الحــمد لله الـذي بنعمتـه تتـم الصـالحـات وبقدرته وعونـه ينتصـر الحـق عـلى البـاطـل، وبعدله يُفضـح كُـل كـاذب ومـزور، والصــلاة والسلام على الهادي البشير والسراج المنير محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد: فبعون الله وتوفيقه شرعت في كتابة هذه الورقات لبيان حال داعي الأنساب علي أحمد رشيد حمدان العازمي المصري الملقب نفسه بالخوار أو الخواري الذي استشرى كذبه وتزويره بإلحاق أسر كريمة لا تعرف بنسب إلى الأسر الهاشمية والعربية، واغترار العوام وبعض الخاصة بوثائقه المزورة, ولما تجمع لي من أخباره ما تجمع، استشرت بعض علماء النسب والمؤرخين بتأليف هذه الورقات في بيان حال علي الخواري، فاستحسنوا وباركوا ما كتبت، بل طالبوا بالتوسع في بيان حاله وكذبه على العوام. فأقول وبالله التوفيق:
من هو علي أحمد الخوار؟
هو علي أحمد رشيد حمدان العازمي الملقب نفسه بالخوار أو الخواري قدم جده عايد بن سليم بن عمران وابنه سليم من مدينة الوجه بالسعودية إلى مصر وسكنوا مدينة أرمنت في محافظة قنا سنة 1284هـ، وقالوا بأنهم من العوازم وعرفهم أهل هذه المنطقة بلقب العازمي.
ثم انتقلوا إلى منطقة إسنا بصعيد مصر في محافظة الأقصر وعرفوا بها بالعوازم؛ وبعد سنين ادعوا بأنهم من عقب الشريف جعفر الخواري بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وقالوا بأنهم من وادي الفرع أحد أودية المدينة المنورة، وهذا الادعاء لا يُسلم لهم لما أسلفنا.
وأهل منطقة إسنا ينكرون عليهم ادعاء النسب الهاشمي، ويرون بأنه ادعاء حديث؛ وقد سألت جمع من أشراف قنا من الجمامزة وآل عنقا الأشراف عن أسرة علي بن أحمد الخوار فأجابوا: بأن هذه الأسرة لا تعرف من قبل بالنسب الهاشمي.
وقبل سنين ادعى المدعو علي أحمد الخوار بأن لديه ما يقارب العشرة آلاف وثيقة ومخطوطة قديمة في أنساب الأشراف والعرب كتبت على جلد غزال التيتل كما يزعم في موقعه، ويعود عُمْر هذه الوثائق والمخطوطات أكثر من (400) سنة، وقد آلت إليه من والده وأجداده, وأن هذه الوثائق والمخطوطات مصادق عليها بختوم ملوك وأعيان وأشهرها وأهمها كما يزعم: ختم محمد بن علي السنوسي مؤسس الطريقة السنوسية والملكية الليبية المتوفى سنة (1275هـ)، بل وقيل أن كل الوثائق خَتم عليها محمد السنوسي.
حقيقة علي أحمد الملقب نفسه بالخوار أو الخواري:
تقدم بأن وثائق المدعو علي أحمد بن رشيد الخوار المرسومة على جلد غزال كما يزعم قد اغتر بها العوام وبعض الخاصة، لذلك تابعت أخباره لكشف حقيقته لأهل العلم والعوام، وإليك حقيقة هذا المزور:
أولاً: دعوى أن جُل أو كل الوثائق صادق عليها محمد بن علي السنوسي مؤسس الطريقة السنوسية والملكية الليبية المتوفى سنة (1275هـ) دعوة كاذبة، وقد كذبها حفيد مؤسس الملكية الليبية: الأستاذ مالك العربي السنوسي ناظر وقف السادة السنوسية بالمدينة المنورة، وهذا نصه: ((تواردت إلينا خلال الفترات الماضية استفسارات كثيرة عن بعض الوثائق والتى لا نعلم عنها شيئًا ومن يقوم بصناعتها وترويجها على أنها مختومة بختم جدنا الشريف السيد محمد بن على السنوسي رضي الله عنه، ولما كنا نعرف ويعرف الجميع منهج جدنا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو أحد العلماء المعروفين، وبالتالي نعرف ختمه الصحيح الذي يستخدمه في شتى الأمور ولذلك أردنا إيضاح مايلي:
هناك شخص مشهور بتزوير الوثائق ويقطن بمركز إسنا في صعيد مصر ويدعى علي رشيد حمدان (الخوار) ويقوم هذا الرجل بصناعة مشجرات حديثة وتخص أنساب الأشراف ثم يقوم بتزويرها وترويجها وبيعها لبعض الأشخاص الذين لا يعرفون حقيقته، وللمزيد من المحاولة في إغرائهم يقوم بختمها بختمٍ مزورٍ باسم جدنا السيد محمد علي السنوسي، وهذا باطل وغير صحيح إطلاقًا حيث إننا نعرف معرفة تامة ختم جدنا، وبالتالي نحذر الجميع من التعامل مع هذا الشخص (المزور) وأن جميع هذه الوثائق هي وثائق مزورة وباطلة وختمها باسم جدنا يعتبر ختمًا مزورًا وباطلاً ولذلك جرى التنويه والتحذير، وسوف نقوم بملاحقة من يقوم بانتحال هذا العمل لدى الجهات المختصة، والله الهادي إلى سواء السبيل)).
وببيان الأستاذ مالك السنوسي يتضح لك كذب داعي الأنساب علي أحمد رشيد حمدان الملقب نفسه بالخوار وتزويره.
سقوط مزور الأنساب العازمي الخواري:
لكشف كذب وتزوير علي أحمد رشيد الملقب نفسه بالخوار تواصلت مع أحد أبناء الأشراف والذي ارتبط بصلة قوية مع علي أحمد رشيد والذي بدوره قدمني للخوار كباحث في تاريخ ونسب الأشراف بنجد لأستفيد بما عند الخوار مــن وثائق نسبية، عـلى إثر ذلك ومع مرور الوقت تم بناء علاقة قوية به كان دافعها من قبلي كشف تزويره , وأن الدافع من قبل علي أحمد رشيد الملقب بالخواري هو ((المال)) , فقد طلبت المخطوط الذي يزعم بأنه لديه ويخص أسرتي , فأرسل إلي وثيقة مكتوبة على جلد غزال كما يزعم لاتمت للأسرة بصلة من حيث الوقائع التاريخية والموروث والسلسلة النسبية التي بحوزة الأشراف آل حامد، ولكنه أقحم اسم الأسرة اعتقادًا منه بأن الأسرة ليـس لديها موروث ولا تمتلك سلسة نسبية، ولا تمتلك وثائق, وقد أوهمته بفرحي ورضاي عن تلك الوثيقة عـلى أن أحضـر إلى مصر وأدفـع لـه المـال مقابـل هـذه الــوثيقة المزعومة ووعدني بكثير مـن الوثائق التـى تخص أسـرتي بزعمـه، وقد زاد بعد ذلك يقيني بأن هذا الرجل كذاب مزور.
وعندمـا تيقنت بأنه اطمأن بما أقوله له اختلقت له اسم أسرة وأحداث تاريخية لها، لكشف حقيقته لأهل العلم والأمة، ودُونَك ما اختلقت من خيالي لفضحه:
1- اختلقت اسم أسرة من خيالي وهي: (القرشة).
2- اختلقت سلسلة نسب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ليس لها وجود في التاريخ ولا الواقع.
3- اختلفت قصة تاريخية عن نزوح هذه الأسرة من خيالي.
4- اختلقت حوادث تاريخية عن هذه الأسرة من خيالي.
وبعدها طلبت من المدعو علي أحمد رشيد الملقب نفسه بالخـوار البحث عـن هذه الأسـرة في موروث آبائه المزعوم، وقلت له: بأن هذا هو موروث الأسرة ولكنهـا لا تملك وثائق، وتم اغرائه بطريقة غير مبـاشرة بـأن صاحب هـذا النسب رجل ثري وعلى استعداد للحضور لمصر ودفع أي مبلغ لأي وثيقة تعزز موروثه الذي يريد به الخروج من هذه القبيلة التى ينتمي إليها حِلفًا والعودة للنسب الهـاشـمي.
فرحب المدعو علي أحمد رشيد حمدان وطلب بعض الوقت للبحث في وثائقه ومخطوطاته، وبعد عدة أيام أخبرني بوجود وثيقتين على جلد غزال تخصان هذه الأسرة المزعومة، وقام بإرسال صورة لها وأورد فيها ما أرسلته له بالنص من اسـم الأسـرة وسلسلة النسب وقصـة الـنزوح وغـيرها ممـا تم اختلاقه كذبًا، وزاد عليها بأن جعل الجد الجامع للأسرة قريش أميرًا من الأمراء كما فعل زورًا مع أسرة أخرى كريمة في نجد لا يعرف لها نسب في كتب التواريخ والنسب بأن جعل جدها الأعلى المشهورة به أميرًا من الأمراء.
وبعد عدة أيام أرسـل الـوثيقه الثانيـة المكتوبة على جلد غزال كما يزعم هذا الكاذب، وقـد أكمل فيـه جميع مـا أرسلت لـه مـن مـعلـومات وقـام بإعـادة صياغتها وزاد عليها بعض الأخبار الكاذبة للتدليس والتضليل، ثم ختمها بأختامه المعتاده زيادة في التضليل والكذب.
وقد وثقت تلك المراسلات والاتصالات الصوتية لتكون شاهدًا عليه بإذن الله .
وقبل الختام أحب أن أشير إلى مقال للباحث الدكتور الشريف حشيم بن غازي البركاتي المنشور في موقع أشراف الحجاز تحت عنوان: ((بيان المؤرخ النسابة الدكتور حشيم البركاتي في مزور الأنساب علي أحمد رشيد حمدان الملقب بالخواري)) بين فيه الباحث تجربته مع وثائق الخواري المزورة وكيف اتضح له كذب وتدليس وتزوير المدعو الخوراي في الأنساب الهاشمية من الناحية التاريخية والعلمية.
وبعد هذه الأحداث وسقوط المزور الكذاب علي أحمد رشيد حمدان العازمي المصري الملقب نفسه بالخوار أو الخواري، فإنني أنصح الجميع بالحذر منه ومن أمثاله ممن قل خوفهم من الله حتى صـار يعتـدي عـلى هـذا النسب تارة بالكذب وتارة بمحاولة إدخال من ليس من الهاشميين في الهاشميين كذبًا وظلمًا وزورًا طمعـًا في دنيـا فانيـة معرضًا عـما جـاء مـن الـوعيد الشديـد في مثـل هذا كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومـن ادعـى قـوماً ليس له فيهم نسب فليتبوّأ مقعده من النار)) وهو في صحيح البخاري.
وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى آله وصحبه.]
موضوع: إعلام القاصي والداني بسقوط مزور الأنساب العازمي الخواري) 