بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة عن أصول العرب...
إن تفسير الآية الكريمة {وجعلنا ذريته هم الباقون}أنهم أولاد نوح عليه السلام وهم؛ الأكبر يافث ومنه جاء الترك والشركس والتتر والصين واليونان وغيرهم.
والأوسط سام ومنه (النسل النبوي) العرب والأشوريين والفرس والكرد والكنعانيين والأرمن والأصغر حام ومنه المصريون القدماء (القبط) والسند والهند والسودان والزنج والحبش والنوبة.
وجاء العرب من ذرية عابر ابن شالخ ابن ارفخشد ابن سام وكان العرب على قسمين ؛ الأول سيدنا إبراهيم عليه السلام ومنه إسماعيل ومنه جاء عدنان ومنه جاءت الفروع العربية العدنانية التالية ؛ نزار ابن معد وبنو اياد وبنو أنمار وبنو ربيعة وبنو مضر، وقد تشكل من بني مضر قبل الاسلام بمدة طويلة قسمان لبني مضر وهما ؛ أولا: خندف وفيه فرعان طابخة (واسمه عامر) ومدركة (واسمه عمرو) ومن مدركة جاءت كنانة ثم قريش، ومن الفروع المعروفة في خندف ؛تميم وهذيل وأسد وضبة ومزينة وخزاعة.
ثانياً: الفرع الثاني من بني مضر فهو قيس عيلان ومن أشهر قبائله غطفان وهوازن وعدوان وسليم ومازن واعصر وفهم.
وعرفت ذرية سيدنا إبراهيم بالعدنانيين أو الإسماعيليين أو القيسية(الحجازييين).
الثاني قحطان : وهم الفرع الثاني لعابر واشتهروا باليمانية أو القحطانية وبدأ القحطانيون في العراق ثم انتقلوا إلى اليمن ومن قحطان جاء يعرب ومنه سبأ ومن فرعان الأول حمير والثاني كهلان ومن كهلان تفرعت القبائل اليمانية التالية : كندة وعاملة والغساسنة وهمدان وطيء ومذحج ولخم وجذام والمناذرة والأزد ومنهم جاء الأوس والخزرج،وقال ابن هشام والعرب كلهم من ولد إسماعيل وقحطان.
أنواع العرب....
1. العرب العاربة: وهم عرب من نسل قحطان ابن عابر.
2. العرب المستعربة: هم الذين سكنوا ديار العرب وتعلموا لغتهم من بعد العجمة، وهم نسل سيدنا إسماعيل وعدنان ومنهم الحويطات.
3. العرب البائدة:وهم العرب القدامى وهي قبائل بادت كعاد وثمود.
تقسيمات عشائر البدو:
ويقسم البدو أنفسهم إلى ثلاثة أقسام:
1. قبائل ذات عصبية (التي تتعادل في الكفاءة والمجد والنسب).مثل الحويطات والعنزة وشمر وحرب ومطير وظفير وبنو خالد وقحطان والدواسر وعتيبة والمناصير والقواسم وبنوعطية.
2. قبائل ذات عصبية لكنها لا تستطيع أن ترد أصولها إلى أرومات عربية. مثل 3. قبائل لا يعترف لها العرب بالأصل فلا يصاهرونها ويسمونها (صلبة).
أهمية معرفة النسب:
1. التعارف:ليتعرف أبناء القبيلة على المنتسبين للقبيلة عن طريق التحالف أو عن طريق النسب وهم ما يسمون بالعرب الصليبة.
2. الأتباع:قال الحاكم حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تعليم علم النسب وأشار إلى أجل الصحابة في معرفته وهو ابوبكر رضي الله عنه.
3. فائدة الكيان العشائري: فقد اعتمد الرسول صلى الله عليه وسلم على القبيلة والعشيرة كوحدة إدارية في التنظيم الإداري في المدينة المنورة كان لتباين العشائر في الموقف من الإسلام وسبق بعضها إليه اثر في العطاء والديوان كما فعل الفاروق رضي الله عنه وهو أول من بدأ به وجعل القبائل أساس تنظيمه.
فالقبيلة هي الوحدة العسكرية في القتال وهي أساس التنظيم المالي والإداري والاجتماعي في الأمصار في الدولة الإسلامية 4. مصالح: ابن حزم: ما فرض عمر وعثمان وعلي الديوان إذ فرضوه إلا على القبائل ولولا علمهم بالنسب ما أمكنهم ذلك (ويمكن اعتبار ديوان الجند أول تعبير شامل للأنساب) 5. الأحكام الشرعية المرتبطة بالنسب : كالميراث ومعرفة من تورث وممن ترث، ومعرفة المحارم ومن تحل لك ومن تحرم من بنات أولادك أو إخوانك أو أشقائك أو غيرهن ومن تحتجب عنك من النساء، وصلة الرحم فلا سبيل لها دون معرفة الرحم، والنفقة ومن الذين تجب عليك نفقتهم من أقاربك من الرجال والنساء، والصدقة والزكاة وعلى أي الأقارب لا تجوز، والوصية والوقف والعقيقة والأضاحي والقصاص والدية وغيرها الكثير.
6. قضاء مصالح دنيوية كحاجة الناس للتعارف ومساعدة الأقارب بعضهم على وجه الخصوص. أنكر الاسلام التعصب القبلي بقوله تعالى:
{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ولا يعني ذلك عدم العناية بالأنساب لعدم تعارض ذلك مع العقيدة بل إن القرآن والسنة أكد على أهمية ووجوب صلة الرحمر