[rtl] [size=48]إمارة بني الكنز الأولى[/size][/rtl]
[rtl]إختار بنو الكنز أميرا لهم هو" أبو المكارم هبه الله "زمن" الحاكم بأمر الله " الخليفة الفاطمي الذي ساعده في القبض على الثائر الأموي" أبو ركوة.[/rtl]
[rtl]يذكر المقريزي : وإلى مسروق هذا ينسب كنز الدولة حامي أسوان وأنشأ مكانه المعروف بساقية شعبان ولم يزل رئيسا على ربيعة حتى مات. فقام برياستهم بعده ولده أبو المكارم هبة الله بن الشيخ أبى عبد الله محمد بن علي ويعرف بالأهوج المطاع، وهو الذي ظفر بأبي ركوة الخارج على الحاكم بأمر الله وقبض عليه فأكرمه الحاكم إكراما عظيما ولقبه كنز الدولة وهو أول من لقب بذلك منهم. ولم تزل الإمارة فيهم وكلهم يعرفون بكنز الدولة، حتى كان آخرهم كنز الدولة فقتله الملك العادل أبو بكر بن أيوب في سابع صفر سنة 570سبعين وخمسمائة عندما[/rtl]
[rtl]خالف على السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وجمع لحربه وقتل أخاه أبا الهيجاء السمين .[/rtl]
[rtl]وحيث كانت اليمامة هي موطن ربيعة حيث يذكر ابن حوقل : " كانت اليمامة قراراً لربيعة ومضر" صورة الارض ص 31[/rtl]
[rtl]ويصف ناصر خسرو الذي مر على اليمامة منتصف القرن الخامس الهجري ( حوالي سنة445هـ) :" بلغنا اليمامة بعد مسيرة أربعة أيام بلياليها وباليمامة حصن كبير قديم والمدينة والسوق حيث صناع من كل نوع يقعان خارج الحصن وبها مسجد جميل وأمراؤها علويون منذ القديم ولم ينتزع أحد هذه الولاية منهم إذ ليس بجوارهم سلطان أو ملك قاهر وهؤلاء العلويون ذوو شوكة فلديهم ثلاثمائة أو أربعمائة فارس"أ.هـ سفر نامة ص 40 ومن هؤلاء العلويون من كانوا أمراء ربيعة أيضا في بلاد المريس والعلاقي وأسوان .[/rtl]
[rtl]حيث كان الكنز أميرهم شريفا قرشيا حين كانت القبائل تسير بمبدأ الحديث "الأئمة من قريش " وحديث النبي " قدموا قريشا ولا تقدموها" فمن المعروف أن أمراء بني الكنز كانوا من الأشراف آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما يذكر الإدفوي في قصيدة عن الشاعر أبو الفرج سهل الأسواني .[/rtl]
[rtl]أيا كنز الدولة آل النبي بهرت الأنام بمجد أشم [/rtl] | [rtl]ومن ذب عن حوزتيهما وحامى سبقت إلى غايته الكرام [/rtl] |
[rtl]- وتذكر المصادر التاريخية بأن القرشيين في مصر كانوا مقربين لبني أيوب والأيوبيون بعد نهاية الدولة الفاطمية ،فقد كان الأيوبيون حريصين على أن يضيفوا إلى تعربهم الثقافي عروبة سلالية ثم كانوا مقربين بعد ذلك أيضا إلى المماليك ثم العثمانيين.[/rtl]
[rtl]-حدود مصرفي ذلك التاريخ: يذكرإبن الفَقيه : ومن دمقلة إلى أسوان أوّل مصر مسيرة أربعين ليلة، ومن أسوان إلى الفسطاط خمس عشرة ليلة ومن أسوان إلى أدنى بلاد النوبة خمس ليال، وفي الشرق من بلاد النوبة البجة ما بين النيل وبحر اليمن، وهو بحر القلزم بمصر، وبحر الجار بالمدينة، وبحر جدّة بمكّة، وبحر اليمن بالشحر، وعمان وفارس والأبلّة".[/rtl]
[rtl]ذكر البكري: "ومدينة أسوان، وهي آخر مدن الإسلام وثغرهم من بلاد مصر، وهي متصلة ببلاد النوبة. وبين أسوان- وهي آخر بلاد الإسلام- والعريش، وهو آخر حدّ مصر، حائط العجوز قد حوّط أرض مصر كلها وبين مدينة أسوان ومدينة صور التي هي أول بلاد النوبة صحراء فيها أعراب يعرفون ببني حمار وبني هلال وبني كنانة وبني جهينة يؤدون أعشارهم إلى صاحب مصر. وأسوان في أول الصحراء إلى ساحل بحر النعم إلى مدينة على ساحل البحر تسمّى عيذاب، وهي في صحراء تتجوّل فيها قبائل السودان من البجاة. ومسجد الرديني آخر عمل أسوان وهو رباط أسوان".[/rtl]
[rtl]أي أن بني هلال في ذلك الوقت كانوا جنوب صحراء الواحات في الصحراء الغربية من أسوان .[/rtl]
[rtl]- يحدثنا المقريزي أن جذاما كانت من جملة قبائل الصعيد وهذا يعني أن موجات من القيسية قد إستقرت في أرض المعدن وإشتغلوا بالتعدين، وكذلك جماعات من السبئية .[/rtl]
[rtl]- ولقد تغير الوضع بين بني الكنز والفاطميين وإنقلب الحال من الولاء إلى العداء زمن الخليفة الفاطمي" المستنصر بالله "سنة 463 هـ عندما أعلن "كنز الدولة محمد "إستقلاله التام بسبب حالة الفوضى التي عمت مصر بعد الشدة المستنصرية (قصور النيل ثم المجاعة في عهد المستنصر) وقد شجعه على ذلك بعض العرب الوافدين إليه مثل بني هلال الذين تم تغريبهم من الشام إلي الصعيد والنوبة بصفتهم أسرى حرب.[/rtl]
[rtl]- وقد حدثت ثورة من كنز الدولة وتحركت قواته للقضاء على الخليفة الفاطمي الجديد " المستعلي بالله أبو القاسم " بسبب دفع بدر الدين الجمالي بولاية العهد إلى المستعلي بالله بدلا من أخوه الأكبر نزار الذي ينتمي إليه بعض فرق الشيعة ، الأمر الذي رفضه بعض زعماء الفرق الشيعية الفاطمية الإسماعيلية ، و منهم الحسن الصباح زعيم حركة الحشاشين الإسماعيلية في إيران ، الذي عرف فيما بعد بشيخ قلعة الجبل (قلعة ألمَؤت) ويبدو أنه أثار أتباعه من بني الكنز ضد بدر الجمالي وهو السبب الحقيقي للثورة أي أنه كان خلافا شيعيا داخليا.[/rtl]
[rtl]فأرسل الخليفة الفاطمي" المستعلي بالله أبو القاسم " القائد "أمير الجيوش بدر الدين الجمالي" إلي كنز الدولة محمدعام 491 هـ والذي هزم كنز الدولة وقتل عدد كبير من العرب المتواجدين مع "كنز الدولة محمد" وخاصة عند معركة إسنا وفر كنز الدولة إلى دنقلة وسلمه ملك النوبة إلي "بدر الجمالي" وقتل على باب الحديد ثم تم تعيين سعد الدولة" سارتكين القواسي" إبن أخ" كنز الدولة محمد "واليا على أسوان بوساطة ملك النوبة والذي إشترك معه في قتال الفرنج بالشام وقتل خلال المعارك في عسقلان عام 493هجرية .[/rtl]
[rtl]- عام 544 هـ تم تعيين طلائع بن رزبك واليا على قوص وأسوان والصعيد.[/rtl]
[rtl]- وفي سنة 568هـ دافع كنز الدولة عن أسوان ضد هجوم ملك النوبة وطلب النجدة من "صلاح الدين الأيوبي " الذي أرسل إليه" الشجاع البعلبكي" حيث يذكرالمقريزي : وفيها خرج العبيد من بلاد النوبة لحصار أسوان ، وبها كنز الدولة، فجهز السلطان الشجاع البعلبكي في عسكر كبير فسار إلى أسوان ، وقد رحل العبيد عنها، فتبعهم ومعه كنز الدولة، وواقعهم وقتل منهم كثيرا، وعاد إلى القاهرة ، وفيها سار الملك المعظم شمس الدولة فخر الدين تورانشاه بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين ، إلى بلاد النوبة، وفتح قلعة إبريم وسبى وغنم ، وعاد إلى أسوان ، وأقطع إبريم رجلا يعرف بإبراهيم الكردي، فسار إليها في عدة من الأكراد، وإنبثوا يشنون الغارات على بلاد النوبة، حتى إمتلأت أيديهم بالأموال والمواشي بعد فقر وجهد فوافى كتاب ملك النوبة إلى شمس الدولة وهو بقوص مع هدية، فأكرم رسوله وخلع عليه ، وأعطاه زوجين من نشاب ، وقال له : " قل للملك مالك عندي جواب إلا هذا " وجهز معه رسولا ليكشف له خبر البلاد، فسار إلى دمقلة وعاد إليه ، فقال : " وجدت بلادا ضيقة، ليس بها من الزرع سوى الذرة ونخل صغير منه إدامهم ، ويخرج الملك وهو عريان على فرس عرى، وقد إلتف في ثوب أطلس، وليس على رأسه شعر. فلما قدمت عليه وسلمت ضحك وتغاشى، وأمر بي فكويت على يدي هيئة صليب ، وأنعم علي بنحو خمسين رطلا من دقيق وليس في دمقلة عمارة سوى دار الملك ، وباقيها أخصاص "[/rtl]
[rtl]- وبعدها أقطع” صلاح الدين الأيوبي" إمارة بني الكنز إلى أخيه "توران شاه" إقطاعا حربيا ثم أقطعها إلى أخيه" أبي الهيجاء السمين" أحد قواده.[/rtl]
[rtl]- ثم قام " كنز الدولة بن المتوج" بعد ذلك بجمع عدد كبير من الناس بإغراء المال وأيضا بسبب حب الناس له فقام بقتل" آبي الهيجاء" السمين الحاكم الجديد ومن معه عام 570 هـ وذلك أثناء صد "صلاح الدين "هجوم أسطول الفرنج على الإسكندرية.[/rtl]
وتحالفت قوات كنز الدولة مع "عباس بن شادي وفلول ثورة مؤتمن الخلافة وعمارة اليمني " وبعض الجند المصريين والسودانيين ضد صلاح الدين الأيوبي في محاولة إعادة الحكم الفاطمي، حيث يذكر ابن خلدون : كان أمير العرب بنواحي اسوان يلقب كنز الدولة وكان شيعة للعلوية بمصر .
[rtl]فأرسل صلاح الدين الأيوبي حملة بقيادة أخيه "الملك العادل "وقضى عليهم جميعا وبلغ عدد القتلى ثمانين ألفا. ويذكر أبو شامة:" وأسرعت البلية إِلَيْهَا وَبهَا وَقعت وأتى السَّيْف على أَهلهَا وباءت بعد عزها بذّلها" . فخربها وأنزل السيف في أهلها عند بلدة الطود[/rtl]
[rtl]حيث يذكرالمقريزي: وفيها جمع كنز الدولة والي أسوان العرب والسودان ، وقصد القاهرة يريد إعادة الدولة الفاطمية، وأنفق في جموعه أموالا جزيلة ، وإنضم إليه جماعة ممن يهوى هواهم ، فقتل عدة من أمراء صلاح الدين . وخرج في قرية طود رجل يعرف بعباس بن شادي، وأخذ بلاد قوص ، وإنتهب أموالها. فجهز السلطان صلاح الدين أخاه الملك العادل في جيش كثيف ، ومعه الخطير مهذب بن مماتي، فسار وأوقع بشادي وبدد جموعه وقتله ، ثم سار فلقيه كنز الدولة بناحية طود، وكانت بينهما حروب فر منها كنز الدولة، بعدما قتل أكثر عسكره. ثم قتل كنز الدولة في سابع صفر، وقدم العادل إلى القاهرة في ثامن عشريه.[/rtl]
[rtl]ومن ذلك الوقت إنتهت إمارة نبي الكنزعن أسوان والمريس ورحلوا الى المقرة وتصاهروا مع ملوكها وإكتسبوا لهجتهم وإستفادوا من نظام الوراثة عندهم بأن يرث إبن البنت ثم حولوا الوراثة إلى النظام الأبوي وإنتقل الملك إلى أولادهم .[/rtl]
[rtl]- في ذلك التوقيت ظهرت فكرة إقامة تحالف صليبي حبشي ويقصد بالحبشة في ذلك الوقت ممالك النوبة المسيحية بالسودان لأن ملوك أوروبا كعادتهم تاريخيا كانوا يخلطون إسم النوبة بالحبشة لأنهم يطلقون على الجميع لفظ "إثيوبيا " أي بلاد السود، وذلك للإطباق على مصر من الشمال والجنوب وظهور مخطط أوروبي حبشي لتحويل مجرى نهر النيل وحرمان المصريين من مياهه ولم يتم هذا المشروع في زمن الأيوبيين.[/rtl]
[rtl]وقد كان ملك البرتغال قد منح اليسوعيين (الجزويت)الولاية الروحية على الحبشة وبلاد النوبة العلوة لأن النوبة المقرة أصبح مذهبها يعقوبي.[/rtl]
[rtl][size=48]إمارة بني الكنز الثانية[/size][/rtl]
[rtl]-عام670 هـ قام الملك" داوود الأول " ملك النوبة بهجوم على أسوان وعلى ثغر عيذاب وصد" نجم الدين عمر " من أمراء أسوان هذا الهجوم حتى جاءت حملة "الظاهر بيبرس "لصد هذا الهجوم بحملة عام 671هـ ثم قام بحملة ثانية على بلاد النوبة (بلاد مقرة) عام 673 هـ وكان في الحملة ملك نوبي يدعى "شكندة " كان يشكو" للظاهر بيبرس "أن الملك" داوود" إغتصب عرشه فأجلسه" الظاهر بيبرس" على عرش دنقلة وهرب "داوود الأول " إلى مملكة علوة وقبض ملك علوة على "الملك داوود الأول " وأرسله إلى" الظاهر بيبرس "عام 675 هـ وسجن" الملك داوود "وتوفى في سجنه .[/rtl]
[rtl]- وكان الظاهر بيبرس قد إستعان أثناء الحملة بكنز الدولة في ذلك الوقت "قمر الدولة"أمير قلعة الجبل في الدر وإستولى بيبرس على سواكن ببلاد مقرة.[/rtl]
[rtl]- وقد ولى" الأمير حمد بن محمد ابوالجعافرة " أميرا على الصعيد الأعلى بالطود – قرب الأقصر - (وكان قد إستعان في حملته ببعض العرب منهم الجعافرة أولاد محمد أبوالجعافرة من البحيرة والقاهرة) وأنشأ بهم إمارة كنزية جديدة بين قوص وأسوان أي شمال دولة بني الكنز التي قامت على أرض المريس وسوف أفرد الحديث لهذه الإمارة في البحث لاحقا.[/rtl]
[rtl]- و كان" شكندة" قد إستعان "بالظاهر بيبرس" لإعادته لعرش النوبة من "داوود الأول " .[/rtl]
[rtl]- يذكر بدر الدين العيني : عن حملة الملك الظاهر بيبرس: "ولما جردّ العسكر من مصر خرجوا في ثامن شوال ووصلوا إلى الدو، فأغاروا على قلعتها ونزلوا جزيرة ميكائيل، وهي رأس جنادل النوبة، فقتلوا وأسروا وغنموا، وكان قمر الدولة آبي صاحب الجبل، فآمنوه وقرروه على ولايته، ثم التفوا الملك داود وعساكره، فكسروه وأسر أخوه وأمّه وأخته، وقتلوا من السودان ألوفا، وهرب داود إلى الأبواب، وهي فوق بلاده، فالتقاه صاحبها وإسمه "أدرو" قاتله وقتل ولده، وأكثر من كان معه، وأمسكه وأرسل به إلى السلطان أسيرا، فإعتقل بقلعة الجبل إلى أن مات في السجن فيما بعد، ورتّب الأمراء شكنده مكان داود خاله، وقرّروا عليه في كل سنة قطيعة يؤديها، وهي: ثلاثة أفيلة، وثلاثة زرافات، وخمس فهود، ومائة أصهب جياد، وأربعمائة رأس بقر، وأن تكون البلاد مشاطرة: النصف للسلطان، والنصف لعمارتها وحفظها، وأن تكون بلاد العلي وبلاد الجبل للسلطان خاصا لقربها من أسوان، ويحمل ما يتحصل منها من التمر والقطن مع ما تقرر من القطيعة والجزية وهي دينار واحد من كل واحد من العقلاء البالغين إلى الأبواب الشريفة، وإستحلفوه على ذلك الأيمان التي يحلفها النصارى، وعادت العساكر المنصورة .[/rtl]
[rtl]ثم مات "شكندة" وتولى من بعده "برك" ثم قتل برك علي يد "سي مأمون- بيت مأمون" والذي إستولى على عرش دنقلة والذي تولى عرش النوبة ثلاث مرات متقطعة.[/rtl]
[rtl]- حدود الدولة الظاهرية في ذلك التاريخ : - يذكر العَيْني عن الظاهر بيبرس :"وفتح بلاد النوبة بكمالها، وإتسعت مملكته من الفرات إلى أقصى بلاد النوبة".[/rtl]
[rtl]- سنة 678 هـ قام " السلطان قلاوون" بحملة على بلاد النوبة بقيادة "علم الدين سنجر الشهير بالخياط "و"عز الدين آيدمر السيفي" و"عز الدين والكوراني" والي قوص.[/rtl]
[rtl]- ثم قرر السلطان قلاوون تعيين والي ونائبا من قبل الدولة المملوكية على الدر وأبريم بتنازل ملك النوبة له عن المنطقة من الدر إلى بعد الشلال الثالث.[/rtl]
[rtl]- يذكر المقريزي: "توجه الأمير علم الدين سنجر المسروري المعروف بالخياط متولي القاهرة، والأمير عز الدين الكوراني، إلى غزو بلاد النوبة. وجرد السلطان معهما طائفة من أجناد الولايات بالوجه القبلي والقراغلامية، وكتب إلى الأمير عز الدين أيدمر السيفي السلاح دار متولي قوص أن يسير معهما بعدته ومن عنده من المماليك السلطانية المركزين بالأعمال القوصية، وأجناد مركز قوص، وعربان الإقليم: وهم أولاد أبي بكر وأولاد عمر، وأولاد شيبان وأولاد الكنز وبني هلال، وغيرهم. فسار الخياط في البر الغربي بنصف العسكر، وسار أيدمر بالنصف الثاني من البر الشرقي، وهو الجانب الذي فيه مدينة دمقلة. لما وصل العسكر أطراف بلاد النوبة أخلي ملك النوبة سمامون البلاد، وكان صاحب مكر ودهاء وعنده بأس. وأرسل سمامون إلى نائبة بجزائر ميكائيل وعمل الدو وإسمه جريس ويعرف صاحب هذه الولاية عند النوبة بصاحب الجبل يأمره بإخلاء البلاد التي تحت يده أمام الجيش الزاحف، فكانوا يرحلون والعسكر وراءهم منزلة بمنزلة حتى وصلوا إلى ملك النوبة بدمقلة، فخرج سمامون وقاتل الأمير عز الدين أيدمر قتالاً شديداً، فإنهزم ملك النوبة وقتل كثير ممن معه وإستشهد عدة من المسلمين ، فتبع العسكر ملك النوبة مسيرة خمسة عشر يوما من رواء دمقلة إلى أن أدركوا جريس وأسروه ، وأسروا أيضاً إبن خالة الملك وكان من عظمائهم، فرتب الأمير عز الدين في مملكة النوبة ابن أخت الملك، وجعل جريس نائبا عنه، وجرد معهما عسكراً، وقرر عليهما قطعة يحملأنها في كل سنة، ورجع بغنائم كثيرة ما بين رقيق وخيول وجمال وأبقار وأكسية ".[/rtl]
[rtl]- بعد الحملة قام السلطان قلاوون بتولية "داوود الثاني " ملكا على النوبة ثم عاد "سيمامون " إلى ملك النوبة وتوفى سنة 693 هـ وتولى عرش النوبة " أني " ثم " بوديما " في نفس العام ثم "أماي" وتوفى" أماى "سنة 716 هـ وتولى بعده أخوه"كربيس" الذي إمتنع عن دفع البقط فأرسل "محمد بن قلاوون" حملة إزاحته عن العرش، وقد طلب "كربيس "من "محمد بن قلاوون" أن يولي إبن أخته المسلم "كنز الدولة شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك " غير أنه رفض وولى مكانه نشلي "عبد الله بن سمبو- برشمبو" والذي كان قد أسلم وبدأ إسلام أهل النوبة من ذلك التاريخ.[/rtl]
[rtl]إلا أن أهل النوبة كرهوا نشلي" عبد الله بن سمبو - برشمبو "والذي حفز ذلك كنز الدولة "شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك " وحرض" شجاع الدين نصر" النوبيين على قتال " بن سمبو - برشمبو " في معركة سنة717 هـ وقتل "بن سمبو - برشمبو ".[/rtl]
[rtl]يقول ابن خلدون : "(أخبار النوبة واسلامهم) * قد تقدم لنا غزو الترك إلى النوبة أيام الظاهر بيبرس والمنصور قلاون لما كان عليهم من الجزية التى فرضها عمرو بن العاص عليهم وقررها الملوك بعد ذلك وربما كانوا يماطلون بها أو يمتنعون من أدائها فتغزوهم عساكر المسلمين من مصر حتى يستقيموا وكان ملكهم بدنقلة أيام سارت العساكر من عند قلاون إليها سنة ثمانين وستمائة وإسمه سمامون ، ثم كان ملكهم لهذا العهد إسمه آى لا أدرى أكان معاقبا لسمامون أو توسط بينهما متوسط وتوفى آى سنة ست عشرة وسبعمائة وملك بعده في دنقلة أخوه كربيس ثم نزع من بيت ملوكهم رجل إلى مصر إسمه نشلى وأسلم فحسن إسلامه وأجرى له رزقا وأقام عنده فلما كانت سنة ست عشرة إمتنع كربيس من أداء الجزية فجهز السلطان إليه العساكر وبعث معها عبد الله نشلى المهاجر إلى الإسلام من بيت ملكهم فخاف كربيس عن لقائهم وفر إلى بلد الابواب ورجعت العساكر إلى مصر وإستقر نشلى في ملك النوبة على حاله من الإسلام وبعث السلطان إلى ملك الأبواب في كربيس فبعث به إليه وأقام بباب السلطان ثم ان أهل النوبة إجتمعوا على نشلى وقتلوه بممالاة جماعة من العرب سنة تسع وبعثوا عن كربيس ببلد الأبواب فألفوه بمصر وبلغ الخبر إلى السلطان فبعثه إلى النوبة فملكها وإنقطعت الجزية بإسلامهم .[/rtl]
[rtl]- وبذلك أصبحت النوبة المقرة في ذلك التاريخ تحت حكم المسلمين، إذ كان كنز الدولة أو واحد من أحفاده لا يزال على العرش في عام 1349 م/ 750هـ .[/rtl]
[rtl]حيث يذكر العمري أن النوبة بلد مسيحي يحكمه ملوك مسلمون من بنى كنز[/rtl]
[rtl]حدود مصر في ذلك التاريخ : كما يصفها إبن فضل الله العمري:"ومصر يشتمل عليها أربعة حدود:- فأما الحد القبلي فينتهي من ضفة القلزم حيث عيذاب على بلاد الحداربة، إلى الروم من بلاد النوبة خلف الجنادل التي على مصب النيل، إلى جبال المعدن، إلى صحراء الحبشة. وأما الحد الشرقي فينتهي إلى بحر القلزم؛ وغالب ما بينه وبين مجرى النيل منقطع رمال ومحاجر وجبال؛ ويسمى ما ساحل البحر في هذا الحد: بر العجم، ثم يتسع من حيث السويس وما أخذ شرقا عن بركة الغرندل التي أغرق الله فيها فرعون فينتهي الحد إلى تيه بني إسرائيل حتى يقع على أطراف الشام.وأما الحد الشمالي وتسميه أهل مصر: البحري فما بين الزعقة ورفح حيث الشجرتان؛ وما إخال اليوم بقاء الشجرتين، وإنما هما موضع الشجرة التي تعلق فيها العوام الخرق، وتقول هذه مفاتيح الرمل، وهي حيث الكتب المجنبة عن البحر الشامي قريبا من الزعقة. فأما الأشجار التي بالمكان المعروف الآن بالخروبة، ويعرف قديما بالعش ".[/rtl]
[rtl]- روى المقريزي: "وفيه قدم الخبر بقتل الأمير صعبه كاشف الوجه القبلي، فيما بين عرك وبني هلال، وقتل كثير من أصحابه، وأخذ ما معهم. وشن العرب بعد قتله الغارات على البلاد، وأمعنوا في نهب الغلال وقطع الطرقات، وذلك بعد دخولهم سيوط ونهبها".[/rtl]
[rtl]- ذكر المقريزي: "حشد الأحدب بن واصل شيخ عرك جموعه، وصمم على لقاء الأمراء، وحلف أصحابه على ذلك. وقد إجتمع معه عرب منفلوط، وعرب المراغة وبني كلب وجهينة وعرك، حتى تجاوزت فرسانه عشرة آلاف فارس تحمل السلاح، سوى الرجالة المعدة، فأنها لا تعد ولا تحصى لكثرتها. وجمع الأحدب مواشي أصحابه كلهم وأموالهم وغلالهم وحريمهم وأولادهم، وأقام ينتظر قدوم العسكر"..... "ثم رحل الأمير شيخو عن سيوط، وبعث الأمير مجد الدين الهذبانى ليؤمن بنى هلال أعداء عرك، ويحضرهم ليقاتلوا عرك أعداءهم. فإنخدعوا بذلك، وفرحوا به، وركبوا بأسلحتهم، وقدموا في أربعمائة فارس، فما هو الا أن وصلوا إلى الأمير شيخو فأمر بأسلحتهم وخيولهم فأخذت بأسرها، ووضع فيهم السيف، فأفناهم جميعاً. وركب الأمير شيخو من فوره، وصعد عقبة أدفو في يوم وليلة، فلما نزل إلى الوطاة قدم عليه نجاب من أمراء أسوان بأن العرب قد نزلوا في برية بوادي الغزلان، فألبس العسكر آلة الحرب وهلك من العرب خلائق بالعطش،[/rtl]
[rtl]ما بين فرسان ورجالة وجدهم المجردون في طلبهم، فسلبوهم. وصعد كثير منهم إلى الجبال ".[/rtl]
[rtl]- وكذلك في نفس التاريخ يذكر إبن إياس: "وفي عام 754هـ نشب نزاع بين عرك وبني هلال، وتدخل المماليك في هذا النزاع، ومالأوا بني هلال، وقتل عدد كبير من المماليك وأمرائهم في هذا الحادث. و قدوم العسكر " وشن المماليك الحملة عليهم، وبعث أمراء المماليك " ليؤمن بني هلال أعداء عرك، ويحضرهم ليقاتلوا عرك أعداءهم، فإنخدعوا بذلك، وفرحوا به، وركبوا بأسلحتهم، وقدموا في أربعمائة فارس، فما هو إلا أن وصلوا إلى الأمير شيخو " قائد المماليك " حتى أمر بأسلحتهم وخيولهم فأخذت بأسرها ووضع فيهم السيف، فأفناهم جميعا ". وقامت معارك عنيفة بين الحلف العركي والمماليك، وقتل من الجانبين خلق كثير، وطورد العرب إلى بلاد السودان، " ولم يبقى بدوي في صعيد مصر".[/rtl]
[rtl]ووصف ابن إياس نهاية هذه المعركة فقال: "ثم إن الأمراء مشوا وراء العربان إلى آخر بلاد الزنج".أي إلى ما بعد جنوب السودان حاليا.[/rtl]
[rtl]- ومن هنا بدأت الهجرات العربية الكبيرة المكثفة من الصعيد إلى بلاد النوبة وأعماق السودان فرارا من الحرب مع المماليك.[/rtl]
[rtl]- حيث تقسمت المنطقة من الصعيد إلي النوبة ودنقلة إلى الأبواب بشمال سوبا وشمال الخرطوم حاليا إلى أحلاف قبلية كما يذكر د/ عبد المجيد عابدين.[/rtl]
[rtl]وهي : 1- الحلف القرشي. 2- حلف ربيعة.[/rtl]
[rtl]3- الحلف الهلالي. 4- الحلف العركي.[/rtl]
[rtl]5- بهراء. 6- المغاربة.[/rtl]
[rtl]يذكر القلقشندي : نبذة عن إمارات العرب و أمراء النوبة العرب أصحاب المكاتبات مع المماليك من 763هـ حتى 769هـ .[/rtl]
[rtl]ولعلّ هؤلاء أيضا من عربان الممالك المحروسة، غير أنه لا إقطاعات لهم، وعدّ منهم ثمانية أشخاص، وذكرأنه كتب إلى كل منهم الإسم ومجلس الأمير:[/rtl]
[rtl]الأول - سمرة بن كامل العامريّ.[/rtl]
[rtl]الثاني- عبّاد بن قاسم .[/rtl]
[rtl]الثالث- كمال بن سوار. قال: وهو مستحدث المكاتبة في العشر الأول من جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وسبعمائة.[/rtl]
[rtl]الرابع- جنيد: شيخ الجوابرة من الهكاريّة بأبواب النّوبة. قال: وهو مستحدث المكاتبة في سنة تسع سنين وستين وسبعمائة 769هـ.[/rtl]
[rtl]الخامس- شريف: شيخ النّمانمة، بأبواب النّوبة أيضا، ومكاتبته مستجدّة حينئذ.[/rtl]
[rtl]السادس- عليّ: شيخ دغيم.[/rtl]
[rtl]السابع- زامل الثاني.[/rtl]
[rtl]الثامن- أبو مهنّا العمرانيّ.[/rtl]
[rtl]- وبحلول عام 1365م - 767هـ وصلت إلى مصر إلى السلطان "الأشرف شعبان الثاني" سفارة من ملك نوبي غير مسيحي تسعى إلى كسب الدعم ضد قبائل عربية معينة كانت قد بدأت تغزو المملكة ، تلك القبائل تمثلت في بنى جعد وبنى عكرمة وبنى كنز والعرب الفارين من المماليك . في فترة زمنيَّة سبقت عام 1365م/ 767 هـ حيث حدث هناك إنقلاب من الإنقلابات المتكررة في قصر المقرة بدنقلة ، خلع فيه الملك وقتل على يد إبن أخته .[/rtl]
[rtl]صراع بني الكنز وبني الجعد الأنصار وبين النوبيين عند دنقلة وجزيرة صاي والدر[/rtl]
[rtl]العرب وبني الكنزهم بني ربيعة وبني هلال وفزارة وجهينة وبلي وبعض الأنصارو القريشيين.[/rtl]
[rtl]- ذكرالمقريزي: وكانت الكثرة والغلبة ببلاد الصعيد لست قبائل، وهم: بنو هلال، وبلى، وجهينة، وقريش، ولواته، وبنو كلاب، وكان ينزل مع هؤلاء عدّة قبائل سواهم من الأنصار،ومن مزينة،وبني دراج وبني كلاب وثعلبة وجذام"[/rtl]
[rtl]- وذكر المقريزي: "ثم قدم ركن الدين كرنبس من أمراء النوبة، والحاج ياقوت ترجمان النوبة، وأرغون مملوك فارس الدين، برسالة متملك دمقلة، بأن إبن أخته خرج عن طاعته، وإستنجد ببني جعد من العرب، وقصدوا دمقلة فإقتتلا قتالا كثيراً، قتل فيه الملك وإنهزم أصحابه. ثم أقاموا عوضه في المملكة أخاه، وإمتنعوا بقلعة الدو فيما بين دمقلة وأسوان. فأخذ إبن أخت المقتول دمقلة، وجلس على سرير المملكة، وعمل وليمة، جمع فيها أمراء بني جعد وكبارهم، وقد أعد لهم جماعة من ثقاته، ليفتكوا بهم، وأمر فأخليت الدور التي حول دار مضيفهم، وملأها حطباً. فلما أكلوا وشربوا، خرجت جماعة بأسلحتهم، وقاموا، على باب الدار، وأضرم آخرون النار في الحطب، فلما إشتعلت، بادر العربان بالخروج من الدار، فأوقع القوم بهم، وقتلوا منهم تسعة عشر أمير في عدة من أكابرهم. ثم ركب إلى عسكرهم، فقتل منهم مقتلة كبيرة، وإنهزم باقيهم، فأخذ جميع ما كان معهم وإستخرج ذخائر دمقلة وأموالها، وأخلاها من أهلها. ومضى إلى قلعة الدو، وسألا أن ينجدهما السلطان، على العرب، حتى يستردوا ملكهم ، وإلتزم بحمل مال في كل سنة إلى مصر. فرسم بسفر الأمير أقتمر عبد الغني، حاجب الحجاب، ومعه، الأمير ألجاي أحد أمراء الألوف وعشرة أمراء عشرات، وثمانية أمراء طبلخاناه منهم أمير خليل بن قوصون، وأسندمر حرفوش الحاجب، ومنكوتمر الجاشنكير ، ودقماق بن طغنجى، ويَكتمر شاد القصر، وأمير موسى بن قرمان، وأمير محمد بن سرطقطاى، في عدة من المماليك السلطانية، وأخذوا في تجهيزهم من سادس عشر شهر ربيع الأول . وساروا في رابع عشرينه، وهم نحو الثلاثة آلاف فارس، فأقاموا بمدينة قوص ستة أيام، وإستدعوا أمراء أولاد الكنز من ثغر أسوان ورغبوهم في الطاعة، وخوفوهم عاقبة المعصية، وأمنوهم. ثم ساروا من قوص، فأتتهم أمراء الكنوز طائعين عند عقبة إدفو، فخلع عليهم الأمير أَقتمر عبد الغني وبالغ في إكرامهم. ومضى بهم أسوان، فخيم بظاهره من البر الغربي، أربعة عشر يوماً، نقل ما كان مع العسكر في المراكب من الأسلحة وغيرها على البر، حتى قطعت الجنادل إلى قرية بلاق فأكمل نقل الأسلحة، والغلال، وغير ذلك، وطلعت المراكب من الجنادل، وأصلح ما فسد منها في طلوعها من الجنادل، وصارت من وراء الجنادل، وشحنت بالأسلحة والغلال، وبقية الأزواد، والأمتعة، ومرت في النيل. وسارت العساكر، تريد النوبة، على محازاتها في البر، يوماً واحداً، وإذا برسل متملك النوبة قد لاقتهم، وأخبروهم بأن العرب قد نازلوا الملك، وحصره بقلعة الدو فبادر الأمير أقتمر عبد الغني لإنتقاء العسكر، وسار في طائفة منهم تجريدة، وترك البقية مع الأثقال. وجد في سيره، حتى نزل بقلعة أبريم، وبات بها ليلته، وقد إجتمع بملك النوبة، وعرب العكارمة، وبقية أولاد الكنز، ووافاه بقية العسكر. فدبر مع ملك النوبة على أولاد الكنز، وأمراء العكارمة، وأمسكهم جميعاً. وركب متملك النوبة في الحال، ومعه طائفة من المماليك ومضى في البر الشرقي إلى جزيرة ميكائيل حيث إقامة العكارمة. وسار الأمير خليل بن قوصون في الجانب الغربي، ومعه طائفة، فأحاطوا جميعاً بجزيرة ميكائيل عند طلوع الشمس، وأسروا من بها من العكارمة، وقتلوا منهم عدة بالنشاب والنفط ،وفر جماعة ونجا بعضهم، وتعلق بالجبال وغرق أكثرهم. وساق بن قوصون النساء والأولاد ، والأسرى والغنائم، إلى عند الأمير أَقتمر، ففرق عدة من السبي في الأمراء، وأطلق عدة، وعين طائفة للسلطان. ووقع الإتفاق على أن يكون كرسي ملك النوبة بقلعة الدو، لخراب دمقلة، كما مر ذكره، ولأنه يخاف من عرب بني جعد أيضاً إن نزل الملك بدمقلة أن يأخذوه فكتب الأمير أقتمر عبد الغني محضراً برضاء ملك النوبة بإقامته بقلعة الدو، وإستغنائه عن النجدة، وأنه أذن للعسكر في العود إلى مصر. ثم ألبسه التشريف السلطاني، وأجلسه على سرير الملك بقلعة الدو، وأقام إبن أخته بقلعة أبريم. فلما تم ذلك جهز ملك النوبة هدية للسلطان، وهدية للأمير يَلْبُغاالأتابك، ما بين خيل، وهجن، ورقيق، وتحف. وعاد العسكر ومعهم أمراء الكنز، وأمراء العكارمة في الحديد. فأقاموا بأسوان سبعة أيام، ونودى فيها بالأمان والإنصاف من أولاد الكنز. فرفعت عليهم عدة مرافعات، فقبض على عدة من عبيدهم ووسطوا. ورحل العسكر من أسوان، ومروا إلى القاهرة، فقدموا في ثاني شهر رجب، ومعهم الأسرى، فعرضوا على السلطان، وقيدوا إلى السجن، وخلع على الأمير عبد الغني، وقبلت الهدية"[/rtl]
ثم عادت الحملة ومعها أسرى بني الكنز (من بني ربيعة وبني هلال وفزارة وزغبة وجهينة) وكذلك بني جعد وأودعوهم السجن عند بلوغهم أسوان، فتولى واليها الأمير حسام الدين المشهور (بالدم الأسود)، قتلهم جميعا بعد تعريضهم للتعذيب عن طريق تسمير أجسادهم فوق ألواح خشبية والتشهير بهم ، ثم بعث برؤوسهم