أيام يومين خلقها ويومين خلق فيها الجبال وهي الرواسي وقدر فيها أقواتها وكل شيء، فمجموع ذلك أربعة أيام هي المدة التي خلق الله فيها الأرض وما فيها.
ويومين خلق فيهما السماوات، وبهذا لا تناقض بين الآيات البتة.
ملاحظة كان بالإمكان أن يخلق الله السماوات والأرض في لحظة واحدة، بقوله “كن” ولكنه سبحانه أراد خلق هذه المخلوقات في ستة أيام لحكمة بالغة منها بيان عظمة الخلق وحكمته سبحانه في خلقه.

الشبه الثانية التناقض بين حرمة مودة الكفار وبين التعامل مع بعضهم بالمعروف 

يقول الملحدون أن محمدا صلى الله عليه وسلم وقع في تناقض حين أخبر عن الله عز وجل:
اقتباس :
﴿لا تَجِدُ قَومًا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حادَّ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلَو كانوا آباءَهُم أَو أَبناءَهُم أَو إِخوانَهُم أَو عَشيرَتَهُم أُولئِكَ كَتَبَ في قُلوبِهِمُ الإيمانَ وَأَيَّدَهُم بِروحٍ مِنهُ وَيُدخِلُهُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ أُولئِكَ حِزبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُمُ المُفلِحونَ﴾ [المجادلة: ٢٢]
وبين قوله 
اقتباس :
﴿وَإِن جاهَداكَ عَلى أَن تُشرِكَ بي ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُما وَصاحِبهُما فِي الدُّنيا مَعروفًا وَاتَّبِع سَبيلَ مَن أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرجِعُكُم فَأُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾ [لقمان: ١٥]
الجواب
أن المعروف الوارد في آية لقمان لا ينافي عدم الود، فالمعروف هو التصرف اللائق بغض النظر عن المشاعر اتجاه من فعل له المعروف 
مثلا يطلب أحد ما مساعدتك في حمل متاعه أو ما شابه، إذا ساعدته فقد قمت بالمعروف اتجاهه، وهذا لا يعني البتة أنك تحبه أو تعرفه أصلا 
لذلك لا ترابط بين الود والمعروف كما يحاول الملحدون أن يشعروا الناس.

الشبه الثالثة استخدام الماضي للتعبير عن المستقبل

يقول الجهلة مرضى القلوب والعقول أن القرآن فيه خطأ لغوي واضح وهو استخدامه للزمن الماضي وهو يتحدث عن المستقبل، وهو كثير جدا في القرآن، فالحديث عن وصف أهل النار وأهل الجنة دوما يستخدم فيه الزمن الماضي بدلا من المستقبل.
الجواب 
إن هذه الشبهة أكبر دليل على جهل القوم بلسان العرب، فالعرب تستخدم الزمن الماضي للحديث عن المستقبل لغرض توكيد الخبر.
مثلا إذا طلبت من رجل المجيء في الهاتف فقال لقد أتيتك، إنما تفهم أنه أراد التوكيد على أنه في طريقه إليك.
لذلك إذا أخبر ربنا عز وجل بصيغة الماضي عن أحداث ستقع في المستقبل علم يقينا أنه أراد التوكيد عليها، وهذا شائع في لسان العرب.

الشبهات العلمية

يحاول الكفار في عصرنا الحديث استغلال العلم الحديث لإثبات أن القرآن ليس كلام الله، وذلك من خلال البحث عن أخطاء علمية في القرآن، ورغم كل الجهود التي بذلوها لم يأتوا إلا بشبه عند التحقيق هي دليل على أن القرآن كلام الله وليس العكس.
وسوف نذكر منها ثلاث شبه هي التي استطعنا الاطلاع عليها، وإن كان هناك شبه أخرى تعرفها أيها القارئ فضعها في تعليق وسوف نناقشها إن شاء الله، وإليك هذه الشبهات

الأرض مسطحة أم كروية

يقول هؤلاء أن القرآن قال أن الأرض مسطحة، وذلك في قوله سبحانه:
اقتباس :
﴿وَإِلَى الأَرضِ كَيفَ سُطِحَت﴾[الغاشية: ٢٠]
والعلم يقول أن الأرض كروية، ويقدم الأدلة العلمية والحسية على ذلك، وهذا دليل على أن القرآن يحوي خطأ واضح – بزعمهم – ومن ثم هو ليس من عند الله عز وجل.
الجواب
الأرض فعلا كما قال ربنا عز وجل مسطحة، وكلمة “مسطحة” تعني أن لها سطحا، ولكن ما هو شكل هذا السطح ؟!
هذا السطح قد يأخذ أشكالا هندسية مختلفة، فقد يكون كرويا وقد يكون اسطوانيا وقد يكون مربعا إلى آخره.
المهم أن للأرض سطحا كما أخبرت الآية، والآية لم تخبر عن الشكل الهندسي لهذا السطح، لذلك لا يوجد تناقض بين مسطحة وكروية، فمسطحة تعني أن لها سطحا، وكروية تعني الشكل الهندسي لهذا السطح.
كخلاصة مسطحة ليست ضد كروية وبالتالي ليس في الآية خطأ كما يحاول الكفار أن يوهموا من يشبهون عليهم.
إن القائلين بهذه الشبهة يكشفون عن جهلهم بلسان العرب، كما أنهم يستخدمون مغالطة منطقية غالبا ما يقع فيها ضحيتهم، بقولهم الأرض كروية وليس مسطحة، ليوهموا المتلقي أن كروية عكس مسطحة، وهذا غير صحيح كما أسلفنا .

غزو الفضاء

يدعي بعض كفار زماننا، أن القرآن قال أن الإنسان يستحيل عليه غزو الفضاء، بدليل قول الحق سبحانه:
اقتباس :
﴿يا مَعشَرَ الجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ استَطَعتُم أَن تَنفُذوا مِن أَقطارِ السَّماواتِ وَالأَرضِ فَانفُذوا لا تَنفُذونَ إِلّا بِسُلطانٍ﴾ [الرحمن: ٣٣]
ومعلوم أن البشر غزا الفضاء فعلا منذ قرابة نصف قرن، إذا هذا دليل على خطأ في القرآن ومن ثم فهو ليس من عند الله.
الجواب
لو تأملنا الآية بتجرد لظهر أن القرآن في هذه الآية، هو أول من نبه على أن غزو الفضاء ممكن، وليس مستحيل كما يزعم هؤلاء، فالآية حددت بشكل واضح أننا نحتاج لسلطان أي قوة لنستطيع النفاذ:
اقتباس :
﴿يا مَعشَرَ الجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ استَطَعتُم أَن تَنفُذوا مِن أَقطارِ السَّماواتِ وَالأَرضِ فَانفُذوا لا تَنفُذونَ إِلّا بِسُلطانٍ﴾ [الرحمن: ٣٣]
فالآية هي أول من فتح الاحتمال على غزو الفضاء، وهي دليل على أن القرآن لا يمكن أن يكون من عند محمد صلى الله عليه وسلم أبدا.
فمن المستحيل أن يفكر شخص في زمانه في إمكانية تحرر الإنسان من قبضة الأرض وغزو الفضاء.
لذلك حتما هذه الآية تثبت أن القرآن الذي نزل قبل أربعة عشر قرن كلام من يعلم الغيب، ويعلم أنه سيأتي يوم وتكون مسألة غزو الفضاء مسألة ملموسة، بعد أن كانت أبعد ما يكون عن الواقع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 4:51 am

العقل في الدماغ أو القلب؟

يدعي كثير من الناس أن بالقرآن خطأ حين يجعل القلب هو من يعقل وليس الدماغ، كما هو مذكور في قوله سبحانه:
اقتباس :
﴿أَفَلَم يَسيروا فِي الأَرضِ فَتَكونَ لَهُم قُلوبٌ يَعقِلونَ بِها أَو آذانٌ يَسمَعونَ بِها فَإِنَّها لا تَعمَى الأَبصارُ وَلكِن تَعمَى القُلوبُ الَّتي فِي الصُّدورِ﴾ [الحج: ٤٦]
وهذا بحسبهم خطأ لأن العقل موجود في الدماغ، وليس في القلب، ومن ثم ففي القرآن خطأ، وبالتالي هو ليس من عند الله.
الجواب
إن اعتبار أن الدماغ هو مركز العقل، أمر فرضي وذلك لجهل العلم الحديث بما يدور في الدماغ وكيفية عمله، والجهل أشد حين نتحدث عن وظائف القلب غير ضخ الدم.
فقد أثبتت التجارب أن الذين خضعوا لعملية زرع القلب، تحولت حياتهم كلها من النمط الذي كانوا عليه قبل الزراعة، وأخذوا نمط مانح القلب لهم، بمعنى أن عاداتهم وما يحبونه تغير إلى عادات من منحهم قلبه وإلى ما يحبه، مما يجعل القلب مركز الإنسان وليس مجرد مضخة للدم كما كان يعتقد من قبل.
إن القرآن يبين بشكل واضح أن الدماغ خصوصا منطقة المخ الموجودة في الناصية هي المسؤولة عن اتخاذ القرار في الإنسان، وذلك في قوله سبحانه:
اقتباس :
﴿كَلّا لَئِن لَم يَنتَهِ لَنَسفَعًا بِالنّاصِيَةِ۝ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ﴾ [العلق: ١٥-١٦]
فمركز القرار الذي يتخذ القرار بالكذب والصدق والصواب والخطأ، هو الناصية، كما أوضحت الآية، ومع ذلك يبقى القلب أهم عضو في الإنسان وسيكتشف العلم عاجلا أو آجلا إن شاء الله أن للقلب وظائف أخرى أكثر تعقيدا من مجرد مضخة الدم.

خاتمة

تلك أهم الشبهات التي اطلعت عليها، وأنا أحضر لهذا الموضوع، فمن كانت عنده شبهة أخرى فليعلق بها، وإن شاء الله سنرد عليها.
مع كوني على يقين من أن القرآن مفعوله مزدوج بحسب القارئ، فالمؤمن الذي يقبل الحق وينقاد له، يجد في القرآن الهداية والبشارة والرحمة والنور.
أما المكابر الظالم، فالقرآن لا يزيده إلا خسارا والعياذ بالله، والدليل على هذا هو قوله سبحانه:
اقتباس :
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا﴾ [الإسراء: ٨٢]
فاختر أيها القارئ بأي نية ستقرأ القرآن؟
لأنك إذا قرأت الآية وكنت طالبا للحق متجردا فسوف تهتدي بها ويظهر لك أنها حق، مثال ذلك آية الغاشية التي أوردناها التي تتحدث أن الأرض مسطحة، وهي فعلا كذلك لها سطح أنت تعيش عليه.
نفس هذه الآية حينما يقرأها مكابر سيعميه الله عن السطح الذي يعيش عليه، وسيعتقد أن مسطحة عكس كروية، وأنه بهذا حصل على خطأ في القرآن، فتزيده الآية خسارا لأنه ظالم أصلا وليس طالبا للحق.
لذلك أيها القارئ راجع نيتك واعرف أن القرآن سيعاملك بحسب نيتك، يهديك إن كنت طالبا للحق، ويزيدك ضلالا إن كنت ظالما، وتلك آية أخرى للقرآن تثبت أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: الأدلة القاطعة على أن القرآن هو كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 4:54 am

الأدلة القاطعة على أن القرآن هو كلام الله







: أحبابي الكرام، دعوني أبدأ حديثي مع حضراتكم بهذه القصة الظريفة - التي بعنوان: "أحد علماء الغرب أراد أن يبحث عن عيوب في القرآن، فانظر ماذا وجد"!
 
اقرأ القصة كاملة وستجد فيها العجب:
"قصة الدكتور ميلر: هذا الرجل كان عالمًا في الرياضيات، ولذلك كان يحب التسلسل المنطقي للأمور بشكل كبير جدًّا، وفي أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء، وكان يتوقع أن يجد القرآن - هذا الكتاب القديم المكتوب منذ 14 قرنًا - يتكلَّم عن الصحراء وغير ذلك، فأخذ يقرأ القرآن بتمعُّن لعله يجد مأخذًا عليه، ولكنه صُعِق بآية عظيمة وعجيبة، ألا وهي قول الله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، يقول الدكتور ميلر عن هذه الآية - ما مختصره -: "من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر: مبدأ إيجاد الأخطاء - أو البحث عن الأخطاء - في النظريات إلى أن تَثبُت صحتها، وحتى يتبين صحة الشيء المراد اختباره، وهو ما يسمى بـ: "Falsification test"، والعجيب أن القرآن الكريم يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه، ويتحداهم أن يجدوا أي خطأ، وإنه لا يوجد مؤلف في العالم يؤلف كتابًا ثم يمتلك الجرأة ليقول: "هذا الكتاب خالٍ من الأخطاء"، ولكن القرآن على العكس تمامًا؛ إنه يقول لك: "لا يوجد أخطاء"، بل ويَعرض عليك أن تتمعن في القراءة حتى تجد فيه أخطاءً، ويقول لك: "لن تجد"،فما هذه القوة التي يتكلم بها قائل هذا الكلام؟! واللهِ لا يُمكن لأي بشر أن يتكلم بهذه الثقة وبهذه الجرأة.
 
♦ ومن القصص التي بهرت الدكتور ميلر: قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه "أبي لهب"، يقول الدكتور ميلر - ما مختصره -: "هذا الرجل "أبو لهب" كان يكره الإسلام كرهًا شديدًا، لدرجة أنه كان يتبع محمدًا أينما ذهب حتى يسخر مما يقول، وحتى يُشكِّك الناس في كلامه، وقبل وفاة "أبي لهب" بعشر سنوات: نزلت سورة في القرآن اسمها سورة المسد؛ تقول هذه السورة: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 1 - 5]؛ إذًا، فهذه السورة تقرِّر أن "أبا لهب" سوف يدخل النار، أي بمعنى آخر: إن "أبا لهب" لن يدخل الإسلام.

ففي خلال عشر سنوات ما كان على "أبي لهب" إلا أن يأتي أمام الناس ويقول: "محمَّد يقول: إنني لن أسلم، وبأنني سوف أدخل النار، ولكنَّني أعلن الآن أنني أريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مُسلمًا"! لكن "أبا لهب" لم يفعل ذلك مطلقًا، رغم أن كل أفعاله كانت مخالفة لأفعال محمد، فإنه لم يخالفه في هذا الأمر!

يعني كأن القصة تقول: "إن محمدًا يقول لأبي لهب: "أنت تَكرهني، وتريد أن تُكذِّبني وتتخلَّص مني، حسنًا، سأعطيك الفرصة لأن تنقض كلامي"، ولكنه لم يفعل ذلك، فهو لم يُسلم، ولم يتظاهر حتى بالإسلام، رغم أنه كانت لديه الفرصة - عشر سنوات كاملة - أن يهدم الإسلام بكلمة واحدة!

ولكن.. لأن هذا الكلام ليس كلام محمد، ولكنه كلام من يعلم الغيب وحده، ويعلم أن "أبا لهب" لن يسلم.

ما رأيكم الآن: هل محمد صادق فيما يقول أو لا؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي أو لا؟
إن لم يكن هذا القرآن وحي من الله، فكيف لمحمد أن يعلم أن "أبا لهب" سوف يحقِّق كل ما في السورة بالحرف الواحد؟! إن لم يكن يعلم أنه وحي من الله: فكيف يكون واثقًا خلال عشر سنوات أن ما لديه هو الحق؟! إنني الآن أستطيع أن أقول: "إنه لكي يضع شخص مثل هذا التحدي الخطير، فهذا ليس له إلا أمر واحد؛ "أن كلامه هذا هو وحي من الله".

♦ ويقول الدكتور ميلر بشأن هذه الآية: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ ﴾ [المائدة: 82]:
"من المعجزات الغيبية القرآنية: هو التحدي للمستقبل بأشياء لا يمكن أن يتنبأ بها الإنسان، فالقرآن يقول بأن اليهود هم أشد الناس عداوةً للمسلمين، وهذا مستمر إلى وقتنا الحاضر، فأشد الناس عداوة للمسلمين: هم اليهود، إن هذا يعتبر تحديًا عظيمًا؛ وذلك لأن اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط؛ وهو: أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين فقط، ثم يقولون بعدها: "ها نحن نعاملكم معاملة طيبة، والقرآن يقول: إننا أشد الناس عداوة لكم، إذًا فالقرآن على خطأ"! ولكن هذا لم يحدث خلال ألف وأربعمائة سنة - ولن يحدث - لأن هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب، وليس مُنَزَّلاً من إنسان"، وكذلك يقول القرآن عن اليهود: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ [البقرة: 94، 95] يعني ولن يتمنى اليهود الموت أبدًا، لما يعرفونه مِن صِدْق محمد، ومِن كَذِبهم وافترائهم عليه، ففي هذه الآية دليل على إعجاز القرآن الكريم، وأنه كلام الله الذي يعلم الغيب وحده، فقد طلب القرآن منهم تمني الموت - حين زعموا أن الجنة خاصة بهم وحدهم، وأنهم إذا ماتوا: دخلوها - فلم يتمنوا الموت، رغم قدرتهم على تمنيه "ولو كذبًا"، ورغم حرصهم على تكذيب محمد، ورغم توبيخ القرآن لهم بأنهم لن يتمنوه.

♦ وبالمناسبة: فإن الدكتور ميلر قد دخل في الإسلام وأصبح داعية له، نسأل الله له الثبات في الحياة وعند الممات.
 
♦ ومما يدل على إعجاز القرآن الكريم أن الله قد تحدى به المشركين، فعجزوا عن الإتيان بمثله، مع أنه مركب من هذه الحروف التي تتكوَّن منها لغتهم، فقال تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ [1] مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ﴾ [البقرة: 23]، فإذا عجزتم عن ذلك - وأنتم أهل البراعة في الفصاحة والبلاغة - فقد علمتم أن غيركم أعجز منكم عن الإتيان بذلك، ثم قال الله لهم: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾ [البقرة: 24]، فقوله: ﴿ وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾: فيه إثارة لهِمَمهم، وتحريك لنفوسهم، ليكون عجزهم بعد ذلك أبدع، وهذا من الغُيوب التي أخبر بها القرآن قبل وقوعها،فدلَّ عجز العرب عن الإتيان بمثله - مع أنهم أفصح الناس - على أن القرآن وحي من عند الله، ثم أعلنها الله تعالى صراحةً للعالم أجمع "الإنس والجن" في تحد باهر إلى يوم القيامة: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88].
 
♦ ويقول القرآن بشأن المعركة التي دارت بين الفرس والروم، والتي هُزمت فيها الروم: ﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ﴾ [الروم: 2 - 6]، وهنا يتعجب الإنسان: "كيف لمحمد أن يتنبأ بنتيجة معركة حربية سوف تحدث بعد بضع سنوات؟ "على الرغم من أن الروم حينها - كما يقول التاريخ - كانت في أشد حالات الضَّعف والانهيار بعد تلك الهزيمة"، وما الذي يجعله يَخوض في مثل هذه الأمور الغيبية، ويُغامر بقضية الدين كلها دون أن يُطْلَب منه ذلك؟ بل ويؤكد أن ذلك سوف يحدث عندما قال: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ﴾ [الروم: 6]، وماذا كان سيحدث إذا لم يَصدُق القرآن في كل حرف قاله؟ ولكن القائل هو الله، والفاعل هو الله - الذي يَستطيع وحده - أن يحقِّق ما يقول، وأن يفعل ما يريد، في الوقت الذي يريد".

♦ ويقول الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، ويقول أيضًا عن القرآن: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]، فبالله عليكم: من يَجرؤ من البشر أن يقول هذا الكلام، ثم يفي بما وعد - بالحرف الواحد - غير الملك القدير - جل وعلا؟ هل هناك أحد من الخلق يَضمن ماذا سيحدث له بعد ساعة من الآن؟ إن الذي يستطيع أن يقول هذا الكلام بهذا اليقين هو الذي يملك القدرة - سبحانه وتعالى - إننا نقول - وبمنتهى البساطة -: "إن الذي قاله هو الذي حفظه".

♦ يقول الله تعالى لنبيِّه محمد: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67]، كان المسلمون - قبل نزول هذه الآية - يَمشون حول رسول الله في كل مكان ينتقل إليه، خوفًا عليه من اليهود "قتلة الأنبياء"، لدرجة أنهم كانوا يتناوبون في حراسة بيته - كل ليلة - وهو نائم، فلما نزلت هذه الآية ليلاً، طلب من أصحابه الانصراف، فلما سألوه عن السبب، قال لهم: "قد عصمني الله"، فيستحيل أن يصدر هذا الفعل إلا من إنسان واثق بوعد ربه له، يقول العلامة بارتملي هيلر: "لما وعد الله رسوله بالحفظ بقوله: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67]: صرف النبي حُرَّاسَه، والمرء لا يكذب على نفسه، فلو كان لهذا القرآن مصدر غير السماء: لأَبْقَى محمد على حِراسَتِه"!
 
♦ ويقول الله تعالى لنبيه محمد عن المنافقين: ﴿ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ﴾ [المجادلة: 8]، وقبل أن أتكلم عن إعجاز هذه الآية: يجب أن نضع في أذهاننا جيدًا أن محمدًا يقول بأن هذا القرآن هو كلام الله، المتعبَّدبتلاوته إلى يوم القيامة، وأنه سيبقى بلا تعديل ولا تغيير، ولن يَجرؤ أحد على أن يمسَّه أو يُحرِّفه، ومِن هنا فإن هذا الكلام سيكون حجة على محمد، فإذا أخبر القرآن بشيء، واتَّضح أنه غير صحيح كان ذلك هدمًا للدين كله، ورغم خطورة هذا، فإن القرآن يأتي فيقول: ﴿ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ﴾، فالقرآن هنا يقول لأعداء محمد - الذين يُهِمُّهُم هدم الإسلام -: "سأُخبِرُكم بما في أنفسكم، وبما لم تهمس به شفاهكم"، وقد كان يَكفيهم - لكي يكذبوا محمدًا - أن يقولوا: "لم تحدِّثنا أنفسنا بهذا"، وكانوا بهذا سيُعلنون للناس أن محمدًا يقول كلامًا غير صحيح، ولكنهم ذُهِلُوا من أن القرآن قد أخرج ما في صدورهم، فلم يَستطيعوا ردًّا، ولم يفعلوا شيئًا أكثر من أنهم اختفوا عن أعين الناس بعدأن فضح القرآن حقيقتهم، ولو كان هذا القرآن من عند غير الله لما استطاع أن يصل إلى داخل النفس البشرية، التي لم يستطع علم أن يصل إليها حتى الآن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 4:57 am

ومن الأمور المستقبلية التي أخبر عنها القرآن: قول الله تعالى - مبشرًا نبيه بالعودة إلى مكة فاتحًا منتصرًا -: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ﴾ [القصص: 85]، يعني: لرادُّك إلى مكةكما أخرجك منها، وقوله أيضًا: ﴿ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 27]، وكذلك قوله تعالى: ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴾ [القمر: 45]، لقد نزلت هذه الآية في مكة والمسلمون قلَّة، أذلاء، في أشد حالات الضعف، لا يستطيعون حماية أنفسهم، ثم يتنبأ القرآن بأن الإسلام سوف يَنتصر، وأن هؤلاء الجمع - الذين تجمَّعوا لمحاربة الإسلام في مكة - سوف يُهزمون ويولُّون الأدبار، وكان هذا الكلام يستحيل أن يصدر من أحد في هذا الوقت بهذا اليقين إلا في حالة واحدة، وهي أن يكون قائل القرآن متأكدًا من أن هذا سوف يحدث في المستقبل، وكان يمتلك القدرة على تحقيق ما قال، فالذي قال هذا الكلام هو القادر، الذي يعلم أن ذلك سوف يحدث يقينًا، وهو الله - سبحانه وتعالى.

:diamonds: وانظر كذلك إلى قول الله تعالى - لنبيِّه محمد - عن اليهود: ﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 137]، يعني فسيكفيك شرَّهم؛ لأنه سبحانه هو السميع لأصواتهم، العليم بما يُدبِّرونه لك، وقد حقَّق الله وعدَه؛ فقد كفاه مكرهم وشرَّهم، بل ونصره عليهم حتى قُتل بعضهم، وأُسر بعضهم، وشرِّد بعضهم، ففي هذا معجزة من معجزات القرآن الكريم - وهو الإخبار بالشيء قبل وقوعه - فوقع كما أخبر.
 
:diamonds: ويقول الله تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت: 53]، فدعونا نتساءل بإنصاف ونقول: "مَن يملك أن يقول مثل هذا الكلام ثم يحقق ما قاله إلا خالق الكون سبحانه وتعالى"؟!

إننا نقول - وبكل وضوح -: "إن الذي خلق هو الذي قال"، فعلى سبيل المثال: يقول الله تعالى: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ﴾ [يس: 37]، يقول البروفيسور "يوشيودي كوزان" "مدير مرصد طوكيو": "إن هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطة في الوجود، فكل شيء أمامه مكشوف، إن الذي قال هذا القرآن يرى كل شيء في هذا الكون، فليس هناك شيء قد خفيَ عليه"،وهذا مصداق لقول الله تعالى عن القرآن: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الفرقان: 6]، وأما المستشرق الأديب "غوتة" - وكان أحد أعداء الإسلام - فقد قال في ديوانه: "الديوان الشرقي للشاعر الغربي": "القرآن ليس كلام البشر، فإذا أنكرنا كونَه مِن الله، فمعناه أننا اعتبرنا محمدًا هو الإله"!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 4:59 am

المبحث الأول: القرآن الكريم كلام الله تعالىالتشكيل





[rtl]
القرآن الكريم كلام الله تعالى... وأن إضافته إليه، إضافة حقيقية، من باب إضافة الكلام إلى قائله، فالله تعالى تكلم به، وهو الذي أنزله على رسوله، ليكون للعالمين نذيرا وهذه الحقيقة قد صرح بها القرآن الكريم، في مثل قوله تعالى: وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى القُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ [النمل: 6]، وقوله تعالى إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا [يوسف: 2] وصرح بها صاحب الرسالة، ومبلغ القرآن الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مثل قوله: ((ما من الأنبياء نبي، إلا أعطي من الآيات، ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا، أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة))  (1) . وهذا القدر من الأدلة الشرعية كاف في حق من آمن بالله تعالى ربا، وبمحمد بن عبد الله رسولا، وبالإسلام دينا، أن يعرف مصدر القرآن الكريم، وأنه من الله تعالى، إذ الإيمان الصحيح يقتضي أن يصدق المؤمن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يخبر به، وقد أخبر أن هذا الكتاب من عند الله تعالى.
أما غير المؤمن من الناس، ممن يشك في نسبة هذا القرآن إلى الله تعالى، وكونه من كلامه، فمثله: إما أن يضيف القرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو إلى بشر يعلمه القرآن، أو إلى جن يدرسه إياه.
أما الأول: وهو كون القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لفرط ذكائه، ونفاذ بصيرته، وشفافية روحه، مما يجعله ينشئ بزعمهم مثل هذا الكلام البديع الرصين، فترده أدلة كثيرة، هذا طرف منها:
1- أن هذا القرآن الذي أعجز البلغاء والفصحاء، قد قال صاحبه: إنه ليس من عندي، وإنما هو من عند غيري، فكيف ينسب له بعد ذلك؟ إذ أي مصلحة تكون لعاقل يرجو لنفسه الزعامة، ويتحدى الناس بالأعاجيب والمعجزات، لتأييد دعواه؛ ثم تجده بعد ذلك ينسب بضاعته إلى غيره، وينسلخ عنها انسلاخا، على حين أنه كان يستطيع أن ينتحلها، فيزداد بها رفعة، وعظمة شأن  (2) .
2- أن الرجل مهما بلغ ذكاؤه، وصفت سريرته، أنى له أن يأتي بذكر لأحوال الأمم الغابرة، ومسائل العقائد والشرائع، وما في الجنة والنار من النعيم والعذاب، ثم يذكر لنا بعض ما سيقع في قابل الأيام والدهور، كل ذلك على نحو من التفصيل والتدقيق، مع تمام السبك، وقوة الأسلوب، ومن غير تضاد ولا اختلاف. يقول الباقلاني (رحمه الله): (ما تضمنه القرآن من قصص الأولين، وأخبار الماضين التي لا يعرفها إلا من أكثر ملاقاة الأمم، ودراسة الكتب، مع العلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتلو كتابا، ولا يخالط أهل السير)  (3) .
3- قال تعالى: وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [البقرة: 23-24] فكيف يجرؤ بشر على هذا التحدي العظيم؛ وقد علم ما عليه قومه من البيان والفصاحة؛ بل تحداهم: حاضرا ومستقبلا! لعمر الله، إنها لمخاطرة لا يقدم عليها عاقل يتصور ما يقول، فضلا عن نبي كريم يرجو لرسالته أن تنتصر، ولدعوته أن تنتشر  (4) .
4- التناسب في جميع ما تضمنه القرآن من الأخبار، والعقائد، والأحكام من غير اختلاف ولا تعارض ولا تضاد، الأمر الذي لا ينتظر من بشر، أن يسلم كلامه من الاختلال والاختلاف، قال تعالى: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [النساء: 82]  (5) .
5- الاتفاق التام بين إشارات القرآن الكريم إلى بعض العلوم الكونية وبين معطيات العلم الحديث؛ الأمر الذي أثار دهشة كثير من الباحثين الغربيين المعاصرين، حيث تعرض القرآن الكريم إلى بعض العلوم الكونية وبين معطيات العلم الحديث؛ الأمر الذي أثار دهشة كثير من الباحثين الغربيين المعاصرين، حيث تعرض القرآن الكريم لقضايا علمية دقيقة – نحو ما يتعلق بعلم الأجنة – لم تكتشف وسائل معرفتها إلا بعد عصر نزول القرآن بعدة قرون  (6) .
وأما الثاني: وهو أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد تعلم القرآن من غيره، فهذا الغير إما أن يكون إنسيا أو جنيا، والإنسي إما أن يكون من بني قومه أو من أهل الكتاب:
أما كون النبي صلى الله عليه وسلم قد تعلم القرآن عند بعض قومه، فهذا فاسد من وجهين:
1- أن النبي صلى الله عليه وسلم نشأ أميا، بين ناس أميين، لا يعرفون غير علم البيان، والفصاحة، وما يتصل بهما، وكانوا منعزلين بشركهم عن أهل الكتاب، قال تعالى: تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ العَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود: 49] ففي الآية إشارة واضحة إلى أن هذا النوع من العلم ما كان عند العرب، وليس لهم به دراية  (7) .
2- لم يدع واحد من العرب – مع شدة تكذيبهم – نسبة هذا القرآن إلى نفسه، ثم إن الله تعالى قد تحدى به بلغاءهم، وفصحاءهم على أن يأتوا بسورة من مثله، فلم يتعرض واحد منهم لذلك، اعترافا بالحق، وربئا بالنفس عن تعريضها للافتضاح؛ وهم أهل القدرة في فنون الكلام نظما ونثرا، وترغيبا وزجرا  (Cool .
أما كون المعلم من أهل الكتاب، فهذا يرده ما يلي:
1- لم يذكر واحد من المصادر التاريخية جلوس النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي أحبار اليهود، أو رهبان النصارى، بغية التعلم والمدارسة  (9) . أما مقابلته بحيرا الراهب، فقد كانت قبل النبوة بفترة من الزمن، وكانت وجيزة في وقتها؛ لا يعقل أن يتلقى فيها كل هذا العلم، ثم إنها كانت بحضور عمه أبي طالب وغيره، ولو وجدوا في تلك المقابلة ما يبطل دعوى الرسول صلى الله عليه وسلم النبوة لأفشوه إلى قريش، بل إن بحيرا لما لاحت له تباشير النبوة، همس بها على أبي طالب، حاثا له على المحافظة على ابن أخيه من يهود. وأما مقابلته صلى الله عليه وسلم ورقة بن نوفل – ابن عم زوجه خديجة رضي الله عنها -، وذلك بعد النبوة، فكانت لأجل اطمئنان زوجه عليه، وورقة كان شيخا كبيرا قد عمي، ولم يلبث أن توفي، وذلك قبل فترة الوحي؛ مما يحيل دعوى تعلم الرسول صلى الله عليه وسلم منه شيئا.
2- أن الله تعالى رد على الذين قالوا: إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ [النحل: 103] ذلك حين زعم المشركون في مكة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس إلى بعض غلمان النصارى يتعلم منهم  (10) ، فرد الله عليهم بقوله: لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ [النحل: 103].
3- أن القرآن الكريم قد شنع بأهل الكتاب ودحض شبهاتهم وأغاليطهم، ثم دعاهم إلى الإيمان بالرسول الكريم، والاستجابة للذكر الحكيم؛ قال تعالى: وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [التوبة: 30] وقال تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران: 64] وقال تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ [المائدة: 59]، فكيف يعقل بعد ذلك أن يكون اليهود والنصارى مصدر القرآن ومنبعه، وهذه حالهم من الإعراض عنه والكفر به، وبمن أنزل عليه؟
أما أن يكون المعلم جنيا، فحال النبي صلى الله عليه وسلم بين قومه، ولبوثه فيهم عمرا طويلا، وهو أحسنهم خلقا؛ وأعظمهم عقلا؛ وأثبتهم نفسا؛ وأرسخهم فهما؛ كل ذلك وغيره يحيل أن يكون صلى الله عليه وسلم ملاذ الشياطين ومحل وساوسهم، بل الشياطين لأعجز من أن تأتي بهذا الكلام ...أما إضافة قريش القرآن إلى السحر والجن، فهذا حينما أعيتهم الحجة، وعجزوا عن الإتيان بمثله، على سبيل الجزم والإيقان.  (12)
وأهل السنة والجماعة: يؤمنون بأن القرآن كلام الله تعالى: - حروفه ومعانيه - منه بدأ وإليه يعود، منزل غير مخلوق، تكلم الله به حقاً، وأوحاه إلى جبريل؛ فنزل به جبريل - عليه السلام - على محمد صلى الله عليه وسلم. أنزله الحكيم الخبير بلسان عربي مبين، ونقل إلينا بالتواتر الذي لا يرقى إليه شك، ولا ريب، قال الله تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ [الشعراء:192-195] والقرآن الكريم: مكتوب في اللوح المحفوظ، وتحفظه الصدور، وتتلوه الألسن، ومكتوب في الصحف، قال الله تعالى: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ [العنكبوت:49]. وقال: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ [الواقعة:77-79]. والقرآن الكريم: المعجزة الكبرى الخالدة لنبي الإسلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وهو آخر الكتب السماوية؛ لا ينسخ ولا يبدل، وقد تكفل الله بحفظه من أي تحريف، أو تبديل، أو زيادة، أو نقص إلى يوم يرفعه الله تعالى، وذلك قبل يوم القيامة. قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]. وأهل السنة والجماعة: يكفرون من أنكر حرفاً منه أو زاد أو نقص، وعلى هذا فنحن نؤمن إيماناً جازماً بأن كل آية من آيات القرآن منزلة من عند الله، وقد نقلت إلينا بطريق التواتر القطعي. والقرآن الكريم: لم ينزل جملة واحدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نزل منجماً، أي مفرقاً حسب الوقائع، أو جواباً عن أسئلة، أو حسب مقتضيات الأحوال في ثلاث وعشرين سنة. والقرآن الكريم: يحتوي على (114) سورة، (86) منها نزلت في مكة، و (28) منها نزلت في المدينة، وتسمى السور التي نزلت قبل الهجرة النبوية بالسور المكية، والسور التي نزلت بعد الهجرة بالسور المدنية، وفيه تسع وعشرون سورة افتتحت بالحروف المقطعة. وقد كتب القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبمرأى منه؛ حيث كان للوحي كتبة من خيرة الصحابة – رضي الله عنهم – يكتبون كل ما نزل من القرآن وبأمر من النبي صلى الله عليه وسلم ثم جمع في عهد أبي بكر بين دفتي المصحف، وفي عهد عثمان على حرف واحد؛ رضي الله تعالى: عنهم أجمعين. وأهل السنة والجماعة: يهتمون بتعليم القرآن وحفظه، وتلاوته، وتفسيره، والعمل به. قال تعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29]. ويتعبدون لله تعالى: بقراءته؛ لأن في قراءة كل حرف منه حسنة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ولا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف))  (11) . وأهل السنة والجماعة: لا يجوزون تفسير القرآن بالرأي المجرد؛ فإنه من القول على الله – عز وجل – بغير علم، ومن عمل الشيطان، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة:168-169]. بل يفسر القرآن بالقرآن وبالسنة، ثم بأقوال الصحابة، ثم بأقوال التابعين، ثم باللغة العربية التي نزل بها القرآن  (13)
[/rtl]

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) رواه البخاري (7274)، ومسلم (152).
(2) انظر: ((النبأ العظيم)) د/ محمد عبد الله دراز (ص: 14، 15) – مطبعة السعادة 1389هـ - 1969م – مصر (بدون رقم الطبعة).
(3) ((الانتصار لنقل القرآن)) (ص: 59).
(4) انظر: ((النبأ العظيم)) دراز (ص: 36، 37).
(5) انظر: بيان هذا المعنى عند الشاطبي في ((الاعتصام)) (2/307) وما بعدها.
(6) انظر: ((دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة)) للأستاذ: موريس بوكاي (ص: 150).
(7) انظر: ((المعجزة الكبرى – القرآن –)) محمد أبو زهرة (ص: 310) دار الفكر العربي (بدون رقم الطبعة وتاريخها وبلدها).
(Cool انظر: ((التحرير والتنوير)) – محمد الطاهر بن عاشور (ص:82) دار الكتب الشرقية – تونس (بدون رقم الطبعة وتاريخها).
(9) انظر: ((النبأ العظيم)) – دراز (ص: 50)، و((فقه السيرة)) لمحمد الغزالي (ص: 68)، خرج أحاديثه: محمد ناصر الدين الألباني – دار الكتب الحديثة – الطبعة السابعة 1976م مصر.
(10) انظر تفصيل هذه المسألة: ((الجامع لأحكام القرآن)) – القرطبي – (10/177، 178).
(11) رواه الترمذي (2910). من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. قال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصحح إسناده الإشبيلي في ((الأحكام الصغرى)) (901) - كما أشار لذلك في مقدمته -. وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح.
(12) المصدر:
::منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة لعثمان علي حسن - بتصرف– 1/56

(13) المصدر:
::الإيمان حقيقته خوارمه نواقضه عند أهل السنة عبدالله بن عبدالحميد الأثري - ص 135



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:05 am

الفصل الأول: في إثبات أن القرآن الكريم كلام الله



[rtl]


الفصل الأول: في إثبات أن القرآن كلام الله
الأمور التي تدل على أن القرآن كلام الله كثيرة، أكتفي منها على اثني عشر أمراً على عدد حواري المسيح وأترك الباقي، مثل أن يقال إن الخائب المخالف وقت بيان أمر من الأمور الدنيوية والدينية أيضاً يكون ملحوظاً في القرآن، وأن بيان كل شيء ترغيباً كان أو ترهيباً رأفة كان أو عتاباً يكون على درجة الاعتدال لا بالإفراط ولا بالتفريط، وهذان الأمران لا يوجدان في كلام الإنسان لأنه يتكلم في بيان كل حال بما يناسب ذلك الحال، فلا يلاحظ في العتاب حال الذين هم قابلون للرأفة وبالعكس، ولا يلاحظ عند ذكر الدنيا حال الآخرة وبالعكس. ويقول في الغضب زائداً على الخطأ وهكذا أمور أخر.
(الأمر الأول): كونه في الدرجة العالية من البلاغة التي لم يعهد مثلها في تراكيبهم وتقاصرت عنها درجات بلاغتهم، وهي عبارة عن التعبير باللفظ المعجب عن المعنى المناسب للمقام الذي أورد فيه الكلام، بلا زيادة ولا نقصان في البيان، والدلالة عليه، وعلى هذا كلما ازداد شرف الألفاظ ورونق المعاني ومطابقة الدلالة كان الكلام أبلغ وتدل على كونه في هذه الدرجة وجوه:
(أولها) أن فصاحة العرب أكثرها في وصف المشاهدات مثل وصف بعير أو فرس أو جارية أو ملك أو ضربة أو طعنة أو وصف حرب أو وصف غارة. وكذا فصاحة العجم سواء كانوا شاعرين أو كاتبين أكثرها في أمثال هذه الأشياء. ودائرة الفصاحة والبلاغة فيها متسعة جداً لأن طبائع أكثر الناس تكون مائلة إليها. وظهر من الزمان القديم في كل وقت وفي كل إقليم من شاعر أو كاتب مضمون جديد ونكتة لطيفة في بيان لشيء من هذه الأشياء المذكورة ويكون المتأخر المتتبع واقفاُ على تدقيقات المتقدم غالباً. فلو كان الرجل سليم الذهن وتوجه إلى تحصيل ملكة في وصفها يحصل له بعد الممارسة والاشتغال ملكة البيان في وصف شيء من هذه الأشياء على قدر سلامة فكره وجودة ذهنه، وليس القرآن في بيان خصوص هذه الأشياء فكان يجب أن لا تحصل فيه الألفاظ الفصيحة التي اتفقت عليها العرب في كلامهم.
(ثانيها) أنه تعالى راعى فيه طريقة الصدق وتنزه عن الكذب في جميعه، وكل شاعر ترك الكذب والتزم الصدق نزل شعره ولم يكن جيداً، ولذلك قيل أحسن الشعر أكذبه. وترى أن لبيد بن ربيعة وحسان بن ثابت رضي الله عنهما لما أسلما نزل شعرهما ولم يكن شعرهما الإسلامي كشعرهما الجاهلي، والقرآن جاء فصيحاً مع التنزه عن الكذب والمجازفة.
(ثالثها) أن الكلام الفصيح إنما يتفق في القصيدة في البيت والبيتين والباقي لا يكون كذلك، بخلاف القرآن فإنه مع طوله فصيح كله، بحيث يعجز الخلق عنه. ومن تأمل في قصة يوسف عليه السلام عرف أنها مع طولها وقعت على الدرجة العالية من البلاغة.
(رابعها) أن الشاعر أو الكاتب إذا كرر مضموناً أو قصة لا يكون كلامه الثاني مثل الأول، وقد تكررت قصص الأنبياء وأحوال المبدأ والمعاد والأحكام والصفات الإلهية، واختلفت العبارات إيجازاً وإطناباً وتفنناً في بيانها غيبة وخطاباً، ومع ذلك كل واحد منها في نهاية الفصاحة ولم يظهر التفاوت أصلاً.
(خامسها) أنه اقتصر على إيجاب العبادات وتحريم القبائح والحث على مكارم الأخلاق وترك الدنيا واختيار الآخرة، وأمثال هذه الأمور توجب تقليل الفصاحة. ولذلك إذا قيل لشاعر فصيح أو كاتب بليغ أن يكتب تسع أو عشر من مسائل الفقه أو العقائد في عبارة فصيحة مشتملة على التشبيهات البليغة والاستعارات الدقيقة يعجز.
(سادسها) أن كل شاعر يحسن كلامه في فن فإنه يضعف كلامه في غير ذلك الفن، كما قالوا في شعراء العرب: إن شعر امرئ القيس يحسن عند الطرب وذكر النساء وصفة الخيل، وشعر النابغة عند الخوف وشعر الأعشى عند الطلب ووصف الخمر وشعر زهير عند الرغبة والرجاء. وقالوا في شعراء فارس إن النظامي والفردوسي وحيدان في بيان الحرب، والسعدي فريد في الغزل، والأنوري في القصائد.. والقرآن جاء فصيحاً على غاية الفصاحة في كل فن ترغيباً كان أو ترهيباً، زجراً كان أو وعظاً أو غيرهما. (وأورد ههنا بطريق الأنموذج من كل فن آية آية) ففي الترغيب قوله {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} وفي الترهيب قوله {وخاب كل جبار عنيد. من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد. يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت. ومن ورائه عذاب غليظ} وفي الزجر والتوبيخ قوله {فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً. ومنهم من أخذته الصيحة. ومنهم من خسفنا به الأرض. ومنهم من أغرقنا. وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} وفي الوعظ قوله {أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغني عنهم ما كانوا يمتعون} وفي الإلهيات قوله {الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار. عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال}.
(سابعها) الأغلب أنه إذا انتقل الكلام من مضمون إلى مضمون آخر، واشتمل على بيان أشياء مختلفة لا يبقى حسن ربط الكلام ويسقط عن الدرجة العالية للبلاغة. والقرآن يوجد فيه الانتقال من قصة إلى قصة إلى قصة أخرى، والخروج من باب إلى باب، والاشتمال على أمر ونهي، وخبر واستخبار، ووعد وعيد، وإثبات النبوة، وتوحيد الذات، وتفريد الصفات، وترغيب وترهيب، وضرب مثال، وبيان حال. ومع ذلك يوجد فيه كمال الربط والدرجة العالية للبلاغة الخارجة عن العادة فتحير فيها عقول بلغاء العرب.
(ثامنها) أن القرآن في أغلب المواضع يأتي بلفظ يسير متضمن لمعنى كثير ويكون اللفظ أعذب، ومن تأمل في سورة (ص) علم ما قلت كيف صدرها وجمع فيها من أخبار الكفار وخلافهم وتقريعهم بإهلاك القرون من قبلهم ومن تكذيبهم لمحمد ﷺ، وتعجبهم مما أتى به، والخبر عن إجماع ملئهم على الكفر، وظهور الحسد في كلامهم، وتعجيزهم وتحقيرهم ووعيدهم بخزي الدنيا والآخرة، وتكذيب الأمم قبلهم وإهلاك الله لهم، ووعيد قريش وأمثالهم مثل مصابهم. وحمل النبي على الصبر على أذاهم وتسليته في قصص الأنبياء مثل داود وسليمان وأيوب وإبراهيم ويعقوب وغيرهم عليهم السلام. وكل هذا الذي ذكر من أولها إلى آخرها في ألفاظ يسيرة متضمنة لمعان كثيرة، وكذلك قوله تعالى {ولكم في القصاص حياة} فإن هذا القول لفظه يسير ومعناه كثير. ومع كونه بليغاً مشتملاً على المطابقة بين المعنيين المتقابلين وهما القصاص والحياة. وعلى الغرابة، بجعل القتل الذي هو مفوت للحياة ظرفاً لها وأولى من جميع الأقوال المشهورة عند العرب في هذا الباب، لأنهم عبروا عن هذا المعنى بقولهم: (قتل البعض إحياء الجميع) وقولهم: (أكثروا القتل ليقل القتل) وقولهم: (القتل أنفى للقتل). وأجود الأقوال المنقولة عن القول الأخير ولفظ القرآن أفصح منه بستة أوجه: (أحدها): أنه أخصر من الكل لأن قوله {ولكم} لا يدخل في هذا الباب لأنه لا بد من تقدير ذلك في الكل لأن قول القائل قتل البعض إحياء للجميع لا بد فيه من تقدير مثله وكذلك في قولهم القتل أنفى للقتل. (وثانيها): أن قولهم القتل أنفى للقتل ظاهرة يقتضي كون الشيء سبباً لانتفاء نفسه بخلاف لفظ القرآن فإنه يقتضي أن نوعاً من القتل وهو القصاص سبب لنوع من أنواع الحياة. (وثالثها): أن قولهم الأجود تكرير لفظ القتل بخلاف لفظ القرآن. (ورابعها): أن قولهم الأجود لا يفيد إلا الردع عن القتل، بخلاف لفظ القرآن فإنه يفيد الردع عن القتل والجرح فهو أفيد.
(وخامسها): أن قولهم الأجود دال على ما هو المطلوب بالتبع بخلاف لفظ القرآن فإنه دال على ما هو مقصود أصلي، لأن نفي القتل مطلوب تبعاً من حيث إنه يتضمن حصول الحياة الذي هو مطلوب أصالة. (وسادسها): أن القتل ظلماً أيضاً قتل مع أنه ليس بناف للقتل بخلاف القصاص فظاهر قولهم باطل وأما لفظ القرآن فصحيح ظاهراً وباطناً. وكذلك قوله تعالى: {مع يطع الله} في فرائضه {ورسوله} في سننه أو في جميع ما يأمرانه وينهيانه {ويخشى الله} أي يخف خلافه وعقابه وحسابه {ويتقه} فيما بقي من عمره في جميع أمره {فأولئك هم الفائزون} بالمراد في المبدأ والمعاد، فإن هذا القول مع وجازة لفظه جامع لجميع الضروريات (حكي) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يوماً نائماً في المسجد فإذا هو بقائم على رأسه يتشهد شهادة الحق فأعلمه أنه من بطارقة الروم ومن جملة من يحسن فهم الألسن من العرب وغيرها، وأنه سمع رجلاً من أسراء المسلمين يقرأ آية من كتابكم فتأملها فإذا هي جامعة لكل ما أنزل الله على عيسى بن مريم من أحوال الدنيا والآخرة، وهي قوله {ومن يطع الله ورسوله} الآية. وحكي أن طبيباً نصرانياً حاذقاً سأل الحسين بن علي الواقدي: لماذا لم ينقل شيء في كتابكم عن علم الطب.. والعلم علمان علم الأبدان وعلم الأديان. فقال الحسين: إن الله بين علم الطب كله في نصف آية، فسأل الطبيب النصراني عن هذه الآية. فقال: هي قوله: {كلوا واشربوا} ما أحل الله لكم من المطعومات والمشروبات {ولا تسرفوا} أي لا تتعدوا إلى الحرام ولا تكثروا الإنفاق المستقبح، ولا تناولوا مقداراً كثيراً يضركم ولا تحتاجون إليه. ثم سأل الطبيب أقال نبيكم أيضاً شيئاً في هذا الأمر، فقال الحسين: إن نبينا أيضاً جمع الطب في ألفاظ يسيرة، فسأل الطبيب عنها، فقال الحسين: هي هذه: "المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء وأعط كل بدن ما عودته" فقال الطبيب: الإنصاف أن كتابكم ونبيكم ما تركا حاجة إلى جالينوس، يعني بينا الأمر الذي هو رأس حفظ الصحة وإزالة المرض وأصلهما ومضارهما.
(تاسعها): أن الجزالة والعذوبة بمنزلة الصفتين المتضادتين، واجتماعهما على ما هو ينبغي في كل جزء من الكلام الطويل خلاف العادة المعتادة للبلغاء، فاجتماعهما في كل موضع من مواضع القرآن كله دليل على كمال بلاغته وفصاحته الخارجتين عن العادة.
(عاشرها): أنه مشتمل على جميع فنون البلاغة من ضروب التأكيد وأنواع التشبيه والتمثيل، وأصناف الاستعارة وحسن المطالع والمقاطع، وحسن الفواصل، والتقديم والتأخير والفصل والوصل اللائق بالمقام، وخلوه عن اللفظ الركيك والشاذ الخارج عن القياس النافر عن الاستعمال، وغير ذلك من أنواع البلاغات. ولا يقدر أحد من البلغاء والكملاء من العرب العرباء إلا على نوع أو نوعين من الأنواع المذكورة، ولو رام غيره في كلامه لم يتأت له، وكان مقصراً. والقرآن محتو عليها كلها فتلك عشرة كاملة، وهذه الوجوه العشرة تدل على أن القرآن في الدرجة العالية من البلاغة الخارجة عن العادة، يعرفه فصحاء العرب بسليقتهم، وعلماء الفرق بمهارتهم في فن البيان وإحاطتهم بأساليب الكلام، ومن كان أعرف بلغة العرب وفنون بلاغتها كان أعرف بإعجاز القرآن.
(الأمر الثاني): تأليفه العجيب وأسلوبه الغريب في المطالع والمقاطع والفواصل، مع اشتماله على دقائق البيان وحقائق العرفان، وحسن العبارة، ولطف الإشارة، وسلامة التركيب، وسلامة الترتيب، فتحيرت فيه عقول العرب العرباء، وفهوم الفصحاء. والحكمة في هذه المخالفة أن لا يبقى لمتعسف عنيد مظنة السرقة، ويمتاز هذا الكلام عن كلامهم ويظهر تفوقه، لأن البليغ ناظماً كان أو ناثراً يجتهد في هذه المواضع اجتهاداً كاملاً، ويمدح ويعاب عليه غالباً في هذه المواضع كما عيب على مطلع امرئ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل .. بسقط اللوى بين الدخول فحومل
بأن صدر البيت جمع بين عذوبة اللفظ وسهولة السبك وكثرة المعاني فإنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل، وأن الشطر الثاني لا يوجد فيه شيء من ذلك... وعيب على مطلع أبي النجم الشاعر المشهور فإنه دخل على هشام بن عبد الملك، فأنشده:
صفراء قد كادت ولما تفعل .. كأنها في الأفق عين الأحوال
وكان هشام أحول فأخرجه وأمر بحبسه.
وعيب على مطلع جرير، فإنه دخل على عبد الملك وقد مدحه بقصيدة حائية. أولها:
أتصحو أم فؤداك غير صاح
فقال له عبد الملك: بل فؤادك يا ابن الفاعلة .
وعيب على مطلع البحتري فإنه أنشد يوسف بن محمد قصيدته التي مطلعها:
لك الويل من ليل تقاصر آخره
فقال: بل لك الويل والخزي... وعيب على مطلع إسحاق الموصلي الأديب الحاذق، فإنه دخل على المعتصم وقد فرغ من بناء قصره بالميدان وأنشده قصيدته التي مطلعها:
يا دار غيرك البلى ومحاك * يا ليت شعري ما الذي أبلاك!!
فتطير المعتصم من هذا المطلع وأمر بهدم القصر على الفور. وهكذا قد خطئ أكثر الشعراء المشهورين في المواضع المذكورة. وأشراف العرب، مع كمال حذاقتهم في أسرار الكلام وشدة عداوتهم للإسلام، لم يجدوا في بلاغة القرآن وحسن نظمه وأسلوبه مجالاً لم يوردوا في القدح مقالاً، بل اعترفوا أنه ليس من جنس خطب الخطباء وشعر الشعراء، ونسبوه تارةً إلى السحر تعجباً من فصاحته وحسن نظمه، وقالوا تارةً إنه إفك افتراه وأساطير الأولين، وقالوا تارةً لأصحابهم وأحبابهم لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون. وهذه كلها دأب المحجوج المبهوت. فثبت أن القرآن معجز ببلاغته وفصاحته وحسن نظمه. وكيف يتصور أن يكون الفصحاء والبلغاء من العرب العرباء كثيرين كثرة رمال الدهناء وحصى البطحاء، ومشهورين بغاية العصبية والحمية الجاهلية، وتهالكهم على المباراة والمباهاة، والدفاع عن الأحساب. فيتركون الأمر الأسهل الذي هو الإيتان بمقدار أقصر سورة ويختارون الأشد الأصعب مثل الجلاء وبذل المهج والأرواح، ويبتلون بسبي الذراري ونهب الأموال، ومخالفهم المتحدي يقرعهم إلى مدة على رؤوس الملأ بأمثال هذه الأقوال: {فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين}. {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين. فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}. {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً}. ولو كانوا يظنون أن محمداً ﷺ استعان بغيره، لأمكنهم أيضاً أن يستعينوا بغيرهم لأنه كأولئك المنكرين في معرفة اللغة وفي المكنة من الاستعانة، فلما لم يفعلوا ذلك وآثروا المقارعة على المعارضة والمقاتلة على المقاولة، ثبت أن بلاغة القرآن كانت مسلمة عندهم وكانوا عاجزين عن المعارضة، غاية الأمر أنهم صاروا مفترقين بين مصدق به وبمن أنزل عليه، وبين متحير في بديع بلاغته. روي أنه سمع الوليد بن المغيرة من النبي ﷺ {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} فقال: والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر ما يقول هذا بشر.. وروي أيضاً أنه لما سمع القرآن رق قلبه، فجاءه أبو جهل وكان ابن أخيه منكراً عليه قال: والله ما منكم أحد أعلم بالأشعار مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا. وروي أيضاً أنه جمع قريشاً عند حضور الموسم وقال: إن وفود العرب ترد العرب فاجمعوا فيه رأياً لا يكذب بعضكم بعضاً، قالوا: نقول كاهن، قال: والله ما هو بكاهن بزمزمته ولا سجعته. قالوا: مجنون، قال: ما هو بمجنون ولا بحنقه ولا وسوسته، قالوا: فنقول شاعر، قال: ما هو بشاعر قد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه، وقريضه ومبسوطه ومقبوضه. قالوا: فنقول ساحر، قال: ما هو بساحر ولا نفثه ولا عقده، قالوا: فما نقول. قال: ما أنتم بقائلين شيئاً من هذا إلا وأنا أعرف أنه باطل وأن أقرب القول إنه ساحر. ثم قال: فإنه سحر يفرق به بين المرء وابنه، والمرء وأخيه، والمرء وزوجه، والمرء وعشيرته، فتفرقوا وجلسوا على السبل يحذرون الناس عن متابعة النبي ﷺ، فأنزل الله تعالى في الوليد: {ذروني ومن خلقت وحيداً}..الآيات. وروي أن عتبة كلم النبي ﷺ فيما جاء به من خلاف قومه، فتلا عليه: {حم. تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب فصلت..} إلى قوله: {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}. فأمسك عتبة بيده على فيه وناشده الرحم أن يكف، وفي رواية فجعل النبي ﷺ يقرأ وعتبة مصغ ملق بيديه خلف ظهره معتمد عليهما حتى انتهى إلى السجدة فسجد النبي ﷺ، وقام عتبة لا يدري بما يراجعه، ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قومه حتى أتوه، فاعتذر لهم وقال والله لقد كلمني بكلام ما سمعت أذناي بمثله قط فما دريت ما أقول له... وذكر أبو عبيدة أن أعرابياً سمع رجلاً يقرأ {فاصدع بما تؤمر} فسجد وقال سجدت لفصاحته، وسمع رجل آخر من المشركين رجلاً من المسلمين يقرأ: {فما استيأسوا منه خلصوا نجياً} فقال: أشهد أن مخلوقاً لا يقدر على مثل هذا الكلام.. وحكى الأصمعي أنه سمع جارية تتكلم بعبارة فصيحة وإشارة بليغة وهي خماسية أو سداسية، وهي تقول أستغفر الله من ذنوبي كلها، فقال: مم تستغفرين ولم يجر عليك قلم؟ فقالت:
أستغفر الله لذنبي كله * قتلت إنساناً بغير حله[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:07 am

مثل غزال ناعم في دله * انتصف الليل ولم أصله
فقال لها: قاتلك الله ما أفصحك، فقالت: أو بعد هذا فصاحة بعد قوله تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني. إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين} فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين.. وفي حديث إسلام أبي ذر ووصف أخاه أنيساً فقال: والله ما سمعت بأشعر من أخي أنيس لقد ناقض اثني عشر شاعراً في الجاهلية أنا أحدهم، وأنه انطلق إلى مكة وجاءني، قلت: فما يقول الناس، قال: يقولون شاعر كاهن ساحر ثم قال: لقد سمعت ما قال الكهنة فما هو قولهم ولقد وضعته على إقراء الشعر فلم يلتئم وما يلتئم على لسان أحد بعدي إنه شعر وإنه لصادق وإنهم لكاذبون. وروي في الصحيحين عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سمعت النبي ﷺ يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون، أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون}. كاد قلبي أن يطير للإسلام. وقد حكي أن ابن المقفع طلب معارضة القرآن وشرع فيه فمر بصبي يقرأ: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك} فرجع فمحا ما عمل وقال: أشهد أن هذا لا يعارض وما هو من كلام البشر. وكان يحيى بن حكم الغزالي بليغ الأندلس في زمنه فحكى أنه رام شيئاً من هذا فنظر في سورة الإخلاص ليأتي على أسلوبها وينظم الكلام على منوالها، قال: فاعترتني منه خشية ورقة حملتني على التوبة والإنابة. وقال النظام من المعتزلة: إعجاز القرآن بالصرف، على معنى أن العرب كانت قادرة على كلام مثل القرآن قبل مبعث النبي ﷺ، لكن الله صرفهم عن معارضته بسبب الدواعي بعد المبعث فهذا الصرف خارق للعادة فيكون معجزاً، فهو أيضاً يسلم أن القرآن معجز لأجل الصرف ومثله غير مقدور لهم بعد المبعث، وإنما نزاعه في كونه مقدور قبل المبعث وقوله غير صحيح بوجوه: (الأول): أنه لو كان كذا لعارضوا القرآن بالكلام الذي صدر عنهم قبل المبعث ويكون مثل القرآن. (والثاني): أن فصحاء العرب إنما كانوا يتعجبون من حسن نظمه وبلاغته وسلالته في جزالته، لا لعدم تأتي المعارضة مع سهولتها في نفسها. (والثالث): أنه لو قصد الإعجاز بالصرف لكان الأنسب ترك الاعتناء ببلاغته وعلو طبقته، لأن القرآن على هذا التقدير كلما كان أنزل في البلاغة، وأدخل في الركاكة، كان عدم تيسر المعارضة أبلغ في خرق العادة. (والرابع): يأباه قوله تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}..
فإن قيل: إن فصحاء العرب لما كانوا قادرين على التكلم بمثل مفردات السورة ومركباتها القصيرة، كانوا قادرين على الإتيان بمثلها (قلت) هذه الملازمة ممنوعة لأن حكم الجملة قد يخالف حكم الأجزاء، ألا ترى أن كل شعرة شعرة لا يصلح أن يربط بها الفيل أو السفينة، وإذا سوى من الشعرات حبل متين يصلح أن يربط بهذا الحبل الفيل أو السفينة، ولأنها لو صحت لزم أن يكون كل آحاد العرب قادر على الإتيان بمثل قصائد فصحائهم كامرئ القيس وأضرابه.
(الأمر الثالث): كون القرآن منطوياً على الإخبار عن الحوادث الآتية، فوجدت في الأيام اللاحقة على الوجه الذي أخبر.
1- كقوله تعالى: {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون}.فوقع كما أخبر، ودخل الصحابة المسجد الحرام آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين غير خائفين. 2- وكقوله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}. فكان الله وعد المؤمنين بجعل الخلفاء منهم وتمكين الدين المرضي لهم، وتبديل خوفهم بالأمن، فوفى وعده في مدة قليلة بأن ظهر في حياة الرسول ﷺ أن أهل الإسلام تسلطوا على مكة، وخيبر والبحرين، ومملكة اليمن، وأكثر ديار العرب، وأن إقليم الحبش صار دار الإسلام بإيمان النجاشي الملك، وأن أناساً من هجر وبعض المسيحيين من نواحي الشام قبلوا الإطاعة وأداء الجزية، وأن هذا التسلط زاد في خلافة الصديق الأكبر رضي الله عنه بأن تسلط أهل الإسلام على بعض ديار فارس وعلى بصرى ودمشق، وبعض الديار الأخرى من الشام أيضاً، ثم زاد هذا التسلط في خلافة الفاروق رضي الله عنه بأن تسلطوا على سائر ديار الشام وجميع مملكة مصر، وعلى أكثر ديار فارس أيضاً، ثم زاد هذا التسلط في خلافة ذي النورين رضي الله عنه، بأن تسلطوا في جانب الغرب إلى أقصى الأندلس والقيروان، وفي جانب الشرق إلى حد الصين، ففي مدة ثلاثين سنة تسلط أهل الإسلام على هذه الممالك تسلطاً تاماً، وغلب دين الله المرضي على سائر الأديان في هذه المماليك فكانوا يعبدون الله آمنين غير خائفين. وفي خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وإن لم يتسلط أهل الإسلام على الممالك الجديدة لكنه لا شبهة في ترقي الملة الإسلامية في عهده الشريف أيضاً. 4- وكقوله تعالى: {ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون}. ووقع كما أخبر لأن المراد بقوم أولي بأس على أظهر الوجوه وأشهرها، بنو حنيفة قوم مسيلمة الكذاب والداعي الصديق الأكبر رضي الله عنه. 5- وكقوله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله}. وحال هذا القول كحال القول الثاني وسيظهر الوفاء الكامل لهذا الوعد عن قريب على ما هو المرجو إن شاء الله. وهو على كل شيء قدير.5- وكقوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً. ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً. وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم. ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطاً مستقيماً. وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديراً}. والمراد بالفتح القريب فتح خيبر، وبالمغانم الكثيرة في الموضع الأول مغانم خيبر أو هجر وبالمغانم الكثيرة في الموضع الثاني المغانم التي تحصل للمسلمين من يوم الوعد إلى يوم القيامة، وبأخرى مغانم هوازن أو فارس أو الروم وقد وقع كما أخبر. 6- وكقوله تعالى: {وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب}. فقوله أخرى أي يعطيكم خصلة أخرى، وقوله نصر من الله مفسر للأخرى وقوله فتح قريب، أي عاجل وهو فتح مكة. وقال الحسن: هو فتح فارس والروم وقد وقع كما أخبر. 7- وكقوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً}. والمراد بالفتح فتح مكة، لأن الأصح أن هذه السورة نزلت قبل فتح مكة لأن {إذا} يقتضي الاستقبال ولا يقال فيما وقع إذا جاء وإذا وقع، فحصل فتح مكة ودخل الناس في الإسلام فوجاً بعد فوج من أهل مكة والطائف وغيرها في حياته ﷺ. 8- وكقوله تعالى: {قل للذين كفروا ستغلبون}. وقد وقع كما أخبر فصاروا مغلوبين. 9- وكقوله تعالى: {وإذ يعدكم} أي اذكروا إذ يعدكم {الله إحدى الطائفتين} القافلة الراجعة من الشام والقافلة الآتية من بيت الله الحرام {أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة} أي القافلة الراجعة {تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين} فوقع كما أخبر.
10- وكقوله تعالى: {إنا كفيناك المستهزئين}. لما نزلت هذه الآية بشر النبي ﷺ أصحابه بأن الله كفاه شرهم وأذاهم وكان المستهزئون نفراً بمكة ينفرون الناس عنه ويؤذونه فهلكوا بضروب البلاء وفنون العناء فتم نوره وكمل ظهوره. 11- وكقوله تعالى: {والله يعصمك من الناس}. وقد وقع كما أخبر مع كثرة من قصد ضره فعصمه الله تعالى، حتى انتقل من الدار الدنيا إلى منازل الحسنى في العقبى. 12- وكقوله تعالى: {الم غلبت الروم في أدنى الأرض} أي أرض العرب {وهم} أي الروم {من بعد غلبهم سيغلبون} أي الفرس {في بضع سنين} أي ما بين الثلاث والعشر {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم. وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون. يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون}. الفرس كانوا مجوساً والروم نصارى، فورد خبر غلبة الفرس إياهم مكة ففرح المشركون وقالوا أنتم والنصارى أهل الكتاب ونحن وفارس أميون لا كتاب لنا، وقد ظهر إخواننا على إخوانكم، ولنظهرن عليكم. فنزلت هذه الآيات. فقال أبو بكر رضي الله عنه: لا يقرن الله أعينكم فو الله لتظهرن الروم على فارس في بضع سنين فقال أُبَيّ بن خلف: كذبت اجعل بيننا وبينك أجلاً فراهنه على عشر قلائص من كل واحد منهما وجعلا الأجل ثلاث سنين فأخبر أبو بكر رضي الله عنه رسول الله ﷺ فقال: البضع ما بين الثلاث إلى التسع فزايده في الإبل وماده في الأجل، فجعلها مائة قلوص إلى تسع سنين، ومات أبي بعد ما رجع من أحد وظهرت الروم على فارس في السنة السابعة من مغلوبيتهم فأخذ أبو بكر القلائص من ورثة أبي، فقال النبي ﷺ: تصدق بها.
قال صاحب ميزان الحق في الفصل الرابع من الباب الثالث: (لو فرضنا صدق ادعاء المفسرين أن هذه الآية نزلت قبل غلبة الروم الفرس فنقول إن محمداً ﷺ قال بظنه أو بصائب فكره لتسكين قلوب أصحابه، وقد سمع مثل هذه الأقوال من أصحاب العقل والرأي في كل زمان) انتهى. فقوله لو فرضنا صدق ادعاء المفسرين، يشير إلى أن هذا الأمر ليس بمسلم عنده، وهذا عجيب لأن قوله تعالى {سيغلبون في بضع سنين}، نص في أن هذا الأمر يحصل في الزمان المستقبل القريب في زمان أقل من عشر سنين كما هو مقتضى لفظ السنين والبضع، وكذا قوله {ويومئذ يفرح المؤمنون}، وقوله {وعد الله لا يخلف الله وعده}، لأنهما يدلان على حصول فرح في الزمان الآتي وحصول هذا الأمر فيه، ولا معنى للوعد وعدم الخلف في الأمر بعد وقوعه وقوله إن محمداً ﷺ قال بظنه أو بصائب فكره مردود بوجهين: (الأول): أن محمداً ﷺ كان من العقلاء عند المسيحيين أيضاً ويعترف بهذا القسيس النبيل ههنا وفي المواضع الأخر من تصانيفه، وليس من شأن العاقل المدعي للنبوة أن يدعي ادعاء قطعياً أن الأمر الفلاني يكون في المدة القليلة هكذا ألبتة ويأمر معتقديه بالرهان على هذا، سيما في مقابلة المنكرين الطالبين لمذلته، المتفحصين لمزلة أقدامه في أمر لا يكون وقوعه مفيداً فائدة يعتد بها، ويكون عدم وقوعه سبباً لمذلته وكذبه عندهم، ويحصل لهم سند عظيم لتكذيبه. (والثاني): أن العقلاء وإن كانوا يقولون في بعض الأمور بعقولهم ويكون ظنهم صحيحاً تارةً وخطأ أخرى لكن جرت العادة الإلهية بأن القائل لو كان مدعي النبوة كذباً ويخبر عن الحادثة الآتية، ويفتري على الله بنسبة هذا الخبر إلى الله، لا يكون هذا الخبر صحيحاً بل يخرج خطأ وغلطاً ألبتة كما ستعرف في آخر هذا المبحث إن شاء الله. 13- وكقوله تعالى: {أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر}. عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال لما نزلت: لم أعلم ما هو حتى كان يوم بدر سمعت رسول الله ﷺ وهو يلبس درعه ويقول: {سيهزم الجمع}. فعلمته.
14- وكقوله تعالى: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين}. وقد وقعت هذه الأحوال كما أخبر. 15- وكقوله تعالى: {لن يضروكم إلا أذى} إما بالطعن في محمد وعيسى عليهما السلام، وإما بتخويف الضعفة من المسلمين {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون} فأخبر فيه عن ثلاث مغيبات: (الأول): أن المؤمنين يكونون آمنين من ضرر اليهود. (والثاني): لو قاتلوا المؤمنين ينهزمون. (والثالث): أنه لا يحصل لهم قوة وشوكة بعد الانهزام وكلها وقع. 16- وكقوله تعالى: {ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة}. وقد وقع كما أخبر وليس لليهود حكومة في موضع من المواضع وفي كل إقليم يوجدون رعايا مضروباً عليهم الذلة 17- وكقوله تعالى: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب} وقد وقع يوم أحد بوجهين كما أخبر.(الأول): أن المشركين لما استولوا يوم أحد على المسلمين وهزموهم أوقع الله الرعب في قلوبهم فتركوهم وفروا منهم من غير سبب. (والثاني): أنهم لما ذهبوا إلى مكة، فلما كانوا في بعض الطريق ندموا فقالوا بئس ما صنعتم إنكم قتلتموهم حتى إذا لم يبق إلا الشريد تركتموهم ارجعوا فاستأصلوهم قبل أن يجدوا قوة وشوكة، فقذف الله في قلوبهم الرعب فذهبوا إلى مكة. 18- وكقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} أي من التحريف والزيادة والنقصان مما تواتر عند علماء الأعيان من قراء الزمان، وقد وقع كما أخبر فما قدر أحد من الملاحدة والمعطلة والقرامطة أن يحرف شيئاً منه، لا حرفاً من حروف مبانيه ولا من حروف معانيه ولا إعراباً من إعراباته إلى هذه المدة التي نحن فيها، أعني ألفاً ومائتين وثمانين من الهجرة بخلاف التوراة والإنجيل وغيرهما كما عرفت في الباب الأول والثاني، والحمد للّه على إتمام هذه النعمة.
19- وكقوله تعالى: {لا يأتيه الباطل} أي التحريف بالزيادة والنقصان {من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}، وحال هذا القول كالقول السابق. 20- وكقوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن} أي أحكامه وفرائضه {لرادك إلى معاد}. وروي أنه عليه السلام لما خرج من الغار وسار في غير الطريق مخافة الطلب فلما أمن رجع إلى الطريق، ونزل بالجحفة بين مكة والمدينة، وعرف الطريق إلى مكة واشتاق إليها، وذكر مولده ومولد أبيه، فنزل جبريل عليه السلام وقال: تشتاق إلى بلدك ومولدك؟ فقال عليه السلام: نعم، فقال جبريل عليه السلام: فإن الله تعالى يقول: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} يعني إلى مكة ظاهراً عليهم. 21- وكقوله تعالى: {قل إن كانت لكم} أيها اليهود {الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبداً} أي ما عاشوا {بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين}. والمراد بالتمني التمني بالقول، ولا شك أنه عليه الصلاة والسلام مع تقدمه في الرأي والحزم وحسن النظر في العاقبة كما هو المسلم به عند المخالف والموافق والوصول إلى المنزل الذي وصل إليه في الدارين، والوصول إلى الرياسة العظيمة، لا يجوز له - وهو غير واثق من جهة الرب بالوحي - أن يتحدى أعدى الأعداء بأمر لا يأمن عاقبة الحال فيه، ولا يأمن من خصمه أن يقهره بالدليل والحجة، لأن العاقل الذي لم يجرب الأمور لا يكاد يرضى بذلك، فكيف الحال في أعقل العقلاء. فثبت أنه ما أقدم على هذا التحدي إلا بعد الوحي واعتماده التام. وكذا لا شك أنهم كانوا من أشد أعدائه، وكانوا أحرص الناس في تكذيبه، وكانوا متفكرين في الأمور التي بها ينمحي الإسلام أو تحصل الذلة لأهله، وكان المطلوب منهم أمراً سهلاً لا صعباً، فلو لم يكن النبي ﷺ صادقاً في دعواه عندهم لبادروا إلى القول به لتكذيبه، بل أعلنوا هذا التمني بالقول مراراً وشهروا أنه كاذب يفتري على الله أنه قال كذا، ويدعي من جانب نفسه ادعاء ويقول تارةً: والذي نفسي بيده لا يقولها رجل منهم إلا غص بريقه، يعني مات مكانه، ويقول تارةً: لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ونحن تمنينا مراراً وما متنا مكاننا فظهرت بصرفهم عن تمنيهم مع كونهم على تكذيبه أحرص الناس معجزته وبانت حجته، وفي هذه الآية إخباران عن الغيب: (الأول) أن قوله {لن يتمنوه} يدل دلالة بينة على أن ذلك لا يقع في المستقبل من أحد منهم فيفيد عموم الأشخاص. (والثاني) أن قوله أبداً يدل على أنه لا يوجد في شيء من الأزمنة الآتية في المستقبل يفيد عموم الأوقات فبالنظر إلى العمومين هما غيبان 22- وكقوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين، فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين} فأخبر بأنهم لا يفعلون ألبتة، ووقع كما أخبر، وهذه الآية دالة على الإعجاز من وجوه أربعة: (أولها) أنا نعلم بالتواتر أن العرب كانوا في غاية العداوة لرسول الله ﷺ وفي غاية الحرص على إبطال أمره، لأن مفارقة الأوطان والعشيرة وبذل النفوس والمهج من أقوى الأدلة على ذلك، فإذا انضاف إليه مثل هذا التقريع وهو قوله: {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا} صار حرصهم أشد، فلو كانوا قادرين على الإتيان بمثل القرآن أو بمثل سورة منه لأتوا به، فحيث ما أتوا به ظهر الإعجاز. (وثانيها) أن النبي ﷺ وإن كان متهماً عندهم في أمر النبوة، لكنه كان معلوم الحال في وفور العقل والفضل والمعرفة بالعواقب، فلو كان كاذباً لما تحداهم بالغاً في التحدي إلى النهاية، بل كان عليه أن يخاف مما يتوقعه من فضيحة يعود وبالها على جميع أموره، فلو لم يعلم بالوحي عجزهم عن المعارضة لما جاز أن يحملهم عليها بهذا التقريع.
(وثالثها) أنه لو لم يكن قاطعاً في أمره لما قطع في أنهم لا يأتون بمثله لأن المزور لا يجزم بالكلام، فجزمه يدل على كونه جازماً في أمره.
(ورابعها) أنه وجد مخبر هذا الخبر على ذلك الوجه، لأنه من عهده عليه السلام إلى عصرنا هذا لم يحل وقت من الأوقات من يعادي الدين والإسلام، وتشددوا عليه في الوقيعة فيه، ثم إنه مع هذا الحرص الشديد لم توجد المعارضة قط. فهذه الوجوه الأربعة في الدلالة على الإعجاز مما تشتمل عليه هذه الآية، فهذه الأخبار وأمثالها تدل على كون القرآن كلام الله، لأن عادة الله جارية على أن مدعي النبوة لو أخبر عن شيء ونسب إلى الله كذباً لا يخرج خبره صحيحاً. في الباب الثامن عشر من كتاب الاستثناء هكذا: (فإن أحببت وقلت في قلبك كيف أستطيع أن أميز الكلام الذي لم يتكلم به الرب). 22- فهذه تكون لك آية أن ما قاله ذلك النبي باسم الرب ولم يحدث فهذا الرب لم يكن تكلم به، بل ذلك النبي صوره في تعظيم نفسه ولذلك لا تخشاه).
(الأمر الرابع) ما أخبر من أخبار القرون السالفة والأمم الهالكة، وقد علم أنه كان أمياً ما قرأ ولا كتب ولا اشتغل بمدارسة مع العلماء ولا مجالسة مع الفضلاء، بل تربى بين قوم كانوا يعبدون الأصنام ولا يعرفون الكتاب، وكانوا عارين عن العلوم العقلية أيضاً، ولم يغب عن قومه غيبة يمكن له التعلم فيها من غيرهم، والمواضع التي خالف القرآن فيها في بيان القصص والحالات المذكورة [في] كتب أهل الكتاب كقصة صلب المسيح عليه السلام وغيرها فهذه لمخالفة قصدية: إما لعدم كون بعض هذه الكتب أصلية كالتوراة والإنجيل المشهورين، وإما لعدم كونها إلهامية، ويدل على ما ذكرت قوله تعالى: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}.
(الأمر الخامس) ما فيه من كشف أسرار المنافقين حيث كانوا يتواطئون في السر على أنواع كثيرة من المكر والكيد، وكان الله يطلع رسوله على تلك الأحوال حالاً فحالاً، ويخبره عنها على سبيل التفصيل، فما كانوا يجدون في كل ذلك إلا الصدق، وكذا ما فيه من كشف حال اليهود وضمائرهم.
(الأمر السادس) جمعه لمعارف جزئية وعلوم كلية لم تعهد العرب عامة ولا محمد ﷺ خاصة من علم الشرائع والتنبيه على طرق الحجج العقلية والسير والمواعظ والحكم، وأخبار الدار الآخرة ومحاسن الآداب والشيم. وتحقيق الكلام في هذا الباب أن العلوم إما دينية أو غيرها ولا شك أن الأولى أعظمها شأناً وأرفعها مكاناً، فهي إما علم العقائد والأديان، وإما علم الأعمال. أما علم العقائد والأديان فهو عبارة عن معرفة الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، أما معرفة الله تعالى فهي عبارة عن معرفة ذاته ومعرفة صفات جلاله ومعرفة صفات إكرامه وأفعاله ومعرفة أحكامه ومعرفة أسمائه، والقرآن مشتمل على دلائل هذه المسائل وتفاريعها وتفاصيلها على وجه لا يساويه شيء من الكتب، بل لا يقرب منه، وأما علم الأعمال فهو إما أن يكون عبارة عن علم التكاليف المتعلقة بالظواهر، وهو علم الفقه. ومعلوم أن جميع الفقهاء إنما استنبطوا مباحثهم من القرآن، وإما أن يكون علم التصوف المتعلق بتصفية الباطن ورياضة القلوب، وقد حصل في القرآن من مباحث هذا العلم ما لا يوجد في غيره، كقوله: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وقوله: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} وقوله: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} فقوله: {ادفع بالتي هي أحسن} يعني ارفع سفاهتهم وجهالتهم بالخصلة التي هي أحسن وهي الصبر ومقابلة السيئة بالحسنة. وقوله {فإذا الذي} إلخ يعني إذا قابلت إساءتهم بالإحسان وأفعالهم القبيحة بالأفعال الحسنة تركوا أفعالهم القبيحة وانقلبوا من العداوة إلى المحبة، ومن البغضة إلى المودة ونحو هذه الأقوال كثيرة فيه. فثبت أنه جامع لجميع العلوم النقلية أصولها وفروعها، ويوجد فيه التنبيه على أنواع الدلالات العقلية والرد على أرباب الضلال ببراهين قاهرة وأدلة باهرة سهلة المباني مختصرة المعاني، كقوله تعالى: {أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم} وكقوله تعالى: {يحيها الذي أنشأها أول مرة} وكقوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} ولنعم ما قيل: جميع العلم في القرآن، لكن تقاصرت عنه أفهام الرجال.

(الأمر السابع) كونه بريئاً عن الاختلاف والتفاوت مع أنه كتاب كبير مشتمل على أنواع كثيرة من العلوم، فلو كان ذلك من عند غير الله لوقعت فيه أنواع من الكلمات المتناقضة، لأن الكتاب الكبير الطويل لا ينفك عن ذلك. ولما لم يوجد فيه ذلك علمنا أنه ليس من عند غير الله كما قال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} وإلى هذه الأمور السبعة المذكورة أشار الله تعالى بقوله: {أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض} لأن مثل هذه البلاغة والأسلوب العجيب والإخبار عن الغيوب والاشتمال على أنواع العلوم والبراءة من الاختلاف والتفاوت، مع كون الكتاب كبيراً مشتملاً على أنواع العلوم لا يأتي إلا من العالم الذي لا يغيب عن علمه مثقال ذرة مما في السماوات والأرض.

(الأمر الثامن) كونه معجزة باقية متلوّة في كل مكان مع تكفل الله بحفظه، بخلاف معجزات الأنبياء فإنها انقضت بانقضاء أوقاتها، وهذه المعجزة باقية على ما كانت عليه من وقت النزول إلى زماننا هذا، وقد مضت مدة ألف ومائتين وثمانين وحجتها قاهرة، ومعارضته ممتنعة وفي الأزمان كلها القرى والأمصار مملوءة بأهل اللسان وأئمة البلاغة، والملحد فيهم كثير والمخالف العنيد حاضر ومهيأ، وتبقى إن شاء الله هكذا ما بقيت الدنيا وأهلها في خير وعافية. ولما كان المعجز منه بمقدار أقصر سورة فكل جزء منه بهذا المقدار معجزة، فعلى هذا يكون القرآن مشتملاً على أكثر من ألفي معجزة.
(الأمر التاسع) أن قارئه لا يسأمه وسامعه لا يمجه، بل تكراره يوجب زيادة محبته كما قيل:
وخير جليس لا يمل حديثه * وترداده يزداد فيه تجملا
وغيره من الكلام، ولو كان بليغاً في الغاية يمل مع الترديد في السمع ويكره في الطبع، ولكن هذا الأمر بالنسبة إلى من له قلب سليم لا إلى من له طبع سقيم.
(الأمر العاشر) كونه جامعاً بين الدليل ومدلوله فالتالي له إذا كان ممن يدرك معانيه يفهم مواضع الحجة والتكليف معاً في كلام واحد باعتبار منطوقه ومفهومه، لأنه ببلاغة الكلام يستدل على الإعجاز، وبالمعاني يقف على أمر الله ونهيه ووعده ووعيده.
(الأمر الحادي عشر) حفظه لمتعلميه بالسهولة، كما قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} فحفظه ميسر على الأولاد الصغار في أقرب مدة ويوجد في هذه الأمة في هذا الزمان أيضاً مع ضعف الإسلام في أكثر الأقطار أزيد من مائة ألف من حفاظ القرآن بحيث يمكن أن يكتب القرآن من حفظ كل منهم من الأول إلى الآخر، بحيث لا يقع الغلط في الإعراب فضلاً عن الألفاظ ولا يخرج في جميع ديار أوربا عدد حفاظ الإنجيل بحيث يساوي الحفاظ في قرية من قرى مصر مع فراغ بال المسيحيين وتوجههم إلى العلوم والصنائع منذ ثلثمائة سنة، وهذا هو الفضل البديهي لأمة محمد ﷺ ولكتابهم.
(الأمر الثاني عشر) الخشية التي تلحق قلوب سامعيه وأسماعهم عند سماع القرآن، والهيبة التي تعتري تاليه، وهذه الخشية قد تعتري من لا يفهم معانيه ولا يعلم تفسيره، فمنهم من أسلم لها لأول وهلة ومنهم من استمر على كفره، ومنهم من كفر حينئذ ثم رجع بعده إلى ربه.
روي أن نصرانياً مر بقارئ فوقف يبكي فسئل عن سبب البكاء فقال الخشية التي حصلت له من أثر كلام الرب، وأن جعفر الطيار رضي الله عنه لما قرأ القرآن على النجاشي وأصحابه ما زالوا يبكون حتى فرغ جعفر رضي الله عنه من القراءة، وأن النجاشي أرسل سبعين عالماً من العلماء المسيحية إلى رسول الله ﷺ فقرأ عليهم سورة (يس) فبكوا وآمنوا فنزل في حق الفريقين أو أحدهما قوله تعالى: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} وقد عرفت حال جبير بن مطعم رضي الله عنه، وعتبة، وابن المقنع، ويحيى بن حكم الغزالي. وقال نور الله الشوستري في تفسيره: إن العلامة علي القوشجي لما راح من وراء النهر إلى الروم جاء إليه حبر من أحبار اليهود لتحقيق الإسلام وناظره إلى شهر وما سلم دليلاً من أدلة العلامة إلى هذا الحين فجاء يوماً وقت الصبح وكان العلامة مشتغلاً بتلاوة القرآن على سطح الدار، وكان كريه الصوت في الغاية، فلما دخل الباب وسمع القرآن أثر القرآن في قلبه تأثيراً بليغاً، فلما وصل إلى العلامة قال: إني أدخل في الإسلام فأدخله العلامة في الإسلام ثم سئل عن السبب فقال: ما سمعت مدة عمري كريه الصوت مثلك، فلما وصلت إلى الباب سمعت منك القرآن وقد حصل تأثيره البليغ فيَّ فعلمت أنه وحي. فثبت من الأمور المذكورة أن القرآن معجز وكلام الله، كيف لا وحسن الكلام يكون لأجل ثلاثة أشياء: أن تكون ألفاظه فصيحة وأن يكون نظمه مرغوباً، وأن يكون مضمونه حسناً. وهذه الأمور الثلاثة متحققة في القرآن بلا ريب ونختم هذا الفصل ببيان ثلاث فوائد:
(الفائدة الأولى) سبب كون معجزة نبينا من جنس البلاغة أيضاً أن بعض المعجزات تظهر في كل زمان من جنس ما يغلب على أهله أيضاً، لأنهم يبلغون فيه الدرجة العليا فيقفون فيه على الحد الذي يمكن للبشر الوصول إليه، فإذا شاهدوا ما هو خارج عن الحد المذكور علموا أنه من عند الله، وذلك كالسحر في زمن موسى عليه السلام فإنه كان غالباً على أهله وكاملين فيه، ولما علم السحرة الكملة أن حد السحر تخييل لما لا ثبوت له حقيقة ثم رأوا عصاه انقلبت ثعباناً يتلقف سحرهم الذي كانوا يقلبونه من الحق الثابت إلى المتخيل الباطل من غير أن يزداد حجمها، علموا أنه خارج عن السحر ومعجزة من عند الله فآمنوا به. وأما فرعون فلما كان قاصراً في هذه الصناعة ظن أنه سحر أيضاً، وإن كان أعظم من سحر سحرته. وكذا الطب لما كان غالباً على أهل زمن عيسى عليه السلام، وكانوا كاملين فيه، فلما رأوا إحياء الميت وإبراء الأكمه علموا بعلمهم الكامل أنهما ليسا من حد الصناعة الطبية، بل هو من عند الله. والبلاغة قد بلغت في عهد الرسول عليه السلام إلى الدرجة العليا وكان بها فخارهم حتى علقوا القصائد السبع بباب الكعبة تحدياً لمعارضتها كما تشهد به كتب السير، فلما أتى النبي ﷺ بما عجز عن مثله جميع البلغاء عُلم أن ذلك من عند الله قطعاً.
(الفائدة الثانية) نزول القرآن منجماً ومفرقاً ولم ينزل دفعة واحدة بوجوه: (أحدها) أن النبي ﷺ لم يكن من أهل القراءة، فلو نزل عليه ذلك جملة واحدة كان لا يضبطه، ولجاز عليه السهو. (وثانياً) أنه لو أنزل عليه الكتاب دفعة فربما اعتمد على الكتاب وتساهل في الحفظ، فلما أنزل الله منجماً حفظه وبقي سنة الحفظ في أمته. (وثالثها) في صورة نزول الكتاب دفعة لو كان نزول جميع الأحكام دفعة واحدة على الخلق لكان يثقل عليهم ذلك، ولما نزل مفرقاً لا جرم نزلت التكاليف قليلاً قليلاً، فكان تحملها أسهل، كما روي عن بعض الصحابة أنه قال: لقد أحسن الله إلينا كل الإحسان، كنا مشركين فلو جاءنا رسول الله بهذا الدين جملة وبالقرآن دفعة لثقلت هذه التكاليف علينا فما كنا ندخل في الإسلام ولكنه دعانا إلى كلمة واحدة فلما قبلناها وذقنا حلاوة الإيمان قبلنا ما وراءها كلمة بعد كلمة إلى أن تم الدين وكملت الشريعة. (ورابعها) أنه إذا شاهد جبريل حالاً بعد حال يقوى قلبه بمشاهدته فكان أقوى على أداء ما حمل، وعلى الصبر على عوارض النبوة، وعلى احتمال أذية القوم. (وخامسها) أنه لما تم شرط الإعجاز فيه مع كونه منجماً ثبت كونه معجز، فإنهم لو قدروا لوجب أن يأتوا بمثله منجماً مفرقاً. (وسادسها) كان القرآن ينزل بحسب أسئلتهم والوقائع الواقعة لهم، فكانوا يزدادون بصيرة، لأن الإخبار عن العيوب كان ينضم بسبب ذلك إلى الفصاحة. (وسابعها) أن القرآن لما نزل منجماً مفرقاً وتحداهم النبي ﷺ من أول الأمر فكأنه تحداهم بكل واحد من نجوم القرآن، فلما عجزوا عنه كان عجزهم عن معارضة الكل أولى فثبت بهذا الطريق أن القوم عاجزون عن المعارضة لا محالة. (وثامنها) أن السفارة بين الله وبين أنبيائه وتبليغ كلامه إليهم منصب عظيم، فلو نزل القرآن دفعة واحدة كان زوال هذا المنصب عن جبريل عليه السلام محتملاً. فلما نزل مفرقاً منجماً بقي ذلك المنصب العظيم عليه.
(الفائدة الثالثة) سبب تكرار بيان التوحيد وحال القيامة وقصص الأنبياء في مواضع أن العرب كانوا مشركين وثنيين ينكرون هذه الأشياء، وغير العرب بعضهم مثل أهل الهند والصين والمجوس كانوا مثل العرب في الإنكار، وبعضهم كأهل التثليث كانوا في الإفراط والتفريط في اعتقاد هذه الأشياء، فلأجل التقرير والتأكيد كرر بيان هذه الأشياء. ولتكرار القصص أسباب أخر أيضاً، منها: أن إعجاز القرآن لما كان باعتبار البلاغة أيضاً وكان التحدي بهذا الاعتبار فكررت القصص بعبارات مختلفة إيجازاً وإطناباً مع حفظ الدرجة العليا للبلاغة في كل مرتبة ليعلم أن القرآن ليس كلام البشر، لأن هذا الأمر عند البلغاء خارج عن القدرة البشرية. ومنها أنه كان لهم أن يقولوا إن الألفاظ الفصيحة التي كانت مناسبة لهذه القصص استعملتها وما بقيت الألفاظ الأخرى مناسبة لها، وأن يقولوا إن طريق كل بليغ يخالف طريق الآخر، فبعضهم يقدر على الطريق المطنب، وبعضهم يقدر على الموجز فلا يلزم من عدم القدرة على نوع عدم القدرة مطلقاً. أو أن يقولوا إن دائرة البلاغة ضيقة في بيان القصص وما صدر عنك بيانها مرة محمول على البخت والاتفاق فلما كررت القصص إيجازاً وإطناباً لم يبق عذر من هذه الأعذار الثلاثة. ومنها أنه ﷺ كان يضيق صدره بإيذاء القوم وشرهم كما أخبر الله تعالى: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} فيقص الله قصة من قصص الأنبياء مناسبة لحاله في ذلك الوقت لتثبيت قلبه، كما أخبر الله تعالى: {وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين}. ومنها أن المسلمين كان يحصل لهم الإيذاء من أيدي الكفار، أو أن قوماً كانوا يسلمون، أو أن الكفار كان المقصود تنبيههم فكان الله ينزل في كل موضع من هذه القصص ما يناسبه، لأن حال السلف تكون عبرة للخلف. ومنها أن القصة الواحدة قد تشتمل على أمور كثيرة فتذكر تارةً وتقصد بها بعض الأمور قصداً، وبعضها تبعاً وتعكس مرة أخرى . والحق أنها لا تملك من مقومات الدولة أي شيء فما زالت تعيش على إعانات بعض الدول الأجنبية في فزع ورعب دائم.. وعن قريب سيطردها العرب من أرضهم شر طردة ولن يلتئم لهم شمل، ولن يتنصر لهم جيش وسيهزم الجمع ويولون الدبر {وعد الله لا يخلف الله وعده}.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:10 am

القرآن كلام الله تعالى

 كاتب : متعب الحارثي



يؤمن المسلمون بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى ، ويشعرون بأنهم مقصرون – رغم جهودهم الكبيرة والمتواصلة - في وصف القرآن الوصف الكامل له ؛ وذلك لما يجدون له من أثر بالغ في حياتهم ، وهم يرون أن في القران سمة الصلاحية لكل زمان ومكان.
فما الذي جعل المسلمين يعتقدون أن القرآن كلام الله ؟
إنهم يؤمنون بأن القرآن هو معجزة محمد - صلى الله عليه وسلم - العظيمة الخالدة ؛ فمحمد كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب ، فكيف يأتي بكتاب بهذه العظمة ، وهذا الإعجاز ؟!

إن القارئ للقرآن لينبهر بتنوع موضوعاته :

من حسن عرضه للقصص مع اختلافها ، وجمال وصفه للكون بسماواته وما يجري فيها من أفلاك ، وأرضه وما يدب على ظهرها من مخلوقات ، وما يعيش في أعماق بحرها ، وما يطير في جوها !
وينبهر لدقة وصفه لجسم الإنسان ، ومراحل نموه وحياته كلها !
ويعجب لدقة وصفه النفس البشرية ،و .... ،و....

إنها أوجه متعددة للإعجاز يتميز بها القرآن ..

فهل يمكن لرجل من العرب مهما كان ذكاؤه ، ومهما كانت بلاغته ، ومهما كانت قدراته أن يأتي بهذا القرآن ؟!

هل يمكن لرجل من العرب يعيش في بيئة صحراوية ، يرعى الغنم بين جبالها ، وكان مقيما بمكة لم يخرج من بين ظهرانيهم ، ولم يسافر قط إلا سفرتين إلى الشام : خرج مرة مع عمه أبي طالب قبل الاحتلام ، ولم يكن يفارقه ، ومرة أخرى مع ميسرة في تجارته ، وكان ابن بضع وعشرين سنة ، مع رفقة كانوا يعرفون جميع أحواله ، ولم يجتمع قط بعالم أخذ عنه شيئا لا من علماء اليهود ولا النصارى ولا من غيرهم ، لا بحيرى ولا غيره ، ولكن كان بحيرى الراهب لما رآه عرفه ، لما كان عنده من ذكره ونعته ، فأخبر أهله بذلك ، وأمرهم بحفظه من اليهود ، ولم يتعلم لا من بحيرى ، ولا من غيره كلمة واحدة ، وقد دافع الله تعالى عن نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – في كتابه رداً على من يزعم تعليم البشر له بقوله :
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ سورة النحل الآية :103].
ففي الآية تكذيب لهم ، لأن لسان الذي نسبوا إليه تعليم النبي – صلى الله عليه وسلم- أعجمي لا يفصح ، والقرآن عربي غاية في الوضوح والبيان (1 ).

فكيف بمن كان هذا تاريخه ..أن يأتي بكتاب معجز كالقرآن من عند نفسه ؟!
إنه لو كان من عند محمد لكان موضوعه حياة المجتمع العربي ( القرية ، والبادية ) ، وما استوعبه اهتمام الرجل العربي في ذلك الزمان !
الشاة والبعير والفرس ، والقبائل العربية وما يهمها من مشاكل قلة المياه والأمطار ، وغيرها من قضايا الإنسان الاقتصادية والسياسية في تلك الحقبة التاريخية !

لكن القارئ للقرآن يجد غير ذلك !

يجد كتاباً معجزاً في فصاحته وبيانه ، ومعجزاً في شموله لكل جوانب الحياة ، فهو يهدي للتي أقوم في حياة الفرد الخاصة والعامة ، وهو مليء بالتوجيهات الأسرية والاجتماعية ، ومليء بالتنظيمات السياسية والاقتصادية ، ومليء بالعلوم الطبيعية والطبية والفلكية ، ومليء بالعلوم التاريخية والجغرافية ، و....و....و...

وهو مع هذا كله يعرضها في صورة رائعة البيان والبلاغة ، وفي سرد سلس سهل غير ممل مهما قرئ !
وفي إطار تشريعي فريد يتناسب مع كل ظروف الإنسان المكانية والزمانية ، ويتلاءم مع التغيرات في حياته وتطورها!

كل هذا وهو سالم من التعارض والاختلاف ، يصدق بعضه بعضاً !

والأعجب أن هذه المميزات والخصائص صاحبت القرآن طوال فترة رسالة محمد ( ثلاثة وعشرين عاما ) ، والتي تعد من أوجه إعجاز القرآن ؛ والذي كان يتنزل حسب ما يستجد من أحداث في حياة الناس ، فلو كان من عند محمد – صلى الله عليه وسلم - لجاء بكتاب واحد يتلوه عليهم في كل وقت ، وهذا خلاف ما كان عليه شأن القرآن ، الذي استغرق نزوله ثلاثة وعشرين عاماً.

وزاد الأمر إعجازاً ؛ ما جاء في القرآن من تحدٍ لقريش ومعها العرب ؛ بل وللناس جميعاً في أي زمان أن يأتوا بمثل القرآن أو بعض ما فيه !
فهذا التاريخ عبر( 14 ) قرناً من الزمان لم يأت أحد ولو بآية تشبه ما في القرآن ، فما زال التحدي قائماً لكل الناس، ولن يأتي بها إلى قيام الساعة.
قال الله في القرآن :
{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }الإسراء88.

إن حب القرآن والإيمان به ، والتأثر به لم يكن قاصراً على الفترة التي عاش فيها محمد ، بل استمر بعد موته وأصبح الناس يقبلون القرآن ويؤمنون به من كل الأمم ، حتى من غير الأمة العربية فالمسلمون اليوم منهم أكثر من العرب !

فهل يعقل أن كتاباً من عند بشر ينال هذا القبول الواسع والمستمر من سائر الأمم ؟!

إن الدلائل والبراهين لتثبت أن القرآن هو كلام الله تعالى ، وليس من عند محمد ، وإليك مزيداً من تلك الدلائل :

1- لو كان القرآن من عند محمد فكيف يأتي بآيات فيها التهديد والوعيد له إن كذب في شيء من القرآن ،
قال الله في القرآن : { ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين } سورة الحاقة ، من الآية 44-47 .
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ }الرعد37.
فلو كان من عند محمد ؛ أكان سيترك مثل هذه الآيات في القرآن ؟!
وتأمل هذا الوعيد الشديد ،
قال الله في القرآن :{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً . وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً .إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً }الإسراء من الآية 73- 75.
فلو كان من عنده ؛أكان سيترك مثل هذه الآيات في القرآن ؟!
- بل جاءت الآيات محذرة لمحمد – صلى الله عليه وسلم - من التقصير في إبلاغ الناس ،
قال الله في القرآن : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67.
أرأيتم لو كان من عند محمد ؛ أكان سيترك مثل هذه الآية في القرآن ؟!
- ولو كان من عند محمد فكيف يترك الآيات التي فيها عتاب له ،
قال الله في القرآن : { عبس وتولى . أن جاءه الأعمى . وما يدريك لعله يزكى .أو يذكر فتنفعه الذكرى .}سورة عبس ، من الآية 1-4.

- وجاء في القرآن الخبر بما يخفي محمد في نفسه ، في قصة زواجه من زينب بنت جحش ،
قال الله في القرآن : {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }الأحزاب37.

- أما الحديث عن قوة القرآن في تحديد مهام النبي ، وأهمية الدين الذي أرسل ليبلغه ، وتأكيد بشريته ، وأنه لا يملك للخلق نفعا ولا ضرا ، وأنه لا يريد من دعوته حظا من متاع الدنيا ، أو مكانة بين الناس، أو ملكاُ وجاهاً!لهو من أعظم الدلائل أن القرآن ليس من عند محمد بل هو كلام الله المنزل عليه ؛ فتأمل معي :

1- خطاب القرآن له بأن يحدد مهمته للناس ، ويعرفهم ببشريته :
- {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }الأنعام50.
- {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف188.
- {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }الأعراف158.
- {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }يونس104.

2- أمر القرآن لمحمد باتباع ما يوحى إليه :
- {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ }يونس109.
- {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }الجاثية18.

3- أمره القرآن بالاستقامة على الدين الذي دعا الناس إليه :
- {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }هود112.
- {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }الشورى15.

4- تخويف القرآن له بعاقبة المعصية لأمر الله تعالى :
- {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ *قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الأنعام14-15.

5- وجهه القرآن إلى ملازمة أتباعه المؤمنين والصبر على ذلك :
- {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28. 

- إن هذه الأوامر والتوجيهات التي تتكرر في القرآن لمحمد – صلى الله عليه وسلم - لمن أعظم البراهين على أنه كلام الله .
ومن البراهين العقلية على أن القرآن كلام الله ما أسفرت عنه الاكتشافات الحديثة:
" فالإنسان يتكلم عما هو معروف من المعتقدات والعلوم في عصره ، فيسرد ما وجده في زمنه سواء وقع كلامه في دائرة الشعور أو اللاشعور؛ ولذلك لا نجد كتابا مضى عليه حين من الدهر إلا وهو مملوء بالأغلاط والأخطاء من سائر نواحيه ، نظرا إلى الكشوف الجديدة في كل الميادين.. ولكن مسألة القرآن الكريم تختلف تمام الاختلاف عن هذه الكلية! 

فهو حق وصادق في كل ما قال كما كان في القرون الغابرة. ولم يطرأ على مقاله أي تغير رغم مضي قرون وعصور طويلة. وهذا في نفسه دليل على أنه كلام الله خالق كل شيء ، وهو يعلم سائر الحقائق في صورها النهائية والحقيقية ، ولا يخضع علمه ومعرفته لحواجز الزمان والمكان والأحوال.
ولو كان هذا الكلام صادرا عن بشر محدودي النظر والعلم لكان الزمان قد أبطله منذ عصور عديدة ، كما يحدث لكل كلام إنساني في مستقبله.
لقد كان هنالك أشياء كثيرة كان الأقدمون يعرفون عنها بعض المعارف الجزئية وكانت معرفتهم هذه ناقصة جدا بالنسبة إلى المعرفة التي أتيحت للإنسان اليوم ، بفضل الاختراعات الحديثة. 

لذلك كان من إعجاز القرآن أنه تكلم في لغة العلم قبل كشفه ؛ كما أنه استعمل كلمات وتعبيرات لم تستوحشها أذواق الأقدمين ولا معارفهم على حين أحاطت بكشوف العصر الحديث!

فمن الأمثلة على ذلك :

أ‌- قال الله في القرآن :{اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا .. }الرعد2.
وهذه الآية مطابقة لما كان يراه الإنسان في الماضي ؛فإنه كان يشاهد عالما كبيرا قائما بذاته في الفضاء مكونا من الشمس والقمر والنجوم ، ولكنه لم ير لها أية ساريات أو أعمدة ، والإنسان المعاصر يجد في هذه الآية تفسيرا لمشاهدته ، التي تثبت أن الأجرام السماوية قائمة دون عمد في الفضاء اللانهائي ، بيد أن هنالك (عمدا غير مرئية) ؛ تتمثل في قانون (الجاذبية) وهي التي تساعد كل هذه الأجرام على البقاء في أمكنتها المحددة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:12 am

ب- جاء في القرآن عن الشمس والنجوم: {.. وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }يس40 .
وكان الإنسان في العصر الغابر يشاهد أن النجوم تتحرك وتبتعد عن أمكنتها بعد وقت معين. ولذلك لم يكن هذا التعبير القرآني موضع دهشتهم واستغرابهم ، ولكن البحوث الحديثة قد خلعت على هذه التعبيرات ثوبا جديدا ؛ فليس هنالك تعبير أروع ولا أدق من (السباحة) لدوران الأجرام السماوية في الفضاء البسيط اللطيف!

ج- وجاء في القرآن الكريم عن الليل والنهار:{..يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً ..}الأعراف54 . إن هذه الآية الكريمة تشرح للإنسان القديم سر مجيء الليل بعد النهار. ولكنها تحوي إشارة رائعة إلى دوران الأرض محوريا ، وهو الدوران الذي يعتبر سبب مجيء الليل والنهار طبقا لمعلوماتنا الحديثة.
فمن بين المشاهدات التي أدلى بها رجل الفضاء الروسي (جاجارين) بعد دورانه في الفضاء حول الأرض :
أنه شاهد (تعاقبا سريعا للظلام والنور على سطح الأرض بسب دورانها المحوري حول الشمس). وهناك بيانات كثيرة جدا من هذا القبيل في القرآن الكريم ". ( 2)

- ومن إعجاز القرآن ما جاء في قوله تعالى : {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ }القيامة4.

فلماذا خص (البنان) بالذكر؟ ماذا فيه؟ فيه بصمات الأصابع، هذه المعجزة الإلهية العجيبة، كم على ظهر الأرض من ناس؟! ومع ذلك ليس فيهم اثنان تتفق بصمة أحدهما وبصمة الآخر.

إنها ظاهرة عجيبة، لكنها عرفت من قريب، لم يكن يعرفها أحد على عهد محمد ولا في القرون العشرة التي تلت عهد محمد.

فلا بد إذن أن يكون محمد قد تلقاها من عند الله، ولا بد أن يكون القرآن كلام الله، وفي القرآن مئات من أمثال هذه الإشارة، لا نزال نجد كل يوم من يتنبه إلى واحدة منها، كلما درس القرآن دارس، بدت له من إعجازه جوانب لم يدركها الأولون، لأنه لا تفنى عجائبه ( 3).

وللتأكيد على ما ذكر في أول الموضوع : من أن المسلمين لم يحيطوا بكل أوجه إعجاز القرآن - بل عرفوا جزءا منها دلهم على أنه كلام الله تعالى - أنتقل معكم إلى براهين من نوع آخر :

1- ما كان يخبر به القرآن عن الغيب المستقبل ( أي الأمور التي تحدث في المستقبل )،وسأذكر شاهدين على ذلك :

أ- أخبر القرآن بأن أبا لهب – وهو عم النبي محمد – لن يؤمن ، وأنه سيموت على الكفر ، وكان هذا الرجل حياً عند نزولها وسمع الآيات التي نزلت فيه ومع هذا لم يؤمن ، ولم يدع أنه مؤمن ! ولو من أجل أن يطعن في صدق القرآن !! 

ب- أما الشاهد الآخر فهو إخباره بأن الروم بعد هزيمتهم من الفرس سيغلبون الفرس وينتصرون عليهم ، وكان أتباع محمد – صلى الله عليه وسلم – يراهنون المعارضين من أهل مكة على وقوع ذلك لإيمانهم بصدق نبوة محمد ، ثم وقع ما أخبر به القرآن من انتصار الروم على الفرس وظهر صدق القرآن (4 ).

2- ما كان يخبر به عن الأمم الماضية ، خاصة في الفترة الزمنية التي عاشها محمد – صلى الله عليه وسلم- في المدينة ؛فقد كانت مليئة بالتحديات التي أسفرت عن إعجاز القرآن وأنه من عند الله ، فقد كان اليهود يعيشون في المدينة وهم أهل كتاب ، فقد كان القرآن يرد على أهل الكتاب في بعض ما حرفوه ، مثل : دعواهم أن المسيح - عليه السلام - صلب ، وقول بعضهم إنه إله ، وقول بعضهم إنه ساحر ، وطعنهم على سليمان - عليه السلام - وقولهم إنه كان ساحراً.

وكان القرآن أيضاً يخبر عن قصص الأنبياء - عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام - واليهود يسمعون القرآن ، ويسمعون ما يقصه عن نبيهم موسى عليه السلام ، ومع ذلك لم يعرف عن أحد منهم أنه كذب ما جاء به القرآن في ذلك ، أو عارضه ! ( 5)

3- ومن إعجاز القرآن اتساق معانيه ، وائتلاف أحكامه ، وتأييد بعضه بعضاً بالتصديق ، فإن ذلك لو كان من غير الله – تعالى - لاختلفت أحكامه ، وتناقضت معانيه ، وأبان بعضه عن فساد بعض،
قال تعالى :{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }[ سورة النساء الآية : 82] (6 ).

4- أن الله تكفل بحفظه ، وحمايته من التبديل والتحريف والتغيير، وهذا ما نجده اليوم ، فكل المسلمين لا يوجد عندهم إلا نسخة واحدة من القرآن ، فالتي يقرأها المسلم العربي هي نفسها النسخة التي يقرأها المسلم الهندي أو المسلم الصيني أو المسلم الأمريكي والأوربي ، أو المسلم الفارسي ، أو ...أو ... .

5- سهولة حفظه حتى ممن لا يتكلمون اللغة العربية !

- أيها الباحث عن الحقيقة :

لقد كان أثر القرآن في لفت انتباه العرب إليه عظيما ؛ وهم الذين اشتهروا بالبلاغة والبيان وليس كل كلام يستدعي انتباههم ، بل تعدا الأمر بهم مرحلة السماع إلى الإنصات لعباراته ! والسؤال عنها ، وتدارسها فيما بينهم !
كل ذلك كان يحدث في نفس الوقت الذي كانت المجابهة للنبي محمد ودعوته على أشدها ، وهذا يعطي ميزة جديدة لقوة القرآن وإعجازه !
وقصة الثلاثة من زعماء قريش خير دليل على ذلك ، وهم : أبو سفيان ابن حرب ، وأبو جهل ابن هشام ، والأخنس بن شريق .
وتبدأ أحداث هذه القصة بأن كل واحد منهم وجد جاذبية للقرآن في نفسه فرغب في استماعه ، ثم خرج متخفياً تحت ستر ظلام الليل كي لا يراه أحد - فكل واحد منهم قد تزعم المعارضة لمحمد ودعوته !
فكيف سيكون حاله أمام الناس إذا عرف أنه يستمع للقرآن ؟!
ثم اتجه كل واحد منهم نحو بيت محمد ليستمع قراءته للقرآن وهو يصلي ، فجلس كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه ، وكل واحدِ منهم لا يعلم بما يفعله الآخران ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا اقترب الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق ! وعرف كل منهم بما فعله صاحباه !
فلام بعضهم بعضاً ، وقال بعضهم لبعض : لا تعودوا ؛ فلوا رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً ، ثم انصرفوا .
فهل ياترى وقف الأمر عند هذا الحد ؟
لقد كان تأثير القرآن قوياً لدرجة أن الأمر نفسه تكرر منهم في الليلة التي تليها ، وكل واحدٍ منهم يظن أن لا أحد معه ، ثم يلتقون مرة أخرى في الطريق بعد سماعهم للقرآن !
ويتعاتبون فيما بينهم ، ويعقدون العزم على عدم العودة ، ثم تغلب قوة القرآن ما توصوا به!
ويتكرر الأمر مرة ثالثة !!
وبعدها رأوا أنه لابد من أن يعاهد بعضهم بعضاً بعدم العودة إلى ذلك فتفرقوا.
فلولم يكن القرآن معجزاً لما بهر خصومه ليتخذوا شتى السبل لسماعه !
ولم يقف الأمر إلى هذا الحد بل أخذ الأخنس بن شريق يسأل صاحبيه عن رأيهما فيما سمعه من محمد ؟
فقال أبو جهل : ماذا سمعت ! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف – يقصد قبيلة محمد - من قبائل قريش – الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ،حتى إذا تحاذينا على الركب ، وكنا كفرسي رهان ، قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء ؛ فمتى ندرك مثل هذه ؟
والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه !!.
ولما بدأ عدد المسلمين يزداد ، قام أحد أبرز المعارضين لدعوة الإسلام و بطلب من زعماء قريش بمحاولة للتأثير على محمد وإقناعه بترك دعوته على أن يعطوه ما يشاء من مال أو ملك أو نساء ، فقام رجل من سادة قريش يقال له عتبة بن ربيعة ، وقدم تلك العروض المغرية لمحمد !
فقال له محمد : أفرغت يا أبا الوليد ؟
قال : نعم .
فقال له محمد : فاسمع مني . فأخذ يتلو عليه من آيات القرآن ، فما كان من عتبة إلا أن أنصت له ووضع يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يسمع منه ، حتى فرغ !
وقال له : قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت ، فأنت وذاك .
فقام عتبة إلى أصحابه ، فلما رأوه قالوا : لقد جاءكم عتبة بغير الوجه الذي ذهب به !!
فقد كان أثر القرآن فيه عجيبا ، يظهر ذلك في جوابه لهم عندما سألوه : ما وراءك ؟
قال : ورائي أني قد سمعت قولاً ( يعني القرآن ) ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا بالسحر ، ولا بالكهانة ، يا معشر قريش ، أطيعوني واجعلوها بي ، وخلوا بين هذا الرجل وبين ماهو فيه فاعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأعظيم ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به ؛ فقالوا : سحرك والله يا عتبة بلسانه !
فقال عتبة : هذا رأيي فيه ، فاصنعوا ما بدا لكم (7 ).

وأكتفي بهذين الشاهدين على قوة أثر القرآن كدليل على إعجازه وأنه من عند الله .

فالقرآن آية بينة معجزة من وجوه متعددة كما عرضنا بعضها : وهو معجز من جهة اللفظ ،ومن جهة النظم ، ومن جهة البلاغة في دلالة اللفظ على المعنى ، ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الله -تعالى -وأسمائه وصفاته وملائكته وغير ذلك ، ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الغيب الماضي وعن الغيب المستقبل ، ومن جهة ما أخبر به عن المعاد ومن جهة ما بين فيه من الدلائل اليقينية والأقيسة العقلية ، التي هي الأمثال المضروبة كما قال تعالى : {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً }[سورةالإسراء الآية: 89 ] (8 ).

إن إعجاز القرآن الحقيقي بما جاء به من شريعة كاملة ، تكفل الحياة السعيدة التي ينشدها كل إنسان يعيش على هذه الأرض ، وهذا ما يفسر قبول الناس له وحبهم له ، وإيمانهم بأنه من عند الله الذي يعلم وحده ما يصلح حال الناس في كل زمان ومكان ، فقد جاء القرآن بشريعة تميزت بما يحلم به كل إنسان ،
ولعل هذه الخصائص والمميزات تفسر سبب دخول الناس في دين الإسلام ، وإيمانهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم – نبياً ورسولا، وإيمانهم بأن القرآن كلام الله أنزله على محمد ، فقد كان المسلمون من العرب وغيرهم أكثر بعد موته ، وهم في تزايد مستمر ،وذلك لما رأوا من عدل ورحمة ويسر الشريعة التي جاء بها ، ولما وجدوا من حسن أثر القرآن في حياة المؤمنين به ( 9).

والأعظم من ذلك كله ، والذي نزل القرآن من أجله ،
هو
هداية الناس إلى عبادة الله تعالى وحده لاشريك له ،
الخالق ، المالك ، المدبر
ولذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب ،
قال الله في القرآن العظيم :

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ
وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }
[ سورة النساء الآية: 170 ].
وقال تعالى :

{وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ } سورة النمل92.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:15 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السّلام على من لا نبيّ بعده ، و بعد ...

كلّ مسلم يدعو الآخرين إلى الإسلام ، فهو بالضرورة سيواجَه بسؤال هو الأهم على الإطلاق و هو : أثبت أن القرآن الكريم هو كلام الله !!!!
و تختلف الإجابة من مسلم إلى آخر حسب درجة العلم التي يمتلكها ، وقوّة الحجّة و المنطق التي يستخدمها .. و في بعض الأحيان يقدّم المسلم إجابات يظنّها تحقّق المطلوب ، في حين أنّها بعيدة تماما عن جوهر السؤال ، مما يجعل الآخر يعتقد بأنّ المسلم لا يملك دليلا على كون القرآن كلام الله !!!
و عليه ،، فمن الواجب على كل مسلم لا سيّما المنشغل بالدعوة ، من الواجب عليه دراسة هذا السؤال بتعمّق و معرفة كيفيّة الإجابة الحقيقيّة الصحيحة لهذا السؤال ..
و السؤال يقول : كيف تثبت أنّ القرآن الكريم كلام الله ؟؟!!
في بادئ البدء لابدّ من معرفة أنّ هذا السؤال قد يطرحه إنسان متديّن بديانة أخرى و قد يطرحها إنسان لا يدين بأيّة ديانة . و بالتالي لابدّ من أخذ حالة السّائل في عين الاعتبار ، قبل الشّروع في الإجابة.

السؤال يحتوي على ثلاث مقدّمات أساسيّة :-
المقدّمة الأولى : الله موجود .
المقدّمة الثّانية : الله يتكلّم .
المقدّمة الثالثة : القرآن الكريم كلام .
المطلوب من المسلم هو إثبات النتيجة التالية : كلام القرآن الكريم هو من ضمن كلام الله ، باعتبار أن الله موجود متكلّم .

و بالاعتماد على المنطق فإنّه لا يصحّ الخوض في إجابة السؤال ، إلا إذا تمّ التسليم بالمقدّمات الثلاثة ، فيكون الإشكال محصور فقط في النتيجة التي يتبنّاها المسلم .
و عليه فهناك ثلاثة موانع لطرح هذا السؤال :
المانع الأوّل : لا يجوز أن يطرح هذا السؤال ملحد لا يؤمن بوجود الله . حيث أن عدم وجود الله يلزم عدم وجود كلام له ! و عليه سيتحوّل الحوار مع الملحد إلى قضيّة : هل الله موجود ؟! أو يسلّم الملحد جدلا بوجوده لكي يصحّ منه السؤال عن القرآن ، و إلاّ فطرحه للسؤال مرفوض منطقيا .
المانع الثّاني : لا يجوز أن يطرح هذا السؤال معطّل لا يؤمن بصفات الله ، لا سيّما صفة التكلّم . حيث أن عدم تكلّم الله يلزم عدم وجود كلام له ! و عليه سيتحوّل الحوار مع المعطّل إلى قضيّة : هل الله يتكلّم ؟! أو يسلّم المعطّل جدلا بصفة الكلام لله لكي يصحّ منه السؤال عن القرآن ، و إلاّ فطرحه للسؤال مرفوض منطقيا .
المانع الثّالث : لا يجوز أن يطرح هذا السؤال مخرّف لا يقرّ بأن القرآن الكريم كلام أو كتاب . و طبعا لا أحد يقول بهذا فالقرآن الكريم موجود لدينا و هو كلام من مصدر متكلّم.

و بعد تأصيل الموضوع و حصره في نقطة البحث ، سنخوض في الخطوات المنطقيّة الصحيحة لإثبات أن القرآن الكريم كتاب الله .
يقوم الإثبات على فكرة جوهريّة واحدة و هي : إثبات أنّ القرآن الكريم كلامٌ صدر منذ أكثر من 1400 سنة ، و في مكان يعجز جميع الناس فيه من الإتيان بهذا القرآن . و حيث أنّ الإنسان في ذلك المكان و ذلك الزمان عاجز عن الإتيان بالقرآن ، فقد جاء القرآن من مصدر فوق الإنسان ، من كيان متكلّم فوق الإنسان . و حيث أنّ الكلام نفسه منسوب إلى الله ( و هو كيان موجود متكلّم حسب المقدمات المسلّم بها ) ، فيكون القرآن الكريم كلامه فعلا .

الإشكالات التي تحول دون الإثبات :-
الإشكال الأوّل : عدم الاعتراف بأن القرآن الكريم صدر منذ أكثر من 1400 سنة ، و الزعم بأنه كتاب جديد لا يتجاوز عمره الـ 400 سنة !!!
الإشكال الثّاني : عدم الاعتراف بعجز النّاس عن الاتيان بالقرآن ، و الزّعم بأنّ الرسول محمد و غيره يملكون القدرة على الإتيان بالقرآن !!!

لا شكّ أنّه لا يوجد عاقل يتبنّى الإشكال الأوّل ، فقد ثبت تاريخيّا أن القرآن الكريم كتاب قديم يتجاوز عمره الألف سنة ، و المخطوطات تشهد بذلك . فتبقى المشكلة في الإشكال الثاني فقط و هو نفي الإعجاز عن القرآن .

أوجه الإعجاز في القرآن الكريم خمسة أوجه :-
الوجه الأول : الإعجاز اللغوي ،، و هو صياغة القرآن بطريقة لغويّة تُعجز كلّ الفصحاء و البلغاء .
الوجه الثّاني : الإعجاز المنطقي ،، و هو عدم وجود تناقض في القرآن برغم صدوره بشكل متدرّج في فترة زمنيّة طويلة مع تكرّر مواضيعه .
الوجه الثّالث : الإعجاز المعرفي ،، و هو احتواء القرآن على معلومات يستحيل توفّرها في مكان و زمان الصدور .
الوجه الرابع : إعجاز التحدّي ،، و هو عجز البشر حتّى الآن عن الإتيان بمثل القرآن برغم تحدّي القرآن كلّ النّاس بذلك.
الوجه الخامس : إعجاز النّظير ،، و هو عدم وجود كتاب ديني مقدّس ينافس القرآن في محتواه ، برغم تعدّد الكتب المقدّسة للأديان المختلفة.

هذه هي أوجه الإعجاز في القرآن الكريم ، و كلّ أوجه الإعجاز التي تحتويها الكتب هي تندرج تحت هذه الأوجه الخمسة .
و من الجدير بالذكر التنويه إلى خطأ شائع يقع فيه الكثير من الدعاة بما فيها بعض المشايخ ، و هو القول بأن تواتر القرآن دليل على كونه من الله !! و الصحيح هو أن تواتر القرآن دليل أن القرآن الذي بين يدينا هو نفسه القرآن الذي جاء به الرسول صلى الله عليه و آله و سلم . بمعنى لو شكّك أحدهم في كون القرآن الحالي يختلف عن القرآن في زمن الرسول ، سيكون تواتر القرآن دليل على عدم تحريف القرآن .. و لكن السؤال هو : هل القرآن الحالي الذي هو نفسه قرآن الرسول ، هل هو كلام الله أم لا .. ؟
فهنا ،، نفترض أننا في زمن الرسول و نحاول إثبات ذلك .. و بذلك لا دور للتواتر هنا .. إذ القرآن وقتها نأخذه من الرسول مباشرة.

و عليه ،، فإثبات أنّ القرآن الكريم كلام الله يكمن في إثبات أحد أوجه الإعجاز الخمسة . و المسلم يختار الوجه الأسهل و يحاور المخالف بها ..
ولابدّ من التنويه أن الأوجه الثلاثة الأولى حين ثبوتها يجعل القرآن الكريم كلام الله لذاته ، بينما الوجهين الرابع و الخامس يجعلانه كلام الله لغيره .

في المقابل ، سيحاول المخالف التشكيك في كلّ وجه من الأوجه الثلاثة للإعجاز ، بالقول :
1- لا يوجد إعجاز لغوي ، فشعراء الجاهليّة جاؤوا بأشعار أفصح و أبلغ !
2- لا يوجد إعجاز منطقي ، فهناك آيات متناقضة كثيرة !
3- لا يوجد إعجاز معرفي ، فكل المعلومات الموجودة في القرآن موجودة في كتب أخرى و يعرفها أهل ذلك الزمان !

و حينها سيتحوّل الحوار بين المسلم و غير المسلم إلى نقض ادعاءات غير المسلم ، و محاولة غير المسلم إثبات مزاعمه .. و هكذا يستمرّ الحوار إلى ما شاء الله !
لذا فلا أسهل من استخدام الحجة الرابعة و الخامسة : إذ لا يستطيع أحد الزعم بأنّ هناك كتاب الآن في مثل القرآن .. كما لا يستطيع عاقل الزعم بأن هناك كتاب مقدّس لدينٍ ما ، و يكون ذلك الكتاب أفضل من القرآن .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:19 am

ادلة نفي التحريف


إنّ مصونية القرآن الكريم من التحريف بمعنى النقيصة هي من الاَُمور البديهية الثابتة على صفحات الواقع التاريخي، والتي لا تحتاج إلى مزيد استدلالٍ وتوضيحٍ وبيان، حتّى إنّ بعض المنصفين من علماء وأساتذة غير المسلمين صرّحوا بعدم وقوع التحريف في القرآن الكريم، فالاستاذ لوبلو يقول: "إنّ القرآن هو اليوم الكتاب الربّاني الوحيد الذي ليس فيه أي تغيير يذكر"[sup]1[/sup].
ويقول السير وليام موير: "إنّ المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يدٍ ليدٍ حتّى وصل إلينا بدون تحريفٍ، وقد حُفِظ بعنايةٍ شديدةٍ بحيث لم يطرأ عليه أي تغييرٍ يُذكَر، بل نستطيع القول أنّه لم يطرأ عليه أيّ تغييرٍ على الاطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد الاِسلامية الواسعة"[sup]2[/sup]. وبمثل ذلك صرّح بلاشير أيضاً[sup]3[/sup].
وقد أستدلّ العُلماء المحقّقون على عدم وقوع التحريف في القرآن بجملة من الاَدلّة الحاسمة، هي من القوّة والمتانة بحيث يسقط معها ما دلّ على التحريف بظاهره عن الاعتبار، لو كان معتبراً، ومهما بلغ في الكثرة، وتدفع كلّ ما أُلصق بجلال وكرامة القرآن الكريم من زعم التحريف، وتُفنّد القول بذلك وتُبطِله حتّى لو ذهب إليه الكثيرون فضلاً عن القلّة النادرة الشاذّة، وفيما يلي نذكر أهمّها:
1 ـ حِفظ الله سبحانه للقرآن الكريم، ولذا لم يتّفق لاَمرٍ تاريخي من بداهة البقاء مثلما اتّفق للقرآن الكريم، فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي تعهّدت المشيئة الاِلهية ببقائه مصوناً من تلاعب أهل الاَهواء ومن التحريف وإلى الاَبد حيثُ قال تعالى: ((إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ))[sup]4[/sup].
فالمراد بالذكر ـ كما يقول المفسّرون ـ في هذه الآية: القرآن الكريم، وصيانة القرآن من التحريف من أبرز مصاديق الحفظ المصُرّح به في هذه الآية، ولولا أن تكفّل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم وصيانته عن الزيادة والنقصان لدُسّ فيه ما ليس منه، كما دُسّ في الكتب المتقدّمة المنزلة من عند الله، فلم يبقَ فيها سوى مادخل عليها من ركيك الكلام وباطل القول، ولكن الكتاب الكريم قد نفى كلّ غريب، وسلم من الشوائب والدخل، فلم يبق إلاّ كلام الربّ سليماً صافياً محفوظاً.
2 ـ نفي الباطل بجميع أقسامه عن الكتاب الكريم بصريح قوله تعالى: ((وَإنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ، لا يأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ))[sup]5[/sup]. والتحريف من أظهر مصاديق الباطل المذكور في الآية، وعليه فالقرآن مصونٌ عن التحريف وعن أن تناله يد التغيير منذ نزوله وإلى يوم القيامة، لاَنّه تنزيلٌ من لدن حكيم حميد، ويشهد لدخول التحريف في الباطل الذي نفته الآية عن الكتاب، أنّ الآية وصفت الكتاب بالعِزّة، وعزّة الشيء تقتضي المحافظة عليه من التغيير والضياع والتلاعب، ومن التصرف فيه بما يشينه ويحطّ من كرامته وإلى الاَبد.
3 ـ قوله تعالى: ((إنَّ عَلَينا جَمعَهُ وقُرآنَهُ، فإذا قَرَأناهُ فَاتَّبِعْ قُرآنَهُ، ثُمَّ إنَّ عَلَينا بَيَانَهُ))[sup]6[/sup]. فعن ابن عباس وغيره: إنّ المعنى: إنّ علينا جَمْعَهُ وقُرآنَهُ عليك حتّى تحفظه ويمكنك تلاوته، فلا تخف فوت شيءٍ منه[sup]7[/sup].
4 ـ حديث الثقلين، حيث تواتر من طرق الفريقين أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "إنّي تاركٌ فيكم الثقلين: كتابُ الله، وعترتي أهل بيتي، ما إنّ تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي" [sup]8[/sup]. وهذا يقتضي أن يكون القرآن الكريم مدوّناً في عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) بجميع آياته وسوره حتّى يصحّ إطلاق اسم الكتاب عليه، ويقتضي أيضاً بقاء القرآن كما كان عليه على عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يوم القيامة لتتمّ به ـ وبالعترة ـ الهداية الاَبدية للاَُمّة الاِسلامية والبشرية جمعاء ماداموا متمسّكين بهما، وإلاّ فلا معنى للاَمر باتّباع القرآن والرجوع إليه والتمسّك به، إذا كان الآمر يعلم بأنّ قرآنه سيُحرّف ويبدّل في يومٍ ما!
5 ـ الاَحاديث الآمرة بعرض الحديث على الكتاب، ليُعرَف بذلك الصحيح منه فيُؤخذ به، والسقيم فيُتْرَك ويُعْرَض عنه، وهي كثيرة، منها: حديث الاِمام الصادق (عليه السلام)، قال: "خطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمنى فقال: أيُّها الناس، ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قُلتُه، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقُله"[sup]9[/sup]. وعنه أيضاً بسندٍ صحيح، قال (عليه السلام): "إذا ورد عليكم حديثان مختلفان، فأعرضوهما على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فردّوه"[sup]10[/sup].
وهذه القاعدة تتنافى تماماً مع احتمال التحريف في كتاب الله، لاَنّ المعروض عليه يجب أن يكون مقطوعاً به، لاَنّه المقياس الفارق بين الحقّ والباطل، فلا موضع للشكّ في نفس المقياس، ولولا أنّ سور القرآن وآياته مصونة من التحريف ومحفوظة من النقصان منذ عصر الرسالة الاَوّل وإلى الاَبد، لما كانت هذه القاعدة، ولا أمكن الركون إليها والوثوق بها.
قال المحقق الكركي المتوفّى سنة (940 هـ) في رسالته التي أفردها لنفي النقيصة عن القرآن الكريم: "لا يجوز أن يكون المراد بالكتاب المعروض عليه غير هذا المتواتر الذي بأيدينا وأيدي الناس، وإلاّ لزم التكليف بما لايطاق، فقد وجب عرض الاَخبار على هذا الكتاب، وأخبار النقيصة إذا عُرِضت عليه كانت مخالفة له، لدلالتها على أنّه ليس هو، وأيّ تكذيب يكون أشدّ من هذا"[sup]11[/sup].
6 ـ إنّ ثبوت قرآنية كلّ سور القرآن وآياته، لا يتمّ إلاّ بالتواتر القطعي منذ عهد الرسالة وإلى اليوم، ممّا يقطع احتمال التحريف نهائياً، لاَنّ ماقيل بسقوطه من القرآن نقل إلينا بخبر الواحد، وهو غير حجةٍ في ثبوت قرآنيته، حتّى مع فرض صحّة إسناده.
قال الحرّ العاملي المتوفّى سنة (1104 هـ): "إنّ من تتبّع أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، وتصفّح التأريخ والآثار، عَلِم علماً يقينياً أنّ القرآن قد بلغ أعلى درجات التواتر، فقد حِفِظه الاَُلوف من الصحابة ونقله الاَُلوف، وكان منذ عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) مجموعاً مؤلّفاً"[sup]12[/sup].
وقال الشيخ محمد جواد البلاغي المتوفّى سنة (1352 هـ): "ومن أجل تواتر القرآن الكريم بين عامّة المسلمين جيلاً بعد جيل، استمرّت مادته وصورته وقراءته المتداولة على نحوٍ واحد"[sup]1[/sup][sup]3[/sup].
7 ـ إجماع العلماء على عدم التحريف إلاّ من لا اعتداد به، كما صرّح بذلك المحقّق الكلباسي المتوفى سنة (1262 هـ ) بقوله: "انّ الروايات الدالّة على التحريف مخالفةٌ لاجماع الاَُمّة إلاّ من لا اعتداد به"[sup]14[/sup].
وقال الشيخ جعفر كاشف الغطاء، المتوفّى سنة (1228 هـ) في "كشف الغطاء": "جميع ما بين الدفّتين ممّا يُتلى كلام الله تعالى بالضرورة من المذهب بل الدين وإجماع المسلمين وأخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والاَئمة الطاهرين (عليهم السلام)، وإن خالف بعض من لايُعتدّ به"[sup]15[/sup].
8 ـ إنّ التحريف ينافي كون القرآن المعجزة الكبرى الباقية أبد الدهر.
قال العلاّمة الحلّي المتوفّى سنة (726 هـ ): "إنّ القول بالتحريف يوجب التطرّق إلى معجزة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنقولة بالتواتر"[sup]16[/sup]. وذلك لفوات المعنى بالتحريف، ولاَنّ مدار الاِعجاز هو الفصاحة والبلاغة الدائرتان مدار المعنى، وبالنتيجة لا إعجاز حينما يوجد التحريف. فاحتمال الزيادة أو التبديل باطل، لاَنّه يستدعي أن يكون باستطاعة البشر إتيان ما يماثل القرآن، وهو مناقض لقوله تعالى: ((وَإن كُنْتُم في رَيْبٍ ممّا نَزَّلنا عَلى عَبْدِنا فأتُوا بسورَةٍ من مِثْلِهِ))[sup]17[/sup]ولغيرها من آيات التحدي. وكذلك احتمال النقص بإسقاط كلمة أو كلمات ضمن جملةٍ واحدةٍ منتظمةٍ في أُسلوب بلاغي بديع، فإنّ حذف كلمات منها سوف يؤدّي إلى إخلال في نظمها، ويذهب بروعتها الاَُولى، ولايَدَع مجالاً للتحدّي بها.
9 ـ ثبوت كون القرآن الكريم مجموعاً على عهد الرسول الاَعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما يدلّ على ذلك كثيرٌ من الاَخبار في كتب الفريقين، حيث كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر أصحابه بقراءة القرآن وتدبّره وحفظه، وعرض مايُروى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) عليه، كما أنّ جماعة من الصحابة ختموا القرآن على عهده وتلوه وحفظوه، وأنّ جبرئيل (عليه السلام) كان يعارضه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن كلّ عامٍ مرة، وقد عارضه به عام وفاته مرتين، وهذا الدليل يُسقِط جميع مزاعم القائلين بالتحريف والتغيير، وما تذرّعوا به من أنّ كيفية جمع القرآن ومراحل ذلك الجمع، تستلزم في العادة وقوع هذا التحريف والتغيير فيه، وسنأتي على تفصيل ذلك في موضوع جمع القرآن بإذن الله تعالى.
10 ـ اهتمام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين بالقرآن، فقد كان (ص) حريصاً على نشر سور القرآن بين المسلمين بمجرد نزولها، مؤكّداً عليهم حفظها ودراستها وتعلّمها، مبيّناً فضل ذلك وثوابه وفوائده في الدنيا والآخرة، وقد بذل المسلمون عناية فائقة واهتماماً متواصلاً بكلام الله المجيد بشكل لم يسبق له مثيل في الكتب السماوية السابقة، فكان كلّما نزل شيءٌ من القرآن هَفَت إليه القلوب، وانشرحت له الصدور، وهَبَّ المسلمون إلى حفظه وتلاوته، بما امتازوا به من قُوّة حافظة فطرية، لاَنّ شعار الاِسلام وسمة المسلم حينئذٍ هو التجمّل والتكمّل بحفظ القرآن الكريم - معجزة النبوّة الخالدة، ومرجع الاَحكام الشرعية، واستمروّا على ذلك حتّى صاروا منذ صدر الاِسلام يُعَدّون بالاَُلوف وعشراتها ومئاتها، وكلّهم من حَمَلة القرآن وحُفّاظه وكُتّابه، فكيف يُتَصوّر سقوط شيءٍ منه والحال هذه؟!
11 ـ دقّة وتحرّي المسلمين لاَي طارىءٍ جديدٍ في القران، حيثُ إنّ العناية قد اشتدّت، والدواعي قد توفّرت لحفظ القرآن وحراسته حتّى في حروفه وحركاته، ويكفي أن نذكر أنّ عثمان حينما كتب المصاحف، أراد حذف حرف الواو من ((والَّذِينَ)) في قوله تعالى ((وَالَّذِينَ يَكنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ ولا يُنفِقُونَها في سَبِيلِ اللهِ...))[sup]18[/sup]. فقال أُبيّ: لتلحقنّها أو لاَضعنّ سيفي على عاتقي، فألحقوها[sup]19[/sup].
وروي أيضاً أنّ عمر بن الخطّاب قرأ ((والسَّابقُونَ الاولُونَ مِن المُهاجِرينَ وَالاَنْصَار الَّذِينَ اتَّبَعُوهُم باحْسَانٍ))[sup]20[/sup] فرفع "الانصار" ولم يلحق الواو في "الذين" فقال له زيد بن ثابت: ((وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم باحْسَانٍ))! فقال عمر: "الَّذِينَ اتَّبَعُوهُم باحْسَانٍ". فقال زيد: "أمير المؤمنين أعلم." فقال عمر: ائتوني بأُبيّ بن كعب، فأتاه فسأله عن ذلك، فقال أُبيّ: "((وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهم باحْسَانٍ))" فقال عمر: "فنعم، إذن نتابع أُبيّاً"[sup]21[/sup]. فإذا كان الخليفة لا يستطيع أن يحذف حرفاً، فهل يجرؤ غيره على التصرّف بزيادةٍ أو حذفِ آياتٍ أو سورٍ من القرآن وتحريفها؟!
12 ـ ويمنع من دعوى التحريف، الواقع التاريخي أيضاً، فإنّه إن كان التحريف في زمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو غير معقول بعد أن كان يشرف بنفسه على كتابته وحفظه وتعليمه، ويُعْرَض عليه مرات عديدة.
وإنّ كان بعد زمانه (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى يد السلطة الحاكمة، أو على يد غيرها، فلم يكن يسع أمير المؤمنين (عليه السلام) والخيرة من صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) السكوت على هذا الاَمر الخطير الذي يمسّ أساس الاِسلام، ويأتي على بنيانه من القواعد، ولو كان ذلك لاحتجّ به الممتنعون عن بيعة أبي بكر وعمر والمعترضون عليهما في أمر الخلافة، كسعد بن عبادة وأصحابه، ولكان على أمير المؤمنين (عليه السلام) وسائر الصحابة أن يُظْهِروا القرآن الحقيقي، ويبيّنوا مواضع التحريف في هذا الموجود وإن حدث ما حدث، لكنّنا لم نجد ذكراً لذلك، لا في خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) المعروفة بالشقشقية، ولافي غيرها من خُطبَهِ وكلماته وكتبه التي اعترض بها على من تقدّمه، ولا في خطبة الزهراء (عليها السلام) المعروفة بمحضر أبي بكر، كما لم نجد أحداً من الصحابة أو من غيرهم، قد طالبهما بإرجاع القرآن إلى أصله الذي كان يُقْرَأ به في زمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو نبّه على حدوث التحريف ومواطنه، وفي ترك ذِكر ذلك دلالةٌ قطعيةٌ على عدم التحريف.
أمّا دعوى وقوع التحريف في زمن عثمان، فهو أمر في غاية البُعد والصعوبة، لاَنّ القرآن في زمانه كان قد انتشر وشاع في مختلف أرجاء البلاد، وكثر حُفّاظه وقُرّاؤه، وإنّ أقلّ مساسٍ بحرمة القرآن لسوف يُثير الناس ضدّه، ويُوجِب الطعن عليه وإدانته بشكلٍ قويّ ومعلنٍ، ولا سيما من الثائرين عليه الذين جاهروا بإدانته فيما هو أقلّ أهميةً وخطراً بكثير من التحريف، لكنّنا لم نسمع أحداً طعن عليه في ذلك، فهل خفيت هذه الآيات أو السور التي يُدّعى سقوطها من القرآن، على عامّة المسلمين، ولم يطّلع عليها سوى أفراد قلائل؟!
ولو كان ذلك لكان على أمير المؤمنين (عليه السلام) إظهار هذا الاَمر، وإرجاع الناس إلى القرآن الحقيقي بعد أن صار خليفةً وحاكماً، ولم يعد ثمّة مايمنع من ذلك، وليس عليه شيء يُنْتَقَد به، بل ولكان ذلك أظهر لحُجّته على الثائرين بدم عثمان. فكيف صحّ منه (عليه السلام) وهو الرجل القويّ الذي فقأ عين الفتنة أن يهمل هذا الاَمر الخطير، وهو الذي أصرّ على إرجاع القطائع التي أقطعها عثمان، وقال في خطبةٍ له (عليه السلام): "والله لو وجدته قد تُزوِّج به النساء وُملِك به الاِماء لرددته، فانّ في العدل سَعَة، ومن ضاق عليه العدل والجور عليه أضيق "[sup]22[/sup]. مع أنّ ذلك أقلّ أهمية وخطورة من أمر تحريف القرآن بكثير؟! إذن فإمضاؤه (عليه السلام) للقرآن الموجود في عصره دليلٌ قاطعٌ على عدم وقوع التحريف فيه.
13 ـ اهتمام أهل البيت (عليهم السلام) البالغ في القرآن الكريم وحثُّ أصحابهم على تلاوة القرآن الكريم وختمه، وبيانهم (عليهم السلام) لمنزلة قارىء القرآن تارة، وفضائل القرآن تارة أُخرى، كُلّ ذلك يدلُّ على نفي التحريف، لعدم توجّه مثل هذه العناية إلى كتاب محرّف.
14 ـ اعتقاد الكل بكون القرآن حجّة بالغة ينافي التحريف من كلِّ وجه، ولا يعقل اتخاذ ماهو محرّف حجة، ولو فرض حصول التحريف لسقط الاستدلال به لاحتمال التحريف بالدليل، ولا يوجد فرد واحد قط استدل بالقرآن وأشكل عليه آخر بتحريف الدليل.
15 ـ وأخيراً فإنّ صلاة الاِمامية بمجرّدها دليلٌ على نفي التحريف في كتاب الله العزيز، لاَنّهم يوجبون بعد فاتحة الكتاب ـ في كلِّ من الركعة الاَولى والركعة الثانية من الفرائض الخمس ـ سورةً واحدةً تامّة غير الفاتحة من سائر السور التي بين الدفتين، وفقههم صريح بذلك، فلولا أنّ سور القرآن بأجمعها كانت في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على ما هي الآن عليه في الكيفية والكمية ما تسنّى لهم هذا القول، ولا أمكن أن يقوم لهم عليه دليل.
(1) تاريخ القرآن للصغير: 94 عن كتاب: المدخل إلى القرآن لمحمد عبدالله دراز: 39 ـ 40.
(2) تاريخ القرآن للصغير: 93.
(3) القرآن نزوله، تدوينه، ترجمته وتأثيره لبلاشير: 37.
(4) الحجر15: 9
(5) فصلت 41: 41 ـ 44
(6) القيامة 75: 17 ـ 19
(7) مجمع البيان 10: 600.
(Cool هذا الحديث متواتر مشهور، رواه الحفّاظ والمحدّثون عن نحو ثلاثين صحابياً، وللحافظ ابن القيسراني (448 ـ 507 هـ) كتاب في طرق هذا الحديث، وقد بحث السيد علي الميلاني هذا الحديث سنداً ودلالة في ثلاثة أجزاء من كتابه (نفحات الازهار في خلاصة عبقات الاَنوار في إمامة الاَئمة الاَطهار)، وأُنظر أهل البيت في المكتبة العربية رقم 298 للسيد عبدالعزيز الطباطبائي رضي الله عنه.
(9) الكافي 1: 69 | 5.
(10) الوسائل 27: 118 | 62،333 تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام.
(11) أورده السيد محسن البغدادي في (شرح الوافية) عن المحقق الكركي، أُنظر البرهان، للميرزا مهدي البروجردي: 116 ـ 117.
(12) الفصول المهمة ـ للسيد شرف الدين: 166.
(13) آلاء الرحمن 1: 29، المقدمة
(14) البيان في تفسير القرآن: 234.
(15) كشف الغطاء: 298.
(16) أجوبة المسائل المهناوية: 121.
(17) البقرة 2: 23
(18) التوبة 9: 34
(19) الدرّ المنثور 4: 179.
(20) التوبة 9: 100
(21) تفسير الطبري 11: 7، الدر المنثور 4: 268.
(22) نهج البلاغة ـ صبحي الصالح: 57 الخطبة 15.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:23 am

حقائق عددية تثبت أن القرآن لم يُحرَّف



يدّعي بعضهم أن القرآن محرَّف! فسيدنا عثمان رضي الله عنه أحرق الكثير من المصاحف عندما قام بجمع القرآن، ويقولون: إنه أحرق كل شيء لا يتناسب مع أفكاره وآرائه... وبالتالي ضاع الكثير من كلام الله، فهل يمكن لهذا الرأي أن يكون صحيحاً؟ وهل يمكن للأرقام أن تثبت أن القرآن وصلنا سليماً وكاملاً كما أنزله الله تعالى دون زيادة أو نقصان؟
أيها الأحبة! في هذه المقالة لن نستخدم لغة الخطاب أو العاطفة، بل سنعتمد لغة الأرقام القوية التي لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يشكك فيها. لأن التحريف يعني اختلاف الأرقام ونقصانها، وبالتالي لا يمكن أن نجد معجزة عددية محكمة في كتاب ناقص أو محرّف!
وإذا وجدنا أن أعداد الآيات والسور والكلمات والحروف منضبطة بحساب عددي دقيق، فهذا دليل على أن القرآن كامل كما وصفه رب العزة بقوله: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42]. وهو إثبات مادي على أن الله قد حفظه من التحريف مصداقاً لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9].
ما هو النظام العددي المناسب لهذه المعجزة؟
كلما يعلم أننا لكي نحفظ "وثيقة سرية" من التبديل لابد من استخدام نظام تشفير محدد. وبما أن الله تعالى أراد حفظ كتابه ووصوله لنا كما أنزل، فالطريقة المثالية أن يضع فيه نظاماً عددياً، ويخفي هذا النظام عن عباده حتى يأتي العصر المناسب فيسخّر الله من عباده من يستخرج هذا النظام، ويثبت للعالم أن القرآن الذي بين أيدنا اليوم هو ذاته الذي أنزله الله على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
والنظام العددي ينبغي أن يقوم على رقم محدد (مثلاً يعتمد الكمبيوتر في عمله على النظام الثنائي)، وبالنسبة لكتاب الله تعالى فإن الرقم المناسب هو الرقم "سبعة" لأسباب عديدة أهمها أن الله تعالى وضع نظاماً في الكون يقوم على الرقم سبعة، فكل ذرة من ذرات الكون تتألف من سبع طبقات. والأرض التي نعيش عليها تتألف من سبع طبقات، والسماء التي فوقنا تتألف من سبع سموات...
والقرآن يبدأ بسورة هي أعظم سورة وهي تتألف من سبع آيات (وهي السبع المثاني)، وأول رقم ذُكر في القرآن هو الرقم سبعة في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29]. والطواف سبعة أشواط، والسجود يجب أن يكون على سبعة أعضاء... ومن جحد هذه الحقائق فإن جزاءه جهنم ذات الأبواب السبعة، يقول تعالى: (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) [الحجر: 44].
وبالتالي عندما يحدث أي تحريف أو زيادة أو نقصان فإن هذا النظام سيختل، ولن نحصل على أي نظام عددي. أي أن وجود نظام يشمل آيات القرآن وسوره وكلماته وحروفه هو الدليل المادي في هذا العصر على أن القرآن لم يحرّف.
فكرة المعجزة الجديدة
تعتمد فكرة هذه المعجزة العددية على مبدأ بسيط جداً، وهو أننا عندما نقوم "بصفّ" الأعداد التي تعبّر عن السور أو الآيات أو الكلمات أو الحروف، فإن الأعداد الناتجة دائماً تقبل القسمة على سبعة من دون باق، أي أن هذه الأعداد من مضاعفات الرقم سبعة!
أما طريقة عدّ الكلمات والحروف فهي سهلة جداً وتعتمد على الحروف كما نراها مرسومة في كتاب الله تعالى دون اعتبار العلامات التي جاءت لاحقاً مثل الهمزة والمدّ والشدة ...، أي نعدّ الحروف حسب الرسم الأول للقرآن كما كُتب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا يثبت أن الصحابة الكرام لم ينقصوا أو يزيدوا حرفاً واحداً في كتاب الله، ولو حدث ذلك لاختفى النظام العددي الذي أودعه الله في هذا القرآن.
قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله 75237527
إثبات أن عدد الآيات والسور لم يُحرَّف
كلنا يعلم أن عدد سور القرآن هو 114 سورة، وعدد آيات القرآن هو 6236 آية. وبالطبع نعتمد على المصحف الموجود بين أيدينا وهو مصحف المدينة المنورة. أما ما يُسمّى بقراءات القرآن فهذا موضوع آخر وفيه إعجاز ليس محله هنا. وهناك عدد مهم أيضاً لا يمكن تجاهله وهو عدد سنوات نزول القرآن وهو 23 سنة.
لقد أودع الله في هذه الأعداد الثلاثة نظاماً عددياً يعتمد على الرقم سبعة بطريقة مدهشة. فعندما نقوم بصفّ هذه الأعداد بترتيب محدد (الأكبر فالأصغر) ينتج عدد كيفما قرأناه نجده من مضاعفات الرقم سبعة، وإليكم شرح هذا المثال.
بلغة الكلمات نقول: إن الله تعالى أنزل سور القرآن الـ 114 في 23 سنة.
بلغة الأرقام نكتب: إن العدد الناتج من صف العددين 114 و 23 هو 23114 هذا العدد من مضاعفات السبعة بالاتجاهين.
فعندما نقرأ العدد من اليسار إلى اليمين يكون 23114 = 7 × 3302
وعندما نقرأ العدد من اليمين إلى اليسار يكون 41132 = 7 × 5876
لاحظوا معي أن الأعداد الناتجة صحيحة ولا يوجد فيها كسور، ويمكن القول لو حدثت زيادة أو نقصان في عدد سور القرآن لاختل هذا النظام. ولكن قد يقول قائل: ما الذي يضمن لي أن هذا النظام لم يأت بالمصادفة؟ الجواب أن هذا النظام ينطبق على عدد الآيات أيضاً!
ونقول بلغة الكلمات: إن الله تعالى أنزل آيات القرآن الـ 6236 في 23 سنة.
أما بلغة الأرقام فنضع الأرقام فقط: 6236 و 23 ويصبح العدد الناتج من صف هذين العددين هو 236236 وهو من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين أيضاً.
فعندما نقرأ العدد من اليسار إلى اليمين يكون 236236 = 7 × 33748
وعندما نقرأ العدد من اليمين إلى اليسار يكون 632632 = 7 × 90376
والآن لو قلنا بلغة الكلمات: إن الله أنزل 6236 آية ووضعها في 114 سورة.
يمكن أن نعبر عن هذه الحقيقة بلغة الأرقام ونضع الأرقام فقط: 6236 و 114 ويكون العدد الناتج من صف هذين العددين هو 1146236 وهو عدد مؤلف من سبع مراتب وهو من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين.
فعندما نقرأ العدد من اليسار إلى اليمين يكون 1146236 = 7 × 163748
وعندما نقرأ العدد من اليمين إلى اليسار يكون 6326411 = 7 × 903773
وهنا يمكن القول لو فكر أحد الصحابة أو من جاء بعدهم بإضافة آية أو حذفها لاختلت المعادلات السابقة، ولذلك فإن هذه المعادلات دليل على أن القرآن لم يحرّف.
انظروا معي أيها الأحبة كيف تتكرر القاعدة ذاتها في جميع الحالات، وهذه لا يمكن أن تكون مصادفة، لأن المصادفة لا تتكرر بهذا الشكل، بل هو إحكام إلهي أودعه الله في كتابه ليكون برهاناً لكل من في قلبه شك من هذا القرآن.
إثبات أن عدد الكلمات والحروف لم يحرّف
القرآن الكريم يحوي أكثر من سبعة وسبعين ألف كلمة، ولا يمكن دراسة هذا العدد الضخم في بحث واحد، ولكن يكفي أن نأخذ أول كلمة وآخر كلمة في القرآن لندرك أن القرآن كتاب كامل، ولا يمكن أن ينقص منه شيء لأن النظام العددي سيختل.
كلنا يعلم أن أول آية في القرآن هي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وآخر آية في القرآن هي (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)، وقد وضع الله في حروف هاتين الآيتين النظام العددي ذاته ليدلنا على أن القرآن كتاب كامل من أول آية وحتى آخر آية.
فنحن نقول بلغة الكلمات: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ولكن بلغة الأرقام نعبّر عن كل كلمة بعدد حروفها كما يلي: 3 4 6 6 أي نحن أمام عدد هو: 6643 وهذا العدد من مضاعفات السبعة فهو يساوي:
6643 = 7 × 949
ولكن هل هذه مصادفة وكيف نتأكد أنها ليست مصادفة؟ والجواب أن ننتقل لآخر آية في القرآن، ونكتب بلغة الكلمات : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
ولكن بلغة الأرقام نعبّر عن كل كلمة بعدد حروفها كما يلي: 2 5 1 5 أي نحن أما عدد هو 5152 وهو من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً، حيث يمكن أن نقول:
5152 = 7 × 736
لاحظوا معي أن القاعدة ذاتها تنطبق على أول آية وآخر آية في القرآن. ولكن هل ينطبق هذا النظام على أول كلمة وآخر كلمة في القرآن؟ لنبحث عن النظام العددي لتكرار هاتين الكلمتين في القرآن.
فأول كلمة في القرآن هي (بِسْمِ) تكررت في القرآن 22 مرة، وآخر كلمة في القرآن هي (النَّاسِ)، وقد تكررت في القرآن 241 مرة، ويمكن أن نعبر عن هاتين الكلمتين بلغة الأرقام بوضع الأعداد فقط: 22 241 ويتشكل لدينا العدد 24122 وهو من مضاعفات الرقم سبعة، أي:
24122= 7 × 3446
ولكن قد يأتي من يقول إن أول كلمة نزلت من القرآن هي (اقرأ) وآخر كلمة نزلت (لا يُظلمون) في قوله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281]، وعندما نبحث عن كلمة (اقرأ) نجد أنها تكررت 3 مرات في القرآن، أما كلمة (يُظْلَمُونَ) فقد تكررت 15 مرة، ومن خلال أول كلمة لخص لنا الله تعالى "العلم"، وفي آخر كلمة أشار الحق تبارك وتعالى إلى "العدل" فهو لا يظلم الناس شيئاً. والعلم والعدل أساس استمرار أي حضارة على وجه الأرض، ولا تزول إلا عندما يختل هذين المقياسين.
وعندما نرتب هاتين الكلمتين حسب ترتيبهما في القرآن نلاحظ أن كلمة (لَا يُظْلَمُونَ) [سورة البقرة] جاءت قبل كلمة (اقرأ) [سورة العلق]، ليؤكد لنا الله تعالى على أن العدل أهم من العلم، ولنجد بلغة الأرقام أن الكلمة الأولى تكررت 15 مرة والثانية 3 مرات والعدد الناتج من صف هذين الرقمين هو 315 وهو من مضاعفات الرقم سبعة كما يلي:
315 = 7 × 45
وأخيراً فإن أول سورة في القرآن جاء رقمها 1 وآخر سورة جاء رقمها 114 ولكي نضمن أنه لا توجد زيادة ولا نقصان فإننا نجد إشارة عددية في هذين الرقمين 1 و 114 فعندما نصفّ العددين نحصل على عدد جديد هو 1141 وهو من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
1141= 7 × 163
ونستطيع أن نقول: لو أن أحداً من الصحابة رضوان الله عليهم، فكّر بإضافة أو حذف كلمات من القرآن لا ختل هذا البناء العددي المحكم، ولذلك فإن القرآن وصلنا سليماً وكاملاً كما أنزله الله على قلب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
أحبتي في الله! باستخدام الطريقة السابقة تمكّنتُ من الحصول على "عشرات الآلاف" من المعادلات الرقمية وجميعها جاءت منضبطة مع الرقم سبعة بنظام عددي يبهر العقول ويحيّر الأفئدة، وكل ذلك يشهد وبدون أدنى شك على أن الله تعالى حفظ كتابه من التحريف أو التبديل.
وسوف أختم بقصة ربما نجد فيها العبرة، فقد طُبع لي كتاب منذ فترة وتأخرت الطباعة عدة أشهر بسبب عدم اتفاقي مع دار النشر على تعديل بعض نصوص الكتاب، ولم يتمكن الناشر من الطباعة حتى أعطيته موافقة خطية بذلك... وأقول: بالله عليكم إذا كان تغيير نص من نصوص كتاب بشري لمؤلف ضعيف لا يملك شيئاً، لم يتم إلا برضاه وبموافقته... فهل يرضى الله عن تحريف كتابه المجيد وهو القائل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)؟؟!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:27 am

عشــرون آية من آيات الاعجاز العلمي في القران الكريم

- قال تعالى : ( ثٌمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاْءِ وَهِيَ دُخَاْنٌ ) - أُلقِيَت هذه الآيات في المؤتمر العلمي للإعجاز القرآني الذي عقد في القاهرة ولما سمع البروفيسور الياباني ( يوشيدي كوزاي) تلك الآية نهض مندهشاً و قال لم يصل العلم والعلماء إلى هذه الحقيقة المذهلة إلا منذ عهد قريب بعد أن التَقَطِت كاميرات الأقمار الاصطناعية القوية صوراً و أفلاماً حية تظهر نجماً وهو يتكون من كتلة كبيرة من الدخان الكثيف القاتم ثم أردف قائلاً ( إن معلوماتنا السابقة قبل هذه الأفلام والصور الحية كانت مبنية على نظريات خاطئة مفادها أن السماء كانت ضباباً ) وقال ( بهذا نكون قد أضفنا إلى معجزات القرآن معجزة جديدة مذهلة أكدت أن الذي أخبر عنها هو الله الذي خلق الكون قبل مليارات السني ).





2- قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِيْنَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَوَاْتِ وَ الأَرْضَ كَاْنَتَاْ رَتْقَاً فَفَتَقْنَاْهُمَاْ )
لقد بلغ ذهول العلماء في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي عقد في الرياض 1979م ذروته عندما سمعوا الآية الكريمة وقالوا: حقاً لقد كان الكون في بدايته عبارة عن سحابة سديمية دخانية غازية هائلة متلاصقة ثم تحولت بالتدريج إلى ملايين الملايين من النجوم التي تملأ السماء . عندها صرح البروفيسور الأمريكي (بالمر) قائلاً إن ما قيل لا يمكن بحال من الأحوال أن ينسب إلى شخص مات قبل 1400 سنة لأنه لم يكن لديه تليسكوبات و لا سفن فضائية تساعد على اكتشاف هذه الحقائق فلا بد أن الذي أخبر محمداً هو الله وقد أعلن البروفيسور(بالمر) إسلامه في نهاية المؤتمر.





3- قال تعالى : ( وَجَعَلْنَاْ مِنَ المَاْءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاْ يُؤْمِنُوْنَ ) الأنبياء30
وقد أثبت العلم الحديث أن أي كائن حي يتكون من نسبة عالية من ا لماء و إذا فقد 25 بالمائة من مائه فإنه سيقضي نحبه لا محالة لأن جميع التفاعلات الكيماوية داخل خلايا أي كائن حي لا تتم إلا في وسط مائي. فمن أين لمحمد صلى الله عليه وأله وسلم بهذه المعلومات الطبية؟؟





4- قال تعالى ( وَالسَّمَاْءَ بَنَيْنَاْهَاْ بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوْسِعُوْنَ ) الذاريات
- وقد أثبت العلم الحديث أن السماء تزداد سعة باستمرار فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وأله وسلم بهذه الحقيقة في تلك العصور المتخلفة؟ هل كان يملك تليسكوبات وأقماراً اصطناعية؟!! أم أنه وحي من عند الله خالق هذا الكون العظيم؟؟؟ أليس هذا دليلاً قاطعاً على أن هذا القرآن حق من الله ؟؟؟






5- قال تعالى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِيْ لِمُسْتَقَرٍّ لَهَاْ ذَلِكَ تَقْدِيْرٌ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ ) يس -
وقد أثبت العلم الحديث أن الشمس تسير بسرعة 43200 ميل في الساعة و بما أن المسافة بيننا وبين الشمس 92مليون ميل فإننا نراها ثابتة لا تتحرك وقد دهش بروفيسور أمريكي لدى سماعه تلك الآية القرآنية وقال إني لأجد صعوبة بالغة في تصور ذلك العلم القرآني الذي توصل إلى مثل هذه الحقائق العلمية التي لم نتمكن منها إلا منذ عهد قريب .






6- قال تعالى ( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقَاً حَرَجَاً كَأَنَّمَاْ يَصَّعَّدُ فِيْ السَّمَاْءِ )
والآن عندما تركب طائرة وتطير بك وتصعد في السماء بماذا تشعر؟ ألا تشعر بضيق في الصدر؟ فبرأيك من الذي أخبر محمداً صلى الله عليه وأله وسلم بذلك قبل 1400 سنة؟ هل كان يملك مركبة فضائية خاصة به استطاع من خلالها أن يعرف هذه الظاهرة الفيزيائية؟ أم أنه وحي من الله تعالى؟؟؟




7- قال تعالى ( وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَاْرَ فَإِذَاْ هُمْ مُظْلِمُوْنَ ) يس 37 ,
وقال تعالى ( وَلَقَدْ زَيَّنَّاْ السَّمَاْءَ الدُّنْيَاْ بِمَصَاْبِيْحَ )
- حسبما تشير إليه الآيتان الكريمتان فإن الكون غارق في الظلام الداكن وإن كنا في وضح النهار على سطح الأرض ، و لقد شاهد العلماء الأرض و باقي الكواكب التابعة للمجموعة الشمسية مضاءة في وضح النهار بينما السموات من حولها غارقة في الظلام فمن كان يدري أيام محمد صلى الله عليه وأله وسلم أن الظلام هو الحالة المهيمنة على الكون ؟ وأن هذه المجرات والنجوم ليست إلا مصابيح صغيرة واهنة لا تكاد تبدد ظلام الكون الدامس المحيط بها فبدت كالزينة والمصابيح لا أكثر؟ وعندما قُرِأَت هذه الآيات على مسمع احد العلماء الامريكيين بهت وازداد إعجابه إعجاباً ودهشته دهشة بجلال وعظمة هذا القرآن وقال فيه لا يمكن أن يكون هذا القرآن إلا كلام مص مم هذا الكون ، العليم بأسراره ودقائقه.





8- قال تعالى ( وَجَعَلْنَاْ السَّمَاْءَ سَقْفَاً مَحْفُوْظَا ً)
- وقد أثبت العلم الحديث وجود الغلاف الجوي المحيط بالأرض والذي يحميها من الأشعة الشمسية الضارة و النيازك المدمرة فعندما تلامس هذه النيازك الغلاف الجوي للأرض فإنها تستعر بفعل احتكاكها به فتبدو لنا ليلاً على شكل كتل صغيرة مضيئة تهبط من السماء بسرعة كبيرة قدرت بحوالي 150 ميل في الثانية ثم تنطفئ بسرعة و تختفي وهذا ما نسميه بالشهب، فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وأله وسلم بأن السماء كالسقف تحفظ الأرض من النيازك والأشعة الشمسية الضارة؟ أليس هذا من الأدلة القطعية على أن هذا القرآن من عند خالق هذا الكون العظيم؟؟؟





9- قال تعالى ( وَالْجِبَاْلَ أَوْتَاْدَاً ) الن , وقال ( وَأَلْق َى فِيْ الأَرْضِ رَوَاْسِيَ أَنْ تَمِيْدَ بِكُمْ )
بما أن قشرة الأرض وما عليها من جبال وهضاب وصحاري تقوم فوق الأعماق السائلة والرخوة المتحركة المعروفة باسم (طبقة السيما) فإن القشرة الأرضية وما عليها ستميد وتتحرك باستمرار وسينجم عن حركتها تشققات وزلازل هائلة تدمر كل شيء .. ولكن شيئاً من هذا لم يحدث.. فما السبب ؟
- لقد تبين منذ عهد قريب أن ثلثي أي جبل مغروس في أعماق الأرض وفي (طبقة السيما) وثلثه فقط بارز فوق سطح الأرض لذا فقد شبه الله تعالى الجبال بالأوتاد التي تمسك الخيمة بالأرض كما في الآية السابقة ، وقد أُلقِيَت هذه الآيات في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي عقد في الرياض عام 1979 وقد ذهل البروفيسور الأمريكي (بالمر) والعالم الجيولوجي الياباني (سياردو) وقالا ليس من المعقول بشكل من الأشكال أن يكون هذا كلام بشر وخاصة أنه قيل قبل 1400 سنة لأننا لم نتوصل إلى هذه الحقائق العلمية إلا بعد دراسات مستفيضة مستعينين بتكنولوجيا القرن العشرين التي لم تكن موجودة في عصر ساد فيه الجهل والتخلف كافة أنحاء الأرض) كما حضر النقاش العالم (فرانك بريس) مستشار الرئيس الأمريكي (كارتر) والمتخصص في علوم الجيولوجيا والبحار وقال مندهشاً لا يمكن لمحمد أن يلم بهذه المعلومات ولا بد أن الذي لقنه إياها هو خالق هذا الكون ، العليم بأسراره وقوانينه وتصميماته) .




10- قال تعالى ( وَتَرَى الْجِبَاْلَ تَحْسَبُهَاْ جَاْمِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَاْبِ صُنْعَ اللهِ الَّذِيْ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ )
- كلنا يعلم أن الجبال ثابتات في مكانها ، ولكننا لو ارتفعنا عن الأرض بعيداً عن جاذبيتها وغلافها الجوي فإننا سنرى الأرض تدور بسرعة هائلة (100ميل في الساعة) وعندها سنرى الجبال وكأنها تسير سير السحاب أي أن حركتها ليست ذاتية بل مرتبطة بحركة الأرض تماماً كالسحاب الذي لا يتحرك بنفسه بل تدفعه الرياح ، وهذا دليل على حركة الأرض ، فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وأله وسلم بهذا ؟ أليس الله ؟؟





11- قال تعالى ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَاْنِ*بَيْن َهُمَاْ بَرْزَخٌ لاْ يَبْغِيَاْنِ ) الرحمن
- لقد تبين من خلال الدراسات الحديثة أن لكل بحر صفاته الخاصة به والتي تميزه عن غيره من البحار كشدة الملوحة والوزن للماء حتى لونه الذي يتغير من مكان إلى آخر بسبب التفاوت في درجة الحرارة والعمق وعوامل أخرى ، والأغرب من هذا اكتشاف الخط الأبيض الدقيق الذي يرتسم نتيجة التقاء مياه بحرين ببعضهما وهذا تماماً ما ذكر في الآيتين السابقتين ، وعندما نوقش هذا النص القرآني مع عالم البحار الأمريكي البروفيسور (هيل) و كذلك العالم الجيولوجي الألماني (شرايدر) أجابا قائلين أن هذا العلم إلهي مئة بالمئة وبه إعجاز بيّن وأنه من المستحيل على إنسان أمي بسيط كمحمد أن يلم بهذا العلم في عصور ساد فيها التخلف والجهل .



12 - قال تعالى ( وَأَرْسَلْنَاْ الرِّيَاْحَ لَوَاْقِحَ )
- وهذا ما أثبته العلم الحديث إذ أن من فوائد الرياح أنها تحمل حبات الطلع لتلقيح الأزهار التي ستصبح فيما بعد ثماراً، فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وأله وسلم بأن الرياح تقوم بتلقيح الأزهار؟ أليس هذا من الأدلة التي تؤكد أن هذا القرآن كلام الله ؟؟؟




13- قال تعالى ( كُلَّمَاْ نَضَجَتْ جُلُوْدُهُمْ بَدَّلْنَاْهُمْ جُلُوْدَاً غَيْرَهَاْ لِيَذُوْقُواْ الْعَذَاْبَ ) - وقد أثبت العلم الحديث أن الجسيمات الحسية المختصة بالألم والحرارة تكون موجودة في طبقة الجلد وحدها، ومع أن الجلد سيحترق مع ما تحته من العضلات وغيرها إلا أن القرآن لم يذكرها لأن الشعور بالألم تختص به طبقة الجلد وحدها. فمن أخبر محمداً بهذه المعلومة الطبية؟ أليس الله ؟؟




14- قال تعالى ( أَوْ كَظُلُمَاْتٍ فِيْ بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاْهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَاْبٌ ظُلُمَاْتٌ بَعْضُهَاْ فَوْقَ بَعْضٍ إِذَاْ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكُدْ يَرَاْهَاْ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوْرَاً فَمَاْلَهُ مِنْ نُّوْرٍ

- لم يكن بإمكان الإنسان القديم أن يغوص أكثر من 15 متر لأنه كان عاجزاً عن البقاء بدون تنفس أكثر من دقيقتين ولأن عروق جسمه ستنفجر من ضغط الماء وبعد أن توفرت الغواصات في القرن العشرين تبين للعلماء أن قيعان البحار شديدة الظلمة كما اكتشفوا أن لكل بحر لجي طبقتين من المياه، الأولى عميقة وهي شديدة الظلمة ويغطيها موج شديد متحرك وطبقة أخرى سطحية وهي مظلمة أيضاً وتغطيها الأمواج التي نراها على سطح البحر، وقد دهش العالم الأمريكي (هيل) من عظمة هذا القرآن وزادت دهشته عندما نوقش معه الإعجاز الموجود في الشطر الثاني من الآية قال تعالى ( سَحَاْبٌ ظُلُمَاْتٌ بَعْضُهَاْ فَوْقَ بَعْضٍ إِذَاْ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكُدْ يَرَاْهَاْ ) وقال إن مثل هذا السحاب لم تشهده الجزيرة العربية المشرقة أبداً وهذه الحالة الجوية لا تحدث إلا في شمال أمريكا وروسيا والدول الاسكندنافية القريبة من القطب والتي لم تكن مكتشفة أيام محمد صلى الله عليه وأله وسلم ولا بد أن يكون هذا القرآن كلام الله .





15- قال تعالى ( غُلِبَتِ الرُّوْمُ*فِيْ أَدْنَى الأَرْضِ ) الروم 2-3

- أدنى الأرض : البقعة الأكثر انخفاضاً على سطح الأرض وقد غُلِبَت الروم في فلسطين قرب البحر الميت, ولما نوقشت هذه الآية مع العالم الجيولوجي الشهير (بالمر) في المؤتمر العلمي الدولي الذي أقيم في الرياض عام 1979 أنكر هذا الأمر فوراً وأعلن للملأ أن هناك أماكن عديدة على سطح الأرض أكثر انخفاضاً فسأله العلماء أن يتأكد من معلوماته، ومن مراجعة مخططانه الجغرافية فوجئ العالم (بالمر) بخريطة من خرائطه تبين تضاريس فلسطين وقد رسم عليها سهم غليظ يشير إلى منطقة البحر الميت وقد كتب عند قمته (أخفض منطقة على سطح الأرض) فدهش البروفيسور وأعلن إعجابه وتقديره وأكد أن هذا القرآن لا بد أن يكون كلام الله .






16- قال تعالى ( يَخْلُقُكُمْ فِيْ بُطُوْنِ أُمَّهَاْتِكُمْ خَلْقَاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِيْ ظُلُمَاْتٍ ثَلاْثٍ )

- لم يكن محمد طبيباً ، ولم يتسن له تشريح سيدة حامل ، ولم يتلقى دروساً في علم التشريح والأجنة ، بل ولم يكن هذا العلم معروفاً قبل القرن التاسع عشر ، إن معنى الآية واضح تماماً وقد أثبت العلم الحديث أن هناك ثلاثة أغشية تحيط بالجنين وهي:
أولاً : الأغشية الملتصقة التي تحيط بالجنين وتتألف من الغشاء الذي تتكون منه بطانة الرحم والغشاء المشيمي والغشاء السلي وهذه الأغشية الثلاث تشكل الظلمة الأولى لالتصاقها ببعضها.
ثانياً : جدار الرحم وهو الظلمة الثانية.


ثالثاً: جدار البطن وهو الظلمة الثالثة .

فمن أين لمحمد محمد صلى الله عليه وأله وسلم بهذه المعلومات الطبية؟‍‍‍‍‍‍‍؟؟




17- قال تعالى ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِيْ سَحَاْبَاً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاْمَاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاْلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاْءِ مِنْ جِبَاْلٍ فِيْهَاْ مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيْبُ بِهِ مَنْ يَشَاْءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاْءُ يَكَاْدُ سَنَاْ بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَاْرِ )

- يقول العلماء : يبدأ تكون السحب الركامية بعدة خلايا قليلة كنتف القطن تدفعها الرياح لتدمج بعضها في بعض مشكلة سحابة عملاقة كالجبل يصل ارتفاعها إلى 45ألف قدم وتكون قمة السحابة شديدة البرودة بالنسبة إلى قاعدتها، وبسبب هذا الاختلاف في درجات الحرارة تنشأ دوامات تؤدي إلى تشكل حبات البرد في ذروة السحابة الجبلية الشكل كم تؤدي إلى حدوث تفريغات كهربائية تطلق شرارات باهرة الضوء تصيب الطيارين في صفحة السماء بما يسمى (بالعمى المؤقت) وهذا ما وصفته الآية تماماً. فهل لمحمد صلى الله عليه وأله وسلم أن يأتي بهذه المعلومات الدقيقة من عنده؟؟؟




18- قال تعالى ( وَلَبِثُواْ فِيْ كَهْفِهِمْ ثَلاْثَ مِائَةٍ سِنِيْنَ وَازْدَاْدُواْ تِسْعَاً )

- المقصود في الآية أن أصحاب الكهف قد لبثوا في كهفهم 300 سنة شمسية و 309 سنة قمرية، و قد تأكد لعلماء الرياضيات أن السنة الشمسية أطول من السنة القمرية ب 11يوماً، فإذا ضربنا ال 11يوماً ب 300 سنة يكون الناتج 3300 وبتقسيم هذا الرقم على عدد أيام السنة (365) يصبح الناتج 9 سنين. فهل كان بإمكان سيدنا محمد صلى الله عليه وأله وسلم أن يعرف مدة مكوث أهل الكهف بالتقويم القمري والشمسي ؟؟؟




19- قال تعالى (وَإِنْ يَسْلُبُهُمُ الذُّبَاْبُ شَيْئَاً لاْ يَسْتَنْفِذُوْهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّاْلِبُ وَالمطْلُوْبُ)
وقد أثبت العلم الحديث وجود إفرازات عند الذباب بحيث تحول ما تلتقطه إلى مواد مغايرة تماماً لما التقطته لذا فنحن لا نستطيع معرفة حقيقة المادة التي التقطتها وبالتالي لا نستطيع استنفاذ هذا المادة منها أبداً. فمن أخبر محمداً بهذا أيضاً؟أليس الله عز وجل العالم بدقائق الأمور هو الذي أخبره؟




20- قال تعالى ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاْ الإِنْسَاْنَ مِنْ سُلاْلَةٍ مِنْ طِيْنٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاْهُ نُطْفَةً فِيْ قَرَاْرٍ مَكِيْنٍ*ثُمَّ خَلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَاْ الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ عِظَاْمَاً فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً ثُمَّ أَنْشَأْنَاْهُ خَلْقَاً آخَرَ فَتَبَاْرَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَاْلِقِيْنَ ) المؤمنون 11-13 وقال تعالى ( يَاْ أَيُّهَاْ النَّاْسُ إِنْ كُنْتُمْ فِيْ رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّاْ خَلَقْنَاْكُمْ مِنْ تُرَاْبٍ ثُمَّ مِنْ نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِن ْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ
)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:30 am

كروية الأرض في القرآن الكريم


استمع

أ.د. حميد مجول النعيمي
بربط اتجاه حركة الأرض بما يخيل للإنسان أنه حركة السماء نذهب إلى آية رئيسة أخرى في مضمونها الفيزيائي والفلكي، ولكن مع الأرض هذه المرة إذ يقول سبحانه وتعالى في سورة الغاشية الآيات (17-20) (1): «أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ ‏رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ» ونتمعن في جملة (كيف سطحت) المرتبطة بالأرض ونحاول تدارك موضع التسطيح والتسطح في الأرض مقابل كرويتها ما دام بعض المفسرين أخذ على علماء الهيئة (خطأ) كروية الأرض إذ قالوا «وإلى الأرض كيف سطحت» أي بسطت فيستدلون بها على قدرة الله تعالى ووحدانيته، وصدرت بالإبل لأنهم أشد ملامسة لها من غيرها، وقوله: (سُطحت) ظاهر في أن الأرض سطح وعليه علماء الشرع لا كرةٌ كما قال أهل الهيئة.
يكاد المرء، في هذا العصر وفي بدايات القرن الواحد والعشرين، يستغرب هذه المفارقة الواقعة بين (اللغة) و(الفلك)! فلقد أصبحت كروية الأرض (بدهية) ليس بها حاجة إلى برهان تجريبي (مختبر) لأنها (مصورة) من الفضاء بمائها ويابسها، بغاباتها ومدنها على شكل (كرة) يراها المشاهد في كل يوم من على الشاشة الصغيرة تقريباً! إلا أن التقيد بمضمون الفعل المبنى للمجهول، وفاعله الله سبحانه، (سطحت)، مجرداً من قوله «ينظرون إلى» الوارد في أول الآية يبعد المفسرين عن التفقه بالكلمة واستخلاص مدلولها الصحيح تماماً، لأن اللغة الفصحى تقول في معجم العين للخليل الفراهيدي: نظر إليه ينظر نظراً ويجوز التخفيف في المصدر تحمله على لفظ العامة في المصادر، وتقول نظرت إلى كذا وكذا من نظر العين ونظر القلب. وقوله تعالى: (ولا ينظر إليهم يوم القيامة) أي لا يرحمهم. وقد تقول العرب نظرت لك أي عطفت عليك بما عندي وقال الله عز وجل: «لا ينظر إليهم» ولم يقل لا ينظر لهم فيكون بمعنى التعطف. ورجل نظور، لا يغفلُ عن النظر إلى ما أهمه، ثم (نظره ونظر إليه: أبصره وتأمله بعينه) و(نظر في الأمر «تدبر وفكر فيه ويقدره ويقيسه) في المنجد، و(النظر والنظَرَانُ بفتحتين تأمل الشيء بالعين. وقد (نظر) إلى الشيء. في المختار، ثم كل المعجمات الأحادية تذهب كذلك. وإن (نظر في) تفسيراً ل (نظر إلى) مسألة ممكنة في (خلق الإبل) و(رفع السماء) و(نصب الجبال)، أي أن استنادنا إلى هذه (النظرة) في تفسير رؤية الأرض بالمسطحة لهو صحيح تماماً، لأن مدى رؤية العين محدود جداً، مقارنة بسعة سطح الأرض، أي أن تقوس الأرض لا يظهر للرائي على الإطلاق بالعين المجردة وفي هذه حكمة لله سبحانه بإخفاء (كروية الأرض) لتعذر إدراكها بالعين، وذكر التسطيح لسهولة تمييزه بها، حتى استطاع الإنسان التحليق عالياً في الفضاء ورأى بأم عينه كروية الأرض، بل إن الأرض ليست كاملة التكور، إذ تمتاز ببعض التفلطح (انبعاجها عند القطبين وتفلطحها عند الاستواء) وهذا التفلطح ناتج من دوران الأرض حول محورها، إضافة إلى تأثير الجاذبية المتفاوتة الناتجة من الشمس والقمر وبعض الكواكب السيارة الأخرى على الأرض، وليست رؤية كروية الأرض ممكنة فحسب، بل يمكن تصويرها والبحث في مكنوناتها بتقنيات الاستشعار عن بعد والأقمار الصناعية ودراسة جغرافيتها واقتصادياتها ومواردها الطبيعية والتجسس على حركة الإنسان.....إلخ من بعد، بل من مسافات شاهقة. من هنا فإن الإصرار على (تسطيح الأرض) المطلق، أي المنظور بالعين المجردة بغير المقدر من مسافات بعيدة في الجو، مع التقدير الفيزيائي المثبت، يعني التمسك بظاهر اللغة أو بنيتها، أما التركيب العميق لها فهو الأهم الذي يحول (النظر إلى ) من العين المجردة إلى وسيلة أخرى تمكن الإنسان من تقدير شكل الأرض بوضوح ودقة تصل إلى الأمتار أو أقل ! والشيء نفسه يقال عن ذبذبات السمع، فما لا يستطيع الإنسان سماعه لا يعني أنه غير موجود، بل موجود ولكن على صورة غير صحيحة طبقاً لواقعه! ومن البديهي أن (رأي) الجلالين لا يمثل (آراء كل أهل اللغة والتفسير والفكر)، من مثل الإمام الغزالي الذي صرح بكروية الأرض، بل كان يرى أن إنكار هذه الكروية لا معنى له في الواقع، ومن البديهي أيضاً أن (رأي) الجلالين لا يمثل (كل أراء أهل اللغة والتفسير) إزاء قوله تعالى: «وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ » سواء من المحدثين والمعاصرين أو المتوسطين، فمن المحدثين والمعاصرين سيد قطب (في ظلال القرآن) ومحمد متولي الشعراوي (في معجزة القرآن) الذي نقتبس منه موقفه من قوله تعالى: (والأرضَ مددناها) في سورة (ق) الآية 7 مما له علاقة بما نريد فيقول: ومعنى المد.. البسط.. أي بسطناها.. ونحن نرى الأرض مبسوطة أمامنا فلا تناقض بين القرآن الكريم وبين الظاهر الموجود... ولكن عندما اكتشفت كروية الأرض.. ثار علماء الدين واتهموا كل من يقول إن الأرض كروية بالكفر.. لأنه يخالف في رأيهم القرآن الكريم.. نقول لهم قد أسأتم تفسير حقيقة قرآنية. الله سبحانه وتعالى قد أعطانا الدليل على أن الأرض كروية، بل أعطانا أكثر من دليل على ذلك في القرآن، بل إن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه خلق الأرض على هيئة كرة، إذ قال سبحانه وتعالى: «والأرضَ مددناها» أي بسطناها.

صحيح أن مدى رؤية العين محدود جداً، مقارنة بسعة الأرض، أي إن تقوس الأرض لا يظهر للرائي على الإطلاق بالعين، وذكر التسطح لسهولة تمييزه، حتى استطاع الإنسان التحليق إلى الفضاء عالياً ورأى بأم عينه كروية الأرض( بل إن الأرض ليست كاملة التكور، إذ تمتاز ببعض التفلطح، انبعاجها عند القطبين وتفلطحها عند الاستواء) وهذا التفلطح ناتج من دوران الأرض حول محورها إضافة إلى تأثير الجاذبية المتفاوتة الناتجة من الشمس و القمر وبعض الكواكب السيارة الأخرى على الأرض. وفي سورة الحجر 19 «وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ»، مددناها بمعنى بسطناها، ونحن نرى الأرض مبسوطة أمامنا فلا تناقض بين القرآن الكريم وبين الظاهر الموجود، ولكن عندما اكتشفت كروية الأرض، ثار علماء الدين واتهموا كل من يقول إن الأرض كروية بالكفر، لأنه يخالف -في رأيهم- القرآن الكريم، نقول لهم قد جانبتم تفسير حقيقة قرآنية، الله سبحانه قد أعطانا الدليل على كروية الأرض، فقد قال: «والأرض مددناها» أي بسطها، ومعنى ذلك أنك أينما تنظر إلى الأرض تراها مبسوطة.. إذا كنت على خط الاستواء.. فالأرض أمامك مبسوطة.. فإذا انتقلت إلى أي من القطبين الشمالي أو الجنوبي فالأرض أمامك مبسوطة...وإذا كنت في أي دولة في العالم أو في أي قارة من قارات الأرض.. فالأرض أمامك مبسوطة... فهي مبسوطة أمام البشر جميعاً في كل موقع يوجدون فيه... وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت الأرض كروية، فلو كانت الأرض مسطحة أو مربعة أو مثلثة..في أي شكل من الأشكال لوصلنا فيها إلى حافة، وحيث إنه لا يمكن أن تصل فيه إلى حافة فالشكل الوحيد الذي تراه مبسوطاً أمامك، ولا يمكن أن تصل فيه إلى حافة هو أن تكون الأرض كروية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:33 am



بسم الله الرحمن الرحيم
الأدلة على أن كلام الله بحرف وصوت
اقتباس :

اعتقاد أهل السنة والجماعة أن كلام الله مؤلف من الحروف ، وأنه بصوت يسمع ، وأنه يتكلم بما شاء إذا شاء .
أولا : إثبات أن كلام الله بحرف :
وهذا لا ينازع فيه إلا من يقول : إن القرآن بألفاظه وحروفه ليس كلام الله على الحقيقة وإنه مخلوق .
أما من اعتقد أنه كلام الله غير مخلوق : فإنه يثبت الحرف ، لاشتمال هذا القرآن على الحروف .
وفي صحيح مسلم في فضل سورة الفاتحة وخواتيم البقرة " لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ".
وفي الحديث المشهور " لا أقول : الم حرف ، ولكن : ألف حرف ولام حرف وميم حرف .

ثانيا : إثبات أن الله يتكلم ، وكلامه بصوت يسمع ، سمعه جبريل ، وآدم وموسى ومحمد عليهم السلام ويسمعه أهل الجنة :

وهذا مما يعتقده أهل السنة لثبوته بالكتاب والسنة .
وهذه بعض الأدلة :
1- قال الله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_08 لموسى عليه السلام : " فاستمع لما يوحى . إنني أنا الله لا اله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري " .
فدل على أن موسى سمع كلام الله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_08 ، ولو كان ألقي في قلبه إلهاما لما كان فرق بين وموسى وغيره ، ولما سمي بالكليم .
2- ألفاظ النداء في القرآن والسنة .
والنداء في لغة العرب لا يكون إلا بالصوت .
قال شيخ الإسلام (6/35 )
" النداء في لغة العرب هو صوت رفيع ، لا يطلق النداء على ما ليس بصوت لا حقيقة ولا مجازا "
وقال ابن القيم في ( مختصر الصواعق 465)
" وقد ذكر سبحانه النداء في تسعة مواضع في القرآن أخبر فيها عن ندائه بنفسه ، ولا حاجة إلى أن يقيد النداء بالصوت ، فإنه بمعناه وحقيقته باتفاق أهل اللغة ، فإذا انتفى الصوت انتفى النداء قطعا ، ولهذا جاء إيضاحه في الحديث الصحيح الذي بلغناه الصحابة والتابعون وتابعوهم ، وسائر الأمة تلقته بالقبول ، وتقييده بالصوت إيضاحا وتأكيدا ، كما قيد التكليم بالمصدر في قوله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_08 ( وكلم الله موسى تكليما ) قال البخاري في صحيحه ... " .
وذكر حديث : فينادي بصوت .... الآتي قريبا .
وانظر تصديقا لهذا : جمهرة اللغة 3/245 ، الصحاح 6/2505 ، مفردات الراغب 486 ، لسان العرب 15 / 315 ، القاموس 1724 ، تاج العروس 363
نقلا عن : ( الماتريدية 3/132 ) للشمس السلفي الأفغاني قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_12 وأسكنه فسيح جناته .
فمن ذلك :
قوله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_08 "وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة "
وقوله " وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا "
وقوله " وناديناه من جانب الطور الأيمن "
وقوله " إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى اذهب إلى فرعون إنه طغى "
وقوله " ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون " وغير ذلك من الآيات .
وقد بوب البخاري في الصحيح في كتاب التوحيد :
باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة .
وذكر الحديث : " إن الله تبارك وقول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_08 إذا أحب عبدا نادى جبريل : إني أحب فلانا فأحبه "الحديث
وانظر هذه الأبواب التي عقدها البخاري :
باب : قول الله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_08 " ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له
باب : قول الله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_08 " يريدون أن يبدلوا كلام الله " وذكر فيه 17 حديثا فيها إثبات القول والكلام لله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_08 .
باب : كلام الرب قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_06 يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم.
باب قوله " وكلم الله موسى تكليما "
باب كلام الرب مع أهل الجنة .
3- التصريح بلفظ الصوت :
قال البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد ، باب : ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له :
حدثنا ...... عن أبى سعيد الخدري قال : قال النبي قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_07 : " يقول الله يا آدم . فيقول : لبيك وسعديك . فينادي بصوت : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار " .
قال الحافظ في الفتح 13/468
" ووقع ( فينادي ) مضبوطا للأكثر بكسر الدال ، وفي رواية أبي ذر بفتحها على البناء للمجهول " انتهى .
وقد استدل السلف بهذا على إثبات الصوت فلا عبرة بمن أوله .
قال الإمام الحافظ ابن منده في كتاب التوحيد 3/131
" بيان آخر يدل على أن الله عزوجل إذا تكلم بالوحي سمعه أهل السموات " وساق الحديث .
4- وقال البخاري في نفس الباب السابق :
" عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله ، كأنه سلسلة على صفوان ... فإذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير ".
وفي رواية أخرجها الطبري في التفسير بسند صحيح :
" ولقوله صوت كصوت السلسلة على الصفوان " .
قال ابن بطال كما في الفتح 13 / 462
" وفيه أنهم إذا ذهب عنهم الفزع قالوا لمن فوقهم : ما ذا قال ربكم ؟ فدل على أنهم سمعوا قولا لم يفهموا معناه من أجل فزعهم " انتهى .
5- وقال البخاري في نفس الباب المذكور :
ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال سمعت النبي قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_07 يقول : يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب : أنا الملك الديان " انتهى.
ورواه في الأدب المفرد وفي خلق أفعال العباد واحتج به . وقد ذكر البخاري في كتاب العلم قصة رحيل جابر بن عبد الله إلى عبد الله بن أنيس بصيغة الجزم وهو أصل هذا الحديث .
ورواه الحكم وصححه ووافقه الذهبي .
قال البخاري في ( خلق أفعال العباد ) ص 149
" وأن الله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_06 ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، فليس هذا لغير الله جل ذكره .
وقال : وفي هذا دليل على أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق ؛ لان صوته جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب وأن الملائكة يصعقون من صوته " انتهى.
6- وقال البخاري في الصحيح في نفس الباب المذكور :
" وقال مسروق عن ابن مسعود : إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئا ، فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق ، ونادوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الحق " .
شبهة الاشاعرة والماتريدية في نفي الصوت وجوابها :
قال الحافظ في الفتح 13 / 469 في شرح الباب المذكور آنفا :
" وأثبتت الحنابلة أن الله متكلم بحرف وصوت ، أما الحروف فللتصريح بها في ظاهر القرآن ،
وأما الصوت فمن منع قال : إن الصوت هو الهواء المنقطع المسموع من الحنجرة .
وأجاب من أثبته بأن الصوت الموصوف بذلك هو المعهود من الآدميين كالسمع والبصر ، وصفات الرب بخلاف ذلك ، فلا يلزم المحذور المذكور مع اعتقاد التنزيه وعدم التشبيه ، وأنه يجوز أن يكون من غير الحنجرة فلا يلزم التشبيه ، وقد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة : سألت أبي عن قوم يقولون : لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت . فقال أبى : بل تكلم بصوت ، هذه الأحاديث تروى كما جاءت وذكر حديث ابن مسعود وغير ه " انتهى .
قلت : بل هو مذهب أهل السنة قاطبة وليس الحنابلة دونهم .
وبعد : هل يستريب عاقل في إثبات ما دل عليه الكتاب والسنة الصحيحة ؟
وقد زعم البيهقي أنه لم يصح حديث في إثبات الصوت ، وإنه إن ثبت فهو مؤول .
قال الحافظ معقبا ( الفتح 13/ 466 )
" وهذا حاصل كلام من ينفي الصوت من الأئمة ، ويلزم منه :
أن الله لم يسمع أحدا من ملائكته ورسله كلامه ، بل ألهمهم إياه .
وحاصل الاحتجاج للنفي : الرجوع إلى القياس على أصوات المخلوقين لأنها التي عهد أنها ذات مخارج .
ولا يخفى ما فيه ؛ إذ الصوت قد يكون من غير مخارج كما أن الرؤية قد تكون من غير اتصال أشعة كما سبق .
سلمنا ، لكن نمنع القياس المذكور . وصفات الخالق لا تقاس على صفة المخلوق ،
واذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحـــيـــحــة وجب الإيمان به ، ثم إما التفويض وإما التأويل ، وبالله التوفيق " .
قلت : غفر الله له . وحسبنا شهادته بصحة الأحاديث .
كلام السلف في إثبات الحرف والصوت :
1- قال شيخ الإسلام 6/ 527
" وليس في الائمة والسلف من قال : إن الله لا يتكلم بصوت ، بل قد ثبت عن غير واحد من السلف والأئمة : أن الله يتكلم بصوت ، وجاء في ذلك آثار مشهورة عن السلف والأئمة ، وكان السلف يذكرون الآثار التي فيها ذكر تكلم الله بالصوت ، ولا ينكرها منهم أحد حتى قال عبد الله بن أحمد قلت لأبي ... " ويأتي بقيته .
وقال شيخ الاسلام : " وكما أنه المعروف عند أهل السنة والحديث ، فهو قول جماهير فرق الأمة ، فإن جماهير الطوائف يقولون : إن الله يتكلم بصوت ، مع نزاعهم في أن كلامه هل هو مخلوق أو قائم بنفسه ؟ قديم أو حادث ؟ ..... وليس من طوائف المسلمين من أنكر أن الله يتكلم بصوت إلا ابن كلاب ومن اتبعه ، كما أنه ليس في طوائف المسلمين من قال : إن الكلام معنى واحد قائم بالمتكلم إلا هو ومن اتبعه " .
وقال 12/304
" واستفاضت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة السنة : أنه سبحانه ينادي بصوت : نادى موسى ، وينادي عباده يوم القيامة بصوت ، ويتكلم بالوحي بصوت ، ولم ينقل عن أحد من السلف أنه قال : إن الله يتكلم بلا صوت أو بلا حرف ، ولا أنه أنكر أن يتكلم الله بصوت أو حرف " .
من كلام السلف :
1- قول الإمام أحمد :
قال عبد الله بن احمد في السنة 1/281 ( 543)
" وقال أبي قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_12 : حديث ابن مسعود قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_05 " إذا تكلم الله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_06 سمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان " قال أبى : وهذا الجهمية تنكره .
وقال أبي : هؤلاء كفار يريدون أن يموهوا على الناس . من زعم أن الله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_06 لم يتكلم فهو كافر . إلا أنا نروي هذه الأحاديث كما جاءت ." .
2- وقال عبد الله بن أحمد : قلت لأبي : إن ههنا من يقول : إن الله لا يتكلم بصوت ، فقال : يابني هؤلاء جهمية زنادقة ، إنما يدورون على التعطيل " . الفتاوى 12/368
3- وذكر صالح بن أحمد بن حنبل ، وحنبل أن أحمد بن حنبل قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_12 قال : جبريل سمعه من الله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_08 ، والنبي قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_07 سمعه من جبريل ، والصحابة سمعته من النبي قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_07 " .
ذكره قوام السنة الأصفهاني في ( الحجة في بيان المحجة 1/332 ) .
4- وقال الخلال : وأنبأنا أبو بكر المروزي : سمعت أبا عبد الله وقيل له : إن عبد الوهاب قد تكلم وقال : من زعم أن الله كلم موسى بلا صوت فهو جهمي عدو الله وعدو الإسلام ، فتبسم أبو عبد الله وقال :
ما أحسن ما قال ، عافاه الله " .
نقله شيخ الإسلام في درء التعارض 2/38
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:34 am

اقتباس :
5- تكفير من قال بخلق حروف القرآن ! وليس الكلام النفسي !!
قال شيخ الإسلام 12/ 306
" وقد ذكر الشيخ أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرخي في كتابه الذي سماه ( الفصول في الأصول ) قال سمعت الامام أبا منصور محمد بن أحمد يقول :
سمعت أبا حامد الإسفرائيني يقول :
مذهبي ومذهب الشافعي وفقهاء الأمصار : أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال : مخلوق فهو كافر .
والقرآن حمله جبريل مسموعا من الله ، والنبي قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_07 سمعه من جبريل ، والصحابة سمعوه من رسول الله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_07 ، وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا ، وفيما بين الدفتين ، وما في صدورنا : مسموعا ومكتوبا ومحفوظا ، وكل حرف منه كالباء والتاء : كله كلام الله غير مخلوق .
ومن قال : مخلوق فهو كافر عليه لعائن الله والناس اجمعين " انتهى .
ويأتيك إن شاء الله إعلان الاسفرائيني براءته من مذهب الباقلاني الأشعري كل جمعة أمام الناس.
براءة الائمة من اعتقاد الأشاعرة
1- الإمام أبوحامد الإسفراييني
قال الشيخ أبو الحسن الكرجي الشافعي في كتابه " الفصول في الأصول عن الائمة الفحول " وذكر اثني عشر إماما : الشافعي ومالك والثوري واحمد وابن عيينة وابن المبارك والأوزاعي والليث بن سعد وإسحاق بن راهوية والبخاري وأبوزرعة وأبوحاتم .
ثم قال : " وكان الشيخ أبوحامد الإسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام " .
وقال : " ولم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الاشعري ، ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه ، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه ، على ما سمعت عدة من المشايخ والأئمة منهم الحافظ المؤتمن بن أحمد بن علي الساجي ، يقولون : سمعنا جماعة من المشايخ الثقات قالوا :
كان الشيخ أبو حامد أحمد بن طاهر الإسفراييني إمام الأئمة ، الذي طبق الأرض علما وأصحابا إذا سعى إلى الجمعة من ( قطعية الكرج ) إلى ( جامع المنصور ) يدخل الرباط المعروف بالزوزى ، المحاذي للجامع ، ويقبل على من حضر ، ويقول:
اشهدوا علي بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، كما قاله الإمام أحمد بن حنبل ، لا كما يقوله الباقلاني .
وتكرر منه ذلك جمعات ، فقيل له في ذلك ، فقال :
حتى ينتشر في الناس وفي أهل الصلاح ، ويشيع الخبر في أهل البلاد :
أني بريء مما هم عليه - يعني الأشعرية - وبريء من مذهب أبي بكر (بن ) الباقلاني ؛ فإن جماعة من المتفقهة الغرباء يدخلون على الباقلاني خفية ويقرؤون عليه فيفتنون بمذهبه ، فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة ، فيظن ظان أنهم مني تعلموه قبله ، وأنا ما قلته ، وأنا بريء من مذهب الباقلاني وعقيدته " .

وقال " .... وذكر قصة قال في آخرها : إن الشيخ أبا حامد قال لي : يا بني قد بلغني أنك تدخل على هذا الرجل ، يعني الباقلاني فإياك وإياه ، فإنه مبتدع يدعو الناس إلى الضلالة ، وإلا فلا تحضر مجلسي ، فقلت : أنا عائذ بالله مما قيل ، وتائب إليه ، واشهدوا علي أني لا أدخل إليه " .
انتهى ، من نقل شيخ الإسلام ابن تيمية ( درء تعارض العقل والنقل 2/95-97 ) تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم .
وأبلغ من ذلك :
" كان أبو بكر الباقلاني يخرج إلى الحمام متبرقعا ، خوفا من الشيخ أبي حامد الإسفراييني " . درء التعارض 2/98
الشيخ الإمام أبو إسحاق الشيرازي :
قال أبو الحسن الكرجي : " ومعروف شدة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام ، حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ، وعلقه عنه أبو بكر الزاذقاني ، وهو عندي ،
وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه : اللمع و التبصرة ، حتى لو وافق قول الأشعرية وجها لأصحابنا ميزه وقال : هو قول بعض أصحابنا ، وبه قالت الأشعرية ، ولم يعدهم من أصحاب الشافعي ، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه ، فضلا عن أصول الدين " درء التعارض2/98
وانظره ففيه مزيد من بيان براءة الأئمة وتشنيعهم على من أخذ بقول الأشعري في مسألة الكلام.
فائدة من كلام شيخ الإسلام
قال شيخ الإسلام 12/243
" ويتبين هذا الجواب بالكلام على المسألة الثانية ، وهي قوله :
إن كلام الله هل هو حرف وصوت أم لا ؟
فإن إطلاق الجواب في هذه المسألة نفيا وإثباتا خطأ ، وهي من البدع الحادثة بعد المائة الثالثة ، لما قال قوم من متكلمة الصفاتية : إن كلام الله الذي أنزله على أنبيائه كالتوراة والإنجيل والقرآن ، والذي لم ينزله والكلمات التي كون بها الكائنات ، .... لسيت إلا مجرد معنى واحد ... إن عبر عنها بالعبرانية كانت التوراة ، وإن عبر عنها بالعربية كانت القرآن ..... وإن حروف القرآن مخلوقة خلقها الله ولم يتكلم بها وليست من كلامه ؛ إذ كلامه لا يكون بحرف وصوت .
عارضهم آخرون من المثبتة فقالوا : بل القرآن هو الحرف والأصوات.
وتوهم قوم أنهم يعنون بالحروف المداد ، وبالأصوات أصوات العباد ، وهذا لم يقله عالم [ قلت : انظر نسبة كبار الأشاعرة هذا الباطل إلى الحنابلة ].
والصواب الذي عليه سلف الأمة كالإمام أحمد والبخاري صاحب الصحيح في كتاب خلق أفعال العباد وغيره ، وسائر الأئمة قبلهم وبعدهم : اتباع النصوص الثابتة وإجماع سلف الأمة ، وهو أن القرآن جميعه كلام الله ، حروفه ومعانيه ، ليس شيء من ذلك كلاما لغيره ، ولكن أنزله على رسوله ، وليس القرآن اسما للمعنى المجرد ، ولا لمجرد الحرف ، بل لمجموعهما .
وكذلك سائر الكلام ليس هو الحروف فقط ولا المعاني فقط ... وأن الله قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله GifModified_08 يتكلم بصوت ، كما جاءت به الأحاديث الصحاح ،
وليس ذلك كأصوات العباد ، لا صوت القارئ ولا غيره .
وأن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله .
فكما لا يشبه علمه وقدرته وحياته علم المخلوق وقدرته وحياته :
فكذلك لا يشبه كلامه كلام المخلوق ، ولا معانيه تشبه معانيه ، ولا حروفه يشبه حروفه ، ولا صوت الباري يشبه صوت العبد .
فمن شبه الله بخلقه فقد ألحد في أسمائه وآياته ، ومن جحد ما وصف به نفسه فقد ألحد في أسمائه وآياته ." انتهى.

[ نشر هذا المقال بتاريخ 31/8/1999 بشبكة سحاب ].

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:48 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله   قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله Emptyالثلاثاء سبتمبر 14, 2021 5:50 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قول الدكتور رشيد المغربي الصنهاجي ان القران ليس كلام الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث وتعليقات عن الرافضة عليهم من الله ما يستحقون وطعوناتهم في الله تعالى كتبه وجمعه أبو عبد الله / علي العلي الكعبي
» جبل خزاز :الدكتور جواد علي
» المجرمون الذين قتلوا ال بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
» كتاب : تاريخ الرسل والملوك المؤلف : الطبري
» وجه أهل الكوفة الرسل إلى الحسين رضي الله عنه وهو بمكة يدعونه إلى القدوم عليهم، فوجه إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aloqili.com :: منتدي الكتب التاريخية-
انتقل الى: