aloqili.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

aloqili.com

سيرة نبوية - تاريخ القبائل - انساب العقلييين - انساب الهاشمين - انساب المزورين
 
السياسة الدوليةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حديث حذيفة والفتن على مر الزمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

حديث حذيفة والفتن على مر الزمان Empty
مُساهمةموضوع: حديث حذيفة والفتن على مر الزمان   حديث حذيفة والفتن على مر الزمان Emptyالثلاثاء مايو 05, 2015 11:45 pm

حديث حذيفة والفتن




بسم الله الرحمن الرحيم

ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري















والحديث في صحيح مسلم والبخاري ومسند احمد وابو داوود رحمهم الله تعالى, من حديث أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه أنهسمع حذيفة يقول:

كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد الخير شر؟ قال: نعم. فقلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخَنٌ، قال قلت: وما دخَنُهُ؟ قال: قومٌ يستنُّونَ بغيرِ سُنتي ويَهْدونَ بغير هدْيِي تعرفُ منهُمْ وتُنكرُ، فقلت هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم , فتنةٌ عمياءٌ , دُعاةٌ على أبوابِ جهنم، مَنْ أجابَهُمْ إليها قذفوهُ فيها. فقلت: يا رسول الله ! صِفْهُمْ لنا، قال: نعم، قوم من جَلدتِنا ويتكلمونَ بألسنتِنا، فقلت: يا رسول الله، وما تأمرني إن أدركت ذلك، قال : تلزَمُ جماعةَ المسلمين وإمامِهِمْ,  قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزلْ تلك الفرقُ كلِّها، ولوْ أنْ تعَضَّ على أصلِ الشجرةِ حتى يُدركُكَ الموتُ وأنتَ على ذلك




ولعلَّ هذا الحديث مناسب للفتن والاحداث الذي تعيشها الأمة اليوم , بل وينطبق على الزمن الذي نعيش فيه تماماً وكأنه موجهٌ الينا تحديدا وكأننا نحن المقصودون به, فهو قريبٌ جداً من احوالنا اليوم وشبيه بما تعيشه امة الاسلام اليوم.



يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في شرحه للحديث



وإن كان حذيفة رضي الله عنه يذكر عن نفسه أن الناس كان يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير(أي فضائل الأعمال، والأعمال الصالحة، وعن صلة الارحام )  يقول: وكنت أسأله عن الشر مَخافة أن يُدركني، وليس المراد هنا الشر المحرمات ، لا، ولكنه يسأله عما سيكون من الشرور والأحداث والأمور المستقبلية عن الأحداث التي ستكون، وتكون هذه الاحداث سببا للضلال والانحراف عن الجادة القويمة وطريق الله المستقيم.

يقول: مخافة أن يدركني، يقول قلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، نعم فقد كان الناس قبل الاسلام في جاهلية وضلال لا علم ولا هدى وشر، وكانوا في شرك ومعاص وحروب، ومن هذه المعاصي قتل الأولاد، فجاءنا الله بهذا الخير على يده عليه الصلاة والسلام , وهو العلم والإيمان والقرآن والأعمال الصالحة، التي دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وبلغها وعلمها وعمل بها المسلمون, فهل بعد هذا الخير الذي نحن فيه من شر؟! قال: نعم، فقلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن : قوم يهدون بغير هديي ويستنون بغير سنتي تعرف منهم وتنكر، فذكر أنه يكون شر بعد الخير الذي كان الناس عليه في عهد النبوة وفي عهد الخلافة الراشدة ولا سيما خلافة الخلفاء الخليفتين الأولين أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم كذلك ولكن مع وجود بدايات الشر




فيه دخن يعني الخير الثاني ليس خيرا خالصا هناك كدر هناك شرور ليس ذلك الخير صافيا وخالصا كالخير الأول نعم.




قلت: وما دخنه؟ قال:  قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، فقلت هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم. فتنة عمياء دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوا فيها




هذا هو الأمر الثالث بعد ذلك الخير المدخون، فيه دخن . قال قلت:  وهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، فتنة عمياء. هذا مطابق للفتنة الحالية العمياء والصماء وفسر هذه الفتنة بالدعاة، ودعاة الفتنة هم مُوقدوها هم الذين يُوقدون الفتنة , يُحرضون الناس على الشر على القتال، يدعون الناس , دعاة على أبواب جهنم، وكما قلنا: إن الغالب في مثل هذه الفتن هي فتن القتال، القتال الذي لا يقوم على غرض صحيح ومقصود شرعي، بل هي أغراض جاهلية وأغراض دنيوية يقتتل عليها الناس دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه، كل فريق يدعو إلى الانضمام إليه , له دُعاةٌ يدعون إليه فجمهور الناس مما لا بصيرة له يلحقون بهذه الطوائف وهذه الفرق، ويكونون وقوداً لهذه الحروب العمياء.




وقوله: على أبواب جهنم، أبواب جهنم هي السبل ومداخل جهنم هي : المعاصي والذنوب من أنواع الكفر والكبائر، ولا شك أن الدخول والمشاركة في الحروب الجاهلية والحروب العمياء هذه من أسباب العذاب , فكما روى الائمة الستة مسلم والبخاري والنسائي وابن ماجة وابوداوود واحمد رحمهم الله من قوله صلى الله عليه وسلم :  إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فدُعاةُ هذه الفتنة مَن أجابهم وانخدعَ بدعوتهم قذفوه في أتون الفتنة، وعرَّضوه لعذاب النار، من أجابهم إليها قذفوه فيها لا يُبالون.

قال قلت: يا رسول الله ! صفهم لنا. قال: قومٌ من جَلدتنا يعني من قومنا , ومن أهل لغتنا يتكلمون بألسنتنا , من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا يعني عرباً، قيل: إنه يؤخذ من هذا أنهم من العرب وأن هذه الفتنة المشار إليها تكون من العرب أو تكون بين العرب

وهذه الفتن هي التي حدثت في أول الإسلام وكان معظم من يدخل في تلك الحروب العمياء معظمهم من العرب ومن يدعو إليها هم من العرب قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا

وما أشبهُ اليومَ بالبارحةِ




قال حذيفة رضي الله عنه , قلت: فما تأمرني؟ ماذا أصنع عند هذه الفتنة؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، تعتزل الفرق المتصارعة والمختلفة وتلزم جماعة المسلمين وإمامهم، تلزم جماعة المسلمين بالطاعة في المعروف بطاعة إمامهم، إمام المسلمين بالمعروف، وبالتعاون مع جماعة المسلمين على الخير، كما هو الواجب على المسلمين دائما، إنما يكون مع الجماعة لتحقيق التعاون على البر والتقوى، قال قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ يعني قد عمت الفوضى وعمت الفرقة ولم يكن هناك جماعة منحازة بقيادة يعني عادلة، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت.




وهذا الحديث أولا يدل على منهج حذيفة رضي الله عنه واهتمامه بمعرفة الشر لاتقائه الشر، وهذا من الحزم، فينبغي للمسلم أن يحرص على معرفة الأخطار والشرور المتوقعة أو الشرور القائمة ليتقيها ويحذرها، كما أن عليه أن يعرف شرع الله ليُحدد موقفه , ويقوم بواجبه عند حدوث هذه الفتن وهذه الشرور، وفيه الدلالة على وجوب لزوم جماعة المسلمين وطاعة ولي الأمر بالمعروف, وفيه الدلالة على أن دُعاة الباطل هم دُعاة إلى جهنم , دُعاة الباطل يدعون إلى النار، واللهُ يدعو الى الجنة, كما قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة 221




أولئك يدعون إلى النار , والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه

فالله عزوجل دوما وأبداً يدعو إلى الجنة , من خلال الأخذ بأسباب دخولها , وأسبابها هو: الإيمان بالله عزوجل والعمل الصالح , والكفار يدعون دائما وأبداً  إلى النار، واسبابها: اتباع الشيطان سواءً كان انسياً أم جنياً , وما يدعوان اليه,  وكلاهما يدعوان إلى النار , كما في قوله تعالى في سورة فاطر 6:

إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ



وهكذا جنود الشيطان من الإنس شياطين الجن والإنس كلهم دعوتهم واحدة يدعون إلى النار، وكما قال الله عزوجل على لسان عبده مؤمن آل فرعون في سورة غافر 41- 42:

وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ * تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي عِلْمٌ , وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ




فدعاة الباطل دعاة إلى الدخول في الحروب الجاهلية والدعاة إلى المذاهب الباطلة والأفعال المنكرة هم دعاة إلى النار، وهم بما يقومون به هم على أبواب من أبواب النار، فالأسباب المفضية إلى النار هي أبواب ولعله مما يستشهد به بهذا المعنى ما جاء في فضل رمضان، وأنه إذا دخل رمضان تفتح ابواب الجنة وتغلق ابواب النار كما في رواية البخاري ومسلم وغيرهما من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار




أبواب النار هي المعاصي والذنوب التي تفضي بسالكيها تفضي بأهلها إلى النار ما لم يتوبوا.




كما أفاد آخر الحديث بأنّ الواجب على المسلم إن لم تكن هناك قيادة يجتمع عليها الناس، فالواجب الانعزال واعتزال تلك الفرق، وهذا عندما تكون الأمور فوضى، وإن شئتم شبهوها ببعض البلاد التي اختلت فيها الولاية ولم يبق إلا يعني الناس فرق قبائل وأحياء وقرى، كل جماعة لهم قيادة وبعضهم يغير على بعض وبعضهم يقتل بعضا فوضى، ولعله مما يشبه هذا حال الاحداث اليوم في مختلف الاوطان العربية والمسلمة , فليس لهم المسيطر عليهم إلا إلى حد ما هم الكفرة الغرب ومن والالهُم باحتلال البلاد واحداث فوضى فيها ، لكن الواقع ليس لهم قيادة، فالآن كل يستطيع أن يفعل ما يشاء من النهب والسلب والقتال والحرب بحق أو بغير حق، فالواجب حينئذ إذا لم تتبين أو لم تتضح الراية فالواجب اعتزال الفرق كل الفرق

قال: ولو أن تعض على أصل شجرة يعني، ولو تلزم شجرة وكنّى النبي صلى الله عليه وسلم: بالعض : عن اللزوم , وهي تماما كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعضوا عليها بالنواجذ ... أي السنة , يعني الزموا السنة , وهنا قال: « وأن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك ...





الآن مناقشة الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه كونّ أحداث اليوم شبيهة بما مرّ من فتن






انّ الذين خرجوا على عثمان بن عفان رضي الله عنه, كانوا كاليوم أنواع: أصحاب أهواء ومنافقون وموقدو الفتنة , كما هو مشهور في التاريخ وهو عبد الله بن سبأ اليهودي , فهو الذي سعى بين الناس لإغارة صدورهم على عثمان رضي الله عنه,  ومن شبهاتهم أنه كان قد ولّى أقرباءه , وأنه كان منهم من ولاته شيء من الاستبداد والأثرة شبهات، أما عثمان رضي الله عنه فقد كان عند أهل السنة خليفة راشد مجتهد في تدبيره وإدارته وتصرفاته,  وتصرفه رضي الله عنه كان دائراً بين الأجر والأجرين، أما كونهم كفروا بذلك فلا نعني: إنهم كفروا بذلك بمجرد خروجهم على الإمام , فهذا وحده ليس موجبا للكفر , ولكنّ الجريمة الكبرى والذنب العظيم ما يتولد عن ذلك من شرور كثيرة , فمن يكون سببا فيه فعليه وزره وعليه مثل أوزار الذين اتبعوه في ذلك وقلدوه في ذلك وكان سببا في إضلالهم .




لماذا لم يقاتل الصحابة دفاعا عن عثمان رضي الله عنه؟




هذا مشهور في التاريخ وفي السيرة، بأن عثمان رضي الله عنه لم يسمح لأحد بأن يقاتل في سبيل حمايته، من اجل ألاّ يُقتلُ أحد بسببه ومن أجله.




هل ما جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه قد حصل وانتهى أم في زمن ماض، أو أن هذا مستمر إلى وقتنا هذا؟

لا إله إلا الله، الله أعلم قلت لكم إن مثل هذه الأحاديث لا يمكن القطع بشيء يعني كل ما هنالك يقال احتمال لعله كذا أو الأقرب كذا، فالخير الأول هو عهد النبوة، ويلتحق به أول عهد الخلفاء الراشدين ري الله عنهم, والشر الذي حدث : منهم من فسَّرهُ بعد بما حصل مقتل عثمان  رضي الله عنه, هذا هو الشر الأول، والخير الذي بعده منهم من فسَّرهُ بعهد معاوية رضي الله عنه,  عندما اجتمع له الأمر في عام الجماعة عام أربعين من الهجرة، وأنّ هذا يعني حصل خير وانفكت الفتن بهذا الاجتماع، وبعضهم فسَّر الخير الثاني بخلافة الراشد العادل/  عمر بن عبد العزيز / رضي الله عنه ، وهذا كله محتمل ولا يمكن القطع بشيء من ذلك، وبعد ذلك الخير جاءت شرور وفتن، والخير والشر دول في الزمان في الأيام، وفي البلاد كما يشهد به التاريخ يعني تقوم الفتنة ثم يخلفها خير وتراجع، ففي عهد المأمون والمعتصم والواثق رحمهم الله حصلت فتنة القول بخلق القرآن , وكانت فتنة عظيمة ابتلي بها الناس، ودعا إليها دعاتها وامتحن الله العلماء , ثم رفع الله عزوجلّ هذه الفتنة بولاية المتوكل , والإنسان يقرأ التاريخ، لكن ما ذكر في حديث حذيفة رضي الله عنه , كأنه والله أعلم الأقرب أن المراد به أن ما جرى في القرن الأول والثاني للهجرة تقريباً

والله أعلم بالصواب.




نُكررُ أنه لا يمكن الجزم بتعيين المراد مما تتضمنه هذه الأخبار، إلا ببرهان




كيف عرف حذيفة أن عمر رضي الله عنه , هو المقصود بالباب؟

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ما أجد له إلا أنه عرف هذا من خبر الرسول/ عليه الصلاة والسلام:  فالرسول صلى اله عليه وسلم يُفضي ببعض الأمور، ويُخبر حذيفة رضي الله عنه ,  ببعض الأمور، كما كان عليه الصلاة والسلام يُسرُّ إليه بأسماء بعض المنافقين، فلا يُستبعد أنه تلقى هذا عن الرسول/ عليه الصلاة والسلام / كما تقدم أن الرسول/ صلى الله عليه وسلم/ حدثه عن الفتن وأنه ما من فتنة تكون إلى قيام الساعة إلا أخبرهم عنها: صلى الله عليه وسلم,  فلا بد أنّ حذيفة رضي الله عنه, عرف هذا بتلقٍّ عن النبي: صلى الله عليه وسلم,  وعمر , عرف ذلك من فحوى كلام حذيفة رضي الله عنهما، أنه كان يعرف أنه هو الباب.




كيف أقي نفسي من فتنة النساء؟

كيف تقي نفسك من فتنة النساء كما في قوله تعالى في سورة النور 30:

قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ..

وكما روى مسلم والبخاري واحمد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم

تجنب مواقع الفتنة، لا تذهب للأسواق التي فيها المتبرجات، لا تعملَ في مجال يكثر فيه النساء, لا تجلس عند شاشة التلفاز التي تعرض فيها المناظر المنكرة، الله أعطاك عقلا تميز به الصح من الخطأ، وأعطاك علما تميز به أيضا بين الحلال والحرام، فاتقاء الأخطار يكون بالأسباب الواقية.

أحسن الله إليكم وأثابكم ونفعنا بعلمكم، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, ,ىخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

حديث حذيفة والفتن على مر الزمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث حذيفة والفتن على مر الزمان   حديث حذيفة والفتن على مر الزمان Emptyالثلاثاء مايو 05, 2015 11:51 pm



هذا الحديث رواه البخاري في كتاب الفتن، وإنه لَيُحدِّثنا حديثًا عجيبًا غريبًا عن واقعنا الذي نعيشه، وما فيه من الفِتَن والبلاء، حتى كأنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين أَظهُرنا يصف الداء والدواء، ويُرشِد إلى المخرج من البلاء.
وأوَّل ما يَلفِت النظر هو سؤال حُذَيفَة - رضِي الله عنه - عن الشر دُونَ من سواه؛ فالصحابة يسألون عن الخير وما يتعلَّق به، وحُذَيفَة - رضِي الله عنه - يَسأَل - وحدَه - عن الشر، ونحن نرى أن الله قد أنطَقَه بهذا الحوار، وألهَمَه هذه الأسئلة؛ رحمةً من الله بهذه الأمَّة، فبدون هذا الحوار يُمكِن أن يَلتَبِس الخير بالشر، ويَعجِز المسلم عن التفريق بينهما، أو يَكاد.
وبدون هذا الحوار لا يهتَدِي المسلم إلى المخرج من الفتن، ولا يدري ماذا يفعل إذا أدرَكَه زمانها.
وحُذَيفَة - رضِي الله عنه - يُخبِرنا أنه يسأل عن الشر مَخافَةَ أن يُدرِكه، وهو أمرٌ لا ينقضي منه العجب؛ لأن حُذَيفَة - رضِي الله عنه - يخشى من الشر، وهو يَعِيش في زمان النبوَّة ومكانها، بينما أكثر الناس في عالَم اليوم لا يُفَكِّرون في هذا مع أن الشر قد أَحاطَ بهم، وأحاطُوا به!
وحُذَيفَة - رضِي الله عنه - يَشعُر بنعمة الهداية، ويَخَاف من زوالها وتحويلها، فيسأل: هل بعد هذا الخير من شر؟ ويُتابِع الحِوار فيَظهَر لنا من حواره أن الخير في عصر النبوَّة كان خيرًا خالصًا صافيًا نقيًّا، وأنَّه سيَعقُبه شر، ثم يَعقُب ذلك الشر خير ناقص فيه دَخَنٌ؛ أي: شوائب، وهذه الشوائب قد بيَّنها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنها: قوم يَهدُون بغير هديه؛ أي: على غير طريقته، فالمُستَمِع إليهم يرى في كلامهم معروفًا يعرفه؛ لأنَّه من السنَّة، ويرى في دعوتهم أيضًا مُنكَرًا يُنكِره؛ لأنَّه بدعة وضلالة، فدعوتهم مَزِيج من السنَّة والبدعة، وخَلِيط من الحق والباطل.
ومع هذا فإنَّ أحوال الأمَّة تَزداد سوءًا، وبُعْدَها عن الحقِّ يَزداد يومًا بعد يوم، حتى إنَّ هذا الخير الناقص لا يَدُوم؛ بل يَعقُبه شر قبيح فسَّره الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنه: ((دُعَاة على أبواب جهنَّم))، وهذا يُنبِّه إلى خطورة الدعوة، وأثرها ودورها؛ لأنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذكَر أن الشوائب التي علِقَتْ بالخير الذي فيه دَخَنٌ سببها قومٌ يَهدُون بغير هديه؛ أي: دُعَاة مُنحَرِفون عن السنَّة، وأنَّ الشر العظيم والفتنة الشديدة سببها دُعَاة إلى النار.
ومن المعلوم أن المسلم يَثِقُ في الدُّعَاة والعُلَماء أكثر من غيرهم، ويأتَمِنُهم على دينه، ويقبَل دعوتهم وكلامهم.
وأكثر المسلمين لا يَتطرَّق إلى عقله وجود دُعَاة على أبواب جهنَّم يُضِلُّون الناس، ويُفسِدون عليهم عقيدتهم وعبادتهم، ويُفتُونهم بغير الحق الذي أنزَلَه الله.
ويَسُود فَهْمٌ فاسد لَدَى كثيرٍ من المسلمين خلاصته: أنَّك إذا سألت عالِمًا فأفتاك، فإن المسؤولية بين يدي الله تكون على ذلك العالم لا عليك؛ لأنك وضعتها في رقبته كما يقولون! وهو اعتِقاد باطل يَرُدُّه هذا الحديث الصحيح؛ فإن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد حَذَّرَ الأمَّة أنَّ مَن أجاب هؤلاء الدُّعَاة والعُلَماء الذين يُضِلُّون الناس، فيُحِلُّون ما حرَّم الله، أو يُحَرِّمون ما أَحَلَّ الله، أو يَدعُون إلى بدعة أو ضَلالة، أو يَنهون عن سنَّة صحيحة.
أقول: قد حَذَّرَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من اتِّباع هؤلاء أو الاستِجابة لهم، فقال: ((مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها))، ولم يُفَرِّق - صلَّى الله عليه وسلَّم - في تَحذِيره بين مُتَعلِّم وجاهل، أو صغير وكبير، ولا بين رجل وامرأة.
وكلُّ مَن علم بإخبار رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن دُعَاة الضلالة، فإنه لا شكَّ سيَتساءَل: مَن هم؟ وكيف نَعرِفهم؟ وما علامتهم؟ ويَتولَّى حُذَيفَة بن اليمان - رضِي الله عنه - عَرْضَ هذا السؤال نِيابةً عن الأمَّة فيقول: يا رسول الله، صِفْهُم لنا، فيَكشِف رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمرهم، ويَفضَح سترهم، فيقول: ((هم من جلدتنا، ويتكلَّمون بألسنتنا)).
إذًا؛ هم من العرب، يَعِيشون بيننا، يَأكُلون من طعامنا، ويَشرَبون من شرابنا، ويُفسِدون علينا ديننا، ولولا أنَّ هذا الحديث قد أَفْصَح عن هُويَّتهم لظننَّا أنَّ المقصود بهم أعداء الإسلام في أوروبا وأمريكا من اليهود وغيرهم، أو أنهم الأعاجم الذين دخلوا في الإسلام، فلم يَفهَموه لاختِلاف اللغة، أو أنهم مَن تَظاهَرُوا بالدُّخول في الإسلام ليَطعَنوه من الداخل؛ كعبدالله بن أُبَيِّ بن سَلُول زَعِيم المنافقين، أو عبدالله بن سبأ اليهودي.
ولكن هذا الحديث الصحيح الصريح قد بَيَّنَ أنهم من العرب، وما زال السؤال قائمًا: مَن هم؟ إنهم من الذين يُحِلُّون ما حرَّم الله، ويُحَرِّمون ما أحلَّ الله، ويُفتُون فيما يعرِفون وما لا يعرِفون، وهم الذين يقولون ما لا يفعَلون، هم دُعاة البدعة والضلالة الذين يُجامِلون الناس على حساب الدين، ويبتَغُون بدعوتهم وجه الناس لا وجه الله.
وهم كثيرٌ على مرِّ العصور والدهور، كلُّ غايتهم إدراك المَناصِب حتى يُشارَ إليهم بالبَنَان، وهم أفسد للدِّين من أئمَّة الجور؛ ولذلك كانوا أوَّل مَنْ تُسَعَّر بهم النار كما ثبت في الحديث الصحيح.
ويَمضِي حديث حُذَيفَة - رضِي الله عنه - في حواره، فيسأل عن المَخرَج من الفتنة، فيقول: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟
ويُبَيِّن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأمَّته المَخرَج الذي لا نَجاة إلا به، فيقول: ((تَلزَم جماعة المسلمين وإمامَهم))، وجماعة المسلمين هم: الصحابة على قولٍ آخَر، أو السواد الأعظم من أهل السنَّة والجماعة على قولٍ آخر، أو العلماء العامِلون بعِلمِهم على قول ثالث؛ وهذه الأقوال الثلاثة لا تَعارُض بينها في واقع الأمر؛ لأنَّ الذي يَتمَسَّك بمنهج الصحابة يكون في الحقيقة مُتَمسِّكًا بمذهب أهل السنَّة والجماعة، ومَن فعل ذلك يكون مُقتَدِيًا بالعُلَماء العامِلِين، وبذلك يكون قد جمع بين الأقوال الثلاثة.
أمَّا أئمَّة المسلمين فهم الأُمَراء والعُلَماء؛ والأمير أو الحاكم أو الإمام هو مَن صار إمامًا أو حاكمًا بالبَيْعَة الشرعية المعروفة، أو تغلَّب بحدِّ السيف حتى صار حاكِمًا، فهذا أيضًا تنبغي طاعته في غير معصية؛ ليس إقرارًا لظلمه، وإنما تجنُّبًا للمفسدة، وصِيانة لدِماء المسلمين.
كما أنَّ العُلَماء الصادقين العامِلين هم أئمَّة الأرواح وقادتها؛ ولذلك كان قول مَن قال: إن الأئمَّة هم الأُمَراء والعُلَماء مَبنِيًّا على أن الحكَّام هم قادة الأجسام، والعُلَماء هم قادة الأرواح، ويختم حُذَيفَة - رضِي الله عنه - حواره بسؤالٍ في غايَة الأهميَّة فيقول: يا رسول الله، فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ، وهي صورة عجِيبة أنطَقَ الله بها حُذَيفَة - رضِي الله عنه - رحمةً بهذه الأمَّة، فإنه - رضِي الله عنه - قال هذه المَقُولة في وقت كان المجتمع المسلِم في ذروة الاستقرار، وقائده وإمامه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - والصحابة - رضِي الله عنهم - مُعتَصِمون بحبل الله في أكمل وأجمل صورة رأَتْها البشرية من بِدايتها إلى نِهايتها.



حديث حذيفة والفتن على مر الزمان Empty
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

حديث حذيفة والفتن على مر الزمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث حذيفة والفتن على مر الزمان   حديث حذيفة والفتن على مر الزمان Emptyالثلاثاء مايو 05, 2015 11:55 pm





ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث... وفيه دخن..

الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى


معنى (وفيه دَخَنٌ): أي كَدَر، تشبيهًا له بدُخان الحطب، والمعنى: لا يكون ذلك الخير خالصاً بل فيه كَدَر، ولا تصفو القلوب بعضها لبعض؛ بل فيها حقد وفساد واختلاف. انظر: «شرح النووي على مسلم» (2/236، 237)،

قال أبو عبيد وغيره : ( الدخن ) بفتح الدال المهملة والخاء المعجمة , أصله : أن تكون في لون الدابة كدورة إلى سواد , قالوا : والمراد هنا أن لا تصفو القلوب بعضها لبعض , ولا يزول خبثها , ولا ترجع إلى ما كانت عليه من الصفاء .


والحديث متفق عليه رواه البخاري ومسلم ورواه ابن ماجة وأبو داود والحاكم وهو صحيح بمجموع طرقه

روى البخاري في صحيحه واللفظ له في كتاب الفتن - بَاب كَيْفَ الْأَمْرُ إِذَا لَمْ تَكُنْ جَمَاعَةٌ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ


كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي


فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ


قَالَ نَعَمْ


قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ


قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ


قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ


قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ


قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا


قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا


قَالَ هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا


قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ


قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ


قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ


وعند أبي داود والحاكم زيادة: " قلت: ثم ماذا؟ قال: الدجال، قلت: ثم ماذا؟ قال: الساعة " هذا عن أبي داود والحاكم.


وقد خرج العلامة الألباني -رحمه الله- هذا الحديث وجامعا زياداته وطرقه وألفاظه في السلسلة الصحيحة برقم (2739) على النحو التالي:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني،


فقلت : يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير ] فنحن فيه [ ] وجاء بك [ فهل بعد هذا الخير من شر ] كما كان قبله ؟[ ] قال: " يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ، (ثلاث مرات)


[ ، قال: قلت : يا رسول الله ! أبعد هذا الخير من شر ؟ قال : " نعم " ، ] قلت : فما العصمة منه ؟ قال: "السيف" قلت: …وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ [ ] وفي رواية: وهل بعد السيف بقية ؟


[، قال: "نعم" ، وفي رواية: تكون إمارة ، وفي لفظ: "جماعة على أقذاء وهدنة على دخن" قلت : وما دخنه ؟ قال: قال : " قوم " وفي رواية " يكون بعدى أئمة ] يستنون بغير سنتي و [ يهدون بغير هديى، تعرف منهم وتنكر ] وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس [ " ( وفي رواية أخرى : الهدنة على دخن ما هي ؟

قال: " لا ترجع قلوب أقوام على الذى كانت عليه " )،


قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: " نعم ] فتنة عمياء صماء عليها [ دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها "،


قلت: يا رسول الله ! صفهم لنا قال: " هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا "، قلت: يا رسول الله ! فما تأمرني إن ادركنى ذلك ؟ قال: " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، ] تسمع وتطيع الأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك فاسمع وأطع [، قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: " فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك "،


وفي رواية: " فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جِذْلٍ خيرٌ لك من أن تتبع أحداً منهم " وفي رواية: " فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة، فالزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فإن لم تر خليفة، فاهرب في الأرض حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة "


، قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال: " ثم يخرج الدجال " قال: قلت: فبم يجيء ؟ قال: " بنهر ـ أو قال: ماء ونار ـ، فمن دخل نهره حط أجره ووجب وزره، ومن دخل ناره، وجب أجره وحط وزره "، قلت: يا رسول الله فما بعد الدجال ؟ قال: " عيسى بن مريم "، قال: قلت: ثم ماذا ؟ قال: " لو أنتجت فرساً لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة ".


وهذا أيضا حديث عظيم خاصة في ترتيب زمان الفتن وأوقات الشروروفيه معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي هذه الأمور التي أخبر بها وقد وقعت كلها .


ومعلوم أن حذيفة وعبد الله بن مسعود وأبوهريرة رضي الله عنهم من أعلم الناس بالفتن وأكثر الرواة لأحاديث علامات وأشراط الساعة




قلت: وما دخنه؟ قال: ((قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر))

إنَّ السموم الفتاكة التي أنهكت قوة المسلمين، وشلَّت حركتهم، ونزعت بركتهم ليست هي سيوف الكفر التي اجتمعت على الكيد للإسلام وأهله ودولته، وإنما هي الجراثيم الخبيثة التي تسللت إلى داخل جسم العملاق الإسلامي على فترات بطيئة؛ لكنَّها متوالية، وأكيدة المفعول ومنها فتنة النعمة والسراء التي جعلتهم حريصين على حب الدنيا وكراهية الموت .

وهذا يؤكد أنَّ الوصف الصليبي اليهودي لدولة الإسلام بـ ((الرجل المريض)) كان دقيقاً (!) فهم الذين غرسوا بكتيريا الشهوات وفيروسات الشبهات في كيان دولة الإسلام، ثمَّ نمت وترعرعت في أحضانهم ومحاضنهم، وشربت لبانهم حتى الثَّمالة.

من أين جاءت حالة الوهن التي أناخت بكلكلها، وألقت بجرانها، وناءت بثقلها على واقع الأمة الإسلاميّة؛ فأصاب دخنها قلوب المسلمين، فأضحوا يحرصون على الدنيا، ويفرُّون من الموت، وها نحن نعرض الأسباب التي جعلت الشجرة الباسقة غثاء أحوى.

ولكنَّ الرحمة المهداة –صلى الله عليه وسلم- لم يترك في الأمر لبساً، فقد بيَّنه بوحي من الله ولم ينطق عن الهوى

سندندن حول المرحلة التي فيها خير وفيه دَّخن، وهي تتفق في محصلة واحدة، وتتمخض عن أمرين هامَّين:

أولها: أنَّ هذه مرحلة ليست خيراً خالصاً، وإنَّما هي مشوبة بكدر يعكِّر صفو الخير، ويجعل مذاقه غير صافي نقي .
إنَّ هذا الدخن انحراف يعتري المنهج الحق الذي كان يسود مرحلة الخير الخالص؛ فيؤدي إلى تشويه المحجّة البيضاء التي ليلها كنهارها، وكما جاء في الحديث نفسه ((قومٌ يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر)).
هذا هو أصل الداء وجذر البلاء، أنه انحرافٌ عن السنّة في المنهج، وانصراف عن السمت النبوي في السلوك والعمل.

وبهذا يتضح أنَّ الدخن الذي شاب الخير فكدَّر معينة وغير وراءه هوتغير السنة وعدم الإهتداء بهديه صلى الله عليه وسلم ابتغاء الفتنة، فأمعنت في الإسلام تحريفاً، وانتحالاً، وتأويلاً.


ثانيهما : أنَّ هذا الكدر يُفسد القلوب، ويجعلها ضعيفة حيثُ دبَّ إليها داءُ الأمم، وتخطَّفتها الشبهات.
فمنهم من يُظهرون الحرص على الأمة، ومصالحها وسيادتها، واستقلالها… يُرضون الأمة بألسنتهم، وتأبى قلوبهم إلا تنفيذ ما تعلَّموه وتربوا عليه في محاضن أسيادهم من الصليبيين واليهود.

قال -تعالى-: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتَّبع ملتهم}.

هذا ما يُخطط له الأسياد من الفرنجة واليهود، وينفذه العبيد من الرويبضات الذين استنسروا في أرضنا؛ لأنهم ترعرعوا عليها، وأكلوا من خيراتها، ولكنَّهم عُمِّدوا في محاضن حزب الشيطان، وجنود إبليس الذين درَّبوهم على المبدأ الصليبي القاتل: إنَّه بظيء؛ ولكنه أكيد المفعول!

وهو ما حذَّر منه المولى –عزَّ وجل- في قوله: {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمّة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون}.

قال -تعالى-: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنَّما نحن مستهزءون}.

هذه التحذيرات النبويّة والومضات السُنِّيَّة إشارة إصبع للذين أصيبوا بعمى الألوان، فأصبحوا مجرد أبواق يُرددون ما يُلقى إليهم من وراء البحار، وخلف الحدود (!)

إنها تنبيهات للأمة الإسلاميّة لعلَّها تحذرُ كيد الكافرين، وتستفيق فلا ترجع تتبع سبيل المجرمين.

إننا وجدنا آثارها في تاريخ المسلمين، ورأينا شرورها في دنيا الناس أجمعين.

والأمثلة مثيرة تفوق الحصر، وهي متوارثة في كل عصر ومصر.

ولم تزل جموع دعاة الضلالة ترفع عقيرتها إلى يومنا هذا تدعو إلى جهنَّم –عياذاً بالله-؛ فها هم دعاة الديمقراطيّة يصرخون، وها هم أرباب الاشتراكيّة ينهقون، وها هم أولياء القوميّة ينبحون… والناس وراءهم يلهثون؛ لأنهم لم يستنيروا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ربوة ذات قرار مكين.

وبهذا يكون مثيروا الدَّخن هم سلف دعاة الضلالة، وبهذا يتضح أنَّ سلسلة التآمر على الإسلام، وأهله، ودولته لها جذور عميقة في التاريخ الإسلامي.


إنَّ ظاهر هذه المرحلة خيرٌ لكنّ باطنها من قبله الهلاك، ألم يقل رسول الله في حديث حذيفة بن اليمان عند مسلم: ((وسيقوم فيهم رجال قلوب الشياطين في جثمان الإنس)) وهذا قد يخدع كثيراً من الناس الذين ينظرون إلى ظواهر الأشياء، لكنَّ أبصارهم عن بواطن الأمور محجوبة، وبذلك لا يلقون بالاً لإصلاح الخلل من بدايته حتى لا يستفحل، ويتسع الخرق على الرَّاقع.

إنَّ هذا الدخن ينمو فاتكاً بالخير حتى يُسيطر؛ فنكون مرحلة الشرِّ الخالص، وبداية دعاة الضلالة، وفرق الغواية.

إنَّ رؤوس الفتنة يعملون بنشاط، بينما أهل الحقِّ غافلون نائمون؛ بدليل أنَّ هذا الدخن كبر حتى سيطر، ووثب على الحق وأهله، وثل عرش دولته.

ولذلك قد ضيَّعت الأمانة فألقت الأمور أزمتها إلى الرويبضات في هذه السنوات الخدَّاعات، ووسَّد الأمر إلى غير أهله، ووضع الحق في غير محلِّه.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيهن الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، وينطق فيهم الرويبضة)) فقيل: وما الرويبضة؟ قال: ((الرجل التافه يتكلم في أمر العامة))(أخرجه ابن ماجه (4036)، وأحمد (2/291) وغيرهما، وهو صحيح بطرقه وشواهده؛ كما بينه في تخريج أحاديث ((الاعتصام وصصحه الألباني

ولذلك؛ فالأمة بحاجة إلى عودة شاملة إلى دينها على المنهج الذي كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، لأنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

قَوْله ( هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا )في فتح الباري» (13/37).
أَيْ مِنْ قَوْمِنَا وَمِنْ أَهْل لِسَاننَا وَمِلَّتنَا ، وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّهُمْ مِنْ الْعَرَب . وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ : أَيْ مِنْ بَنِي آدَم . وَقَالَ الْقَابِسِيّ : مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ فِي الظَّاهِر عَلَى مِلَّتنَا وَفِي الْبَاطِن مُحَالِفُونَ ، وَجِلْدَة الشَّيْء ظَاهِره ، وَهِيَ فِي الْأَصْل غِشَاء الْبَدَن ، قِيلَ وَيُؤَيِّد إِرَادَة الْعَرَب أَنَّ السُّمْرَة غَالِبَة عَلَيْهِمْ وَاللَّوْن إِنَّمَا يَظْهَر فِي الْجِلْد ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي الْأَسْوَد " فِيهِمْ رِجَال قُلُوبهمْ قُلُوب الشَّيَاطِين فِي جُثْمَان إِنْس " وَقَوْله " جُثْمَان " بِضَمِّ الْجِيم وَسُكُون الْمُثَلَّثَة هُوَ الْجَسَد وَيُطْلَق عَلَى الشَّخْص ،


قَالَ الْبَيْضَاوِيّ : الْمَعْنَى إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْض خَلِيفَة فَعَلَيْك بِالْعُزْلَةِ وَالصَّبْر عَلَى تَحَمُّل شِدَّة الزَّمَان ، وَعَضّ أَصْل الشَّجَرَة كِنَايَة عَنْ مُكَابَدَة الْمَشَقَّة كَقَوْلِهِمْ فُلَان يَعَضّ الْحِجَارَة مِنْ شِدَّة الْأَلَم ، أَوْ الْمُرَاد اللُّزُوم كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيث الْآخَر " عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ " وَيُؤَيِّد الْأَوَّل قَوْله فِي الْحَدِيث الْآخَر " فَإِنْ مُتّ وَأَنْتَ عَاضّ عَلَى جِذْل خَيْر لَك مِنْ أَنْ تَتَّبِع أَحَدًا مِنْهُمْ " وَقَالَ اِبْن بَطَّال : فِيهِ حُجَّة لِجَمَاعَةِ الْفُقَهَاء فِي وُجُوب لُزُوم جَمَاعَة الْمُسْلِمِينَ وَتَرْك الْخُرُوج عَلَى أَئِمَّة الْجَوْر ، لِأَنَّهُ وَصَفَ الطَّائِفَة الْأَخِيرَة بِأَنَّهُمْ " دُعَاة عَلَى أَبْوَاب جَهَنَّم " وَلَمْ يَقُلْ فِيهِمْ " تَعْرِف وَتُنْكِر " كَمَا قَالَ فِي الْأَوَّلِينَ ، وَهُمْ لَا يَكُونُونَ كَذَلِكَ إِلَّا وَهُمْ عَلَى غَيْر حَقّ ، وَأَمَرَ مَعَ ذَلِكَ بِلُزُومِ الْجَمَاعَة .
قَالَ الطَّبَرِيُّ : اُخْتُلِفَ فِي هَذَا الْأَمْر وَفِي الْجَمَاعَة ، فَقَالَ قَوْم : هُوَ لِلْوُجُوبِ وَالْجَمَاعَة السَّوَاد الْأَعْظَم ، ثُمَّ سَاقَ عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي مَسْعُود أَنَّهُ وَصَّى مَنْ سَأَلَهُ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان " عَلَيْك بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ اللَّه لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ أُمَّة مُحَمَّد عَلَى ضَلَالَة " . وَقَالَ قَوْم : الْمُرَاد بِالْجَمَاعَةِ الصَّحَابَة دُونَ مَنْ بَعْدَهُمْ ، وَقَالَ قَوْم : الْمُرَاد بِهِمْ أَهْل الْعِلْم لِأَنَّ اللَّه جَعَلَهُمْ حُجَّة عَلَى الْخَلْق وَالنَّاس تَبَع لَهُمْ فِي أَمْر الدِّين .


قَالَ الطَّبَرِيُّ : وَالصَّوَاب أَنَّ الْمُرَاد مِنْ الْخَبَر لُزُوم الْجَمَاعَة الَّذِينَ فِي طَاعَة مَنْ اِجْتَمَعُوا عَلَى تَأْمِيره ، فَمَنْ نَكَثَ بَيْعَتَهُ خَرَجَ عَنْ الْجَمَاعَة ، قَالَ : وَفِي الْحَدِيث أَنَّهُ مَتَى لَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ إِمَام فَافْتَرَقَ النَّاس أَحْزَابًا فَلَا يَتَّبِع أَحَدًا فِي الْفُرْقَة وَيَعْتَزِل الْجَمِيع إِنْ اِسْتَطَاعَ ذَلِكَ خَشْيَةَ مِنْ الْوُقُوع فِي الشَّرّ ، وَعَلَى ذَلِكَ يَتَنَزَّل مَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث ، وَبِهِ يُجْمَع بَيْنَ مَا ظَاهِره الِاخْتِلَاف مِنْهَا ، وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة عَبْد الرَّحْمَن بْن قُرْط الْمُتَقَدِّم ذِكْرهَا ، قَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : فِي الْحَدِيث حِكْمَة اللَّه فِي عِبَاده كَيْفَ أَقَامَ كُلًّا مِنْهُمْ فِيمَا شَاءَ ؛ فَحُبِّبَ إِلَى أَكْثَر الصَّحَابَة السُّؤَال عَنْ وُجُوه الْخَيْر لِيَعْلَمُوا بِهَا وَيُبَلِّغُوهَا غَيْرهمْ ، وَحُبِّبَ لِحُذَيْفَةَ السُّؤَال عَنْ الشَّرّ لِيَجْتَنِبَهُ وَيَكُون سَبَبًا فِي دَفْعه عَمَّنْ أَرَادَ اللَّه لَهُ النَّجَاة ، وَفِيهِ سِعَة صَدْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعْرِفَته بِوُجُوهِ الْحِكَم كُلّهَا حَتَّى كَانَ يُجِيب كُلّ مَنْ سَأَلَهُ بِمَا يُنَاسِبُهُ ، وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَنَّ كُلّ مَنْ حُبِّبَ إِلَيْهِ شَيْء فَإِنَّهُ يَفُوق فِيهِ غَيْره ، وَمِنْ ثَمَّ كَانَ حُذَيْفَة صَاحِب السِّرّ الَّذِي لَا يَعْلَمهُ غَيْره حَتَّى خُصَّ بِمَعْرِفَةِ أَسْمَاء الْمُنَافِقِينَ وَبِكَثِيرٍ مِنْ الْأُمُور الْآتِيَة ، وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَنَّ مِنْ أَدَب التَّعْلِيم أَنْ يَعْلَم التِّلْمِيذ مِنْ أَنْوَاع الْعُلُوم مَا يَرَاهُ مَائِلًا إِلَيْهِ مِنْ الْعُلُوم الْمُبَاحَة ، فَإِنَّهُ أَجْدَر أَنْ يُسْرِع إِلَى تَفَهُّمه وَالْقِيَام بِهِ وَأَنَّ كُلّ شَيْء يَهْدِي إِلَى طَرِيق الْخَيْر يُسَمَّى خَيْرًا وَكَذَا بِالْعَكْسِ .
وَيُؤْخَذ مِنْهُ ذَمّ مَنْ جَعَلَ لِلدِّينِ أَصْلًا خِلَاف الْكِتَاب وَالسُّنَّة وَجَعْلهمَا فَرْعًا لِذَلِكَ الْأَصْل الَّذِي اِبْتَدَعُوهُ ، وَفِيهِ وُجُوب رَدّ الْبَاطِل وَكُلّ مَا خَالَفَ الْهَدْي النَّبَوِيّ وَلَوْ قَالَهُ مَنْ قَالَهُ مِنْ رَفِيع أَوْ وَضِيع .

انتهى من فتح الباري بنصه

والمراد من اعتزال الناس زمن الفرقة: ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في «الفتح» عن الطبري أنه قال: متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزاباً فلا يتبع أحدًا في الفرقة، ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر[«فتح الباري» (13/37). ]. ومتى وجد جماعة مستقيمة على الحق لزمه الانضمام إليها وتكثير سوادها والتعاون معها على الحق؛ لأنها - والحال ما ذكر - هي جماعة المسلمين بالنسبة إلى ذلك الرجل وذلك المكان.


وعليه؛ فالأمر بحاجة إلى قيادة ربانيّة تُرشد وتُجدِّد هذا الرجوع على منهاج النبوة
{إنَّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيءٍ قدراً}.


والنصيحة النبوية الكريمة ليست خاصًا بهذا الزمان، وإنما هو عام في كل زمان ومكان؛ من عهد الصحابة رضي الله عنهم زمن الفتنة والخروج على عثمان رضي الله عنه الى خروج الدجال .



وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث حذيفة والفتن على مر الزمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حذيفة بن اليمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aloqili.com :: منتدى تاريخ العقيلى-
انتقل الى: