إبطال نسب الشيخ احمد الرفاعي وعشيرة الرفاعيين
الرفاعيون : وهم أولاد عم الصوفي الشهير الشيخ أحمد الرفاعي حيث انقرض عقب الشيخ المذكور ، قال ابن الاثير (المتوفى سنة 630هـ) في كتابه (اللباب في تهذيب الانساب) حينما ذكر لقب (الرفاعي) في باب الراء والفاء (ج2 ص32): (الرفاعي: نسبة الى رفاعة بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد ، بطن من جهينة. وممن ينسب إليه عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن المحرث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة ، له صحبة). وقال الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ ، في كتابه (لب الالباب في تحرير الانساب) ، في باب (الفاء والراء) ما نصّه: (الرفاعي: بالكسر وتخفيف الفاء الى رفاعة جد وبطن من جهينة). وقيل انهم من بني رفاعة أحد بطون صعصعة بن معاوية من قبيلة هوازن القيسية العدنانية ، نظراً لسكنهم في بلاد المغرب في أفريقيا ـ كما في سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب لمحمد امين البغدادي السويدي ص41 ـ ولِما يذكره المؤرخون من أنَّ جد الرفاعيين قدم من المغرب فسكن في بطائح العراق.
وادعى البعض ان نسب الشيخ احمد الرفاعي هو التالي كما في الروض البسام لأبي الهدى الصيادي ، ص64: (احمد بن علي بن يحيى المغربي بن ثابت بن الحازم علي ابي الفوارس بن احمد بن علي ابي الفضائل بن الحسن الاصغر رفاعة بن المهدي بن ابي القاسم محمد بن الحسن بن موسى رئيس بغداد بن الحسين عبد الرحمن المحدث بن احمد الاكبر بن موسى الثاني ابو سبحة بن ابراهيم بن الامام موسى الكاظم (عليه السلام).
كما ان الرفاعيين اليوم يدَّعون أن نسبهم الرفاعي هو التالي: (الحسن رفاعة بن مهدي بن محمد بن "الحسن القاسم" بن الحسين بن احمد الاكبر بن موسى الثاني ابو سبحة بن ابراهيم الاصغر بن الامام موسى الكاظم عليه السلام). ولا يصح هذا النسب لأضطرابه واختلافه فتارة ينتسبون إلى الحسن بن الحسين بن أحمد الأكبر بن موسى الثاني بن إبراهيم الأصغر بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام وحين علموا أن الحسن بن الحسين المذكور غير معقب ابتدعوا وادعوا ان نسبهم يعود إلى "الحسن القاسم" بن الحسين بن أحمد الأكبر المذكـور مستفيدين من وجـود أخ معقـب للحسن بن الحسين اسمه ( القاسم ) وفاتهم أن الأسماء المركبة ( الحسن القاسم ) لم تكن موجودة في تلك الحقبة الزمنية ، ثم انتسبوا إلى المهدي بن القاسم بن محمد بن الحسين بن أحمد الأكبر المذكور وحين اكتشفوا ان الحسين المذكور ليس له ابن يدعى محمد قلبوا الأسماء وانتسبوا الى المهدي بن محمد بن القاسم بن الحسين المذكور ، وحين طولبوا بتفسير لقبهم ( الرفاعي ) اكتشفوا حينذاك انهم نسوا اضافة اسم رفاعة الى النسب الفاطمي المزعوم فعمدوا الى القول ان الحسن بن المهدي المذكور في نسبهم المزعوم اسمه ( الحسن رفاعة ) بن المهدي وفاتهم ان الأسماء المركبة لم تكن موجودة في تلك الحقبة الزمنية ، يضاف لذلك وجود اضطراب في النسب المزعوم فتارة يقولون : ( ثابت بن حازم بن علي ) وتارة اخرى يقولون : ( ثابت بن الحازم علي ) وغيرها من الإضطرابات ، علماً ان الشيخ أحمد الرفاعي لم يدعِ النسب الفاطمي بل ادعاه الجيل الثالث بعده من احفاده ( اولاد عمه ) كما اشار لذلك النسابة أبن عنبة الحسني في "عمدة الطالب" يضاف لذلك أن جميع المؤرخين العرب الذين أرَّخوا للشيخ أحمد الرفاعي لم يذكروا له نسباً فاطمياً صحيحاً وبعضهـم لم يكـن قـد سمـع بوجـود مثل هذا النسب له.
أقوال بعض العلماء والمؤرخين في نسب الشيخ أحمد الرفاعي:
رأي سبط الدين بن الجوزي:
قال الشيخ شمس الدين سبط ابن الجوزي في تاريخه: (هو احمد بن علي بن احمد أبو العباس بن الرفاعي شيخ البطائحيين كان يسكن أم عبيدة). {المصدر: قلائد الجواهر للتادفي ، ص84}
رأي القاضي مجير الدين الحنبلي:
قال قاضي القضاة مجير الدين عبد الرحمن العمري العليمي الحنبلي المقدسي في تاريخه "المعتبر في أنباء من عبر": (أبو العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي العباس احمد المعروف بأبن الرفاعي ، كان شافعي المذهب وأصله من الغرب وسكن بالبطائح بقرية يقال لها أم عبيدة ، والرفاعي بكسر الراء نسبة الى رجل بالمغرب له رفاعة). {المصدر: قلائد الجواهر للتادفي ، ص84}
رأي العلامة شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي:
قال العلامة شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي: (سيدي الشيخ الكبير محي الدين سلطان العارفين أبو العباس أحمد بن الرفاعي ، لم يبلغنا أنه أعقب كما جزم به غير واحد من الائمة المرضية ، ولم أعلم نسباً صحيحاً الى علي بن أبي طالب ولا الى احد من ذريته الاطايب ، وإنما الذي وصل إلينا وساقه الحفاظ وصح لدينا أنه أبو العباس أحمد بن الشيخ أبي الحسن علي بن احمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة المغربي الاصل العراقي البطائحي الرفاعي نسبةالى جده الاعلى رفاعة). {المصدر: قلائد الجواهر للتادفي ، ص85}
رأي القاضي جمال الدين أبو المحاسن التادفي الحنبلي:
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]. {المصدر: قلائد الجواهر للتادفي ، ص85}
رأي أبن خلكان:
قال أبن خلكان في وفيات الاعيان عند ترجمة الشيخ احمد الرفاعي: (هو أبو العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي العباس أحمد المعروف بابن الرفاعي ، كان رجلاً صالحاً فقيهاً شافعي المذهب اصله من العرب وسكن البطائح بقرية يقال لها ام عبيدة). {المصدر: كتاب "احمد الرفاعي للشيخ يونس السامرائي ، ص30}
والملاحظ ان الذين ذكروه نسبوه كالتالي: (أحمد بن علي بن احمد بن يحيى) ، غير ان الرفاعيون اليوم يصرون على ان اسمه هو (أحمد بن علي بن يحيى) بإسقاط أسم (احمد) بن يحيى ! ثم عمد بعضهم ـ كالدكتور خاشع المعاضيدي في كتابه من بعض انساب العرب ج2 ـ الى حيلة مفادها أن يحيى المذكور هو (أحمد يحيى) للتخلص من المأزق متناسين أن الاسماء المركبة لم تكن معروفة في ذلك الوقت !
كما ان هناك مسالة مهمة تبين مدى تهافت النسب العلوي المزعوم للشيخ أحمد الرفاعي والذي تتبناه العوائل الرفاعية وهو أنهم يقولون ـ كما في خلاصة الاكسير لأبي الحسن الواسطي ـ بأن "الحسن القاسم" المذكور في سلسلة نسبهم المزعومة قد توفي سنة 226هـ ، فإذا علمنا أنهم يقولون بأنه:
6ـ الحسن القاسم "المتوفى سنة 226هـ" بن 5ـ الحسين بن 4ـ أحمد الاكبر بن 3ـ موسى الثاني بن 2ـ ابراهيم المرتضى بن 1ـ الامام موسى الكاظم عليه السلام "المولود سنة 128هـ")
ولو افترضا جدلاً بأن (الحسن القاسم) وآباءه الخمسة المتبقين قد تزوجوا في سن الـ 16 فتكون النتيجة كالتالي بعد معرفتنا بولادة الامام موسى الكاظم (عليه السلام) سنة 128هـ:
الاول يتزوج سنة 144هـ ويلد ابنه البكر في نفس السنة !
الثاني يتزوج سنة 160هـ ويلد أبنه البكر في نفس السنة !
الثالث يتزوج سنة 176هـ ويلد أبنه البكر في نفس السنة !
الرابع يتزوج سنة 192هـ ويلد ابنه البكر في نفس السنة !
الخامس يتزوج سنة 208هـ ويلد ابنه البكر في نفس السنة !
السادس يتزوج سنة 224هـ ويلد ابنه البكر في نفس السنة ! ثم يتوفى سنة 226هـ وهو (الحسن القاسم) المزعوم.
فإذا كان (الحسن القاسم) المزعوم قد ولد سنة 208هـ وتوفي سنة 226هـ فهذا يعني انه مات وعمره (18 سنة) فقط ! فهل تعرفون بماذا وصفوا (الحسن القاسم) المزعوم في وثائقهم الرفاعية ؟! ، لنأخذ مخطوط خلاصة الاكسير للواسطي وهو مخطوط شهير ومن المصادر المعتمدة عند الرفاعيين.
قال في خلاصة الاكسير في وصف (الحسن القاسم) المزعوم ما نصّه: (والعقد النضيد منهم في عمود النسب المبارك الحسن القاسم أبو موسى رئيس بغداد شيخ بني هاشم ، قال أبن ميمون في مشجره ما انجب الطالبيون في عصر الحسن القاسم أعظم منه مقاماً وارفع منزلة... قال ابن الافطس نزل القاسم الحسن مكة ببعض اولاده واقام بها مدة طويلة وله بقية ببغداد ثم عاد بنفسه لبغداد وتوفي بها ودفن في مقابر قريش ، وهذا كله صحيح غير أن وفاته بمكة ، قال ابن ميمون الواسطي والعبيدلي والجوهري وغيرهم نزل الحسن رئيس بغداد مكة ببعض أولاده وأبقى بقية ببغداد وأقام بمكة محفوظ الحرمة موقر المقام حتى مات بها عام ست وعشرين ومائتين ، ثم قالوا وعقبه من رجلين موسى ومحمد أبو القاسم) !!!!!
فهل هذا النص يتحدث عن فتى مات وعمره 18 سنة كما يريد ("انصار النسب العلوي للرفاعيين") منّا أن نصدّق ! هل النص يتحدث عن فتى توفي وعمره 18 سنة أم عن شيخ كبير في السن اطلق عليه اسم (شيخ بني هاشم) ، شيخ أقام بمكة مدة طويلة ! كما ان النص يتحدث عن وجود عدد كبير من الاولاد للـ (الحسن القاسم) المزعوم ترك بعضهم في بغداد وترك البعض الآخر في مكة المكرمة ، فكيف استطاع ان ينجب العديد من الاولاد خلال سنتين فقط (124 - 126) هـ !!؟ صحيح انهم قالوا ان عقبه من رجلين فقط ولكن ذلك لا ينفي وجود عدد كبير من الاولاد لم يعقبوا او انقرض عقبهم ،حيث أنَّ النص يشير لوجودهم.
فهل هناك رجل واحد رشيد من الرفاعيين ينتبه لنفسه ويراجع حاله ويتقي ربه ويحكّم عقله ومنطقه وما بين يديه من أدلة ويعلن تنصله عن النسب العلوي المزعوم للعائلة الرفاعية ، وإلا فإنَّ تمسكهم بالنسب المذكور يجعل منهم أضحوكة لدى الآخرين الذين يقرأون هذا الكلام ويعجبون لتهافت كلام الرفاعيين ولا منطقيتهم !
ونضيف لما سبق بيانه ، انّ افتراض ان الامام موسى الكاظم (عليه السلام) قد تزوج وانجب ولده البكر وهو في عمر الـ (18) هو افتراض غير صحيح ، لأن ولادة الامام علي الرضا (عليه السلام) وهو الابن البكر للامام موسى الكاظم (عليه السلام) كانت سنة 148هـ وليست 144هـ كما افترض المخالف ، وعلى ذلك تكون ولادة اخيه ابراهيم المذكور في نسب الرفاعيين بعد سنة 148هـ ! ثم كانت ولادة الامام محمد الجواد (عليه السلام) وهو الابن البكر للامام علي الرضا (عليه السلام) سنة 195هـ وليست سنة 160هـ كما افترض المخالف ، وبذلك نحصل على دليل تأريخي على عدم صحة أن يكون كل شخص قد ولد ابنه في عمر الـ 16 سنة !