من المؤسف أن نجد جملة من العقايلة ترمي نسب الصرحاء وتنسى تاريخها متناسبة مقولة إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجر ، ولن نكيل الكيل بمكيالين فليس هذا ديدني .
الحمدلله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله وسلم على سيد الأولين الآخرين القائل (ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله , ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مفعده من النار) البخاري والقائل ( من ادعى إلى غير أبيه وأنتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا .
إن أمر الأدعياء قديم جدا" وقد تصدى لهم أهل جهابذة النسب في كل زمان وحمى الله بهم هذا النسب وطهره ولما لهذا للنسب النبوي الشريف ممن خصوصية وما يترتب عليه من أحكام وجب الوقوف بحزم في وجه كل مدعي كاذب ولما ورد من نصوص شرعيه في النهي عن الإنتساب لغير الأب والعشيرة حيث جائت تارة بالكفر وتارة باللعن .. وفواعجبا" من مسلم يغره هواه وطمع الدنيا ويدخل نفسه تحت هذا الوعيد الشديد والعظيم ..؟
وبناء" على ما تقدم فمن واجب على كل مسلم يعلم بأمر المدعين الإنكار عليهم وتحذيرهم ونصحهم رحمة ورأفتا" بهم وأعانتهم على أن يخرجوا من دائرة اللعن والكفر .
وبناء" على ما لدي من معلومات عن كثير جدا" من أدعياء النسب في قبيلة العقايلة خاصه وأحاطتي بكثير من أمورهم وتزويرهم حيث ظهرت أول ما ظهرت في السنوات العشر الأخيرة عبر مواقع الأنترنت وتويتر والفيس بوك وأستطاع هاؤلاء للأسف أن يبثوا سمومهم وكذبهم وتزويرهم في مواقع تحت إشراف بعض أبناء الأشراف ممن يقطن الكويت و جده وغيرهم وقد تصدى لهم بعض أبناء الأشراف وكشفوا أ
تنزيه النسب العلوي الهاشمي من المندسين والمدلسين واجب على كل المسلمين لقد تفشت في الآونة الأخيرة ظاهرة قيام بعض الأسر والعوائل المعروفة الأصل بتغيير أصولها ونسبها و أصبحت بين ليلة وضحاها تدعي أنها من النسب النبوي الطاهر مستحدثة أمرا لم تقله أصولهم وأخذوا في استخراج شهادات ومشجرات وكأنهم للتو سقطوا من السماء من غير جذور في الأرض ويا ليتها تكون شهادات صحيحة بل هي شهادات مستحدثة مشكوك في صحتها حيث استخرجوها من مكاتب تدعي خبرتها في علم الأنساب أو من أفراد اتخذوا باب النسب مصدرا للتكسب والبعض من هؤلاء غير عرب وبعيدون عن أماكن إقامة طالبي إثبات النسب ولا علاقة لهم بالقبائل العربية وهم في الغالب يعتمدون على تشابه الأسماء أو إجراء المسح والإضافة والتأويل ، وكذلك بدأنا نرى كتبا تبحث في الأنساب حديثة الإصدار لبعض المؤلفين المعاصرين بل أن هناك من يؤلف الكتب وهو ليس من أهل التأليف أو ممن يبحثون في التاريخ والأنساب ، وبعضاً من المقالات التي تنتشر على مواقع الانترنت تفيد في مجملها إلى انتساب بعضاً من القبائل أو الأسر إلى أهل البيت عليهم السلام .
والأدهى والأمر أن أولئك المؤلفين المعاصرين، أو كتاب المقالات في مختلف المواقع ، صاروا يعرّفون أنفسهم أنهم سادة هاشميون وأخذوا يفتحون الصفحات الإلكترونية وينشرون افتراءاتهم بشكل رهيب مجندين السذج لهذا الأمر لدرجة أصبحوا هم من يشكك في أصول وتاريخ القبائل الأصيلة الأخرى ولا يتركون فرصة دون أن يحشروا أنفسهم في أي موضوع يتحدث عن الأنساب ، وما أن يفتح أحد معهم نقاشا حول ادعائهم ( وهذا جائز لكل مسلم فمن ينتسب للرسول الكريم فجأة من حق كل المسلمين ومن حق الرسول عليهم أن يتأكدوا من صحة ادعاء من ينتسب لنبيهم ) ، والغالبية من هؤلاء لا يجدون ما يدفعون به سوى استخدام ألفاظا لا ينطق بها إلاّ من عاش في مواخير السفالة بينما يفترض أن يكون قد تربى في كنف أسرة كريمة تدعي رفعة نسبها وشرف الانتماء لبني هاشم وبعدها ينهي الموضوع ويهرب إلى غير رجعة ذلك بسبب ضعف ما لديه من أدلة لا يستطيع بها أن يثبت ادعائه ويصمد أمام من يحاججه .. والبعض منهم لا يملك سوى شهادة يتيمة صادرة من نسابة مغمورين وهؤلاء يدخلونهم في النسب النبوي الشريف دون سند قوي، أو بينة راجحة ، أو يقع بعض النسابون لخديعة ممن يطلب الإثبات وهم بالأصل من غير دليل ثابت مؤكد من مشجرات الأنساب القديمة لأهل البيت، أو المصادر التاريخية، أو بعضاً من الوثائق أو الصكوك الشرعية القديمة لأجداد تلك القبيلة أو الأسرة التي تؤيد صحة انتسابهم إلى البيت الهاشمي الشريف ، وفي حقيقة الأمر أن المدعين بالباطل إنما يطعنون في آبائهم وأجدادهم قبل غيرهم وهم لا يشعرون .
كثيراً، أو المعاصرين، تشابهت لديهم أسماء الأسر والقبائل مع أسماء قبائل وفروع وبيوتات أهل البيت.
فغلب عليهم الظن والوهم والهاجس إن أولئك من هؤلاء فأخرجوهم من تلك الأسرة أو القبيلة التي ينتسبون وينتمون إليها، وأدخلوهم في هذه القبيلة، أو ذلك الفرع أو البيت الهاشمي، دون البحث والتأكد والتروي وسؤال العارفين بالأنساب من تلك القبيلة، أو ذلك الفرع أو البيت الهاشمي عن صلة النسب بينهم وبين من تشابهت أسماء القبائل والأسر مع أسماء قبائلهم وفروعهم وبيوتهم وكذلك لا يحاولون التأكد من القبائل المجاورة لسكن هؤلاء المدعين للتأكد من صحة ادعاءه وبعضاً من هؤلاء المؤلفين أراد إدخال قبيلته، أو أسرته إلى آل البيت دون بينة فيقوم بإدخال عدداً من القبائل والأسر أيضاً إلى آل البيت في الكتاب الذي قام بتأليفه، معتمداً على روايات شفهية لعوام الناس، والقصص العامية التي تكون أقرب إلى الأسطورة الشعبية من الحقيقة، وعبارة عن حكايات تكون ملفقة أو موضوعه، لا ترتقي في مجملها إلى دليل صحيح يؤيد ادعائهم . وتجد منهج التأليف لدى جلّ هؤلاء المؤلفين يخالف كلٌ من:
١- المصادر التاريخية التي عاصر مؤلفوها الأعلام من أهل البيت ودونوا الحوادث التي عاصروها، وذكروا أسماء أبنائهم وذراريهم .
٢-مشجرات الأنساب القديمة لآل البيت التي حفظت أنسابهم، وأوضحت فروعهم وبينت المنقرض منهم والمعقب فيهم .[
تجد إن أعمدة النسب التي وضعها هؤلاء الوضاعون لتأكيد صحة انتسابهم إلى أهل البيت، هي أعمدة وهمية ليس لها ذكر أو وجود في المصادر التاريخية، أو مشجرات الأنساب القديمة لأهل البيت. وهناك من وصل به ضعف الأمانة العلمية والقدرة على البحث والتروي إلى نقل عمود نسب من مصدر ثم يقوم بالتغيير والحذف والإضافة في عمود النسب، ليخرج عمود نسب جديد من عمل يديه ويزعم انه نقله عن ذلك المصدر. وحينما تقف على ذلك المصدر للتحقق من عمود النسب تجد إن عمود النسب الذي يذكره المصدر يخالف عمود النسب الذي ذكره مؤلف الكتاب نقلاً عن ذلك المصدر. ليت شعري لو علم أولئك المتلاعبون بالأنساب عن حرمة الانتساب إلى النسب النبوي الشريف بالباطل وبغير حق. فلا شك ولا ريب أن الانتساب إلى غير الأب أو القبيلة مما حرمه الله تعالى ، وخاصة البيت النبوي لما يترتب على ذلك من الاستخفاف بالنسب النبوي الشريف وهي حرب على الله ورسوله : عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ” ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار” . لقد تناسى أولئك المؤلفون أن هناك الكثيرون في هذا العصر من ذرية أهل البيت لديهم معرفة ودراية بالأنساب، ويميزون الصحيح من الدعيّ، فضلاً عن وجود الكثير من النسابين الثقات من أبناء القبائل الأخرى لديهم معرفة بأنساب أهل البيت. فحري بكل مسلم في هذا العصر الذي كثر فيه المدعين بالانتساب إلى البيت الهاشمي بالباطل، ولديه علم و اهتمام في علم الأنساب أن يقوم بفضح أولئك المدعين، وكشف زيف ادعائهم، خصوصاً نسابة أهل البيت الثقات.
آل البيت قد فرض لهم الشارع الكريم حقوقاً شرعية لشرف هذا النسب الكريم. وأن يجعل ذلك العمل، والجهد خالصاً لله سبحانه وتعالى، وحباً لرسوله الأمين صلى الله عليه وآله وسلم . إن هؤلاء الكذابين المفترين على النسب الهاشمي لا يدركون عظم عملهم هذا وأنهم قد خلطوا الأنساب دون أن يعرفوا عواقب ذلك ، فلو ادعى أحد أنه ينتمي لشخص ما أو عائلة او قبيلة فإن مشكلته تنحصر مع ذلك الفرد أو تلك العائلة و القبيلة ولكنه عندما يدعي أنه حفيد للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإن ذلك يهم كافة المسلمين في العالم بمعنى لو أن رجلا قال أنه ” سيد هاشمي ” يعني ذلك أنك أمام حفيد للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فله حقوق عليك كمسلم وعليه واجبات كحفيد للرسول الكريم ، ولكن إن كان ما يدعيه باطلا فإن من الواجب على كافة المسلمين فضح هذا المدعي بالباطل بل يجب اعتباره من الفاسقين والمارقين وكذلك لا بد من محاسبته قضائيا لإنزال العقوبة عليه لكذبه وتدليسه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والاستهزاء بالنسب الشريف . قال الله تعالى : “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ” وعليه فإن النسب لدى الأمم يختلف باختلاف الأزمان والأقطار ، ولكن نحن نعيش في زمن لا بد من وجود ما يقطع الشك باليقين في الانتساب من عدمه ، ولذلك نجد أن إثبات النسب وأخص النسب العلوي الهاشمي الشريف يختلف من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان وسوف أفرد هنا بعض شروط إثبات النسب التي لا تدع مجالاً للشك والله تعالى أعلم . ( وللعلم أن علماء النسب أول ما ينظرون إليه هو الشهرة الأجيالية والمكانية والزمانية ومن ليس لديه شهرة معتبرة فإنه يولد الشك في الانتساب ، والشك في الشهرة وعمود النسب وإن كان بسيطا إلاّ أنه يسقط صحة النسب وبالأخص النسب العلوي الهاشمي ولهذا فإنه من واجب النسابة هو طرح هذا النسب جانبا ولا يعتمدونه خوفا من الدخول في الكذب بالانتساب للنبي الأكرم دون وجه حق .