aloqili.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

aloqili.com

سيرة نبوية - تاريخ القبائل - انساب العقلييين - انساب الهاشمين - انساب المزورين
 
السياسة الدوليةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة  Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة    تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة  Emptyالسبت أبريل 13, 2019 5:46 am

{أخبار البرانس من البربر ولنبدأ أولا بالخبر عن هوارة من شعوبهم وذكر بطونهم وتصاريف أحوالهم وافتراق شعوبهم في عمالات إفريقية والمغرب} وهوارة هؤلاء من بطون البرانس باتفاق من نسابة العرب والبربر ولد هوارة بن أوريغ ابن برنس الا ما يزعم بعضهم أنهم من عرب اليمن تارة يقولون من عاملة احدى بطون قضاعة وتارة يقولون من ولد المسور بن السكاسك بن وابل بن حمير وإذا تحروا الصواب المسور بن السكاسك بن أشريس بن كندة وينسبونه هكذا هوار بن أوريغ بن جنون بن المثنى بن المسور وعند هؤلاء هوارة وصنهاجة ولمطة وكزولة وهسكورة يعرف جميعهم بنى ينهل وان المسور جدهم جميعا وانه وقع إلى البتر ونزل على بنى زحيك ابن مادغيس الأبتر وكانوا أربعة اخوة لوا وضرا واداس ونفوس وانهم زوجوه أختهم بصكي العرجاء بنت زحيك فولدت منه المثنى أبا هوارة وتزوجها بعد المسور بن عافيل ابن زعزاع أبو صنهاجة ولمطة وكزولة وهسكورة كما يأتي فيما بعد أنهم اخوة المثنى لامه وبها عرف جميعهم قالوا وولد المثنى بن المسور خبوز وولد خبوز بن المثنى ريغ الذي يقال فيه أوريغ بن برنس ومنه عرفت قبائل هوارة قالوا انما سميت هوارة لان المسور لما جال البلاد ووقع في المغرب قال لقد تهورنا هكذا عند بعض نسابة البربر وعندي والله أعلم ان هذا الخبر مصنوع وان أثر الصنعة باد عليه ويعضد ذلك أن المحققين ونسابتهم مثل سابق وأصحابه قالوا ان بطون اداس بن زحيك دخلت كلها في هوارة من أجل ان هوار خلف زحيك على أم اداس فربى اداس في حجره وزحيك على ما في الخبر الأول هو جد هوار لآن المثنى جده الأعلى هو ابن بصكي وهي بنت زحيك فهو الخامس من زحيك فكيف يخلفه على امرأته هذا بعيد والخبر الثاني أصلح عند نسابتهم من الأول * (وأما بطون) * هوارة فكثير وأكثرهم بنو نبه وأوريغ أشهر والنسبة لشهرته وكبر سنه من بينهم فانتسبوا جميعا إليه وكان لأوريغ أربعة من الولد هوار وهو أكبرهم ومغر وقلدن ومندر ولكل واحد منهم بطون كثيرة وكلهم ينسبون إلى هوار فمن بطون مغرماوس وزمور وكياد وسواى ذكر هذه البطون الأربعة إلى حزم وزاد سابق المطماطي وأصحابه ورجين ومنداسة وكركوده من بطون قلدن خماصه وورصطيف وبيانة وبل ذكر هذه الأربعة ابن حزم وسابق ومن بطون مار مليلة وسطط وروفل واسيل ومسراتة ذكرها ابن حزم وقال جميعهم بنو لهال بن ملك وكذا عند سابق ويقال ان ورنيفن أيضا من نهانه ومن بطون هوارة بنو كهلان ويقال ان مليلة من بطونهم وعند نسابة البربر من بطونهم عريان وورغة وزكارة ومسلاتة ومجريس ويقال ان ونيفن منهم ومجريس لهذا العهد ينتسبون إلى ونيفن وعند سابق وأصحابه
وكانت مواطن الجمهور من هوارة هؤلاء ومن دخل في نسبهم من إخوانهم البرانس والصمغر لأول الفتح بنواحي طرابلس وما يليها من برقة كما ذكره المسعودي والبكري وكانوا ظواعن وآهلين ومنهم من قطع الرمل إلى بلاد القفر وجاوز والمطة من قبائل الملثمين فيما يلي بلاد كوكو من السودان تجاه إفريقية ويعرفون بنسبهم هكارة قلبت العجمة واوه كافا أعجمية تخرج بين الكاف العربية والقاف وكان لهم في الردة وحروبها آثار ومقامات ثم كان لهم في الخارجية والقيام بها ذكر وخصوصا بالإباضية منها وخرج على حنظلة منهم عبد الواحد بن يزيد مع عكاشة الفزاري فكانت بينهما وبين حنظلة حروب شديدة ثم هزمهما وقتلهما وذلك سنة أربع وعشرين ومائة أيام هشام بن عبد الملك وخرج على يزيد بن حاتم سنة ست وخمسين ومائة يحيى بن فوناس منهم واجتمع إليه كثير من قومه وغيرهم وزحف إليه قائد طرابلس عبد الله بن السمط الكندل على شاطئ البحر بسواريه من سواحلهم فانهزم وقتل عامة هوارة وكان منهم مع عبد الرحمن بن حبيب مجاهد بن مسلم من قواده ثم أجاز منهم إلى الأندلس مع طارق رجالات مذكورون واستقروا هنا لك وكان من خلفهم بنو عامر بن وهب أمير ولده أيام لمتونة وبنو ذي النون الذين ملكوها من أيديهم واستضافوا معها طليطلة وبنو رزين أصحاب السهلة ثم ثارت هوارة من بعد ذلك على إبراهيم بن الأغلب سنة ست وتسعين ومائة وحاصروا طرابلس وافتتحوها فخربوها وتولى كبر ذلك منهم عياض ووهب وسرح إبراهيم إليهم ابنه أبا العباس فهزمهم وقتلهم وبنى طرابلس وحاجا هوارة بعبد الوهاب بن رستم من مكان امارتهم بتاهرت فجلاهم واجمعوا إليه ومعهم قبائل نفوسة وحاصروا أبا العباس بن الأغلب بطرابلس إلى أن هلك أبو ه إبراهيم بالقيروان وقد عهد إليه فصالحهم على أن يكون الصحراء لهم وانصرف عبد الوهاب إلى نفوسة ثم أصبحوا بعد ذلك وغزوا مع الجيوش صقلية وشهد فتحها منهم زواوة من يعم الحلفاء ثم كان لهم مع أبي يزيد النكارلي وفى حروبه مقامات مذكورة اجتمعوا إليه من مواطنهم بجبل أوراس ومرماجنه لما غلب عليه وأخذ أهلها بدعوته فانحاش إلى ولايته وفعلوا الأفاعيل وكان من أظهرهم في تلك الفتنة بنو كهلان ولما هلك أبو يزيد كما نذكره سطا إسماعيل المنصور بهم وأثخن فيهم وانقطع ذكر بنى كهلان ثم جرت الدول عليهم أذيالها وأناخت بكلاكلها وأصبحوا في عداد القبائل الغارمة من كل ناحية فمنهم لهذا العهد بمصر أوزاع متفرقون أوطنوها أكرة وعباره وشاوية وآخرون موطنون ما بين برقة والإسكندرية يعرفون بالمثانية ويظعنون مع الحرة من بطون لهث من سليم بأرض التلول من إفريقية ما بين تبسة إلى مرماحة إلى باجة ظواعن صاروا في عداد الناجعة
عرب بنى سليم في اللغة والزي وسكنى الخيام وركوب الخيل وكسب الإبل وممارسة الحروب وايلاف الرحلتين في الشتاء والصيف في تلولهم قد نسوا رطانة البربر واستبدلوا منها بفصاحة العرب فلا يكاد يفترق بينهم فأولهم مما يلي تبسة قبيله وينفن ورياستهم لهذا العهد في ولد يفرن بن حناش لأولاد دحمان بن فلان بعده وكانت الرياسة قبلهم سارية من بطون وينفن ومواطنهم ببسائط مزماحة وتبسة وما إليهما وبينهم قبيلة أخرى في الجانب الشرقي منهم يعرفون بقيصرون ورياستهم في بيت بنى مر من ما بين ولد زعازع وولد حركات ومواطنهم بفحص آبه وما إليها من نواحي الارنس وتليهم إلى جانب الشرق قبيلة أخرى منهم يعرفون بنصورة ورياستهم في بيت الرمامنة لولد سليمان بن جامع منهم ويراد بهم في رياسة نصرة قبيلة وربهامة ومواطنهم ما بين تبسة إلى صامتة إلى جبل الزنجار إلى اطار على ساحل تونس وبسائطها ويجاورهم متساحلين إلى ضواحي باجة قبيلة أخرى من هوار يعرفون ببني سليم ومعهم بطن من عرب نصر من هذيل من مدركة بن الياس جاؤوا من مواطنهم بالحجاز مع العرب الهلاليين غد دخولهم إلى المغرب وأوطنوا بهذه الناحية من إفريقية واختلطوا بهوارة وحملوا في عدادهم ومعهم أيضا بطن آخر من بطون رياح من هلال ينتمون إلى عتبة بن مالك ابن رياح صاروا في عدادهم وجروا على مجراهم والظعن والمغرم ومعم أيضا بطن من مرداس بنى سليم يعرفون ببني حبيب ويقولون هو حبيب بن مالك وهم غارمة مثل سائر هوارة وضواحي إفريقية من هذا العهد معهودة لهؤلاء الظواعن ومعظمهم من هوارة وهم أهل بقروشاء وركوب للخيل وللسلطان بإفريقية عليهم وظائف من الجباية وضعها عليهم دهاقين العمال بديوان الخراج قوانين مقررة وتضرب عليهم مع ذلك البعث في غزوات السلطان بعسكر مفروض يحضر بمعسكر السلطان متى استنفروا لذلك ولرؤسائهم آراء ذلك قاطعات ومكان في الدول بين رجالات البدو ويربطون هوارة بمواطنهم الأولى من نواحي طرابلس ظواعن وآهلين توزعتهم العرب من دبان فيما توزعوه من الرعايا وغلبوهم على أمرهم منذ ضحا عملهم من ظل الدولة فتملكوهم تملك العبيد للجبابة منهم والاستكثار منهم في الانتجاع والحرب مثل برهونه وورقلة الظواعن ومجريس الموطنين بزر نزور من ونيفن وهي قرية من قرى طرابلس ومن هوارة هؤلاء بآخر عمل طرابلس مما يلي بلد سرت وبرقة قبيلة يعرفون بمسراتة لهم كثرة واعتزاز ووضائع العرب عليهم قليلة ويعطونها من عزة وكثيرا ما ينقلون في سبيل التجارة ببلاد مصر والإسكندرية وفى بلاد الجريد من إفريقية وبأرض السودان إلى هذا العهد (واعلم) ان في قبلة قابس وطرابلس جبالا متصلا بعضها ببعض من المغرب


     

إلى المشرق فأولها من جانب الغرب جبل دمر يسكنه أمم من لواتة ويتصلون في بسطه إلى فاس وصفاقس من جانب الغرب وأمم أخرى من نفوسة من جانب الشرق وفى طوله سبع مراحل ويتصل به شرقا جبل نفوسة تسكنه أمة كبيرة من نفوسة ومغراوة وسدراته وهو قبلة طرابلس على ثلاث مراحل عنها وفى طوله سبع مراحل ويتصل به من جانب الشرق جبل مسلاتة ويعتمره قبائل هوارة إلى بلد مسراتة وبرقة وهو آخر جبال طرابلس وكانت هذه الجبال من مواطن هوارة ونفوسة ولواتة وكانت هنا لك مدينة صغيرة بلد نفوسة قبل الفتح وكانت برقة من مواطن هوارة هؤلاء ومنهم مكان بنى خطاب ملوك زويلة احدى أمصار برقة كانت قاعدة ملكهم حتى عرفت بهم فكان يقال زويلة بن خطاب ولما خربت انتقلوا منها إلى فزان من بلاد الصحراء وأوطنوها وكان لهم بها ملك ودولة حتى إذا جاء قراموش الغزي الناصري مملوك تقى الدين ابن أخي صلاح الدين كما نذكر في مكانه عند ذكر الغوري بن مسوفة وأخباره وافتتح ولدوا وجله افتتح فزان بعدها وتقبض على عاملها محمد بن خطاب بن يصلتن بن عبد الله بن صنفل بن خطاب آخر ملوكهم وامتحنه وطالبه بالأموال وبسط عليه العذاب إلى أن هلك وانقرض أمر بنى خطاب هؤلاء الهواريين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة    تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة  Emptyالسبت أبريل 13, 2019 5:51 am

(ومن قبائل) هوارة هؤلاء بالمغرب أمم كثيرة في مواطن من أعمال تعرف بهم وظواعن شاوية تنتجع لمسرحها في نواحيها وقد صاروا عبيدا للمغارم في كل ناحية وذهب ما كان لهم من الاعتزاز والمنعة أيام الفتوحات بسبب الكثرة وصاروا إلى الافتراق في الأودية بسبب القلة والله مالك الأمور ومن أشهرهم بالمغرب الأوسط أهل الجبل المطل على البطحاء وهو مشهور باسم هوارة وفيه من مسراتة وغيرهم من بطونهم ويعرف رؤساؤهم من بنى اسحق وكان الجبل من قبلهم فيما زعموا لبنى يلومين فلما انقرضوا صار إليه هوارة وأوطنوه وكانت رياستهم في بني عبد العزيز منهم ثم ظهر من بنى عمهم رجل اسمه اسحق واستعمله ملوك القلعة وصارت رياستهم في عقبه بنى اسحق وحفظ كبيرهم محمد بن إسحاق القلعة المنسوبة إليهم وورث رياسته فيهم أخوه حيول وصارت في عقبه واتصلوا بالسلطان أيام ملك بنى عبد الواد على المغرب الأوسط وانتظموا في شرائعهم واستعمل أبو تاشفين من ملوكهم يعقوب بن يوسف بن حيون قائدا على بنى توجين عندما غلبهم على أمرهم وفرض المغارم عليهم فقام بها أحسن قيام ودوخ بلادهم وأذل من عزهم وبعد أن غلب بنو مرين بنى عبد الواد على المغرب الأوسط استعمل السلطان أبو الحسن عبد الرحمن بن يعقوب على قبيلة هؤلاء ثم استعمل بعده عمه عبد الرحمن ثم ابنه محمد ابن عبد الرحمن بن يوسف ثم تلاشى حال هذا القبيل وخف ساكن الجبل بما اضطرم بهم دولة بنى عبد الواد وأصبحت لهم في الظلامات وانقرض نبت بنى اسحق والامر على ذلك لهذا العهد والله وارث الأرض ومن عليها * (الخبر عن أزداجة ومسطاسه وعجيسة من بطون البرانس ووصف أحوالهم) * اما أزداجة ويعرفون أيضا وزداجة فمن بطون البرانس وكثير من نسابة البربر يعدونهم في بطون زناتة وقد يقال ان أزداجة من زناتة ووزداجة من هوارة وانهما بطنان مفترقان وكان لهم وفور وكثرة وكانت مواطنهم بالمغرب الأوسط بناحية وهران وكان لهم اعتزاز وآثار في الفتن والحروب ومسطاسة مندرجون معهم فيقال انهم من عداد بطونهم ويقال انهم اخوة مسطاس اخى وزداج والله أعلم وكان من رجالتهم المذكورين شجرة بن عبد الكريم المسطاسي وأبو دليم بن خطاب وأجاز أبو دليم إلى الأندلس من ساحل تلمسان وكان لبنيه بها ذكروا في معها قرطبة وكان من بطون أزداجة بنو مشقق وكانا يجاوران مهران ونزل مرس وهران من رجال الدولة الأموية محمد بن أبي عون ومحمد بن عبدون فداخلوا بنى مسكن وملكوا وهران سبع سنين مقيمين فيها للدعوة الأموية فلما ظهرت دعوة الشيعة وملك عبيد الله المهدى تاهرت وولى عليها دواس بن مولاة للقيط من كتامة وأخذت البرابرة بدعوتهم أوعزدواس بحصار
وهران فرجعوا إليها سنة سبع وتسعين وأدخلوا بنى مسكن في ذلك فأجابوهم وفر محمد بن أبي عون فلحق بدواس وصولات والسحب ومعراق وأضرمت نارا ثم حدد بناءها دواس وأعاد محمد بن أبي عون إلى ولايتها فعادت أحسن ما كانت وأمراء تلمسان لذلك العهد ثم ولى على تاهرت أيام أبى القاسم بن عبد الله أيا ملك يغمراسن بن أبي سحمة وانتقض عليه البربر فحاصروه عند زحف ابن أبي العافية إلى المغرب الأوسط بدعوة المروانية وكان ممن أخذ بها محمد بن أبي عون صاحب وهران وأبو القاسم ميسور فولاه إلى المغرب وراجع طاعته إلى المروانية ثم كان شأن أبى يزيد وانتقاض سائر البرابرة على العبيديين واستفحل أمر زناتة وأخذ بدعوة المروانيين وكان الناصر عقد ليعلى بن أبي محمد النفزي على المغرب فخاطبه بمراوغة محمد بن ابن عون وقبائل أزداجة في الطاعة للعداوة بين القبيلتين بالمجاورة وزحف إلى أزداجة فحصرهم بجبل كيدرة ثم تغلب عليهم واستأصلهم وفرق جماعتهم وذلك لسنة ثلاث وأربعين وثلثمائة ثم زحف إلى وهران ونازلها ثم افتتحها عنوة وأضرمها نارا واستلحم أزداجة ولحق رياستهم بالأندلس فكانوا بها وكان منهم حزرون بن محمد من كبار أصحاب المنصور بن أبي عامر وابنه المظفر وأجاز إلى المغرب وبقي أزداجة بعد ذلك على حال من الهضيمة والمذلة وانتظموا في عداد الغارم من القبائل (وأما العجيسة) وهم من بطون البرانس من ولد عجيسة من برنس ومدلول هذا الاسم البطن فان البربر يسمون البطن بلغتهم عدس بالدال المشددة فلما عربتها العرب قلبت دالها جيما مخففة وكان لهم بين البربر كثرة وظهور وكانوا مجاورين في بطونهم لصنهاجة وبقاياهم لهذا العهد في ضواحي تونس والجبال المطلة على المسيلة وكانت منهم يسكنون جبل القلعة وكان لهم في فتنة أبى يزيد ولما هزمهم المنصور لجأ إليهم واعتصم بقلعة كتامة من حصونهم حتى اقتحم عليه ثم بادر حماد بن بلكين من بعد ذلك مكانا لبناء مدينة فاختطها بينهم ونزلها ووسع خطتها واستبحر عمرانها وكانت حاضرة لملك آل حماد فأخلفت هذه المدينة من مدة عجيسة لما تمرست بهم وخضدت من شوكتهم وراموا كيد القلعة مرارا وأجلبوا على ملوكها بالأعياص منهم فاستلحمهم السيف ثم هلكوا وهلكت القلعة من بعدهم وورثت مواطنهم بذلك الجبل عياض من أفاريق العرب الهلاليين وسعى الحمل منهم وفى القبائل بالمغرب كثير من عجيسة هؤلاء مفترقون فيهم والله أعلم {الخبر عن أوربا من بطون البرانس وما كان لهم من الردة والثورة وما صار لهم من الدعاء لإدريس الأكبر}
كانت البطون التي فيها الكثرة والغلب من هؤلاء البربر البتر كلهم لعهد الفتح أوربا وهوارة وصنهاجة من البرانس ونفوسة وزناتة ومطغرة ونفزاوة من البتر وكان التقدم لعهد الفتح لاورية هؤلاء بما كانوا أكثر عددا وأشد بأسا وقوة وهم من ولد أورب بن برنس وهم بطون كثيرة فمنهم بجاية ونفاسة ونجد وزهكوجة ومزياتة ورغيوتة وديقوسه وكان أميرهم بين يدي الفتح ستردير بن رومى بن بارزت بن بزريات ولى عليهم مدة ثلاث وسبعين سنة وأدرك الفتح الاسلامي ومات سنة أحد وسبعين وولى عليهم من بعده كسيلة بن لزم الأوربي فكان أميرا على البرانس كلهم ولما نزل ابن المهاجر تلمسان سنة خمس وخمسين كان كسيلة بن لزم مرتادا بالمغرب الأقصى في جموعه من أوربا وغيرهم فظفر به أبو المهاجر وعرض عليه الاسلام فأسلم واستنقذه وأحسن إليه وصحبه وقدم عقبة في الولاية الثانية أيام يريد سنة ثنتين وستين فاضطغن عليه صحابته لابي المهاجر وتقدم أبو المهاجر في اصطناعه فلم يقبل وزحف إلى المغرب وعلى مقدمته زهير بن قيس البلوى فدوخه ولقيه ملوك البربر ومن انضم إليه من الفرنجة بالزاب وتاهرت فهزمهم واستباحهم وأذعن له بليان أمير غمارة ولاطفه وهاداه ودله على عوارات البرابرة وردأه بوليلة والسوس وما والاهما من مجالات الملثمين فغنم وسبى وانتهى إلى ساحل البحر وقفل ظافرا وكان في غزاتة تلك يستهين كسيلة ويستخف به وهو في اعتقاله وأمره يوما بسلخ شاة بين يديه فدفعها إلى غلمانه وأراده عقبة على أن يتولاها بنفسه وانتهره فقام إليها كسيلة مغضبا وجعل كل ما دس يده في الشاة مسح بلحيته والعرب يقولون ما هذا يا بربري فيقول هو أجير فيقول لهم شيخ منهم ان البربري يتوعدكم وبلغ ذلك أبا المهاجر فنهى عقبة عنه وقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستألف جبابرة العرب وأنت تعمد إلى رجل جبار في قومه بدار عزه قريب عهد بالشرك متفسد وأشار عليه بأن يوثق منه وخوفه فتكه فتهاون عقبة بقوله فلما قفل عن غزاته وانتهى إلى طبنة صرف العساكر إلى القيروان أفواجا ثقة بما دوخ من البلاد وأذل من البربر حتى بقي في القليل وسار إلى تهودة لينزل بها الحامية فلما نظر إليه الفرنجة طمعوا فيه وراسلوا كسيلة بن لزم ودلوه على الفرصة فيه فانتهزها وراسل بنى عمه ومن تبعهم من البربر واتبعوا عقبة وأصحابه رضي الله عنه حتى إذا غشوه بتهودة ترجل القوم وكسروا أجفان سيوفهم ونزل الصبر واستلحم عقبة وأصحابه رضي الله عنهم ولم يفلت منهم أحد وكانوا زهاء ثلاثمائة من كبار الصحابة والتابعين استشهدوا في مصرع واحد وفيهم أبو المهاجر كان أصحابه في اعتقاله فأبلى رضي الله عنه في ذلك اليوم البلاء الحسن وأجداث الصحابة رضي الله عنهم أولئك الشهداء عقبة وأصحابه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة    تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة  Emptyالسبت أبريل 13, 2019 6:01 am

بمكانهم ذلك من أرض الزاب لهذا العهد وقد جعل على قبر عقبة اسنمة ثم جصص واتخذ عليه مسجد عرف باسمه وهو في عداد المزارات ومظان البركة بل هو أشرف مزور من الأجداث في بقاع الأرض لما توفر فيه من عدد الشهداء من الصحابة والتابعين الذين لا يبلغ أحد مد أحدهم ولا نصيفه وأسر من الصحابة يومئذ محمد بن أوس الأنصاري ويزيد بن خلف العبسي ونفر معهم ففداهم ابن مصاد صاحب قفصة وكان زهير بن قيس البلوى بالقيروان وبلغه الخبر فخرج هاربا وارتحل بالمسلمين ونزل برقة وأقام بها ينتظر المدد من الخلفاء واجتمع إلى كسيلة جميع أهل المغرب من البربر والفرنجة وزحف إلى القيروان فخرج العرب منها ولحق بزهير بن قيس ولحق بها أصحاب الذراري والأثقال فأمنهم وداخل القيروان وأقام أميرا على إفريقية ومن بقي بها من العرب خمس سنين وقارن ذلك مهلك يزيد بن معاوية وفتنة الضحاك بن قيس مع المروانية بمرج راهط وحروب آل الزبير فاضطرب أمر الخلافة بعض الشئ واضطرم المغرب نارا وفشت الردة في زناتة والبرانس ثم استقل عبد الملك بن مروان من بعد ذلك وأذهب بالمشرق آثار الفتنة وكان زهير بن قيس مقيما منذ 24مهلك السلطان عقبة فبعث إليه بالمدد وولاه حرب الجبابرة والثأر بدم عقبة فزحف إليها في آلاف من العرب سنة سبع وستين وجمع كسيلة البرانس وسائر البربر ولقيه بجيش من نواحي القيروان واشتد القتال بين الفريقين ثم انهزم البربر وقتل كسيلة ومن لا يحصى منهم واتبعهم العرب إلى مرماجنة ثم إلى ملوية وذال البربر ولجأوا إلى القلاع والحصون وحدت شوكة أوربا من بينهم واستقر جمهورهم بديار المغرب الأقصى فلم يكن بعدها لهم ذكر واستولوا على مدينة وليلى بالمغرب كانت ما بين موضع فاس ومكناسة بجانب جبل زرهون وأقاموا على ذلك والجيوش من القيروان تدوخ المغرب مرة بعد أخرى إلى أن خرج محمد بن عبد الله ابن حسن بن الحسن بن علي أيام المنصور وقتل بالمدينة سنة خمس وأربعين ثم خرج بعده ابن عمه حسين بن علي بن حسن المثلث ابن حسن المثنى ابن حسن السبط أيام الهادي وقتل بفخ على ثلاثة أميال من مكة سنة تسع وستين ومائة واستلحم كثير من أهل بيته وفرادريس بن عبد الله إلى المغرب ونزل على أوربا سنة ثنتين وسبعين وأميرهم يومئذ بو ليلى إسحاق بن محمد بن عبد الحميد منهم فأجاره وجمع البرابر على دعوته واجتمعت عليه زوغة ولواتة وسراتة وغمات ونفزة ومكناسة وغمارة وكافة برابرة المغرب فبايعوه وائتمروا بأمره وتم له الملك والسلطان بالمغرب وكانت له الدولة التي ورثها أعقابه إلى حين انقراضها كما ذكرنا في دولة الفاطميين والله تعالى اعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر




عدد المساهمات : 1369
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة    تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة  Emptyالسبت أبريل 13, 2019 6:06 am

تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحةالمكتبة الشعية  148
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٦ - الصفحة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ابن خلدون في أصل الأمازيغ
» كتاب : تاريخ الرسل والملوك المؤلف : الطبري
» أحفاد الشيخ هجو بن الشيخ عثمان واحفاد الشيخ حمد السميح بن الشيخ عثمان بن الشيخ عجيب المانجلك
» تاريخ الهوارة
» تاريخ الطبري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aloqili.com :: منتدي قبائل البربر-
انتقل الى: