aloqili.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

aloqili.com

سيرة نبوية - تاريخ القبائل - انساب العقلييين - انساب الهاشمين - انساب المزورين
 
السياسة الدوليةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفصل الأول : مراهقا يصبح خليفه ( الوزعه يصير تنينا )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

الفصل الأول : مراهقا يصبح خليفه ( الوزعه يصير تنينا )  Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الأول : مراهقا يصبح خليفه ( الوزعه يصير تنينا )    الفصل الأول : مراهقا يصبح خليفه ( الوزعه يصير تنينا )  Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2016 6:21 am

[rtl]كان الخليفه الفاطمى العزيز بالله يستعد لإستئناف القتال ضد البيزنطيين فى مدينه بلبيس حتى توفى وهو فى الحمام – فخلفه الولد الوحيد الذى انجبه من زوجته المسيحيه اليونانيه الأصل ( التابعه للطائفه الملكيه أى ليست قبطية ) وحسب الشريعه الإسلاميه فإنه إذا كان المولود ذكرا فإنه يتبع أباه فى دينه الإسلامى أما إذا كانت بنتا فتتبع أمها – وهكذا تربى إبن الخليفة وكان إسمه المنصور تربيه إسلاميه شيعية بحته 00ووجد نفسه فى لحظه خليفه وهو يبلغ من العمر 11 سنه , ولقب عند إعتلائه عرش الخلافه بإسم 00الحاكم بأمر الله وسمى أيضاً الإمام المنصور .
ولما كان إبن العزيز قاصرا قام بالوصايه عليه وزيره برجوان تنفيذا لوصيه أبيه وكان برجوان عبدا خصيا سلاقونيا (1) تربى فى قصر العزيز وكان ماهرا فى القيام بالأعمال الموكله إليه فإكتسب ثقه الخليفه وظل يترقى فى المناصب حتى وصل إلى منصب الوزاره ثم أصبح وصيا على إبنه القاصر بناء على وصيه الخليفه قبل موته إلا أنه كان هناك صراع على السلطه بين الوصى برجوان وبين قائد جيش الخليفه إبن عمار فعمت الفوضى البلاد لشده هذه الخلافات 0
وكان إبن عمار( أبو محمد الحسن بن عمار ) قائد جيش الخليفه وزعيم الكتامين الذين يعتبرون عصب الخلافه الفاطميه 00وكان الكتاميين تظلموا وتقدموا بطلب بعزل عيسى بن نسطور من الوزاره وإنتهى الأمر بتولى إبن عمار شئون إداره الدوله , ولكن لمكانه إبن نسطور لدى الخليفه أسند إليه رئاسه ديوانه الخاص , ولكنه لم يتمتع بهذا المنصب مده طويله , فقد كان هدفا لدسائس ابى عمار الذى إتهمه بالإختلاس فقبض عليه وقتله (2) ولم يلبث إبن عمار أن قتل أيضا بعد أن هزمت القوات التركيه قواته المكونه من قبائل شمال أفرقيا المغاربه0
أما الحاكم بامر الله عندما وصل سنه 15سنه وهو سن الخلافه فى الشريعة الإسلامية ويقول إبن القلانسى (3): " ولم يكن هناك ما ينذر بوقوع أحداث دموية مفجعة التى أخضبت عهده بالدماء , وأدخلت الذعر فى نفوس النصارى والمسلمين على السواء , والواقع أنه حينما بلغ سن الرشد , سارع إلى إطمئنان كل الموظفين النصارى على مراكزهم وإهتدى بنصائح أخته " ست الملك " التى كانت تعطف على النصارى عطفاً شديداً "
قال عنه إبن المقفع (4) أنه نمى وكبر وصار كالأسد يزأر ويطلب فريسه وأصبح محب لسفك الدماء وفاق الأسد الضارى , وقد أحصى من قتل بأوامره فكانوا 18ألفا إنسان وإبتدأ من أكابر وأعيان الدوله وكتبته وقطع أيادى كثير من الناس وأول من قتل هو أستاذه برجوان الذى رباه وسبب غدره على معلمه أنه كان يسميه فى صغره ( الوزغه ) الوزغه هى السحليه وقال الأنبا يوساب أنه سماه الوزعة لأنه كان دميم الخلقة (5) فأرسل فى طلب معلمه قائلا : " الوزغه الصغيره قد صار تنينا عظيما وهو يدعوك " فقام برجوان وذهب إليه وهو يرتعد وعندما حضر إليه أمر بقطع رأسه , وكان ذلك فى عام 390هجريه 1000م ويقول جاك تاجر فى تعليقه على هذه الوحشية : " ولما أمر الخليفة الشاب بقتل برجوان الوصى , أقلق الشعب وأضجره وحمله علىالتوجه إلى مقر الخلافة , " والقايد فضل كان هذا بمثابه إستلامه الحكم الفعلى للبلاد بإزاحه كليهما عن طريقه لما كان لهما من نفوذ ولكن هذه الأحداث أقلقت الشعب لمدى القسوه التى إتبعها فى تنفيذ مخططه فثاروا وتوجهوا الى مقر الخلافه , إلا أنه كان ذكيا فإحتوى غضبهم وقام بتهدئتهم وأقام الحجج والأسانيد الباطله قائلا : " أن برجوان كان يسعى للإستئثار بالسلطه ويمنعه من الإتصال برجال دولته فلم أستطع كخليفة أن أقوم بالحكم الفعلى وأننى أفتقر الى الحكمه بسبب شبابى وصغر سنى وعدم درايتى بإسلوب الحكم " وبكى وناح نادما على ما فعله فرأف الشعب لحاله وتمكن من الإفلات من ثوره الشعب وغضبه ولكنه أضمر الشر فى قلبه صابرا للإنتقام من الشعب فى وقت آخر 0
كان هناك أميرا يسمى القايد فضل وكان بينه وبين برجوان علاقه جيده فدخل يوما القصر كعادته , فرأى الحاكم بأمر الله جالسا وبين يديه صبى جميل الصوره مذبوح وفى يد الحاكم سكينا مخضبه بالدماء ذبحه بها وعلم فيما بعد أنه إشتراه بمائه دينار , وفى يده الأخرى كبده ومصارينه وهو يقطعهم فخرج وهو خائف ومرتعد الى منزله وحكى ما رآه لأهله وكتب وصيته وبعد ساعه جائه سياف الحاكم وقطع رأسه 0(6) وكان من عادته أنه إذا أراد قتل إنسان ينعم عليه بالمال ويكرمه ثم يرسل من يقطع رقبته ويأتيه بها بدأ بقواد جيشة ثم بخواصه ثم الأراخنه والكتاب الأقباط 

الحاكم بأمر الله والوزير القبطى
وكان لبرجوان مساعدا كاتبا قبطيا إسمه فهد ابن إبراهيم عرفه الحاكم من كثره تردده على القصر يحمل الرسائل إلى الخليفه والأوامر منه , ومن الظاهر انه كان ذو شأن كبير غنيا ومن أعيان القبط وكبرائهم إذ قال عنه المقريزى (7) " لأنه فى غطاس سنه 288هجريه ضربت المضارب والأسره فى عده مواضع على شاطئ النيل , ونصبت أسره للرئيس فهد بن إبراهيم النصرانى كاتب الأستاذ برجوان , وأوقدت له الشموع والمشاعل وحضر المغنون والملهون , وجلس مع أهله الى أن كان وقت الغطاس فغطس وإنصرف " 
وكان الحاكم محتاجا لرجل يحل محل برجوان الذى قتله ليدير الحكومه ففكر فى فهد القبطى , الذى رأى رأس برجوان تدحرج علىالأرض أمامه فإمتلأ فزعا وإصفر وجهه من هول المفاجأه , وبخبث ودهاء شديدين أنعم عليه العطايا والهبات وهدئ من روعه , وخلع عليه لقب " الرئيس أبى العلاء " 
ولما كان فهد لايطمع فى شئ من دنياه فعمل جاهدا ليرضى الله وأولياء الأمر فى عمله فترقى فى المناصب العليا حتى وصل إلى أن يكون كاتم سر الخليفه وفى ذات يوم دخل إلى الخليفه وكان الخليفه قد قرر إسناد منصب الوزاره إليه ويقص علينا إبن القلانسى (Cool الحديث الذى دار فى قصر الخليفه وإنتهى بإعتلاء القبطى فهد أعلى سلطه فى مصر فقال : " جلس الحاكم وقت العشاء الأخير وإستدعى الحسين بن جوهر وأبى العلاء بن فهد بن إبراهيم الوزير , وتقدم إليه بإحضار سائر كتاب 
الدواوين والأعمال , ففعل , وحضروا وأوصلهم إليه 00فقال لهم الحاكم : " إن هذا فهدا , كان بالأمس كاتب برجوان عبدى , وهو اليوم وزيرى فإسمعوا له وأطيعوا , ووفوه شروطه فى التقدم عليكم , وتوفروا على مراعاه الأعمال وحراسه الأموال0 " وقبل فهد الأرض وقبلوها , وقالوا : " السمع والطاعه لمولانا0" ثم إلتفت إلى فهد وقال " أنا حامد لك وراض عنك وهؤلاء الكتاب خدمى , فإعرف حقوقهم وأجمل معاملتهم وإحفظ حرمتهم وزد فى واجب من يستحق الزياده بكفايته وأمانته (9)0" 
وكان الرجل القبطى فهد عظيما فى تقواه محبا لآخرته أكثر من دنياه مساعدا للفقير مساندا لليتامى والأرامل فكان يعترض طريقه كل من له حاجه فكان يجيبه إلى سؤاله ويفرح قلبه بمساعدته , وكان مجيبا لكل طارق لبيته , وكان من عادته انه عندما كان يجتاز راكبا ركوبته فى طريقه الى عمله وقيل انه نسى فيلقاه من يطلب منه صدقه فكان يمد يده اليمنى إلى كمه حيث كان يضع نقودا لهم وما وضع مالا فى كمه وظن ان ليس فيه شيئا ولكن عندما وضعها وجد ما يدفعه للسائل 0ويقول ابو المكارم فى مخطوطه (10): " أن الشيخ الرئيس ابى العلاء فهد ابن ابراهيم فى الخلافة الحاكمية أنشأ كنيسة الشهيد مرقوريوس فى دير الخندق وكان فهد ينظر فى أمر المملكة شريكاً لقائد القواد الحسين بن جوهر وتحت الأسكنا القبلى الشيخ فهد ومن يخصة "
وبدأ الشر يحيك الدسائس والمؤامرات فأرسل جنوده الحاسدون عندما بدأت شهرته فى فعل الخير للمسلمين والمسيحين على السواء, وخشى الحاسدون إزدياد نفوذ النصارى فى البلاد , فلا ولايه لذمى على مسلم , فأوعزوا على الوشايه به عند مولاه ليضعفوا ثقته به , فكانت التهمه القديمه التى إستعملها ابو عمار هى خطتهم , فإتهمه إثنين من الحاقدين عليه هما أبو طاهر وإبن العداس بإختلاس الأموال , ولم يحسن الحاكم إستقبالهم كما انه لم يستمع إلى وشايتهما إلا أنهم إستمرا على خطتهما الدنيئه وحرضا آخرين على تقديم شكاوى مماثله وكان الحاكم يفهم مغزى هذه الشكاوى المقدمه إليه , فإستغلها للضغط على عامله الأمين القبطى فهد ومساومته بطريقه خبيثه فأرسل إليه فمثل بين يديه وقال له : " أنت تعلم أننى قد إصطفيتك وقدمتك على كل من فى دولتى فإسمع منى وكن معى فى دينى فأرفعك أكثر مما أنت فيه وتكون لى مثل أخ 0" فإذا كان فهد سارقا فلماذا إذا ساومه ؟ وأراد الحاكم أن يستغل الشكاوى ويحوله عن ديانته فرفض القبطى فهد وزاره الملك الأرضى وفضل عار المسيح أعظم من كنوز مصر فكان كموسى النبى الذى ترك قصر فرعون , فأمر الخليفهبقطع رقبه فهد القبطى , وحرق جسده
[/rtl]
[rtl]وأمر بإيقاد النار تحت جسده ثلاثه ايام بلياليها فإحترق جسده ما عدا يده اليمنى التى كان يمدها ممسكه بالنقود معطيه صدقه ومما يذكره الرواه أن فهد أراد مره أن يعطى صدقه لسائلا وكان يضع يده فى كمه ليخرج النقود كعاده أهل ذلك الزمان وكان قد نسى فى هذااليوم أن يضع النقود ولكنه وجد مالاً فأعطاه للفقير0 فإعتبر أن السيد المسيح هو المعطى لكل البركات و لمعرفه اين دفن الرئيس أبو العلا فهد يقول أبو المكارم فى مخطوطه (11) : " أنه كانت هناك حاره من حوارى القاهرة يطلق عليها إسم حارة برجوان الخادم الأسود (12) وكان برجوان هذا استاذاً للحاكم بأمر الله وكان ينظر فى امور المملكة وكاتبة الرئيس أبو العلا فهد ابن إبراهيم النصرانى فى الخلافة الحاكمية أمر الحاكم بقتل برجوان والرئيس أبو العلا وأحرقه بالنار وقبره وذويه تحت كنيسة أبو مرقورة بدير الخندق فى طوفس (13) " وقد أخذ الأروام هذه الكنيسة للصلاة فيها بعد أن أمر أمير الجيوش بدر الدين الجمالى الأقباط بإعطائها لهم وبها جسد هذا الشهيد .
بركه صلوات هذا القديس تكون معنا آمين
شخصيه الحاكم بأمر الله العجيبه
من الواضح أن الحاكم كان يعى ما يفعله بدليل أنه لم يحسن إستقبال الواشيين فى حق فهد كاتبة فى بدايه الأمر , فقد كان يفهم تماما المغزى من هذه الوشايه وأفهم حاشيته أنه أصدر أمره تحت ضغط شديد , ولكن هل يمكن القول أن الحاكم قد صدق فعلا أنه حاكما بأمر الله ؟ 00 هل أوحى له إسمه الذى أطلق عليه بأن يكون إسما على مسمى ؟00هل كان يختبر رعيته فى إطاعه أوامره طاعه مطلقه ؟ هل إستهوته هذه الفكره وسيطرت عليه – لماذا هبط بتصرفاته إلى دروب التطرف والتناقض والهوس ؟0هل أصيب بجنون العظمه والخيلاء ؟ 
ولعل التاريخ الإسلامى لم يعرف شخصية يحيط بها الخفاء كتلك الشخصية العجيبة التى تثير من حولها الدهشة والروع فى كل تصرفاتها الخاصة والعامة والتى لا زمها الخفاء لا فى الحياة الدنيا وحدها ولكن فى الحياة الآخرة أيضاً حيث تغادر العالم فى ظروف كالأساطير , وتبقى هذه الظروف 
لغزاً على التاريخ حتى يومنا هذا 0(14) وقال كاتب آخر عنه (15): " لقد نشأ مطلق الأمر فى آراءه وتصوراته وتعلم علوم الشيعة فغلا فيها , كما تعلم الفلسفة والنجوم فكان له بها ولع شديد , وكان على طرفى الغلو فى كل أعماله – فإذا عاقب أفرط وسفك الدماء وقتل الأعوان والأقارب والعلماء , وإذا ثاب أو أحب بذل ما لم يبذله ملك , وكانت أعماله متناقضة , يفعل اليوم ما ينقضه غداً " 
إن إصداره لتعليمات ومراسيم متضاربه أمرا يثير الدهشه والأسى والضحك فى وقت واحد , كما أنه لا يمكن التكهن بما يمكن أن يفعله أو يأمر به عند عرض عليه أى قضيه أو مشكله , فمثلا فى حاله قتله لفهد أراد أن يغطى فشله فى جذب فهد الى دينه أرسل الحاكم فى طلب أولاد الشهيد فهد وخلع عليهم الخلع وأمر بألا يمسهم أحد بسؤ وألا ينهب منزلهم , أما د0جاك تاجر فله رأى آخر (16): " قد أراد الحاكم بذلك أن يتحدى أبا طاهر وإبن العداس اللذين أوعزا بهذه الجريمه واللذين توصلا إلى أعلى المناصب لتنفيذ خطتهما المعاديه للنصارى فى مصر وسوريا0 " إلا أنه لا يمكن غسل يدى الحاكم من هذه الجرائم التىلا يستطيع أحدا أن يجد لها تفسيرا إلا أنها حاذت على هوى نفسه لهذا قدم على تنفيذها بدون أى شعور بالندم وكان من تقليد الفاطميين الإستعانه بالنصارى إلا أن الحاكم بأمر الله أبطل هذه العاده بعد أن إضطهد الذميين كما هو مكتوب فى جميع كتب المؤرخين بلا إستثناء ولكنه لم يكن فى إستطاعته أن يستغنى أبداً عن جميع الموظفين النصارى
-------------------------------------------------------------
[/rtl]
[rtl]1) السلاقيون هم القبائل التى جاء منها الروس والبلغار وبولانده وإيلليريا وبوهيميا وبوميرانيا ورومانيا[/rtl]
[rtl](2) ذيل تاريخ دمشق لأبن القلانسى طبع ليدن عام 1908ص 60 اقباط ومسلمون ص 126 
(3) إبن القلانسى ص 60 وراجع أيضاً أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م إعداد د0 جاك تاجر د0 فى الآداب من جامعه باريس القاهره 1951ص 126-127
(4) تاريخ البطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس Evetts طبعه باريس1904 ج2 ص 102
(5) الصغيره تاريخ الآباء البطاركة – للأنبا يوساب أسقف فوةه وهو من آباء القرن الثالث عشر – أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القمص صمؤيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 95
[/rtl]
[rtl](6) تاريخ البطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس Evetts طبعه باريس1904 ج2 ص102 
(7) المواعظ والإعتبار فى ذكر الخطط والآثار للمقريزى 0 طبع بولاق 1272هجريه 
(Cool أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م إعداد د0 جاك تاجر د0 فى الآداب من جامعه باريس القاهره 1951 ص 127,128 - عن ذيل تاريخ دمشق لأبن القلانسى طبع ليدن عام 1908ص 56 تاريخ مصر فى العصور الوسطى 0 بالإنجليزية ) – ستانلى لين بول ص 128
[/rtl]
[rtl](9) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس Evetts طبعه باريس1904 ص 102 
(10) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1 ص 19
[/rtl]
[rtl](11) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1 ص 12
(12) برجوان كان خصياً فى دار الخليفة العزيز بالله 
(13) طوفس تعنى مقبرة
(14) راجع مقالة " مصر فى عصر الخلفاء " الذى نشر فى مجلة الهلال عدد ديسمبر1936 ص 153-156
[/rtl]
[rtl](15) صفحات من تاريخ مصر 2- تاريخ مصر إلى الفتح العثمانى – تأليف عمر الإسكندرى و أ. ج. سَفِدْج – مكتبة مدبولى 1410هـ -1990م أنظر ص 215 
(16) أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م إعداد د0 جاك تاجر د0 فى الآداب من جامعه باريس القاهره 1951 ص128
===================================================================================
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

الفصل الأول : مراهقا يصبح خليفه ( الوزعه يصير تنينا )  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الأول : مراهقا يصبح خليفه ( الوزعه يصير تنينا )    الفصل الأول : مراهقا يصبح خليفه ( الوزعه يصير تنينا )  Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2016 6:25 am

[rtl]
الفصل الثانى : هل الخليفة الحاكم بأمر الله .. مجنون .. أم أنه إدعى الجنون .. أم أنه إدعى النبوه ؟

لم يفعل ملك أو خليفة من قبله أفعال مثلما فعل هذا الخليفة من قبل , فهو لم يثبت على رأى واحد أو إعتقاد واحد بل انه كان يتردد بين النقيضين فى بعض الأحيان – وكان غريب الأطوار فكان يتسلق الجبل الشرقى ( الجبل المقطم ) فى جنح الظلام ويرصد النجوم لمعرفة الغيب والحكمه العاليه وكان يدرس كوكب زحل على حد زعمه ويقال أنه كان يذبح قرابين للشيطان ويقدم له ذبائح فيتشبه له الشيطان ويخاطبه فترك لبس الملوك ولبس صوف أسود وترك ركوب الخيل والمركبات وطاف راكباً حماراً أسود اللون وترك شعره يسترسل حتى نزل على كتفيه فأصبح منظره كأسد وعيناه واسعة شهل حتى أن كثيرون كانوا يرتعدون منه لعظم هيبته وصوته الجهورى ولأنه كان له حب وولع بالظلام فكان يمشى وحده فى كل موضع وربما كان يأخذ معه واحد او إثنين يتسمع على الناس فى بيوتهم ما يقولونه عنه وكان كثيراً ما يخرج على محفة من قصرة محمول فى محفة على أكتاف أربعة من الرجال الأقوياء ولم يتنعم مثل الملوك وكان سائحا بالجبال والبرارى ليلاً ونهاراً وقال د/ جمال سرور د/ كمال سرور – الدولة الفاطمية فى مصر ص 94, 95 : " وكان متقشفاً فمنع الناس من ذكر عبارة " سيدنا ومولانا " التى كان الناس يخاطبونه بها فى الشكاوى والمكاتبات العامة وألا يقبل أحد الأرض بين يدية كما كان من المعتاد أن يصلى الخطيب على الخليفة كما يصلى على النبى فى خطبة الجمعة فأمر ألا يصلى عليه أحد فى الخطب الدينية والمكاتبات , ونهى أيضاً عن إقامة الزينات فى طريقة وهو ذاهب إلى الصلاة "
وصار يشجع الفلكيين والمنجمين ويغدق عليهم الأموال فإستطاع المنجمون أن يسيطروا على عقول كثيرين من عامة الشعب حتى إضطر سنة 1014 إلى تحريم مهنة التنجيم لكنه ظل حريصاً أن يتابع رصد النجوم وأنشأ مرصداً فى جبل المقطم وسفك فى أيامه دما كثيراً –– 
وكان يتجول ليلاً فيجد فى بعض الأحيان الباعة الشوايين ( يبيعون اللحوم المشوية ) يحملون التنانير ليشووا فيها اللحوم فأمر برمى بعضهم فى تنور النار فإحترقوا – ومر يوماً فوجد إنساناً يقلى لحم فى طاجن فأمر بأن تقطع يديه ورجليه وترمى فى الطاجن فقال له الرجل : " متى تعلم أمير المؤمنين القلى فإنما كنا نعرفه مشوياً شوا متى صار قلا " فضحك منه وأمر بإخلاء سبيله وهكذا كان يقتل الناس فى عصره سواء أن قاموا بشواء اللحم أو قليه 0 
وقبض على لص سرق صدر فضة فى السوق من يد صاحبة فأحضروا اللص أمامه والصدر الفضه فى يده فقال له الخليفه الحاكم : " أرينى كيف جريت عندما خطفته من يد صاحبه " فجرى اللص ولم يستطع أحد أن يتبعه 0
ومر يوما على شون فيها حبوب وحطب وبوص وأمر بحرقها ليلاً فإحترقت وضاعت أثمانها على أصحابها – أما هو فمضى يستمتع بالنار المشتعله وهو راكب على دابته 0
وخرج عليه يوماً عشره من قطاع الطرق اللصوص مدججين بالسلاح ولم يكن معه غير إثنين من حراسه وسألوه أن يعطيهم ما معه من مال فقال : " إقتسموا فرقتين وتحاربوا قدامى فمن غلب دفعت كل ما معى من مال إليهم لأن من ينتصر يستحق أن يأخذ كل المال " ففعلوا كما قال لأجل حبهم للمال حتى مات منهم تسعة وبقى واحد فقال له : " الآن تستحق أن تأخذ المال " ورما له دنانير كثيرة من كمه كانت عاده أهل هذا الزمان أن يحتفظوا بالنقود فى مكان خاص بأكمامهم فسقطت الدنانير على الأرض فإنحنى على الأرض يجمع الدنانير فأومأ إلى حراسه فوثبوا على اللص فقتلوه وجمعوا تلك الدنانير فأعادها إلى كمه 0
وأمر بأن يبنى المهندسين بحرا مرخم ( حمام سباحه مبطن بالرخام ) يستمد ماؤه بواسطة ساقية ماكينة مصنوعة من الخشب أو الحديد تحركها وتديرها الدواب ترفع الماء من النيل تصب فى قناه تجرى المياه فيها إلى الحمام وعلى جانبى الحمام رخام وعليه سائر الطيور وأمر ببناء حائط عال يبرز منه خشبه ( سهم من الخشب ) رفيعة أفقية ( مثل التى يقفز منها السباحون هذه الأيام ) بحيث تنتهى حافتها على حافه الحمام – ثم أمر منادى ينادى فى شوارع مصر : أن من يمشى على هذه الخشبه وقفز إلى الحمام ووقع فى الماء دفع له ستمائه درهم , فطمع البعض من محبى الدراهم فتسلقوا الحائط ومشوا على الخشبة ( السهم ) وقفزوا وسقطوا على البلاط الرخام فماتوا 

الخليفة الحاكم بأمر الله يدعى الألوهية والنبوة
وكان له جواسيس كثيرين ومخبرين يطوفون ليلاً ونهاراً يجمعون له الأخبار لهذا كان لا يخفى عليه شيئاً مما كان يجرى فى مصر , ويقول إبن المقفع " ظن العامه والبسطاء أن فيه قوة الله وزاد فى إعتقادهم حينما ظهر شخص إسمه الهادى من المشايخ وكان معه إثنى عشر تلميذاً من الرجال الذين تتلمذوا له وكان يدعون الناس له وكان يعظون الناس قائلين : " أن الحاكم بأمر الله هو المسيح ! " وألف رجل منهم كتاباً فى ذلك فثار عليه المصرين فذهب هو وأتباعه إلى الشام وقيل إلى جبل الدروز ولا يزال أتباعه يؤمنون به حتى الآن 
وظهر رجل آخر فى عهده إسمه ضرار صار أمره مشهوراً فى مصر إبتدع بدعه جديده هى أنه منع المسلمين من حفظ يوم الجمعة وأيام عيدى الفطر والأضحى – تحريم الحج إلى مكة والذهاب إلى مقام طالب باليمن – وأباح زيجة الأخ وأخته وبين الأب وبناته وبين الأم وأبنائها من الذكور –
ووفد إلى مصر بعض الفرس وإعتنقوا المذهب الشيعى الفاطمى وتطرفوا إلى الدعوه لتأليه الحاكم سراً , وقادهم شخص يدعى حمزه بن على الزورنى الذى وفد إلى مصر سنة 1015م إلا أنهم فى سنة 1018 م جاهر بدعوتهم فإلتف حوله متطرفى الشيعة وغلاتهم فإحتضنه الحاكم بأمر الله وشجعه .. ولكن مسلمى مصر السنيين عندما رأوا نجاح دعوته أعلنوا غضبهم علناً وثار بعضهم عندما سمعوا بتأليه الحاكم فى جامع عمروا بن العاص فإنتهى الأمر بقتل الداعية ويعتبر أن قتل الداعيه كان سببا فى تدمير الحاكم جامع عمرو بن العاص أول جامع أقيم فى الإسلام بعد هذه الحادثة. 
ولما كثر الدعاه لنبوته وأتم الحاكم جامعه المعروف بإسمه فى القاهرة ( كان جامع الحاكم بأمر الله مستودعاً لحفظ الآثار العربية حتى سنة 1864 ) فصدق أنه نبى وأنه يناجى ربه من جبل المقطم وأعلن أنه أعظم من عيسى وكان يريد من الناس أن يعتقدوا أنه كعيسى المتجسد بروح الله ومحمد ونادى المسلمين والمسيحين أن يعترفوا به فإنقسمت آراء المصريين فقال البعض : " أنه تجاوز الحد " 
ولما سعى فى إزاله الديانه السنية ففى سنة 395هـ 1004 م كتب على المساجد عبارات مهينه للنيل من الخليفة أبى بكر والخليفة عمر بن الخطاب وعائشة وأخذ الحاكم يحرق المصاحف التى كتبت فى عهد الحكام السنيين إحتقره المسلمين وهم غالبية الشعب أما المسيحيون فقالوا:" أنه المسيح الدجال "
وترى أيريس حبيب المصرى أن : " الحاكم كان ذا نزعة عنيفة للخفاء والتعلق بالخفاء شيم من شيم الفاطميين جميعاً منذ عهد المعز لأنهم إدعوا معرفة الغيب الخطط للمقريزى ج1 ص 458 وأحاطوا أنفسهم بالكثير من الغموض ليكتسبوا نوعاً من القدسية والمهابة , حتى بلغ الأمر أنه إذا رأى أحد المغاربة سحابة عابرة ترجل وإنحنى لها بحجة أن الخليفة الفاطمى مستتر خلفها نظم الحكم بمصر فى عهد الفاطميين د/ عطية مصطفى مشرفة – الطبعة الثانية ص 36 وقد ظهرت هذه النزعة على أشدها عند الحاكم بأمر الله , وفى هذا الصدد يقول الأستاذ محمد عبدالله عنان فى وصف الحاكم : " كانت شخصية الحاكم لغزاً مدهشاً , وكانت خلاله مزيجاً من الأهواء والنزعات المتناقضة فى معظم الأحوال .. وقد رأينا أن أن هذا الذهن الهائم , كما أنه يهبط فى تصرفاته أحياناً إلى ضروب مثيره من التطرف والتناقض والهوس , فإنه يرتفع كذلك إلى ضروب من الحكمة والسمو تحمل على التقدير والتأمل , ولعل التاريخ الإسلامى لم يعرف شخصية يحيط بها الخفاء كتلك الشخصية العجيبة التى تثير من حولها الدهشة والروع فى كل تصرفاتها الخاصة والعامة , والتى يلازمها الخفاء لا فى هذه الحياة الدنيا وحدها ولكن فى الحياة الأخرى أيضاً , حيث تغادر هذا العالم فى ظروف الأساطير وتبقى هذه الظروف لغزاً على التاريخ حتى يومنا هذا راجع مقاله " عصر الخلفاء فى مصر الإسلامية " الذى نشر فى مجلة الهلال عدد ديسمبر 1936 ص 153 - 156
ومنع الشعب المصرى من تناول بعض الأطعمة التى كان يفضلها الخلفاء العرب السنيين مثل الملوخية 0
وقد وضع الحاكم دفاتر فى مراكز الحكومة الأربع فى القاهرة ومصر القديمة والفسطاط وبابليون لتسجيل أسماء الذين يعترفون بأوامرة الكفرية وقيل أن الذين سجلوا أسمائهم 16 ألفا ولم يطعه أحد المسيحيين لهذا السبب إغتاظ من الأقباط ونقم على النصارى جميعاً وأمعن فى التنكيل بهم – فأحرق بابليون المنطقة التى يكثر فيها الأقباط وسلبت جنوده أمتعتها ووقع كبار الأقباط فى شدة قوية وأمر الخليفة بقطع عنق إثنين منهم وإستمرت فترة الإضهاد 9 سنين كاملة وكانت فترة الثلاث سنين الأخيرة أشد وأقسى عصور الإضطهاد التى واجهت الأقباط بعد الإحتلال الإسلامى لمصر – ويقول جاك تاجر فى أسفل صفحة 127 لما أخذ الخليفة يبشر بألوهيته عام 408هـ غضب الشعب وثار وعاد يهاجم قصر الخليفة طالباً درازى فإنتقم لذلك بإحراقة القاهرة ولكن ما قاله المؤرخ السابق ليس له أى سند تاريخى لأن المنطقة التى أحرقت هى منطقة مصر القديمة ( بابليون) وهناك سبب منطقى لحرقة هذه المنطقة وهو عدم إعتراف الأقباط به كإله .
وعندما كان الحاكم يبشر بدينه الجديد فى الخفاء وكان جميع أعضاؤه من الشباب صغيرى السن وقد تم القضاء عليهم بضربة واحده .. ولكن شاباً واحداً إستطاع الإفلات وتسلل من مصر هرباً تحت جنح الظلام وإجتاز صحراء سيناء إلى بر الشام وراح يبشر فى بداية الشام .. وأعلن أن الخليفة الحاكم بأمر الله رفع إلى السماء وأنه المهدى المنتظر الى أن يعود فى آخر الزمان ليصلح الأرض من الشرور ويقيم العدل قبل يوم الموقف العظيم هذا الشاب إسمه " عبد الرحمن الدرزى " وكان الحاكم إحتضنه وقربه إليه وذهب هذا الدرزى إلى الجامع الأزهر وهو جامع شيعى وأعلن مذهبه على منبره فأثار سخط المصريين السنيين والشيعة المعتدلين , فافتوا بقتله وظلوا يتعقبونه حتى علموا أنه مختبئ فى قصر الخليفة فذهبوا إليه وطالبوا بتسليمه إليهم فظل الخليفة يماطلهم حتى دبر له أمر الفرار إلى الشام وأمده بأموال كثيرة فأخذ ينشر دعوته بتأليه الحاكم بأمر الله هناك فإستمال إليه أنصار وأصبحوا يعرفون بإسم الدروز حتى هذا اليوم وإلى إسمه إنتسب معتنقوا الدين الجديد " الدروز "(1) 
وأصبح الخليفة الحاكم أسطورة دينية يؤمن به الدروز
وبالرغم من تشكك المؤرخين حول شخصية هذا الخليفة فقد أنشأ هيئه علمية إحتفل بإفتتاحها سنة 1005 م 395 هـ وأسس مكتبة عظيمة فيها الكثير من المؤلفات المتنوعه فى العلوم والفنون وعين لها كتبة ماهرون للنسخ غير أنه قاومها بعض الرجعيين لأنهم إعتقدوا بشذوذها وإنحراف بعض ما فيها من كتب عن الدين الحنيف ,وقد ابطلت هذه الهيئه من الوجود سنة 1112 م أبطلها رجل إسمه الفضل لما رأى ما فيها من تعاليم مخالفة للعقيدة السنية ولكن المسلمين أعادوها بعد ذلك إلى سابق مجدها وأسسوها على قواعد متينة وظلت تقوم بأعمالها إلى أن تلاشت بتقلص حكم الدولة الفاطمية فى مصر (2) 
إضطهاد الخليفة الحاكم بأمر الله للمسيحين عامة والأقباط خاصة
وفى عام 399 هـ 1008 م فرض قيوداً أخرى على زى النصارى ومنعهم من إمتلاك العبيد وإستخدام المسلميين وصدر أمره فى هذه السنة بهدم كنائس القاهرة ونهب كل ما فيها 
وقال المقريزى المؤرخ المسلم (3) يصف الأهوال التى واجهها الأقباط فى عصر هذا الحاكم بأمر الله : " وقد إشتد الحاكم على أقباط مصر - وألزمهم بشد الزنار على أحقائهم ( حبل من ليف النخل يلف على الوسط ) – فى سنة 1009 م نهاهم عن الإحتفال بعيد الميلاد والغطاس والفصح (4) "– حرق الصلبان والأخشاب التى تعمل منها – ومنع ضرب النواقيس ( الأجراس) – ثم أمر بنزع الصلبان من قباب ومنارات الكنائس – أمر المسيحيين بمحو علامة الصليب من على أيديهم – وفى بداية إضطهاده أمر بأن كل مسيحى يذهب إلى الحمام يعلق صليباً فى رقبته وكل يهودى يعلق جرساً – حظر عليهم شراء العبيد والإماء – وهدم كنائس شادح وكنائس الرشيد وكنائس مصر العتيقة وخرب كنائس المكس التى كانت خارج الإسكندرية – نهب أوانى الكنيسة وعرضها للبيع – أمر بهدم دير القيصر وصرح لعامة المسلمين ورعاعهم بسلبه – حظر على القبط الإحتفال بعيد النيروز الذى إعتادوا أن يقيموه على شاطئ النيل عند الخليج فى القاهرة منعا لهم من السرور والفرح بعيد شهدائهم – أجبر كل قبطى أن يعلق فى رقبته صليباً خشبياً لا يقل وزنه عن 5 أرطال 
حظر عليهم ركوب الخيل ولا يركبون إلا البغال والحمير بسروج عادية غير مموهه بالذهب - أن تكون ركائب السروج من خشب الجميز – أصدر أمراً عاماً بتدمير كنائس مصر قاطبة وجعلها غنيمة للمسلمين أمر أصحاب الإصطبلات (5) بعدم إعطاء الأقباط خيولاً بعد الغروب لركوبها (6) - أن يلزم كل نوتى أن يسمح للأقباط الذين يلبسون العمائم السوداء فقط بالسفر أما اليهود 
فأمرهم بأن يعلقواحجراً مستديراً وزنه 5 أرطال فى أعناقهم وبصبغ أطراف عمائمهم ويلبسوا الزنانير ويصنعوا شكلاً خشبياً على شكل العجل الذى عبدوه فى البريه يضعوه على طرف العمامه من الأمام . 
أصدر امراً عاماً بتدمير كنائس مصر قاطبه كل هذا حل بالأقباط المساكين ولم يشف له غليلاً فأمر بسلب أمتعة الكنائس وأوانيها وتحويلها إلى جوامع أو إقامة جوامع على أنقاضها وأمر أن يؤذن فى كنيسة القديس شنودة فى مصر القديمة حالاً وبنى المسلمين سوراً حول كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمعلقة ( فى قصر الشمع ) (7) " 
وذكر ابو صالح المؤرخ : " أن الكنائس الشهيرة التى تخربت بأمر الحاكم والتى تحولت إلى جوامع ما عدا كنائس القاهرة كنيسة النسطوريين قرب العدوية أو منية السودان وتبعد نحو 18 ميلاً من القاهرة وكنيسة السيدة العذراء فى أسوان وكنيسة العذراء بالشمونيين ودير القصير الشهير وقد أعيد بناؤه بعد زمن الإضطهاد ومما يستحق الذكر كنيسة القديس باخوميوس بمدينة فاو بغقليم دشنا وكان طولها 150 ذراعاً وعرضها 75 ذراعاً وكانت حيطانها مرصعة بالفسيفساء والأحجار الكريمة وأعمدتها من أجود أنواع الرخام هذا عدا جملة كنائس فى بلاد النوبة هدمتها حملة الإسلام بعثها الحاكم بأمر الله خصيصاًُ لإبطال العبادة وكان الملك الذى يحكم النوبة حينئذ يدعى رفائيل حكى عنه أبو صالح المؤرخ أنه أقام فى دنقلة عاصمة ملكه قصوراً تناطح السحاب فى قبابها من الطوب الأحمر الجميل الصنع وكانت شوارع المدينة متسعة وكنائسها فاخرة(Cool 
ومنع أهل الذمة الذى يدعوهم المسلمين كفرة أى الذين لا يؤمنون بدينهم ألا يدخلوا حمام مع المسلمين – وأمر بأن تكون لهم حمامات خاصة وأن توضع علامة صليب خشب على حمام النصارى – وقرمة خشب على باب حمامات اليهود . 
سبب تسمية الأقباط العضمه الزرقاء
فى سنة 1011م أجبر كل قبطى أن يعلق صليباً خشبياً وأمر فى البدايه أن يكون طول الصليب فى البدايه شبر ثم أصدرا أمراً آخر بأن يكون طوله ذراع ونصف ولا يقل وزنه عن 5 أرطال مختوم بخاتم رصاص عليه إسمه ويعلقوه فى رقابهم بحبل من الليف أما اليهود فقد أصدر أمراً أن يعلقوا حجرا
مستديراً وزنه 5 أرطال فى أعناقهم فجحد كثيرمن النصارى واليهود إيمانهم من رؤسائهم إلى عامتهم – ومن كثرة لبسهم للصليب وثقله إزرقت عظمة الترقوة فراح المسلمين يذلون الأقباط وأطلقوا عليهم إسم " العظمه الزرقاء " وما زال هذا الإسم يستعمل حتى الآن حيث يغيظ به المسلمون الأقباط ولكنهم لا يعرفون أن له معنى ما زال أيضاً حتى الآن قصه هذا الإضطهاد يحكيه آباء الأقباط لأبناؤهم جيلاً بعد جيل وكيف واجه آباؤنا ذل المسلمين وقسوة إضطهادهم حتى أنهم كانوا يريدون طردنا من بلادنا وأراضينا التى إحتلوها ولا يزال ما حدث يفسره آباء الأقباط لأبنائهم حتى فى القرى البعيدة عن الحضارة ولا يعرف أهلها القراءة أو الكتابة عندما يغيظ أولاد المسلمين الأقباط وينادونهم بالعضمة الزرقاء .
ثم أمر بحرق الزبيب ويقول إبن المقفع (9): " فأحصى ما أحرق منه فى مصر والشام فكان ستمائه ألف ساطرة – وإستولى على العسل فى مصر وكسر أوعيته (10) وطرح كثيراً منه فى البحر – وخسر تاجر ثمن العسل وزبيب فرفع شكواه عند قاضى القضاة الذى كان إسمه إبن النعمان وكان التاجر غير مصرياً فقال : " أنه وصل إلى مصر ببضاعته وهى زبيب وعسل للأكل وعمل الحلاوة وقام الحاكم بإتلاف بضاعته وكسرها ورمى الباقى فى البحر " فأحضرهما القاضى أمامه وطلب التاجر أن يدفع الحاكم ألف دينار وهذه قيمة ما خسرة مما فعله ببضاعته فقال الحاكم : " أنت جلبت هذه البضاعة لعمل المنكر وإلا فإحلف أنك جلبتها لعمل الحلاوة والأكل وخذ ثمنها " فطلب التاجر من القاضى أن يحضر الخليفة الحاكم ألف دينار قبل أن يحلف فأمر الحاكم بإحضار المال – فحلف التاجر وتسلم ماله ثم كتب الحاكم عليه أنه تسلم ماله وقبضه وإستوفاه وإلتمس أن يكتب له التاجر سجل برعايته وحفظه – أى أن الحاكم حفظ المال عنده بعد أن كتب التاجر أنه تسلم ماله – وعندما إنتهت هذه القضية وقف القاضى أمام الحاكم وحياة تحية الخلافة فإزدادت مكانة القاضى عند الحاكم 0
وأمر بعدم ذبح الماشية إلا فى العيد .
الــــــخليفة الــــــــــــــحاكم والنساء
وذات يوم إجتاز بحمام خاص بالنساء فسمعهم يرقصون ويلقلقون فرحين ربما لأجل زواج إحداهن فأمر بأن يسد باب الحمام عليهن بجدار فسد منافذ الهواء وزادت الحرارة داخل الحمام فتحولت أصواتهن لإستغاثة وصراخ وذعر وماتت النساء جميعاً فى الداخل وليس من ينقذ أو يعين , ومن أوامره الغريبة أنه
وفى سنة 1005 م أصدر أمراً بمنع النساء الظهور سافرات ومن السير خلف الجنازات – وفى سنة 1006م أصدر أمراً آخر بمنع خروج النساء إلى الأسواق والحمامات وحرم على النسوة التطلع من النوافذ أوالجلوس على أسطح المنازل- وقتل منهن عدداً كبيراً أمر نساء مصر بعدم الخروج بالنهار بتاتاً ولكى يضمن تنفيذ ذلك أمر بمصادرة أحذيتهن كما أمر صانعى الأحذية بعدم صناعة الأخفاف ( أحذية النساء ) – وكان من أثر سياستة أن أصبحت الشوارع لا يسير فيها إلا الرجال وخلت الطرق من النساء وإعتكفن البيوت - فكاد له النساء فكانوا يخرجون ليلاً ويوقفون تماثيل جير وجبس من النساء فى الطرق التى يسلكها وفى يدها رقاع ( كتابات على أوراق) كأنها للشكوى فكان ينزل من على حماره معتقداً أنها شكوى أو طلب فيجدها شتميمه فيه ويسبون أخته ست الملك ويقول إبن المقفع (11) : " لأجل ذلك أمر بإحراق مصر ( بابليون ) ونهبها " (12) أما جاك تاجر فقد كان له رأى آخر عن حرق العاصمة فقال (13): " لما أخذ الحاكم يبشر بألوهيته عام 408 هـ غضب الشعب وثار وعاد يهاجم قصر الخليفة طالبا ًدرازى , فإنتقم الحاكم لذلك بإحراق القاهرة " وبحرق الفسطاط القديمة التى كان غالبيتها من الأقباط فقد القبط معظم ثروتهم ومساكنهم لأنه سمح للمسلمين بنهبهم قبل حرق مساكنهم وأصبح الأقباط بلا مأوى أو عمل أو ثروة . 
وكانت هذه الأوامر مشددة إلى حد أن كل من تجاسر على عصيانها كان جزاؤه الجلد وأحياناً الإعدام (14) 
وحاول أحد كتاب التاريخ المسلمين فى سذاجه أن يدافع عن تصرفات الحاكم بإضفاء صفة دينية على أعمال الحاكم بأمر الله الفاطمى فقال د/ جمال سرور (15): " أنها كانت بدافع الشعور الدينى وإصلاح الأخلاق وتطهير نفوس المجتمع من الرذائل " وعلى القارئ أن يحكم بنفسه على هذا القول . 
الحاكم بأمر الله يقضى على اللغة القبطية
إن الضربة القاضية التى تلقتها اللغة القبطية فى عهده كانت بمثابة نهاية للغة الفراعنة فقد أصدر أوامر مشدده بإبطال إستخدام اللغة القبطية فى التعامل 
الشعبى نهائياً فأصدر الأوامر المشددة بإبطال التكلم أو التلفظ باللغة القبطية فى الشوارع والأسواق وغيرها من الأماكن العامة ومعاقبة كل من يتكلم بها بقطع لسانه , ثم ضيق على الأولاد والبنات والسيدات فى بيوتهم فأمر
بأن تقطع لسان كل سيده تتكلم مع أولادها باللغة القبطية – 
ومن المعروف تقليدياً أن كل حاكم عربى يخرج فكره من قريحته وينفذها يحذو حذوه الطغاة الذين يجيئوا بعده ولم تمضى مائة سنة من هذا العهد حتى إختفت اللغة القبطية من القرى والنجوع وظلت كلمات غير مفهومه يصلى بها القداس الذى ترجم إلى العربية حتى يستطيع الأقباط الصلاة إلى ربهم – ( أما دواوين الدولة فقد حدث منذ سنة 705م او سنة 706م فى خلافة الوليد عبد الملك الأموى وولاية واليه على مصر عبدالله بن عبد الملك الذى كان يمقت المسيحين عامه والأقباط خاصة مقتاً شديداً أنه أمر بإستخدام اللغة العربية لغة رسمية فى الدواوين الحكومية ) ثم إكتشفت الحملة الفرنسية حجر فى رشيد مكتوب عليه فقرة واحده بعده لغات منها اللغة اليونانية والقبطية والكتابة الفرعونية القديمة وأمكن للعلامة الفرنسى شامبليون مضاهاة إسم كيلوباترا باللغات الثلاثة فعرف باقى الحروف وبهذا الإكتشاف أمكن لعلماء الآثار قراءة الكتابات الهيروغليفية على معابد الفراعنة وهكذا إنحصرت اللغة القبطية فى الأديرة ولكن تقوم الكليات اللاهوتية والمدارس القبطية فى سيدنى بتدريسها وقام أحد المهاجرون فى أمريكا بطبع كتاب ضخم فيه مفردات اللغة وقواعدها ويوجد عده كتب طبعت فى مصر عنها إلا أن الأمل فى إحيائها لتصبح لغة التخاطب لا زال بعيداً . 
----------------------------------------------------------------------------
(1) مصر من تانى – صدر بالقاهرة - محمود السعدنى – دار كتاب صدر عن دار أخبار اليوم ص 35
(2) كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج2 ص 35
(3) كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 30
(4) ( عيد القيامه المجيد) (3) ( التى تؤجر خيولاً )
[/rtl]
[rtl](5) ( قد يكون سمع بركوب الأقباط خيولاً بعد الغروب )
(6) ( صاحب مركب )
[/rtl]
[rtl](7) كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 29- 30.
(Cool كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 32- 33
(9) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس Evetts طبعه باريس1904 ج2 ص 105
(10) يعتقد أنه كان معبى فى أوانى خزفية أو فخارية
(11) ) سيره الأباء البطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس Evetts طبعه باريس190 ص 106 
(12) وهذه ثانى مره يحرق فيها المسلمين عاصمة مصر فقد كانت المرة الأولى على يد الخليفة الأموى مروان
(13) أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م إعداد د0 جاك تاجر د0 فى الآداب من جامعه باريس القاهره 1951أنظر حاشية ص 127
(14) تاريخ مصر فىالعصور الوسطى - ستانلى لاين بول ص 135 – 136 وراجع أيضا مصر.. من مينا إلى فؤاد الأول بالفرنسية لـ بول دى هنو ص 234 – تاريخ الأمةالقبطية ليعقوب نخلة روفيلة ص 115- 116 
(15) دكتور جمال سرور – الدولة الفاطمية فى مصر ص 92
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

الفصل الأول : مراهقا يصبح خليفه ( الوزعه يصير تنينا )  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الأول : مراهقا يصبح خليفه ( الوزعه يصير تنينا )    الفصل الأول : مراهقا يصبح خليفه ( الوزعه يصير تنينا )  Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2016 6:34 am

(969- 973م) القائد الذى غزا مصر
لصالح الخليفة المعز لدين الله الفاطمى -- ( 973- 975م )

مدة الحكمالخلفاء الفاطميين الشيعةمسلسل

297هـ/909م

عبيد الله المهدي / لم يحكم مصر
1

322هـ/934م
القائم  / لم يحكم مصر2

334هـ- 341 هـ /934م - 953
المنصور  / لم يحكم مصر3

341هـ - 365هـ / 953م - 975م
المعز لدين الله الفاطمى4

365هـ - 386 هـ / 975م - 996م
العزيز لدين الله الفاطمى5

386هـ - 411هـ / 996م - 1020م

الحاكم بأمر الله الفاطمى
6

411 هـ - 427هـ / 1020- 1036م
الظاهر لإعزاز دين الله الفاطمى7

( 427هـ - 487 هـ  )( 1036م- 1094م)
المستنصر بالله الفاطمى8

( 487- 495 هـ & 1094 - 1101 م )
المستعلى بالله9

( 495 - 524 هـ & 1101 - 1131 م )
الآمر بالله الفاطمى10

 ( 524 - 544 هـ & 1131- 1149 م )
الحافظ لدين الله الفاطمى11

( 544- 549 هـ & 1149- 1154 م )
الظافر بأمر الله الفاطمى ( أبو منصور أبن إسماعيل )12

549هـ - 555هـ /1154م - 1160 م

الخليفة الفايز بنصر الله الفاطمى (عيسى )
13

555-567 هـ/1160-1172م
العاضد لدين الله الفاطمى ( عبدالله أبن يوسف ابن الحافظ )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل الأول : مراهقا يصبح خليفه ( الوزعه يصير تنينا )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الفصل الأول حقيقة البدوى أو البدوى كداعية سياسى سرى
» عندما يصبح الحاخام سيدا من آل البيت
» الفصل الثاني مقتل مسلم بن عقيل في الكوفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aloqili.com :: منتدي الشيعة الرافضة-
انتقل الى: